رواية حب نووي الفصل الخامس 5 - بقلم ايمان حمدان
الفصل الخامس
فكر بأن يأخذها للقاهرة، أم يعود بها إلى أهلها، وبعد تفكير قرر العودة لاهلها، مالت بإتجاهه فلامست رأسها أكتافه، إلتفت لها وهو يتأملها بشفقة فلا يعلم ماذا سيكون مصيرها هل سيقتلها والدها أم سيكتفي بتزويجها.
وصل أمير إلى منزل الشيخ حسان وظل يفكر هل فعل الصواب، ترجل من السيارة وهو يتوقف امام حسان قائلًا :
-بنتك معايا في العربية .
تحركت وتين وهي تبدأ بالإفاقة، لم تستطيع رؤية شيء من شعرها وقبل أن تزيحه إنفتح الباب بعنف، ثم شعرت بمن يسحبها خارج السيارة ويصفعها
دون حديث، فوقعت بأحضان زوجة حسان، إلتفت
أمير ليرحل وهو يشعر
أن هناك شيء يحدث بداخله وكأن هناك من يحكم بقبضته على قلبه ويعتصره، تجاهل ما يشعر به وهو يتوجه إلى السيارة يريد الرحيل .
رفعت زوجة حسان وجه وتين لترى وجه إبنتها ولكنها تتفاجأ بأن من أمامها هي أخرى قالت بصدمة :
-أنتي مين ؟ .
صاح حسان في وجه زوجته :
-خلاص مبقتيش عرفه تتعرفي عن بنتك من إلي عملته .
عندما كان على وشك أن يبطش بها رأى وجهها فتجمد أيضًا وهو ينظر لوجهها الذي تلوث بالدماء التي تسيل من أنفها، في ذلك الوقت إلتفت أمير لهم عندما لاحظ صدمتهم، نظر إلى ظهر وتين التي صاحت بهم بهيسترية وهي تنوح :
- أنا مش بنتِك، أنا مش بنتها، أنا مش بنتكم إلي هربت، بنتك سرقت هدومي عشان كده لبست كده، ساكت ليه، سكتين ليه، روح قول للحيوانات بتوعك إني مش هي .
أغمضت أمير عيناه وكأنه يحمد الله أنها ليست ذات الفتاة التي حكم عليها بالموت أو بالزواج، لا يعلم سبب مشاعره فهو من المفترض أن ما يشعر به إتجاهها هو الكره والغضب منذ أخر لقاء بينهم، في تلك الاثناء جاء رجال حسان الذي إلتفت لهم وصفعهم بشدة وغضب، قالت زوجة حسان بعطف :
-إحنا أسفين يا بنتي على الغلطة الكبيرة دي، الحمد لله أنك بخير .
إقتربت منها بحنان وهي تقول :
-تعالي غيري هدومك ونامي حتى للصبح، الجو ليل .
خجل حسان منها وقال برجاء :
- ايوا روحي يا بنتي ، خديها وشوفي جروحها .
ثم إلتفت إلى أمير قائلًا :
- واتفضل انت كمان يا أمير بيه بيت معانا للصبح، السفر مش حلو بليل .
تنهد أمير فهذا ما كان يتمناه، أن يظل بجوارها، فقال بخضوع :
- إلي تشوفه .
......
قالت زوجة حسان إلى وتين وهي تناولها ملابس :
-خدي يا بنتي الهدوم دي وغيري بسرعة .
نظرة بحزن لتلك الملابس، فهي ملابس إبنتها التي ربتها وعلمتها وظلت بجوارها حتى كبرت ولم تبتعد عنها ابدًا ، لاحظ وتين ذلك فقالت :
-بتوع بنتك ؟
أومأت الوالدة وهي تجلس على الفراش وهي تحتضن الملابس :
- جنى بنتي، أنا عرفة إن إلي عملته ميتغفرش، بس هي في النهاية بنتي .
نزلت دموعها كما لمعت عيون وتين بالدموع ولكنها أبت أن تسيل، فقالت لتغير الموضوع:
-أنا مش محتجاهم، أنا معايا هدومي .
ثم برقت بصدمة وهي تقول بمرح مصطنع فما عاشته من خوف لن ينسى :
- انا معايا هدوم! ، تصدقي الحق عليا بدال معايا هدوم مغيرتش ليه، بس نقول إيه بقي مكتوب إن اقابل ناس طيبه زيكم، ولا جوزك عليه حته إيد بسم الله لازم تبخريه .
قهقهت الزوجة بين دموعها وهي تقول :
-معلشي يا بنتي نصيبك .
تنهدت وتين قائلة :
-فعلًا، مين كان يصدق أن يحصل معايا الفلم الهندي دا .
ضحكت مره أخرى وهي تقول :
- انتي دمك خفيف خالص، زي ج.. .
قطعت حديثها، وهي تعود للحزن
، فقالت وتين بتعاطف :
- بنتك غلطت، و أكيد هيجي اليوم إلي تعترف بغلطها، مهما كانت رفضه موضوع الجواز كانت لازم تقول كدا مش تهرب من غير مواجهة ، بس هنعمل إيه دي تجارب ولازم الواحد يعيشها للأخر ، واليوم إلي ترجع فيه اقفي معها متسبهاش، لان أكيد الدنيا علمتها إلي متعلمتهوش هنا وسطكم .
إبتسمت الزوجة بحب قائلة :
- انتي اسمك إيه ؟ .
إعتدلت وتين بجلستها قائلة بإفتخار مصطنع :
- أنا بقي وتين عندي 21 سنه والحالة الإجتماعية أنسة ، مفيش عندك عريس اصل السوق نايم جدا الفترة دي .
قهقهت الأخرى قائلة :
- لا دانتي شكلك شقيه وهتتعبيني ، وهتجننيني معاكي .
قالت وتين :
- لا دانا هعجبك أوي .
نهضت الزوجة وقالت :
- يلا بسرعة غيري هدومك لحد لما اجهزلك حاجة تكليها .
قبل خروجها إلتفتت إلي وتين المبتسمه :
- ربنا يخليكي لأهلك يا بنتي .
ذهبت السيدة ولم ترى وجه وتين الذي تغيرت معالمه إلي الحزن قائلة :
- سمحيني يا طنط بس بنتك دي غبية، مين يسيب حضن الام والاب ويهرب .
نظرت وتين لوجهها في المرأة وعبارة السيدة تتكرر في رأسها .
............
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية حب نووي) اسم الرواية