قصة سجدة الفصل السادس و العشرون 26 - بقلم lehcen Tetouani
... قالت سجدة لي سامي صحيح إن بعض الظن إثم ولكني أشك في عائلة زوجي السابق فلا أحد غيرهم له مصلحة في ضررنا
قال سامي لا يفيد الظن الآن فعلينا أن نجد حلا لهذه الورطة
فلو هدم المنزل أين سأذهب بأمي المريضة وأنت ماذا سيحل بك ولم تتزوجي بعد ؟
قالت سجدة علينا أن نسأل محامي عن الإجراءات القانونية اللازمة لإلغاء القرار
قال سامي المشكلة أن المحامي لن يقوم بهذا العمل مجاناً
ونحن في الوقت الحالي لا نملك سوى هذا البيت
فالأرض التى تركها أبي قد باعتها أمي منذ زمن واشترت بها منزلاً في محافظة أخري وكنا نعيش فيه حتى تزوج أخي الأكبر سعد وبعدها كثرت المشاكل بين أمي وزوجة ابنها
حتى مرضت في النهاية كما ترين واضطررنا لترك المنزل لهم حتى نرتاح من الخلافات وفكرنا بالحضور إلى منزل أبي
لنكون قريبين من المستشفى من ناحية وننهي تلك المشاكل من ناحية أخرى
قالت سجدة سأكلم معاذ ربما يعرف أحدا يستطيع أن يساعدنا
قال سامي الأفضل ألا تفعلي فأنت لاتزالين خطيبته ولم تصبحي زوجته بعد وربما يظن أننا نطمع أن يساعدنا بالمال وأنا لا أريد أن اسبب لك إحراجا معه
قالت سجدة معك حق ولكن ماذا سنفعل نحن لانمتلك مالاً في الوقت الحالي ومرتبي أشتريت به ملابس الفرح
ومعاش والدي يكفي لنفقات المنزل بصعوبة حتى ذهبي من زواجي السابق بعته من أجل عملية هاني وياليته قدّر ذلك
قال سامي وحلي أمي للأسف بعناه أيضاً من أجل علاجها فليس لديها تأمين صحي
تعبث سجدة في شعرها فتصطدم يدها بالقرط الذي في أذنها
فتخطر لها فكرة لو سمحت سامي اخلع لي هذا القرط سنبيعه وندفع منه أجرة المحامي
قال سامي ولكنك قلت لي سابقاً أن هذا القرط ذكرى من أمك
قالت سجدة الذكرى باقية في القلب والعقل ولا يستطيع أحد محوها وهذه الأشياء العينية فائدتها فقط عندما نحتاج إليها
ثم إن معاذ سيشتري لي الشبكة قريبا وأستطيع شراء غيره
سامي
سنحصل على مبلغ جيد سأذهب وأبيعه وأحضر لك المال
قال سامي لولا أن لدي غيابات واستنفذت فرص الغياب كنت ذهبت أنا
قالت سجدة لا يهمك اذهب أنت لجامعتك وأنا سأركب معك الباص وانزل في الطريق عند السائغ وأبيعه وبعد رجوعك من الجامعة اذهب أنت للمحامي لتتفق معه على التفاصيل
هيا بنا
يخرج سامي وسجدة متجهان نحو الباص وبعد ربع ساعة
تكون سجدة في محل الصاغة وبعد أن يزن التاجر القرط يعطيها ثمنه ثم تقول للصائغ لو سمحت لو أبقيته لبعض الوقت فسوف اشتريه مرة أخرى لأنه الذكرى الوحيدة من أمي فقد اشترته لي قبل وفاتها مباشرة
قال الصائغ سأحاول ولكن لا أعدك بشئ فلو جاء زبون وطلب شراءه سأبيعه
قالت سجدة حسنا شكرا لك
تأخذ سجدة المال وتخرج ولكن هاني الذي رأي الشرطة وكان يراقبها رأها وهي تدخل المحل وبعد أن تنصرف يدخل المحل ويسأل التاجر عما كانت تفعل زوجته عنده فيخبره أنها باعت قرطها
فيطلب منه هاني أن يشتريه منه ويسيعطيه الربح الذي يريده لأنه يريد أن يعيده لزوجته لأنه غال عليها
فيصدقه التاجر ويبيعه له مع ربح بسيط
يأخذ هاني القرط وهو سعيد ويذهب به للمستوصف
ويطلب مقابلة معاذ ولكنه لا يجده فينتظر على طاولة بالقرب من غرفة مكتبه حتى يأتي
بعد بضع دقائق يأتي معاذ ويراه هاني مقبلاً نحو مكتبه فيتجه نحوه حتى يتكلم معه بينما ينظر له معاذ باستغراب
قائلاً ماذا تريد أعتقد أن لقائنا السابق كان سيئاً وأتمنى أن يكون حضورك هذه المرة لإصلاح الموقف
قال هاني أعتقد أنك ستغير رأيك في فلو سمحت أريد أن نتحدث على انفراد فالممر ملئ بالمرضى
يفتح معاذ باب المكتب ويشير له تفضل بالدخول هل حدث شيء جديد لوالدتك ؟
قال هاني لم أحضر بخصوص والدتي ولكن من أجل هذا
ثم يمد له قرط سجدة
قال معاذ ماهذا القرط أعتقد أنني رأيته من قبل ولكني لا أتذكر أين؟
قال هاني إنه قرط زوجتك نسيته في منزلي ليلة أمس
قال معاذ لا أفهم ماذا تقصد وما الذي سيجعل سجدة تذهب إلى منزلك هل كانت تعطي والدتك علاجا ما
قال هاني لقد جاءت إلي سجدة بالأمس إلى منزلي ولكن ليس من أجل أمي ولكن من أجلي فقد أشتاقت لي وقضينا ليلة رومانسية معا ولكنها نسيت قرطها عندي فقلت أنبهك أن المرأة التي ستتزوجها تخونك قبل فرحها بأيام
قال معاذ بغضب ألا تخجل من نفسك أقسم بالله لولا أنك في المستوصف والمرضى في الخارج يملئون المكان لمسحت بك البلاط وجعلتك عبرة لمن يعتبر
قال هاني بسخرية أتفهم غضبك ولكن عليك أن تفعل ذلك مع خطيبتك المحترمة وليس معي فهي من جاءت إلي برغبتها
يصفعه معاذ على وجهه أنت لست إنساناً أنت بالتأكيد شيطان
كيف تتهم فتاة بريئة بشئ كهذا لمجرد أنها رفضت العودة إليك ثم يشير بيده نحوه أتعرف أنا فعلاً أصبحت أقدر سجدة أكثر من السابق بعد تصرفك القذر هيا هات القرط وأخرج من مكتبي ولا أريد أن تأتي إلى هنا مرة أخرى تحت أي ظرف
فقد رأيتك وأنت تأخذه من التاجر لأنني كنت أراقبك ورأيتك تمشي خلف سجدة أما عن ثمن القرط الذي دفعته للصائغ
خذ هذا ضعفين ثمنه ثم يأخذ القرط من يد هاني ويضع المال بدلاً منه هيا أغرب عن وجهي ولو حاولت التعرض لزوجتي مرة أخرى فلن تخرج من السجن طوال حياتك اخررررررج حااااالا
يخرج هاني وهو في قمة الغيظ وهو يقول لنفسه
كيف رأني لم يكن هناك أحد غيري عند الصائغ؟
هناك في المكتب يدور معاذ في المكتب كله يميناً ويساراً
وهو يحدث نفسه كيف كانت تعيش سجدة مع هذا الشخص؟
لقد عرفت الآن سبب تعاستها ووجهها الشاحب عندما رأيتها أول مرة والحمد لله أنها نسيت الدواء الذي كتبته لزوجة أبيها
فهذا ماجعلني أذهب خلفها وأرى الشرطة واستفسر منهم عما حدث ثم أراها تذهب للصائغ لتبيع قرطها حتى لا تطلب المال مني والأهم أنني رأيتها بنفسي تبيع القرط وإلا من يدري ربما صدقت هذا الو.غد
ولكني حللت كل شيء بخصوص منزلها ودفعت مبلغاً مالياً للتصالح على البناء ولن يتم هدمه ولكني عرفت أن هذا النذل هو من قدم البلاغ ضدهم وبإذن الله سيعاقبه الله بنفس فعلته
في منزل هاني قالت عنايات أين كنت ؟
قال هاني كنت عند الطبيب
قالت عنايات بقلق هل تشعر بشيء ؟
قال لا لقد كنت ذاهب لأقوم بالايقاع بين سجدة وبين خطيبها
ولكن للأسف هذا الطبيب يجب أن يكون مفتش مباحث وليس طبيباً فقد اكتشف خدعتي قبل أن تبدأ
قالت عنايات دعك منها فغداً ستطرد من منزلها وتصبح في الشارع هى وأخوها بالمناسبة لماذا لم ترجع زوجتك لقد كتبت لها المنزل كما طلبت
قال هاني ربما تنتظر خروجك من المنزل وأنا أبحث عن شقه للايجار ولم اجد حتى الآن
قالت عنايات لا تقلق عندما أراها سأقول لها كلمتين وأصالحها ونعيش كلنا معا كما كنا
وهنا يطرق الباب وعندما يفتح هاني يجد رجال الشرطة أمام الباب فيقول لنفسه هل قدم الطبيب بلاغا ضدي ثم يخاطب الشرطي هل هناك خطب حضرة الشرطي ؟
قال الشرطي عليك إخلاء المنزل حالا فقد رفعت زوجتك هنية دعوى تمكين من المنزل لأنه باسمها وتريد أن تستلمه خال من السكان ويجب أن ينفذ القرار الآن
• تابع الفصل التالي " قصة سجدة " اضغط على اسم الرواية