Ads by Google X

رواية اللعنة الفصل السابع 7 - بقلم مني حارس

الصفحة الرئيسية
الحجم

   

 رواية اللعنة الفصل السابع 7 - بقلم مني حارس

الله أكبر الله أكبر ..

لا إله إلا الله ..

– ياااه الحمد لله رب العالمين , أخيرا صوت آذان الفجر , صابرين مكنتش مصدقة نفسها حست بالراحة الشديدة والأمان الكبير والمؤذن بيردد من بعيد الأذان , ” ألا بذكر الله تطمئن القلوب “, إحساس بالأمان والراحة اللي مكنتش حاسه بيه طول الليل ومن أول ما سكنت الشقه الشؤم دي حمدت ربنا وقامت تتوضأ وتصلي الفجر , هي عارفه إنها مقصرة في العبادات مش هتنكر ومش منتظمة في الصلاة بس حاسة إن نفسها تصلي نفسها تسمع حد يطمنها ومفيش أجمل من القرب من ربنا هيحسسها بالأمان والراحة , بصت على أولادها كانوا لسه نايمين , وقامت دخلت الحمام علشان تتوضأ لما فتحت الحنفيه مكنش فيه ميه خالص بس عملت صوت غريب وعالي , راحت على المطبخ فتحت الحنفيه مفيش ميه , كان في ازايز ميه في التلاجة راحت تجيب واحد لقيت التلاجة فاضية والازايز كلها فاضية , استغربت :



ازاي أنا كنت حطه تلت ازايز ميه معدنيه امبارح مش معقول الاولاد شربوهم ” , وهنا سمعت صوت سلمى بنتها بتقولها :

– ماما أنا عطشانه

– مش عارفة الازايز كلها فاضيه ليه انت قومت بالليل شربت يا سلمى وفضيتي انت واخوك

– لا يا ماما دى ريتا صاحبتي كانت عطشانه وشربت كل الميه اللي كانت بالأزايز.


صابرين حسيت بالغيظ الكبير اكيد سلمى لعبت بالميه بتاعة الشرب هي واخوها , وحمت العرايس بتاعتها لما نامت شويه صرخت بصوت عالي :

– انتوا ايه اللي عملتوا دا انتوا مبتفهموش مفيش ولا نقطة ميه نشربها

– مش انا يا ماما دى ريتا صاحبتي كانت عطشانه اووى وشربت كل الأزايز بسرعة

– اسكتي يا سلمى علشان ممسكش صاحبتك ارميها في الشارع دلوقتي احسن..

– بس ريتا مبتحبش الصوت العالي يا ماما وبتزعل وهى زعلها وحش اووى ..

– صرخت بصوت عالي اسكتي …

صابرين كانت فاكرة فاكرة إن بنتها بتتكلم عن عروستها اللي بتلعب معاها في الاوضة , مكنتش عارفه إن ريتا دي شخصيه حقيقية وبتظهر لسلمى اللي عندها ست سنين وبتلعب معها ..

ريتا دى كانت طفلة عندها ثمن سنين كانت عايشة في نفس الشقه بتاعة صابرين مع اخواتها التؤام ميرا ولارا , من سنين طويلة كان التلت بنات كانت أوضة سلمى وسيف هي أوضتهم وعايشين فيها , ودا كان بيتهم , البيت كله كان ملك جدهم “جوهر ”

وكانت عايشة مع اخواتها في الشقة اللي بالدور الثاتي من عمارة جدهم , وعمها محسن واولاده التلاته كان عايش بالدور الثالث والرابع ، وكان عمها مهيب وبنته الوحيدة , والدور الخامس كانت عمتها بدرية وابنها وجدها جوهر كان ساكن في اول دور مع عمها ” سيدنا ” ومراته اللي كانت بتكرهها اووى لأنها مكنتش بتحبهم ومكنتش بتحب حد هي وعمها ..

مكنتش بتحب العيال الصغيرة غير ابنها بس , من اول ما اتجوزها وعمها اتغير وبقى يكرههم كلهم ومكنوش بيقدروا يدخلوا شقة جدهم خالص , لانه تعب بعدها واتشل ومبقاش يتحرك وكان نايم على السرير علطول وكانت مرات عمها بترفض حد يزوره وبتقول انه نايم , كل الاطفال مكنوش عارفين ليه عمهم سيدنا بقى يكرههم كدة ويئذيهم علطول وبيرفض يزوروا جدهم جوهى ويشوفوه , ودايما يتخانق مع ابهاتهم ومشاكل كتير وصوت عالي ,.


بس الاولاد مكنوش فاهمين في ايه كلهم نفسهم يشوفوا جدهم جوهر ويطمنوا عليه ويحكلهم حدوته زى ما كان بيحكلهم زمان قبل ما عمهم يتجوز الساحرة الشريرة , بس عمهم رافض هو ومراته الشريرة انهم يدخلوا الشقة خالص وبتقول جدهم تعبان , والدكتور مانع الزياره كانوا دايما بيتجمعوا في الجنينيه يلعبوا سوا ويسمعوا صوت خنقات كتير ما بين امهاتهم وبين مرات عمهم الساحرة , ايوة كل امهاتهم وعمتهم كانوا بيقولوا إن مرات عمهم ساحرة وبتعمل سحر واعمال وملعونة.

وسحرت لعمهم سيدنا واتجوزها ويعني ايه اعمال وسحر مكنوش عارفين غير ان دا حاجة وحشة وشريره اووى , كان معاها ولد صغير ابنها , مكنش بيلعب معاهم خالص كان دايما قاعد في شقة جدهم جوهر , هو الوحيد اللي كان بيشوف جدهم وبيسمع حواديته لكن هما لا , مش مسموح لهم يدخلوا الشقه ابدا مهما حصل , كان الولد بيغظهم ويدايقهم دايما كان ولد شرير .

وفي يوم التمن اولاد قرروا لازم يدخلوا يشوفوا جدهم ويطمنوا عليه , يومها كان عمهم ومراته الشريرة وابنها خرجوا وكانوا قافلين على جدهم بالمفتاح وسايبنه لوحده في الشقة , وكان كل واحد فيهم باباه في الشغل , وكل طفل فيهم مامته كانت قاعدة تعيط في اوضتها , مكنوش فاهمين في ايه , وايه إللي حصل بس كانوا عاوزين يدخول الشقه , وقتها ريتا قالتلهم ممكن ندخل من الباب السري كلهم كانوا مرعوبين مرات عمهم كان شكلها وحش اووى وعيونها كانت بتتحول للون ابيض مخيف مبيبقاش فيها اي لون اسود , وعيونها كانت حوليها اسود وحاطه كحل تقيل أووى , ودايما شعرها منكوش , كانوا بيخافوا منها اووى وكل واحد منهم مامته بتقوله ابعد عنها وملكش دعوة بشقه جدك جوهر ولا سيدنا ومراته , كلهم كانوا بيسمعوا الكلام , إلا ريتا كانت عنيدة وبتحب جدها ومتعلقة بيه وكان نفسها تشوفه اووى

قالتلهم ايه رايكم ندخل من الباب السري

الاولاد كلها مكنوش عارفين فين الباب السري بس ريتا الشقية ضحكت وقالتهم بصوت واطى في باب سري بيوصل لشقة جدوا جوهر انا عارفه مكانه , كلهم بصوا عليها بعيون مذعورة ” الباب السري ”

الولاد كلهم رفضوا وكانوا خايفين وقالوا لا نروح نخبط على جدوا وهو هيفتح لنا , ريتا قالتلهم :


” انا هروح لوحدى لجدى جوهر من الباب السري وهفتح لكم باب الشقة ” وسابتهم ومشيت ومن يومها ريتا اختفت ومحدش عارف هي عايشة ولا ميته ..

الاولاد كلهم كانوا في الجنينه بيدورا على ريتا وعلى الباب السري لما اتاخرت عليهم , وهنا لقيوا سيدنا ومراته وابنها راجعين ومعاهم شنط سوداء كتير , كانوا خايفين على ريتا تكون دخلت الشقه فعلا , مكنوش عارفين يعملوا ايه بس كانوا عاوزين يعطلوا عمهم ومراته عن طلوع الشقة .

نادوا على ابن مراته الصغير وقالوا :

– تلعب معانا بالكورة فضل واقف يبصلهم ومش عارف يلعب ولا امه هتزعقله لو لعب معاهم ..

وهنا سمع صوتها القوى بتنادى عليه :

– حسين واقف عندك بتعمل ايه تعالى هنا بسرعة يا حسين …

&&&&&&

صابرين كانت حاسة بألم شديد وضيق في صدرها قررت لازم اصلي قالت لنفسها :

– ما فيش ميه هتيمم قربت من الحيطان علشان تلاقي تراب تتيمم بيه بس لما لمست الحيطان حست انها بتكهرب وحست برجفه عاليه , وهنا صرخت وبعدت ايديها بسرعة سلمى دخلت اوضتها وهي بتحاول تتسند على الحيطان وبتنادى على ميشو :

– كفاية يا ميشو ارجوك نقر في الخشب ماما هترميك في الشارع زى ريتا , وبعدها وطت صوته وهي بتكمل :

– متعرفش إن ريتا هتزعل ومش هتسبها تعمل كدة.

صابرين بصت عليها ومردتش , وبصت على الساعة كانت الساعة سبعه استغربت الوقت ازاي مر كدة واتأخرت , دا لسه الفجر مأذن من دقايق بس , بسرعه دخلت تلبس ولادها علشان توديهم المدرسة المخصصة ليهم لاصحاب الهمم والاحتياجات الخاصة , كانت سلمى نايمة في سريرها جنب أخوها قالت بصوت عالي :

– يلا يا سلمى علشان المدرسة , استغربت إن بنتها كانت نايمه فعلا , ومش عاوزة تقوم دى لسه كانت بتتكلم معاها , صحت اولادها ولبستهم ولبست هى كمان وفتحت باب الشقة ولقيت دم نقط دم وطبق في عيش ناشف وقرن خروف وحته قماش سوداء وفروة ارنب لسة مذبوح .

بصت للحاجة برعب وكانت هتموت هو مين اللي حاطط الحجات دى هنا وليه قدام باب شقتها , ونزلت تجرى وهي ماسكة ايد اولادها على السلم ومقدرتش تنطق ولا تصرخ كانت عاوزة تهرب من المكان دا بسرعة , عدت على شقة سيدنا ومكنش في صوت خالص وكأنها مهجورة بس في ريحة بخور ودخان ابيض كتير خارجة من تحت باب الشقة , واضح إنهم حاطين بخور الريحة مغرقة الدور والعمارة , ريحة بخور قوية أووى وفيها ريحة نتنه , حطت ايديها على بقها وحست انها هترجع .

وهنا سيف شد ايديها جامد علشان تسيبه , وقالته في ايه يلا يا ابني , كان في خاتم على الأرض ومكنش باين في النور الخافت للسلم , بس سيف شافه ووطى جابه واداه لصابرين , اخدت الخاتم بذهول , واعدت تقلب فيه بين ايديها , وهنا صرخت برعب

– دا خاتم مهاب جوزها الخاتم الفضة , كانت جيبهوله في عيد ميلاده من سنين وكانت كاتبه اسمها عليه ” صابرين ” علشان تفضل معاه طول الوقت وهو مكنش بيخلع الخاتم من ايده , حتى لما مشي من البيت , حست بصداع كبير , هو الخاتم دا جه هنا ازاي , هو ممكن يكون وقع من حجاتها وهي بتنقل هدومها وحجات ولادها مش عارفه بس كل دا غلط والحجات اللي قدام باب شقتها دي ايه , وحاطنها ليه وعاوزين منها ايه , هما عاوزنها تمشي ويدبسوها في الفلوس بس هتجيب منين حتى لو هتموت مش هتقدر تمشي وتسيب الشقة ومجبره تقعد .

صابرين مشيت بسرعة كانت عاوزة تشم هواء نظيف في ريحة وحشة أووى بالمكان ومكتوم , خرجت من المكان وهي بتحاول تجري بسرعة وبصت للتمثال والست اللي بتخبي عيون ابنها وجريت بسرعة اكبر كل حاجة في البيت دا غلط مسكت ايد اولادها جامد وحست انها عاوزة تعيط …وتهرب بيهم لابعد مكان في الكون , مكان محدش يشوفهم فيه تستخبى من العالم كله مش عاوزة حاجة غير إنها تحس بس بالأمان …

والأمان دا هيبقى في مكان بعيد الناس والبشر المؤذيه ..

ودت ولادها المدرسة ودموعها بتنزل على خدها الخاتم فكرها بمهاب جوزها وخلاها تسأل نفسها ليه عمل فيها كده ؟

ليه بهدلها كده معقول هونت عليه بعد الحب الكبير ؟

ولو أنا هونت وأولاده هانوا عليه ليه دول لحمه ودمه ؟

فضلت تسأل نفسها ليه والسبب معقول كانت مخدوعة السنين دي كلها , لغاية ملقيت نفسها في الشركة متعرفش وصلت إزاي بردوا مكنتش مركزة لا في طريق ولا في وجوه الناس , بس لقيت زميلها بيقولولها البقاء لله , البقاء لله ..

بصت لهم من بين دموعها وهي مش فاهمه حاجة البقاء لله هو مين إللى مات مش فاهمه مش فاهمة , سمعتهم بيقولولها دى روقية ماتت هى وجوزها وعيالها الغاز بتاع السخان كان بيسرب واتسمموا كلهم وماتوا ، صرخت وهي مش مصدقة هما مجانين ..بيقولوا ايه روقيه مين ، ازاى تموتوهى وجوزها واولادها دى لسه كانت معاها امبارح لسه كانت بتكلمها اكيد يقصدوا حد تاني لا لا كلهم كذابين روقيه عايشة ايوة ..

– البقاء لله يا صابرين عارف انها كانت قريبه منك ربنا يرحمها , هتروحي الدفنه بعد صلاة الظهر ..

– دفنه مين انتوا بتقولوا ايه لاااااااااااااااااا

صابرين بعدها جريت بسرعه زى المجنونه لا هما بيكذبوا هي عارفه , كل دا تمثيل تمثيل بس ليه بيعملوا كدة فيها …

قلبها مقدرش يروح لبيت صاحبتها روقية تتأكد بس كانت عاوزة تحس بالراحة , جريت في الشوارع زى المجنونه ولقيت نفسها بتروح المقابر تزور امها وابوها كانت بتحس براحة وهي هناك , وحاسة ان ظهرها اتكسر وملهاش حد بعد موتهم هتروح لمين تشكيله والحضن الحنين راح , والصدر اللي كان بيضم والأيد اللي بتحمى من غير مقابل بقيوا مجرد عظام تحت التراب , فضلت قاعدة عند قبر عيلتها واعدت تعيط وتحكلهم عن الدنيا واللي عملته فيها وبهدلتها وذلها وقلة حيلتها ..

وهنا قرب منها شيخ كبير ووشه منور , وقالها:

– مالك يا بنتي ما دايم إلا وجه الله عز وجل وكلنا هنموت , رفعت عيونها الزرقاء اللي مليانه دموع وحست براحة كبيرة اووى لوشه المنور وشعره الأبيض , ولقيت نفسها بتحكيله قصتها واللي بيحصل معاها في الشقة المشؤمة اللي سكنتها …

وكمان موت صاحبتها وجوزها وأولادها…

يتبع….

google-playkhamsatmostaqltradent