Ads by Google X

رواية بين احضان العدو الفصل السابع 7 - بقلم سارة علي

الصفحة الرئيسية
الحجم

 

 رواية بين احضان العدو الفصل السابع 7 - بقلم سارة علي 

كانت تتأمل جسده الممد فوق أرضية غرفتها بملامح جزعة ..
الدماء تتدفق من رأسه بشكل ضاعف من رعبها …
لم تعرف ماذا تفعل وكيف ستتصرف ..؟!
شعرت بعقلها يتوقف عن التفكير وقلبها يتضخم رعبا …
تساقطت عبراتها بغزارة بينما عقلها يرسم لها أسوأ مصير قد تحياه بعدما فعلته …
كانت المرة الأولى التي تقدم بها على تصرف جريء كهذا …
هي نفسها لم تعِ ما فعلته حتى رأته يسقط أمامها فاقدا للوعي وحتى الآن لا تعرف كيف أتتها الجرأة لتفعل هذا …
تأملت إنعكاس صورتها في المرآة والعبرات تغمر وجهها …
كعادتها شعرت بالعجز التام وهي لا تملك من تلجأ إليه في ظرف كهذا …
طوال حياتها كانت وحيدة ليس لديها من يساعدها ويحميها ..
والدتها تخلت عنها ووالدها نبذها …
لا عائلة لديها ولا أي أحد …!
لوهلة فكرت أن تهرب … تترك كل شيء خلفها وتختفي من الوجود …
لكنها تراجعت في اللحظة التي تليها وهي تتسائل عن المكان الذي ستلجأ إليه …
شعرت بالضياع يسيطر عليها من جديد قبلما تتذكر باسل ..
باسل الذي وعدها بأن يساعدها ويحميها إذا لزم الأمر …
في النهاية حسمت أمرها وقررت اللجوء إليه …
***
أمام باب جناحه وقفت بملامح مترددة وداخلها تريد الهرب بعيدا بسرعة …
لم يكن أمامها حل سوى اللجوء إليه …
أجبرت نفسها على ذلك فسارعت تطرق الباب بمشاعر متداخلة …
دقيقة .. دقيقتان دون جواب …
كانت على وشك أن تغادر عندما وجدته يفتح الباب في ذات اللحظة التي همت أن تغادر فيها ليتطلع لها بدهشة مستغربا وجودها بهذا التوقيت أمام غرفته بينما تقف أمامه هي بملامح مضطربة تماما …

” زينة …”
تمتم بها مدهوشا عندما هتفت تستنجده :-
” أرجوك ساعدني ..”
***
تطلع في المكان حوله بحذر متأكدا من عدم رؤية أحدهم لها وهي أمام باب غرفته قبلما يقبض على كفها يسحبها إلى الداخل مغلقا الباب خلفه متسائلا بسرعة :-
” ماذا حدث يا زينة ..؟!”
” أنا في مصيبة …”
قالتها بصعوبة ليتسائل بنفاذ صبر :-
” ماذا حدث …؟!”
همست بصوت ضعيف متقطع :-
” أنا قتلت هاشم …”
إتسعت عيناه تماما وهو يردد بعدم إستيعاب :-
” ماذا قلت ..؟!”
كررتها بصوت أكثر خفوتا :-
” قتلت هاشم ..”
إنتفضت بهلع عندما وجدته يقبض على ذراعها بقوة هاتفا بعدم تصديق :-
” ماذا تقولين أنت ..؟! كيف قتلته ..؟! هل جننت ..؟!”
تأوهت بألم بينما كفه تعتصر ذراعها بقسوة عندما همست بصعوبة :-
” حاول أن يعتدي عليّ مجددا .. لم أقبل … قاومته .. لكنه لم يبالِ فضربته بالفازة على رأسه …”

