رواية دموع السيف الفصل الثامن و الثلاثون 38 - بقلم هايدي الصعيدي

 

رواية دموع السيف الفصل الثامن و الثلاثون 38 - بقلم هايدي الصعيدي

خلصت ليلة الحناء وكل واحد راح لغرفته، ودخلت دموع مع سيف غرفة خاصة بهما. بمجرد دخولهما، التفتت دموع على سيف بلهفة.


سيف ضحك بصدمة، ثم ضمها إليه ووضع أصابعه في شعرها، وسار بها خطوة بخطوة للخلف حتى وصل للسرير.


دموع نظرت له بعشق وعيناها تلمع. سيف ابتسم وقال: "مشتاقة لي أوي كده؟".

احمرّ وجه دموع وقالت: "من أول ما شوفتك بالجلابية وأنا عايزة أحتضنك".

سيف ضحك برجولة: "طيب ليه معملتيهاش؟".

دموع شهقت بخفة: "كنت عايزني أحتضنك قدامهم؟".

سيف اقترب منها وهمس: "أنتِ ممكن تعمليها في أي وقت وفي أي مكان. أنا ملكك ولكِ".

وبغمزة... "كنتِ عرفتيني وأنا كنت هقوم بالواجب".

دموع ضحكت ووضعت أصابعها في شعره: "عارفة إنك جريء وتعملها، عشان كده حاولت مبصش ليك طول القعدة، عارفة إنك هتفهم من نظراتي ليك".

سيف اقترب منها أكثر واختلطت أنفاسهما: "إيه الثقة دي؟ مين قال لك إني بقرأ عيونك؟".

دموع عضت شفتها ونظرت له بنظرة كلها حب ورغبة. سيف تنهد بعمق وتاهت معه في بحور الحب والود.


تميم انصرف كل ضيوفه، وأصبح البيت هادئًا ونام الجميع. صعد إلى غرفته التي تنام فيها ياسمين كالمعتاد في آخر أسبوع. فتح الباب ووجده مقفلاً من الداخل.


ياسمين أحست بوجوده، وضحكت بخفوت واقتربت من الباب: "مين؟".

تميم بخفوت: "مين يعني هيجيلك دلوقتي؟ افتحي الباب".

ياسمين كتمت ضحكتها: "لا لا، خلاص، حظ أوفر المرة القادمة".

تميم كان سيجن اليوم بعدما رأها بالتوب الصعيدي والطرحة مربوطة للخلف وشعرها العسلي يزين كتفيها وينافس الذهب الذي كانت ترتديه. قال لها بعصبية: "افتحي عاد، حد يسمعنا".

ياسمين بهدوء: "لا يا تميمي، عشان تشتاق لي من هنا لبكرة. ميعادنا قرب يا حبيبي".

تميم بيأس: "أنا بشتاق لك كل ثانية يا فلة، وصدقت لما بقيتي ملكي وحلالي، وتعب سنين في حبك راح مع أول حضن لكِ، ومن وقتها وأنا أدمنتك".

ياسمين ابتسمت بتأثر ودموعها لمعت في عينيها: "حقك على عيني يا نور عيني، بس عشان خاطري بلاش النهاردة بس، عايزة أحس إني عروسة وفرحي بكرة يا تميمي، كتير عليا".

تميم سند رأسه على الباب وابتسم بحب: "لا يا قلب تميم، وحياته، أحلى عروسة وأحلى وردة بقت في بستاني يا فل وياسمين ودوار شمس وجوري".

ياسمين ضحكت برقة: "كل ده يا تميم؟".

تميم بخفوت: "وأكثر يا حبيبتي وأكثر، يلا هنزل تحت وأرن عليكِ". وهو نازل، سمع الباب يفتح.


خرجت ياسمين من وراء الباب بخجل، وهي ترتدي قميص نوم واسع وطويل بنصف كم. تميم رأها واقترب منها بسرعة وشالها بين ذراعيه ودخل بها الغرفة.

يد على خصرها والأخرى على رأسها، وياسمين لفت ذراعيها حول عنقه وتبادله الحب بحب أكبر.


