رواية دموع السيف الفصل السادس 6 - بقلم هايدي الصعيدي

 رواية دموع السيف الفصل  السادس 6 - بقلم هايدي الصعيدي

دخل حسين وهو بيغني بصوت عالي ومزعج.. دموع غمضت عنيها وعملت نفسها نايمه... حسين قرب منها وهزها في كتفها: ااايه يا دودو نمتي وسبتيني؟

دموع مردتش عليه.. فضل يتكلم ويضحك بصوت عالي مستفز عشان يصحيها... دموع فتحت عنيها بعصبيه.

في نفس الوقت اللي سيف فتح عنيه بضيق وهو بيتعدل: الله.... كملت مش ناقص غير اني اسمع صوت ضحكك المستفز ده.. مش كفايه "دودو" اللي بتقولها بكل سماجه.. وخشن صوته وهو بيقلده.. دودو دودو.. يا غبي ده اسم دموع لوحده معزوفة مش محتاجه دلع.

على الجهه التانيه دموع بعصبيه: بطل رخاامه يا حسين مش بحب الصوت العالي ده، أنا تعبانة وعايزة أنام.

حسين بضحكه باردة: ما تفكي بقى وبلاش النكد ده.

سيف اتأفف بضيق وهو بيحاول يداري انزعاجه من طريقتهم.

دموع بصتله بضيق: اوعه يا حسين انا اصلا زعلانه، تقولي نص ساعه وتتأخر ساعتين، انا اصلا غلطانه اني استنيتك.

حسين قعد جمبها ببرود: امممم.. طب خلاص متزعليش حقك عليا.

دموع بجمود: لو سمحت يا حسين سبني أنام.

سيف سمع حوارهم وحس بضيق شديد، غمض عنيه جامد بيحاول ميركزش معاهم...

...

وبدل ما يحترم تعبها ويصالحها بكلمة طيبة، حسين كان بيتكلم بأسلوب ناشف وخالي من أي مشاعر، ودموع حاولت تمسك نفسها عشان المشاكل متكبرش. سيف وهو سامع طريقتة الجافة كان بيتقلب يمين وشمال، متغاظ من قسوة حسين وحاسس قد ايه دموع مظلومه، وبيتخيل نفسه مكانه يعاملها باحترام وتقدير.

دموع في الآخر بصت لحسين وهي بتقول بحزن: مش وقته العتاب... تصبح على خير.

حسين قام وسابها من غير ما يهتم بزعلها... دموع اتنهدت بحزن وغمضت عنيها وهي بتحاول تداري قهرتها.

سيف اتعدل بذهول: ازاااي دا يعني... دي نامت زعلانة وهو ولا همه... وبعدين هو ده أسلوب تعامل وحدة زي دمووع؟؟! ده بجد؟

وبعصبيه: انا قولت من الاول إنك مع الشخص الغلط...

...

بعدها حسين خرج من الاوضة ودخل الحمام وبصوت عالي: دموع قومي اعمليلي حاجه اكلها عقبال ما اطلع.

دموع قامت وراحت المطبخ وهي حزينة، والدموع بتنزل منها وهي بتحضر الأكل، فاكرة أيامه زمان لما كان بيعاملها بحب.

سيف كان واقف بيراقب خيالها اللي ظاهر من ورا سلك الشباك وقلبه بيتقبض على حالتها، كان نفسه يواسيها ويمسح دموعها.

وفضل متابعها بشرود وهو بيشرب فنجان القهوة الي كان هيفور منه ولحقه ف اخر للحظه بعد ما سمع صوت شهقتها المكتومة..

دموع حطت الاكل علي صنية وحطتها قدام حسين الي قاعد يتفرج علي التلفزيون..

حسين قرب من الاكل وبصلها بنظرة لوم: الستات الشاطرة بتبقا فايقة ومصحصحة مش زيك كده دايما كئيبة.

دموع حطت الاكل وجت تمشي، عضت علي شفتها غصب عنها هي بتعمل كل اللي تقدر عليه وهو مش عاجبه حاجة.

حسين بصوت عالي: ما تيجي تاكلي.

دموع بخفوت: شبعانه بالهنا والشفا.

حسين وهو بياكل ببرود: اللي ياكل علي ضرسه ي دمووع.

