قصة سجدة الفصل الحادي و العشرون 21 - بقلم lehcen Tetouani

 قصة سجدة الفصل الحادي و العشرون 21 - بقلم lehcen Tetouani

....... تقول بعد أشهر قليلة من عملي مع الطبيب معاذ 
بدأت أستعيد نشاطي وشبابي من جديد وعاد جمالي القديم قبل أن أتزوج  من هاني فبدأ وزني يصبح مثالياً وأبيضت بشرتي مرة أخرى وعادت لي نعومة الشباب ورونقه وشعرت أنني صغرت في السن وكل من رأني أكد لي ذلك 
وبسبب ذلك تحسنت حالتي النفسية وبدأت أشعر أن لي حق في هذه الحياة وكأني بدأت حياتي للتو 
بدأت أنسى الماضي بكل أوجاعه وأكون صدقات جديدة مع زميلاتي في المستوصف أما المفاجأة التي لم أكن اتوقعها أن زوجة أبي أصبحت تعاملني كأنني ابنتها وتجلس معي وتسألني عما مررت به في يومي بل وكانت تحضر من ينظف البيت ويغسل الثياب نهاية كل أسبوع
وبالرغم من مرضها كانت تحاول أن تساعدني في أشغال المنزل البسيطة التي كنت أعملها
حتى أخي الصغير بالرغم من كونه طالب ويذاكر كان يجهز الطعام عندما أكون في وردية المساء ويترك لي وجبة جاهزة لأكل إذا عدت قرابة الفجر من المستوصف بل كان يسألني كل يوم عن موعد خروجي وينتظرني خارج المستشفى لو كان الوقت متأخراً حتى يوصلني للبيت بالرغم من قرب المستوصف من منزلنا بل كان يجلس معي يوم الاجازه ونتحدث عما حدث معي أو معه طوال الأسبوع 
بدأت أشعر أنني لم أعد وحيدة وأن عائلتي والتي كانت سبب حزني في السابق أصبحت مصدر سعادتي  وأماني الآن
وعرفت أنني كنت محقة عندما فرحت بمولد أخي عندما كنت طفلة فقد أثبتت لي الأيام أن الإخوة سند حقيقي
مر عامين وكان هاني زوجي السابق قد تزوج ابنة عمه وأنجب منها طفل بعمر تسعة أشهر فقط ثم رزق بالطفل الثاني بعده بعام واحد ولكن مع ذلك فحياته لم تكن مستقرة
 فقد أخبرتني زميلتي في العمل وكانت جارتهم أن زوجته في مشاكل دائمة مع حماتي السابقة وكل شهر تقريبا تذهب لبيت أهلها وبعد فترة يذهب هاني ليصالحها ويعيدها للمنزل مرة أخرى
وهكذا كل فترة كل هذه المشاكل بالرغم أن حماتي كانت تخدمها طوال الوقت وما كانت تفعله معي حماتي من كلام جا.رح وتحميلي فوق طاقتي 
كانت زوجة أبنها الجديدة تفعله معها بالحرف وكانت طوال الوقت تجعلها تعمل لها كل أعمال البيت من خبز وطبخ وتربية طيور وأبقار دون أن تساعدها في شيء متحججة بالحمل أو الرضاعة حتى مرضت حماتي بالضغط والسكر و صدق المثل القائل أفعل ماشئت كما تدين تدان
ذات مرة قابلت هاني بالصدفة في المستوصف فقد أحضر أمه للعلاج بسبب تعرضها لغيبوبة سكر وبالرغم أن عيوني ألتقت بعيونه وهو يحمل أمه ويدخل بها المستوصف 
ولكني تجاهلته ودخلت غرفتي كأني لم أره
لكن للأسف استدعاني الطبيب لأقف معه أثناء الكشف وأضع المحلول للمريض ولم أستطع الاعتذار فلم يكن هناك غيري في المناوبة فزميلتي الوحيدة التي كانت تقضي مناوبتها معي حدث لديها عذر طارئ في منزلها وأضطرت للمغادرة 
بصراحة لم أكن أريد رؤيتهم ولكن للأسف لم أستطع الهروب
من لمواجهتم واضطررت للذهاب لغرفة حماتي السابقة لأضع لها المحلول ولأول مرة لا ألقي السلام حين أدخل الغرفة 
وأخذت أعمل في صمت 
بالرغم من شعوري أن هاني وأمه يلحقوني بعيونهم ولكنهم لم يتكلموا في حين كنت حريصة ألا تلتقي عيوني بهم ولكن للأسف أضطررت لقياس الضغط والحرارة لحماتي
 فنظرت لوجهها الشاحب وعيونها الغائرة وأنا أضع ميزان الحرارة تحت لسانها وهذه المرة تقابلت عيوني معها 
كانت عيونها غائرة ويبدو عليها الضعف بينما أبيض شعرها وظهر من تحت غطاء الرأس الذي تلبسه  وتجعد وجهها وأصبحت نحيفة للغاية 
فقد تغير شكلها وأصبحت عجوز ضعيفة وكأنها كبرت سنوات كثيرة في أقل من عامين
في هذه اللحظة تذكرت شكلي عندما خرجت من بيتهم بعد طلاقي وكان هناك تضارب في مشاعري بين الشماته والحزن على حالها 
عندما ألتقت عيوني بها وأنا أخذ ميزان الحرارة من فمها رأيت الدموع في عينيها وطلبت مني أن أجلس معها قليلاً
لأنها تريد أن تتحدث معي
لكني تحججت بأن لدي عمل وغادرت الغرفة بسرعة كأنني أهرب من وح.ش يجري خلفي ووقفت أمام غرفتي لافتحها 
ولكني تفاجأت بصوت هاني يأتى من خلفي ويسألني عن حالي
هنا قررت المواجهة ليعرف أنني تعافيت من الماضي
فاستدرت نحوه وقلت له والإبتسامة تعلو وجهي كما ترى أفضل بكثير مما كنت معك 
قال هاني بالفعل صرت أجمل كأنك شخص آخر
فقلت له بل عدت نفس الشخص قبل أن أدخل بيتك 
ولكن عاد  لي جمالي وهدوء البال لأنني مع أشخاص يهتمون لأمري وبعد أن كنت أسى.رة في بيت زوجي أعامل كالعب.يد
أصبحت أمتلك حياتي 
صمت ولم يرد علي وشعرت بالمرارة في وجهه
الغريب أنني شعرت بنشوة الانتصار عندما رأيت اعجابه 
من مظهري الجديد يظهر واضحاً عليه فلم يرفع عيونه عني وأنا أتحدث بالرغم أن كلامي له كان جا.رحا ثم تركته ودخلت غرفتي قبل أن ينطق بكلمة وأغلقت الباب بينما مازال ينظر نحوي بعدها عاد لغرفة أمه
قالت له عنايات هل رأيت كيف أصبحت سجدة ؟
قال وهو يأخذ نفسا عميقا نعم  رأيتها أصبحت جميلة جداً كيوم خطوبتنا ويبدو عليها الراحة 
تتنفس عنايات بأسى وقالت لقد كانت تعمل كل شيء في المنزل على عكس زوجتك الجديدة
قال هاني غريبة لم تكن تعجبك سابقا ولم ترض عنها قط طوال إحدى عشر عاما تقريبا بالرغم من أنها كانت تخدمك بل تخدم البيت كله
قالت عنايات معك حق فلا تشعر بقيمة الشئ حتى تفقده 
فأنا أخدم زوجتك وزوجات اخوتك وأرسل لهم الحليب والخبز والدجاج ومع ذلك فلا شكر ولا جميل 
قال هاني أمي لقد كنت تريدين أن تزوجينا من عائلات كبيرة وعليك تحمل النتيجة
قالت معك حق لقد فعلت ذلك بنفسي لقد فقدت الفتاة المتدينة الطيبة وحرضتك عليها وفي النهاية أنت أحضرت لي فتاة صغيرة من أسرة عريقة و أسرتها تقف لنا بالمرصاد وكلما غضبت تهددنا بالطلاق
 قال هاني لأنها تعرف أنني كتبت لها مؤخراً كبيراً وليس في مقدوري دفعه حتى لو بعت نصيبي في تركة والدي
لذلك يا أمي عليك أن تتحملي نتيجة أفعالك وتتحملي تحكماتها فأنت حرضتني على سجدة حتى أصبحت أراها كالشيطا.ن وطلقتها في النهاية 
قالت عنايات معك حق أنا المسؤولة عن كل ماحدث
حتى إبنتي تها.ن الآن في بيت زوجها بنفس الطريقة التى كنت أعامل بها سجدة كأن الله ينت.قم مني فيها 
مارأيك لو طلبت من سجدة أن تعود إليك وشقة عامر فارغة يمكنك أن تضع فيها بعض الأثاث وتتزوج فيها 
قال هاني ما تقولينه مستحيل من كل النواحي فحتى لو وافق عامر أن أتزوج في شقته فسوف ترفض زوجته 
قالت عنايات أترك عامر علي أنا سأقنعه حتى لو أخذنا منه الشقة بالإيجار
قال هاني وهناك مشكلة أخرى نسيتيها  هنية زوجتي لن تقبل أن أتزوج عليها وستترك البيت 
قالت عنايات فلتترك البيت كما تريد وتذهب لبيت أبيها
والأولاد تربيهم سجدة وأنا أعرف أنها ستكون حنونة عليهم لأنها عانت مع زوجة أبيها
قال هاني ونسيتي أهل هنية أنهم لن يتركونا نفعل شيئا كهذا وسوف يرفعون علينا قضايا كثيرة 
قالت سنقول أننا لا نريد الطلاق حتى تمل وترفع قضية خلع ونتخلص منها 
قال هاني نسيتي شيئا مهما وهو سجدة قد لا توافق على الرجوع لي بعد ما فعلته معها
قالت عنايات وهل ستجد أفضل منك أنها مطلقة منذ عامين ولم يتقدم لها أحد ولا فرصة لها سواك لو أرادت الزواج مرة أخرى 
يأخذ هاني نفسا عميقا ويقول هيا انتهى المحلول سأذهب لأنادي على سجدة حتى تزيله لك ونعود لمنزلنا وبعدها نرى ماذا سنفعل
قالت عنايات لا تقلق أنا أعرف كيف أقنع سجدة بالرجوع لك  وأعرف كيف سوف أصلح الأمور فأنت ولا سجدة لا تعرف امك وإذا أردت أي شيء سوف أصل إليه

 • تابع الفصل التالي " قصة سجدة " اضغط على اسم الرواية

تعليقات