رواية لعاشر جار الفصل الخامس 5 - بقلم سلمى رأفت
5-كيفية استغلال الظروف
كانت "مريم" جالسةً بحزنٍ حتىٰ جاءت لها والدتها قائلة :
_يا "مريم" يا حبيبتي مالك بس؟؟ في إيه من ساعة ما جينا من المستشفى إمبارح وأنتِ كده وأبوكِ كويس الحمدلله مالك؟؟
ردت عليها بإيجاز قائلةً :
_مفيش يا ماما عادي يعني!
_ربنا يهديكِ يا بنتي.
تحركت "نورا" متوجهةً إلىٰ المطبخ حينها رن جرس الباب أتجهت "مريم" لِتفتح الباب فوجدت من تقول بسخطٍ :
_إيه يا ست؟؟، مش بتردي علينا ليه؟؟، هو أحنا مش قد المقام يعني؟؟
أردفت "مريم" بهدوءٍ وهي تشير لهم بالدخول قائلةً :
_اتفضلوا ادخلوا واقفين ليه؟
دلف أربعتهم إلىٰ الداخل فخرجت "نورا" ترحب بهم قائلةً :
_عاملين أيه يا حبايبي وحشتوني أوي والله وزعلانة منك يا "لُچين" علشان مبقتيش تيجي.
ردت عليها "لُچين" وهي تعدل من وضع نظارتها الطبية قائلةً :
_ليه بس كده يا طنط؟، والله طب مطلعة عيني متزعليش مني ده أنا بحبك والله، أخبار عمو "مدحت" إيه دلوقتي؟؟
ردت عليها هي بودٍ قائلة :
_كويس الحمدالله ادخلوا بقىٰ شوفوا ست "مريم" قالبة بوزها ليه.
قالت واحدة منهم بسخطٍ وهي تجلس علىٰ الأريكة وتُدعى "ندى" قائلة :
_مالك بقىٰ ياست هانم؟؟، قافلة موبايلك ليه؟؟
أردفت "مريم" وهي تجلس علىٰ الأريكة قائلةً :
_والله عادي مفيش حاجة محددة.
ردت عليها واحدةً منهم وتُدعى "حفصة" قائلةً بنزقٍ :
_ما تخلصي يا بت هو أنتِ فكرانا خطيبك المخفي "حسام" هنسألك تقولي مفيش؟؟
أردفت "مريم" قائلة بضجرٍ :
_علشان امبارح قبل ما بابا يروح المستشفى كُنت نازلة رايحة أقابل "حسام" وحصل اللي حصل وروحت وجيت وانهاردة جيه أهو متصلش حتىٰ سأل ولا أي حاجة، ده ولا كأني كُنت رايحة أقابله أصلًا!
ردت عليها خامستهم وكانت "چنىٰ" قائلةً بنبرةٍ جامدة :
_خلصتي؟، مبدأيًا كده أنتِ ترميه ورا ضهرك ولا كأنه موجود طالما هو عديم الدم كده، ثانيًا وده الأهم تتفضلي تجيبي قناة Mix حالًا علشان Harry Potter شغال وأنا علشان أصيلة سيبته وجيتلك.
خرج "مدحت" من الداخل وهو يردف بسخريةٍ قائلًا :
_يخربيت Harry Potter بتاعك ده، يابنتي ده أنا حفظته من كتر ما بتيجي تشغليه!، أنتِ مش بتزهقي منه؟؟
ردت عليه بهيامٍ قائلةً :
_هو فيه أحلىٰ منه أصلًا يا عمو؟؟، أنا حلم حياتي أفقد الذاكرة وأروح أتفرج عليه تاني من أول وجديد، كمية حلاوة غير طبيعية.
أردف هو بسخرية وهو يتجه نحو باب الشقة قائلًا :
_ربنا يهني سعيد بسعيدة ياختي، أنا نازل يا "نورا" علىٰ القهوة عايزة حاجة؟، حد عايز حاجة يا بنات؟؟
أردفت "نورا" بتذمر قائلةً :
_تنزل فين يا "مدحت" وأنت تعبان كده؟؟، ادخل ريح شوية.
رد عليها هو بضجرٍ قائلًا :
_ياستي مش بحب قعدة السرير وبعدين أنا كويس أهو بمشي الحمدلله.
كادت "مريم" تهم بالاعتراض أيضًا فأضاف قائلًا :
_يا جدعان هقعد مع "أنور" و "ماهر" و "محمد" مش هتأخر والله.
ردت عليه "چنىٰ" قائلة بمكرٍ :
_بتثبتنا يعني يا عمو علشان نازل قاعد مع أبويا أنا و "لُچين" الغلبانة والبت "ندىٰ" المفترية؟
رد عليها وهو يفتح باب الشقة لِيغادر :
_أيوا، سلام يحلوين، آه صحيح، في واحد أجر الشقة التانية اللي في الدور العاشر وهو هيجي كمان شوية أما يجي حد ينزل يديله مفاتيح الشقة ويرن عليا أجي.
أومأت له "نورا" بالموافقة وغادر "مدحت" ذاهبًا إلىٰ أصدقائه.
______________________________________
بعد مرور حوالي ساعة ونصف كانت عائلة "كرم الزهراوي" واقفة و كانت "أمينة" تردف بسخطٍ وتذمر قائلةً :
_أستغفر الله العظيم، أنا مالي أنا بحواراتك أنتَ وابنك؟؟، ياعم أنا مش برتاح غير في سريري!
أردف "كرم" بإيجاز قائلًا :
_بقولكم أيه؟؟، مش ناقصة هبل على المسا!، قدامي يلا.
أردف "نوح" بحزنٍ قائلًا :
_يخسارة..، ملحقتش أقعد مع البت مونيكا!
أردفت هي قائلةً بسخطٍ من الوضع :
_مونيكا مين؟؟ وزفتة مين؟؟، أحنا في إيه ولا في إيه؟، بتحب في كلبة يا أهبل!؟
أردف "نوح" بسخطٍ قائلًا مدافعًا عنها :
_بعد أذنك مونيكا خط أحمر!!
_اخلصوا بقىٰ يخربيت برودكم!!
خرجت هذه الجملة بتذمرٍ من "كرم" ودلفوا إلىٰ داخل البنايةِ وقام "كرم" بمهاتفة "مدحت" الذي قد وصل بالفعل وأردف بترحيبٍ بهم قائلًا :
_أهلًا وسهلًا نورتوا، أنا بشمهندس "مدحت الصاوي" صاحب العمارة أن شاء الله نكون جيران كويسين مع بعض.
رد عليه "كرم" بمجاملة قائلًا:
_بنورك يا بشمهندس، دي مراتي وده ابني الوحيد "نوح" فالحقيقة أغلبية الوقت أنا مش هبقىٰ موجود علشان شغلي فتقدر تتواصل مع ابني.
أومأ له "مدحت" ثم أعطىٰ "كرم" نسخة من مفتاح الشقة واستقلوا المصعد ختىٰ وصلوا إلىٰ الطابق المنشود حينها قال "مدحت" :
_استأذن أنا بقىٰ لو في إي حاجة كلمني أو قول لِـ "نوح" يقولي أنا في الدور التالت، عن أذنكم.
نزل "مدحت" بالمصعد حينها أردف "كرم" بتحذير قائلًا :
_أنا مش عايز أي هبل، أنتم أسرة طبيعية وأنا بسافر كتير بحكم شغلي، وأنت يا "نوح" هتنزل تدور على شغل هنا بحكم أننا نقلنا من محافظة تانية لِحد هنا، مش عايز أي تجويد من عندكم وخليكم في حالكم، ماشي؟؟
أردفت "أمينة" بسخطٍ قائلة :
_ماخلاص بقىٰ هو أحنا ولاد أختك عمال نازل لوك لوك لوك!، أحنا مروحناش تل أبيب يعني ده أحنا في مصر الجديدة ده حتىٰ الجو شرح وبرح هنا.
_أنا ماشي قبل ما تجلطيني وأنت يا "نوح" خد حذرك، ومن غير سلام يا "أمينة" يا بنت "أسامة"!
اتجه نحو المصعد ودلفه وتحرك به للأسفل حتىٰ تمتمت "أمينة" قائلة :
_خش ي حيلة أمك والله أن مرتحتش في السراير اللي هنا لأطربق الدنيا فوق دماغكم!
______________________________________
علىٰ الطريق الصحراوي :
كانت الحافلة فارغة تمامًا وجميع الطلاب واقفين في الخارج حتىٰ أردف "حازم" (صديق "حمزة" المقرب وأخو "مروان") قائلًا :
_لا إله إلا الله، ياعم رجلي وجعتني والشمس سلخت اللي خلفونا، عايز إيه اخلص؟
أردف الرجل المقنع بحنقٍ قائلًا :
_هو اللسان الطويل مرض عندكم اخرس قولت!
أردفت "سما" قائلة بسخطٍ :
_بقولك أيه أنا علىٰ أخري أساسًا!، وعهد الله أن ما نطقت ما هسكتلك، أنا نزلت بمزاجي وهطلع برضو بمزاجي، وتلخص كده أحنا مش خدامين عند جنابك، وآه مش هنخرس مش هتمسك لسانا يعني!
جاء رجلًا آخر ممسكًا سلاحًا يشهره نحوها قائلًا :
_بقولك إيه!؟، اتهدي كده وتتكلمي مع الباشا باحترام أنتِ عيلة أصلًا واتلمي بدل ما ألمك يا سكر!!
ردت عليه بهدوء ما قبل العاصفة قائلةً :
_اتهد وأتكلم باحترام واتلم بدل ما تلمني؟؟ أوكي أرض الله واسعة أخبط راسك في أتخنها رملة!
وأقتربت منه تلوي ذراعه ضاغطةً عليه حتىٰ وقع سلاحه من يديه ونزلت تأخده ودفعت الرجل بعيدًا وهي تضع إصبعها عِند الزِناد قائلةً :
_أن منطقتوش أنتم منزلينا ليه وربنا لأخلص عليكم أنا!
تراجع جميعهم بخوفٍ من تهورها حتىٰ أردفت "چودي" بسخرية قائلة :
_السلاح يطول يا مجنونة، أنتِ علشان أبوكِ وعيلتك كلهم ظباط هتتنططي علينا بقىٰ يعني؟؟
قبل أن يهم أحد بالرد وصلت سيارةً سوداء من أحد الماركات العالمية وحينها قال الرجل المقنع :
_الـ Boss وصل.
خرج رجلٌ يرتدي حلةً سوداء ووسيم لِدرجة كُبرى وأقترب منهم قائلًا للرجل المقنع :
_ها يا "بوب" عملت اللي قولتلك عليه؟؟
أومأ الرجل بالموافقة حينها نطقت "چودي" :
_اللهم صلي ع النبي، فراري سودا!!، ده أنت لو عيطت دموعك تنزل فلوس!
أردف "تيام" بحقد قائلًا :
_يعني معاك فراري سودا وجايب الهايلمان ده كلو ومنزلنا من باص الرحلة؟؟، أنا دافع سبعوميت جنيه والله لو راحوا عليا لتدفع الضعف وأنا بقبل الربا عادي.
نطق الرجل بصدمةٍ قائلًا :
_إيه ده؟؟، دول عيال؟؟، أنت عبيط يا بوب؟؟ الاتوبيس كان لِفوج سياح مش فوج عيال!!
أردف "بوب" بتوتر قائلًا :
_غلطة غير مقصودة يا باشا خلاص هنصلح كُل حاجة، بس في مشكلة.
نطقت "سهام" بتذمر قائلةً :
_الله يحرقكم يا بُعدا الشمس كلت وشي و الـ Sunscreen مش لقياه منكم لله!
أردف "غيث" بسخط قائلًا :
_صن اسكرين إيه وبتنجان إيه!!، أحنا في إيه ولا في إيه دلوقتي؟ يلا انجزوا طلعونا!
أردف الرجل المقنع ببرود قائلًا :
_أحنا نيمنا العجل بتاع الأتوبيس علشان لو كان حد فكر يهرب ميعرفش.
لطم جميع الواقفين علىٰ وجنتيهم حتىٰ نطقت "چودي" وهي تتجه نحو زعيمهم قائلةً :
_عادي يا جماعة مش مشكلة كابتن فراري هيوصلنا بعربيته، مش كده يا كاتبن؟؟
نطق زعيمهم بغضب قائلًا :
_وأنا مالي أوصلكم ليه ؟ وبعدين أصلًا علميًا ونظريًا مينفعش كلكم تركبوا.
ردت عليه هي من بين أسنانها مردفةً بتعديد :
_وعلميًا ونظريًا برضو لو متصرفتش وودتنا لا أنت ولا عربيتك ولا اللي معاك هتبقوا موجودين، اخلص اتصرف !
نطق الرجل المقنع قائلًا بسخطٍ :
_أنتِ بتهددينا ولا أيه؟؟
أردفت هي بسخطٍ قائلة :
_لا بقولك إيه!!، فكك من جو الكيوت ده أنا أصلًا من شبرا وقسمًا بالله أن ما واتصرفوا لأولع فيكم هنا، واللي يجي علىٰ سكة چودي يستحمل جبروتي.
أردفت "ليث" ببرود قائلًا :
_أنتوا يا جدعان متعصبين ليه؟؟، عادي يعني، كده كده هنوصل، Take It easy، شوفوا أي حاجة نعملها لحد ما جماعة الخير يتصرفوا، مش يمكن لو كنا كملنا بالباص كان يتقلب بينا ولا كُنا طولنا لا دنيا ولا أخرة؟؟
أردفت "عائشة" بحنقٍ قائلةً:
_ياعم أنا نفسي في ربع برودك وروقانك ده!، أنت يابني كُنت عايش في الصقيع ولا إيه؟؟
أردف "تميم" عندما يأس من الأمر قائلًا :
_بقولكم إيه شوفوا أي حاجة نقعد عليها لحد ما الكباتن يتصرفوا.
ثم وجه حديثه للعصابة قائلًا :
_محدش فيكم هيمشي من هنا غير لما نوصل للأقصر شوفوا بقى أنتم هتعملوا إيه.
ثم توجه جميعم يفرغون حقائبهم محاولين البحث عن أي شئ يجلسون عليه ألتفت زعيمهم لِـ "بوب" قائلًا :
_كلم العيال يحاولوا يجيبو باص رحلات بسرعة علشان نصلح الزفت اللي أنت عملته ده!
تحرك "بوب" ينفذ طلبه، وتحرك هو الآخر نحو سيارته حينها أندفع معظمهم عليه وأردف "حازم" قائلًا وهو رافعًا إحدىٰ حاجبيه :
_علىٰ فين العزم يا كابتن؟
أردف هو باستنكار قائلًا :
_إيه؟ همشي هقعد أعمل إيه؟؟
رد عليه "حمزة" قائلًا بسخرية :
_الله؟، ماشي كده؟ أنت هتقعد معانا يا حلو الملامح يا أبو رمش جارح أنتَ، زي ما سيدتك شايف View الصحرا هيأكل مننا حتة، ومفيش أي حاجة معانا غير أكل وشرب وقرب يخلص كمان في سيادتك هتقعد تقضي الليلة التحفة دي معانا.
نظر إليهم باستنكار حتىٰ نطقت "عائشة" قائلة وهي تنظر لِهاتفه قائلةً :
_بقولك إيه عندك تيك توك؟؟
أومأ برأسه بينما أردفت "سهام" قائلةً :
_طب هات موبايلك هنصور تيك توك.
_لأ أنتم عبط رسمي!
نطق بها الزعيم قائلًا بسخطٍ بينما أردفت "چودي" بشرٍ قائلةً :
_إيـه؟؟، مستخسر تدينا موبايلك الأيفون اللي أحدث حاجة نازلة مش هنبوظوا يعني أحنا مش جهلة هات عايزة أصور علشان أما أروح أنزلهم علىٰ الأنستا.
أردف الزعيم في نفسه قائلًا:
_ياربي أنا هببت إيه علشان يطلعلي العيال دي؟، ده شوية وهلاقي واحد منهم يقولي هات بدلتك اتصور بيها!
______________________________________
في الصباح، في شقة "سعيد الشريف" :
كان جميعم متجمعين بسبب أمر اختفاء أبنائهم حتىٰ أردفت "أمل" قائلةً :
_لأ كده كتير، ده عدى يوم كامل وبرن عليهم محدش بيرد هما هاجروا ولا إيه؟؟
كانت تتحرك في الصالة ذهابًا وإيابًا حتىٰ أردفت "أميرة" وهي تبكي قائلةً :
_قلبي واكلني عليهم حبايب قلب أمهم، أنا مش عارفة في إيه؟"
نطقت "علا" بهدوء قائلةً :
_يا جماعة أنتم مأڤورين ليه؟؟، عادي مفيش شبكة واتلهوا بالرحلة، وبعدين لو حصل حاجة في كذا حد هيتصرف متقلقوش.
أردف "أحمد" مؤيدًا لها قائلًا :
_عين العقل يا مدام "عُلا" والله.
نطق "مروان" (شقيق "حازم") بانفعال قائًلا :
_عين عقل إيه وعين جمل إيه؟؟، أنا رايح أم المدرسة دي أشوف حصل إيه أنا مش هقعد زي الستات أضرب أخماس في أسداس!
نطق "عزت" وهو يقترح حلًا قائلًا :
_طب ما تعالوا نشوف "يحيى" يمكن يعرف هما فين، هو برضو ظابط وده شغله.
أردف "عمر" بحنقٍ قائلًا :
_لأ مش عايزين منه حاجة، هو أصلًا مش بيطيقنا ولا كأننا واكلين ورثه ولا قاتلين أبوه تقريبًا!
وقف "مروان" يتجه نحو باب الشقة مردفًا بسخطٍ :
_أنا رايح مدرسة الهم دي نشوف إيه اللي حصل!
واستقل المصعد وانطلقوا جميعهم وراءه.
_____________________________________
في الصحراء :
كانت هناك فتاةً تقول :
_شوفتو يا جدعان حوار الجروبات اللي طالع جديد ده؟ جامد أوي بجد!!
أردف "تميم" باستنكار قائلًا :
_جروبات إيه دي؟؟
ردت الفتاة بازدراء قائلةً :
_دي جروبات بنات عملوها وكُل واحدة تنزل صورة الولد اللي مرتبطة بيه وتشوف فيه بنت تعرفه ولا لأ علشان تشوف هو بيخونها ولا لأ.
أعجبت العديد من الفتيات بحديثها وقالت واحدة منهم :
_جامد أوي الحوار ده، خدي رقمي ودخليني في جروب منهم.
نظر الشباب لِبعضهم عما يحدث حتىٰ نطقت "عائشة" قائلةً بعقلنية :
_هو إيه الجامد في الحوار مش فاهمة؟؟، دي قلة تربية، بعيدًا أن الارتباط أصلًا حرام ودي مسألة لوحدها بس الجروبات دي قلة تربية ونضج ورخص علىٰ الفاضي وقلة دين كمان، وده جهر بالمعصية!
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم «كل أمتي معافى إلا المجاهرين..»
المجاهر هو الذي يجهر بمعصية زي الارتباط
فأنتِ ليه تساهمي في نشر فكرة عبيطة زي دي؟؟، وربنا يسامح كُل البنات اللي عملت كده ويهديهم أنتم مش صغيرين علشان تتعلموا لسه تفرقوا بين الصح والغلط فكروا فكُل حاجة تطلع، هي صح ولا لأ؟، طب هتخالف حاجة في الدين ولا لأ؟، أحنا أكبر حد فينا هنا 18 أو 19 سنة لسه ورانا مشوار طويل بعيدًا عن كُل ده، ولو هي مرتبطة بيه وبتحبه، مش واثقة فيه ليه؟؟، ولو مش واثقة فيه مرتبطة ليه من الأساس؟؟، متساهميش في نشر معصية عقابها كبير أوي
وقول الله تعالي { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون}، اتمنى تكونوا فهمتوا قصدي إيه.
نظر إليها إخوتها بفخرٍ واقترب منها "تميم" يأخذها تحت ذراعيه قائلًا :
_تربيبتي يا بت، عسل يا عيوش.
أردفت واحدةٌ من الجالسين بتذمر قائلةً :
_طب وهو الارتباط حرام ليه؟، ما هو لما يتشغل ويجيب فلوس هيتقدملي ومامتي عارفة بكل حاجة؟، فين الغلط بقىٰ ولا أنتم بتحبوا تحبكوها؟؟
أردفت هي قائلةً بهدوءٍ :
_حوار الارتباط ده فاشل أوي، يعني إيه أربط حياتي وتفكيري بشخص مش مضمون ومبتجمعنيش بيه أي علاقة شرعية زي الخطوبة أو الجواز مثلًا، وفالآخر بتلاقي أن هو بيتسلى بيها وتدخل في دايرة الموڤ أون ومعرفش إيه وبتتعبوا في الآخر، صدقيني النوم والأكل أفيدلك، ربنا محرمش حاجة عبثًا والبداية اللي مترضيش ربنا مش هترضيكي في الآخر، وما بُنى علىٰ باطل فهو باطل، علىٰ فكرة هو لو أتجوزك فذنوب الارتباط دي مش بتروح برضو بتفضل موجودة، أنتِ الخطوبة أصلًا بضوابط لأنه لسه غريب عنك برضو، وحتىٰ لو مامتك عارفة والعيلة كُلها عارفة ده مش هيغير حاجة، هقولك مثلًا، أكيد معندكيش شك أن شرب الخمرة حرام؟، هل لما أنتِ تشربيها وتعرفي الناس كلها أنك بتشربيها، هل كده هي بقت حلال؟؟، لأ طبعًا وكمان كده برضو بتجهري بمعصية، وأي حاجة حرام بتعمليها أهلك برضو بيتسألوا عليكِ فيها متبقيش أنانية في الموضوع ده، الحُب ذات نفسه مش حرام ولا عمره هيكون حرام، الحرام اللي أحنا بنعمله تحت المُسمى ده، وطريق التوبة لسه مفتوح، وصدقيني لسه بدري أوي علىٰ الأرتباط والجواز والحُب لسه عندك حياة تبنيها، وربنا قالك في كتابه :( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) ده معناه أنك تتعاملي مع أي حد غريب عنك بتحفظ بعيدًا عن الهزار أصلًا، واللي بيحبك بجد وشاريكِ مش هيخليكِ تشيلي ذنوب بسببه وأوعي تقولي ده شخص محترم حتىٰ لو بيصحيكي تصلي الفجر برضو حرام، أتمنىٰ فعلًا تراجعي نفسك وده مش تحبيك ولا حاجة ده علشان نحفظ نفسنا وقلبنا.
صفق لها جميعهم حتىٰ جاء بقية أخوتها يحتضونها، حينها قالت فتاةً ما لِصديقتها بهمس :
_أكيد بتعمل الشويتين دول علشان يقولوا عليها محترمة بس بعينها والله ما هسيبها!
علىٰ بُعدٍ من هذه الجلسة، كان يقف يراقبهم وأحاديثهم تصل إليه حتىٰ ابتسم بإعجابٍ لها وحينها رن هاتفه والذي كان مخصص للصحراء وجاء صوت منه يقول :
_أحنا داخلين عليك أهو يا ريس.
_تمام ماشي.
وأغلق الهاتف وأقترب منهم يقول :
_يلا قوموا الباص اللي هيوصلكم علىٰ وصول.
وقف جميعهم وجاء مشرف الرحلة وسائق الحافلة يقول له :
_طب أقرب حتة فيها شبكة فين يا ريس أكيد أهالي العيال دي مش مبطلين رن؟؟
رد عليه قائلًا بعدم اكتراث :
_كمان خمسة كيلو كده هتلاقي شبكة.
انقطع حديثه وصول حافلة تماثل حافلتهم ونزل منها شخصًا يقول :
_أدي الباص أهو يا رجالة.
اندفع جميع الطلاب عليه وهو يقول :
_براحة يا جدعان إيه ده؟؟
دفعه "تيام" وهو يردف قائلًا :
_يا عم وسع عايز الحق أقعد جنب الشباك!!
اندهش الرجل ومن كانو معه وزعيمهم أيضًا حتىٰ دلفوا جميعًا إلىٰ الداخل ورن هاتف الزعيم ووجد من يقول :
_"يونس"!، الحق أمشي أنت ورجالتك الحكومة جاية عليكم!!
________________________________
#يُتبع
- يتبع الفصل التالي اضغط على (لعاشر جار) اسم الرواية