رواية سر بين السطور الفصل الثلاثون 30 - بقلم ريو الطائي
البارت 30
ضحكت بصوت خفيف، رغم الوجع
نيران: بعدني عايشة تره شبيك لاتخاف مراح أموت
أبستم بتعب وكال
:: أسكتي أحسن لج روحي راحت عليج ناري
مدّيت إيدي بهدوء، لمست جبينه چان ملفوف بشاش
بلعت ريگي بصعوبة،وصوتي چان خافت، ضعيف
نيران: شنو صار؟ الأكبر... شصار بيك مجاي أتذكر
هو ظل ساكت شوي وهوه يباوع بعيوني وبعدين قرّب وجهه من وجهي، نفسه يضرب على خدّي، وصوته هادي حيل
::أششش بعدين هسه إنتي تعبانه لاتفكيرين بشي
بس حاول يبتسم حتى يهدّيني.
:: ما بيه شي أهم شي إنتي صِحْتي حيل خفت عليج
نيران بس إيدك... وراسَك
:: گلت ما بيه شي، لا تخافين ناري أكو شي هسه يوجعج
هزيت براسي وهو ابتسم ابتسامة خفيفة
:: الضربة خفيفة بس كلبج الثكيل هو اللي أذاني
ضحكت رغم تعبي شوي الباب نفتح ودخل الدكتور، بيده ملف وكاشف، عيونه عليّ، وعلى الأكبر الي بعده ماسك إيدي
:-الحمدلله على السلامة الحمدلله لان كعدتي زوجج صرعنه كوم المستشفى وكعدها على روسنه
ابتسم ابتسامة خفيفة وباوعت على الأكبر جان مبتسم
على كلامه رجع كرسي شوي حتى يخلّيه يفحصني
بس ما فلت إيدي، ظل ماسكها، وكأنها حبله الوحيد اللي يشده للواقع
الدكتور چان يفحصني بس حذر،
فتح الملف وقام يشيّك الأجهزة اللي يم السرير،
قرب مني، وبلش يفحص
-: تشوفين ضباب؟ تحسي بدوخة؟
هزّيت راسي بخفة
نيران: اي وأحس بوجع بكل جسمي
ابتسم وكال
-: هذا طبيعي، تعرضتي لرضوض قوية وكسر بالرجل سوينا لج عمليه بركبتج بسبب الكزاز لكن استجابتج زينة الحمد لله. يعني انتي محظوظة
:: يعني دكتور هسه حالتها تمام نكدر نطلعها
:-إذا استمرت تتحسن بهالطريقة، نطلعه خلال هاي اليومين ماعليها غير العافيه
كال هيج وطلع من الغرفة بعد لحظات،
والأكبر رجع گعد بمكانه، وهمس بصوت واطي
:: سمعتي يعني بس يومين ونرجع نتحارش بيچ من جديد
غمضت عيوني، وضحكت بخفة قرب وجهه من وجهي
وباس خدي بهدوء وكال
:: أخخ ياريحت أهلي
رجعت غمضت عيوني التعب چان يغلبني كلشي يدور براسي، بس فجأة حسّيت بندسته، خفيفة، حنونة
فتحت عيوني بصعوبة شفت وجهه قرّب
وباس خدّي بهدوء، كأنه يخاف يكسّرني
صوته چان يرتجف وهمس قرب أذني
::لا تغمضين عيونج راحت روحي عليج صارلج أسبوع أسبوع وأني خايف أخسرج وأبقى يتيم بدونج
عينه بعيني،
نظرة واحد ضايع
واخرتها لكى نفسه بيه
وإيده ترتجف وهي تمسح عرگي من جبيني
:: كل يوم، كل ساعة، آني گدام هالباب أنتظر بس نفس منچ. ما تتخيلين شلون مرّت هالأيام بدون صوتج، بدون حركتج حتى بدون ضحكتج اللي تعاندني بدون مشاكلج
مدّيت إيدي بصعوبة ولمست خده،
نيران: ما رحت بس چنت تايهة وصوتك هو اللي رجّعني."
ابتسم بهدوء وكال
:: ما راح أخليچ تروحين مرة ثانية حتى لو أغمضتي، آني أظل أوگف عند راسچ، وأظل أتنفسچ
مدّيت إيدي مسحت على وجهه وبصوتي المبحوح، گلت
نيران: أول مرة أعرف إن عندك مشاعر وتحس صخري
ابتسم، بس چان التعب بعيونه أكبر من كلشي
قرب جبينه على جبيني، وهمس
:: لسانج طولان بس ماكدر أسويلج شي لان تعبانه تطيبين ويصير خير
ضحكت بخفة،
نيران: ماأخاف منك لاتهدد أنت تموت بغيابي عنك
رفع حاجبه، وكال وهو يمسك إيدي بقوة
:: ماتحملت تنامين جم يوم شلون أجنت أعايش بدونج
عيضت شفتي بهدوء،
وچنت بعدني أباوعله بس الألم رجع يقرص برجلي،
المكسورة تحركت شوي، وعيوني دمّعن
بس مع هذا، بصوت خافت، مليان تعب وحنين، گلت
نيران: تعال... نام يمي
ظل يباوعلي لحظة، عيونه اتوسّعت، وكأنه مو مصدّگ،
بس بلا كلمة، كام، قرب مني، بخطوات حذرة وتمدد يمي
يمي وأخذني لحضنه
همس وهو يضحك بخفة
:: بس لاتاخذين راحتج وتشخرين عيب حنى بمستشفى.
ضربته على صدره وكلت
نيران: أسكت هاي أنت تشخر مو أني
غمضت عيوني بس هاي المرة مو من التعب...
من الطمأنينة. ولأول مرة، من الحادث نمت وكلبي هادي.
كعدت بعد مدة فتحت عيوني ببطء الشمس داخلة من الشباك بس الغرفة فـــارغة
تنهدت تنهيدة طويلة عيوني لفتت بكل الزوايا
ماكو احد ، بس صوت الأجهزة.
