رواية ابواب الفصل التاسع 9 - بقلم هنا عادل

  

رواية ابواب الفصل التاسع 9 - بقلم هنا عادل

كان مستغرب زين من المكان اللى هو فيه، واستغرب اكتر من الاسم اللى سمعه، اتكلم زي المجنون اللى لو حد شافه وهو واقف بيتكلم مع نفسه كده كان هيشك فيه، محدش عارف انه شايف اللى بيتكلم معاه رغم ان محدش تاني هيقدر يشوف، قال زين:
– انا معرفش حاجة هنا، انا عمري ما جيت المكان ده، كهف بحر ايه ده اللى اروحه؟ وهروحه ازاي؟
ابتسم الكيان وقال بصوت تخين:
– لوسيفر هيكون معاك.
وقبل ما يتكلم زين تاني حس ان الدنيا بتلف بيه وفى اقل من لحظة المكان حواليه اتغير تماما، شاف نفسه فى مكان واااااااااااااااااااااااسع جدا كله اشجار وارض خضرا، بيبص حواليه شايف الدنيا فاضية، عربيات قليلة واقفة على الاسفلت اللى بين كل جنينة والتانية فى صفوف وكل عربية راكنة بعيد عن التانية بمسافة، يبص حواليه ويتحرك، المكان كله بنفس الشكل، مكانش عارف هو فين، رغم انهم معاه الا انهم سابوه يتفرج ويشوف المكان اللى هو فيه، زين اتكلم وهو حاسس انه تايه ومش عارف المفروض يتحرك على فين ولا يمشي ازاي، قال بصوت هادي وهو قلقان حد يسمع صوته وهو بيكلم نفسه لان محدش هيشوفهم معاه:
– طيب اخرة المتاهة اللى احنا فيها دي ايه؟
رد لوسيفر وقال:
– مكان جديد، مش حابب تشوف مكان جديد؟
زين بهدوء:
– مكان جديد وانا مش عارف هعمل فى ايه؟ واقف زي التايه!
لوسيفر:
– طيب اتحرك عكس اتجاهك.
زين لف جسمه والمشهد اللى كان وراه بقى قصاده، مشى بهدوء وخطوات قلقانة من اللى جاي، لكن لوسيفر قال:
– متقلقش، انت مش لواحدك، اتحرك فى نفس الطريق…هتوصل.
فعلا فضل زين ماشي شوية وهو شايف ان المكان ده كله شبه بعضه، جناين، اشجار عالية جداااااااااااا، شوارع كتير جدا مفيش فيها اي حاجة الا عربيات قليلة جدا، حتى مكانش عارف فيها ناس ولا لاء؟ واخيرررررررررررررررررررررا وصل زين تقريبا للمكان المقصود، شم ريحة البحر ووقف قدام سور راكن قدامه عربيات، فيه ناس واقفة برة العربيات دي، شباب بيضحكوا ويهزروا، بيغنوا وبيتكلموا، شاف زين من ورا العربيات والشباب والسور البحر اللى السما السودا عكست لونها عليه واللمعة اللى على سطح البحر كله لفتت انتباهه، اتحرك يقرب من السور بس بيبعد عن العربيات وعن الشباب فبيمشي على طريق السور لكن فى عكس اتجاه الزحمة اللى اتفاجئ بيها، هي مش زحمة اوي بس بالنسبة للفراغ اللى كان شايفه فى الجنينة كلها يعتبر التجمعات الخفيفة دي زحمة، بعد شوية حس زين انه بعد عن الناس، وقف ورا السور اللى ارتفاعه اقصر من انه يشوف البحر من وراه وبقى شايف زين البحر بكل وضوح واستمتاع، وقف يتفرج على المنظر والمكان اللى اول مرة يشوفه، بص على اليمين علشان يشوف هو بعد مسافة قد ايه عن الناس اللى كانوا واقفين على البحر، لكن لاحظ انه بعد عنهم لدرجة انه مش شايفهم ولا شايف حاجة تدل على وجودهم اصلا، رجع بص تاني للبحر بأستمتاع وقال:

– لوسيفر، احنا فين؟
رد لوسيفر اللى كان حاضر وظهر بلمح البصر:
– احنا فى طريقنا لكهف البحر.
اتكلم زين وقال:
– يعني المكان ده اسمه كهف البحر؟ هو ده المكان اللى انت عايزه ولا ايه؟
لوسيفر:
– كهف البحر موجود هنا، المكان ده اسمه جزيرة الجن، لكن بالنسبة لعالم البشر….اسمه المنتزة.
زين:
– المكان ده حلو جدا، مريح وهادي كده، انت عايز ايه من المكان ده؟
لوسيفر:
– هتعرف دلوقتي، بلاش تسأل كتير يا قادوس، حاول تتحرك اكتر ما تتكلم.
اضطر يسكت زين وجواه مليون سؤال، لكن اتكلم صوت تاني غير صوت لوسيفر وقال من غير ما يظهر:
– اتحرك يا قادوس، لازم بداية المهمة تنتهي قبل طلوع النهار.
كان زين بيتضايق جدا من اسم قادوس ده، اتكلم وعبر عن استياءه وقال:
– ليه قادوس؟ انا اسمي زين، لو مش عايزين تقولوا زين عادي، بلاش تقولوا اسماء اصلا.
جه الصوت وقال:
– اتحرك يا قادوس.
اتعصب زين، لكن فهم ان كلامه ده مالهوش لازمة، والافيد انه يتحرك علشان يخلص ويلحق يرجع القاهرة تاني، كانت حركته دي نتيجة تحرك اللى معاه ومتحكمين فى جسمه، كان ممكن يعملوا كل ده من غير ما يحس، لكن هو مكانش عارف ايه الهدف من انه يكون واعي للي بيحصل؟ كان ماشي فى نفس طريق السور لحد ما اختفى السور تماما وشاف زين سلالم، كانوا درجات كتير جدا وكأنه نازل بيهم لقاع البحر، اتوتر شوية، شكل البحر فى الضلمة مع الامواج اللى كانت عالية، مع الهدوء والفراغ، مع شكل السلالم، كلها حاجات حسست زين انه متوتر، هنا اتكلم لوسيفر اللى كان خارج جسم زين ومرافقه فى الطريق:

– لازم تكون قوي، الضعف هيأذيك، افتكر.
ركز زين واخد نفس، وقف على اول درجة من درجات السلم وسأل:
– هو انا رايح فين؟ السلم ده واصل لحد البحر، البحر عالي؟ اكيد مش هتنزلوني البحر دلوقتي؟!
من غير اجابة رجلين زين اتحركت لدرجات تانية من السلم وابتدا ينزل رغم انه مش عايز ينزل، حاول زين يمنع نفسه من الحركة، لكن سيطرتهم على جسمه كانت اقوى من سيطرته، وفعلا وصل زين لأقرب درجة من المياه ووقف اول ما المياه غطيت رجليه، قلق واتوتر وقال:
– انا لو نزلت هنا اكيد هغرق، البحر عالي.
رجليه اتحركت تاني غصب عنه ونزل اكتر ووصل لأخر السلم، وصلت المياه لنص جسمه، كانت باردة جدا، الامواج كانت عالية ورغم انه واقف والمياه عند نص جسمه الا انه كله كان غرقان بسبب قوة اندفاع الامواج، حس زين فى الوقت ده انهم عايزين يخلصوا منه ويغرقوه، خاصة لما حس برجليه بتتحرك اكتر وبيدخل جوة البحر اكتر، مبرق عنيه، ساكت مش قادر يسأل وكأنهم منعوه من انه يتكلم، ماشي فى نفس طريق السلم لكن جوة البحر، كان طول زين بيختفي، اتأكد انه هيغرق، وزود تأكيده ده رجليه اللى غرست فى الرمل تحت المياه، صوته مش عايز يطلع، المياه باردة والقلق مسيطر على الموقف لكن بيحاول ميبقاش خايف او ضعيف، رغم تأكده من انه هيغرق الا انه من وجهة نظره يغرق ولا أن هما اللى يخلصوا عليه، لكن اللى كان غريب ان زين حس ان فيه حاجة سحبت رجليه من تحت، بعد ما كان بيحاول يطلعها من الرملة اللى غرست فيها…اتسحب كله لتحت…مش تحت المياه، لاء ده حتى تحت الرملة اللى تحت المياه اللى غاص زين تحتها، غمض عنيه واستسلم، ولا كتم نفسه ولا حاول يعوم ولا حاول يبذ اي مجهود، هو مقتنع ان هما عايزين يعملوا ده، ومتأكد انه لواحده مش هيقدر يقاومهم او يمنعهم، مكانش عارف ان المكان ده هو الطريق لكهف البحر، معرفش غير لما سمع صوت لوسيفر بيقول:
– وصلنا يا قادوس، اخيرا قدرت توصلنا.
بيفتح زين عنيه بصعوبة مش من تعب ولا ارهاق، لكن كان حاسس انه بيتخيل، اتكلم صوت لوسيفر من تاني وقال:
– انت لسه طريقنا لمهمات لازم تتنفذ، ولما يكون ليك بديل وقتها ممكن تقلق يا قادوس، افتح عنيك احنا وصلنا.
فعلا فتح زين عيونه بشك وابتدا يبص حواليه علشان يكتشف انه عايش، مغرقش، مش بس كده، لاء ده مكان جديد عن اللى كان فيه من دقايق، قادر يفتح عنيه، وقادر يتنفس، وقادر يشوف ضوء عكس الضلمة اللى كان فيها على سطح البحر، هنا صوته خرج وكأنهم سمحوا له انه يتكلم:

– احنا فين؟ ايه المكان ده؟
رد لوسيفر:
– ده كهف البحر.
زين:
– يعنى المكان ده في البحر؟
لوسيفر:
– تحت قاع البحر.
زين:
– بس انا بتكلم وبتنفس عادى!
لوسيفر:
– افتح البوابة يا قادوس.
زين:
– بوابة؟! بوابة ايه؟
لوسيفر:
– بوابة النجاة، وصولك للمكان ده حتى لو بأرادتنا ده معناه انك مفتاح لبوابة النجاة، بشر كتير من سلالتك مقدروش يكونوا مفتاح للبوابة، مقدروش يوصلوا للكهف، الطريق مفتحش ليهم.
زين حس بأنه مميز باللي سمعه ده وقال:
– اعمل ايه؟
لوسيفر:

– قرب من البوابة، مد ايديك عليها، وبحركة دائرية اكتب اسمائنا…اسماء الامراء السبعة.
زين اتحرك ناحية البوابة، كانت بوابة شكلها غريب، نقوشها تدل على ان البوابة من الخشب، لكن هي كانت معدن، حديد تقريبا، نقوش ورسومات غريبة بارزة وكأنها مجسمة وحقيقية، وضوء اخضر جاي من ورا البوابة دي ابتدا يظهر لما قرب منها زين، ابتدا الضوء يشع من جوانب البوابة ومن فوق وتحت لدرجة ان النقوش اللى على البوابة كانت مضيئة بنفس اللون، حس برهبة بتبعده عن البوابة، لكن قاوم زين وقرر يثبت انه مميز فعلا، مش بس كده، هو قالها بصوت مسموع:
– فضولي مموتني اعرف ايه اللى ورا البوابة دي!

 

تعليقات