قصة سجدة الفصل الثامن و العشرون 28 - بقلم lehcen Tetouani

قصة سجدة الفصل الثامن و العشرون 28 - بقلم lehcen Tetouani

...... تجلس سجدة على مكتبها وتكتب في مذكراتها مضى أقل من أسبوعين على خطبتي أنا ومعاذ وجاء وقت الزفاف و أصر معاذ أن نقيم عرسا يحضره كل معارفنا 

ووافقت بسعادة كأنني مازلت عذراء

وطبعا أن شقته كانت جاهزة من كل شئ ولكني ذهبت قبل الزفاف بيومين لأرتب حقائب الثياب التي أشتريتها وعندما رأيت الشقة كدت أطير فرحا فقد كانت مثل القصر ولا ينقصها شيء إطلاقاً 

سعدت لذلك كثيرا فكما تعرفون لم أكن أملك النقود لأشتري شيئا ولم أكن أدخر شيئا منذ عدت لعملي فمعاش والدي لم يكن يكفي مصاريف البيت وكنت أساعد أخي سامي في المصاريف 

وفي اليوم المحدد للزفاف جهز معاذ كل شيء في القاعة  

من حلوى ومشروبات وتم الزفاف علي كتاب الله وسنة رسوله وكان فرحا إسلاميا فكنت بحجابي وكل الأغاني كانت عبارة عن أناشيد إسلامية 

وبعد أن انتهي الزفاف وأنصرف المدعون أخذني معاذ بسيارته المزينة وكانت خلفنا العديد من السيارات أتوا لمجاملة معاذ وطافوا بي الشوارع حتى وصلنا إلى بيت معاذ وقد كان يعيش في شقة في الطابق الثالث وفي نفس المنزل الذي تعيش فيه أسرته 

وعندما وصلت لمنزل زوجي فاجئني بها أخوة معاذ بزفة جميلة من باب المنزل حتى باب شقتي 

وعندما دخلت الشقة أخبرتني والدة معاذ أنها قد جهزت لي مالذ وطاب من الطعام والحلويات و ضعته في الثلاجة 

 أنها لا تجد مكاناً تضع فيه الطعام الذي أحضرته معي

فطلبت من حماتي أن تأخذه ولكنها أعطته بدورها لأخي الصغير ليأخذه معه فهو أعزب ولا أحد يجهز له الطعام 

 رفض أخي في البداية ولكن تحت إلحاح والدة معاذ أخذه وانصرف 

وبعدها أنصرف الجميع وقفلنا باب شقتنا علينا لأول مرة 

فنظرت نحو معاذ وأنا أبتسم فضمني إلى صدره  بحنان وأخبرني أنه يحبني بكل جوارحه  

ثم حملني فجأة وقال إنه سيفرجني على شقتي الجديدة

فشعرت بالاحراج وأحمر وجهي خجلاً 

وقلت له أنني ثقيلة عليه وأنني أستطيع أن أشاهدها وأنا أمشي بجانبه حتى لا يتعب ولكنه أصر على أن أشاهدها وهو يحملني بين يديه 

لقد أشعرني معاذ أنني أميرة لأول مرة في حياتي وأن الحياة جميلة لو اخترنا الشخص الصحيح لنرتبط به ونكمل معه حياتنا وبصراحه طوال شهر عسلنا كنت أشعر بسعادة غامرة وهو يطعمني في فمي أو يسرح لي شعري أو يمسك يدي ونحن ذاهبان للعمل معا كنت أشعر أنني أحلم حلماً جميلاً 

وأطلب منه أحياناً أن يقرصني لأصدق أن هذا ليس حلماً 

بعد الزواج ببضعة أشهر فاجئني معاذ بعمرة رمضان وكانت تلك أمنية حياتي ولكني لم أتصور قبل زواجي أنني سأذهب لمكة أبدا لقلة امكانياتي وقتها 

وعندما ذهبنا لبيت الله الحرام رجوناه أن يرزقنا الذرية الصالحة وخصوصاً بعد الإشاعات التي نشرتها عنايات قبل سفرنا  من أن معاذ زوجي عقيم وأن الفتيات لم يقبلن به

 لذا اضطر للزواج مني مما ضايق معاذ كثيرا وقتها 

لذلك بكي كثيرا أمام الكعبة وهو يدعو الله أن يرزقه الذرية الصالحة وألا يزره فرداً وهو خير الوارثين 

وكنت أحتضنه وأقول له أنت عوض الله الحقيقي لي 

فأنا أشعر بأنك ابني وزوجي وأبي بل كل شيء بالنسبة لي

ولقد عوضني الله بك عن كل أسرتي أخبرته أنني أدعو الله فقط لأنك تريد ذلك وأن الله لن يخذلك أبدا لأنك كنت كريماً معي ولم تخذلني حتى في أصعب الظروف والله أكرم منا فهو خالقنا ولن يرد دعائك

رجعنا من العمره ونحن نشعر بانشراح في قلوبنا وكأننا ولدنا من جديد أما أنا كأني تبدلت من الداخل والخارج وأصبحت أكثر جمالاً بشكل ملحوظ حتى أن زوجي بدأ يغار علي من نظرات العاملين والمرضى لي وأنا في المستوصف 

ولكنه لم يطلب مني أن أترك العمل أبدا 

فقلت له ذات مرة أنني أريد أن أترك العمل وأتفرغ لعمل المنزل ولكنه قال عكس ماتوقعته تماماً 

لقد طلب مني أن أبقى معه في المستشفى لأنه يحب أن أكون معه ويراني في كل وقت 

فأخبرته أنني قلت ذلك حتى لا يشعر بالغيرة ولكني وجدت حل آخر وهو أن أبقى في عملي ولكن سألبس النقاب حتى لا ينظر لي أحد غيره 

فرح معاذ جداً  بقراري وكنت  أقول لنفسي ياالهي أي كرم هذا زوج طبيب وحنون يسر القلب ونقاب يزيد الستر، وحياة جميلة لم تخطر ببالي يوما اللهم أدمها نعمة وحفظها من الزوال وشعرت وقتها أن هذا هو عوض الله لي بعد إحدى عشر سنة من المعاناة وتذكرت قول شيخ المسجد ماظنك برب العالمين 

مرت الأيام وبعد ستة أشهر من رجوعنا من العمره تعبت فجأة

وكنت أنا  ومعاذ قد عدنا للبيت وبعد أن تناولنا العشاء 

شعرت بغثيان شديد ومغص في بطني فطلب مني معاذ أن استرخى على السرير وبالفعل تمددت وأحضر السماعة 

ثم كشف علي ولكنه لم يقل لي شيئا وشعرت أن ملامح وجهه تغيرت 

وفجأة وجدته يبدل ثيابه ويهم بالخروج وعندما سألته إلى أين تذهب أخبرني أنه سيحضر لي شيئا من الصيدلية ويأتي فوراً ثم ذهب وعاد بعد قليل ومعه اختبار للحمل وطلب مني أن أجربه

أخذته منه وذهبت للحمام وأنا أقدم رجلاً وأؤخر الثانية 

وأنا خائفة أن أكسر بخاطره فقد كنت أشك أن هذا مجرد مغص عادي بسبب الطعام وليس حملاً كما يعتقد 

فأنا معتادة أن تتأخر الدورة لشهرين وأحيانا لثلاثة 

وعندما أجريت الاختبار لم أفهم منه شيئا 

لقد كان هناك خطان احمران أحدهما لا يكاد يرى وأخذته إلى معاذ وقلبي يدق بشدة منتظرة رد فعله حين يتأكد من عدم  وجود حمل ثم أعطيته له وأنا أنظر في الأرض

بينما أمسك معاذ الاختبار وهو متحمس جدا ونظر فيه 

وفجأة سجد على الأرض باكياً وهو يقول ما أكرمك يارب العالمين لقد حملت زوجتي بالرغم أن أسباب الأرض كلها تقول أنني لا أستطيع الإنجاب ولكنك رزقتني بأسباب السماء فالحمد لك والشكر لك

  • تابع الفصل التالي " قصة سجدة " اضغط على اسم الرواية

تعليقات