Ads by Google X

رواية ابواب الفصل الثالث 3 - بقلم هنا عادل

الصفحة الرئيسية
الحجم

  

رواية ابواب الفصل الثالث 3 - بقلم هنا عادل


مكانش مستوعب زين اللى بيحصل حواليه، لكن حس بالخوف للمرة الاولى فى حياته، اه حس بالتوتر والقلق فى البداية، لكن مرحلة الخوف كانت لسة مجاتش، وبعد اختفاء جاد من الاوضة قلب زين بقى مليان بالخوف ومقدرش يعمل حاجة غير انه يمشي، يمشي من غير حتى مايفكر يدور على جاد ولا يتخيل هو ممكن يكون راح فين؟ رجع البيت وعلى غير العادة دخل على اوضته على طول وقفل عليه الباب، فى العادي بتاع زين انه مبيقدرش ينام من غير ما يتطمن على مامته، لكن اليوم ده الرعب اللى كان حاسس بيه كان اكبر من انه ينشغل بأي حاجة تانية مهما كانت مهمة، قعد على السرير وباصص فى الحيط قدامه وبيسترجع كل اللى حصل، قلبه بيدق بسرعة، كلم نفسه فى لحظة وقال:
– هو انا فى كابوس؟ هو اللى شوفته ده حقيقي؟ اكيد انا فيا حاجة مش طبيعية!
كلم نفسه وبيتمنى لو انه فعلا يكون فيه حاجة مش طبيعية ولا ان اللى حصل مع جاد ده يكون حقيقي، فضل قاعد شوية وقت على الحال ده سرحان وشوية يكلم نفسه، وشوية يكدب اللى حصل، لحد ما حس ان طاقته بتخلص ومحتاج يعدي الليلة دي بأي شكل من الاشكال، وعلشان كده كان لازم ينام، وفعلا من غير حتى ما يغير هدومه رمى جسمه على السرير وغمض عنيه، ومن الليلة دي كل حاجة اتغيرت فى حياة زين، الطفل اللى لسة مكمل 16 سنة من ايام مش كتير…فات شوية وقت مكانش عارف زين مدتهم بالظبط، لكن كل اللى فاكره انه فتح عنيه وهو بينهج كمان وقلبه بيدق بسرعة وحاسس بأن فيه حاجة باردة زي التلج فوق جسمه ووشه، قام وهو بيتنفض من الرعب ولع الاباجورة اللى جنبه وبيبص حواليه فى كل مكان، لكن اخد نفسه لما اتأكد ان اوضته فاضية ومفيش اي حاجة تستدعي الحالة اللي هو فيها دي، اطمن وحاول يغمض عنيه تاني، لكن اللى مشافهوش فى الاوضة شافه فى الحلم، كان لسة مراحش فى النوم، والمنظر من شدة الرعب اللى حس بيها زين منعه انه يقدر يفتح عنيه من تاني، وقف يقول له فى حلم مؤقت من غير نوم وبصوت غليظ مرعب حاد وملامح مؤذية:
– انت من الليلة دي البديل، جاد دوره انتهى.
زين برعب بيحاول يفتح عنيه، مش عارف وكأنه فيه حد ضاغط على عنيه بيمنعه من انه يفتحهم، اتكلم مرة تانية بصوته المخيف وقال:
– انت مش نايم علشان تفتح عنيك، انت صاحي واللى حاسس بيه وشايفه وسامعه مش مجرد حلم، لازم البديل يكون زيك يا زين، استعد للي جاي.
قال كده واختفى من قدام زين اللى فتح عنيه بصعوبة والدموع نازلة منها من الرعب والخوف اللى حاسس بيهم، قام يجري من السرير خرج من اوضته راح خبط على اوضة مامته وباباه، قام فهيم بسرعة مخضوض من الخبط اللى على الباب ده ووراه زينة، وقف زين قدام نظراتهم القلقانة بدموعه وقال:
– اااا…انا خايف..انا خايف جدا.
سحبه فهيم لحضنه وطبطب عليه وقال بهدوء وقلق على ابنه:
– مالك يا زين؟ فى ايه؟ تعالى ادخل اقعد احكيلنا.
اخد فهيم زين فى حضنه ودخل بيه الاوضة وزينة قلقانة على ابنها ومستغربة دموعه اللى مش متعودة عليها منه، قعدوا سوا فى اوضة نوم فهيم وزينة وابتدا فهيم يسأل:
– مالك يا حبيبي؟ انت رجعت امتى؟ بتعيط كده ليه؟ ايه اللى حصل؟

زين بنظرات تايهة حواليه فى الاوضة ودموع مش بتقف:
– مش عارف، مش عارف يا بابا فى ايه، مش عارف حتى ايه اللى حصل، انا مش عارف غير اني خايف بس.
هنا ردت زينة بقلق على ابنها وقالت:
– طيب انت شوفت كابوس يا زين؟ قرأت حاجة رعب خليتك خايف كده؟
زين مش عارف يقول ايه؟ مكانش عارف هيتصدق لو حكى اللى حصل ولا لاء؟! لكن اضطر يرد ويقول:
– كابوس كأنه حقيقي، كنت مش نايم بس مغمض عنيا، وشوفت حد شكله مرعب، حد شكله مينفعش يتوصف، شوفت….ِشوفت عفريت.
ردت زينة بسرعة:
– بسم الله الرحمن الرحيم، عفريت ايه بس يا حبيبي؟ خليت ايه ليزن اخوك لما انت تقول كده؟
فهيم بهدوء:
– استني يا زينة، اكيد يعني زين مش خايف من كابوس! وبعدين حتى لو خايف انه شاف عفريت، ماهو عادي، انا بخاف من العفاريت وسيرتهم، بس متقلقش يا زين، مفيش حاجة اسمها عفاريت يا حبيبي، ما عفريت الا بني ادم.
زين بص لأبوه وقال وجواه بيتمنى انه يطمن:
– يعني ايه؟
رد فهيم وقال:
– يعني مفيش عفاريت، البني ادمين هما اللى عفاريت، مش انا كنت ساعات اقول لأخوك انت عفريت بسبب شقاوته؟
رد زين بهدوء:
– ايوة.
اتكلم فهيم وقال:
– العفرتة دي كلمة بنقولها علشان بس نوصف بيها نشاط او طاقة مبالغ فيها واكتر من الطبيعية.

طبعا كان بيقول فهيم كده وهو من جواه هدفه بس يطمن ابنه، لكن هو عارف ان اللى بيقوله ده مش صح، وفعلا كلام فهيم كان سبب فى ان زين يحس بالراحة شوية ويقول:
– بجد يا بابا؟ يعني مفيش عفاريت حقيقية؟ اصل ده كان شكله مرعب، حضرتك مش متخيل مدى بشاعته.
ردت زينة وهي بتطبطب على رجل زين بحنان وبتقول:
– من امتى بتخاف بالشكل ده يا زين؟ ده انت طول عمرك من وانت لسه طفل صغير وانت قلبك جامد ومش بتخاف من اي حاجة، انت حتى بالنسبة ليا انا وباباك جرأتك وقوة قلبك كانوا مش طبيعيين!
فهيم بيكمل حالة الاطمئنان اللى عايز ابنه يدخلها:
– ههههههههه هو عمك جاد غلبك فى الكلام ولا ايه؟ كسفتني شكلك كده!
اتوتر زين من سيرة جاد وسأل:
– هو ايه حكايته الراجل ده يابابا؟ انا مش مطمن من وقت ما قعدت اتكلمت معاه!
فهيم:
– اكيد ده مش وقت نتكلم فيه عن الناس يا زين، احنا ننام دلوقتي وبكرة نتكلم براحتنا عن كل اللى انت عايزه.
اتكلمت زينة:
– خلاص يا فهيم، انا هروح انام فى اوضة زين وخليه هو ينام هنا جنبك، علشان بس يكون مطمن انه كان مجرد كابوس ومفيش حاجة تخوف.
مسح زين دموعه وقال:
– لالا، خلاص انا بقيت كويس، انا اسف ازعجتكم، هروح اوضتي.
ردت زينة برفض:
– لاء، نام هنا مع بابا وانا هروح اوضتك انام فيها، يلا بقى الوقت اتأخر جدا، تصبح على خير يا حبيبي، اسيبكم تناموا بقى.
فعلا راحت زينة تنام فى اوضة ابنها، واخد فهيم ابنه من ايديه وطلعه على السرير وهو بيضحك وبيقول:

– يااااه يا زين، بقالك كتير جدا منمتش جنبي، والله انا فرحان بالكابوس ده.
ابتسم زين على محاولة ابوه انه يخليه يتبسط، مردش على اللى اتقال لكن حضن ابوه ورغم انه 16 سنة، الا انه متكسفش انه يدخل جوة حضن ابوه ويروح فى النوم، ومحسش بنفسه ولا بالدنيا غير تاني يوم قُرب الضهر تقريبا، فتح عنيه لما فهيم اتكلم وقال فى ودنه بهمس:
– ايه يا استاذ؟! السرير بتاعنا عجبك ولا ايه؟
فتح زين عنيه بأبتسامة وبص لأبوه بس فجأة الابتسامة اختفيت وبرق عنيه بصدمة وحس انه صوته اتمنع انه يخرج، وعنيه كانت هتخرج من مكانها وهو شايف الدم فى كل مكان على الحيطان…وكتابة باللون الاسود وسط الدم لكلمة واحدة كانت:
– الحارس. 
google-playkhamsatmostaqltradent