Ads by Google X

رواية ابواب الفصل السادس 6 - بقلم هنا عادل

الصفحة الرئيسية
الحجم

  

رواية ابواب الفصل السادس 6 - بقلم هنا عادل

حاول زين يستنى شوية لحد ما الناس اللى حواليه ينشغلوا مع بعض فى الكلام، مجرد ما سكت هو وابتدوا هما يتكلموا مع بعض، قام من مكانه واتحرك ناحية جاد اللى دخل الاوضة وساب بابها مفتوح، دخل زين وراه والباب اتقفل من غير ما هو يقفله، محاولش زين يبص وراه اصلا هو فى موقف مفيش اغرب منه علشان يستغرب ان الباب اتقفل لواحده، جاد واقف وضهره لزين، زين وقف وراه بكام خطوة واتكلم وقال:
– اكيد انت مش ابيه جاد، انت مين بقى؟
لف جاد لزين، لكن عنيه مكانتش عيون طبيعية، كانت كلها سودة ومفيش فيها بياض نهائي، ركز زين وبعد بضهره خطوة لورا، اتكلم جاد او شبيهه وقال بصوت تخين:
– ذكي، علشان كده كانت الاولوية ليك.
زين بهدوء وعقل وثبات عن الاول:
– طيب، ايه بقى المطلوب مني؟ انا مش مهتم بأى حاجة غير اني افهم موضوع استعدادي لأستقبال السبع امراء فى جسمي ده! المفروض اعمل ايه؟
رد جاد وقال:
– قادوس، هو البشري المميز فى العصر الحالي، وعلشان كده طقوس الاستقبال هتعملها كمان سبع ليالي، لكن لحد اللحظة دي..هتلاقي رسايل، هتلاقي علامات، هتسمع اصوات، هتحس انك مش لواحدك حتى لو فى مكان انت موجود فيه لواحدك، لكن المطلوب منك لحد اليوم ده انك متصليش.
زين بيسمع بتركيز، رد وقال:
– كل ده بيحصل بقاله يومين تلاتة، خلاص انا تقريبا اتعودت يعني مش بستغرب، هو انا فى كل الاحوال مش بصلي للأسف، لكن اقدر اعرف ايه السبب؟
جاد رد وقال:
– جسمك لو طاهر هيرفض استقبالهم، ولو اترفضوا…هيقتلوك، ودي هتكون اخر حاجة فى الدنيا بتتمناها حتى لو كنت مستنيها.
زين:
– انا عارف ان الموت مالهوش وقت، بس مش غريبة ان ابيه جاد يتوفى بعد اللى حصل ده علطول؟!
رد عليه المتلبس لجاد وقال:
– علشان الحارس كان رافض يخرج ويسيب روحه ترتاح غير لما يوصل البديل، انتظاره ليك طال، وروحه كانت بتتألم من انها مش قادرة تستقر بسلام.
زين:
– ليه هو اللى بياخد الروح انتم؟ وانتم ايه حُكمُكُم على الروح وتسليمها
رد عليه وقال جاد (المتلبس):
– مالناش حُكم على الروح، لكن مش كل الارواح بتخرج بسهولة، كل ما الروح بتكون مرتبطة بينا ومصدقة وجودنا بيكون خروجها مش سهل، لازم بتوفر لنا البديل لها فى البداية.

زين:
– فهمت، يعني انا خلال السبع ايام دول هبقى فى انتظار وصولهم؟
رد عليه وقال:
– ايوة، والطقوس هتتبلغ بيها فى نفس اليوم قبل الليل ما يحل.
زين:
– طيب، انا هخرج علشان محدش يستغرب وجودي هنا، طبعا انتم عارفين مكاني، بلاش بقى تطلعولي وسط الناس، مش عايز حد يفتكر اني مجنون.
سابه زين وخرج، كان ثابت جدا وهادي، كان بيحاول يخليهم يصدقوا انه مش خايف منهم، رغم انه من جواه مش مرتاح ابدا لكل اللى بيحصل معاه ده، مستغربه ومن جواه بيقول:
– انا مش قد اللى بيحصل ولا اللي هيحصل ده.
لكن للأسف فات الوقت، وهو المُختار، وعلشان كده كان لازم ميبينش انه ضعيف وجبان، لازم يبان قوي علشان ميحسوش بضعفه ويأذوه، كفايا وجودهم فى حد ذاته جوة حياته هيكون اذى لواحده، ما بالكم بقى لو ضعيف وقرروا يستغلوا ضعفه ده ويجننوه؟! هيعمل ايه ساعتها؟ حضر زين وابوه تجهيزات الغُسل اللى هتتم قبل الصلاة على جاد، واتنصب الصوان، وترتيبان المدفن خلصت، كل اللى باقي بس هو موظف الوحدة الصحية اللى هييجي يطلع تصريح الدفن، وده طبعا هيحصل الصبح، وعلشان كده ابتدوا الناس يرجعوا لبيوتهم على اتفاق بأنهم هيتجمعوا من بدري، حاول زين يكون طبيعي، وكان بيرد على فهيم اللي بيتكلم طول الطريق عن وفاة جاد المفاجأة، وكمان عن الميراث اللي سابه لأولاده، عن تفاصيل كتير خاصة بجاد…لكن اللي لفت انتباه زين هو ان طول الطريق وابوه بيتكلم معاه ومشغول فى السواقة، اطياف وخيالات بتظهر على جوانب الطريق، كل ما يبص زين فى اتجاه يحس انه شايف حد لكن مش شخص، مجرد طيف بيختفى مع حركة العربية، حاول يفضل عادي ومش مهتم لحد ما وصل البيت، نزل من العربية وراح باباه يركن العربية فى الجراج ووقف زين يستاه لواحده، ظهر طيف تاني قدامه على الجنب التاني من طريق البيت، اتكلم زين بصوا مسموع تقريبا وقال:
– انا مش قولت مش عايز حاجة تشكك الناس فيا؟ بلاش التصرفات دي، علشان انا عنيد جدا ومبحبش لعب الاعصاب.
اختفى الطيف من غير رد، رجع فهيم وقال لزين وهو بيقرب منه:

– انت كنت بتكلم نفسك ولا ايه؟ كنت سامع صوتك.
زين:
– لاء خالص، كنت بغني، بسلي نفسي وانا واقف لواحدي كده.
فهيم مبتسم:
– راجعين من عزا وانت واقف تغني؟ دماغك دي مريحاك.
زين ابتسم وسكت، اتحرك هو وابوه ودخلوا بيتهم كانت زينة محضرة العشا، قعدوا يتعشوا سوا وتتكلم زينة معاهم ويحكي فهيم عن اللى حصل فى اليوم وزين قاعد ساكت وسرحان، اتكلمت زينة وقالت:
– مالك يا زين؟ سرحان كده ليه؟
زين:
– لاء ابدا، انا بس حاسس ان المراسم هنا مختلفة عن امريكا، مستغرب مش اكتر.
زينة:
– اكيد طبعا، يلا ربنا يرحمه ويصبر اولاده.
قعدوا يتكلموا وشربوا الشاي بتاعهم بعد العشا وبعد كده طلع زين على اوضته، وبعد ما غير هدومه وقعد على سريره..افتكر الكتب اللى المفروض انه قابل جاد بحجة انه ياخدهم اصلا، قام راح ناحية المكتب واخد شوية الكتب وراح قعد بيهم على السرير، ابتدا يركز فى اسماء الكتب، لكن كلها اسماء بلغة غريبة هو مش عارف دي لغة ايه؟ وعلشان كده تغاضى عن الاسماء وابتدا يفتح الكُتب…واستغرب جدا ان رغم ان الكتب باين على الورق بتاعهم انهم قدام جدا، الا ان كل الصفحات فاضية، استغرب، ابتدا يقلب فى كل الصفحات وكل الكتب ونفس النتيجة، لكن الاغرب من ان الصفحات فاضية، هو ان كل كتاب مكتوب فيه فى صفحة واحدة بس:
– قادوس.
اتكلم زين بصوت عالي وقال وهو مستني اللى يرد عليه:
– هو ازاي انا مقابلتش ابيه جاد؟ ورغم عن كده انا اخدت الكتب اللى كنت عايزها او قولت لماما عليها؟!

مفيش رد جاله، بص تاني فى الكتب كلها والصفحات اللى مكتوب فيها اسم قادوس، اتكلم تاني وقال:
– طيب ازاي كل الكتب مفيهاش غير اسمي بس؟
اترد عليه صوت من حد مش ظاهر قدامه:
– علشان ده اللى يهمك تتعرف عليه دلوقتي، الباقي لسه هيظهر لما ييجي وقت لزوم معرفتك بيه.
بص زين فى الكتب من تاني، ورجع كلم نفسه تاني وقال:
– بس مش مكتوب غير الاسم بس، يعني مفيش حاجة جديدة اعرفها عن الاسم ده.
جه الصوت مرة تانية لكن المرة دي ابتدا مع كل حرف يتكون قدام زين كيان ضخم، قال مع تركيز زين لظهوره:
– تقدر تبص تاني فى الكتب، الحروف اللى محتاج تقرأها هتلاقيها.
فعلا بص زين فى الكتب، وبطريقة خفية ابتديت حروف تتكتب بخط اخضر تخين وكأن الحبر هيسيل منها، مفيش اثر لقلم ولا حد بيكتب لكن الكلمات بتتكون لواحدها، وفى البداية اتكتب:
– قادوس…ابن ملك عشيرة الجن الحارسٍ.

 

google-playkhamsatmostaqltradent