كلبي نغزني، شعور غريب، ثكيل
مو من الألم،
من الفقد.
همست بيني وبين نفسي
نيران: چيلان... حيل أحتاجج
رفعتإيدي غصب،نزلت
دمعتي مسحته
نيران: لو هسه يمي... چان حضنتج وكَلتلج كلشي موجود بكلبي
طلعت نفس عميق،
ورجعت ظهري للسرير
مرّ وقت، واني بعدني كاعدة، ساكتة، ما أحچي
أسمع صوت كلبي أكثر من صوت الأجهزة
وفجأة انفتح الباب بسرعة. دخلت لينا أول ما شافتني
ركضت عليّ وحضنتني بقوّة، كأنها خايفة أطير من حضنها توجعت بس ماحجيت
لينا: نيران!!! الحمد لله، الحمد لله لان كعدتي
صوتها مكسور، بس حنون، دافي مثل حضن أم.
حضنتها بقوة،
نيران: لينا مبيه شي لاتبجين هياتني كدامج
لينا: ما چنت أتحمل يوم ثاني بدون ما أسمع صوتچ حسّيت الدنيا كلها صارت باردة حتى البيت مو حلو بدونج
نيران : يلا رتاحيتو مني شگم يوم
تنهدت وكالت
لينا: تدرين شكد الأكبر تعذب من جنتي بغيبوبة
مجان ينام ولا يأكل حسيت صار شخص ثاني
توقفّت للحظة وجابت أنفاس عميقة
لينا: كل يوم جان يكعد جدام باب غرفتج ينتظر تكعدين ولا يحجي لأي أحد عن شعوره، بس جان لازم يوكف علمودج ويشوفج حتى لو جنتي فاقده جان يكول
:: إذا ماكعدت اني أموت
ابتسمت، بس ابتسامة مُرّة
لينا: حتى هو جان فاقد الأمل، بس هو أقوى من أي حد بينا
بقيت ساكته كلت بهدوء
نيران: يعني تعذب
لينا: حيل مو هواي نيران الأكبر يستاهل تحبي وتكملي حياتج وياه وتنسين كلشي صار بالماضي
بقينا ساكتين شوي وبعدها دخل الأكبر وماجد
تحمدلي بسلامه ماجد ولينا كل واحد منهم جاان يحاول يضحكني وينسيني الي صار
كال الأكبر بهدوء
:: طلعو خليها ترتاح شوي
ماجد: وأنت هم طلع ويانه شعندك باقي
خزره الأكبر بعدها طلعوا وهمه يضحكون
الأكبر جان ساكت بلعت ريئگ وكلت
نيران: أريد اروح للحمام
هز راسه وأجه سندني ورحنه للحمام وأكف هو بره ينتظرني يم الباب تأخرت شوي وأكفت كدام المراية.
باوعت على نفسي
رأسي ملفوف
ركبتي متورمة وملفوفه
وجهي مليان خيوط ودم
وجهي صفر ويابسة مابي روح
بلعت ريئيگ ودرت وجهي بس فجأة نفتح الباب
ودخل الأكبر جان وهو مو أحسن من حالتي
من دون أي إنذار أجه بسرعه وخطف شفايفي بين شفايفه،بعنف، وكأن ماكو شي بالعالم غير هذا اللحظة.
حسّيت كل شيء يدور وصوت كلبي صار هو كل ما أسمع.
ضربته على صدره بقوة حاول خلي يبعد بس جنت حاسّة روحي ضايعة ومع كل ثانية جان يزيد ماينقص
لحد ما كتفههو حاول يسحب نفسه شوي وجهه جان عرگان وعيونه احمر بلعت ريئگ ومسحت شفتي بضهر أيدي
حسّيت روحي تعبت لزم خصري وقربني اله ساندني
وكال بهدوء
:: ناري
بقيت ساكته ساعدني ورجعني للسريّر مددني، غطاني، وطلع شوي من الغرفة
ورجع بعد كم دقيقة،
بيده صحن أكل كعد يمّي وسحب الطاولة الصغيرة وكال بهدوء
:: لازم تاكلين وجهج صفار
چنت بس أباوعله،ما چنت أگدر أكل حتى،
بس هو يصرّ، ويضحك، ويحاول يخفف عني
:: يلا عاد أكلي ماشوفين نفسج شلون صايره
خزرته وكلت
نيران: كمل وأكول مثل الدجاجه
ضحك بهدوء وكال
:: أنتي كلتي مو أني
بعد شوية حط الصحن على الطاولة مد إيده يم جبيني يتحسس حرارتي كال بهدوء
:: حيل تعبانة، مو
ما جاوبته بس غمضت عيوني وكلشي جواتي چان يصيح
حسّيت بيه يمسح على شعري بهدوء قرب مني،
وگالي بصوت شبه مكسور
:: أحط من عمري على عمرج بس ماشوفج بهاي الحاله وبسببي
مرّ يومين واني بعدني بالمستشفى،
كلشي صار ببطء، حتى الوقت حسّيته ثكيل،
بس الأثكل من الكسر، هو التعب اللي بعيونه
ورجعنا للبيت أخيرًا بس رغم كلشي، الأكبر ما تركني لحظة.جان وياي بكل خطوة، بكل تنهيدة
حتى وهو تعبان، حتى وهو محتاج أحد يسنده
بس هو؟
مستحيل يبين ضعفه،
حتى إلي...
حتى وأني شايفته ينهار
يبقى رافع راسه
ويحچي وكأنه جبل ما يهتز
جنت أشوف عيونه بيها تعب بس هو ثابت وكأنه كلشي عادي.
جنت أحچي بنفسي
نيران:منو يهتم بي مثل ما تهتم بالناس منو يمسح عيونك وانت ما تگدر تبچي
بس ما گدرت أگله،
لأن هو ما يريد حنية
هو متعود يعطي
بس ناسي شلون ياأخذ
چنت متمددة على الجرباية أباوع السقف والدنيا طالعة من عيوني، كلشي يضايق، حتى الهوا ما چان عاجبني
نفتح الباب بهدوء، دخلت العاملة، صوتها ناعم، كالت
-: محتاجة شي مدام
التفتت عليها بكسل وكلت
نيران: اي الأكبر وين؟ كعدت من النوم ما شفتة
كالت وهي تقرب مني شوي
-: أستاذ الأكبر طالع تحبين تنزلين جوه تتريكين لو جيب الأكل لهنا
هزّيت راسي، بضوجه وگلت
نيران: تعالي سِنديني خلي نزل جوه
جت بسرعة، مدّت إيدها سندتني وأني أحاول أوكف،
رجلي بعدها توجع بس چنت محتاجة أطلع من الغرفه
چنت أريد أحس إني موجودة
نزلنه جوه وهيه لزمتني شفتهم كلهم كاعدين يتريكون بس الأكبر وماجد ماكو
صبّحت عليهم بصوت واطي، وكعدت على الطاولة
أحس بجسمي بعده ثكيل بس چنت أحاول أتصرف طبيعي
اجت ناني بسرعة،حضنتني بقوّة
وبصوت بيه غصّة، گالت
ناني: آسفه نونو مخلوني أجي للمستشفى حتى أشوفج،
وامس انتي جيتي واني ما چنت أعرف لا عبالج ماأحبج
گلتلها وأني أبتسم بتعب
نيران: عادي حبيبتي، أهم شي إني هسه وياكم
ابتسمت هي وكعدت يمي، مسكت إيدي بشويّة رجفة
رفعت عيني ببطء باوع على جسار ياكل بهدوء مو مهتم بأي شي
بلحظة...
تذكّرت كلشي...
كلشي مسوي بالأكبر،
كلبي بدا يدگ بسرعة وأني تذكر تعابير وجهه. الأكبر من جان يحجي بس بقيت ساكته بس نظرتي تغيّرت وأصرت باوعله بغل
گالت ليلى وهي تباوعلي
ليلى: والله ناس عدها سبع رواح، شنو من أروح عندج
ردّيت وأني مدنكه راسي وأحجي برود
نيران: وانتي ليش مضغوطة ربي مو كاتبلي أموت وتركي زوجي للناس اللي بدون كرامة
صاحت بصوت عالي
ليلى: حتـــرمييي نفسجججج منوووو أنت وتحجييين وياييي بهاييي الطريقه؟
ضحكت بسخرية وگلت
نيران: لا بالله... الصراحة أني ما أحترم الحمير آسفة
كامت تتهجم عليه بس جسّار دخل باللحظةصاح وهو معصب
جسار: كافييي خلي ناكل مثل البشر وانتي... اعرفي شنو جاي تحجين
خزرته من فوق لتحت، گلتله ببرود ونبرة حاد
نيران: منو إنت حتى تعلمني شلون أحچي؟ لا عبالك خايفة منك، أو من غيرك
بعصبيّة شال الماعون، ورگعه بالأرض بقوّة وصاح
جسار: كافييي تره محترمجج ومخليلج قدر، بس علمود الأكبر بس والله، يجي يوم وهو يطلعج من هالبيت بإيده، وقته راححح تتندمين على كلشي
رجعت نفسي عالكرسي بكل برود،
سندت ظهري، ابتسمت بهدوء،
وگلت
نيران: صدگ؟ لا لا لا... حيل خفت الصراحه
ما لحگت أكمل سخريتي نفتح باب البيت ودخل الأكبر وماجد ورا الأكبر وجهه متغير، عيونه تجدح نار
وكف الأكبر بوسط عيونه دارت علينا واحد واحد،
شاف الماعون مكسور، وشاف جسار واكف وهو يعظ على شفايـفه
صاح الأكبر بصوت حاد
:: شنو صاير؟
سكت الكل... حتى ليلى نزلت عينها
وجسار حاول يبرر لان شافه معصب وهو نادرأ مايعصب بس الأكبر لوّح بإيده وكال
:: لا تحچي أريد أسمع من نيران
رفعت راسي،نظرتله بنبرة هادئة
نيران : اني ما سويت شي جنت أدافع عن نفسي، لأن محد إله حق يذلني بهالبيت، حتى لو چنت ضعيفة جسدياً روحي ما تنذل
ظل يباوعلي لحظة وبعدين وجهه هدأ شوي،
اجه بتجاهي ولزم إيديوگال بصوت هادي
:: ما دام أني موجود محد يمسّچ، ومحد يرفع صوته عليچ
باوعتله عيوني تدمع وگبل ما أرد، ماجد گال وهو يحاول يكسر التوتر
ماجد: يلاااا أنسوو السالفةة وتعالوو نتريگ حيلل جوعان
الأكبر نزل راسه، تنفس بعمق وبعدين گال
:: تعال تسمم منو لزمك
شمرله بوسه بالهوه ماجد وكال
ماجد: أحبك ماتزوجني
خزره الأكبر وأني أبتسمت وكلهم گاموا من الأكل...
بقيت بس أني والأكبر وماجد كعد يتريك ويباوع بنص عين النه كعد الأكبر قريب مني
وباوعلي بنظرة نصها لوم ونصها قلق،
وكال بصوت مو عالي بس بيه تحذير
:: بعدچ مريضة ليش تسوين مشاكل شوكت تلزمين هاللسانچ؟ آخ أذا ما گصّه حتى ريّح راسي منچ
خزرته بنص عين، شلت كوب الجاي، شربت منه بهدوء،
وگلت
نيران: كلشي ما مسويه بس همه ما يتحملون شقه
عض شفته، ورجع يسند ظهره على الكرسي،
سكت لحظة وگلت بصوت واطي
نيران: وين چنت عرفت منو چان سبب الحادث؟
صفن عليّ عيونه بين التعب والحذر،
وهز راسه بنعم بدون كلام
قربت منه، عيوني معلّقة بيوگلت
نيران: منو احچيلي والله اله حركه وأسلك أهله
فتح حلكه يريد يحچي
بس ماجد دخل وسط السالفة وهو يخلي لكمه بحلكه
ماجد : يمعود روح بالغرفة وحجيلها راح تنام عليك
باوعناله بوقت واحد الأكبر تنهد وكال
:: ماجد أخذ أكلك وروح تسمم بالمطبخ
ضحك ماجد بهدوء وكال
ماجد: هاااااااااااا هيجج صار الحجي تطردني علمود هاي الحيه
خزرته والأكبر أمسح على وجهه وكال
:: أكوم يعني وأذا كمت تعرف شنو راح أسوي
عض شفته ماجد وكال
ماجد: تريد تغتصبني مو عرفتك مو أمان الحيه تطلكي من عنده واني زوجج شلون وأحد اله ي...
جان يريد يكمل وكام الأكبر وهو أخذ كوب الجاي وطلع بره يركضظل الأكبر يباوعلي وكال بصوت واطي
:: إذا أحچي، لازم توعديني ما تسوين شي طايش
بلعت ريگي، حسّيت حلكي ناشف،
هزّيت راسي ببطء، وگلت بصوت خفيف
نيران: احچي... منو؟ علي مو
باوعلي بنظرة نار، بلمح البصر، لزم إيدي بقوة،
صوته جان مبحوح، بس حاد
:: ليش تخلّيني أذيچ شگم مره گتتلج... ما أريد أسمع اسمه على لسانچ
جفلت من حركته، وعيوني ترمش بسرعة،
گلت بهدوء
نيران: لاتعيط ما گلت شي أني شبيككككك
نفسه صار أسرع، صوته صعد شوي
:: صوتچجج مو طفل كدامجج وهيچ تعيطين
عطت بي وگلت بعصبيه واني أنتر أيده
نيران: إييي مو طفلللل بس ما يحقلككك تعيط عليه
هوه جان راح يرد، بس من شاف عصبيتي ورجفتي، تنهد ومسح على وجهه بكفه وكال بصوت ناصي
:: أخلص، هدي مو زين العصبيه عليچ، بابا
خزرته، وگمت من الكرسي على كيف، وإيدي على رجلي المكسوره، ما حسّيت إلا وأني وأگع على وجهي بسبب رجلي
ركض بسرعه عليّا وكامني بحذر
:: بيچ شي؟ رجلچ توجعج؟ ليشش ما تسمعين الكلام
بلعت ريگي، دفعت إيده عني وگلت وعيوني تملي دموع
نيران: وخر! حقير جاي تشمت بيّه مزاعلتك
ابتسم ابتسامة مكسورة، وما رد، بس شالني بحنان وصعدني للغرفه، خلاني على الجرباية وعدل البطانية عليه وبصوت هادي گال
:: لا حچي ولا زعل أنتي مو ناقصه، تعبانة وتسوين روحج قويه بس أني شايف كلشي، شايف دمعتج وانتي ساكته، وشايف رجفتج
نزلت دمعة من عيني، ما لحگت أمسحها، هوه مد إيده ومسحها برقة، وقرب من جبيني وباسه وهمس
:: ما جاي أتشمت ولا فرحان، أني جاي اشوفج بهاي الحاله لأن لو صار بيچ شي جان نهيت حياتي وراج
تمدد يمي على الجرباية وسند راسه على وكال بنبرة هاديه ومكسورة
:: نامي هسه بس وعديني تبطلين عناد، لأن بعد ما أتحمّل أشوفچ بهالحالة مره ثانيه
چنت راح أحجي ، بس نِدك الباب ودخلت ليلى، وعيوني كلش تلقائي كلبتهن، وگربت نفسي من الأكبر، لحد ما صار نص جسمي علي
ليلى چانت واكفة تباوعلي بنظرات غريبة بيها قهر، بس مو نضيف، قهر مستعار
كالت بنبرة حاولت تسويها ناعمة
ليلى: آسفه على الي صار، الأكبر ما چنت أعرف إنو هيچ صاير ويه نيران
نظرتي طاحت على الأكبر واني مو فاهمه رجعت نظرتي إلها، وگلت بصوت واطي
نيران: شنو قصدچ؟
باوعتلي، بس نظرتها جانت كلها غموض، وكالت بنبرة مستفزة
ليلى : ليش ما تعرفين الأكبر ماكلج
چانت راح تكمل، بس صياح الأكبر قاطعها:
:: مو وقتچجج ليلى بعديين
هزت راسها ورجعت وكالت
ليلى: لا... ليش لازم تعرف
بلعت ريگي، كلبي يدگ بسرعة، حسيت روحي راح تطلع من الخوف... عطت بعصبية
نيران: احچووو شنوو صايررر
الأكبر عض على شفته، ما گدر يحچي بس ليلى جانت فرحانة بالمشهد، كأنه خبر عمرها وكالت بشماتة باردة
ليلى: حبيبي للأسف، چنتي حامل... وسقطتي الطفل
بسبب الحادث
السكوت ذبحني الحچي وكف بحلكي، حسيت الهوه انقطع، نظرتي تجمدت على وجهه ليلى، وعيوني تدمع بس دموعي ما نزلت كأني مو مستوعبة! أني؟ حامل؟ وسقطت؟
كلبت عيوني على الأكبر، صوتي يطلع متكسر
نيران: صـــح كلامه؟
ما رد بس نظرته جانت تكول كلشي صحيح نظرة مكسورة، مذبوحة، تتمنى لو يگدر يرجّع الزمن.
قربت إيدي من بطني، لمستها بهدوء، وگلت بصوت مهزوز
نيران: چانت ببطني روح؟ چان بيه نفس؟ وأنا... ما أدري؟
عطت بصوت عالي هوه كام يحاول يهديني
نيران: ليش؟؟ ليششش محد گلييييييييي
كمت من الجرباية وأني أترنح حاول سند نفسي بس
الأكبر لزم ذراعي وسحبني، حضنّي غصب، وأني أضرب بصدرة وأصيح
نيران: كرهتك كلكم كرهتكم!!! ليش ما گلتولييي ليششش شنوووو جنتووو تنتظروون
انكسر صوته وهو يحضنّي بقوة
:: ما گدرت أحچي گتلج ما أتحمل أشوفج تتأذين وأنت بعدج تعبانه
رفعت عيوني عليه، دموعي ما وكفت
نيران: راح مني كلشي وگلكم ساكتين ليشش محد كلييي
انهارت بحضنه، جسمي برد، صوتي اختفى... وبس ظل حضنه يضمني كأني أحاول أتمسك بروحي اللي طاحت ومارجعت.
عاط هو بصوت عالي على ليلى وكال
:: طلعيييي من الغرفه
طلعت هي بسرعه وانيضليت بحضنه، ما أعرف شكد مر الوقت، بس گلوبنا ما چانت ساكته
رجفت شفايفي وأني أهمس
نيران:. أني ما گلت ما أريد طفل بس حتى ما حسّيت، بوجوده راحت الفرحة قبل لا تجي
ضمّني أقوى، حسيت صوته بي غصه
:: ما گدرت أحچي نيران چنت خاف عليج، أخاف تنهارين أكثر وانتي أصلاً محطمة
رجعت إيدي تمسك بطني، كأنه جزء مني راح... ما راح أرجعه أبد رفعت راسي عليه وكلت بهمس
نيران: أريد طفلي
شفت العيون اللي تدمع بس ما تنزل دمعة هيج جانت عيونه أبتسم وكال
:: أخلص بس تصيرين زينه نسوي طفل بس لاتبقين هيج
حسيت أنفاسه على جبيني وهو يطبع عليه بوسة ساكتة كأنها اعتذار وعهد بنفس الوقت
:: والله لو أگدر چنت راح أخذه كل وجعج بصدري ورضيت بي بس حتى ماشوف دموع بعيونج
هزيت راسي وگلت
نيران: شنو تكدر تتحمل وأنت مكسور مثلي
:: تحمل كلشي علمودج نيراني
صمتنا شوي، بعدها سحبت نفسي منه، چنت أريد أكعد وحدي، أفكر، أحچي ويا روحي بس بنفس الوقت ماريده يتركني وحدي
نظرتله، عيوني تعبانة
نيران: الأكبر
تنهد وكال بهدوء
:: أهله أمري
بقيت ساكته، باوعتله بكل هدوء وكلت
نيران: لا تروح وتتركني
ابتسم وكام فتح القميص مالته وطفى الاضوية، رجع تمدد وفتح لي إيده. ابتسمت ورحت بحضنه، دخل إيده من جوه لبلوزتي وعصر خصري وكال
:: مشتاقلج نيران بس مابيج حيلي
ضربته على صدره وكلت
نيران: اششش اسكت بعدين شنو من صدر عندك، اسم الله، ليش هيج جبير
ضحك وجسمه هتزّ، دنك راسه وباس شفتي وكال
:: بس عجبج، مو
نيران: لا هوه، أشوف إني ما أحب شخص عنده هيج عضلات.
صفن بيه شوي رجع نفسه على المخدة وكال
::طبج، طوب نطمي ونامي يلا
ضربته على صدره وكلت
نيران: لاتحجيييي ويايييي بهاي الطريقه
:: وتالي، وياج شجم مره كلت لاتضربين
خزرته وكمت من حضنه، جيت كوم من الجرباية بس
رجعني بحضنه بقوة وكلّه نبرة تعب
:: أبوووي شبيج نار مو قصدي عليج لاتعصبين
نيران: وخرر مزاعلتك لعد اني تكلي نطمي
بقى ساكت، حسّيت بإيده تحت ظهري ووجهه صاير بركبتي ونفاسه حاره بلعت ريئگ وهو صوته صار أخف
:: ليش هيج عيونج ملونات وحلوه
بلعت ريگي، كلبه چان يدگ ببطء، وحرارة نفسه على ركبتي تهدي بيه شوي شوي.كلت بهمس
نيران: هاا ماعرف بس شوي وخر شوأربك جاي تبزز
شدني شوي أقرب، همس بأذني
:: انتي نقطة ضعفي، ومحد يعرفها غيرج
بقيت ساكته بحضنه ثواني، كلشي ساكت، حتى أنفاسي چانت تمشي ويا دگات كلبه، حسيت روحي أول مرّة تهدی من الحادث بس فجأة نسمت نسمه باردة دخلت من الجامه، رجّفتني، وگلت بهدوء
نيران: بردت
رفع راسه وجهه بوجهي، گال وهو يغطيّني
:: تعاي بحضني شبيج ترفسين
خزرته وكلت
نيران: هم يجي يوم وتتخلى عني
قرب وجهه، وباس جبيني، گال
:: مستحيل ما أتخلى عنج حتى لو الدنيا كلها كسرتني
سكتنا شوي وبعدها غمضت عيوني ورحت بالنوم
مر شكم يوم، وأخذني الأكبر للدكتور، فتحوا الجبيرة من رجلي وإيده هو جنت حيل فرحانة، حسّيت إني رجعت أتنفس، الله يكون بعون كل واحد ما يكدر يمشي، شعور يخنك
بيومها، الأكبر ما خلاني أرجع للبيت، كالي
:: اليوم نحتفل برجعتج تمشين أم رجل المكسوره
أخذني للحديقة، تمشّينا، وكل شوي يوكف ويباوعلي، ويبتسم وكأنه الدنيا كلها بيه وبعدين، كال
:: تعالي نكملها بعشه يليق بملكة مثلج نيراني
رحنا للمطعم، كعدني كباله، وهو اختار الأكل، حتى ما خلاني أكول شنو أريد. وكل ما آكل لكمة، يباوع ويكلي
:: هني ومري أميرتي
خزرته وكلتله
نيران: لاتحجي وياي بهاذي الطريقه مو متعوده
:: تعودي لأن اني موجود ومراح خليج تعتازين أي شي
بعد ما كمّلنا عشه، طلعنه من المطعم، الجو حلو وليل وريحة الهوا بيها نسمه تشهي، درت وجهي علي وكلت
:: شتهيت موطه
باوعلي، ضحك وهو يگلي
:: إنتي مكسوره مو زين عليج
كعدت وأتحجج وهو يضحك ويمشي للسيارة ويگول
:: ما گدر عليج، يلا تعالي نشوف منين نجيب
هزيت راسي. وصعدنه بسياره وصار يدور على مكان يبيعون بي نزل وجابلي كلاص موطه بنكهة الشوكلاته مدّه إليّه وهو يگول
:: أحلى موطه لأحلى مكسوره
ضحكت وخذيته منه، كعدت آكل بهدوء، وهو يباوعلي وعيونه تبرق، گلي
:: نيران شكلج بهاللحظة ينسيني كلشي صار
باوعتله وأني آكل وگلت
نيران: يعني الموطه نستك كلشي
ضحك بقوة وگال
:: لا بس أحب أشوفج فرحانة وجهج يضحك
بقى كاعد بمكانه، ما شغّل السيارة، عيونه مثبتة عليه باوعتله بكل استغراب وكلت
:: متريد انته موطه
هز راسه ببطء وكال بصوت واطي وهو يبتسم
:: مال أطفال أني أريد غير شي
رفعت حاجبي وگلت له بنغمة مزاح
نيران: مثل شنو يعني عيني أستاذ
ضحك بخفه، وصوته صار أهدأ
:: كملي أكلج نيراني، واني كلج
كلت الموطه بسرعه مسحت إيدي بكلينس ورفعت وجهي اله، جنت ناوية أحچي شي، بس ما لحگت...
حسيت بيه سحبني اله بلحظة، وضغط شفايفه على شفايفي، بهدوء بس بحنية
عيوني انغلقت ببطء، ونفسي تلخبط، حضنه جان دافي، وكله أمان...
ضربته على صدره وبتعد وكال وهو يلهث
:: هاي أحلى من الموطه
ضحكت بصوت خفيف، وضربته على صدره وگلت
نيران: عيب هيج تحچي وياي
:: أني شعليه شفايفج تتحارش بيه
سكتت وماعرفت شلون أرد، كلبـي گام يدگ بسرعة، وعيوني راحت للباب، چنت أحاول أغير السالفة، بس هو گعدني بنظرة وحده.
كال بهدوء وهوه بعده يباوعلي
:: شرايج نروح للشقه ونكمل ليلتنه هناك؟
خزرته وشفته عضه لشفته، ضربته على إيده وكلت
نيران: تأدب لاتصير فاسد
ضحك بصوت واطي وگال
:: نيراني كلشي بيج يغريني
كعدت عدل وخليت إيدي على صدري وكلت
نيران: استغفر الله، بس شنو هذا الحچي
قرب وجهه من وجهي وهمس
:: هذا حچي واحد معجب بيج وميت بعيونج
خجلت شوي وباوعت بعيد، بس كلت
نيران: كافي عاد، والله استحيت
ضحك وهمس
:: زين، بس خلي نروح سوا
هزيت راسي بلا وكلت
نيران: أريد نرجع للبيت، بس عندي طلب عادي توافق علي
صفن بعيوني لحظة، نبرته صارت ناعمة وهوه يكول
:: مراح تقبل تحچي وياج ليش تعذبين نفسج
نزلت عيوني وكلت بصوت واطي
نيران: عادي، أهم شي أشوفها أحس روحي رايحة عليها، وكأني ناقصني شي بدونها
هز راسه باي وكال
:: تدللين ولو ماچنت أريد خليج تروحين بس أني شخص يضعف بنظره من عيونج.
ضحكت بخفه وكلت
نيران: صح ملونات بس كلش أصغار
نزل عيونه ببطء وكال وهو يبتسم
:: أخخ عادي نكبره
خزرته باستغراب وكلت
نيران: شنو قصدك
ضحك وكال
:: نيتج آني چنت أحچي عن العيون، إنتي نيتج مو صافيه
هزيت راسي وتكتمت ضحكتي، وكلت
نيران: آني بريئة، نيتك أنت مو نظيفه
ابتسم وهو يحرك السياره بهدوء ورجعنه للبيت، نزل بسرعه واني بقيت كاعده بمكاني، چاه ويفتح الباب الي، وكال بنبرة ناعمة
::ـ نزلي شبيج ناري
تنهدت وگلت
نيران اهاا ما بيّه بس تعبت، وأحس رجلي رجعت توجعني
قرب بقلق ومسكني بهدوء وكال بخوف
:: يمكن لأن مشيتي هواي وانتي بعدج مو بخير تمأمآ تعالي شيلچ
ضحكت بخجل وكلت
نيران: لا بالله وأذا أحد كاعد وشافنه، عيب وخر
رفع حاجبه وكل بنبرة جدية مغلفة بحنية
:: لو سمحتي زوجچ، مو صاحبچ لاتنسين
ما لحگت أرد، چان يقرب وشالني بكل هدوء، حضنته من ركبته بخجل وابتسامة صغيرة طلعت غصب، وهو يسد باب السياره برجله ويمشي بتجاه البيت
دخلنه للبيت وهوه فجأة وكف بمكانه، ماكمل خطوت چان يثبت عينه على مكان معين
باوعتله بستغراب، شفته صافن وماينطق، نزلت من حضنه بهدوء وگلت بخوف
نيران: شبيك
بس ماجاوب...
درت وجهي للجهه الي هو يباوعلها، واني مصدومه... نظرتي تثبتت وكلبي رجف واني اشوف كدامي......
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
جيلان...
شيت: جيلان... البقيّة بحياتچ
جمدت الدنيا لفت، كل شي حواليا اختفى، بس هاي الجملةترددت براسي مثل الرصاص:
"البقية بحياتچ... البقية بحياتچ..."
شهگت، بديت أتنفس بسرعة، ما گدرت أسيطر على صوتي
جيلان: منو؟ منو مات؟ شتحچي إنت؟ شيت ردي عليه؟..
بس هو هم جان يتنفس بصعوبة وكأنه يبجي وكال بهدوء
شيت:بكر انقتل بحادث وهو طالع من الدوام الله ما خلاه يكمل طريقه، جيلان، الله ما خلاه يسويها
سقطت الموبايل من إيدي صرخت بجيت حضنت بطني وگلت
جيلان: يارب رحمتك
اللي سمعته هو صوت روحي وهي تنكسر،
صرخت بصوت رجّ البيت
جيلان: لاااااااا!!!"
ركضت خالتي عليه وهيه مو فاهمه شي شالت التليفون، شافتني طايحة على الأرضحضنت بطني بقوة، دموعي تغرك خدودي
جيلان: انقتل... خاله انقتل راح بكرر وهو مو طايقنيي ولا طايق بنتة
جنت أبچي، أصيح، أضرب الأرض، بس بكلبي مو بس حزن...بكلبي خوف... وصدمة...
شلون فجأة كلشي انتهى؟شلون خذه وخلا يطلع من حياتي للأبد شلون البنية اللي بخوفي عليها قبل ساعة، صارت هسه هي بأمان بس فقدت ابوها قبل لاتنولد
فزيت من صفنتي وعياطي سمعت خالتي تبچي وياي تضرب صدرها وتعيط تكول
:- يا ربي رحمتك يا ربي سترك يبوووو
رفعت راسي بدموع، وبصوت مبحوح همست
جيلان: شلون ماااتتت مالازمممم يموت لااااا
كل وحده بينا جانت تبجي وتلط مانعرف شنو نسوي مو مصدكين الي صار
وفجأة انفتح الباب بقوة، دخل مروان، وعيونه حمر من الدموع، صوته مخنوك يتنفس بصعوبة، ولما شاف
خالتي، ركض عليها وحضنها بقوة وهو يصيح
مروان: انكسر ظهري عمه راح أخويه... راح بكر
يبجي بصوت عميق، مو بكاء عادي، بكاء رجال انكسر كلبه... ضل يعيدها وكأنه مو مصدگ، وكأنه دا يحاول يكعد من كابوس
مروان: عمههه جنهه ننتظره يرجعع تالييي يرجع النه بتابوت
خالتي هم حضنته، وظلت تواسيه بكلمات متقطعة
وتحاول تحفف عنه لان شافته منهار
-:الله يرحمه يمه... الله يرحمه، ماكو اعتراض على حكمه
ربك لاتسوين بنفسك هيج
وأني واكفـه، أباوعلهم، دموعي تنزل بصمت،
كلشي بيه متجمد. حتى الألم، حتى الخوف، حتى الصدمة...
بس نظرت على بطني.
وحسّيت بشي يتحرك بداخلي
وهمست بخاطري
جيلان:بكر راح بس انتِ بقيتِ إنتِ الأمل الوحيد بعد كل الخراب
ظلت خالتي حاضنته، دموعها تنزل ع خدها
وهو يبچي مثل الطفل، صدره يهتز من الحزن، وكلماته تتقطع
مروان:ماشفته قبل لا يروح ولا ودعته مثل كل مره راح وتركنه مكسورين بعده
كَعدت على الأرض ظهرِي انحنى، وكل الدنيا انطفت بعيني،
بچيت...
بچيت بصوتهم، وبچيت لروحي، وبچيت على وجع صار أكثر من كلبي يكدر يشيله
مروان: بكر الله أخذه بدالي... ليش هو؟ ليش مو أني
ماتعرفين شلون تركت أمي وراي تبجي علي أنكسر ضهري راح أخوي
كلمات جانت تلف بروحي، بس ما گدرت أحچيها...
گدرت بس أبچي.
صوت خالتي، صوت مروان، وصوتي...
كلنا بجينا على واحد، بس كل واحد منا ينزف من مكان مختلف.
بچيت على خوفي
بچيت على الحمل الغصب
بچيت على الأمل اللي ما عرفته إلا لما خفت أفقده،
وبچيت أكثر... لأني حسّيت لأول مرة إن الحياة قررت تمسح كل شي وراية، وتخليني أعيد من البداية
بعد شوية، مروان رفع راسه من حضن خالتي مسح دموعه بإيده المرتجفةوگال بصوت مخنوق
مروان: عمه لازم نروح البيت راح يصير بي الفاتحه والناس راح تبدي تجي يلا كومي هسه أمي محتاجتج
خالتي سكتت للحظة، وبعدين هزت راسها بتعب وكامت وهوه ساعدها جانت بس دموعهم تنزل واني وياهم
-: إي يمه، يلا كوم نروح، الله يعين أمك
وبعدها باوعتلي شافتني كاعده على الأرض مثل التايهه،
قربت مني، مدت إيدها، وكالت بحنية وهي تبجي
-: يلله يمه تعالي ويانه، لازم تكونين ويانه بهالوقت الله يكون بعونه
ما گدرت أجاوب، بس هزيت راسي بخفة
وكفت بصعوبة، جسمي ثكيل، كلبي أثكل
رحت لبست عباتي وخالتي هم وطلعنه من البيت وصعدنه بسياره جانت الجو هدوء بس دموعنه تنزل
بكسره خليت ايدي على بطني وأفكر بكلشي صار بحياتي
زواجي من بكر حملي مااكو شي يشفعله عندي أذاني وكسرني وليالي أبجي بسبب كلامه وأذيته الي ماكلت غير بهمس
جيلان: الله يسامحك بكر
وصلنا للبيت وكفنا على الباب لحظة، أصوات البچي تملأ المكان،ناس واكفه، ناس كاعدة، الكل عمام، خوال، قرايب، جيران... كلهم جايين يواسون، بس ملامحهم حزينة، ثكيلة مثل الغيم قبل المطر
دخلنا، وأني بعدني لازمه بخالتي
كلبي يدك، نفسي ضايع، ودموعي تمشي على خدي بدون إذن
أول ما دخلت...
شفتهم..
عمتي كاعدة على الأرض، تبچي، تضرب صدرها،
وياها حنان ونغام، يلطمن على وجوههن، ويصيحن بصوت يقطع القلب
-: يماااااااااااااااااااااه راح بكر. راححح وليديييي راححح شمعت بيتييي
حنان جانت ماسكة صورته، تضغطها على صدرها وتصيح
حنان: يمهه راحح أخوييي وانييي ماشايفتهه
ونغام، تركض من مكان لمكان، تصيح وتلطم
وجهها احمر، عيونها منفخات، وجأن الحزن مخيم ع عليها وتعيط بصوت عالي
نغام: لا لااااا بكررر مايموتتت وهو وعدنييي مايموتتت وتركنييي شلونن هيجج يروححح لا لااا ياربيييي
البيت كله صار بكاء
أني جنت واكفه، ما عرفت أتحرك، حسّيت بنفسي دخيلة بس كلبي يوجعني
مو بس لأن بكر راح
بس لأن جزء من مستقبلي انكسر وياه
بقيت واكفة بمكاني...
ولا خطوة گدرت أخطيها،
بس دموعي تنزل بهدوء، وكأنها تفضح الوجع اللي جواي.
نغام: "بكررررر... ليش رحت؟ ليش خليتني
جان واضح...تحبه، وتموت عليه وهوه هم جان يحبها، حتى لو كبر بينهم جدار من المشاكل
جانت تبچي وكأن روحها تطلع ويا كل تنهيدة،
وأني...
أشوفها، وأحس بيها،
أعرف شلون الوجع يعصر القلب،
بس هم، جنت أبچي على روحي،
أبچي على بكر،
وعلى نغام،
وعلى البنية اللي راح تولد يتيمة، قبل لا تفتح عيونها
كلشي ثكيل...
وحتى دموعي ما جاي تسد الغصة
بينما الكل يبچي بصوت عالي،
وأصوات اللطم تملأ المكان...
جنت أني واكفة مثل التمثال
بس دموعي ما وكفت، تنزل بهدوء،
وجسمي كأنه مو إلي، ثكيل
حنان شافتني كامت بسرعة، وجت إلي
وكفت جدامي، ومدت إيدها تمسح دموعي،
وصوتها بيه حنان وقهر
حنان:جيلان... تعالي. ليش واكفه هيج لاتبجين
انهرت...بكل بساطة، بدون ولا كلمة، رميت روحي بحضنها، حضنتني بقوة، وأني انفجرت بالبچي بصدرها
جيلان:ليش راح؟ ليش؟
حنان مسحت على شعري وصوتها يرتجف من البچي
نغام: راح يا جيلان بس ترك وراه قلب مكسور، وناس تحبه وبنتا ما شافها بعينه
رفعت راسي بصعوبة، ودموعي ما توقف
جيلان:ما أريدها تكبر بدون أب
حضنتي بقوة أكثر، وهمست
حنان: الله كريم جيلان تعالي داخل
حنان مسكت إيدي وسحبتني وياها للغرفه كعدتي بيها وكالت بهدوء وهي تبجي
حنان: أبقي هنا لاتطلعين مو زين عليج الحزن أنت بشهر أحساس
جيلان: لا اطلع يمجن ميصير أبقى هنا وخري حنان
هزت راسها بلا وطلعت حنان وسدت الباب وراها،
وبقيت أني وحدي بالغرفة...
الهدوء ثكيل، بس مو صمت
صوت عياط النسوان بالخارج يوصلني، يكسر القلب
لمّيت رجليه، حضنت نفسيجسمي يرجف، ودموعي تنزل بدون صوت، بس كل دمعة بيها صراخ ما نطقته.
كل صياح برا،
كل "يماااااااا"
كل "راح بكرررر"
جانت سجين بصدري
مديت إيدي على بطنيوهمست من بين شهكاتي
جيلان: سامحيني يمه سامحيني إذا يوم گلت ما أريدج محد بقالي غيرج
فجأة...
سمعت صياح عالي صوت شخص يكول
"جابو التابوت!"
نبض كلبي وكف،ما كدرت أبقى... ما كدرت!
كمت بسرعة وفتحت الباب وطلعت
كدامي جان التابوت مغلف بقماش أبيض وشايلينه مروان ومرتضى،كل واحد وجهه مليان دموع
وشفت شيت، واكف عالصفحه ما گدر يقرّب
بس عيونه حمر، والوجع مطبق على وجهه ولابس شماغ
عمتي ونغام، حضنوا التابوت يبجن بصوت ما مر عليّ
صوت أم مفجوعة، وصوت حبيبة مكسورة
نغام تصيح وهي تضرب بيديها التابوت
نغام: أفتح عيونك، كول راح أبقه، لا تخليني بكررررر
وأني واكفة بمكاني كلشي يغيم كدامي،عيوني على التابوتهناك نايم الإنسان اللي خلّى بداخلي روح، وراح قبل لا يشوفها
وصياح النسوان صار أعلى، كل وحدة تبچي وتندب وتضرب على نفسها
أني مشيت بخطوات ثكيلة،
كعدت يم التابوت، عيوني ما تفارك الكفن،
دموعي تنزل بسكوت
بس جوّاي، الدنيا كلها تعيط.
مدّيت إيدي ولمست طرف الكفن
جيلان: الله يرحمك
همستها بصوت مكسور،
بس ما حسّيت إلا على شي يسحبني من شعري....
......................................
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( سر بين السطور) اسم الرواية