Ads by Google X

رواية لعاشر جار الفصل الثاني 2 - بقلم سلمى رأفت

الصفحة الرئيسية

  

 رواية لعاشر جار الفصل الثاني 2 - بقلم سلمى رأفت

2-طاهر القلب نقيٌ
          
                
وقال بهمسٍ في نفسه :



_سامحني يارب.



ردت عليه "مريم" وهي تبتسم قائلةً :



_إن شاء الله يارب، عن إذنك .



دلفت هي إلىٰ المصعد بينما انتظر هو حتىٰ ارتفع حيث أردف بسخرية :



_قال ترجعوا زي الأول قال، بقى المعفن ده يخطب العسل دي؟؟ عجبت لك يا زمن.



وتحرك "عمر" خارج البناية، و في نفس التوقيت وصلت "مريم" لِطابقها ودلفت من باب الشقة قائلةً :



_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



ردت عليها والدتها السلام ثم أردفت :



_ها؟، عملتي أيه؟



تحركت نحوها قائلةً بهدوء :



_شدينا في الكلام بس كالعادة في الفترة الأخيرة دي، سيبك دلوقتي عاملة أكل أيه يا "نورا"؟ ولا هتجوعينا ولا أيه؟؟



ردت عليها "نورا" بضجرٍ :



_لا عاملة ياختي أكل، فيه مكرونة بشاميل بس وعهد الله ما هتمدي إيدك فيها غير لما أبوكِ يجي.



ردت عليها ابنتها بتذمر قائلةً :



_يعني إيه؟؟، بتتخلي عني علشان "مدحت" يا "نورا"؟؟، ماشي.




        
          
                
انطلقت هي نحو غرفتها بتذمرٍ بينما أردفت "نورا" قائلةً بيأسٍ :



_لا إله إلا الله ربنا يشفيكِ يا "مريم" يا بنتي ويبعد عنك "حسام" ابن "تهاني" ده.



"مريم مدحت الصاوي"
"فتاة في منتصف العشرينات، خريجة كُلية آداب قسم عبري، بشرتها بيضاء مثل والدها وأهدابها كثيفة نسبيًا، مرحة ولكن تسيطر عليها الجدية في بعض الأحيان، تمت خطبتها على "حسام" منذ أربعة سنوات وتبقى علىٰ موعد الزفاف عدة أشهر، تعيش مع والدتها "نورا" ووالدها "مدحت الصاوي"، ولديها أخ متزوج ويُدعى "معتز" من المفترض أنه يسكن في الشقة المجاورة في نفس طابقهما ولكن سنعرف لاحقًا أين هو.
___________________________



في الطابق الثامن من هذه البانية :



كان هناك سيدة نائمة في سباتٍ عميق حتى استيقظت بضجرٍ علىٰ صوت الأغاني الصاخبة وأردفت بتذمر تحدث نفسها :



_أستغفر الله العظيم يارب هو الواحد مش عارف يتخمد في أم البيت ده لحد ما المساخيط وأبوهم يرجعوا من برا؟



تحركت ترتدي حجابها وخرجت من شقتها ودلفت المصعد حتى تصل إلىٰ الشقة التي تأتي منها هذه الأصوات الصاخبة، وصلت إلى الطابق المنشود وتحركت متجهةً نحو هذه الشقة وظلت تضغط علىٰ الجرس الكهربائي حتىٰ فُتح الباب وطلت منه الأنوار الملونة التي تُشبه الأنوار التي في الملاهي الليلية، وقتها قال "عزت" الذي يسكن في الشقة مع أسرته قائلًا باستغرابٍ :




        
          
                
_نعم يا مدام "عُلا" خير في إيه؟؟



تفوهت "عُلا" بغضبٍ قائلة :



_خير إيه بس، ما تطفوا الأغاني الزفت دي هو أحنا في ديسكو؟ الواحد مش عارف يتخمد ده إيه ده، هو كُل يوم علىٰ الموال ده يا أستاذ "عزت"؟؟



تحدث هو بسخريةٍ قائلًا وهو يستند على باب شقته :



_ولازمتها إيه أستاذ بعد الموشح ده كُله؟، وبعدين ياستي اللي ساكنين في نفس الدور محدش منهم اشتكى ولا اللي فوقينا ولا اللي تحتينا، سمعتي أنتِ الأغاني وأنتِ بعدي بـِ3 أدوار؟؟"



_ما هو علشان حضراتكم معليين الصوت علىٰ الآخر طبيعي يوصل لي ومش أنا بس اللي معترضة علىٰ فقرة كباريه على الضيق اللي بتحصل كُل يوم دي!



كان هذا حديث "عُلا" الغاضب وبشدة بينما التفت "عزت" للداخل قائلًا :



_غيري يا بت يا "چودي" الأغنية دي مش عاجباني، ها يا مدام "عُلا" كنا بنقول إيه؟ مين اللي معترض؟، ده مفيش غيرك هنا اللي بيتعرض، هو حضرتك ماشية بشعار خُلقت لِأعترض ولا أيه؟؟"



قبل أن تهم عليه بالرد خرج "تميم" و "تيام" من شقتهما وهما يرقصون رقصات مضحكة بينما أردف "تيام" قائلًا بمرحٍ :




        
          
                
_أيوا يا عمو زيزو يا اللي مدلعنا.



نظر إليها بسخريةٍ وكأنه يوصل لها بنظراته "أهذا هو الاعتراض؟" ثم أضاف قائلًا بتهكم :



_الاعتراض واضح فعلًا.



ردت عليه هي بسخطٍ قائلةً :



_أنا بقى هنزل أشتكي لِأستاذ "مدحت" ويشوف هو الموضوع ده!



_تشتكي إيه؟، هو أحنا في تالتة أول؟، ما تخليه يعمل لي جواب فصل تلت أيام بالمرة!



تركته وتحركت نحو المصعد حتىٰ تشكوه لِـ"مدحت" مالك البناية وقبل أن تفتح المصعد خرج منه "مدحت" مرتديًا منامته القطنية تعاكس هيئتها الرسمية تمامًا متفوهًا بضجرٍ :



_إيه يا "عزت" ده؟؟، إيه الأغاني الهبطانة دي؟؟ ده حتى بنتك طالعة من الأوائل، يعني المفروض تظبطنا!



شهقت هي بصدمةٍ وصرحت بقولها بدهشةٍ :



_إيه ده يا أستاذ "مدحت"؟، يعني أنا نازلة اشتكي ليك ألاقيك طالع تهيص معاه؟؟



أضاف "تميم" قائلًا بضجرٍ :



_يا طنط "عُلا" افرحي بالله عليكِ يعني أغاني ورقص وحركات ده بدل يعني ما تعملي لينا رز بالبن يعني؟ ده حتى "چودي" طالعة من الأوائل ومشرفة البرج والأبراج المجاورة!




        
          
                
أردفت "عُلا" بسخرية قائلة :



_طالعة الكام يعني؟



_اللهم بارك من الحسد يعني، طالعة الـ 156 على المدرسة.



خرج هذا الحديث من "عزت" بزهوٍ حتىٰ نظرت له "عُلا" بصدمة قائلة :



_يعني كُل الفرح ده علشان طالعة الـ 156 على المدرسة؟؟، أمال لو طالعة الأولىٰ كُنت عملت أيه؟؟



وضع "عزت" يده أمامها قائلًا بضجرٍ:



_خمسة في عين الحقودي في اللي ميسميش على چودي.



مسكت "عُلا" رأسها من هذا العبث حتىٰ تركتهم ذاهبةً إلىٰ شقتها حينها عقب "مدحت" باستنكار قائلًا :



_مالها دي؟، دي لو فرحت تتعب والله سيبك يلا دخلني أنا والعيال دي نهيص معاكم.



أفسح لهم "عزت" المجال حتىٰ دلفوا إلىٰ الداخل.



_________________________________



في أحد المناطق التي تتميز بالرقي كانت توجد سيدة في منتصف عقدها الخامس تردف بقلقٍ قائلةً :



_يا "نوح" يا ابني أنا تعبت من شغلك ده، كُل شوية قلبي متشحتف عليك كده؟



أردف "نوح" وهو يغلق حقيبته استعدادًا للسفر قائلًا :



_ياست الكُل الأعمار بيد الله، ما ممكن يحصل لي أي حاجة و أنا قاعد في سرير بيتنا عادي ربنا بيقولك : (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا )، إن شاء الله أرجعلك زي الفل دي صفقة سلاح يعني بسيطة أدعيلي ربنا يوفقني وأعديها من البلد بس.



ردت عليه والدته التي تُدعى "أمينة" وهي ترفع يديها كعلامة للدعاء قائلةً :



_ربنا يرجعك بالسلامة وينصرك علىٰ من يعاديك.



نظر لها بجمودٍ قائلًا :



_صح نسيت أنتِ هتيجي معايا.



ردت عليه بضجرٍ وسخطٍ يتنافىٰ مع هدوءها السابق قائلةً :



_نعم يا حيلتها؟؟، هي حصلت تقعدني مع تجار مخدرات وأسلحة؟؟



كاد أن يُرد هو عليها حتىٰ رن هاتفه وضغط علىٰ زر الرد قائلًا :



_فيه أيه يا "مودي"؟؟...آه التسليم أنهاردة متتأخرش..سلام.



أغلق المكالمة وهي تنظر له قائلةً :



_ربنا يهديك يا ابني ويوقفلك ولاد الحلال يارب.



_أيوا ادعي بقىٰ كتير الحكومة مركزة معانا أوي اليومين دول، هخلص الصفقة دي وهتيجي معايا أنا قولتلك أهو سلام يا "أمينة".



تحرك من أمامها متجهًا إلىٰ ميناء الأسكندرية حتى يُتمم صفقته.



أردفت "أمينة" بتذمرٍ بعدما تحرك من أمامها قائلةً :



_إيه الهم ده ياربي، يعني علىٰ آخر الزمن يبقىٰ ابني تاجر مخدرات وأسلحة؟، قلبي ورجلي غضبانين عليه لـيوم التلات اللي جاي، علشان يبقىٰ ميسمعش كلامي كان زمانه دلوقتي مرتاح وهو تاجر أعضاء بس يلا ملحوقة.



_____________________________
#يُتبع




        


  • يتبع الفصل التالي اضغط على (لعاشر جار) اسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent