رواية سر بين السطور الفصل الحادي و الثلاثون 31 - بقلم ريو الطائي
البارت 31
-سر بين السطور-
-الكاتبه ريو الطائي-
لاتنسون التصويت والمتابعه وتعليق بين الفراغات احبكم هواي فرولاتي😒🤎✨
تلاگينه بس شلون ملگه
نضحك لچن بالضحكه حرگه
وصار المعاتب بس بالعيون
كلمن عيونه تريد حگه ..
.....................
درت وجهي وباوعت... شفته... ملاك؟
صحت من دون شعور
نيران: ملاك؟ ملاك شتسوين شنو جاي يصير
الكل ساكت كاعد ويباوعلها ماجد جان كاعد يمها، وجسار جانت عيونه بكصته، ما رافع راسه
أخوات ماجد وحده تباوع للثانيه، كأنو ديحاولن يفهمن شنو صار وليلى تباوع الهم بستهزاء
عاط جسار بعصبيه وهو يباوع للأكبر
جسار: أنت تعرفففف بييي مو وساكتتت لكك أنتووو شنووو من بشرررر
ماجد: مالك حق تدخل بحياتي جساررر خليككك بنفسگ
جسار: الييي حق ماطوللل كاعد بيتيييي لازم أعرف كلشيي جايي يصيررر هناا؟
:: جسوري ليش هيج معصب شنو تريد تزوجه أنته رجال تزوج وأخلص الموضوع ليش معصب
باوعتله بصدمة، عيوني راحت من ماجد لـ ملاك، ورجعت على الأكبر، الي بعده واكف بنفس البرود، وكلشي ماحچه بس ضحك خفيف وكال وهو عينه على ماجد
:: من زمان متوقعها منك بس مو لهالدرجة للبيت مره وحده
كلت بهدوء وأني لحد هسه مو فاهمه شي
نيران: ماجد . جاوبني شوكت صار العرس وليش حنى مانعرف
هز ماجد راسه وكال بهدوء
ماجد: أني مزوج من زمان مو جديد ومحد يحقله يدخل
وأنت جسار أني أكدر طلع بيت وحدي ومو محتاج بيتك بس لان شغلي طول الوقت وياه الأكبر اني ماكدر خليهن وحدهن وأفقت أعيش بهاذه البيت
كال الأكبر بهدوء
:: لا تبرر لأي شخص وهاذه البيت بيتك حنى نطلع من عنده وأنت تبقى
سكت جسار مأحجه شي بس جان وجهه أحمر من العصبيه راح لغرفته مايشوف كدامه
قرب مني الأكبر وكال
:: نيران، تعالي كافي تعبتي من الوكفه لاتهتمين الهم
هزيت راسي وأني باوع على ملاك الي جانت مدنكه راسها ماحجت ولا كلمه وباري هزت. أيدها وهي تباوع الهم وراحت لغرفته
سحبني الأكبر للغرفه واني بعدني مصدومه، معقوله ماجد تزوج ملاك؟ شلون عرفها أصلا؟
راح الأكبر للحمام، واني كعدت على الجرباية مو فاهمه شي مصدمه، حسيت روحي تنسحب
رفعت راسي ببطء وهمست لنفسي
: معقوله؟ ملاك؟ شلون؟ وشوكت؟ وليش
طلع الأكبر من الحمام وهو ينشف شعره، باوعلي ولاحظ وجهي المصدوم، مشى بهدوء وكال
:: نار تعالي إحجيلج حتى لاتبقين مو فاهمه شي
باوعتله بكل برود وكلت
نيران:انته تدري؟ تدري ماجد تزوج ملاك وساكت؟ شلون ساكت وليش مأكلت
تنهد وكال بهدوء
:: مزوجين من زمان واني أعرف بيهم، بس هاي حياته بالنهاية، ما يصير أتدخل
گلتله وأني باوع بعيونه باستغراب
نيران: بس شلون؟ شلون أهله وافقوا يتزوج بدون لا عرس ولا حتى خبر؟ وليش أخواته ولا وحده تعرف
رجع نفسه على الجرباية وكعد يمي وكال
:: لأن زواجهم صار بالسر، محد يعرف، وأهله مو موافقين من البداية
باوعتله بصدمة، وگلت
نيران: سرر شلون وأفقت وليش أهله رافضين
هز راسه وكال
:: ما رضوا هيه شردت من البيت، لأن عرفوا أهلها وأخافت يقتلوها، وبس هسه توضح كلشي لج مو
ضلّيت ساكته، عيوني دمّعن، الدنيا تهتز بوجهي، كلشي اتغيّر بلحظة، والملاك اللي عرفها مو نفس البنية اللي تخيلتهه أبد معقوله هيج تسوي
الأكبر باوع علي، وشاف الدموع بعيني، تنهد وكام من مكانه، مشى كم خطوة بالغرفة وبعدين رجع كعد يمّي، مسح على إيدي بهدوء وكال
:: نيران، أنتي ليش متأثرة لهالدرجة؟ أكو شي؟
هزّيت راسي وگلت بصوت متكسر
نيران: لا بس هسه خايفه على جيلان منو يمهاا منو راح ينتبه الهه وهي حامل أخ ياربي
حضني وكال بهدوء
:: لا تخافين مايصير الهه شي
:: ناري ماتحمل أشوفج هيج ضعيفه أهدي
هزيت راسي وهو كام وراح للباب، وكال
:: راح أجيب لج ماي الله يلعنك ماجد
كال هيج وطلع بقيت وحدي بالغرفة، وكلشي بدا يدور براسي، ما أعرف شنو أسوي، شلون أتصرف، وشنو شعوري حتى
باب الغرفة نفتح، دورت وجهي... شفت ملاك واكفة، عيونها محمرة، ووجهها أصفر.
گالت بصوت متردد
ملاك: ممكن أدخل نيران
بقيت ساكته لحظة، بعدين گلت
نيران: إذا جاية تكذبين، لا بس إذا ناوية تحچين الحقيقة تعالي
دخلت وسدت الباب، وكعدت مقابلي وجانت متردده وهي تحاول تحجي بعدين گالت
ملاك: ليش هيج معصبه أنت والله سويت هيج بس لأن أحبه تركت أهلي وكلشي بس حتى أكون وياه أدري راح تكولين غبيه تركت أهله بس علمود واحد نطاها شوي حنان ومحبه نيران أنت ماتعرفين شلون جنت أعيشه عد أهلي
تنهدت وكلت بهدوء
نيران: بس هاذه مو عذر ملاك شلون تترگين أهلج منو يظملج أن مراح يضحك عليج بعدين أغلط الي سويتي
تعرفين شنو صاير بأهلج هسه أكيد لا
نزلت راسها وهي تمسح دمعتها، وكلت
ملاك: گالو راح يذبحوني وهربت وماجد چان الملجأ الوحيد إلي والله أحبه وتخليت عن أهلي علموده
لزمت أيدها وكلت بهدوء
نيران: أخلص لاتبجين أني حجيت هيج بس علمودج لاتأخذين كلامي بغير نظره
سكتت ماردت بس دموعها تنزل همست بهدوء
نيران: ملاك متندمه لأن شردتي
هزت راسها وكالت بصوت مبحوح
ملاك: شوي بس فرحانه لان أصرت وياه ماجد بيت وأحد ومحد راح يكدر يسوي شي النه
أبتسمت وكلت
نيران: أخلص أذا هيج أمسحي دموعج شبيج عندج نهر
أبتسمت وطلعت هي من الغرفة، واني تنهدت بهدوء كأن التعب كله نزل ويا هالتنهيدة
كمت، خذت ملابسي ودخلت الحمّام. سحبت على السريع، وگلبي مو وياي. راسي مشوّش، والأفكار تتزاحم، بس چنت أحاول أكون هادئة، أكون نيران اللي دوم تكابر
طلعت، وگبل لا ألبس نظرت بسرعة نحو المكتب، شفت كاعد. الأكبر على مكتبه وكدامه وراق متبعثرة، يكتب بشي شكله مهم، بس ملامحه چانت ساكنة.
رفع راسه، باوعلي، نبرة عيونه تختلف، وگال
:: كلشي تمام أو تحسين بتعب جبتلج ماي شربي؟
وكفت بمكاني شوي، رديت وأني أحاول أخلي صوتي ثابت
نيران: ماريد
سكت، بس نظراته ظلت عليه مو نظرات سؤال لا نظرات تفسير
:: شبيچ؟ صوتچ مو طبيعي لاتضمين عليه نار
ابتسمت بهدوء، بس چانت ابتسامة بارده و گلت
نيران: ماكو شي لاتشغل بالك
ترك القلم من إيده، وأسند ظهره على الكرسي كأنه يستعد يحچي أو يفهم شي
:: تعاي ناري
بقيت ساكتة وعيني ما عدها جرأة تباوع بعينه، بس هو فتحلي حضنه
ابتسمت بتعب، بس چنت محتاجه حضنه حيل، مو شويه رحت له بخطوة مترددة، وهو سحبني بلحظة حضني بقوة، چنه خايف أختفي من حضنه
صوته چان واطي، بس نبرته دخلت بگلبي مثل الطمأنينة
:: لاتضمين بكلبچ نيران حچّيلي. كلشي راح أسمعج وأكون. وياج
حسيت بدموعي تحاول تطلع، بس چنت أقاوم
گلت بصوت يكاد ينسمع
نيران: تعبت الأكبر تعبت من كلشي. من الكذب من الخوف، من الوحدة حتى من نفسي أحس أريد أموت ورأتاح من كلشي
شد حضنه، وحسيت إيده تمسح على شعري، چأنه يطمن طفلة، مو نيران العنيدة
:: ما عليچ، أني هنا كلشي ينحل، بس لا تسكتين، لا تبقين وحدچ تاكلين بروحچ ماكو شي يستاهل تزعلين علي أو تنزل دموعج علموده
رفعت راسي شوي، وبصوت مختنق
نيران:گلت ما راح أضعف، بس ضعفت وضعفت بكلشي
قرب وباس خدي، جانت بوسة خفيفة بس بيها كل الطمأنينة اللي جنت أدور عليها من سنين
گال بهدوء
:: ماريد أشوف بعيونچ دموع كافي نيران كلشي ينحل يلا، تعاي ننام
هزّيت راسي، وجلبت بركبته، چنت محتاجة هالطمأنينة، هالسكوت اللي يحچي بدون كلمات.
خليت راسي على ركبته، شالني بحنية ما توصف، وأخذني للجرباية، نزلني بلطافة، وكال
:: شعرچ كله ماي، خليني أنشفه لج
بقيت ساكتة، عيوني عليه، وگلبّي يدعي اللحظة ما تخلص.گعد يمّي، سحب منشفة صغيرة، وبلّش ينشف شعري بلطافة، كأنه يتعامل ويا وردة
إيده تمشي بين خصلات شعري بهدوء وعيونه تراقبني، ماكو أي نظرة جانت غريبة كلها أمان
همس وهو بعده ينشف شعري
:: تستاهلين تعيشين بسلام، تستاهلين أحد يراعي قلبچ، مو أحد يزيد وجعچ أو يذيج نار
رفعت عيوني عليه، وگلت بهمس
نيران:وأنت؟ تستاهل شنو
ابتسم، بس بعيونه شي وگال
:: أني يمكن أستاهل أعيش يمج إذا تسمحين طول العمر وبحضنج
ابتسمت، وحسيت بكلبي ينبض بقوة، كأنه لأول مرة يدك بحياة. تقربت منه بهدوء، حضنته من ركبته، حسيت نفسي بخير وهوه قريب
ضحك ضحكته اللي دوم تخليني أرتاح، وكل بهمس
:: چنج على حضن ناري
بقيت ساكتة، بس ستنشقت عطره، حسيت كل الهموم تذوب.مددني على الجرباية بلطافة وسحبني لحضنه ضامني كأن ما يريد يتركني بعد
گال بهدوء، وهو يحچي قُرب من أذني
:: يعني آيس ناري
همست بهدوء واني مستغربه
نيران: شنو قصدك؟
ضحك بخفة، وگال
:: يعني راح تخليني نطمر وما أحصل شي
ضربته على صدره، وچنت أقاوم ابتسامتي، گلتله
نيران: تأدب ترى نيران مو سهلة
ضحك مرة ثانية، وضغطني أكثر بحضنه، وهمس
:: أعرف... بس نيران، هي الأصعب والأحلى
بقيت ساكتة، وكل حركة من إيده تخلي كلبي يدگ أسرع.
قرب إيده وفتح زرار القميص مالتي، بلعت ريگي بصعوبة، وهمست
نيران: لا... صخر
قرب أكثر، صوته ناعم وهادئ، بس بيه شي يطمن
:: اشش، ناري ماريد شي لاتخافين
سكتت، چنت أراقب تصرفاته، كلها بطيئة، محسوبة ما بيها تهوّر. فتح القميص شوي شوي، ونزعني بلطف، ما بيه عجلة بس كأنه دا يحاول يخفف من ثكلي، يطمن جسدي قبل روحي
سحبني لحضنه، وصار ضهري ملاصق لصدره، وكل نفس من عنده چنت أحس بيه.
لف إيده حولي، وكأنه يريد يحميني من كل شي، حتى من الخوف اللي جواتي
همس قريب من أذني
:: هيچ كافي بس خليج قريبة حتى لو ما حچيتي سكوتج يوصللي أكثر من الكلام
غمضت عيوني، وكلشي بدا كأنه توقف... لا ألم، لا خوف... بس دفء حضنه، وصوته اللي گال لي بكل هدوء
:: ناري، أني وياچ حتى لو العالم كله جان ضدچ
سكتت، وگبل لا حس رحت بالنوم.
بس حتى واني نايمة، چنت أحس نغزة خفيفة بشورابه على ركبتي، ما عرفت شنو جانت، بس خلتني أرتاح بطريقة غريبة
الصبح كعدت وما شفته تأفأفأت وكمت من الجرباية
وبالغرفة هدوء ماكو صوت
كعدت بهدوء، گعدتي چانت أخف من الهوا
غسلت وجهي، حسيت ببرد الماي يطفي النار اللي بكلبي شوي وغيرت ملابسي، نزلت
مجان أكو أي شخص كاعد اليوم جمعه فأا كلها تبقى نايمه بس الأكبر وين راح
دخلت للمطبخ، شفت الأكبر، واكف يجهز الأكل
هاي أول مرة أشوفه يدخل للمطبخ بهالبيت وهو يطبخ، المنظر غريب بس دافي حس بحركتي، دار وجهه وشافني، ابتسم ابتسامته اللي تذوب الجليد، وكال
:: صباح الخير ناري
كعدت على الطاولة، وگلت بهدوء
نيران: صباح النور شنو جاي تسوي
رفع نظره من على الطاوة، گال وهو يقلب شي بإيده
:: حبيت أسوي ريوگ بإيدي، بما إن ما عندي شغل اليوم، وماجد مشغول وكأن اليوم عرسه، مراح يطلع من الغرفة
ضحكت بخفة وگلت
نيران: عوفه شتريد منه، فراحن نجمع بزوجته
التفت علي، نظرة مزچ بين جد وهيچ لمعة مشاغبة وكال
:: وآني لعد ماتخافين ربچ خليتيني ونمتي
ضحكت وكلت
نيران: شنو؟ حرام النوم هم
ترك الطاوه وقرب الكرسي مالته، گعد مقابلي ضرب أيده بثانيه وعينه عليه وكال بنبرة ناعمة
:: لا والله بس اني جنت محتاج أكثر من الحضنه
نزلت عيني بخجل، چنت أحاول أتهرب من النظرة، بس كلبي ما ساعدني، ضحكت بخفة وگلت
نيران: شنو يعني هسه يلا كوم شوف الأكل حيل جوعانه
هز راسه وهو يرجّع نظره للطبخة، وگال
:: أم كراعين الدجاجه منو يكدرلج
رجع يم النار، يكلب المخلمه بمهارة غريبة، گلت وأني أراقبه
نيران: خوش صاير طباخ منين متعلّم
گال وهو يطفي النار
:: أخلصت نص حياتي أعايش وحدي أكيد راح عتمد على نفسي وتعلم
سكتت بس حسيت بيه شخص ثاني مو بس صخر اللي أعرفه، لا رجل بي حنية يمكن ما حد شايفها
حط الصحون على الطاولة، گعد مقابلي گال
:: اليوم نأكل سوا، بدون صمت أريد أسمع نيران تحچي تضحك، تزعّل، بس تحچي
گلتله وأني آخد أول لكمة
نيران: تريد تكول عليه هاي بس تحجي لا عيني
ضحك، گال
:: أكتفي بابتسامتچ لعد الضحكة أخليها ليوم ثاني
جيت أحجي بس دخلت ليلى فجأة، وكلبت عيوني عليها هي گالت
ليلى: صباح الخير شنو جاي تسوون
هزيت جتفي وگلت
نيران: جاي نركص تجين تركصين ويانه
خزرني الأكبر بنظرة خفيفة، وهي ما اهتمت.
كعدت بصف الأكبر، وبلشت تاكل بهدوء.
كلت أول لكمة، وگالت
ليلى: واو، الأكل كلش طيب عاشت إيدك
خزرته، وگلت
نيران: وشدراج الأكبر الي سوا
ابتسمت وگالت بهدوء وسخرية
ليلى: أعرف لأن قبل، چنه نتريك سوة، وهوه الي يطبخ
بقيت ساكتة، حتى نسدت نفسي عن الأكل.
كمت وطلعت من المطبخ والأكبر يعيط وراي كل خطوة بيها كرهي لنفسي يزيد ليش تأثرت ليش هزّتني كلمة
همسيت بيني وبين نفسي
نيران: روحي ياليلى عسه تزوجين واحد راسه مثل راس الفقمه وأخلص منج
رحت للغرفة مالت لينا، شفت الباب مفتوح، گلت أدخل، بس قبل لا أطگ الخطوة وكفت
سمعت صوت حديث، واضح صوت لينا وباري
باري: إنتي شكد غبية جنتي بوحدة، صرتي بثنين.
ردت لينا بصوت مرتبك وعصبيه
لينا: انجبي! شلون تحچين هيچ وياي أختچ الجبيرة تريدين أروح أگول لماجد عليچ
صوت باري نزل شوي وكالت
باري: تره جاي أحچي علمود مصلحتچ يا لينا شبيچ؟
تره ما يهمني أني، بس جاي أخليچ تفتحين عيونچ.
چانت كدامي فرصة تتقربين من عنده، بس انتي جنتي تستحين تخافين.شوفي هسه هي شلون مدللة عنده، وما يقبل أحد يأذيها بكلمة
أنا؟ مدللة؟
أني اللي ما حسّيت أمان؟ أني اللي كل خطوة بيها شك وخوف أني اللي چنت أتمنى مرة بس، أحس إن حضن أحد يحميني
بلعت ريگي، واني ما أريد أصدّگ اللي دا أسمعه بس صوتهم، كلماتهم، صدمتي
رجعت خطوة، بس صوت لينا خنكني، چانت تحجي بعصبية
لينا: إنتي تدرين بيه حاولت! بس ما چان أبد بعقله غيرها سنين، وأني أنتظره يرجع، يتذكر، يحس
وتالي يرجع، ويزوجها إلها!
وآني آني اللي رفضت كل شخص تقدملي خاطره
ردت، وگلامها چان سهم
باري:شفتي هاي بنت الشوارع، تصير مدلّلة، وكلشي تريده يجي ليعدها إنتي لشوكت تبقين هيچ، يا لينا؟
بعدچ مصدكة إن الطيبة
حسّيت الدنيا تسود بعيوني، الكلمات جرحت كلبي
بنت شوارع؟ أني؟ هيچ يشوفوني؟بعد كلشي چنت أسويه، بعد كل مرة انكسرت وسكت، هاي نظرتهم إلي
ما سمعت غير بجي لينا، صوتها مكسور، صوت اللي ضاع منه كل أمل وباري؟ تحاول تهديها، بس نبرة صوتها كلها تحاول تزنها عليه
ما گدرت أظل، تركتهن وطلعت، رحت لغرفتي، سديت الباب وگعدت على الجرباية راسي يضرب، أفكاري تعارك، كلبي يحترك
يعني لينا؟
كلشي چانت تسوي جذب؟
اهتمام، حب، حتى دموعها چانت مجرد وسيلة تقرب بيها من صخر؟
لحظة رجعت بفكري لكل مشهد، كل نظرة.
لما نكون سوه أني والأكبر، وتدخل لينا شلون تضوج، شلون عيونها تنزل، شلون فجأة تصير ساكتة أو تسوي شي
چنت غافلة؟
أني الغلطانة؟
چنت أصدكها، أواسيها، وأحچي وياها مثل الأخت. وهي؟ تشوفني خصم
فزّزني من أفكاري صوت الباب ينفتح، دخل الأكبر
وجهه مستغرب، عيونه تلفّ بالغرفة، وكال وهو بعده واكف
:: قبل شويه دخلت للغرفة أدور عليج، ما لكيتج وين چنتي وليش ما كمّلتي أكلج
رفعت راسي عليه، نبرة صوتي چانت هادئة بس مشبعة بالوجع
نيران: موجودة، بس إنت ماتشوف كدامك غير ليلى.
عبست ملامحه ترك الباب وأكف كدامي وكال بحدة
:: شنو جاي تحجين إنتي نَارر لاتستفزيني شبيج
كمت من على الجرباية، وكفت مقابيله، نظرت بعيونه وكلت
نيران:أستفزك؟ أني اللي المفروض تنجرح، تنقهر، مو إنت منو چان يدري بكلشي وصاير أعمى؟منو چان يشوف ويطنّش آني لو إنت؟
:: نـ...
نيران: لا، خلي أكمل جنت تثق بيها، تحچيلك تبچي بحضنك، تضحكلك، تتأملك بس بكل هالوقت، چنت أنت بس تشوف ليلى ليششش تزوجتنييي أذا أنت أعشت وياهااا كل هايي السنين
صوته خف، حاول يقاطعني بس أني چنت مصرة
نيران: تدري شنو الوجع الحقيقي مو إنك تحب غيري، لا الوجع إنك تحبني، بس ما تدافع عني، ما تميّزني، ما تختارني
خزرني، نظرة نار وسحبني من إيدي بقوة إليه، نبرة صوته جانت تخوف
:: شبيججج شنو جاي تحجين أحب منو وأدافع لمنو نــارررر ماريد أطلع عصبيتي عليج، بس انتيييي مو مال احترام
بس أني دموعي چانت واكفة بعيوني، من القهر مو من الخوف، گلت بصوت منخفض بس حاد
نيران: لو ما تحبك هي ماتسوي هيج لا تسوييي نفسككك ماتعرف ولا شايف كدامك ليلى تحبك مو هسه لا لا من زمان وهاذه الشييي وأضح
ترك إيدي بهدوء، كأنه فهم شوية، كأنه حس بثكل كلامي
كال بهدوء
:: بس أني ماردت غيرج ولا دك كلبي لغيرج ولا لمست بنت غيرج ولا سجلت بنت بأسمي غيرج معقوله لهدرجه ماتثقين بكلامي
لفّيت وجهي عنه، چنت راح أطلع بس رجع لزم أيدي وكال
:: ليش دايمًا تحسّين إني ضدچ؟ ليش كلشي يصير، ترجعين تخلّيني أني الغلطان تره مو كلشي أتحمّله مو كلشي أتحمله منچ، نـــار
تجمدت بمكاني ما گدرت أرد بس عيوني دمعت باوعتله
هو ظل يباوعلي، وجهه مشدود، وگال بصوت أقسى
:: شكله كل واحد منا لازم يبتعد شوي لأن بديت أحس كلشي بينا صار وجع أكثر من فرح حنى مجاي نتفاهم نار
واني ماريد زعلج بكلمه بدون قصد
ترك أيدي وراح يم الباب مدّ إيده للباب، فتحه بعصبية، وگبل لا يطلع، لف راسه علي وكال
:: بس تتعلمين تحچين بدون ما تجرحين، تعالي أحاجيني
وطلع
ضليت واكفة، كلبي يضرب، صوته بعده يدوي براسي وبس سدت الباب، نزلت على الأرض، دموعي نزلت بصمت
كعدت على الجرباية، حسّيت بجسمي ثكيل، كأنه التعب نزل مرّة وحدة
دموعي چانت تنزل بدون صوت، تنقط على إيدي، وكل نَفَس أتنفسه چنه يخنكني
رأسي مشوّش، أفكاري متشابكة، كل كلمة گاله، كل نظرة، كل صرخة ترجع تعيد نفسها بذاكرتي
شنو اللي صار بينا شلون كدرت أنزل هيچ بمكان مظلم وإني ويا الأكبر اللي چنت أحسه ملجأي، صار فجأة غريب... وبارد
رفعت عيوني للسكف، حاولت أتنفس بعمق، أوكف دموعي، بس چنه القلب مايسمع
هوه يصرخ، وأني ساكته
ـ يمكن أني السبب... ويمكن هوه... ويمكن إحنا اثنينا غلطنا، بس... ليش أحسه البعد راح يكسرني
لفّيت نفسي بالبطانية، چنت بس أريد أختفي، أهرب من كلشي من إحساس الذنب، من الحب، من الغيرة، من الوجع
غمضت عيوني ورحت بالنوم
المكان الوحيد اللي يناسبني،
الوحيد اللي ما يطلب منّي أجاوب، ولا أشرح، ولا أبرّر
لأن النوم...
هوه المهرب الوحيد، من عالم مليان وجع، ومن قلب
كعدت ورا فتره على صوت، فتحت عيوني بسرعة، بالي الأكبر بس طلعت ملاك، جانت مخليّة وجهها بوجهي گالت
ملاك: ليش فتحتي؟ جنت أشوف وجهچ بي شعر أو لا المهم تعالي، نزلي جوّه وياي، حيل ضايجة وجوعانه
خزرتها وعدلت نومتي، وكلت
نيران: بعدين أريد أنام
سحبتني من إيدي وهي تكول
ملاك: كوومييي تره من زمان نايمة ولچ أني جوعانة وأستحي آكل
نيران: من شنوو تستحين روحي كلي، تره محد راح يموتچ
ملاك: كوومييي، ولج راح تموتيني، أخاف نكتل وانتي ماكو
ضحكت وكمت وياها غصب نزلنه جوه
وصلنا لمطبخ ملاك فتحت الثلاجة وبدت تفتّش، وأني گعدت على الكرسي، مسنّدة راسي بإيدي وگلت
نيران: هاااااااا شنو طلع وياچ؟ جبن خيار أي شي
جيبي وفضيها
گالت وهي عكده حواجبها
ملاك: تعاي أنت شوفي أحس نفسي نثولت يمه معقوله كل هاذه الأكل راح يااكلو
ضحكت گلت
نيران: أكل مال مثقفين مو النه هاذه جيبي أبيض وتعاي نسوي
صاحت وهي فرحانة
ملاك: ييييي والله يلااااااااااااااااااااااا
بدينا نحضّر سوه، وكلشي صار خفيف، ضحك، سوالف، وريحة الأكل
بس بين كل ضحكة، چنت أحس بثكل مو من ملاك، لا من الأكبر، ومن لينا، ومن كل شي صار
بس چنت أحاول مثل كل مرة أعيش اللحظة، حتى لو على حساب وجعي كملنه
وكاعدنه ناكل بهدوء وهي جان مبين عليها جوعانه بس مستحيه صدك تاكل، تنهدت وبقيت ساكته وهي تحجي ماتسكت سرعتني
كمت غسلت اديه وكلت
نيران: اني طالعه كملي أكلج انتي
جيت أطلع ما أحس اله كالت بصوت عالي
ملاك: عليج الله لاتطلعين وتعوفيني، ابقي
نيران: من شنوو تخافين؟ تره ماكو جن بالبيت، بعدين وين ماجد عنج؟
تنهدت وكالت
ملاك: طلع وياه زوجج، ماعرف وين، بعدين كلج عن شي...
بقيت أباوعلها وهي كالت
ملاك: شو أحس بخوف منه، ماعرف، مو مرتاحه، صحيح هو مامتغير تعامله وياي، بس ممرتاحه
نيران: لاتخافين، ماجد يحبج، ولاتخلين الشك يدخل كلبج.
هزت راسها وسكتت، بقيت أحجي وياها لحد ماكملت أكل.
غسلت وطلعنه من المطبخ، رحنه وكعدنه بالحديقه. جانت الدنيا مغرب، والجو بيه شويه بروده بس هدوء الحديقه ونور الشمس الخفيف الي يختفي ورا الأشجار خلى المكان يحسسك براحة غريبة
كعدنه سكتين شوي، وكل وحده بيها تغرك بأفكارها، بس چنت أحس عيون ملاك تتباوع عليّ كل شويه، كأنها تدور على طمأنينة بكلامي، أو يمكن جانت تنتظرني أحچي
كالت بصوت واطي
ملاك: نيران تحسي مرات إنج غريبة حتى بين الناس الي تحبينهم
باوعتلها وكلت بهدوء
نيران: كلش وأكثر من مره. بس مو معناها إحنا غلط مرات المكان هو الغلط مو إحنا.
ابتسمت ابتسامة حزينه، وبقت ساكته، بس عيونها گالت هواي كلام.
دنكت راسي وكلت بهدوء
نيران: شلونها جيلان؟ حملها شلونه؟
ابتسمت وكالت بحنية
ملاك: كلش زين الحمدلله لو تشوفين شكلها، شلون صايره، تخبل وجهها منور وعيونها فرحانه مع أن أول شي مجانت تريده بس هسه تغير كلشي
تنهدت بغصه وكلت
نيران: من زمان أختي حلوة بس ماعرفتي ليش؟ ليش ما تريد تحچي وياي؟ ليش تبعد عني لهالدرجة
سكتت ملاك، ماعرفت شترد، وأني هزيت راسي وسكتت، كاتمه وجعي بصدري. الليل بدى يثكل، والهواء صار أبرد، بس نار الفركه ظلت تحركني أكثر من كلشي
دخل الأكبر وياه ماجد، جانو يحچون وما منتبهين علينا.
ملاك كالت بصوت عالي
ملاك: ماجدددد
رفعو روسهم وباوعولنه وماجد ترك الأكبر وأجه، الأكبر ظل واكف بمكانه شوي، بإيده چگارة والثانية بجيبه يمشي بهدوء ورا ماجد
كعد ماجد يمّنا، وخله راسه على رجلين ملاك، وتنهد بقهر وكال
ماجد: آخخ... حيل تعبت
حطت إيدها على راسه وكالت بحنية
ملاك: حبيبي شصاير
الأكبر گعد يمّي وسحب نفس عميق، بس ظل ساكت، نظراته بيها شي غريب مافهمته بس جان وأضح علي بعده زعلان من الي صار بينا
بقيت ساكته، وبس باوع على حنيّة ماجد لملاك، ابتسمت غصب، بس حسّيت شي يعصر جوه صدري
الأكبر دفـره على رجله وكال بصوت مزح بس عيونه جدية
:: تأدب، مو كاعدين، كدامك، ما تستحي
گام يضحك وكال وهو يكوم
ماجد: ما أخلص منك، شكد تغار مو يمك مرتك، الحية كومي ملاك
سحبها من إيدها، وهي مستحية وراسها بالأرض، دخلو للبيت الأكبر باوعلي، وكلشي ما حچى، بس نظراته جانت تحچي أكثر من الكلام
تركته، ودرت وجهي ومشيت للبيت، حتى ما التفتت أشوف إذا ظل واكف هو مخليإيديه بجيوب البنطلون، وصفّر بهدوء كأنه ماكو شي، كأنه الموقف ما مسّه
دخلت للغرفة، سديت الضوّية، وكعدت يم الكرسي اللزگ عالشباك، الشباك الي يطل عالحوش
الهوا يطب خفيف، وريحة الورد من الحديقة تتسلل ويا النسمة عيوني علگت بالسما، كلشي ساكت، حتى دمعتي خايفة تنزل
شوي ونفتح الباب دخل الأكبر، عينه ما باوعت علي، بس مشى بهدوء، فتح الدولاب أخذ ملابس، وراح للحمام بدون ولا كلمة.
