رواية لعاشر جار الفصل السابع 7 - بقلم سلمى رأفت
7-المشفى_Round 2
ربت هو علىٰ شقيقه قائلًا بمرحٍ :
_لا جدع أقنعتني، هات يا تيتو بوسة.
دفع "تيام" أخاه وهو ينظر حوله ثم أردف قائلًا كأنه يُبعد سارق :
_ياعم أوعىٰ بطل تلزيق الناس تفهمنا غلط!
كاد أن يُرد شقيقه عليه لكن صوت شهقة "عائشة" العالية استوقفتهم واندفع "تميم" نحوها قائلًا بقلقٍ :
_في إيه مالك؟؟
أشارت له علىٰ احدى الشباب الذي كان ممسكًا في يده مشروب غازي من إحدى الشركات العالمية "بيبسي" حينها ذهب "تميم" و "تيام" له وأردف الأول قائلًا بسخرية :
_إيه يا نجم إللي بتشربه ده؟؟
نظر الشاب إلىٰ ما في يده باستنكار قائلًا :
_إيه مش شايف؟؟ بشرب بيبسي مش خمرة يعني!
رد عليه "تيام" بضجرٍ قائلًا :
_أنت عارف لو بتشرب خمرة، كُنت هقولك ماليش دعوة كُل واحد عارف الصح من الغلط لكن تشرب بيبسي قدامي!! لأ ده أنا أهينك هنا!
تدخلت احد الفتيات قائلة باستخفاف :
_طب ما يشرب بيبسي يعني إيه اللي جرا؟؟
ردت عليها "سما" قائلة بتريث:
_اللي جرا إنك شاركتي في قتل أخواتنا في فلسطين، الناس هناك حرفيًا مفيش أكل بيدخلهم والجنود هناك بيشتروا أسلحة يقتلوا بيها أخواتنا بسبب دعم الشركات دي للما يتسموا، وده أضعف الإيمان إننا نقاطع الشركات دي لأن محدش فينا هيروح ويحارب معاهم فعلىٰ الأقل نعمل حاجة ولو بسيطة ليهم، الموضوع بسيط جدًا، فيه الشركات مصرية بتظهر وفيه منتجات مصرية بجد لا يُعلىٰ عليها فليه تدعمي حاجة غير منتج بلدك؟؟ أحنا بنقاطع علشان علىٰ الأقل لما نروح عند ربنا يكون عندنا رد إننا ساعدناهم حتىٰ لو بحاجة بسيطة، أحسن من اللي يروح وهو معندوش حاجة يقولها.
رد عليها احد الشباب قائلًا :
_بس فيه منتجات اتعودنا عليها ومنقدرش نستغنى عنها ده غير برضو أن اللي شغالين في الشركات دي مصريين فأنتِ كده بتقطعي عيشهم,
رد "غيث" عليه قائلًا :
_ماهو من أهداف المقاطعة أصلًا إننا نقفلهم الشركات دي والعمال يمشوا، ده مش مبرر خالص، ربنا اسمه الرزاق زي ما رزقه هنا هيرزقه هناك، وبصراحة يعني إحنا هنا بنتدلع علىٰ شوية أكل وشُرب اللي هما أصلًا يعتبر زي snacks مش حاجة يعني الواو، وجرب تشوف ڤيديو واحد ليهم بس وعن اللي بيعشوه هناك صدقني هتفضل مقاطع طُول حياتك، لأن محدش أبدًا هينسىٰ اللي حصل فيهم كفاية أوي أن فيه دول المفروض كانوا يبقوا أول الداعمين ليهم لأننا أمة عربية راحت وغدرت.
أردف "چودي" بنفاذ صبر قائلةً :
_الخلاصة، الناس اللي مش مقاطعة دول بيثبتوا إن جملة "أقصىٰ طموح البهايم علفها" صح.