تميم انفصل عن ياسمين وبدأ يقبلها قبلاًت رقيقة مع كل كلمة: "بحبك.. بعشقك.. اشتياقي ليكي عدى الحدود وبعد الساعات اللي هتكوني فيها مراتي، اسم وفعل".

ياسمين ارتعشت واضطربت أنفاسها: "خلاص بقا يا تميم عشان خاطري".

تميم أنزلها على الأرض وقبّل عينيها وخدودها وشفتيها ورأسها وابتعد عنها بالعافية: "تصبحي على خير يا فلة قلبي".

ياسمين باست فكه برقة: "وانت من أهل الخير يا عيوني، كلمني لحد ما أنام".

تميم أومأ ووعدها ونزل وقلبه ينبض بالحب أكثر وأكثر.


عند فارس الذي كان يجري وراء ندى من جهة لأخرى: "يا ولد اهدأ، من ساعات ما طلعنا وأنت بتهزر معايا، أنا تعبت".

فارس بجنون: "ما هو أنا هجيب الولد النهاردة يعني هجيبه! سيف مراته حامل وأنا لا؟ أنا مش لاعب، ده أنا داخل قبله".

ندى بعصبية: "يعني هو بالعافية يا روح أمك؟ يلا من هنا عشان مزعلكش، أنا مش عارفة أمشي".

"آه يا روح أمك، بالعافية. وبعدين مين اللي مش عارف يمشي يا محن؟ أنتِ بقيتي الفضل لله ثم ليّ قمر يا قلبي، وبعدين ما أنتِ بتجري زي الفرس أهو، تعالي بس همتعك والله مرة كمان، هدلعك يا بت".

ندى جلست على السرير بتعب: "مفيش فايدة فيك، أنا حامل أصلاً. عرفت من أسبوع وكنت عايزة أخليها مفاجأة عيد ميلادك لما نرجع".

فارس نظر لها بصدمة: "ده بجد ولا بتسكتيني؟".

ندى فتحت الدرج بجانبها وأخرجت الاختبار وناولته لفارس: "أهو شوف، شرطتين".

فارس أخذ الاختبار بسرعة: "أنا حامل مني ومقولتليش.. أنتي حامل بجد؟".

ندى نظرت له وهزت رأسها بيأس. فارس مسح على رأسه بصدمة: "مراتي حامل، أنا هبقى بابا! ههههههههههه يخربيت التهجيز".

ندى بعصبية: "تهجيز مين يا فارس؟ الدورة الشهرية مجتليش بقالها شهرين يا غالي".

فارس بدأ يستوعب: "صدق صح أنا كنت فرحان جدًا.. ثانية، يعني أنتي بجد حامل؟ يا لهوي! أنتي حاااامل! آحيه، مش مصدق، هاتي

حضن عشان أعرف إنه مش حلم".

ندى ضحكت غصبًا عنها وهي تهز رأسها على جنون حبيبها الذي لن يكبر أبدًا. فارس جرى عليها ووضع رأسه على بطنها: "أنتَ يا حبيبي يا بابا سامعني؟ تعالَ بسرعة، أنا هرفع أمك! يا لهوي الحمد لله يا رب، الحمد لله". وحضن ندى بلهفة: "يا ندى يا حلم وتحقق وبقيتي مراتي وأم عيالي، هيجيلي نوبة قلبية يا بنت الناس، مش قااادر أنا فرحاااااان".

ندى حضنته بحنان ودموعها تجمعت في عينيها، وقالت له: "بعد الشر عنك يا عيوني ويخليك لينا يا فارس، مبروك يا أبو سيف يتربى في عزك".

فارس نظر لها وهو يضحك وغير مستوعب: "يا لهوي، أبو سيف كمان، لا لا ويتربى في عزي! الله إيه الإحساس الجامد جدًا ده".

ندى ضحكت من قلبها. فجأة، سكت فارس مرة واحدة: "مالك يا فارس؟".

فارس بخوف: "ده مش خطر على صحتك وكده؟ أنتي قلبك ضعيف".

ندى بتهكم: "دلوقتي افتكرت إن قلبي ضعيف، وأنت بتهزر معايا مكنش ضعيف! وبعدين أنا كويسة يا حبيبي، متخفش. أنا قلبي بيضعف وأنت مش جنبي، طول ما أنت بخير أنا بخير يا فروستي".

فارس وقف في مكانه وكان على وشك أن يطير في الجو من السعادة التي يشعر بها: "يا دين النبي على فروستك، وعلى اللي خلفوها، قلبي، بحبك يا بنت صبوحه".

ووقف مرة واحدة: "صبوحه، أنا لازم أفرحها".

ندى وقفت ومسكت يده: "استهدى بالله كده وعقل، هتروح فين دلوقتي؟ احنا في بيوت ناس وكله نايم".

فارس حضنها ولف بها: "أنا عايز أرقص من الفرحة، حسي بيا يا طنط حسي بياااا.. لا لا أنا مش هستنى".

وخرج يجري للخارج، وأول غرفة جاءت في وشه، خبط على بابها: "برو يا برو، اصحى يا غالي!".

سيف خرج من الحمام ولف الفوطة على خصره وجرى فتح الباب: "مالك يا ولد يا ابن المفضوحة؟ في إيه؟".

فارس حضنه وبدأ يتقافز به: "ندى حامل يا برو، ندى حاااامل".

سيف أمسك الفوطة من هجوم فارس وهو يستوعب اللي بيحصل، وضحك معه: "حتى في دي يا ابن الكلب ورايا ورايا".

فارس ضحك: "شوفت بقا، يلا أنا حجزت واحدة من بناتك وش ماليش فيه.. أو هاخد التلاتة أنا وحظي بقا".

سيف ضحك: "ده عند أمك، يلا يا ولد من هنا، معندناش بنات للجواز".

"يا رب يا سيف لما تجوز بناتك لعيالي، يطلعوا كلهم ولاد ويفسدهم ليك".

سيف ضربه بقدمه: "يلا يا ولد يا كذا من هنا، بنات أنا عشمان في ربنا".

فارس بسخرية: "يا سلام يا اللي بتبيع سبح ومصاحف".

سيف ضحك وقفل الباب في وشه: "يا جدع استنى هفرح ووزتي".

"وزتك نامت يا روح أمك، يلا من هنا يا ولد".


فارس ذهب لغرفة صباح وفتح الباب ونط على السرير: "صبووووحه!".

صباح قامت مفزوعة: "هيئ، يا خربيتك، مين مااات؟".

فارس بضحكة: "تفي من بوقك يا غالية، يلا أنا عايز الحلاوة".

صباح بعصبية: "حلاوة إيه وزفت على دماغك، قطعتيلي الخلف".

"خلف إيه بس يا صبوحه؟ أنتي انتهت صلاحيتك من زمان".

صباح ضربته على كتفه بالقلم: "يلا يا ولد يا ابن كذا من هنا".

فارس ضحك وهو يمسك مكان الضربة: "آه، إيدك يا صبوحه، يخربيتك! وبعدين ده جزاتي، جاي أفرحك".

صباح بقرف: "وانت بيجي من وراك غير المصايب يا بلوة؟".

فارس بفرحة: "أحلى مصيبة جايالك في السكة، كمان تسع شهور يا غالية".

عينا صباح لمعتا بحماس: "والله يا فارس بتتكلم بجد؟".

فارس أومأ بضحكة: "ندى حااامل".

صباح اعتدلت بسرعة: "والنبي إيه؟ لولولو".

وفارس وضع يده على فمها: "مش دلوقتي مش دلوقتي، الناس نايمة".

صباح ضربته على رأسه: "طيب ما كنت قولت لنفسك من الأول، كتمت عليا فرحتي".

فارس ضحك: "ما انا مقدرتش، أول ما عرفت جيت قولتلك".

صباح حضنته بتأثر: "مبروك يا فارس، مبروك يا غالي على قلبي. ربنا يقومها بالسلامة هي واللي في بطنها يا حبيبي، ونفرح بيهم أخيرًا، هموت وأنا مرتاحة".

فارس قبّل رأسها: "بعد الشر عنك يا صبوحه، يلا أما أروح أزعج مها".


فارس خرج وملك دخلت من البلكونة: "إيه موقفك كده يا خالتي؟".

"آه ما أنتِ دايبة في الحب مش حاسة باللي حواليكِ، وأنا اللي فكرتك نمتي بدري. طلعتي

متخبية في البلكونة بتنوحي".

ملك بتوتر: "يا خالتي ده.. ده..".

صباح ضحكت عليها: "خلاص، هعديها لك المرة دي، أصلي فرحانة، ندى حامل يا بت، عقبال ما تقومي بالسلامة".

ملك بفرحة: "بجد يا خالتي؟ مبروك". وحضنت صباح بفرحة.

صباح بهدوء: "فرحانة يا بت يا ملك مع الولد نادر ده؟".

ملك تنهدت براحة: "أوي يا خالتي، أوي. ده عوض ربنا ليّ، ده فرحة أيامي اللي راحت واللي جاية".

صباح حمدت ربنا في قلبها وابتعدت عنها: "ربنا يسترها عليكِ ويبعد عنك ولاد الحرام ويكمل ستره عليكِ".

ملك بتوتر: "البنات هنا لما سألوا على جوزي، قولت لهم مسافر، ووريتهم صورة نادر اللي اتصورناها يوم ما كان جاي يكتب عليا، بس دلوقتي نادر هيجي بكرة مع باقي صحاب فارس، أحسن حد يشوفه".

صباح بتفكير: "عادي، ما هو جاي يحضر الفرح وماشي تاني، وربنا يستر بقا، ياسمين تتجوز ونمشي احنا كمان، إيه اللي يقعدنا أكثر من كده في بيوت الناس".


فارس فعل نفس الشيء مع صباح، ذهب لأبوه وأمه ونط في نص السرير وبصوت عالي: "بابا ماما!". وأيقظهم مفزوعين وفرحهم، ثم رجع لندى.

فارس دخل وهو يضحك ورآها مغمضة عيونها ومستندة على السرير. وقف أمامها ونزل لمستواها وقبّل شفتيها برقة.

ندى فتحت عينيها: "كنت فين ده كله؟".

فارس يقبل وجهها ورقبتها وكل جزء فيها برقة: "أنا هنا يا حبيبتي معاكِ وجنبك، مبروك يا ندى قلبي".

ندى ابتسمت برقة وحضنته: "بحبك أوي يا فارس".

فارس ضحك بفرحة، كل مرة يسمع منها كلمة "بحبك" يحس إنه عمل إنجاز. ندى اللي مكنتش تطيقه، بقت مراته وملك له وحامل منه ودايبة فيه.

قبّل رأسها وخدها في حضنه ونام على السرير وأصابعه تداعب شعرها بحب: "وأنا بحبك أكثر من روحي يا طنط".

ندى ضحكت وضربته على كتفه برفق، وغمضت عينيها ونامت على صدره.


من الصباح الساعة الثامنة، كانت العائلة كلها على أهبة الاستعداد، وكان فارس وسيف واقفين مع تميم ينهون كل الترتيبات. تميم ذبح الذبائح وترك الجزار يكمل هو والطباخ.

وعمال الفراشة كانوا ينصبون الخيام، واحدة للرجال والثانية للحريم.

ووصلت خبيرة التجميل مع فستان ياسمين وكل شيء يخصه بعدما تميم أخذ ياسمين واشتروا كل شيء.

وحجزت في أكبر مركز تجميل في المحافظة الأسبوع الماضي.

وبعد صلاة الظهر، بدأت الرجال تأتي لتناول الغداء ووصل ضيوف تميم وأقاربه من كل مكان، وأولهم الشيخ ليل العزايزي وأولاد عمه وأعمامه. وكان هناك منشدون

وشيوخ كثيرون افتتحوا الليلة بالخطاب والقرآن

والمدح حتى المغرب. العروسة جهزت،

وخدها سالم ونزل بها وخلفها البنات يزغردن ويرششن عليها بتلات الورد الملون بفرحة.


