رواية حب نووي الفصل الثاني 2 - بقلم ايمان حمدان
.......
الفصل الثانى
في مكان أخر مختلف من حيث البساطة، صوت قهقه عالية يملئ المكان وصوت ناعم يقول :
- كل دا حص معاكي ، زي الافلام ، بس حاسه بالأسف على الرجل ، كان مستنى شكر وإمتنان ولكن اتصدم من لسانك الطويل .
أجابتها " وتين " بإمتعاض وعدم تصديق:
- أنتي شمتانة فيا؟ ، لا وكمان حاسة بالأسف عليه هو ، دا إنسان همجي ومفيش عنده ذرة إحترام ، ومغرور و متكبر .
قالت مريم بلا مبالاة :
- انت ِ عارفة بأنى حقانية وصريحة، ومش عشان انت صحبتي هقف معاكي وأنا شيفاكي بتغلطي، هو معملش حاجة غلط، وبعدين احنا عرفين انك معقدة يا قلبي، وهو ذنبه إيه اقل حاجة كنتي اشكريه كانت هتكون كفاية .
ثم ضحكت مرة أخرى .
نهضت وتين من على الفراش وهي تقول بغضب :
- انتي عارفة؟ أنتي كمان غبية، والغلط مني عشان اتكلمت معاكي، ومتنسيش أنه أهنّي هو كمان .
مريم بعدم تصديق :
- ليه ؟ كنتي عوزاه يعمل إيه وانتي شتمتيه الأول .
جلست وتين مرة أخرى بجوارها وهي تقول بيأس بعد تفكير :
- طيب معاكي حق، بس قوليلي أعمل إيه دلوقتي، عرفت أن ليهم قرايب في الصعيد، تفتكري هعرف اقابلهم؟
قالت مريم بتسأل :
- عوزة اعرف منين الثقة إلي خلاكي تفتكري أنهم هيرحبوا بيكي، متنسيش أنهم مش أهلك .
ظهر الحزن على وجه وتين وتدمع عينيها ، تداركت مريم حديثها قائلة بإعتذار :
- أسفة يا وتين مقصدتش، كل الي عاوزة اقوله أن الكل مش زي بعضه .
ثم قامت بضمها وتربط على ظهرها قالت وتين :
- عشان كده عوزة اشوف بنفسي، لقيت خلاص عنوانهم بالتحديد ناقص بس اني أسافر .
استسلمت مريم من محاولة إقناعها بأن ما تفعله دون فائدة ولكن فتفعل ما تريد وستكون بجوارها دائماً :
- هتسافري أمتى ؟ .
أخبرتها وتين :
- هستنى نهاية الأسبوع، هكون قبضت فلوسي.
أومأت مريم وهي تقوم بالإستعداد للنوم
تسطحت وتين وهي تنظر للسقف وتفكر بما سيحدث لاحقاً وفور غلق عينيها ظهر أمامها وجه أمير الغاضب وهو يقترب منها
نهضت بفزع وهي تنظر امامها، نهضت مريم هي الأخرى وهي تقول بقلق :
- حصل إي ، أنتي كويسة ؟
ظهر الإرتباك على وجه وتين وهي تنفي :
- ولا حاجة ، يلا ننام .
وبالفعل دقائق وغرق الإثنين بالنوم .
...........
بعد مرور أسبوع ،في مكان ما تحديدا ب صعيد مصر ، في ساعة الظهيره
تزاحم الكثير من الناس ليصعدون على متن الحافلة الممتلئة بالفعل، ولكنها الوحيدة ، حاولت وتين الصعود على متنها وهي تدفع من أمامها كما يحدث معاها ، وعندما أصبحت بداخلها لم تجد مكان للجلوس لتظل واقفه كما الكثير ، ظلت السيدات
ترمقها بنظرات غريبة ، فهي على عكسهم كان ملبسها مختلف ، وبالنسبة لهم تلك الملابس لا تناسب المرأه ، كانت الحافلة مليئة بالضجه وصراخ الأطفال الذين يجلسون على أقدام امهاتهم والبعض منهم ينظر إلى وتين بدهشة وسخرية أيضًا، زفرت وتين وهي تفكر بتلك الأطفال، البعض قد يندهش منها ولكنها لا تحب الأطفال بل تعتبرها مخلوقات غريبة ويبدو أيضًا ان الأطفال لا يحبونها ، وتشكر الله كثيرًا على هذا ، كائنات مستفزة ، تمتمت بترجي :
- يارب خلّي الأتوبيس دا يوصل مبقتش قادرة .
قطع تمتمتها طفل يملأ وجهه بالحلويات وأمسك يدها فلوث يدها وملابسها بشكولاته، فصاحت به وبوالدته قائلة :
- أبعدي ابنك عني، انتي مش شايفة الفرح الي عمله في وشه بالشكولاته، ياربي، بوظ هدومي هعمل ايه دلوقتي ؟!.
قالت الأم بإعتذار لا تعنيه :
- معلش يا ختي، مانتي شايفة أطفال والأطفال أحباب الله، متقلقيش في حمام عمومي العربية هتقف عنده ابقي انزلي نظفي نفسك.
شعرت وتين بالإرهاق بسبب وقوفها طويلًا ، لم تجد حل سوى وضع حقيبتها أرضًا والجلوس فوقها، بعد مرور دقاىق أوقف السائق الحافلة وهو يقول :
- قدمكم نصف ساعة قبل ما العربية تطلع تاني .
نهضت وتين سريعًا بحماس وهي تدلف للمرحاض ، تجعد وجهها وهي تنظر لمنظره ، ولكنها دلفت سريعًا قبل أن يسبقها أحد ، فكرت هل أمن نزع ملابسها هنا ، نزعتها سريعا وهي تمسح يدها بالماء ، حتى الصنبور معطل والمياه ضعيفه ، لم تجد ما تعلق عليه ملابسها فوضعتها فوق الباب ، وفور وضع ملابسها لم تجد تلك اليد وهي تسحبهم وتدلف للمرحاض المجاور راقبت وتين مكان ملابسها الخالي بصدمة
وهي تنظر لجسدها العاري إلا من القليل قبل أن توضع ملابس أخرى مكان ملابسها ، سحبتهم وهي تسرع بإرتدائهم دون أهمية ، فالأهم الأن أن تمسك ذلك اللص ، في الجانب الأخر
وجدت والدة الطفل وتين وهي تركض بالإتجاه الاخر للحافلة ، صاحت بها :
- انتي راحه فين العربية هتمشي! .
عندما لم تجد رد قالت للسائق :
- متستناش شكلها مشت.
نفخ السائق بغضب وهو يتمتم سباب بسبب انتظارهم الغير مجدي .
خرجت وهي تصيح ولكن لم تجد أحد يرتدي ملابسها حتى ، ركضت في الإتجاه المعاكس للحافلة فلم تراها وهي تغادر ، نظرت حولها ونظرات الناس ترمقها بدهشة ومصابه بٱحتقار ، نظرت لنفسها لتجد زراعيها ظاهرتين وجزء كبير من ظهرها ، ف من المفترض أنها ملابس عروس، وكما يحدث في تلك البلاد أنهم يرتدون أشياء تخفى جسدهم، ولكن يبدو أن العروس الهاربة لم تترك لها سوى القطعه العلوية، نفخت بغيظ وهي تنظر
حولها لتجد تلك السيدة التى تبيع الفواكة على الطريق ، كانت تضع بعد الأقمشة بجوارها تخبئ بها الفواكه من الذباب وقبل أن تقول شيء سحبت ذلك القماش البالي الذي يشبه الوشاح ووضعته حولها ،
وللعجب لم تنطق المرأه ف وجه وتين لا يبشر بالخير مطلقًا، نظرت لمكان وقوف الحافلة ولكن لم تجدها ، ظلت تلتفت حولها لتركض ناحية سيدة الفواكة قائلة :
- كان في اتوبيس هنا راحت فين ؟.
أخبرتها السيدة أنها غادرت ، شعرت بأن دماغها سينفجر وشحب وجهها وهي تتذكر أنها تركت حقيبتها هناك، سحبت شعرها بغيظ وهي تطلق سباب، وفي الدقيقة الأخرى لم تجد أحد معاها بالمكان ، نظرت بغيظ لما حولها ، فتقرر أن تنتظر على الطريق لعل أن تكون هناك حافلة أخرى فتلحق الأولى ، وبعد إنتظارها طويلًا ظهرت بالنهاية سيارة فأوقفتها سريعًا وهي تطلب من سائقها أن يجعلها تصعد معه ، نظر لها ولشكلها بتوجس قائلا:
- أنتي عروسة ؟ .
بررت له ما حدث معاها، فقرر إصالها كما أردات .
.................
جلس أمير مع أصحاب الأرض التي جاء لشرائها ، كان المنزل مليء بالناس
والكل ترتسم السعادة على محياه ، كما أن المنزل مزين كما أصحابه والأضواء الملونه منتشرة والزغاريد في كل مكان، سأل أمير الرجل الكبير الذي يجلس أمامه :
- مش هنشوف الأرض ؟ .
صاح الرجل الكهل وهو يقول بترحاب :
- دلوقتي لو عاوز ، بس من رأيي انك تحضر معانا اليوم، أنت عارف الليله فرح بنتي .
ثم أردف وهو يصيح وينادي :
- شريف حضر العربية عشان الباشمهندس يشوف الارض .
ثم أخبر زوجته قائلا :
-هنروح ونرجع جهزي كل حاجة البيه هيحضر معانا الفرح .
................
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية حب نووي) اسم الرواية