دموع طنشته ودخلت غسلت وشها وطلعت نضفت مكانه ودخلت نامت علي السرير وراحت ف النوم بعد الصداع الي كانت حساه.

حسين زق صنية الاكل ومسح وشه بعنف: مبقتش عارف اتعامل معاك ي دموع.. اااخ يا تري هشوف منك ايه تاني بسبب وعد وعدته ليكي.. انا لو اتغيرت عليكي ف عشان انا مبقتش عارف اتقبل الي وصلتي ليه.

فلاش بااك

حسين كان قاعد قدام الورشة وبيخلص شغل دخل عليه سواق ميكروباص بالعربية بتاعته نزل وهو بيسحب نفس من سيجارة: زيت العربية دي حسين.

حسين: خلصانه خمسة هخلص الي ف ايدي يا باتع.

بعد خمس دقايق السواق: ما تنجز يا حسسسسين، ايه انت هتعيش دور رجل الأعمال ليه؟

حسين بحدة: انت بتتكلم كده ليه يا جدع انت احترم نفسك.

السواق: أنا محترم غصب عنك.. مش فاضل غير جوز الست الي يتكلم.

حسين: الزم حدودك يا بني آدم انت أحسنلك.

السواق: يا عم روح.. لما تبقا قاعد جمب والدتك والمدام تنزل تصرف عليكم تبقا تتكلم، ده انت عايش عالة.

ونزلو ضرب ف بعض والناس حجزت بينهم بالعافيه بعد ما كان حسين هيموت السواق ف ايده..

حسين قفل الورشة وطلع قعد ع القهوة بغضب ودمه هيتحرق.. وف باله: وبعدين انا هفضل كده كتير.. سمعت كلام يسم البدن بسبب قعدتي.. مش فاضل غير الاشكال دي تتريق عليا يا دموع.. كل ده عشان وعد وعدته ليكي هطول بالي عليكي لحد امته.. انا لو بزعقلك ف من الي بسمعه ولو قسيت عليكي ف عشان انا مكنتش متوقع منك القسوة ي دموع.. هطول بالي معاكي للاخر لحد ما اشوف هتيجي منك وتختاريني وتختاري بيتك ولا هتختاري شغلك ومستقبلك. وراح فتح باب الشقه وعرف انها مستنياه ابتسم من غير نفس وهو مش عارف يتقبل الوضع..

باااك

......

سيف فضل يتقلب ف السرير ومن الاوضة للبلكونه للصاله وهو مش قادر يخرج دموع واللي حصل من باله.. نام في وش الصبح وصحي ع صوت رنة الفون المستمرة بتواصل ازعجه.. مسك الفون بنرفزة شافها امه ومسح وشه وهو بيستغفر.

: صباح الخير يا ماما..... مالك في ايه بتعيطي ليه؟

قال آخر كلام بعد ما اتنفض من سريره لما سمع صوت بكاها.

مها علي الجهه التانيه: الحقني يا سيف.. سالم رجع البيت قبل الضهر وفجأه اول ما دخل لسه بكلمه لقيته وقع من طوله... وانا لوحدي ف المستشفي وخايفه اوصل الخبر لياسمين وفارس وانا حالتي كده تعالي ارجوك.

سيف جري ع الحمام يغسل وشه عشان يفوق: طب اهدى اهدى يا أمي أنا مسافة السكه وهكون عندك... اهدى بالله ومتخفيش ان شاء الله هيبقا كويس.

مها بانهيار: يارب يارب... مش هستحمل يا سيف يحصل فيا نفس الموقف تاني صعب عليا مش هقدر بجد... روح لفارس عرفه براحه وهو هيقدر يتعامل مع ياسمين.

سيف وهو بيلبس بسرعه: حاضر حاضر يا امي انا هنزل اهو وهعملك كل اللي انتي عايزاه بس اهدى عشان خاطري.

مها خدت نفس ومسحت وشها بغصه: حاضر حاضر يا حبيبي هحاول.

: سلام يا حبيبتي.

سيف قفل معاها ولبس نضارة الشمس السوده بعد ما كان خلص لبس عشان يداري إرهاق عنيه ونزل جري على عربيته وصل المكان المركونه فيه َركبها وانطلق بيها وفي الطريق رن علي فارس كذا رنه لحد ما رد عليه.

