رواية حب نووي الفصل السادس و العشرون 26 - بقلم ايمان حمدان

   

 رواية حب نووي الفصل السادس و العشرون 26 - بقلم ايمان حمدان

 

"وفي سكون ليله قمرية كانت صخب القلوب يتعالى بإعترافات عاشقة " 
......



_ ما تيجي نتجوز ؟ .



ظلت مريم ترمق فريد بعيون جاحظة لا تصدق أنه قال ما قيل هل يطلب منها الزواج، شخص بمكانته ينظر لها، اترككم من النظر هل طلب الزواج حقًا تحدثت وهي مازالت على صدمتها :
- أنت قولت إيه ؟ 



وقبل أن يتحدث اسرعت بقولها تحدث نفسها :
- استنى انا سمعت لترجع في كلامك، أنت طلبت تتجوزني .



رفع إحدى حاجبيه بدهشة ورغم سعادته الداخليه قرر مشاكستها قائلًا:
- ايه يا بنتي اعملي مكسوفة قولي هفكر لفتكرك مدلوقة .



ثم همس بنهاية حديثه يغمز بعينه :
- ولا انت مدلوقة فعلًا ؟ .



حاولت مريم ان تخفي إبتسامتها وهي تنظر أرضًا ثم رفعت وجهها بجدية وقالت بحديث غير مترابط:
- هكدب عليك مثلًا، لولا أنك اتحيلت عليا بس، سبني افكر .



ولتفتت تغادر راكضة نحو غرفة لا تعلم حتى من يمكث بها جاعله فريد ينظر خلفها بذهول من جملتها الأخيرة هامسًا :
- يا بنت المجانين .



فصاح لعل صوته يصل لها :
- يعني ايه موافقة ولا إيه !! .
...............



فتح أمير عينيه ينظر حوله لعله يكشف أين هو سرعان ما وجد الجميع حوله بداية من شقيقته وسيف حتى صديقه و وتين ومريم كان اول من راه هو سيف الذي هتف بالجميع بأمر استيقاظه، أسرعت ملك نحوه وهي تمسك يده بحنان قائلة بقلق ما زال يصاحبها منذ إصابته: 
- أمير أنت كويس حاسس بحاجة ؟ 
حرك رأسه علامة على انه بخير وقال :
- أنا كويس متقلقيش .
قاطع حديثهم قول ياسين :
- قوم بقى ياعم مكنتش رصاصة .
رمقت ملك ووتين ياسين بغضب جعله يعود للخلف مردفًا :
- إيه يا ماما انتي وهي انا شتمته بأهله .
حركت ملك راسه بأنه لا يوجد فائدة منه فقال لها بحزن مصطنع :
- يا بختك يا أمير رصاصة واحدة لمت كل الحلوين حوليك وأنا اتغربلت محدش عبرني غير الشويش عطية .



رغم حزن ملك عليه بعلمها أنه كان يتأذى ولا يجد من يقف بجواره قالت له محاولة تجاهل دقات قلبها التي عادت للنبض مجددًا كزهرة زابلة عادت للإرتواء بقليل من الإهتمام، فالمرأة كالزهرة تحيا وتزهر عندما تجد من يهتم بها وتذبل عندما تهمل :
- طب دا شغلك ومتعود على الخطر .
نظر لها بتمعن يراقب إحمرار وجهها خجلًا منه ومن نظراته العاشقة ما جعل أمير يتحدث بغيظ من تلك النظرات وقبلها من الغيرة عندما قال أن حوله الكثير من الجميلات ورغم علمه أنه يرمي حديثه على ملك ولكن وجود وتين ضمن حديثه جعله يغار :
- ما تخف يا خفيف وتيجي تساعدني عشان أمشي من هنا .
تجهم وجه ياسين وهتفت وتين بقلق :
- تخرج ايه هو شوية برد دي رصاصة .



فقالت مريم :
-هروح أشوف الدكتور يعاين حالتك .



خرجت مريم فقال سيف ينقل أنظاره بين وتين وأمير ما جعله يبتسم بخبث ونظر لذلك العاشق لوالدته الذي قرر أن يعذبه قليلًا ولن يجعله يربح قلب والدته بسهولة ولكن الأن يجب أن يقرب الأمور بين وتين و أمير لذلك قال موجه حديثه إلى ياسين :
- تعالى مع ملك نروح نجيب شوكليت من تحت .
نظر له ياسين بعدم إطمئنان ليتظاهر سيف بالبراءة والطفولة ليتحرك ياسين وهو يجدها فرصة مع ملك بمفردهم ولا يهم وجود سيف الذي خطط له أمور لفعلها سابقًا حتى يكسب قلب الصغير الذي يبدو أنه كل شيء غير كلمة " طفل "  نهضت ملك سامحه لوتين أن تكون مع أمير بمفردهم .

 
                
نظرت وتين نحو أمير الذي قال لها أن تقترب فهي تقف بعيد عن أنظاره تحركت وتين لتجلس بالمقعد المجاور للفراش الذي كانت تجلس عليه ملك قال أمير :
- عاملة إيه ؟ .



نظرت له وتين بتمعن قبل أن تقول :
- بتسألني عن حالي وأنت المتصاب ! 
رفع يده يلمسح ذلك الشاش على رأسها وقال :
- كنت هموت من القلق عليكي .
نظرت له بدون تصديق فأردف :
- تصدقي أو لا بس مخفتش على سيف قد ما خفت عليكي، كان جوايا حاجة بتقولي أنك هتحميه بروحك ودا إلي مخوفني عليكي اكتر .
نظرت لأسفل بخجل من حديثه فأكمل :
- ودا إلي حصل، سيف حكالي على الي حصل من وقت ما اتخطفتوا .
قالت بسخرية تتذكر ذكاء سيف وخططه :
- يعني مش عارفة اقولك إيه على ثقتك دي، بس سيف هو الي انقذنا .
ابتسم لها قائلًا بحب :
- أنتو الاثنين كنتوا مصدر قوة لبعض .
اومأت توافقه الحديث وقالت :
- مش حاسس بأي وجع .
نفى برأسه فقالت :
- أكيد المخدر لسه مفعوله ساري، أمير أنت لازم تخليك هنا عشان يخلوا بلهم منك .
قال بهدوء سعيد بخوفها عليه :
- متخفيش ممكن نجيب ممرضة في البيت .
إبتعدت بغيظ دون شعور قائلة:
- ممرضة إيه دي إلي هتجبها البيت .
اجابها بخبث :
- عشان تخلي بالها مني .
هتفت بغيرة : 
- وأنا وملك فين ؟  
وعندما انتبهت لحديثها عادت للهدوء قائلة :
- قصدي ملك .
تجهم وجهها عندما لاحظت اتجاه مشاعرها قال أمير 
يزيح تجهمها :
- خلاص بلاش ممرضة، كفاية أنتي معايا .
نظرت له بدهشة فأكمل :
- وملك برضو .
عم الصمت لدقائق قبل أن يجلي أمير صوته وقال :
- مش لحظة حاجة غريبة بتحصل معانا ؟ 
نظرت له بتمعن لعلها تفهم عما يرمي بحديثه :
- غير المصايب يعني .
قهقه أمير ثم تأوه بالنهاية بألم فأسرعت بالإقتراب منه أكثر تنظر نحو الجرح ولم تعي انها أصبحت قريبة للغاية فهمس أمير بحب :
- كأن القدر مصر يجمعنا .
نظرت له بذلك القرب وهي تنطق بعدم انتباه :
- ها ! 
وعندما لاحظت ذلك القرب قال أمير :
- هنستهبل كتير، يعني على رايك المصايب دي كلها عشان نتقابل مرة في القاهرة ومرة في الصعيد ويوم ما سبتلك البلد كلها جيتي ورايا إسكندرية، خلينا نتلم بقى عشان تخلي بالك مني بالحلال .
ظلت تنظر له بذهول لدقائق قبل أن تقهقه بدهشة وهي تقول :
- استني أنت بتقول إيه ! 
قال بابتسامة :
- بعترفلك بمشاعري .
رددت خلفه :
- مشاعرك !
- أنت بقيتي مهمة بالنسبة لي فرد من عيلتي الصغيرة، أو على الأقل دا إحساسي نحيتك .
صمت يراقب ملامح وجهها وعيونها التي تلمع من حديثه فأردف :
- وانت حاسة بإيه من نحيتي ؟، يعني عمايل القدر دي جت بنتيجة ولا لسه هنتمرمط اكتر من كده، خطف مرتين وسرقة وضرب بالنار .
شعر بالقلق من صمتها الذي طال فقال بغيظ :
- أنا بعترفلك بمشاعري هنا أنت إيه نظامك ؟ 
تحدثت وتين اخيرًا :
- أنا مش مستوعبة انك كمان بتحبني .
تجاهل أمير حديثها وركز على كلمة " كمان " فقال بسعادة يحاول النهوض:
- كمان! يعني أنت بتحبيني ؟ 
نظرت له ثم نهضت بخجل وهي تومأ ثم جعلته يعود للتسطح وقالت أنا هشوف الدكتور مجاش ليه 
هتف أمير بسعادة خلفها:
- دكتور إيه إلي مجاش، أنا عاوز مأذون .
..............



كان إسلام يجلس متجهم الوجه أمام فريد الذي حاول تجاهل وجوده بغرفة مكتبه بل ونظراته الحارقة له ولكن بالنهاية قرر التحدث معه :
- هتفضل باصص ليه كتير ؟ 



هتف إسلام بغيظ :
- يعني أنت سيبني ورايح تحب وتسبل لا وتطلب ايدين للجواز .



سخر فريد منه :
- أيدين إيه هي إيد واحدة مريم مانت عرفها، ومالك بتتكلم كأني وعدتك بالجواز وخليت بيك .
نهض إسلام بغضب من حديث صديقه الذي لا يبالي بمشاعره وقال :
- هتفضل تهزر كتير، أنت عارف أنا بتكلم على إيه 
أسرع بالقول دون انتظار حديث فريد :
- أنت هتتجوز وأنا هتنيل أخطب أختك وهستنها لحد لما تخلص علاج زي مانت عاوز، مع أن معنديش مانع تتعالج وهي على زمتي ومعايا في بيتي، ومش هقبل إعتراض .
نظر له فريد بسخرية وقال :
- والعروسة ملهاش رأي ؟ 
توجه إسلام للمغادرة ليقول قبل أن يعبر الباب :
- العروسة موافقة مفضلش غير قراية الفاتحة يا أخو العروسة .
نهض فريد بعدم تصديق هل تحدث مع شقيقته من خلف ظهره ثم عاد للجلوس مجددا وهو يفكر ربما إسلام محق سيعطيه تلك الفرصة للحصول على حبه، بما أنه عثر على حبيبته ايضًا، على الأقل سيقف معه ضد الجنون النسائي الذي تلبس نسائه بداية من رنا إلى مريم، وعند تذكرها ابتسم بسعادة وشوق وقرر الذهاب لها عند الانتهاء من عمله .
......


 


        


تعليقات