Ads by Google X

رواية خطان لا يلتقيان الفصل السابع 7 - بقلم رغد ايمن

الصفحة الرئيسية

 

 رواية خطان لا يلتقيان الفصل السابع 7 - بقلم رغد ايمن


7- مَصفوعانِ مِن الحياة!
                                        
                                              
سَكَتَ عَنْ الكلامَ.. فَظنّوه صامِتاً، ساكِناً.. هادئاً!
ولَكِنَّهم -المساكِين- لا يَسمعون ضَجيجَ عَقله!


 .🩵
_______________



لم تَكن نبرةُ "شهاب" بالبريئة، ولم يكن معنى جُملته نقيّاً البَتّة!



فقد كان "عُديّ" سيحاول التحدّث معه بتعقّل، إلا أن الآخر بطعنه في شرف طليقته، وشرفه.. أفقده كُلّ ذرّة تعقّل وهدوء، مُخرجاً شياطين غضب "عُديّ"!
فأجابه بحِدّة:
- ما تحترم نفسك يا جَدع أنتَ!



أزاحه "شهاب" بذراعه، مُتجاهلاً حديثه كُلياً، وقال بوقاحة وهو يدخلُ للمنزل:
- امال فين السنيورة اللي عملالي فيها الشَريفة الخَضرة و..



قاطع تكملة حديثه، جذبةُ "عُديّ" لذراعه بقسوة، قائلاً بقوّة:
- اخــرس! دي أنضف مِنك ومِن أمثالك!



ابتسم الآخر بسخرية، قائلاً بتهكّم غيرُ مُراعٍ أنه يتحدّثُ عمن كانت زوجته، وعن أم ابنه بتلك الطريقة أمام الغُرباء:
- يا عم ما تقول إنها لَفّت عليك، عشان كدة بقا هي زعلانة إني رَدّيتها!



صفعةٌ قويّة حادّةٌ دوّى صوتها في المَكان، قادِمةٌ من يد "ريتاچ"!



احتدّت عينا "شهاب" وكاد يتجه ناحيتها، يرفعُ يده عليها.. إلا أن "عُديّ" أحكم الإمساك به قائلاً بأذنه بشماتةٍ واضحة:
- هتمدّ إيدك على سِت ولا ايه؟ هتخيب!



انطلق سُبابٌ لاذع وقحٌ من فم "شهاب"، تجاه "ريتاچ" وذلك الذي يُمسكُ به من الخلف، وهو يُزمجرُ ويتحرّكُ بعُنفٍ حتى يتحرر من إمساك "عُديّ" به!



أما والدة "عُديّ"، فأسرعت تحتضنُ "يُوسُف" وهي تضعُ يديها على أذنه حتى لا يسمع تلك القذارات..
والجَدّة تجلسُ بمكانها ترتجفُ بخوفٍ مما ستؤول إليه الأمور، وهي تدعو بداخلها أن يمرَّ الموضوع بسلام!



- أنا مش مراتك يا حقير أنتَ، سامعني؟! عِدّتي خِلصت يا "شهاب"!



قذفت "ريتاچ" تلك الكلمات بوجه من كان زوجها، بانفعالٍ وصوتٍ حادٍّ لم يخلُ من تهدّج..
ورُغماً عنه، شعر "عُديّ" براحةٍ تلمسُ روحه بعد جُملتها تلك..



وفي تلك الثانية التي شردَ بها عقلُ "عُديّ"، دفعه "شهاب" بحِدّة للخلف، جاعلاً إياه يفقدُ توازنه لجزءٍ من الثانية..



قبل أن يقتربَ ذلك الوغدُ من "ريتاچ" مُحاولاً الإمساكَ بذراعها وهو يقولُ بتوعّد:
- سهلة، نروح للمأذون نكتب الكتاب تاني.. هي شُغلانة؟! لسة مطلّقتكيش التالتة يا بنت "مروة"!

 
                
ركضت "ريتاچ" بخوفٍ، ولم تَدرِ أين تختبئ.. حتى هداها قلبها أن تقف وراء "عُديّ" تحتمي به..
ولم يُكذّب هو خَبراً، فوقف كالسدَّ المَنيع أمامها، يمنعُ الآخر من تهوّره قائلاً بهدوءٍ حاول استجماعه:
- لو سمحت يا أستاذ "شهاب" ممكن تهدىٰ عشان نتكلم بعقل شوية؟! احنا مش رجال كهف عشان نمسك ونضرب بعض!



لم يُركّز "شهاب" مع حديثه، فقد كان غضبه قد وصلَ لذروته وهو يراها تحتمي بالغريب بتلك الطريقة، منه!



أكمل "عُديّ" حديثه وقد انتهز فُرصة صمته، ظاناً أنه استمع له:
- مفيش شَكّ أنه حضرتك ليك مرة أخيرة تسترجعها بعقد جديد، ومهر جديد.. بس لأن المدام عِدّتها خِلصت يبقى رأيها مُهم، ومن غيره عقد القران ملوش أي تلاتين لازمة!



ثم التفت برأسه لليمين قليلاً، يسأل تلك التي خلفه بهدوء إن كانت موافقةً على الرجوع له.. 
لا يعلمُ لِمَ بداخله تمنّى بشدة أن ترفض، لأجل "يُوسُف" على الأقل! 
إلا أنه ليس له حقُّ التدخّل، فهذه حياتهما وحدهما..



وقبل أن ينزلق بتفكيره لـ"يُوسُف" حين رآه يجلسُ مُحتضناً والدته بنظراتٍ خائفة مُنكسرة.. سَمع صوت "ريتاچ" تقول بنبرةٍ حازِمة:
- لأ مش موافقة إني أرجعله!



لم تعلم هي من أين اكتسبت تلك القوة، وذلك الحَزم.. رُبّما من احتمائها بـ"عُديّ"!



وعِند تلك النُقطة، ورُغماً عن عقلها.. شعر قلبها بالاطمئنان والسَكينة أن هناكَ من يحميها..
فأسرعت بسُرعةٍ تنهرُ ذاتها وتسبّها لوصولها لتلك النُّقطة من التَّفكير!



وإثر إجابتها أيضاً، شعر "يُوسُف" براحةٍ تتخللُ روحه، وأخذ يحمدُ الله أنها لم توافق.. وكذا شعرت والدة "ريتاچ"..



ابتعد "عُديّ" من أمام "ريتاچ" لتذكّره أن ذلك الأمر لا يجوز، غير أنه وقف قريباً منها ومن طليقها إذا ما فعل ذلك الأخير أي فعلٍ غبيّ!



وما إن ابتعد "عُديّ" من أمامها، حتى شعرت أنها تُركِت وسط مَعركةٍ، بعدما كان هناكَ جُنديٌّ يحرسها، ويذبُّ عنها الأهوالَ والمخاطِر.. 



وقبل أن تنتبه لنظراتِ "شهاب" التي لو كانت تؤثر، لأحالتها لرمادٍ تتقاذفه الرِّيح..



سمعت صوت "عُديّ" يوجّه حديثه إليه، قائلاً بنبرةٍ مُتمهّلةٍ قويّة:
- أظنّ سمعت هي قالت ايه! ياريت بقا منشوفش عيونك الزرقا دي تاني في الحارة.. ووالله، والله لو عِرفت إنّك فكّرت بس بينك وبين نفسك تؤذي حد فيهم، لأكون أول واحد يقفلك!



بدأت ترتسمُ ابتسامةً مُتهكّمةً خبيثةً على ثغر "شهاب"، وهو يلتفتُ ببصره تجاه "يُوسُف" يرميه بنظراتٍ خبيثةٍ تُنبئ بأفكاره الشيطانية التي لا توحي أن ذلك الذي يقفُ والده!



ارتعد "يُوسُف" وهو يُشدد احتضانه بوالدة صديقه، علّه يشعرُ بالأمان!
ولم ينتبه لذلك، إلا "عُديّ".. الذي شعر أن تلك النَّظرة توحي بمُخططاتٍ يبرأ منها إبليسُ ذاته.. فاتجه ناحية "شهاب"، يُمسكُ ذراعه بإحكامٍ قائلاً بنبرةٍ ذات معنى:
- شرّفت يا أستاذ "شهاب"، ياريت متكررش الزيارة تاني!




        
          
                
وقف "شهاب" أمام باب الشقة المفتوح، قبل أن يُغلقه "عُديّ" بوجهه.. وسأله وهو يُلقي عليه نظراتٍ مُستهترة:
- ألا قولي يا عَم الشيخ أنتَ، متعرَّفتش باسمك الكريم! أصل يعني مينفعش نبقى لسة متخانقين ومنعرفش اسم بعض!



