Ads by Google X

رواية لعاشر جار الفصل الثالث 3 - بقلم سلمى رأفت

الصفحة الرئيسية

 

 رواية لعاشر جار الفصل الثالث 3 - بقلم سلمى رأفت

3-نجاة الصغيرة
          
                
في الطابق السادس لِـهذه البناية :



كان هُناك غرفةً ممتلئة بالعديد من اللوحات المرسومة، كانت تُشبه الخيال من روعتها، حيثُ نجد في شرفة هذه الغرفة من يجلس أمام لوحةٍ وهو ممسك بالفرشاة المخصصة للرسم ويرسم بحرافية شديدة وهو مصب كامل تركيزه علىٰ هذه الرسمة حتىٰ قطع صمته صوتٌ أنثويٌ في الشرفة المجاورة وما كانت إلا جارته، كان في يدها إحدى الآلات الموسيقية التي تُدعى "الجيتار" وهي تعزف عليه قائلةً بصوتها العذب:



_أغني فأشوف لمعة عينها..بلاقيها تصلي وتدعي لي..
أتوشوش كده بيني وبينها..عن سهر الحُب ولياليه..
أطمن كُل اللي شاغلها..ما أنا صايع أصلي في حواريه..
تضحك وتقول عارفاك شاعر تلعب بالكلمة وتفاصيلها، تسلك في متاهة ياواد شاطر، تحبكها وترجع تلايمها..
أنا أصلًا مشكلتي ف عينها..
تاخدني بلاد وتوديني، وبلادي اللي أنا أصلًا منها، بايعاني وبتطلع عيني..
أنا أصلًا مشكلتي في عينها..
تاخدني بلاد وتوديـني، وبلادي اللي أنا أصلًا منها، بايعاني وبتطلع عيني..
سيبتك يا حبيبتي وسيبتيني وأنا عاشق لسه بحنلها..
محتاج تحضني تخبيني.



انتهت من غنائها ووجدت من يُصفق لها قائلًا :



_براڤو بجد، ماشاء الله كُل مرة بنبهر.




        
          
                
رفعت رأسها نحوه قائلةً بخجل :



_ميرسي لِذوقك أوي، عن أذنك.



تحركت نحو غرفتها أما هو فظل شاردًا حتى استفاق علىٰ غلق باب الشرفة فأردف قائلًا بهيام :



_الله يسامحك يا "حنين" هروح في أبو بلاش بصوتك ده والله يسلم اللي سماكِ "حنين"!



التفت يُكمل رسمته، بينما علىٰ الجانب الآخر في غرفة "حنين" جلست تُردف لِنفسها قائلةً :



_لا فوقي واركزي كده! إيه شغل اعدادي ده!، هو مش علشان قمور حبتين تلاتة أربعة و Gental Man و دمه خفيف هتحبيه يعني؟



قطع حديثها مع نفسها دخول شقيقتها التي تُدعى "رقية" قائلةً بنبرة تمثيلة :



_خلاص؟، اتجننتِ وبقيتِ تكلمي نفسك؟، لا حول ولا قوة إلا بالله!، تعالي شوفي يا أمي خلفتك الكبيرة اتلبست وبقت تكلم نفسها!!



ردت عليها "حنين" بتذمر قائلةً :



_بت روحي اقرفي في حد تاني أنا مزاجي حِلو مش فايقة لك!



_وماله؟، ارجعي ارغي مع الجن اللي كُنتِ قاعدة معاهم.



كادت أن تقوم "حنين" لِمشاجرتها ولكن كانت هي الأسرع واغلقت باب غرفة شقيقتها وهرولت بعيدًا.




        
          
                
"حنين مصطفى السيد"
"طالبة في الصف الثالث الجامعي في كُلية تربية موسيقية، ورثت صوتها المميز هذا عن جدتها والدة أبيها، فتاة خجولة تحب الهدوء، تعيش مع أسرتها المكونة من شقيقتها "رقية" والتي في الصف الثاني الثانوي ولكنها مشاكسة محبة للمرح، وأبوها الذي يعمل كـطيار ووالدتها "ميادة"، تمتلك بشرةً حنطية وأهدابًا كثيفة، طولها يناسب جسدها إلىٰ حدًا ما، تسكن في الطابق السادس لِـهذه البناية حيثُ يسمع الجيران بأكملهم صوتها كُل يوم وهي تغني في الشرفة ويُلقبها سكان البناية بِأسماء المغنيات المشهورات نظرًا لعذوبة صوتها.



————————————————————



في ميناء الأسكندرية :



كان "نوح" واقفًا ينتظر شحنة الأسلحة حتىٰ يقوم بتمريرها مستغلًا سُلطة أبيه حتىٰ أتته مكالمة هاتفية فضغط علىٰ زر الإيجاب قائلًا : 



_في إيه يا "مودي"؟؟، نعم يا روح ماما؟؟، يعني إيه السلاح مش داخل المينا النهاردة؟؟....واتغير معاد ومكان التسليم كمان!!..اللهم بارك يعني جيت علىٰ الفاضي..تمام أنا هتصرف.



رحل "نوح" غاضبًا من هذه المؤامرة والخداع الذي حدث.



_______________________________



_أيوا يا بنتي زي ما بقولك كده..ياستي أمي مش هترضى رحلة إيه اللي تبع المدرسة؟؟..لو "تيام" و "تميم" هيطلعوا هطلع غير كده محدش في البيت هيوافق..أوكي سلام.




        
          
                
أغلقت "عائشة" هاتفها تُفكر في أمر هذه الرحلة التي أعلنت المدرسة عنها، قامت تتوجه نحو المصعد لِتذهب إلىٰ شقة خالتها ووصلت إلىٰ الطابق المنشود وقامت بالطرق علىٰ الباب وفتحت لها "أمل" وما كانت هي سوى خالتها حيث أردفت قائلةً بودٍ :



_تعالي يا "عائشة"، خير في إيه؟؟



أردفت "عائشة" بهدوءٍ قائلة :



_"تيام" و "تميم" فين يا خالتو؟؟ عايزاهم في حاجة.



ردت عليها "أمل" وهي تتجه نحو المطبخ قائلةً :



_جوة في أوضتهم بيلعبوا بلايستشين أدخلي.



توجهت "عائشة" نحو غرفتهما وطرقت الباب ودخلت قائلة :



_مسا مسا على الناس اللي مش كويسة.



نظر لها "تيام" بازدراء قائلًا :



_عايزة إيه يابت أنتِ؟؟، جاية عندنا ليه؟؟



ردت عليه هي بسخرية قائلة :



_مش جاية علشان سواد عيونك يعني، المدرسة عاملة رحلة للأقصر وماما مش هترضى تطلعني غير لما تطلعوا معايا.



انتفض "تميم" واقفًا وهو يردف بدهشةٍ قائلًا :



_رحلة؟؟، أمتىٰ وفين وأزاي؟، وأحنا منعرفش ليه؟؟



ردت عليه هي قائلةً :



_يابني لسه منزلين علىٰ بيدچ المدرسة من نصاية كده.




        
          
                
_أحنا وش هنطلع هي المدرسة بتعمل رحلات كُل يوم، قوم يا واد يا "تيام" نقول لأمك، قوم ياض.



وقف "تيام" من أثر جذب أخيه له وهو يوجه حديثه إلىٰ "عائشة" قائلًا :



_أكيد "حمزة" أخوكِ و"حازم" صاحبه الأنتيم هيطلعوا طالما أحنا هنطلع؟



حركت "عائشة" رأسها بالإيجاب ثم خرج ثلاثتهم للخارج متجهين نحو والدتهم ووقفوا أمامها صامتين حينها نظرت لهم هي بسخرية قائلة : 



_مبدأيًا كده تقولوا لأبوكم لما يوافق قولولي وأنا هبقى أكلم أمك يا بت يا "عائشة".



نظر لها ثلاثتهم بصدمة ورد "تيام" بشكٍ قائلًا :



_وأنتِ عرفتي منين أننا جايين ليكِ علشان الرحلة؟؟



شهقت "عائشة" بصدمة واقتربت من خالتها تحتضنها قائلةً بتأثر :



_يا حبيبتي يا خالتو!



نظرت لهم هي باستنكار قائلة :



_في إيه منك ليه؟؟ أنتم بتعملوا أيه؟؟



أقترب "تميم" من أذنيها يهمس مسرًعا وهو يقول :



_الله أكبر الله أكبر انصرف انصرف.



دفعتهم "أمل" قائلة بسخطٍ :



_أنت عبيط منك ليه انصرف إيه؟؟، أنت شايفني جن قدامك؟؟




        
          
                
_يعني هتعرفي منين اللي أحنا جايين نكلمك فيه غير لو مخاوية جن؟؟



خرج هذا الحديث من "تيام" فردت عليه "أمل" بسخرية قائلةً :



_ماشاء الله ربنا يحفظكم، عرفت من صفحة المدرسة يعني مش كيميا، يلا ياض، يلا من هنا منك ليه وليها مش ناقصة قرف.



انتهت من حديثها وهي تدفعهم لخارج الشقة ثم قفلت الباب خلفهم، نظر ثلاثتهم إلى بعضهم بصدمةٍ حتىٰ أردفت "عائشة" قائلةً بضجرٍ :



_طب إيه؟، هنفضل واقفين شبه حرامية الغسيل كده؟؟



_لأ طبعًا يلا نطلع عند أمك.



خرج هذا الحديث من "تميم" فردت عليه هي قائلةً بتوترٍ :



_"عمر" فوق ولسه جاي من المستشفى وإحتمال لو دخلنا عليه كده يطردنا من المنطقة خالص.



أردف "تيام" بضجرٍ وهو يجلس علىٰ الدرج قائلًا :



_أيوة برضو هنهبب إيه؟، هنفرش ونقعد في الأسانسير ولا هنعمل إيه بدل ما أحنا شبه الشحاتين كده؟؟



_أنا بقول ننزل تحت نقعد على السلم في المدخل من برة نشم شوية هوا لحد ما أبوك أو أمي تيجي يعطفوا علينا.



خرج هذا الحديث من "عائشة" فرد عليها "تميم" متسائلًا باستنكار:




        
          
                
_هو عمر بس اللي فوق؟



حركت رأسها بالإيجاب فنزل ثلاثتهم يجلسون أمام المدخل، استمر الوضع هكذا قرابة العشر دقائق حتىٰ اقتربت واحدة من سكان البناية عليهم قائلةً بسخرية :



_إيه ده؟، أنتم قاعدين كده ليه؟؟



رد عليها "تيام" باستهجانٍ :



_قاعدين بنقلب رزقنا، اطلعي يا "سهام" شوفي أنتِ رايحة فين.



ردت عليه "سهام" بضجرٍ قائلةً وهي تتحرك من أمامهم :



_تصدق إني غلطانة؟؟ وأنا اللي كنت جايبة ليكم تفاصيل رحلة المدرسة اللي هتبقى بعد بكرة، بس يا خسارة شكلكم مش طالعين، سلام.



انتفض ثلاثتهم واقفين وركضت وراءها "عائشة" قائلة :



_استني بس الكلام أخد وعطا متبقيش قفوشة كده يا سهومتي!



"عائشة أحمد الشريف"
فتاة في الصف الثاني الثانوي، ابنة خالة "تيام" و "تميم"  وابنة عمهما أيضًا وأختهما بالرضاعة، تمتلك بشرة بيضاء وأهدابًا كثيفة وطولها متوسط وجسدها ضعيف نسبيًا، تسكن في الطابق السابع لِهذه البناية، وتعيش مع شقيقها الأكبر "عُمر" الذي يعمل كجراح ويبلغ من العمر ثمانية و عشرين عامًا، وشقيقها حمزة الذي في الصف الثاني الإعدادي ووالدتهم "أميرة" ووالدها "أحمد الشريف"
_______________________________




        
          
                
في إحدى المقاهي المطلة علىٰ النيل، كان جالسًا شاردًا في حياته وماضيه، يرفض دائمًا تكوين صداقات فا ظل وحيدًا طوال حياته، لا يدري الذي حدث له كان لأنه يتسحق ذلك أم لأنه كان مغفلًا، ظل هكذا حتىٰ شارفت الشمس علىٰ الغروب ووقف يأخد أشياءه ووضع ورقة فئة المئة جنيه علىٰ الطاولة وخرج متجهًا نحو سيارته، دلفها وكاد أن يحركها فا وصله رنين هاتفه وضغط علىٰ زر الرد وما كانت سواها تحاول مرارًا وتكرارًا الإتصال به :



_إيه يا "يحيى" يا حبيبي، مبتردش عليا ليه؟؟، طمن قلبي بالله عليك!



رد عليها "يحيى" موجزًا :



_معلش كُنت مشغول، في حاجة؟



أردفت هي بنبرة تغلف عليها البكاء :



_بطمن عليك بس، محتاج حاجة؟؟



_لا شكرًا؟ عايزة حاجة؟



_عايزة سلامتك يا حبيبي.



تنهد "يحيى" مطولًا ثم أغلق المكالمة وانطلق بسيارته بدون وجهة محددة، فا ضغط علىٰ مذياع السيارة حتىٰ جاءت منه كلمات هذه الأغنية جعلته يعود إلىٰ ماضيه :



_بسرح وأتوه...في الذكريات، وبعيش حياة..ويا اللي فات..
أشخاص، أماكن، كُل شيء حاجة توديني..لحاجات..




        
          
                
أغلق المذياع عند هذا المقطع، لم يقوى علىٰ استعادة ماضيه المؤلم حيث أردف في نفسه :



_هو ليه كُل حاجة مُصممة ترجعني لِنقطة الصفر تاني؟؟، هو أنا كان إيه ذنبي في إي حاجة حصلت؟؟، أنا تعبت من الدنيا دي!.



انطلق إلىٰ أحد المدن المحببة لديه، حتىٰ لمح يافطة "طريق إسكندرية الصحراوي" ابتسم لِمجرد تخيله إلىٰ هذه المدينة، كُلما اشتدت عليه آلامه يذهب إليها حيث البحر والرمال وغيوم الشتاء ونسمات الهواء الباردة.



