رواية رحيل الهوارى الفصل الخامس و العشرون 25 - بقلم هايدي الصعيدي
الظابط : مراد بيه حضرتك مطلوب القبض عليك أنت وولاد عمك التلاتة.
مراد بسخرية : خير يا حظابط، حصول إيه؟
الظابط : اتفضل معايا وهتعرف ف المركز.
مراد: طب يلا يا باشا وأنا وراك بعربيتي أنا وولد عمي.
وتحرك مراد هو وولاد عمه ودخل لرئيس المباحث.
قام الرئيس ورحب بمراد: أهلاً أهلاً مراد بيه، اعذرنا ع اللي حصل بس عيلة العلالمة مقدمين شكوى خطف وشروع ف قتل.
مراد بهدوء : خطف مين حضرتك؟
الرئيس: خطف فزاع صابر العلالمي وشروع ف قتل أولاد عمومته اللي اتصابوا.
مراد : دي عركة وكله ضرب ع بعضيه وفيه اللي هرب وفيه اللي اتصاب، وفزاع كان مع اللي هربوا. وإحنا حضرتك هنحلوها ودّي وجَعدة عُرف، ونسلم سلاح لو تحب.
الرئيس : تمام يا مراد بيه، نشوف العيلة التانية تحلها ودي وتتنازل عن القضايا ولا لأ، بس يكون ف علمك هيكون فيه تسليم سلاح وغرامات. وهتفضلوا معانا ع ذمة القضية لحد ما تتحل.
مراد بغضب : باشا، اللي أنت عايزه هيكون، بس ولا أنا ولا ولاد عمي هننزل الحبس، كلام يوصلك ويتعداك، أنا جيت احترام ليك مش أكتر وجيت بمزاجي.
الرئيس: اهدي يا مراد بيه، إحنا حققنا مع ولاد عمك ونفس إفادت حضرتك. إحنا هنبعت نجيب العلالمة وحضرتك هتفضل قاعد ف المكتب هنا أنت وولاد عمك وربنا يهدي النفوس.
وحضروا العيلة التانية وبعد مفاوضات وتهديدات مبطنة من مراد وصلوا لحل ودي وعيلة هواري سلموا سلاح ودفعوا كفالة هما والعيلة التانية، وطلعوا من المركز الساعة ٧ المغرب، كان ف انتظارهم الحج إبراهيم وكل كبار هوارة.
كل ده طبعاً ورحيل بترن ع مراد مش بيرد، بعد ما كان قال إنه هيجي ياخدها، متصلش بيها من ساعة ما كانت معاه إمبارح طبعاً. وأهل مراد كانوا عارفين الظروف بس موصلوش الكلام لأهل رحيل عشان أبوها ما يعندش أكتر مع مراد.
طلع مراد هو وأولاد عمه وراحوا السراية، كانت قاعدة الحجة راضية، شهد وندى.
دخلوا وبعد السلام والأخبار مراد قام ووقف.
مراد: أحم، يلا عن إذنكم أنا هروح أجيب أم مراد وجاي.
رحيل كانت قاعدة ف أوضتها حزينة ومتعرفش إيه اللي حصل عشان ميردش عليها... والدها قالها تعالي هروحك لما شاف حزنها، قالتلو لا هو قالي هيجي ياخدني.
وف بالها هو مش بيرد عليا معناها مش عايزك، أنا مش هروح حتى لو جه خدني هيبقا جاي من غير نفس عشان قطع كلمة مش أكتر، ده حتى مفكرش يطمن عليا من إمبارح. الفون رن وكان مراد، طنشت ومرضيتش ترد، رن تاني راحت مكنسلة، رن تاني راحت قافلة المكالمة. مراد اتعصب بعتلها رسالة.
"انزلي أنا تحت يلا..."
رحيل ردت عليه : لا مش نازلة ومش مروحة معاك أصلاً.
مراد شاف الرسالة اتجنن رن عليها ردت عليه.
رحيل : إيه خير ف إيه؟
مراد بعصبية : اعدلي كلامك بدل ما آجي أعدلك يا رحيييل ويلا قدامك خمسة... لا كمان دقيقتين بس... لو منزلتش وربي لأكون طالع وجايبك بنفسي.
رحيل بعند : لا مش نازلة.
مراد : أنا بقول أطلع أجيبك بنفسي، وبلاش عناد معايا أحسن ليكي أنا واحد معنديش صبر.
رحيل خافت وقلبها دق وحست إنه هيعملها فعلاً.
مراد بهدوء : يلا يا رحيل، قومي وبلاش عناد معايا أحسن ليكي، أنا واحد معنديش صبر.
رحيل قفلت معاه ولبست عبايتها ورمت طرحتها ع شعرها وخدت شنطة مراد الصغيرة، وقالت لرقية تبقا تجبلها حاجتها اللي هنا بعدين ودعت أهلها.
محمد: خلي بالك من نفسك يا رحيل وطمنيني عليكي يا حبيبتي.
رحيل : حاضر يا بابا متقلقش.
زينب : خلي بالك من نفسك ومن ابنك ومن مراد بيه، ده بيحبك يا رحيل وبيخاف عليكي زي عنيه.
رحيل أومأت بهدوء وف نفسها آه بيحبني أوي ماشي يا مراد ماشي..
وطلعت لقت مراد واقف قدام العربية بيدخن بشرود.
شافها قربت منه رمى السيجارة ورفع عينه : داري شعرك اللي طالع ده.
وخد مراد بلهفة وباسه بحب وخد منها شنطة الأطفال حطها ف الكرسي اللي وراه وفتح لها الباب.
رحيل ركبت بهدوء من غير حتى ما تسلم عليه وخدت ابنها منه، مراد شاف حركتها أومأ بهدوء وهو بيجز ع أسنانه وطلع بالعربية، وصلوا السراية ونزلت وهو خد الشنطة وحصلها.
الحجة راضية شفتها وقامت بلهفة: يا حبيبتي يا حبيبتي حمد لله ع سلامتك يا نُضر عيني نورتي بيتك ومطرحك.
رحيل حضنتها بهدوء: الله يسلمك يا ماما، منور بأهله.
الحجة خدت منها مراد وحضنته باشتياق : تعالى يا قلب ستك تعالى يا ريحة الغالي، اتوحشتك يا نُضر عيني، وقعدت تحب ف مراد وتشمه باشتياق.
رحيل سلمت ع شهد وندى وحضنتهم وسلمت ع الرجالة اللي قاعدة من بعيد ونظرت لمراد بخبث.
رحيل : معلشي يا عامر هتعبك ممكن تجيبلي رقية بكرة من البيت.
مراد سمعها بتنطق اسم عامر وتنحنح : أحم.
عامر : يا سلام ده أنا عنيا للدكتورة يا ريت كل التعب زي كده.
رحيل ضحكت بهدوء، مراد نظر ليها بغضب بسبب ضحكتها : أحم، قومي يا أم مراد اعملي قهوة.
شهد : خليها يا مراد أنا هعمل، هيا مش فاكرة المطرح.
مراد : لأ هيا هتعمل، هي من أول يوم ليها هنا وهيا عارفة مكان عدة القهوة.
رحيل عدت ع ذكرتها صورة فنجان قهوة بيطير من جمب راسها ويتكسر ف الحيطة وعنين مراد اللي كلها غضب، جسمها قشعر وقامت بهدوء.
عملت القهوة ليه هو وأولاد عمه، ومراد دخل عليها بعد ما استأذن إنه هيعمل مكالمة.
مراد بغضب : أنا جاي لك إيه؟
رحيل : خير مش فاهمة.
مراد قرب منها وقبض ع فكها : أنا مش جاي لك، ما تنطقيش اسم راجل ع لسانك ونازلة تضحكي قدام الرجالة اللي قاعدة.
رحيل خافت بس بعدت إيده : معلشي نسيت، ولا هتكسر فنجان القهوة تاني ع الحيطة؟
مراد استغرب ورحيل كملت.. بس تعرف اللي عيب، مش عندك، أنا اللي جيت لك لحد عندك وذليت نفسي عشان خاطر رضاك وأنت كنت قايلي هيجي يوم وهتيجي لحد عندي وساعتها مش هرحمك.. بس صدقني ده مش هيحصل تاني.
وسابت مراد وخدت القهوة وطلعت بهدوء.
مراد كان واقف مصدوم وكل اللي ف باله إنها افتكرت، طب حتى لو افتكرت ليه بتتعامل بالبرود ده، إحنا كنا كويسين أحسن تكون نسمة بت الكلب قالت لها حاجة، وبقا بين نارين مش عارف يسألها ولا يفضل ساكت ويشوف آخرها.. وطلع شافها قاعدة بتتكلم وبتضحك مع شهد وندى.
ندى بهمس : آه والله اسكتوا ده الواد اتعقد خالص، بيقولولي أنتي ملبوسة يا حد عملك عامل.. يا فجرية وهتجيبي أجلي.
شهد ساخت من الضحك ع ندى ورحيل مقدرتش تمسك ضحكتها، مراد اتعصب أكتر وعنيه طلعت نار وقعد كاتم غضبه.
رحيل : طب ليه ده كلو يا بنتي؟
ندى : ونبي يا خيتي ما عارفة من ساعة موت حسن وريا.. وشهد كتمت بوقها.
رحيل سمعت اسم حسن واستغربت : حسن.
ولسه هتسألها مين حسن كان مراد قام وشدها من إيدها وطلع بيها ع غرفتهم.
مراد بغضب : تصبحوا ع خير يا جماعة عند إذنكم، الدار داركم.
فهد بسخرية : بلطيها يا سوسو.
ندى بتوتر : والله ما كان قصدي يا فهد.
الحجة راضية اللي واخدة مراد ف حضنها : حصل خير كده ولا كده هيجي يوم وتفتكر.. قومي يا شهد شنطة مراد الصغيرة أهي حضري ليه رضعة..
وطلع فهد وعامر وهشام ع المضيفة وفضلت ندى وشهد مع الحجة راضية.
مراد دخل برحيل الأوضة ورماها ع السرير بعنف وحط ركبته جنبها وغمز لها بغضب : إيه آخرة اللي هتعمليه ده؟ أنا مش حذرتك مرة واتنين؟
رحيل خافت : أنا.. أنا مكنش قصدي.
مراد : وإيه الكلام اللي قولتيه ف المطبخ ده؟
رحيل : اللي سمعته عن إذنك عايزة آخد دُش.
وسابت مراد رايح جاي ف الأوضة بعصبية.
خدت فوطة ودخلت الحمام، مراد ف نفسه.. عايزة تلعبي معاي يا رحيل غالي والطلب رخيص.
وخلع ملابسه ودخل وراها، رحيل اتنفضت من الخضة.
رحيل بصوت عالي : أنت إزاي تدخل عليا من غير ما تستأذن وإزاي تدخل كده أصلاً؟
مراد قبض ع فكها وهمس عند رقبتها : تُؤ تُؤ تُؤ، صوتك يا دكتورة وطريقة كلامك مش هحذرك تاني.. وبعدين أنا حر، مرتي وحر فيها أدخل عليها ولا لأ بكيفي.
رحيل بتوهان : ابعد عني لو سمحت.
مراد : لأ مش بكيفك بكيفي أنا يا رحيل.
وقرب منها ليتحدث إليها بحزم عن برودها وعنادها، واحتد النقاش بينهما حول علاقتهما المتوترة، وبعد دقائق انسحب مراد ليترك لها المجال.
مراد بلبس خفيف : نامي أنتي، أنا نازل للولد، تصبحي ع خير.
رحيل ماتت من قهرتها واتأكدت إنه مش عايزها فعلاً.. لأ لأ أنا اللي قولتله يبعد عني يبقا خلاص اشربي بقا يا رحيل.
مراد نزل سأل عنهم، الحجة قالتلو ف المضيفة. دخل عليهم وهو متعصب.
هشام مات من الضحك : ههههههههههههههههههه إيه يا ود عمي، فهد خَرط عليك.
مراد : قسماً بالله لو ما لميت حالك لأكون مشندل ميتين أمك.
فهد وعامر ضحكوا ع هشام اللي خرس.
مراد : بس يا خو* منك ليه.
كلهم اتكتموا هشام قام : خلاص يا ود عمي خد روق دمك ومدله سيجارة لسه لاففها.
فهد : ورب البيت أنت هتجيب أجلنا قريب يا مدمن.
هشام ضحك : لو حلال أدينا بنشربه ولو حرام أدينا بنحرجه، وبعدين ده كيف الملوك هو أنا بقولك خد شد كولة ولا سطر بودرة.. ده حاجة ع الرايق خفيف خفيف.
مراد خد نفس وطلعه من ودانه مش منخيره بسبب العصبية 😂💔.
وفضل يشرب وهو بيطلع غله ف السيجارة لحد ما هشام خد شهد وندى واستأذنوا، وفهد وعامر ماتوا مش ناموا من إمبارح صاحيين + هشام سطّلهم.
رحيل راحت للحجة عشان تاخد مراد.
رحيل : شهد وندى مشيوا يا ماما؟
الحجة: أيوه يا بنتي لسه يلا ماشيين.
رحيل : طب هاتي مراد بقا عشان تنامي.
الحجة : لأ ده هينام ف حضني الليلة دي، شهد حضرت ليه رضعه خدها ونام، أنتي اسحبي اللبن اللي ف ص درك وحضريها ليه تاني وأنا لو صحي هدهاله، ملكيش صالح أنتي، قلب ستة ديه.
رحيل : ماشي يا ماما.
وسحبت اللبن لمراد وسبته مع جدته ودخلت غرفتها طفت النور ونامت ع السرير بس مش جاي ليها نوم ودموعها نزلت ع خدها.
مراد طفى النور وطلع من المضيفة بهدوء خد نفس عميق وطلع ع الأوضة.
رحيل حست الباب بيتفتح مسحت عنيها وعملت نفسها نايمة.
مراد دخل بهدوء وخلع قفطانه وقرب منها وحط إيده ع خصلات شعرها بهدوء وحب وقرب شم ريحتها بعمق وكتم النفس ف صدره وباس خدها.
وكان الفرح متحرم عليه، وإيده بتتحسسها بحب وحزن ورغبة ووجع وكل مشاعر الدنيا.
رحيل من كتر اللي حسّاه من حب ومتعة وحزن أجهشت بالبكاء، مراد لفّها ليه.
مراد بعشق : لاء يا رحيلي، لأجلي ما تبكيش عشان خاطري. وباس عنيها بحب ومسح دموعها بشفايفه.
بحبك يا رحيل وعمري ما حبيت غيرك، قلب ما اتهزش غير ليكي، متبكيش لأجل قلبي ما يبكي بسبب دموعك.
وبيمسح على جسمها بحب ورقة، ذابت رحيل وقادت النار جواها، قلبها نسي دقة من دقاته، نسي كل حاجة ف الدنيا ومش شايف غير مراد وحب مراد وعيون مراد وشفايف مراد وجسم مراد المحتويه بحب.
قلبها مات ف عشق مراد وغزله، بقت بتعشق التراب اللي بيدوس عليه، ندمت عشان استقبلته ببرود وحلفت إنها ف حياتها مش هتزعله وهتكتفي بكل اللي يدي ليها إذا كان حب، اهتمام، برود، عصبية، غضب، عشق، غيرة، جنون، كفاية إن هيكون موجود وراه كل فعل وكفاية قلبها اللي اتصرع من دقاته عليه.
رحيل بكل الحب والعشق اللي ف الدنيا وعنيها اللي بتلمع وشفايفها اللي بتترعش : بحبككك بنفس مقطوع.. بحبككك.. بدموع بحبككك بوجع وحب وعشق.. بحبككك أوي ومش هقدر أعيش من غيرك لحظة.. عشقت تفاصيلك، قوتك، غضبك، حبك، حنانك، غيرتك، عشقت كل ذرة فيك يا مراد، خدني أنا بين إيديك وتحت طوعك. أنا ليك وعشانك وملكك أنا مراتك وحلالك وحبيبتك أنا كل حاجة ليك زي ما أنت كل حاجة ليا، خدني.
حتى لو هتطلع أنفسي بين إيديك هبقا فرحانة عشان بسببك.. بحبك كلمة قليلة ع اللي حسّاه من نحيتك.. أنا رحيلك وأنت مرادي.
صحيت الصبح.
مراد بخبث: صبحية مباركة يا ريري هههههههههههه.
رحيل ابتسمت ليه بحب وخجل وباسته من وجنته.
مراد نام ع رحيل ودفن وجهه ف رقبتها.
رحيل : مراد بس عايزة آخد دُش وننزل لماما الحجة ومراد زمنهم صحيوا.
مراد بسعادة : ما إحنا هناخد دُش وننزل.
وقام وساعدها، وطلعوا لبسوا هدومهم، مراد واقف قدام المراية.
مراد : يخربيت أبوكي إيه اللي عملتيه ده. وشاف أثر محبة على رقبته وأظافرها.
رحيل ضحكت: مش أنت السبب؟
مراد : ماشي يا رحيل أنا وأنتي والزمن طويل.
ولبس جلابية وحط شال ع رقبته يداري محبة مراته ونزلوا تحت لقت الحجة وف حضنها مراد.
رحيل : صباح الخير يا ماما. وباستها ع خدها وباست مراد اللي ف حضنها.
مراد عدا من وراها وحضن ضهرها سريعاً، رحيل اتعدلت بخجل. مراد ضحك ف سره وقرب من أمه وحبها ع دماغها.
الحجة: صباحكم الله بالخير يا ولادي، روحي يا بنتي حضري الفطار، مراد شبعان ورد حضرت ليه رضعة وحمته وغيرت ليه.
رحيل : تعبتك معايا يا ماما.
الحجة: تعب حبيب ستة بلسم ع قلبي يلا همّي.
رحيل دخلت المطبخ ومراد دخل وراها بعديها بشوية وقرب منها وحضن ضهرها وإيده ع خصرها.
مراد بخبث: مالك اتنفضتي ليه برا؟
رحيل بخجل : بس يا مراد حد يشوفنا.
مراد دفن وجهه ف رقبتها: إيه يعني مرتي وحلالي. وتنفض ع صوت ورد اللي ديماً قفشاه.
ورد بزعر : يا اختيييييي لمؤاخذة يا مراد بيه. وطلعت تجري بعد ما حطت اللبن ع الرخامة.
رحيل ضحكت بعد ما افتكرت لمحة وهيا قاعدة قدام الفرن ونفس الموقف حصل.
رحيل : أنت ع طول مقفوش كده ومش بتتوب.
مراد استغرب، رحيل فهمت استغرابه.
رحيل : أصل أنا ف لمحات بتعدي ع راسي لما الموقف يتكرر قدامي.
مراد فهم معنى كلامها إمبارح وقلبه هدي شوية.
قرب وباسها من خدها تاني : ولا هتوب يا رحيلي.
وطلعوا فطروا مع بعض، مراد قاعد بيشرب القهوة وسمع صوت الأهالي برا السراية.
مراد قام يشوف ف إيه.
مراد : إيه اللي حصول ومالكم متجمعين كده؟
واحدة قربت منه : أبوس ع إيدك يا مراد بيه عيالي هيموتوا.
مراد : بعد الشر ما تقوليش أكده، حد يفهمني براحة.
راجل قرب منه : يا مراد بيه ف شوطة دايرة ف النجْع ع العيال الصغيرة والدكاترة هنا مش عارفين ف إيه ولا عارفين يعالجوهم، نصهم طالع بالغش والنص التاني مش مكفي العيال اللي بتتعب واحد ورا التاني وجايين نستسمحوك تخلي حضرت الدكتورة تنزل تعالج معاهم ف المستوصف لحد ما الحملة اللي هتيجي من القاهرة توصل، مرتك دكتورة من البندر ومخها منور وعلامها عالي.
مراد بهدوء : خير إن شاء الله وربنا يشفي ولادكم، والدكتورة بإذن الله نص ساعة وتكون ف المستوصف.
فرحوا الأهالي وقعدوا يدعوا له بطول العمر هو ورحيل.
مراد دخل السراية.
رحيل قربت منه : خير يا مراد في إيه؟
مراد : دول أهل النجْع جايين عايزينك تنزلي تعالجي عيالهم ف المستوصف لحد ما الحملة الطبية توصل.
رحيل بلهفة : بجد يا مراد وافق ونبي أنا بقالي كتير منزلتش شغل ميداني وبعدين دول أطفال سيبني أعالجهم.
مراد بهدوء: ماشي يا رحيل البسي زين ويلا عشان أوصلك وبلاش كلام مع الرجالة أنتي سامعة.
رحيل : عنيا حاضر اللي تشوفه يا قلبي.
مراد بقا ياخد رحيل ويوصلها ويرجع ياخدها بعد تحذيرات وتعليمات وعملي وما تعمليش.
رحيل عرفت إن المرض المنتشر ده فيرس ألماني وحصبة ع الأطفال وكانت بتاخد بالها من تعقيمها ونظافتها عشان مراد الصغير ولما تروح كانت تدخل تاخد دُش الأول وتعقم نفسها كويس وتروح ترضعه وبليل عشان مراد والصبح لعلاج الأطفال لحد تالت أيام.
مراد اتصل بيها أثناء شغلها.
رحيل : أيوه يا حبيبي.
مراد : عيون حبيبك، جهزي نفسك عشان جاي آخدك الحملة الطبية خلاص وصلت.
رحيل : ماشي يا مراد أول ما تيجي رن عليا هخرجلك.
مراد وصل ونزل يستناها كانت الحملة الطبية قدام المستوصف لسه واصلة.
رحيل خرجت والأمهات لفوا حواليها وقعدوا يشكروا فيها ويدعوا لها ويحضنوها بحب وشكر.
رحيل شكرتهم ولفت ع صوت واحد بينادي عليها.
نظرات مراد اللي كانت متبعها بحب اتحولت بغضب لما شاف رحيل ابتسمت لواحد من الطقم الطبي.
وقرب عليها ومد إيده ورحيل سلمت عليه. مراد نار بقت تطلع من عنيه.
أحمد فكرينو : إيه يا دكتورة رحيل اختفيتي فين.
رحيل : أبداً والله يا دكتور أحمد أصلي أنا اتجوزت هنا.
أحمد : إيه اتجوزتي هنا برضو؟ رحيل بونبوناية الجامعة تتجوز صعيدي متخلف؟ لسه رحيل هدافع عن مراد لقت لكمة نزلت ع وش أحمد وقعته ع الأرض.
مراد بغضب : متخلف يا ابن الـ العر وربي لولا الناس اللي هتتلم والظرف اللي إحنا فيه كنت عرفتك مقامك.. بس هنتقابلوا قريب أحسن ليك لم حالك وارجع مطرح ما جيت.
ومسك إيد رحيل بعنف وجرها وراه بقوة.
رحيل بخوف : مراد اسمعني أرجوك.
مراد لف لها بفحيح : اخرصي خااالص مش عايز أسمع نفسسسسك يا رحيل أنتي سااامعة.
وزقها جوا العربية بعنف وطلع ع السراية وهو جواه غضب ونار تحرق.
رحيل جريت ع السراية بخوف واستخبت ورا الحجة راضية، مراد دخل وراها.
مراد بصوت عالي : رحيييييييل تعالييي قدامييي بدل ما أجيبك من شعرك.
الحجة : ف إيه بس يا ولدي اهدي.
مراد بعصبية : ما تدخليش أنتي يا أمه، أنا هوريكي كيييف يا رحيل تقفي تضحكي مع ال*** وتمدي يدك ف إيده، أنا هأقطعها لك خالص.. تعاااالي قدامي أحسنلككك.
رحيل طلعت من ورا الحجة بخوف وتوتر ولسا هتقرب من مراد وقعت من طولها وغمي عليها.
مراد بزعر : رحيييييييل.
• تالع الفصل التالي "رواية رحيل الهوارى" اضغط على اسم الرواية