ابتسم "عُديّ" ابتسامةً جانبيّة، وهو يرفعُ حاجبيه بسخرية.. قبل أن يقول:
- محسوبك مِسيو "عُديّ الجَمّال"، ابقى اسأل أي عيّل صُغيّر، وهو هيدلّك عليا.



ثم أغلق الباب بوجه الآخر، قاطعاً أمامه أيُّ فُرصةٍ للردّ عليه!



وما كاد يلتفتُ بجسده، حتى اصطدم بجسد "يُوسُف" الصغير الذي احتضنه بشدّة وهو يقول بنبرةٍ باكية:
- شكراً إنك خليته يمشي، وشكراً إنك خليته ميرجعش لماما!



لَفّ "عُديّ" ذراعه حول جسد الصَبيّ، قائلاً بابتسامةٍ وإحراج:
- الشُكر لله، بس مامتك هي اللي رفضت.. روح اشكرها هي!



ابتعد عنه "يُوسُف"، واتجه لوالدته يحتضنها ويهمسُ لها بالشُّكر..
فبَكَت "ريتاچ" رُغماً عنها وهي تنظرُ لـ"عُديّ" قائلةً بنبرةٍ مُتلعثمة:
- مش عارفة أقولك ايه والله يا أستاذ "عُديّ"، أنا آسفة إني ظلمتك قبل كدة.. واللي عملته النهاردة ليا أنا وابني، ده دين في رقبتي ومش هعرف أسدده!



لم يستمع "عُديّ" لجُلّ حديثها، فقد كان عقله شارِداً يُفكّرُ بطريقةٍ يحمي بها "يُوسُف" من والده!



يا للسخرية! بدلاً من أن يكون الأبُ هو الدِّرعُ الحامي، والصَّرحُ المَنيعُ لعائلته من الغُرباء.. يبحثون هُم جاهدين عَمّن يَكونُ بتِلك الصِفات، يحميهم منه!



شعرت "ريتاچ" بالحرج الشَّديد من عدم رَدّه عليها، وكذا شعرت والدته بالغيظ منه..
إلى أن قال مُوجّهاً حديثه لـ"ريتاچ" بحرجٍ شديد، ممزوجٍ بالثبات:
- حضرتك عندك مانع نكتب الكتاب بُكرة بإذن الله؟



_______________



اتسعت أعين الجميع لِما قاله.. باستثناء "يُوسُف" الذي عقد حاجبيه لعدم فهمه ما يعنيه "عُديّ"!



تضرّجت وجنتا "ريتاچ" بحُمرةٍ قانية، لم تعتدها هي ذاتها.. ولم تَقوَ على الرَدّ عليه، فيما أكمل هو بذات الثبات ولكن بنبرةٍ ألطف:
- لفترة مؤقتة بس يا مدام، بحيث يبقى ليا الحقّ إني أحميكم.. وبالأخص "يُوسُف"، اللي بالمُناسبة بعتبره زي ابني ويمكن أكتر كمان.. ومُستعد أحميه بعُمري، لأجل إني مشوفش نظرة خوف ولا دمعة واحدة تنزل من عينه!



كان حديثه صادقاً جِداً، ينبعُ من أعماقِ قلبه.. ولأنهم يقولون أنَّ ما يخرجُ من القلب، يصلُ مُباشرةً للقلب!
فقد اخترق كلامه قلب "يُوسُف" ووالدته، جاعلاً إياهما يتأثران بحديثه!



اقترب "يُوسُف" من صديقه، يحتضنه بقوّة، فشدّد الآخر على احتضانه بتملّك وهو ينحني بجسده، يُقبّلُ شعره الناعم..




        
          
                
مَن قال أن "فاقِد الشيء لا يُعطيه"؟! إذاً هو غير سويّ نفسيّاً من قال تلك الحِكمة!



أما الثلاث نسوة، فقد كُنَّ ينظرن بعيونٍ تلتمعُ تأثراً، لتلك العلاقة التي تربطُ بين فؤادَين، كأفئدة الطَّير.. رِقّةً ولُطفاً وحناناً!



كانت الجَدّةُ تنظرُ لهما بتأثر، وقد تمنّت بقرارةِ نفسها أن توافق ابنتها ولا تعود لمِثل تلك التُّرّهات التي تتفوه بها!



ووالدة "عُديّ" التي تنظرُ لابنها بفخرٍ، مُمتزجٍ ببعض الأسىٰ لِما فعلته الدُّنيا به!



أما عن "ريتاچ"! فقد كانت تنظرُ لابنها مع صديقه بنظراتٍ مُتأثرةٍ، وفِكرٍ شارِد..
تُمعنُ التَّفكير فيما عَرضه عليها!



إنّ كلامه يبدو صادقاً، ونظراته التي تُحيطُ ابنها بكُلِّ حُبٍّ وحَنانٍ، تبدو صادقةً أيضاً!
عَرضُه أيضاً منطقيّ، فتلك أفضلُ طريقةٍ أن تكون بحماية رجلٍ، تربطهما علاقةٌ شرعيّة.. حتى لا يستغلَّ "شهاب" أيّ ثغرةٍ لإيذائها أو إيذاء "يُوسُف"!



حاولت بأقصىٰ قوّتها تَنْحية مخاوفها جانباً، وهي تُركّزُ بأفكارها على شيءٍ واحد!
لقد عاهدت نفسها أن تفعل كُلّ ما يصبُّ في مَصلحة ابنها، لذا ستتخذُ الخطوة الصَّحيحة!



كان "عُديّ" في تلك الدقائق صامتاً، يشعرُ بصراعاتها الدَّاخليّة، ويُقدّرُ أنه فاجأها بالأمر، في وقتٍ غريب!
فكّر لوهلةٍ أنها من المُمكن جِداً أن ترفضه.. وقتها سيتأكدُ أنها غبيةٌ مُندفعةٌ تلك الـ.. تباً، هو حتى الآن لا يعلمُ اسمها!



- أنا موافقة، بس بشرط!



قالتها "ريتاچ" بنبرةٍ مُضطربةٍ خجول، فتنهّد الجميع براحةٍ، قبل أن يومئ "عُديّ" برأسه علامة الموافقة وهو يُجيبها ببعض الحَرج:
- موافق على الشرط، ده حقك.. كدة كدة هو زواج مؤقت لحد ما نظبّط الأمور!



احمرّت وجنتاها خجلاً حين فَهم ما ترمي إليه، أما "يُوسُف" فقد كان ينظرُ تجاه "عُديّ" ووالدته.. قبل أن يقول بحماسٍ بعدما سمع كلمة "زواج":
- يعني كدة عمو "عُديّ" هيتجوّز ماما؟! يعني هنسهر مع بعض براحتنا، وأنام جنبه، ويودّيني المدرسة ونخرج في الإجازة!



نظرت "ريتاچ" لابنها بصدمةٍ، وعينين كادتا أن تخرجان من مكانهما!
أما عن "عُديّ"، فقد كتم ضحكته بصعوبة على تفكير الصَبيّ الخارج عن المألوف!



اقترب من "يُوسُف" وهو يمسحُ على شعره بحنانٍ، قائلاً بابتسامةٍ صافية:
- وعد بإذن الله نعمل كل ده، وأكتر كمان.. أنا مش وعدتك إننا هنفضل أصحاب؟! وأديني يا عمّ بوفّي بوعدي!



شعر "يُوسُف" بسعادةٍ كبيرةٍ تتخللُ جُنبات قلبه، وظهرت بشدّة على ملامح وجهه النقيّة..



أشار "عُديّ" لوالدته حتى يرحلا، وقبل أن يخرج من باب الشقّة حدّث "ريتاچ" قائلاً بتحذير:
- اقفلوا باب الشقّة كويس، والشبابيك برضو.. ومش لازم "يُوسُف" يروح المدرسة بكرة، منعاً لأي شيء ممكن يحصل!
أستودعكم الله الذي لا تضيعُ ودائعه، السلام عليكم!




        
          
                
أنهى حديثه، ثم خرج بثباتٍ وهو يُمسكُ يد والدته..
تاركاً بالشقّة "ريتاچ" يطرقُ قلبها بين أضلعها من طريقته وهو يؤكدُ على أمانهم..



ثم التفتت لابنها، تأخذه داخل حضنها في عِناقٍ دافئ.. وتبادلت مع والدتها نظرةً هادئة تعني الكثير..



_______________



في اليوم التالي، حيثُ كان "عُديّ" جالساً بغرفة المُعلّمين في وقت فراغه من الحصص.. كان ذهنه شارِداً، يُفكّر بجدية.. هل يُخبرُ والدة "يُوسُف" بما تعرّض له، أم يحتفظُ بالأمر لنفسه نظراً لأن زواجه منها لمصلحةٍ فقط!



هو لم يعتد على الخِداع، وإن لم يُخبرها بالأمر سيكونُ أكبر مُخادعٍ حقير، أمام ذاته على الأقل!



_______________



انتهى اليوم الدراسيّ بأقل الخسائر له، نظراً لشرود ذهنه أغلب الوقت.. 



وبعد ساعةٍ من ازدحام الطريق المؤدي لمنزله، نزل من الحافلة العامة، سائراً بخطواتٍ ثابتةٍ تجاه منزله..



وصل بعد عشر دقائق، ثم سلّم على والدته وقَبَّل يدها.. 
فلاحظت هي فتوره، وتنهّدت بثِقَل!
ليس الأمرُ سَهلاً عليه كما يُحاول هو الادّعاء!



خرج لها بعد نصف ساعةٍ من غرفته، وهو يرتدي قميصاً باللون السماوي وبنطالاً من الجينز.. وصفف شعره الأسود بطريقةٍ هادئة، وارتدي ساعةً بيده..



نظرت له بابتسامةٍ تُحاول إذابة الحُزن الذي يُحيطُ به..
فبادلها بأخرى وهو يقتربُ منها ويُقبّلُ يدها قائلاً بهدوء:
- مش هعرف أخبّي عليها، هبقى وِحِش أوي قُدام نفسي!



تنهّدت وهي تهزُّ رأسها بالإيجاب.. قبل أن يسألها بضحكٍ وقد تذكّر:
- شوفتي ابنك، نِسي أصلاً يعرف اسمها.. واحد رايح يتجوز واحدة ميعرفش اسمها! عجايب والله!



ضحك بشدّة، وضحكت معه وهي تلكزه في كتفه قائلةً له اسمها!



ابتسم لسماع اسمها، ليس سيئاً.. بل هو جميلٌ كـ.. كعينيها رُبّما؟!
أفاقَ من أفكاره، على صوتِ والدته وهي تحثّه على السَّير..
فسار معها، وهو يُخرجُ هاتفه يتّصلُ بمأذونٍ يعرفه جيداً، وهو يتفقُ معه على إشهار الزَّواجِ بالمسجد، حتى يكون صحيحاً..



وبعد دقائق، وصلا للشقّة التي تقطنُ بها "ريتاچ" مع أسرتها الصغيرة..
رَنّت والدة "عُديّ" الجرس.. ثوانٍ وفتح لها "يُوسُف" الذي ارتدى لِباساً جميلاً.. ثم دعاهم للدخول وهو يجذبُ يد "عُديّ" بحماسٍ وسعادة..



- ايه عيلة المجانين دي؟! الواد فرحان إني هتجوز أُمه! 



همس بها "عُديّ" بسُخرية لوالدته، التي كتمت ضحكتها بصعوبةٍ وهي تتجه لتُسلّم على والدة "ريتاچ"..



جلس الجميع، ومعهم "ريتاچ" التي خرجت وهي ترتدي فستاناً بسيطاً جداً باللون الأخضر..



حمحم "عُديّ"، مُستأذناً منهم أن يتحدث قليلاً مع "ريتاچ" قبل ذهابهم للمسجد..



ابتلع ريقه، وهو يُحاول عدم النَّظر لها قدر المُستطاع.. قبل أن يقول بتوتر:
- أنا عارف إن الموضوع كُلّه على ورق، لحد ما نفكّر براحتنا هنتصرف ازاي مع "شهاب".. بس ولو، مينفعش الأمر يُبنىٰ على خِداع، لِذا..



ثم صمتَ هُنيهةً يستجمعُ كلماته، بينما هي شعرت بالتوتر لِما سيقوله..
قبل أن يبتلع "عُديّ" ريقه، ويقولُ بنبرةٍ مُتحشرجةٍ إثر غُصّة حلقه وألمِ قلبه:
- أعرّفك على نفسي.. اسمي "عُديّ"، مُدرّس فرنساوي في مدرسة (         )..
عندي 35 سنة.. و، وكُنت متزوّج قبل كدة، لكن انفصلنا عشان.. عشان أنا عَقيم!



يُتّبع...
 

google-playkhamsatmostaqltradent