________________________________



في صباح اليوم التالي، تململ "نوح" في فراشه حتىٰ فتح عينيه فا وجد والديه أمامه، حتى أردف بنعاسٍ وهو يفرك عينيه قائلًا :



_إيه يا جماعة واقفين علىٰ دماغي كده ليه؟؟



تلفظ والده بسخرية لاذعة قائلًا :



_أصحى يا خبية أمك، أصحى شوف مصايبك!



استرسل هو بنعاسٍ قائلًا :



_أشوف إيه؟؟، هو أنا لحقت أعمل مصايب؟



_اصحى اخلص الحكومة قالبة الدنيا عليك أنت وأمك!!



أردفت "أمينة" بسخط قائلة :



_ومال أمه بالموضوع إن شاء الله بقى؟؟



رد عليها "كرم" بسخرية قائلًا :



_ياختي شوف سبحان الله الحكومة بتدور عليه فا هيضطر يروح يقعد في أي حتة والحمدالله ألف حمد وشكر ليك يا رب هتروحي معاه لأن هما معلوماتهم أن هو شاب عازب فا هتروحوا أي حتة كده تقعدوا فيها علشان محدش يشك




        
          
                
تفوهت "أمينة" بتذمر قائلةً :



_عازب إيه ومالح إيه ؟؟ أروح فين وأنتم مين؟؟، أنتوا اتجننتوا؟؟ طلعوني من الموضوع ده، أنا مبعرفش أنام غير ف سريري!!



عقب "نوح" بسخرية قائلًا :



_يعني هي المشكلة كُلها إنك مش بتعرفي تنامي غير في سريرك؟!



حركت رأسها بالإيجاب ثم تلفظ "كرم" قائلًا بضجرٍ :



_قوموا اخلصوا جهزوا حاجتكم أجرتلكوا شقة في برج في مصر الجديدة هتروحوا بكرة الصبح.



خرج "كرم" من غرفة ابنه وأردفت "أمينة" قائلةً بتهكم :



_ده إيه أصله ده؟؟ إيه يارب الجنان اللي على الصبح ده، أكيد ده ذنب البت "أصالة" اللي كنت باكل منها ساندوتشاتها في المدرسة زمان.



__________________________________
مساءً في مدخل بناية "مدحت الصاوي"



كان "تيام" واقفًا يتكلم وجميعهم جالسين وهو يقول :



_أحنا رايحين رحلة بكرة، يعني فرفشة، يعني نعنشة، يعني كُل واحد يخلي أمه تعمل حسابي في الأكل علشان أكل الشارع بيتعبني، وعهد الله اللي هيتأخر الصبح هو حر!



أردفت "عائشة" بسخرية قائلة :



_كابتن "تيام" أحنا طالعين رحلة لأقصر مش رحلة للندن!!



ردت عليها "سهام" قائلةً بتساؤل :



_طب دلوقتي أنا أجيب المايوه بتاعي علشان هننزل البحر ولا إيه؟؟



عقبت "چودي" قائلةً بضجرٍ :



_أنتِ عبيطة يا بت؟؟، بحر إيه في التلج ده؟؟



رد "غيث" (ابن عُلا) بسخريةٍ قائلًا :



_يعني اللي لفت نظرك أن هي هتنزل بحر في السقعة وملفتش نظرك إن مفيش بحر أصلًا؟؟



تلفظت "سما" وهي إحدى سكان البناية وتقع شقتها هي وأسرتها بجانب شقة "سهام" وأسرتها قائلةً بنفاذ صبرٍ : 



_بقولكم إيه اخلصوا كده أنا عايزة أطلع أنام مكانتش رحلة يعني!



قبل أن يهم أحد بالرد عليها دلف "عمر" إلى المدخل قائلًا :



_أنا سامع صوتكم من أول الشارع في إيه؟؟، ده لو بتخططوا تهربوا سلاح كان زمانكم خلصتوا!



كاد أن يرد عليه "حمزة" شقيقه حتىٰ خرجت "مريم" من المصعد وفيه يدها هاتفها وهي تقول :



_والله لو تعرفوا تاخدوني معاكم هكون شاكرة ليكم جدًا.



ضحكوا جميعًا عليها بسخرية حتىٰ رن هاتفها وقامت بالرد قائلة :



_إيه يا بابا فيـ..



_أنا مش والدك صاحب الموبايل ده عمل حادثة وهو دلوقتي في مستشفى ***.



وقع هاتف "مريم" بصدمة جعلتهم جميعًا انتفضوا لها..



________________________________
#يُتبع




        


  • يتبع الفصل التالي اضغط على (لعاشر جار) اسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent