رواية حب نووي الفصل الخامس و العشرون 25 - بقلم ايمان حمدان
الفصل الخامس والعشرون
نظرت وتين إلى فريد وإسلام بتركيز، فهذا الضابط الذي تحدثت عليه مريم، وهنا جاء برأسها الأخيرة هل هي هنا أيضًا، جاء صوت فريد المهدد ل ياسين فتدخل أمير قائلًا :
-اهدوا، إحنا في نفس الفريق .
في تلك الأثناء خرج شهاب وهو يقبض على يد ملك بعنف ويسحبها معه وبيده السلاح، ومجددًا تعلقت أنظار ياسين بملك، يريد قتل شهاب بيده ولكن يخشى أن يؤذي ملك .
كان شهاب يتحرك حتى وقف أمام الباب المحطم قائِلٌ بانتصار وهو يخرج ذلك الورق من جيب بنطاله:
-ملك مراتي يعني قدام القانون، بقت مع جوزها .
ثم اعاد الأوراق لجيب بنطاله، مع نظرات الشماته التي يرمق بها ياسين .
عقد فريد جبينه هو وإسلام بذهول وهم يرون تلك التي مرت من خلفه وكأنها شبح، نظر الإثنين إلى بعضهم البعض، وفريد بداخله يسب مريم و رنا .
تحرك شهاب مجددا للخارج، فكاد أمير أن يتحرك ولكن صوت ملك المتوسل أوقفه :
-أمير، متخفش عليا .
نظر لها بألم هل سيتركها لعذابها والله وابدًا تحرك أمير يتجاهل كل شيء وهو يركض نحو شهاب الذي اطلق النار، فأسرع ياسين الذي كان أقرب له بضرب ذراعه فيطير السلاح بعيدًا، وظل يكيل له اللكمات وشهاب يبادله، وملك تستقر بين أذرع أمير، في تلك الأثناء اقتربت سيارات الشرطة وصوت إنذاراتها تعلو فرق فريد وإسلام بين ياسين وشهاب الذي تملأ الدماء وجهه، جاء رجال الشرطة وقاموا بأداء التحية ل فريد وإسلام فأشار الأول على شهاب وقال له :
-خد يا بني الراجل دا، أنت متهم بخطف أنثى وطفل .
هنا صاح شهاب :
-دا ابني وخدته، أنما البنت الي معاه هي الي جت بمزاجها عشان هي المرافقة بتاعته .
سخر أمير قائِلٌ:
-قول الكلام دا بعد ما تشوف الفيديوهات الي موجودة .
هنا نظر شهاب إلى ملك وقال :
-أنا عاوز مراتي معايا، مش هسيبها .
نظر الشرطي لملك فقالت :
-أنا مش مراته، ومش هروح في حته .
سخر شهاب وهو يزيح يد الشرطي الممسك به:
- بس الورق دا بيقول غير كدة .
سرعان تغير لون وجهه وهو يبحث عن الورق الذي جعل ملك توقع عليه غصبًا، صاح بغضب وهو يبحث حوله :
- القسيمة، راحت فين ؟! .
نظر فريد إلى إسلام بخبث، فأمر الشرطي :
-خوده يا بني من هنا .
صاح شهاب مجددًا بغضب وهو يحاول دفع رجال الشرطة وقال :
-انتي بتاعتي يا ملك، محدش هيخدك مني، سمعه .
هنا تنفست ملك الصعداء، وهي تتساءل :
- بس القسيمة راحت فين؟
هنا ظهرت مريم ورنا التي رفعت يدها بالأوراق قائلة :
-قصدك على دي ؟
هنا هتفت مريم بفخر قائلة :
-تربيتشي .
قلب فريد عينيه وهو يتمتم :
-وأنا إلي كنت عوزها ترافق أختي عشان العلاج، دي ممكن تدورها لصلحها .
أخذ ياسين الورق من يدها وهو يمزقها بغضب قائِلٌ ل ملك وأمير :
- الورق دا باطل بدال تحت التهديد، وأنتي يا ملك لازم نتكلم .
اقتحم سيف المكان وهو يصيح باسم وتين ثم ركض نحوها يحتضن خصرها بسعادة، نظر أمير لها بحنان، وعندما لاحظ إصابة رأسها اقترب منها ثم ضمها أيضًا رغم دهشة الواقفين وصدمة وتين، وحينما ابتعد تنهد قائِلٌ :
- مش كفاية مصايب بقى الي بترحيلها برجلك دي ؟
ابتسمت بخجل ورغم ذلك قالت بغيظ :
- يعني انا الي بقولها تعالي، ثم كل المصايب دي بتكون موجود فيها معايا .
ابتسم الجميع وهنا نظرت وتين على أمير شهقت بفزع جعل الأخر ينظر لها بدهشة، قالت وتين وهي تقترب منه تحاول مساندته :
- أنت متصاب، إزاي مش حاسس .
شهقت ملك تسرع نحو شقيقها وكذلك ياسين، رفع أمير طرف قميصه لتظهر الدماء التي تنزف بغزارة وهنا ترنح في وقفته فصرخت وتين باسمه وأسرع ياسين بمساعدة فريد وإسلام بحمله نحو السيارة .
...........
أمام غرفة العمليات كان الجميع ينتظر، سوى وتين التي كانت في إحدي الغرف لمعالجة جرح رأسها الذي نزف كثيرًا فتم تعويضها بالمحاليل .
أسرعت مريم باقتحام الغرفة وهي تضم وتين لها بسعادة :
-وتين حبيبتي كنت هموت لو حصلك حاجة .
ابتسمت لها وتين رغم حزنها وتساءلت :
- أمير عامل إيه ؟
أجابتها الأخرى بأمل :
-متخفيش هيكون كويس، الدكتور قال أن الرصاصة مش في مكان خطر .
أومأت وتين بارتياح وقالت :
- عوزة أروح اشوفه .
غمزت لها مريم وقالت :
-إيه يا عم الخطر أنت، خطف بقي واحضان إيه ؟
شعرت وتين بحرج وهي تتذكر ضم أمير لها أمام الجميع، ثم تذكرت حديث شهاب المبهم على أهميتها التي تجهلها، أسرعت بإبعاد تلك الافكار، فهي مستحيلة، فلن ينظر لها أمير ابدًا .
قالت مريم تضع الحقيقة أمامها:
-الصنارة شكلها غمزت .
نهرتها وتين بغيظ :
- شكل الصدمة ماثرة على دماغك أنتي .
ثم نظرت امامها تحاول تجاهل تلك الدقات الصاخبة التي يصدرها قلبها .
...............
بالخارج كان ياسين ينظر إلى ملك التي تنتظر خروج أمير بقلق، اقترب منها قائِلٌ :
-متخفيش هيكون كويس .
نظرت له ثم أسرعت بإبعاد انظارها فقال بدون مقدمات :
- وحشتيني .
نظرت له بصدمة فأردف :
-جربت خلال خمس سنين أنسى الإحساس دا، أنِ مفكرش فيكي، وإن قلبي ميتمناش أنه يشوفك، وقولت دي رغبتك إنِ أحاول أنساكي .
نظر لأسفل ثم رفع رأسه يكمل بغيظ :
- ودلوقتي عاوز اضرب نفسي بالجذمة إني سمعت كلامك، وانِ فكرت احترم رغبتك .
توسعت عينيها من حديثه فاردف بجنون يليق بنظراته العاشقة :
- أنا واحد مشفش ساعة تربية ولا احترام رغبات ويوم إلي فكرت احترم رغبة الست الي بحبها ضاعت مني، فأنسي إنِ اعملها تاني يا حبيبتي، من اللحظة إلي رجعت فيها وشفتك، مش هعمل غير إلي قلبي عاوزه .
أخذ خطوة نحوها يتجاهل حقيقة أن الوقت غير مناسب وهم يقفون في طرقات المستشفى، ولكن منذ متى يحتاج القلب وقتًا مناسبًا للبوح بمشاعره، تحديدًا إن كان قلب ذاق مرارة الفقدان وألم خسارة معشوقته .
نظرت ملك له بحزن فكيف أضاعت قلب كهاذا حتى بعد مرور خمس سنوات ظل عاشقًا لها .
...........
خرجت مريم من غرفة وتين لتجد فريد ما زال هنا اقتربت منه قائلة بامتنان :
- مش عارفة اقولك إيه، بس شكرًا لوقوفك جنبي .
استغل إسلام انتباه فريد ل مريم واسرع نحو رنا
قال فريد بهدوء :
- دا شغلي، يعني ملهوش لزوم للشكر .
نفت مريم برأسها وقالت :
- بالعكس في لزوم، وبالمناسبة دي أنا موافقة اشتغل معاك .
عقد فريد حاجبيه بدهشة من تلك الثقة في حديثها وكأنها تتكرم عليه وقال :
- لا خلاص شطبنا .
نظرت له بصدمة وصاحت :
- شطبنا إيه، أنت مشفتش الأكشن إلي عملته النهاردة .
نظر لها فريد بتمعن فشرد في وجهها وفي عقله يفكر كيف يخبرها بأن العمل الذي أراده منها أن ترافق شقيقته حتى تكبح مرض السرقة الخاص بالأخيرة، ولكن ما حدث الليلة من جنون جعله يفكر في شيء مختلف شيء سيجعله يسب نفسه كل يوم من الكوارث التي ستحدث مستقبلًا، ولكن في تلك اللحظة وهو ينظر إلى وجهها لم يجد سوى أن يبتسم بإفتتان متجاهلًا صخب دقات قلبه وقال يتجاهل حقيقة أنها تنظر له بغضب وغيظ وقال بسحر خاص :
- إيه رايك نتجوز ؟
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية حب نووي) اسم الرواية