كانت تتحدث والعبرات تتساقط من عينيها بغزارة …
الخوف ينهش روحها وكل جزء منها يرتجف بقوة …
حرر ذراعها ذاهلا مما يسمعه عندما سأل بصوت مضطرب :-
” أين هو الآن ..؟!”
” في غرفتي …”
” إبقي هنا …”
قالها بجمود وهو يهم بالتحرك عندما قبضت على كفه تسأل بملامح جزعة :-
” ماذا تفعل …؟!”
دفعها بضيق وهو يردد :-
” إنتظريني هنا … إياك أن تتحركي من هنا قبل عودتي …”
ثم غادر مغلقا الباب خلفه بعنف متجها إلى غرفتها عندما وجده ممددا بالفعل فوق أرضية المكان …
تقدم نحوه سريعا يتفحصه ليتنفس الصعداء وهو يشعر بنبضه موجودا …
الوغد ما زال حيا لم يمت …
نهض معتدلا في وقفته يتطلع نحوه بحيرة متسائلا عما سيفعله به وكيف سيحل الأمر دون أن تتعرض زينة لمشكلة هي في غنى عنها …
لم يكن أمامه حل سوى أن يتصل بأحد رجاله الذين يثق بهم للغاية …
طلب منه المجيء بسرعة ليساعده الأخير في حمل هشام خارج القصر عندما أمره باسل :-
” إذهب به إلى أقرب مشفى وأخبرهم إنك وجدته على هذه الحالة في الطريق وأنا سأتصرف فالباقي …”
نفّذ الرجل أوامره بينما عاد هو إليها ليجدها تنتظره بذات الملامح الباكية وعلى ما يبدو لم تتوقف عن البكاء ولو للحظة منذ مغادرته …
إنتفضت من مكانها تتسائل بهلع :-

” ماذا حدث ..؟! ماذا فعلت …؟!”
” أخذته إلى المشفى ..”
تسائلت بلهفة :-
” ألم يمت ..؟!”
” كلا ، ما زال حيا ..”
تمتم بها ببرود لتتنهد براحة عفوية قبلما تهمس بتوتر :-
” ولكن ماذا سيحدث الآن ..؟! ”
هتف ببساطة :-
” ما سيحدث إنه حالما يستيقظ سيتذكر ما حدث وبالطبع لن يجرؤ على ذكر السبب الحقيقي وراء إصابته فسيضطر أن يخترع أي كذبة مبررا بها ما تعرض له … ”
أومأت برأسها موافقة ليضيف بجدية :-
” الآن غادري بسرعة دون أن يراك أحد ولا تنسى أن تنظفي آثار الدماء في غرفتك …”
هزت رأسها موافقة قبلما تهم بالتحرك عندما وقفت مكانها مجددا وهي تتطلع نحوه بتردد ليرفع حاجبه متسائلا بغلظة :-
” ماذا أيضا …؟!”
همست بنبرة خجول مترددة :-
” أشكرك كثيرا على ما فعلته معي …”
تنهد بصمت ثم هتف بإقتضاب :-
” العفو …”
تابع بعدها رحيلها بذهن شارد وعقله يخبره بأن زينة تلك لديها الكثير من الأسرار التي سيكتشفها مع مرور الوقت …
***

في اليوم التالي ..
تقف في الشرفة ترتشف الشاي بملامح شاردة ..
من المفترض أن تخبر سامر عن رغبتها بالإنفصال عنه لكنها ما زالت تشعر بالتردد خوفا من ردة فعله التي لا تستطيع تخمينها …
تعلم إنه عصبي بل مجنون وربما يتصرف معها بطريقة غير متوقعة …!
تنهدت بصمت ثم إستدارت عائدة إلى الداخل عندما وجدته يستيقظ من نومه لتتوقف مكانها تطالعه بحذر ..
إعتدل في جلسته وهو يتابعها بوجوم …
شعر بوجود خطب ما فسأل :-
” هل تريدين قول شيء ما ..؟!”
ترددت في البوح لكنها حسمت أمرها وقررت أن تتحدث فلم يعد هناك داعي لمزيد من الإنتظار …
عليها أن تحسم هذا الأمر الذي طال كثيرا …
” نعم يا سامر … أحتاج أن أتحدث معك بخصوص شيء مهم ..”
تمتمت بها بتروي ليهتف وهو يعقد ساعديه أمام صدره :-
” أسمعك …”
ترددت للحظات قبلما تهتف بثبات :-
” أريد الطلاق …”
لم يظهر أي ردة فعل بل بقي ملتزما الصمت محتفظا بملامحه الباردة لتضيف بإرتباك :-
” ألم تسمع ما قلته …؟!”
أزاح الغطاء من فوقه ونهض من مكانه متقدما نحوها بخطوات بطيئة أربكتها ليقف قبالها يتسائل ببرود :-
” ماذا حدث …؟! مالذي دفعك لطلب الطلاق …؟!”

أجابت بصعوبة من شدة توترها :-
” لا أريد الإستمرار بهذه الزيجة …”
” لماذا إن شاءالله …؟!”
سألها بنبرة ساخرة لتجيب بخفوت :-
” لا أريد … لا أريدك …”
سرعان ما إنطلقت ضحكاته عاليا بشكل جمّدها للحظات عندما توقف عن ضحكاته قائلا بخفة :-
” هل تعتقدين إن الأمر يتم بهذه السهولة …؟!”
” دعنا ننفصل بهدوء يا سامر .. من فضلك …”
قالتها برجاء شديد ليسأل بنبرة رخيمة :-
” هل تحدثت مع باسل …؟! هل دفعك لطلب الطلاق …؟! ”
” ماذا تقول أنت ..؟!”
قالتها بملامح متشنجة عندما قبض على ذراعها يهدر بقوة :-
” كما سمعتِ … أجيبي عن سؤالي …؟! هل باسل خلف طلبك هذا …؟!”
أضاف وهو يشدد من قبضته فوق ذراعها بشكل ضاعف من آلمها :-
” لماذا لا تتحدثين ..؟! هل أصابك الخرس …؟! تحدثي يا هانم.. تحدثي يا شريفة …”
” أنت جننت حتما … ماذا جرى لك ..؟!”
صاحت به وهي تحاول التحرر من قبضته عندما صرخ وهو يدفعها إلى الخلف فسقطت أرضا :-
” هل تعتقدين إنني أحمق …؟! هل تظنني غبي يا هذه …؟! أنا أعرف كل شيء … أيتها الحقيرة …”
ثم إنقض عليها يضربها بعنف متجاهلا صراخها ومحاولاتها للهرب من قبضته …

كان يضربها وهو يصرخ بقسوة :-
” حقيرة … عديمة الشرف والأخلاق … قذرة ….”
كانت تحاول أن تتفاداه بأية طريقة بينما مستمر هو يضربها دون أن بتوقف حتى شعر بالتعب فتوقف لوهلة محاولا إلتقاط أنفاسه لتنهض هي بسرعة راكضة خارج الغرفة بينما تصيح بصوت عالي :-
” أبي … أمي …”
لحق بها يجرها من شعرها عندما ركض والديها نحوها تتبعهما رشا وليلاس شقيقته …
” هل جننت ..؟! ماذا تفعل …؟!”
قالها والدها وهو يجذبها من بين ذراعيه بينما لا يصدق الحالة التي رأى عليها إبنته …
” إبنتك العاهرة .. تخونني … تخونني يا عمّي …”
” إخرس أيها الوغد …”
قالها العم بعدما صفعه على وجهه بقوة لتشهق شقيقته بصدمة بينما هتفت رشا وهي تحاول إنهاء المشكلة :-
” إهدأ يا عوف …”
أضافت وهي تنظر نحو سامر :-
” مالذي تفعله يا سامر …؟! هل جننت …؟!”
” الهانم تريد الطلاق .. تريد أن تتخلص مني لتتزوج عشيقها …”
هدر بها بأنفاس متصاعدة ليصرخ به عمه :-
“إخرس أيها الحقير .. إبنتي أشرف منك .. ”
أضاف وهو يقبض على عنقه :-
” لن أرحمك يا سامر … كيف تفعل هذا بإبنتي ..؟! أيها الحقير ..”

ثم إنهال عليه ضربا بينما تحاول رشا منعه ليهتف وهو يعتصر عنقه بكفه :-
” ستطلقها حالا … لن أتركها على ذمة شخص حقير مثلك …”
أضاف وهو يخفف من قبضته حول عنقه :-
” طلقها حالا … هيا …”
إتجه سامر ببصره ضحى التي كانت تستند على والدتها بينما ملامحها مدمرة تماما تظهر عليها آثار ضربه بوضوح عندما صاح عمه وهو يضربه على وجهه :-
” ماذا تنتظر …؟! طلقها ..”
إحتقنت ملامح سامر الذي هدر بقوة :-
” من قال إنني سأترك عاهرة مثلها على ذمتي لحظة واحدة بعد …؟!”
” كيف تتحدث هكذا أيها النذل ..؟!”
قالها العم وهو يهم بضربه مجددا عندما صرخت به زوجته :-
” يكفي يا عوف .. دعه يطلقها …”
” أنتِ طالق … طالق … طالق ..”
هتف بها سامر بثبات قبلما ينظر لعمّه قائلا بسخرية :-
” ضع في بالك إنني لن أتركها تحيا بسلام لحظة واحدة بعد اليوم … ليس سامر من يتم التلاعب به هكذا ….”
صاحت والدتها بهلع عندما وجدتها تفقد وعيها :-
” أنجدنا يا عوف … ضحى فقدت وعيها …”
بينما تجاهل عوف حديثه وهو يركض نحو ابنته يحملها بين ذراعيه راكضا بها خارجا حيث أقرب مشفى ..
***
دلف بتردد شديد إلى الغرفة التي تمكث بها …

توقف لوهلة يتطلع إليها بأنفاس إضطربت كليا بينما يتأمل ملامحها المنهكة والتي تظهر عليها آثار عنف زوجها …
رغما عنه إنتفض قلبه بألم وهو يراها بهذه الوضعية …
رغم كل شيء ما زالت هي تملك قلبه كما كانت تفعل منذ البداية فيتألم لأجلها …
لسنوات أحبها وكانت حلمه المستحيل …
بينما كان يسعى ليكون معها إلى الأبد دمرت هي كل شيء بتخليها عنه ..
إختارت عائلتها وفضلتها عليه وهو الذي كان مستعدا لأن يفعل المستحيل كي تكون له ويكون معها ..
تنهد بصمت قبلما يتقدم نحوها لتشعر هي به فتفتح عينيها بصعوبة قبلما تهمس بنبرة موجوعة :-
” باسل .. أنت هنا …”
” لا تتحركي ..”
هتف بها وهو يسحب كرسيا له ليجلس قبالها يضيف متسائلا :-
” كيف أصبحت الآن …؟!”
” جسدي يؤلمني كثيرا …”
همست بها بخفوت قبلما تضيف :-
” كيف عرفت …؟! ”
تنهد ثم قال :-
” عرفت بما حدث من الخدم وسألت والدتك عنك …”
أضاف متسائلا بوجوم :-
” طلقك أليس كذلك …؟!”
أومأت برأسها وهي تضيف بصعوبة :-

” وأخيرا تطلقت منه …تحررت من قيده …”
أضافت ببسمة بائسة :-
” لكنه أبى أن يحررني قبلما يترك علاماته على جسدي …”
” متى ستخرجين من المشفى ..؟!”
سألها متجاهلا حديثها عن الطلاق لتجيب بتعب :-
” مساءا بإذن الله …”
هتف بجدية :-
” أنت تعلمين جيدا بأن وجودي هنا خطئا كبيرا لكنني لم أستطع ألا آتي لأراكِ وأطمئن عليك ….”
ورغم كل شيء كان صادقا في حديثه فهو ما إن سمع بما تعرضت له من ضرب وحشي على يد زوجها حتى تملكه القلق بل شعر بالذعر الشديد عليها ليقرر أن يزورها متجاهلا جميع المعوقات التي تمنعه من القدوم إليها ..
هتفت وهي تتأمله بعينين دامعتين :-
” أعلم … لو تعلم مقدار سعادتي بقدومك …”
نهض من مكانه يهتف بإرتباك :-
” يجب أن أرحل ..”
قبلما يتحرك وجدها تقبض على كفه فطالعها بتساؤل لتهتف بصوت مبحوح :-
” أنا أحبك يا باسل … أحبك كثيرا …”
ربت فوق كفها بكفه الآخر ثم تحرك مغادرا غرفتها لينصدم بوالدها أمامه …
” ماذا تفعل هنا …؟!”
تسائل عوف بوجوم ليهتف باسل بإقتضاب :-

” أتيت لأطمئن عليها فقط …”
” أنت تعلم إنها تطلقت بسبب ، أليس كذلك …؟!”
سأله عوف بضيق ليهز باسل رأسه بصمت وقبلما يرد عليه كان صوت رعد الذي وصل قبل لحظات يصدح به:-
” أنت ماذا تفعل هنا أيها الوغد ..؟!”
إلتفت باسل نحو يهدر ببرود :-
” ما شأنك أنت ..؟!”
إلتفت رعد نحو شقيقه يصيح به :-
” هكذا إذا يا عوف … هذا ما كنت تخطط له مع إبنتك منذ البداية …”
هتف عوف بضيق :-
” لست بحال يسمح لي بسماع إتهاماتك السخيفة …”
إحتدت ملامح رعد بينما هتف باسل بوجوم :-
” علي المغادرة فهذه خلافات عائلية لا تخصني …”
قبض رعد على كفه يوقفه مكانه يهدر به بوعيد :-
” ستدفع ثمن أفعالك هذه يا باسل وقريبا جدا ..”
” يسعدني ذلك ..”
قالها باسل ببرود ثم تحرك مغادرا عندما إلتفت رعد نحو شقيقه يسأل بحدة :-
” مالذي تخطط له يا عوف …؟! وكيف تسمح لإبنتك بفعل هذا …؟!”
” إترك إبنتي وشأنها يا رعد ويكفي ما فعله ولدك بها …”
” وماذا عما فعلته إبنتك …؟!”

صاح رعد بعصبية عندما قاطعه عوف بحدة :-
” إبنتي لم تفعل شيئا خاطئا … هي فقط أرادت الطلاق لا غير بينما إبنك لم يرحمها … لا يوجد أب يقبل أن تتعرض إبنته للتعنيف مهما حدث … لم يكن أمامي خيار سوى تطليقها … كان من المستحيل أن أتركها معه بعدما فعله بها …”
” هكذا إذا …”
قالها رعد بتجهم ليهز عوف رأسه مرددا بثبات :-
” هكذا يا رعد …”
ثم دخل إلى إبنته تاركا شقيقه في الخارج يتوعد له …!
***
كانت منهمكة في التنظيف كعادتها عندما شعرت بأحدهم يتقدم نحوها من الخلف لتنتفض من مكانها بفزع فتراه أمامها والضماد يحيط رأسه …
” أنت …”
همست بها بصوت خافت متردد ليدفعها إلى الحائط ثم يستند بكفيه عليه محاوطا جسدها بجسده مرددا بقوة :-
” نعم أنا … هنا مجددا … أمامك … ”
أضاف وعيناه تشتعلان بقوة :-
” هل كنت تنتظرين شخصا غيري …؟!”
” ماذا تقول أنت ..؟! إبتعد عني …”
هتفت بها وهي تحاول دفعه ليسأل بسخرية :-
” ألم تفهمَ بعد بأن لا مجال لكِ للهرب مني …؟!”
” يكفي يا هاشم … إتركني أرجوك … كفى …”
قالتها بملامح متوسلة تترجاه أن يحررها من قيده حيث لم تعد تطيق هذا القيد الذي يدمي روحها دون رحمة …

” لا خلاص لكِ مني يا زينة … مهما حدث ..”
قالها متعمدا وهو يضيف بوعيد طل من عينيه :-
” أما عما فعلتهِ قبل يومين فستنالين عقابه في الوقت المناسب والآن ستخبريني عن هوية الشخص الذي ساعدك ونقلني إلى المشفى … هيا قولي يا حلوتي … من ساعدك بهذا ..؟!”
” لا أحد …”
قالتها وهي تحاول دفعه مجددا دون فائدة …
” هل هناك من يعرف بما بيننا يا زينة ..؟!”
سألها بملامح محتدة لتتوتر ملامحها كليا فأضاف وعينيه تشتعلان بغضب دفين :-
” من يعلم …؟! أخبريني …”
” لا أحد …”
قالتها بعينين دامعتين لتضيف متوسلة :-
” أرجوك إبتعد … سيرانا أحدهم …”
” لندخل إلى غرفتك إذا كي لا يرانا أحد …”
قالها وهو يقبض على ذراعها ليدفعها أمامه لتصرخ به بنفاذ صبر :-
” قلت إتركني … ألا تفهم …”
” هل تصرخين عليّ …؟!”
هدر بها وهو يقبض على ذراعها بقسوة لتتساقط عبراتها بحرارة بينما تهمس بصوت باكي :-
” ألا يوجد في قلبك القليل من الرحمة ..؟! لماذا لا تتركني وشأني …؟! لماذا …؟!”
” لأنك لي ..”

نطقها بشراسة وهو يضيف بينما يشدد من قبضته على ذراعها :-
” أنت لي … ملكي … وستبقين كذلك … حتى آخر يوم في عمرك ….”
ثم دفعها بعدها ووقف ينظر نحوها لوهلة وهي تبكي قبلما يتحرك مغادرا المكان بأنفاس محتدة…
**
بعد يومين …
تقدم باسل إلى صالة الجلوس متأملا الموجودين ببسمة باردة قبلما يهتف :-
” من الجيد إنكم جميعا هنا فلدي ما سأقوله ويهم الجميع …”
كانت ضحى تطالعه بلهفة بينما أنظار سامر مسلطة عليه يطالعها بوعيد شرس يجاوره والده الذي قبض على كفه يحذره بصمت من أي تصرف غير محسوب …
العائلة بأكملها كانت متواجدة …
عوف وزوجته وهاشم ولده بجانب ضحى …
رشا زوجة رعد وكذلك ليلاس إبنته …
الجميع موجود وهذا ما كان يحتاجه باسل …
هتف بعد لحظات قصيرة :-
” أنا سأتزوج …”
تبادل الجميع النظرات بدهشة بإستثناء ضحى التي كانت تطالعه بقلب خافق وبسمة فرحة ليتسائل رعد بعدما منح شقيقه نظرة متوعدة :-
” ومن سعيدة الحظ التي ستتزوج بها …؟!”
” جميعكم تعرفونها …”
قالها ببرود وهو يتابع ضحى التي وضعت كفها فوق قلبها الذي يخفق بعنف عندما أكمل مشيرا لرعد :-
” وأنت بالذات ستفرح كثيرا بقراري بالزواج منها …”

إحتقنت ملامح رعد كليا وداخله يتوعد له بينما لم يختلف حال سامر الذي كان يتماسك بصعوبة كي لا ينهض ويمزق وجهه ..
ثواني وطلت زينة بتردد ليهتف باسل مشيرا إليها :-
” تعالي يا زينة ..”
إنتفض رعد من مكانه يهدر :-
” ماذا تفعل هذه هنا …؟!”
توقفت مكانها بجسد يرتجف رعبا عندما جذبها باسل من كفها عنوة ثم قال بنبرة ثابتة :-
” أنا وزينة سنتزوج … ”
إتسعت أعين الجميع بنفسها …
إنتفضت ضحى من مكانها تصيح :-
” ماذا تقول أنت …؟!”
شدد باسل من قبضته على كف زينة مرددا :-
” كما سمعتم جميعا … سنتزوج أنت وزينة …. قريبا جدا …”
” هذا مستحيل …”
قالها رعد بينما نهض هاشم من مكانه مذهولا يطالع زينة التي تقف بجواره بعدم تصديق …
لا يصدق ما يراه …
كيف تجرئت على هذا …؟!
هل ستتزوج حقا …؟!
كيف ستتزوج …؟!
لقد جنت تماما …

إندفع بعد لحظات مغادرا المكان متجاهلا الأصوات التي علت والشجار الذي حدث بين الموجودين …
صعد ركضا نحو غرفته …
إندفع داخلها يفتح باب خزانته وبعد لحظات كان يخرج تلك الورقة منها ..
لم تكن ورقة عادية …
كانت عقد زواج يجمعها به …
قيد حاوطها به إلى الأبد …
هي زينة زوجته ملكه ولن تكون ملكا لسواه مهما حدث …



 

 •تابع الفصل التالي "رواية بين احضان العدو" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent