قصة بلال الفصل السابع و العشرون 27 - بقلم lehcen Tetouani
..... يجلس بلال مع عاصم ليخبره لماذا اعطى الصور لماجي
قال عاصم أنا أخبرك بالحكاىة منذ بدايتها و بسر لا يعرفه أحد لقد أحببت فتاة من طبقة فقيرة كانت يتيمة الأب وقد صادفتها تبيع المناديل في الشارع أمام القسم الذي أعمل فيه
ولم تكن من عادتي أن اشتري شيئاً من الشارع ولكنها لفتت انتباهي ولا أدري ما الذي شدني إليها ارسلت خلفها مرشدا ليعرف كل شئ عنها ويخبرني
وعندما أحضر لي المعلومات، ظننته يبالغ ولكن رأيت بنفسي فتاة تنام تحت الكبري في عز البرد بجانب أبيها الكسيح لتستيقظ وتذهب لصندوق قمامة بجوار أحد المطاعم وتفتش فيه لتأخذ بقايا الطعام وتعود لتأكل مع والدها ثم تخرج لتبيع المناديل لبقية اليوم حتى تحصل على بعض النقود لتشتري خبزا وبعض الجبن ويأكلان
عدت للفيلا ولم أنم تلك الليلة من المشهد الذي رأيته ولكني قررت شيئاً في نفسي وفي اليوم التالي ذهبت إليها وطلبت منها أن تعمل خادمة عندي وأخبرتها أنني سأعطيها غرفة تنام فيها هي ووالدها، ترددت في البداية لأنها لا تعرفني ولكني اقنعتها هي ووالدها فقد أخبرتهم أنني لا أعيش بمفردي في الفيلا بل أعيش مع أبي وأمي بعد أن تزوجت شقيقاتي البنات فوافقت
وبالفعل حضرت معي هي ووالدها المريض، ووافقت أمي لأني أقنعتها أن الفتاة ستحمل عنها الكثير من الأعباء وخصوصاً أن الخادمة الاخري تعمل حتى منتصف اليوم فقط ثم تغادر لأسرتها
مرت الايام وكل يوم يزداد تعلقي ببتول وبعد فترة مات والدها وفي يوم استبد بي الشوق لها وذهبت لغرفتها وراودتها عن نفسها فدفعتني بقوة واخبرتني أنها لو أرادت العيش في الحرام ماكانت لتنام في العراء تحت الجسر طوال الفترة الماضية وأخذت تجمع ثيابها تريد أن تغادر الفيلا فتوسلت إليها ألا تفعل ولكنها رفضت واخذت كيسا به بعض الثياب وارادت الخروج من الغرفة فوقفت أمام الباب وعرضت عليها الزواج على أن يبقي الأمر سراً بيننا
لم توافق في البداية حتى لا يغضب علي أهلي ولكني اخبرتها أنني أعمل في الشرطة ومستقل ماديا وحتى لو طردوني فلدي شقة نستطيع أن نعيش فيها سوياً فوافقت بعد إلحاح كبير مني و خرجنا في هذه الليلة دون أن يرانا أحد وتزوجنا
وعشت معها لستة أشهر كانت أجمل أيام عمري
ولكن أبي ضبطني معها ذات يوم وأنا أقبّلها في المطبخ وأراد أن يطردها فأخبرته بأنها زوجتي وأنها حامل مني فصفعني على وجهي وطلب مني أن اطلّقها
ولكني تمسكت بها وبالفعل جهزت حقيبتي كي أغادر لكن أمي منعتني واقنعت والدي أن الأمر سيظل سرا ولن يعرف به أحد وفعلاً في النهاية اضطروا لتقبل الأمر
مرت الايام و انجبت بتول ابني آدم وكنت أشعر بسعادة كبيرة مع بتول وابني حتى أصبح عمره أقل من عام
وفي يوم استدعاني أبي لغرفته وطلب مني الزواج من واحدة من معارفه فأخبرته أنني متزوج بالفعل من بتول ولا أريد الزواج عليها
ولكنه كذب علي واخبرني أنه مدين للبنك بمبلغ ضخم وأن شريكه والد ماجدة هو من سيسدد المبلغ عنه حتي لا يفتضح أمام الناس ولكن علي أن اتزوج ابنته في المقابل
طبعا وافقت حتى لا أعرض أبي للإفلاس ثم اكتشفت بعد ذلك أن كل ماقاله أبي كان كذباً كي أقبل بالزواج وأن والد ماجدة هو من كان مدينا لأبي وليس العكس
وقد عرفت ذلك لاحقاً بعد الزواج ولكن قبل زواجي من ماجدة بأيام قررت مصارحة والد ماجي بأمر زواجي من بتول لعله يلغي الزواج فذهبت إليه وأخبرته بالأمر وطلبت منه أن يمهل أبي في السداد
فضحك الرجل لأنه يعرف أن هذا ليس صحيحا وقال لي أنه لا يهمه أن كنت متزوجا أم لا فالشرع يحل للرجل أربعة وأنه شخصيا متزوج من اثنتين وليس لديه مانع أن تكون ابنته زوجة ثانية مادمت سأنفق عليها وأعاملها جيداً
فاستسلمت وتزوجت من ماجدة وانتقلت للشقة التي جهزها لي أبي ولكني كنت أذهب لزيارة بتول في فيلا والدي كلما اشتقت إليها واستمر ذلك لثلاثة أعوام تقريباً حتى توفي والدي وبعدها انتقلت أنا وماجدة للعيش في الفيلا حتى لا نترك أمي بمفردها وقد أسعدني ذلك كثيراً لأني أصبحت بالقرب من ابني ومن بتول
وكنت أتسلل في المساء بعد أن تنام ماجدة واذهب لبتول فى غرفتها لا أدري ما المميز في بتول ولكنها كانت تجذبني كالمغناطيس وكنت قد تعودت أن أذهب إليها و أغلق باب الغرفة بالمفتاح
في إحدى الليالي تفاجأت بدخول ماجدة علينا في الغرفة وأنا في احضان بتول ولا أعلم من أين حصلت على مفتاح الغرفة فغضبت ماجدة وأخذت تصرخ وأخبرتني أنها ستترك الفيلا ولكني بدلاً من أن أحتويها وأعتذر منها أخبرتها أن بتول زوجتي وأن ما أفعله ليس جرما وبكل جراءة أخبرتها أن ما بيني وبين بتول لن يحدث في السر بعد ذلك بل في العلن
فخرجت ماجدة تبكي من الغرفة وعندما ذهبت للغرفة في الصباح لم أجدها فظننت أنها ذهبت لبيت أبيها
ولم أعلم أن أمي حاولت منعها ولكنها رفضت وخرجت
حتى أن والدتي اصيبت بشلل رباعي لأني تركتها ترحل ولم أعلم أنا إلاّ في اليوم التالي فانشغلت بعلاجها ولكنها للأسف أصبحت مقعدة لا تغادر الفراش
بعد يومين من مغادرة ماجدة وصلني طرد من البريد، وعندما فتحته وجدت الصور التي تظهر ماجدة في أحضان مدحت أعز صديق لدي وهو يضمها ويقبلها بثياب النوم
ويطلب المبتز الذي أرسل الصور مبلغا كبيراً من المال وإلا سينشر الصور
غضبت وقتها وفكرت ألا أعطيه شيئاً ولكني قررت أن
اجاريه حتى اقبض عليه وبالفعل جهزت المال وتتبعته وعرفت أنه صديقي مدحت نفسه هو المبتز فطاردته بسيارة الشرطة وأثناء مطاردتي له سقطت سيارته في النيل وغرقت
صحيح أننا لم نعثر على جثته أبداً
ولكني شعرت بالسعادة أنه خرج من حياتي بل الدنيا كلها
ولكنني لم أستطع أن أسامح ماجدة بسهولة وتركتها في بيت والدها لسبعة أشهر حتى علمت أنها تلد في المشفي
فذهبت إليها ووقفت خارج غرفة العمليات ولأول مرة أشعر بالقلق عليها وعندما أخرجوا لي الطفلة ونظرت لعيون ماهي الزرقاء الواسعة وابتسامتها الجميلة
أحببتها وضممتها إلى صدري صحيح أن الشيطان تلاعب برأسي حتى فكرت بعمل تحليل للبنوة ولكني أقنعت نفسي ان ماجدة غادرت منذ سبعة أشهر وأن الحمل الطبيعي تسعة اشهر لذا قررت أن أنسى الماضي وخصوصاً أن من فعل ذلك وخانني قد ذهب إلى الجحيم
وبعدها قررت مواجهتها بأمر الصور وخيانتها مع مدحت ووفاته أثناء المطاردة بعد ابتزازه لي
فأخبرتني أن مدحت وجدها تحمل حقيبتها ذلك اليوم بعد أن ضبطتني في احضان بتول وأخذها لبيته بحجة موساتها وبعد أن أقنعها أنها لا يجب أن تذهب في هذا الوقت المتأخر لبيت والدها ثم أعطاها عصيرا فشربته ونامت
فصور مدحت هذه الصور وأخبرتني أنه لم يحدث شئ بينهما غير ذلك لذلك قررت نسيان الماضي برمته ومعاملتها كزوجة
وبدأت اتعلق بها وماهي
ويبدو أن بتول شعرت بالاهمال والغيرة فهربت وأخذت ابني آدم معها وتركت لي رسالة أنها لم تعد تحتمل العيش معي كاللصوص وخصوصا بعدما أعدت ماجدة وأنشغلت عنها
بالطبع بحثت عنها لشهور في كل مكان ولكني لم أعثر عليها كان الأرض انشقت وابتلعتها وحتى الآن لا أدري شيئاً عنها
قال بلال ولكنك اعطيتني الصور كي تراها ماهي بعد هذه السنوات وهذا الأمر مؤلم على أي ابن أن يعرف شيئاً سيئا كهذا عن أمه بالإضافة أعذرني أنت من دفع زوجتك لذلك لقد تركتها تخرج في منتصف الليل بمفردها وكان عليك أن توصلها لمنزل والدها علي الأقل وللأسف عرضتها للوقوع في براثن ذئب بشري أفقدها وعيها وصورها بشكل غير لائق دون أن تشعر فالذنب ذنبك أعذرني في الحديث
قال عاصم يبدو أن ماجدة وجدت محام آخر يدافع عنها بعد وفاة أمي
قال بلال الأمر ليس دفاعا وإنما حقيقة يجب أن تنتبه إليها
لقد رأتك زوجتك تخونها مع الخادمة وبدلا من ان تعتذر منها وتخبرها أنها لحظة ضعف ولن تتكرر أخبرتها أنها زوجتك وان ما رأته أمر واقع يجب أن تعتاد عليها وتركتها تخرج في منتصف الليل بمفردها
ولم تكلف نفسك عناء ان توصلها لبيت أبيها في هذا الوقت المتأخر
بالإضافة أن ماحدث بينها وبين صديقك كان رغما عنها ولم تكن في وعيها ويبدو أن صديقك تعمد فعل هذا حتى يبتزك فما ذنب زوجتك
قال عاصم قد يكون معك حق ولكن ما حدث قد حدث
قال بلال عندما اعطيتني الصور طلبت مني ألا أنظر فيها وأنا أعطيها لماهي لأن ذلك سيفيد الخطة وللأسف أنا فعلت الأمر بحذافيره وتفاجأت بالصور وهي بين يدي ماهي ولو رأيتها قبلها لما أعطيتها لها أبداً
قال عاصم لقد انتهي الأمر والآن عليك بالمغادرة قبل أن يراك أحد في الفيلا هيا ضع القناع وغادر فلقد بقينا في الجراج وقت طويل وأنا سأذهب لأنام فلم يتبق سوى ساعتين على آذان الفجر
قال بلال حسناً أبي سأغادر وسأبلغك بالأخبار أول بأول
ثم يتسلل خارجا ويركب سيارته ويغادر
بينما يعود عاصم للمنزل ويدخل غرفته وعندما يحاول خلع البدلة يتألم فتستيقظ ماجدة وتنير الغرفة
أين كنت يا عاصم في هذا الوقت المتأخر وماهذه الدم.اء التي في كتفك
•تابع الفصل التالي "قصة بلال" اضغط على اسم الرواية