ورأت تميم ينتظرها تحت بجلابيته البيضاء والعباية البنية على كتفيه والعمة ملفوفة على رأسه، وشكله كان ساحرًا. رأى ياسمين تقترب منه بهدوء وكأنها تمشي على دقات قلبه، وابتسم بفرحة لا تسعه.

سالم بهدوء: "أنا سلمتك وردة بيتي، ووحدتي وأول فرحتي، حافظ عليها يا تميم".

تميم بعشق: "في عيوني وقلبي وتاج على راسي".

ياسمين ارتعشت وقلبها نبض بعنف، وحاولت أن لا تنزل دموعها قدر الإمكان. تميم رفع الطرحة عن وجهها،

وعيناه التقيتا بعينيها. اقترب وقبّل رأسها والزغاريد وكل الأصوات اختفت من حولهما، أصبحا هو وهي فقط.

تميم بخفوت: "مبارك عليّ يا فلة قلبي".

ياسمين شهقت بخفة ودمعة نزلت من عينها.

تميم بلهفة: "هشش، لا عشان خاطري بلاش دموعك تنزل في ليلتك يا عروسة". وقبّل مكان دمعتها بشفتيه.

وخدها وطلع أجلسها على الكرسي العالي الخاص بها وكأنها ملكة متوجة، وجلس بجانبها ويده في يدها، وقعد معها

شوية وهو يهمس لها بالكلام الجميل، ثم قام لأن ضيوفه بدأوا يستأذنون.

الرجال الكبيرة والشيوخ بدأوا يمشون بعدما أكلوا وخدوا واجبهم، وبقيت الشباب التي شغلت المهرجانات وبدأ الفرح بالنسبة لهم...


فارس قعد يرقص مع أصحابه ويتقافز بفرحة مضاعفة،

فرحته بأخته وفرحته بمراته.

واشتغل مزمار صعيدي، تميم أخذ عصاية ورمى لسيف واحدة، ووقف برجولة وهيبة وكأن الجلابية الصعيدي

لا تليق إلا به، وكأنه مولود فيها.

ووقفوا يحطبون قصاد بعض، وحولهم الشباب ترقص بلدي وأصحاب فارس تتخبط في بعض وتضحك وقلبوها مسخرة، فضيحة يا ناس هههههههه.


تميم حضن سيف بفرحة وضحكوا مع بعض.

سيف بضحكة: "طب إيه، هتفضل قاعد معانا كده كتير وسايب الآنسة ياسمين لوحدها؟".

تميم: "لا رايح لها أهو، وبعدين إيه آنسة دي يا ولد؟".

سيف بغمزة: "لحد دلوقتي آنسة، لحد ما نشوف الأحمر ونعرف بقا سبع ولا ضبع".

تميم خبطه بقبضته في كتفه وضحك على كلامه وطلع غير الجلابية ولبس بنطلون بدلة أسود وقميص أبيض

ونزل راح لياسمين ومسك يدها من وسط البنات وشدها إليه، وكانت تتمايل بين يديه وتضحك من كل قلبها.

واقتربت منه: "غيرت الجلابية ليه؟ شكلك كان قمر فيها".

تميم ابتسم واقترب منها: "مكنتش عايز أحرمك من حاجة، شوية جلابية وشوية بدلة".

ياسمين بدلع: "في كل حالاتك عاجبني، وبعدين يلا بقا نرقص سلو".

تميم نظر حولهم ورأى الحريم فاتحة أفواهها ونصفهم مصدومين: "لا يا غالية، مش عندنا ده ههههههههه، يلا بينا على شقتنا، هرقصك سلو للصبح".

ياسمين ضحكت بكسوف وأومأت، تميم قبّل رأسها ورفعها بين ذراعيه وبصوت عالي: "يلا تصبحوا على خير".

الحريم ضحكت، وفي اللي زغرد، وفي اللي كان قاعد يهرّي وينكت في نفسه.


صعد تميم مع ياسمين لشقتهما وسط مباركات وزغاريد الأهل والأحباب، وأنزلها في منتصف الصالة: "نورتِ بيتك يا فلة، خدي راحتك يا غالية".

ياسمين بخفوت: "منور بيك يا تميمي".

تميم اقترب منها وهمس: "براحة على تميمك يا قلبي، عشان خلاص على تكّة".

ياسمين توترت وجسمها ارتعش، وتميم لاحظ ذلك. اقترب منها أكثر ومسك يديها: "إيه يا بويا مالك قلقانة ليه؟ ما أنا على طول معاك طول الأسبوع اللي فات، مفيش حاجة تخوف".

ياسمين بتأتأة: "م.. ما هو احنا مكملناش للآخر، وأنا خايفة".

تميم ضحك على لطافتها: "اوعي تخافي يا قلبي وأنا معاكِ، وبعدين يا حبيبتي لو مش عايزة وتعبانة عرفيني،

أنا عمري ما أغصبك على حاجة".

ياسمين باست خده برقة: "ربنا يخليك ليّ يا تميم، ممكن بقا تفك ليّ السوسته دي عشان زهقت من الفستان وعايزة أخد شور؟".

تميم بخفوت: "عيوني ليكِ، حتى لو عايزاني أساعدك في الشور".

ياسمين بلعت ريقها بخجل ولم ترد. تميم ضحك وخدها من يديها لغرفة النوم، ورأت قميص النوم الأبيض على السرير، وجسمها ارتجف من برودة الغرفة ورائحتها والإضاءة الخافتة. ما خطر في بالها من أفكار نفضته سريعًا. كل هذا أمام عيون تميم الذي يضحك بخفة على جمالها وبرائتها.

اقترب منها وحضنها من الخلف وهو يقبّل رقبتها وخدها وأنفاسه ساخنة.

ياسمين بخفوت: "تميم".

تميم بخشونة: "قلب تميم..". وضمها إليه أكثر: "مشتاقلك قوي يا فلة".

ياسمين بتوتر: "حبيبي الليل قدامنا طويل".

تميم أومأ وبدأ يساعدها في فك الطرحة الطويلة وبعدين الفستان الذي كان سيسقط، لكن ياسمين أمسكته من عند صدرها وجرت على الحمام.

تميم ضحك على جنانها واقترب من الحمام: "أنا برا هاخد دش لحد ما تطلعي وتاخدي راحتك، تعالي نتعشى مع بعض،

متنسيش تتوضي".

ياسمين تنفست بهدوء وحاولت تهدئة نفسها. تركت الفستان الذي وقع عند رجليها ووقفت على الحوض ومسحت وجهها من المكياج وفكت البنس التي في تسريحة شعرها البسيطة، ثم خلعت ملابسها الداخلية ورمتهم في سلة الملابس ودخلت تحت الدش وأخذت دشًا دافئًا وغسلت جسمها وريّحت أعصابها، ولبست روب الاستحمام وتوضأت وخرجت بهدوء، نشفت شعرها ووضعت مرطبًا على جسمها ولبست القميص وعليه الإسدال الذي كان على الكرسي وخرجت تمشي براحة عشان متدوسش على طرف الإسدال وتقع.


رأت تميم جالسًا على كرسي الأنتريه في شرود، يرتدي قفطانًا أبيض وشعره رطب، وأول ما رآها ابتسم بحب واقترب منها وقبّل رأسها وفرش السجادة وصلى بها ودعا دعاء المتزوجين ويده على رأسها وعيونه في عينيها التي تلمع بدموعها، وخلص وحضنها ووقف بها.

تميم بحنان: "يا بويا عشان تاكلي، من الصبح مكلتيش حاجة".

ياسمين ابتسمت بهدوء وأومأت، ومشت معه للسفرة ورفع الغطاء عن صينية الأكل. تميم ضحك: "أوه، الحاجة عاملة معانا الواجب وزيادة".

وقعد يأكل الأكل بالسمن البلدي ويأكل ياسمين على قد ما تقدر، وبعدين قامت غسلت يدها وأسنانها وتميم مثلها ودخل وراءها كانت طلعت من الحمام.


تميم بهدوء: "طيب إيه يا ست فلة، هتخلعي إسدالك ده إمتى؟".

ياسمين مسكت الإسدال بتوتر: "ما هو أصلي.. آه أنا بردانة".