فارس بلهفة: معلش يا برو كنت ف المحاضرة.

سيف بهدوء: ولا يهمك يا حبيبي المهم ابعتلي لوكيشن الكلية بتاعتك.

فارس باستغراب وقلق: في حاجه ولا ايه يا سيف؟

: مفيش يا فارس عايزك بس ف موضوع يلا انجز.

فارس بعتله الموقع علي الواتساب ووقف قدام الكلية مستنيه يوصل وسيف متأخرش عليه كتير.. فارس شاف سيف نزل من العربية وقرب منه.

فارس بقلق: طمني يا سيف انا مش مرتاح في ايه؟

سيف حضنه بهدوء: متقلقش... الحكايه بس ان سالم بيه مرهق شوية وراح المستشفي.

فارس اتنفض بصدمه: ابوويا.. ابويا في ايه يا سيف ابويا جراله حاجه وانت مش راضي تقولي.

سيف هز دماغه: ابدا والله يا حبيبي انا بس مرضتش اعرفك ف الفون بس هو تمام متقلقش وهيقوم بسلامه ان شاء الله.. امي قالت انك هتعرف تتعامل مع ياسمين.. هطلع قدامك انا وانت ابقي حصلني وبراحه وانت سايق بلاش تهور.. يلا سلام.

فارس اومأ وركب الموتسكل بتاعه وانطلق بيه بسرعة متجه للشركه....

...

وبعد شويه كان فارس في الشركة وبيحاول يبان انه هادي ومفيش حاجه... وكل الي يشوفه وهو داخل الشركة يرحب بيه وهو يهز دماغه لحد ما وصل مكتب ياسمين وسمع صوت ندي.

ندي: ده كده الشغل الي كان مطلوب من دموع طلبت مني اوصله ليكي عشان هي اخدت اجازة مرضيه يومين.

ياسمين اومأت: تمام مكنتش تعبت نفسها لحد ما بقت كويسه.. ابقي طمنيني عليها يا ندي بليز.

ندي لسه هتتكلم الباب خبط ودخل فارس علي طول: سووو.

ياسمين وقفت بصدمه: يا نهاااري مش معقول هي القيامه هتقوم ولا ايه فارس ف الشركة ازااي؟

فارس ضحك من غير نفس: عشان تعرفي بس اني بقدم تنازلات كتير الفتره دي... المهم يلا تعالي معاايا رايحين مشوار.

ياسمين باستغراب: علي فين؟ وبعدين مش تسلم ع ندي اظن اتعرفتوا مش كده؟

ندي اومأت: ايوة اتعرفنا..... ازيك يا كوكو.

فارس لو ف حاله تانية كان رد بهزار بس مش وقته: الله يسلمك يا قمر.. يلاا بقاا يا ياسمين.

ياسمين: تؤ انا مش فاضيه عندي شغل كتير وبابا روح انهاردة وانا لوحدي ف الشركة خليها مره تاني يا فروسه.

فارس عض شفته وبخفوت: ياسمين بابا في المستشفي.

ياسمين شهقت بخضه وعنيها برقت ودموعها اتجمعت.

فارس جري عليها: اهدي متخفيش ده شوية ارهاق بس.

ياسمين ببكاء: انا من اول اليوم وانا حساه تعبان و بالعافيه سمع كلامي وروح.. بس لو اعرف انه هيجراله حاجه مكنتش سبته لحظه.

ندي مسكت اديها بمواساة وقالت: ان شاء الله خير يا حبيبتي متقلقيش سالم بيه قوي وزي ما قال فارس اكيد شوية ارهاق بس خير ان شاء الله.

: يارب يا ندى يارب.

: طب يلا بينا بقا عشان منتأخرش زمان سيف وصل.

قالها فارس هو بيخدها ونزل بيها قدام الشركه وداها الخوذه لبستها وركبت وراه وودعتهم ندى و رجعت تاني الشركه وهي مهمومه وكلمت دموع اللي واخدة اجازة بسبب تعبها.. كلمتها ندى وحكتلها عن اللي حصل وهي كمان زعلت عليهم اوي.

.......

في المستشفى وصل سيف وسأل عن الدور اللي موجود فيه سالم وراحله اول ما وصل شاف تميم ومها قدام الاوضه اللي موجود فيها سالم... مها اول ما شافته جريت عليه.

سيف بهدوء: اهدى يا حبيبتي اهدى عشان خاطري و متقلقيش.

: الدكتور طول اوي جوه يا سيف بقاله ساعه ولسه مخرجش انا خايفه عليه اوي يا بني.

: متقلقيش يا أمي دلوقتي الدكتور يطلع ويطمنا.

: كلمت اخواتك انا خايفه يسمعوا الخبر من برا مع ان تميم خد كل الإجراءات اللازمة بس الاخبار بتتسرب.

: كلمتهم متقلقيش وجايين في الطريق.

وقبل ما يخلص جملته كان وصل فارس وياسمين اللي جريوا على امهم حضنوها وياسمين انهارت هي ومها في البكاء.

وتميم في اللحظه دي مقدرش يشيل عينه من على ياسمين... وقلبه وجعه عليها كان نفسه في اللحظه دي يطمنها ويواسيها لكن ما باليد حيله.. تنهد بهم وقلب مكسور ومتألم بسبب بكاها ونزل يجبلها مايه او عصير بعد ما شفها قعدت علي الكرسي بتعب وحزن.

طلع الدكتور اللي كلهم جريوا عليه بلهفه.

مها بلهفه وقلق: خير يا دكتور طمنا الله يخليك.

الدكتور بابتسامه هاديه: خير يا جماعه متقلقوش... سالم بيه صحته زي الفل.. واحنا عملنا ليه شوية فحوصات وطمنا.. ضغط وسكر ورسم قلب وتحليل دم فحص شامل والموضوع كله.. الضغط والسكر مش مظبوطين بسبب شوية ارهاق ولخبطه ف الاكل.

الفرحه هلت على وشوشهم لما سمعوا كلام الدكتور وفارس حضن سيف وهو بيشكر ربنا ونفس الوضع مع ياسمين ومها.

مها بابتسامه واسعه: يعني هو كويس صح نقدر نشوفه؟

الدكتور بابتسامه: ايوة يا مدام مها اتفضلوا هو بخير.

دخلت مها ووراها فارس.. سيف قرب من ياسمين ومسك ايدها: تعاالي يا حبيبتي متخفيش.

ياسمين بغصه: خايفه الدكتور يكون بيطمنها بطلب من بابا خايفه يكون فيه حاجه ومداري علينا مش هقدر اخسره يا سيف صدقني.

سيف طبطب عليها: اهدي يا ياسمين متخفيش انا هاخد الفحوصات و اوريها لدكتور تاني يطمنا لو ده هيريحك.

تميم جاب الماية والعصير وشاف سيف بيواسيها فتصلب مكانه وحس بضيق وغيره وجز على سنانه وهو بيقول في سره: طبعا هو ده الي يليق بمقامك يا ياسمين هانم.

ورمى المايه والعصير ف سلة الزباله وطلع بضيق وهو مش طايق سيف.

ياسمين اومأت بهدوء ومسحت وشها: شكرا شكرا بجد يا سيف ع وقفتك معانا.

سيف ابتسم بخفوت: متقوليش كده تاني انتوا عيلتي.

ودخل هو وياسمين شاف مها مسكه ايد سالم وهو تلاشى يدخل معاهم ف الاول عشان تاخد راحتها وفارس نايم جمبه.

ياسمين جريت عليه بلهفه وهي بتبوس ايده: الف سلامه عليك يا بابا سلامتك يا غالي... كده برضو تخضني عليك كده.

سالم بصوت مرهق: متخفيش يا قلب بابا انا كويس اهو... بلاش دموعك عشان خاطري يا ياسمينا.

الدكتور دخل بعد خمس دقايق: ايه يا سالم بيه شوفت الغلاوة ولا لسه عشان تعرف بس انك غالي عندهم وتهتم بصحتك شويه ولا ايه يا مدام مها؟

مها اومأت بلهفه: اكيد طبعا يا دكتور انا بنفسي ههتم بالموضوع دا.

الدكتور: المهم الراحه التامه يا سالم وياريت لو تاخد اجازة من الشغل اعتبرها فترة نقاهه لحد ما تسترد كامل صحتك وده العلاج اللي هتمشي عليه ونظام الاكل. وخرج.

سيف بهدوء وهو واقف بعيد: حمدلله على سلامتك يا سالم بيه.

: الله يسلمك يا سيف شكرا تعبتك معايا.

سيف: ولا تعب ولا حاجه متقولش كده انت ف مقام والدي الله يرحمه.

مها بجديه: بقولك ايه انت تنسي خالص الشغل الفتره دي الدكتور قال اهم حاجه الفتره الجايه هي الراحه التامه.

: راحة ايه بس يا مها ما انتي عارفه... مش هقدر اقعد واسيب الشركة الاساسيه الباقين فيهم مدراء اما دي هسيبها لمين؟ وبعدين الفتره الجايه داخلين على شغل كتير وياسمين مش هتعرف تسد لوحدها كتير عليها.

: انسي.. مستحيل هخليك تعتب الشغل دا قبل شهر على الاقل ودا كلام الدكتور مش كلامي لعلمك.... ولو على الشغل سيف هينزل الشركه مع ياسمين والاتنين يسدوا.

سيف بصلها وبرق بصدمه اول ما سمع كلامها وف باله.. بتدبسيني يا مها ماشي ماااشي.

ياسمين بلهفة: اه يا بابا عشان خاطري اسمع كلام ماما عشان تبقا كويس ومتشيلش هم الشغل خالص انا هعلم كل حاجه لسيف وكله هيبقا تمام.

مها بحماس وهي عامله نفسها مش واخده بالها من نظرات سيف: ايوه دا سيف شاطر وناصح و بيتعلم بسرعه هما يومين وهتلاقيه فاهم كل حاجه في الشغل.

وف بالها.. متبرقليش يا روح امك امال هسيبك في عزلتك كده كتير... واهو منها تساعد سالم ومنها تلهي نفسك بدل ما انت كل يوم بتروح تكلم الاموات ونايم في الشقه المهجوره ليل مع نهار.

: قولت ايه يا بابا؟

سالم بابتسامه وهو بيبص على سيف: انا عن نفسي معنديش مانع وهو حد يكره الراحه وخصوصا الي زيي عمره ما عرف طعم الراحه عامل ازاي... بس المهم دلوقتي رأي سيف.

كلهم بصو لسيف اللي لسه هيتكلم راحت مها قايله: سيف طبعا موافق وهو هيلاقي فرصه احسن من دي حتى يسلي وقته بدل الفضا اللي هو عايش فيه من ساعة ما رجع.

سالم: استني بس يا مها خلينا نسمع رأيه.

اتكلم سيف واخيرا وهو بيضغط على سنانه وهو فاهم امه كويس وقال بابتسامه مضغوطه: وهو في كلام يتقال بعد كلام مها هانم.. اكيد موافق طبعا يا سالم باشا... وكمل بجديه... وبعدين انت جمايلك مغرقاني وجيه الوقت اللي أرد منها ولو جزء.. انا تحت امرك المهم راحتك انت عشان خاطر اولادك.

مها وهي بتبصله ببتسامه وهي عارفه انه من جواه مولع: قلب ماما العاقل ايوة كده مخيبتش ظني فيك.

فارس كان قاعد سرحان من الصبح من وقت ما اطمن على باباه وهو قاعد سرحان في البنت الجميلة اللي شافها الصبح لما راح يجيب ياسمين وافتكر ان هي ودموع شاغلين عندهم في الشركه وكان قاعد بيفكر في باله وهو بيفتكر ملامحها: (ما شاء الله زي القمر... عينيها جميلة جداً وملامحها بريئة... سبحان اللي صورها).

وف وسط ما هو بيفكر فيها لفت نظره كلامهم عن شغل سيف في الشركه قام هب واقف هو كمان وقال: وانا كمان هنزل الشغل مع سيف.

كلهم بصولو وضحكوا.

سالم: ودا من امتى ان شاء الله؟

فارس بضحكه: ف ايه بابا هو انا علي دماغي ريشة؟ وبعدين انا ادارة اعمال وكلها سنه وهتخرج وكمان عشان اساعدهم ف الشغل ولا ايه يا سوو متقولي حاجه.

ياسمين باستفزاز: لاء...وبعدين انت طول عمرك بتكره الشغل اشمعنا انهاردة؟

فارس: يا بنتي انا غلطان يعني عايز اساعدكم عشان راحة بابا.. اخلصي هروق عليكي ف الشركة.

ياسمين بضحك: تبا لتواضعك يا فارس.

سيف ضحك: وواثق من نفسه.. يلا خليك تجرب حظك معانا يا كوكو.. وبصله بمغزى.

فارس بصله وفهمو بعض وضحك بصوت عاالي.

سالم ببتسامه: انا كده هرتاح ربنا يخليكم لبعض يا ولادي يلا شوفوا تميم فين وانتي ياسمين خلصي الإجراءات عايز اخرج.

سيف: انا جاي معااكي.

فارس بسخرية: طب خدووني معاكم.

سيف ابتسم: لا بقولك ايه انشف شويه شغل تلتة اول دا مش هياكل في الشركه يا كوكو.

فارس بصله وضحك: ماشي يا عم سيف.. بس أنا قدها برضه.

ياسمين دخلت ف نصهم ولفت ايديها على ايد كل واحد فيهم: هو انتوا بتتكلموا علي الشركة ولا علي ايه انا مبقتش فاهمه.

سيف ابتسم وفارس ضحك: بصي يا حبيبتي الفترة اللي جاية دي متركزيش معاانا خالص.

تميم شافهم وهو قاعد ف الرسبشن واتنهد بضيق.

ياسمين شافته وشاورت عليه: تميم اهو انا هروح اقوله يجهز العربية.

فارس: خلاص يلا روحي وانا هشوف المصاريف واخلص الإجراءات.

سيف: انا هخلص كل حاجه بس روح انت هاتلي قهوة دبل سادة بسرعه عشان دماغي هتتفرتك ومنمتش كويس.

فارس: عنيا يا بروو.

سيف: تسلم يا فارس.

فارس ضحك وهو ماشي: حبيبي يا سيف.

تميم شاف ياسمين بتقرب منه وقف ببرود ورسميه معتاد عليها: اتفضلي يا ياسمين هانم خير سالم بيه كويس؟

ياسمين ابتسمت: ايوة يا تميم الحمدلله شكرا عشان مساعدتك لماما.

تميم قلبه دق بعد ما سمع اسمه منها لكن حاول ميبينش وكمل بنفس الرسميه: ده واجبي يا هانم.

ياسمين ببتسامه جميلة: ما بلاش هانم دي يا تميم ده انا كبرت قدامك حتي يعني بلاش تكبرني وانا اصغر منك.

تميم بهدوء: الكبير كبير مقام مش سن يا هانم.

: تمام دي وجهة نظرك وتحترم وكل حاجه بس انا مش عايزة ابقا كبيرة مقام انا شخص عادي جدا يا تميم انا ياسمين وبس ممكن؟

تميم ابتسم باحترام: اللي تشوفيه حضرتك.

ياسمين: ييييه خلصنا من هانم مسكنا في حضرتك هههه.... المهم جهز العربية لو سمحت عشان بابا عايز يروح.

تميم اومأ بهدوء: انسه ياسمين ممكن طلب؟

ياسمين ابتسمت: اتفضل يا تميم.

تميم حط ايده علي رقبته بتوتر: اححم.. ممكن بلاش تتعاملي بقرب زيادة مع سيف باشا.

ياسمين باستغراب: ده زي اخويا... وبعدين ليه يعني مش فاهمه؟

تميم: لا مش اخوكي.. وليه اعتبريها خوف عليكي عشان ميصحش وكلام الناس.

ياسمين بصتله باستغراب... اول مره يتدخل في الي ميخصهوش طول عمره قليل الكلام.. ما بالك طلب زي دا.

ياسمين اومأت بهدوء ومن جواها استغربت اهتمامه: تمام حاضر هعتبرها نصيحه اخويه مش تدخل ف حياتي يا تميم.

تميم فاق لنفسه: العفو يا هانم اعتبريني مقولتش حاجه عن اذنك.

خلصوا كل الإجراءات وروحوا وسيف قضي معاهم اليوم كله و نام ساعتين قبل العصر وصحي اتغدي ومن بعديها ياسمين بتحاول تفهمه الشغل ماشي ازاي والاساسيات الي قايمة عليها الشركة لحد الساعه عشرة بليل.

وبعدها خرج من عندهم و راح عدي علي يوسف وتكلم معاه زي كل يوم وبعدها روح شقته.

ودخل الحمام بص لنفسه ف المراية واستغرب شكله و الهالات والارهاق اللي باين علي وشه ودقنه كثيفة وشعره طويل طلع شنطة الحلاقة بتاعته وخد المكنة الكهربائية وحدد دقنه وخففها وخفف شعره من الجناب وقصرة وروق ع نفسه ودخل خد شور طويل طلع من الحمام رش برفانه وحط كريم مرطب علي وشه وايديه.

وطلع يعمل قهوة وشاف شباك دموع مقفول حس باليأس اليوم كله برا مسمعش صوتها ولا شافها خايف يكون حصلها حاجه وفتح الفون يقلب فيه.. صب القهوة ودخل اوضة النوم لبس تيشرت اسود وبنطلون قطني.

وخد القهوة وطلع البلكونه وشافها قاعده بتشتغل علي الاب توب وزي كل مره دموع رفعت راسها لما حست بوجوده...

دموع ببتسامه: عامل ايه؟

سيف ابتسم لها: بخير وانتي؟

دموع اومأت: تماام وبصتله وابتسمت.. نعيماً.

سيف حط ايده ع شعره: تسلمي يا دموع.

دموع ابتسمت: كويس اني شوفتك بخير الفترة الي فاتت كنت مش احسن حاجه دلوقتي حسه انك رجعت سيلفر المشهور الي متبعاه من سنين.

سيف: شكرا علي اهتمامك فعلا الفترة الي فاتت كانت صعبة جدا عليا وبحاول اتعافي الاهمال ف نفسي مش حل وسلفر كده كده موجود جوايه.

دموع اومأت بهدوء: بتشرب ليه قهوة دلوقتي الوقت اتأخر استني هجبلك عصير احلي.

وجريت ع جوه.

وطلعت بكاس العصير وهي خارجة شافت تشرت ابيض ليها كانت خلعاه ع الكنبة وخدته ف ايدها ودخلت البلكونه.

سيف كان واقف منتظرها دموع قربت من السور: اتفضل... ومدت ايدها تديه العصير.

سيف ابتسم: Merci, ma lune (شكرا يا قمري)

دموع تاهت ف حلاوة نبرته وابتسمت: pardon

سيف ضحك: بتفهمي فرنسية؟

دموع ضحكت بنعومه: لا خالص كلمات بسيطه زي شكرا عفوا يعني انا فهمت مرسي الي بعدها معرفش يعني ايه المفرادت الي اخدتها ف ثانوي جوتيم كده.

سيف ابتسم برقة: je t'aime ..وكأنه بيعدل لها النطق.

دموع: je t'aime

سيف قلبه دق من رقتها وهي بتنطق بحبك: je t'aime

دموع ضحك: Je t'aime, ma chérie حلوة كده افتكرت دي كمان.. (بحبك عزيزي)

سيف ابتسم بهدوء: je t'aime beaucoup (بحبك كثيرا)

دموع ضحكت: لا دي بقا انا مش فاهماها.. المهم اااه صح خد امضيلي وحدفت له التيشرت الي ف ايدها.

سيف مسك القميص اللي وقع على وشه وشم ريحتها العطرة وابتسم: لا سيبيه هبقا ارسملك عليه حاجه احلى من الامضة.. تمام؟

دموع بفرحه: لا ده تمام اوووي.

شرب باقي العصير ومدلها الكاس: Merci, mes larmes (شكرا يا دموعي)

دموع وطت تاخد الكباية منه وسيف سرح في ملامحها الهادية وتمنى لو يقدر يسعدها.

دموع خدت بالها من نظراته ولمت حاجتها بتوتر: تصبح ع خير يا سيلفر.

...........

عدا اليومين الاجازه بتوع دموع.

وراحت الشركه زي المعتاد.

واول ما دخلت مكتبها طلعت الشغل ع الاب توب.

: هروح اسلمه لسالم بيه وشوف الجديد.

قالت جملتها وخرجت متجهة لمكتب سالم.

خبطت وسمعت صوت مش غريب عليها سمحلها بالدخول واول ما دخلت لسه هتكلم لكن صدمها اللي كان موجود جوه المكتب.

: سيلفر!!؟

سيف ببرود: استاذ سيف المدير الجديد بتاعكم.


 • تابع الفصل التالي "رواية دموع السيف" اضغط على اسم الرواية

تعليقات