ردت "عائشة" قائلةً بنبرةٍ أعربت عن بغضها لِهذه المنتجات :
_الصراحة كده أنا مش مقاطعة، أنا مستغنية وللأبد.
جاء إليهم مشرف الرحلة قائلًا :
_إيه يا جماعة وقفتوا ليه؟؟ يلا نكمل لسه فيه Activities كتير هنعملها!
سار خلفه الجميع بحماسٍ عما هو آتٍ، في مكانٍ آخر علىٰ بُعدٍ منهم، كان "يوسف" يعطي هاتفه لِشقيقه قائلًا :
_خُد أمسك صورني جنب التمثال ده، وجيب الـ Outfit كُله.
زفر شقيقه بضيق قائلًا بنزقٍ :
_ياعم قرفتني!، دي الصورة رقم واحد وعشرين اللي اصورهالك ده ناقص اصورك جنب القطة اللي بتحرس المعبد!!
رد عليه الآخر بازدراء قائلًا:
_علىٰ فكرة أنت فتاي، القطة دي في أسوان وأحنا في الأقصر، هبقىٰ أتصور مع عم حمدي أما أخرج فكرتني.
رد "عليه يونس" بضجرٍ قائلًا:
_الشمس كلت نفوخي منك ومن صورك دي!
أردف "يوسف" قائلًا بإستعطاف :
_يلا ياعم الونانيس عايز أنزلهم علىٰ الإنستجرام.
زفر "يونس" بقوة وأخذ يلتقط له الصور بضجرٍ وسخط.
___________________________________
_في شقة "شريف عبدالظاهر" :
كانت "بوسي" جالسة تتابع باهتمام أحد قنوات الطبخ وعِند إنتهاء البرنامج التلفزيوني قامت متوجهةً نحو المطبخ قائلةً لِنفسها :
_الوصفة دي هعملها لِشيفو قُرة عيني، علشان أبان أني ست متجددة ومعاصرة.
دلفت للمطبخ تُحضر هذه الوصفة وعِندما انتهت من تحضيرها وضعتها علىٰ الموقد الغازي وحينها رن هاتفها فأجابت عليه قائلة :
_إيه يا "سوزي".. كده يا واطية متسأليش علىٰ أختك؟؟
ردت عليها الأُخرى قائلة بأسفٍ :
_معلش بقىٰ عندي دي، وحشاني أوي، عاملين إيه؟ وكوكي حبيبة خالتو عاملة إيه؟؟
ردت عليها قائلةً بنبرةٍ أعربت عن أشتياقها لِشقيقتها :
_"كارما" هانم في المدرسة ومش مبطلة سؤال عليكِ، هتنزلي مصر إمتى؟؟
ردت هي بحزنٍ قائلةً :
_لسه كمان شهرين لما "سيف" يعرف ياخد أجازة من شغله.
أردفت "بوسي" بضجرٍ قائلة :
_أنا هموت وأعرف مستحملاه إزاي بجد!، الله يكون في عونك منه، إوعي يكون بيزعلك ولا مد إيده عليكِ تاني؟!
ردت عليها بثباتٍ مزيف قائلة :
_لا طبعًا دي كانت ساعة شيطان بس منه لكن إحنا كويسين الحمدلله، عايزة حاجة؟؟
ردت هي والدموع تلمع في مقلتيها قائلةً :
_عايزة سلامتك يا "سوزان" بالله عليكِ كُل ما تفضي رني عليا طمنيني عليكِ.
_حاضر يا حبيبتي، سلام.
أغلقت "بوسي" معها وهي تمسح دموعها التي انهمرت علىٰ وجنتيها وحينها جاء إلىٰ أنفها رائحةً كانت وتبدو رائحة شيء يُحرق نظرت إلىٰ الموقد بفزعٍ عندما رأت الدخان يملأ المكان بسبب أن الطعام قد احترق، ظلت تسعل بشدة حتىٰ فقدت وعيها فوقعت مغشيةً عليها.
_في شقة "سعيد الشريف" :
كانت "أمل" واقفة تُحضر وجبة الغداء وحينها اشتمت رائحة الدخان فهرولت إلىٰ زوجها قائلةً بفزعٍ :
_يلهوي يا "سعيد" في ريحة دخان جامد تعالىٰ نشوف ممكن حد نسي حاجة علىٰ البوتجاز من العمارة!
وقف "سعيد" باستنكار و اتجه نحو باب الشقة وفتحه حينها وجد الدخان آتٍ من الأسفل، فهرول يتخطى الدرج ووجد أن هذا الدخان منبعث من شقة "شريف"؛ وأخذ يطرق علىٰ الباب ويضغط علىٰ الجرس قائلًا بفزعٍ :
_يا مدام "بوسي" يا أستاذ "شريف"!
جاءت "أمل" نحوه قائلة بفزعٍ :
_انزل شوف حد يكسر الباب بسرعة الدخان بيزيد!!
ركض "سعيد" نحو شقة "مدحت" يطرق الباب بقوة حتىٰ فتح له "مدحت" قائلًا باستنكار :
_في إيه يا "سعيد" بتخبط كده ليه؟؟
رد "سعيد" وهو يلهث قائلًا :
_تعالىٰ بسرعة وهات مفتاح شقة أستاذ "شريف" فيه دخان جامد أوي طالع منها وبنخبط مفيش بيرد.
ذهب "مدحت" نحو غرفته يجلب مفاتيح الشقق الاحتياطية التي تبقىٰ نسخة معه في حالة حدوث أي حالات طوارئ بدًلا من كسر الباب، وذهب مع "سعيد" حينها وجد جميع السكان يحاولون الوصول لِردٍ من الداخل، و أردف "مدحت" مسرعًا :
_وسعوا يا جماعة معايا المفتاح هفتح أهو.
أفسح له الجميع المجال حتىٰ فتح باب الشقة وأردف "عزت" موجهًا حديثه للنساء قائلًا :
_أدخلوا أنتم شوفوا علشان لو حد جوا، البيوت ليها حرمتها برضو.
دخل النساء جميعهم نحو المطبخ ووجدوا "بوسي" مغشيةً عليها حينها قالت "ناهد" بفزعٍ ولوعة :
_يلهوي يابنتي! شيلوها يا جماعة نطلعها برا وحد يحاول يطفي النار دي.
اقتربت"ميادة" من الموقد تغلقه وقامت بفتح النافذة الخاصة بالمطبخ حتىٰ يخرج الدخان وخرجت لهم وكانوا يحاولن إفاقتها ولكن دون جدوىٰ حينها أردفت "أميرة" قائلة :
_ودوها مستشفىٰ بسرعة، صدرها اتملىٰ من الدخان.
وضعت "أمل" علىٰ "بوسي" حجابها، وخرجت "حنين" تخبرهم بالخارج لِيطلبوا الإسعاف وكانوا يحاولون الوصول إلىٰ "شريف" الذي جاء مسرعًا من عمله قائلًا بلوعةٍ :
_هي فين "بوسي"؟؟ إيه اللي حصل؟؟
هرول لِـ داخل الشقة حينها أردفت "أميرة" قائلةً تحسه علىٰ الإسراع :
_خد شيلها بسرعة وديها المستشفى، الدخان كانت كتير أوي وصدرها أتملىٰ منه.
حملها "شريف" بقلقٍ ونزل متوجهًا نحو سيارته، وجاء جميعهم خلفه يستقلون سيارتهم وهم يقودون بسرعةٍ قاصدين المشفىٰ.
____________________________________
_في إحدى البنايات المقابلة لِـ بناية "مدحت الصاوي" :
كان يأتي صوتًا عاليًا من أحد الطوابق ويبدو أنه صوت شِجار أحد أفراد العائلة ف أردفت "چنى" قائلةً بإستياء :
_خلاص يا بابا، خلاص يا ماما، صلوا ع النبي كده في قلبكم، ده شيطان ودخل مابينكم!
أردفت "مي" والدة "چنىٰ" قائلةً بسخطٍ :
_بلا أهدي بلا زفت!، والله ماهسيبك يا "أنور" يابن بياعة البسلة!!
كان "چنىٰ" مثل الحاجز بينهم فا قام "أنور" بِـ مد يده علىٰ "مي" محاولةً منه لإمساكها وهو يقول مردفًا بسخطٍ :
_ياست أنتِ ماتخلنيش أتغابى عليكِ، أنا خلقي ضيق ومش ناقص!!
ردت عليه هي بنزقٍ:
_طب أتغابى بقىٰ ووريني أخرك، علشان أنا قعدالك أنهاردة!
دُفعت "چنىٰ" من بينهم بعدما دفعتها والدتها نحو الأريكة ف قالت بنفاذ صبر :
_أنا زهقت ليكم ورب الكعبة، أنا نازلة ياكش تموتوا بعض!
لم يُبدي أحدًا منهم إهتمامًا لها حيثُ كانوا منشغلين في العراك فا إنسحبت من الشقة بضجرٍ عما يُحدث يوميًا من عراك وشِجار من والديها ووقفت أمام باب الشقة قائلة بيأس :
_يا الله منكم!، طب حتىٰ جددوا ف الخناق؟، حسبي الله ونعم الوكيل معرفتش أشوف الإعادة بتاعت الجزء التالت من Harry Potter.
نزلت من البناية حتىٰ تسير حول المنطقة بدون إي هدف.
في مكانًا آخر علىٰ بُعدٍ بسيط منها كان يوجد من يقول وهو ممسكًا احد باقات الورد :
_ألو يا "مؤنس"، يابني عمارة ولا برج ده كُلهم شبه بعض!، يارب الصبر، طب أقفل أقفل لقيت عمارتكم.
أغلق هاتفه وتوجه بنظره نحو الطريق فا وجد من تعبره بشرود وكان هُناك سيارةً تأتي مسرعة ولكنها كانت شاردة فا لم تنتبه من الأساس، هرول نحوها وقبل أن تصل السيارة إليها دفعها بعيدًا عن موضع السيارة وحينها وقعت علىٰ رصيف الشارع و ذهب إليها قائلًا بقلقٍ :
_مش تحاسبي يا آنسة؟، أنتِ كان علىٰ آخر لحظة وتتخبطي!، بس ربنا سترها.
وقفت "چنىٰ" ممسكة بيدها بألمٍ من آثار الدفعة، ووجهت نظرها نحو قائلة بعدم إكتراث :
_شكرًا تعبت نفسك، عن إذنك.
وذهبت هي من أمامه حينها قال هو مردفًا ف نفسه :
_هو المنطقة كُلها قليلة الذوق ولا إيه؟؟ صحيح على رأي المثل لما كانوا بيوزعوا الذوق كانوا نايمين فوق، يلا بلاش نجيب في سيرة الناس.
أقترب من بناية صديقه بينما هي كانت جلست علىٰ احدى المقاعد المتواجدة في الشوارع واضعةً يديها ف رأسها بتعبٍ عما يحدث لها ولِـ عائلتها فا وجدت من يُربت علىٰ رأسها فا رفعت وجهها ووجدت طفل وطفلة توأم أمامها فا قالت بلطفٍ :
_إيه يا حلوين؟؟ مستنين حد؟؟
حركوا رأسهم بالنفي فا أردفت الطفلة قائلةً ببراءة :
_أنا اسمي "نادين" وهو اسمه "نديم"، إحنا مش مستنين حد إحنا لاقيناكي زعلانة فا قولنا نشوف مالك زعلانة ليه.
وأردف "نديم" قائلًا ببراءة ولطفٍ :
_علشان ماما قالت لينا لو حد زعلان حاول تفرحه علشان تاخد حسنات كتير وأحنا جايين ناخد حسنات ونفرحك.
أبتسمت هي علىٰ برائتهم وحينها أردفت "نادين" قائلة :
_أنتِ اسمك إيه؟؟
_"چنى"، اسمي "چنىٰ"
أردف "نديم" قائلًا :
_الله اسمك حلو أوي يا "چنىٰ".
أردفت "چنىٰ" وهي تحملهم علىٰ فخذيها قائلة :
_أنتم ساكنين هنا؟؟
أومأوا بالموافقة وأشارت لها "نادين" علىٰ بنايتهم فا أردفت هي قائلة :
_أنتم طلعتوا ساكنين جنبي، خلاص كده إحنا هنبقىٰ صحاب، أوكي؟؟
هزوا رؤوسهم بفرحةٍ وأحتضنوها وأضافت هي أيضًا قائلةً :
_أنتم مش جايين مع مامتكم؟؟
أردف الصغير قائلًا :
_مامي في السوبر ماركت بتجيب حاجات وإحنا زهقنا وتعبنا أوي فا استأذنها نخرج وبعدين شوفناكِ هنا.
حركت "چنىٰ" رأسها بتروٍ ووقفت ممسكة بأيديهم قائلة :
-طب يلا أوديكم لِـ مامتكم علشان متقلقش عليكم.
تحركوا معها قاصدين السوق التجاري وحينها قالت "نادين" بفرحة :
_مامي أهي خرجت!
تحركت والدتهما نحوهم قائلة :
_كنتم فين؟ مش قولتلكم تقفوا برا؟
ردت "چنىٰ" بلطفٍ قائلة :
_معلش إحنا آسفين أنا كُنت قاعدة برا وهم جم يشوفوني ربنا يحفظهملك يارب
أردفت السيدة بودٍ قائلة :
_تسلميلي يا حبيبتي، يلا علشان نروح؟
أردف "نديم" قائلًا :
_يا مامي ممكن تخلينا نبقىٰ نروح نقعد مع "چنىٰ" شوية هي جميلة أوي.
أردفت "چنىٰ" بسعادةٍ قائلةً :
_إحنا ساكنين جنب بعض هنا، بس هو سؤال حضرتك شكلك صغير أوي مع أن "نادين" و "نديم" ممكن حوالي ست سنين!
_دي حقيقة، أنا لسه في آخر سنة في طب بشري، وبلاش حضرتك دي أنا عندي 25 سنة بس واسمي "أيسن" .
ردت وهي تتجه معها نحو بنايتهما قائلةً :
_أنا أصغر منك بسنة يعتبر بس أنا مهندسة ميكانيكا، دي عمارتي أهي ممكن أخد رقمك ونبقىٰ صحاب لو مش هضايقك وممكن تبقي تنزليلي العسلات دول يقعدوا معايا في الجنينة اللي هنا؟؟
_أكيد طبعًا، أنا أصلًا معرفش حد هنا خالص مع أني ساكنة بقالي كتير، مش بحب الإختلاط أوي.
تبادلا أرقام الهواتف وودعت هي الصغار بفرحةٍ وهي تتجه نحو بنايتها آملةً أن يكون والديها قد أنهوا الشِجار اليومي.
__________________________________
_في المشفىٰ :
كانوا جميعًا بالخارج منتظرين الطبيب الذي خرج وهو يقول :
_الحمدالله أنكم لحقتوها لأن هي شمت دخان كتير، أحنا دلوقتي حطينا ليها تنفس بالأكسجين علشان الرئة ترجع تشتغل تاني ويُفضل تستنى أربعة وعشرين ساعة هنا وشوية وأدخلوا ليها تكون بقت أحسن.
تنفسوا جميعًا الصعداء وذهب الطبيب وقال "نوح" بعد أن جلب لهم العصائر وهو يعطيها لهم :
_أمسكوا يا جماعة أشربوا أنتم واقفين علىٰ رجليكم بقالكم كتير.
تناولها الجميع منه وشكروه بلطفٍ وحينها مال "عمر" علىٰ "مروان" قائلًا بهمسٍ :
_هما دول السكان الجداد؟؟ بس شكلهم ذوق دول واقفين معانا من بدري وأحنا حتىٰ لسه منعرفش بعض!
أردف "مروان" بحكمةٍ قائلًا :
_هما الناس كده، بيبان معادنهم ف المواقف اللي زي دي، حتىٰ لو ميعرفوش بعض أو فيه بينهم خلاف لِـ رب السما، الجدع وابن الأصول مش بيتحجج بحاجة، بتلاقيه في ضهرك أول ما ظرف يحصل حتىٰ لو بينكم إيه، وقدامك أهو ميعرفش حتىٰ حد فينا وجيه معانا من بدري ونزل وأشترىٰ عصير للواقفين كُلهم وكلف نفسه، أسمعها مني، الناس معادن ويبخت اللي ناسه من دهب.
أردفت "عمر" قائلًا بحماسٍ :
_هنبقىٰ نتعرف عليه بس أما أنطك "بوسي" تقوم بالسلامة علشان منتعلقش هنا.
ضحك "مروان" بخفوتٍ حتىٰ أردفت "أمينة" قائلةً :
_يا جماعة أقعدوا إرتاحوا لسه مش هندخل دلوقتي، والحمدالله جت علىٰ قد كده أحمدوا ربنا إن إحنا لحقناها.
حمد الجميع الرب عما حدث ثم ذهبوا للمقاعد التواجدة بالمشفىٰ حتىٰ تستفيق "بوسي" من ظُلمتها.
_________________________________
كان يسير في طُرقات المبنىٰ بكُل هيبةٍ ووقار يليقان به، طرق علىٰ الباب وكان هناك صوتًا من الداخل يؤذن له بالدخول دلف وهو يقول :
_سعادة اللوا معلش أتأخرت عليك.
أردف اللوا "نظمي" قائلًا :
_تعالىٰ يا "يحيى" عايزك.
جلس "يحيى" علىٰ أحد الكرسين المقابلين وهو يقول :
_أؤمر حضرتك.
رد وهو ينتهد بقوةٍ قائلًا :
_أنا عارف إنك سايب الشغل ومن فترة طويلة أوي، بس إحنا محتاجينك.
رد عليه الآخر بهدوءٍ قائلًا :
_أنا معنديش إستعداد أرجع للمخابرات تاني، أنا مرتاح ف مجالي دلوقتي.
أردف "نظمي" بهدوء يماثل الذي أمامه :
_عارف ومقدر، بس الموضوع يهمك، الخلية الإرهابية اللي منتشرة اليومين دول ومحدش عارف يجيبها هما هما نفسهم الي صفيتهم زمان بس للأسف طلع فيه شبكة تانية تبعهم.
تصاعدت الدماء في وجهه ثم أردف بثبات ونبرة جامدة :
_ويا ترى بقىٰ سيادة اللوا "إمام" عارف باللي بيحصل ده؟؟
:أردف هو قائلًا
_للأسف عارف، بس مفيش خلافات شخصية في الشغل وأتمنىٰ تدرس الموضوع لأن هما رجعوا تاني علشانك أنت بسبب أن أنت وبفضل ربنا صفيت عليهم وعلىٰ كبيرهم بس للأسف طلع في ناس تانية مشتركة معاهم بس هما أذكيا جدًا يمكن أذكىٰ من قائدهم كمان خد وقتك.
وقف "يحيى" متجهًا نحو الخارج بغضبٍ حاول دفنه ولكن إذا تغلب علىٰ دفن غضبه هل سيتغلب علىٰ دفن ذكرياته؟؟
_______________________________
- يتبع الفصل التالي اضغط على (لعاشر جار) اسم الرواية