تميم ضحك واقترب منها: "تعالي وأنا هدفيّكِ، متقلقيش".

ياسمين رجعت للوراء: "لا لا، ميرسي، متتعبش نفسك، أنا كده حلوة".

تميم وقف مكانه: "خلاص على راحتك". وتركها وخرج.

ياسمين نظرت لمكانه بصدمة: "أنا عملت إيه؟ أنا مش قصدي أزعله والله. يووه بقا، أنا غبية. إيه مانا بقالي أسبوع في حضنه، أيوه بس أنا مكنتش بخلع هدومي.. خلاص بقا هو جوزي وده لازم يحصل".

وعضت شفتها وخلعت الإسدال ونفضت شعرها ووضعت ملمعًا ورشة من عطرها، وطلعت تمشي بهدوء وهي تشد أطراف قميصها القصير الشفون.

رأت تميم جالسًا على كرسي الأنتريه ويدخن في شرود. اقتربت منه ووصل عطرها قبليها، لكن تميم لم يرفع عينه.

جلست أمامه وهمست: "تميمي".

تميم رفع عيونه وأطفأ السيجارة وبهدوء: "إيه يا فلة منمتيش ليه؟".

ياسمين مسكت يده وقبّلتها برقة: "مش هقدر أنام من غيرك يا قلب فلة، تعالَ".

ووقفت وهي تشده برفق. تميم مشى معها وهو مفتون بجمالها ورقتها، ومتيم في حبها.

دخلا الغرفة ووقف تميم وشدها لحضنه وهمس: "بعشقك". واقترب من شفتيها بكل الحب الذي في داخله.

ياسمين بدأت تفوق وأحست به وشهقت وهي تضغط بأظافرها في كتفه.

تميم بخفوت: "هشش، اهدي متخفيش، براحة ووحدة وحدة أنا مش مستعجل، سيبي نفسك يا حبيبي".

ياسمين أخذت نفس عميق وحاولت ألا تركز وتركت جسمها واندماجت معه.

ياسمين شهقت بخضة ووجع ورفرفت عيناها، لكن صرختها كُتمت بين شفتي تميم الذي قبلها بكل رقة العالم.

تميم برجفة: "بس يا حبيبي، بس يا بويا، خلاص اهدي، كل حاجة خلصت، مبروك يا فلة قلبي، بقيتي حرم تميم النعماني، اسم وفعل".

ياسمين أومأت بلهفة ودموعها في عينيها ونفسها سريع: "آه يا تميمي، مبارك عليك يا عيوني".

تميم ضمها إليه ودفن وجهه في رقبتها وقبّلها قبلة عميقة وهو يتنفس رائحتها وهمس: "عايزك يا ياسمين، مشتاقلك قوي".

ياسمين شهقت بخفة: "أنا ليك يا حبيبي، اتحرك يا تميمي".

تميم أخذ الإذن وبدأ يتحرك بداخلها وهو يسقيها جنون العشق ولذته والمتعة في حضنه، وظل معها وقت طويل يعاملها بكل رقة وحنان.


تميم قام بعدما قبّل رأسها وأخذ القفطان من الأرض ولبسه.

ياسمين بخجل: "رايح فين؟".

تميم بضحكة: "هرمي المنديل لأخوكي، الناس تحت مستنية تطمن".

ياسمين شهقت بصدمة: "بتهزر صح؟ لا والنبي عشان خاطري بلاش".

تميم قبّل شفتيها بعمق وضحك وتركها ودخل البلكونة، وهو داخل أخذ سلاحه وطلع ضرب نار في الجو، والزغاريد اشتغلت وضرب النار، وأصحاب فارس يصرخون بفرحة وسيف حضن فارس اللي دموعه نزلت غصبًا عنه.

دخل تميم وشال ياسمين بهدوء وفتح مياه دافئة في البانيو وأجلسها براحة، قبّل رأسها وخرج وغيّر فرش السرير ودخل أخذ معها دش وخرج وهو يقبّل شفتيها... وقضوا ليلتهم حتى مطلع الصباح 😌.


تعليقات