ما علّقت، ما حتى حاولت أسأله... سكوته گال كلشي.
ما عندي كلام، كلشي بيه ساكت، حتى كلبي
كمت بهدوء، تمددت على الجرباية، عيوني علش السقف، ودماغي يعج أفكار تفكير، قلق، حزن، تساؤلات
وبين هاي غلبني النعاس، ورحت بنوم ثكيل، بس مو هادي
كعدت ورا فتره، حسيت بغصه بشي ناقص
باوعت يمّي، الجرباية فارغه، الأكبر مو موجود.
كُمت بسرعه، كلبي يدگ، نزلت درجتين درجتين، عيوني تدور بكل الزوايا...
ما لكيته...
دورت بكل الغرف
آخر أمل، طلعت للحديقه.
وهناك، وسط الهدوء والبرد الخفيف، شفته...
گاعد على الأرض، مغمض عيونه، ويمّه الجهاز يشتغل، ونفس الأغنية تدگ بروحي قبل أذني:
"ريت الحلم ماكضه
وريت اني ما فزيت
ضاع العمر
غربه كلمن مشى بدربه..."
ظلّيت واكفه، ما عرفت أتحرك نفس الأغنية بعد تتردد.
ونفسها الكلمات ظلت تعلك بروحي، وكلبي نار
ترگته، ما چانت عندي قوة أواجهه أو أحچي شي
دخلت للبيت وخطواتي ثكيله، كلشي بيه يوجع.
ماعرف شنو أسوي
محتاره، خايفه، وبداخلي ألف صوت يتعارك
شنو الجاي؟
شنو صاير؟
شنو راح أتحمّل أكثر؟
صعدت للغرفة سديت الباب، رميت نفسي على الجرباية تغطّيت، چفيت عيوني بقوة،
وحاولت أحاول ألمّ روحي، أجمع حالي،
بس النوم بعده عني، مثل كل شي حلو غاب
حتى الهدوء صار يخوّف
مر وقت طويل وأني كاعده شوي شوي وحسيت بنعس
مره ثانيه غمضت عيوني وبين نايمه وكعده حسيت أدين على حلكي والثانية على ركبتي فتحت عيوني بسرعه وشفته جسار!.......
.......................
جيلان.....
بس ما حسّيت إلا على شي يسحبني من شعري
صرخت، وگلت بوجع
جيلان: أيييي
رأسي اندفع لورا شفته نغام سحبتني قوة من شعري وكعتني على ضهري كامت النسوان تحاول تبعدها ويصيحن عليها
:-شبيچ انتييي يمعوده عوفيهاا
رفعت راسي حاول دفعها وهي وجهها مشوه من البچي،
بس عيونها تولّع نار
نغام: وخروو منيي انتييي! انتي السبب كلشييي صاررر بسبجج خربتيييي حياتيييي دمرتينيييي
صوت وهي تصيح والنسوان لزمنها وهي تبجي وتحجي بصوت عالي
نغام: خذاه الموت بسبچ! الله يأااخذججج عسه ماتتهنين بحياتجججج روحيي كون الله يعذبج ضعاف هاذه عذابيييي وخرووو عنييييي
أني بقيت بس باوع الهه ماعرف شنو اسوي بس دموعي تنزل بهدوء وانهار من الداخل
راحت للمطبخ تركض شوي وطلعت بأيدها السجينه وتباوعلي عيونهاا نار تطلع منهن تقدمت عليه بسرعه واني من الصدمه بقيت بمكاني
ماأحس اله مروان يسحبني من أيدي وكومني أجت نغام بسرعه وضربته بسجينه بصدره
كعدت على الأرض من الصدمة كلشي كدامي ضباب
أصوات بعيدة، وجوه مغبشة،
بس الشي الوحيد اللي سمعته بوضوح
صوت طيحة مروان والدم الي طلع من صدره
شيت ركض علي ضم راسه بحضنه وهو يصيح
شيت : مرتضىى أخذ السجييين من نغام بسرعهههه
مرتضى حاول ياخذ السچين من نغام بس ما گدر
جانت عيونها مو عيون نغام جانت عيون مجنونة تائهة
نغام: لحدددد يقرببب والله أموتكككك كلكممممم وأموت نفسيييي
الناس يباوعون والكل أخايف محد يكدر يتحرك
أني، بقيت كاعدة مكاني ما أعرف أبچي على بكر، لو على مروان لو على نغام اللي راح عقلها
حنان:جيبوا الاسعاف جيبوا أحد يشوف مروان راححح يموت أخويييي
بس مروان ما يتحرك وشيت بعده قابض على راسه
بس من شاف محد يكدر يأاخذ السجين من نغام
كام ببطء من يم مروان ووجهه متغطي بالدموع
عيونه حمر وملامحه متجمدة
بس فجأة صار شي ثاني
كام وسحب السچين من نغام بدون ما تنتبه
ورجع ورا عنها لان مايصير يلزمها
باوعتله وعاطت بصوت عالي وكعت على الأرض
نغام لاااااااااااا!! رجعواااااااااااااه!! خلوني أموووووت
مارييييد أبقىى عايشههه بعدد
ركضوا اخوانها لزموا من إيدينها ورجليها
بس هي تبچي وتصيح وتگول
نغام:هوه مات خلوني آني أروحله! هوه راح آني ليش أبقى؟
النسوان يبعدن الأطفال والكل ما يعرف شيسوّي
بس شيت ومرتضى
شالوا مروان والدم ينزل من صدره
وراحوا يركضون
أني بعدني كاعدة الدموع نزلت بدون صوت
وصورة نغام بذاك الشكل انحفرت بذاكرتي بعدني مو مصدكه أي شي جاي يصير
نغام صارت فجأة ساكته صوته اختفى، وجسمها ارتخى،
وكعت بحضن أخوها، وإيدينها متيبّسة اخوها صار يحاول يكعدها بس ماكو عاط بالنسوان الي تتعايط
:- غمى عليهااااااااااااا مابيهااا شيييي وخرووو عنهااا شبيكممم
ركضوا بيها أخذوها ودوها للغرفة مالته والكل أبقى يبجي على صار
أني ضليت بمكاني أباوع للباب مصدومه من كلشي صار
حنان كومتني بحنية ايدها ترتجف وهي تمسك بإيدي
وصوتها مبحوح من كثر البچي
حنان: تعالي حبيبتي تعالي للغرفة
صعدتني للغرفة القديمة
نفس الغرفة اللي بيها بشع أيام بحياتي بلعت ريئگ ودخلت كعدت عالجرباية وركضت جابت ماي نطتني ياه بإيد ترجف، وچانت عيونها دموع متجمعة، بس ما نزلن
حنان: اشربي ولا تطلعين من الغرفه أبقي هنا فدوه أروحلج كلبي مايتحمل بعد أكثر
اني اخذت الكلاص،بس إيدي جانت ترجف أكثر منها
كأن جسمي كله يرفض يستوعب اللي ديصير،
كأن روحي بعد ما بيها مكان للوجع
باوعت حنان الي وكالت وهي دموعه تنزل من جديد
حنان: أخايفه لايكون صار شي على مروان
كلت بهمس بصوتي المكسور
جيلان: لاتخافين أن شاءلله مايصيرله شي
هزت راسها وكالت
حنان: كلهم راحوا واحد واحد ما أتحمل أسمع بعد اسم ثاني أحس كلبي بعد مايتحمل راحت ملاك وراح بكر
بقيت ساكته وهي تركتني وطلعت وسدّت الباب وراها، خلّتني وحدي بهالظلمة الثكيلة ماكو لا صوت ولا نفس
بس رعشة جسمي اللي ما تهدى.
حسّيت بوجع مفاجئ ببطني كأن شي بيها يعاني وياي
عضّيت على شفتي بقوة بس الألم ما وكف
حطيت إيدي على بطنيوشهكت كلبي يضرب بسرعة
وكلبي يريد يوكع من الخوف
دموعي نزلت من غير ما أگدر أوكفهن،
كل لحظة تمر تخوف ماعرف شلون راح ستوعب الي صار منه بكر ومنه نغام ومنه مروان الي مااعرف اذا ميت او حي
همست واني أشهك بالبچي
جيلان: لا تتركيني ما ضل عندي غيرج
شوي شوي، حسيت الدنيا تدور الوجع صار موجة تغركني وراسي صار أثكل من جسمي
غمضت عيوني وبين الرمش والرمش،
شفت ضباب، غواش، سود ماعرفت شنو صار
بس جسمي استسلم، ما عاد يكدر يقاوم
حسيت بحركة ببطني ونمت... أو فقدت الوعي، ما أدري.
كعدت بصعوبة مي ينزل على وجهي وعيوني تغبش
بس شفتهم شيت وحنان وجوههم متغيرة، عيونهم محمرة وكأنهم ما ناموا من يومين
حنان عدلت حجابيصوتها مخنوك وهيه تكول
حنان:الحمد لله على السلامة حبيبتي خوفتينا
صار ساعه نحاول نكعد بيج شبيج
بلعت ريگي بس ريگي ناشف وصوتي ما طلع إلا همس
جيلان: ما أدري دوخه و... بطني
حاولت أكعد، بس راسي دار كام شيت واكف وكال صوته بي رجفة
شيت: لا تتحركين ارتاحي الدكتور جاي هسه
هزيت راسي بلا وكلت بهدوء
جيلان: مابيه شي هسه شوي ويروح الوجع مو مهم
حنان: مايصير بطنج جاي توجعج شنو مو مهم
باوعلي شيت وكال بهدوء
شيت: أخلص برأحتها لاتلحين
بقيت ساكته وحنان هم ماكلت شي هو باوع الهه وكال
شيت: روحي جيبي أكل الهه مو زين تبقى بدون أكل
هزت راسها بسرعه وطلعت من الغرفه دنكت راسي عنه هو تنهد وكال
شيت: لازم تنتبهين لنفسج وطفلتج بس يكمل العزء ترجعين أنتي وأمي للبيت
تذكرت شنو صار اليوم ونغام ومروان صحيح كلام شيت أذا بقيت هنا نغام ماراح تتكرني
جيلان: مروان وينه شلون صار
هز راسه وكال وهو عينه على شباك
شيت: زين مابي شي جرح أصغير
بلعت ريئگ وسكتت وهو تركني وطلع من الغرفه جان مبين علي شكد تعبان حتى عيونه أحمره
بقيت كاعدة وحدي فترة، الخوف مسيطر عليّ من كلشي، وكل لحظة أتذكّر شنو صار وكأنّه الحچي توّه صاير. شوي ودخلت حنان، چابتلي صحن أكل وسكّتت، بس نظرتها چانت تكول هواي. حطّت الصحن وطلعت بسرعه، لأن بنتها چانت تبچي
مرات أيام العزء سوده علينا، مو بس بالملابس، حتى بجوهه الناس ونظراتهم نغام چانت ساكتة أكثر من اللازم، نظراتها شاردة، ما أعرف شبيها.
أم بكر، كل شوي يغمى عليها من الحزن، صوت نحيبها بقى براسي مثل طنين وعمي كأنه اختفى، ما شفته أبد، ولا حتى سمعت صوته
بيوم من الأيام، چنت حيل ضايجة وتعبانة ما طلعت من الغرفة من خلص العزء، حسّيت وجودي بهاي الغرفه ما له داعي بعد. سحبت حجابي ولبسته، فتحت الباب ببطء ونزلت جوّه
البيت هادئ، بشكل غريب كلهم جانوا كاعدين بالصالة ساكتين،شيت موجود، بس عمتي ومروان ما جانوا موجودين
سلمت عليهم بصوت هادئ، وكعدت وياهم، حسّيت بثكل الجو، كأنه الحزن بعده متعلّق بالحيطان
كال شيت بهدوء وهو يباوع لأبو بكر
شيت: باجر راح آخذ جيلان وامي للبيت
نزل نظرة وكال
-: أمك براحتك، تاخذها بس جيلان ليش تروح؟ ما إلها طلعة من هذا البيت
هز راسه، ونظراته جانت ثابتة
شيت: لا عمي، تعذرني بس جيلان ما تبقى هنا العدة مالتها، شلون تكدر تكملها وانتو كلكم هنا ومحرمين عليها هناك؟ تروح وامي تبقى وياها، وأني ما أبقى بالبيت حتى تأخذ راحتها
-: بس مايصير هيج شلون تروح لبيتك خليها تروح لبيت خالها أحسن الهه
كز على أسنانه وكال
شيت: من كل أعقلك تحجي عمي أنت تعرف خالهن شلون يصرف وياهن وشفت بعيونك شلون تريد تخليها تروح يمهم وهي حامل وضعها مو تمام
:- لا مايصير الهه شي قابل أنت تخاف عليها أكثر من عنده
سكت لحظة وعدل كعدته وكال
شيت: هاذه كلامك مايمشي يمي وإذا على الكلام الناس تحچي بكل الأحوال، خلوها تروح تكمل عدتها ببيتي وامي يمها
أبو بكر ظل ساكت، وبعد لحظات بس همس
-: براحتكم
دخل مروان وهو يسند أمه، باين عليها التعب، بس أول ما رفعت عينها وباوعتلي صرخت بصوت عالي
-:إنتيي شنووو تسوينن بيتييي يلّاااا طلعييي منهه! مو كافييي خسرت ابنيييي بسبج!
بقيت ساكتة، ما ردّيت ما جان عندي حيل حتى أحچي
شيت صوته عالي بس ثابت وهو يكول
شيت:شنو هذا الحچي مرة جبيرة حترمي نفسج هاي مرت ابنچ تبقى
هزّت راسها بعصبية، عيونها تحترك دمع وقهر
-: لاااا! مو مرت ابني ما أريدهااا! وهسه تطلع من البيت خذهااا ورجعهااا لخالهه المكسر أو خلهه تروح وياك، لبيتك
حاول يهدّي الوضع هو يكول
مروان:يمه ستهدي بالله شلون تحچين هيچ وين تشمرين بيها؟ وهي حامل بنت أخونه
صرخت وهي ترجف
-: إييي بنت وأني ما أرييييد بنات هذا آخر كلام ما أريدها تبقى بيتي وإذا على بنتهه الفكر، إحنااا متبرين منهاا عسهه ماتشوفف الحياة وتموت مثل مامات بكر
نصدمت من دعوتها عاط شيت بعصبية، صوته عالي وعيونه تغلي نار
-: لااا تكولين فكررر بعدهه ما جت للدنيا شنو من عقل عدكم عميييي، احچي وياهااا شيييي لا وربب العزه مايصيررر خيررررر
باوعت لعمي عيوني تنتظر أي كلمة بس عمي ظل ساكت ما رد، كأنّه موافق على كلشي تحچي
شيت التفت عليه بنظرةوكال
شيت: أمشـــــي لبسي عبايتچ لموت بعد ما أخليچ توصليــــــن لهاذه البيت يلاااااا
مروان :هدي ليش معصب وين تريد تاخذها؟ يمه شبيچ انتي
صرخ شيت بدون ما يلتفت له
شيت: أسكـــــت ولا كلمة تريدون تخلّوها هنا وتخلوني أشوف بيكم شلون تتمنون الموت لبنته يمّه رحمه لربچ روحي جيبي العباية مالتها
خالتي ظلت ساكتة، دموعها بعيونها وهزت راسها راحت وجابت عبايتي
لبستها وأني ساكته، كلبي ثكيل، وكل خطوة تطلعني من هذا البيت كأنها تسحب شي من روحي
ماعرف شنو احجي أو شنو أسوي معقوله كل بنت ماعدها أهل أو سند هيج يصير بيها؟
صعدنا بسيارة، شيت ما بقت كلمة وفشاره ماكالها و عيونه جانت مليانة غضب
أم شيت حاولت تهدّي لان جانت خايفة يصيرله شي
أو يرتفع الضغط مالته
:- أهدي وليدي مو زين العصبيه الزايده شوف أيدك شلون ترجف
شيت: يمه عوفيني استغفر الله ياربي، هذوله شنو من عقل بروسهم! بنت بعدها ما جيه للدنيا شلون صارت هي الفكررر
-: اسكت يمه شبيك هدي مره محروك كلبهاا، لاتاخذ بكلامها
سكت شيت، بس عروكة جانت ناطّة من الغضب وجان يمشي سريع وصلنه للبيت نزلت بسرعه من السياره ورحت للغرفه سديت الباب ودموعي نزلت بدون سابق أنذار
شنو بعد أتحمل يا ربي
والله حيل تعبت ليش هيچ جاي يصير بيه
بنت بعد ما إجت للدنيا ليش يكرهوها شنو ذنبها
إذا أهلها ما يحبون البنات ربي ارحمني والله تعبت
تمدّدت على الجرباية، عيوني تغرگ بكسر ووجع، ما أعرف شسوي محتاره وبنفس الوقت خايفه ماعرف من شنو
شوي، ودخلت خالتي، شايلة بإيدها صينية بيها أكل خلتها كدامي وكعدت، تحاول تواسيني، نبرة صوتها حنونة
-: تعالي اكلي، بنيتي كلشي ينحل، ماكو شي يبقى على حاله ولاتاخذين بكلامها، مرّة محروگ كلبها
بلعت ريگي بصعوبة، ودموعي بعدهن ينزلن عدلت كعدتي، وهي مدّت إيدها وحضنتني
جيلان: خاله ليش هيچ حياتي والله ما مسويّة شي غلط
بنتي بعدها ببطني والكل يكرهها
إذا إجت للدنيا شلون
حضنتني أقوى وهمست بصوت خفيف
-: أششش، لاتبچين محد يكرها وانتي موجودة
إذا ميريدوها، انتي تريدينها وتفدينها بروحچ، مو صحيح؟
هزّيت راسي بصمت، وهي مسحت دموعي بكفّها وبصوت حنون گالت
-: يلا، انسي كلشي واكلي، وديري بالج على بنتچ
اكلي بسرعة، شيت گال خلي تنتبه لنفسها
مسحت دموعي وهمست
جيلان: وين راح
ردّت بخفة وهي تحاول تبتسم
-: راح يظل يم صديقه بالشقة مالتهم لحد ما تخلص العده مالتج
سكتّت، وكعدت أكل، وهي بعده تحچي وياي وتحاول تهدّيني صوتها جان يطمن، حتى لو الوجع بعده يكرص كلبي.
بعد شويه، طلعت خالتي من الغرفة بهدوء، وسدت الباب وراها
تمدّدت من جديد على الجرباية عيوني نص مفتوحة، بس روحي مطفية. غمّضتهن، وما بقى ببالي شي
غير بنتي
بس هي جانت ببالي وبكل تفكيري
فزّيت من شرودي على صوت رنة الجهاز
كعدت أدوره، لان ناسيه وين خليته
ظليت أدور بكل مكان لين أخيرًا لكيتــه
باوعت للشاشة... رقم غريب.
بلعت ريگي، وإيدي ترجف شوي. فتحت الخط
وأول ما سمعت الصوت، كلبي دك بقوة....
.........................
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( سر بين السطور) اسم الرواية