رواية سر بين السطور الفصل العشرون 20 - بقلم ريو الطائي
البارت 20
-سر بين السطور-
-الكاتبه ريو الطائي-
لاتنسون التصويت والمتابعه وتعليق بين الفراغات
احبكم فرولاتي ✨
..............................
نيران...
فجأة، نفتح الباب ونزلوا أربعة أشخاص
الأكبر دفعني ورا ظهره بسرعة، وطلع المسدس من خصره بدون تردد.
وأحد منهم ضحك بسخرية وكال
..... هاااا شنو الأكبر ليش ضميته مانأكل بشر
الأكبر صوته جان بارد وهو يرد
:: احچي شتريد ولا تبقى تمظرط قبل لا أنهي السالفة بطريقتي
أني جنت ورا ظهره، جسمي يرجف، عيوني تروح بين الأكبر وبين الأشخاص اللي كدامنا، ما جنت أفهم شنو اللي دا يصير، بس أعرف شي واحد… الوضع خطير
هو كال بهدوء.
... حلو، يعني تعرف جاين نريد منك شي
بهدوء، هو رفع حاجب وكال
:: ماجنت متوقع يجي هاذه اليوم وتجي برجليك
وكف الجميع، وما حدا حرك ساكن وجانت الأجواء متوترة، بس هو ظل ثابت
.... الأكبر لاتحاول تلعب وياي
:: منو أنت ولعب وياك بحذائي ماشتريگ
ظل يباوع عليهم، وصوته جان هادي، بس جان واضح إنه مو مهتم الهم وأن يعرفهم
.... نفس الموضوع القديم تساعدنه أو نأخذ هاي الحلوه
عاط بيهم الاكبر بصوت عالي وهو يدفعني ورا ضهره وكانه ميريد يخلوهم يشوفوني
عاط بيهم بعصبيه
:: خلي وأحد من منكم يتقرب أذا ماترست حلوگم بارود ماطلع الأكبر
.... ما عندي وقت أضيعه إذا ماوأفقت رأح
نشوفكم شنو نگدر نسوي
واحد من الرجال اللي وياهم جان يبتسم ابتسامة بيها خبث وكال
.... إحنا جايين نطلب مساعدتك بموضوع مهم بس ما لازم يصير أي مشاكل. كل اللي نحتاجه هو تعاونك
ندست الأكبر من ضهرة وهمست بخوف
نيران: شنو يردون منك
بس هو ما التفت، ظل عيونه مثبتة عليهم، نظراته جانت حادة، باردة، كأنه يحاول يسيطر على الوضع، أو يمكن يخفي شي.
بنبرة هادئة بس مليانة تحذير، كال
:: سكتي مو وكتج نيران
حسيت كلبي نزل لكدمي، صوته جان حاسم، كأنه يريد يحميني، بس بنفس الوقت كأنه يعرف شي ما المفروض أعرفه.
باوعت عليه، عيونه صلبة، ثابته، كأنه دايخ بخطة براسه بس شنو؟
قبل لا ألزم روحي وأسأله، واحد من اللي واكفين كدامه حرك، نبرة صوته جانت كلها تهديد
:خلصنا… راح توافق أو لا
تنهد بثكل، كأنه جان يحسب لكل حرف راح يكوله، وبنبرة باردة كالهم
:: باچر روحو لجسار هو يحل الموضوع أني مالي علاقة
سكتوا للحظة، وكأنهم ما توقعوا يسمعون هالكلام، بس بسرعة تغيرت نظراتهم، شفت واحد منهم يبتسم بسخرية، وگال بنبرة تقطر تهديد
:.. حنى نريدگ أنت توأفق لو نشوف شغلنه بمرتگ
حسيت روحي تطلع، شهكت غصب
الأكبر خزره بنظرة جانت كفيلة تخلي الجو يبرد، وعظامي تقشعر. عيونه ضاقت وهو يحچي بصوت واطي بس يحمل تهديد واضح
:: لسانك القذرر أذا جاب سيرته تعرفني كلش زين شنو راح أسوي
الرجال اللي حچى بالبداية بلع ريكه، بس بقى ثابت، وبعد لحظة كال بصوت أخف
.. معلينه بيها حنّه باچر نجي عليك بنفس المكان ويصير خير
كالها، وبعدها التفتوا كلهم وطلعوا، رگبوا السيارة وحركوها
باوعت للأكبر وكلت
نيران: شنو اللي دا يصير؟!
مارد بس ظل يباوع للفراغ، كأنه يخطط للخطوة الجاية
باوع عليّ، وعلى وجهي اللي واضح بيه الخوف والارتباك، بس بدل ما يجاوبني بجدية ابتسم.
كال بهدوء، كأنه يحچي عن شي بسيط
:: من كول نكبة
نيران: أبد موو وكتتت هاذه كلامكك
:: تعاي نرجع يلا أمشي نار
خزرته وكال
نيران: احجييي منو ذوله؟
:: زبالة، لاتشغلين بالج بيهم وهسه تعاي نرجع للشقة
بقيت ساكته وباوعله أبتسم هو وخله أيده
على خدي وكال
:: لاتخافين أني دوم راح كون وياج محد يگدر يأذي
شعره من راسج
مارديت بس باوعله قرب وجهه وباس
خدي بقوة ورجع كال
:: أخخ ياأم عيون الملونه
وخر ولزم أيدي مشينا مباشرة للشقة، ما جان اكو أي كلام بينا جنت سأكته وأفكر شنو راح يصير
أو شنو يردون من عنده وليش هو مو موافق
يساعدهم
دخلنه للشقة نزعت القمصلة ودخلت للغرفة تمددت على الجرباية، حسيت جسمي ثكيل، بس عقلي ما جان يسكت.
الأكبر دخل للحمام، سمعت صوت الماي، بس عيني ظلت معلكة بالسكف، الأفكار تاكل براسي
وافكر منو ذوله؟ وشنو يريدون من الأكبر؟
شنو الشغل البينهم؟ لازم أعرف كلشي بس شلون؟
تقلبت على الجرباية، عقلي ما يهدأ، كل شي غامض، وكل الطرق مسدودة
لازم أكسر هالصمت ولازم أعرف الحقيقة
شوي وطلع الأكبر من الحمام، ينشف بشعره، باوع علي
وكال
:: راح تبقين سأكته ناري
غطيت راسي ومارديت شوي وحسيت الجرباية
نزلت مد أيده وسحبني من خصري رطمت بصدره
حاولت أبعد بس إيده ظلت مثبتتني بمكاني
كال بهدوء
:: باجر نروح للدكتور نشوف أيدج
نيران: ما يحتاج
عصرني بحضنه وكال بجديّة
::بدون نقاش أسكتي
عرفت إنّه ماكو مجال أعترض، فسكتت
نيران: مراح تحجيلي منو ذوله
:: أشش ميخصج
عضيته من أيده وشوي شوي ورحت بالنوم جسمي مستسلم للتعب بس عقلي بعده يشتغل.
آخر شي حسيت بيه قبل ما أغرك هو نفسه الهادي وقربه اللي خلاني أحس بشي ما أفهمه
كعدت الصبح وأني أحس جسمي متكسر، وكل جزء منّي مو كادر يتحرك.
وخرت الغطة عني، وكمت شفت نفسي بدون بلوزه، كلبي دك بسرعة وحاولت أتذكر شو صار باوعت بالغرفه بس الأكبر ما جان موجود.
سحبت بلوزتي ولبستها، دخلت للحمام، غسلت وجهي بسرعة، وطلعت للصالة
ويه طلعتي، دخل الأكبر، باوع عليّ وابتسم
:: صباحي بعيونج الجميلة ناري
ابتسمت بخجل، وما كدرت أرد بسرعة.
نيران: صباح الخير
هو ظل يباوع عليّ، وبعدها كال بهدوء
:: تعاي كلج شي
حسيت الارتباك يزيد تقربت منه بس بينه
مسافه وكلت
نيران: شنو؟
سحبني من خصري اله وباوع الوجهي وكال
:: أريد أبوسه الصباح مالتي
جيت أحجي أخذ شفايفي بين شفايفه
بهدوء حسيت جسمي كله تبنج
ضربته على صدره وبعد رجع خله راسه برگبتي
وكال
:: يمج كلشي غير ناري كلشي
دفعتُه عني وكلت بهدوء متصنّع
نيران: أريد أشوف جيلان
رفع حاجبه، نظراته جانت مستفزةوكال
:: رجعنا نيران؟ مو كلتي ما عندج أحد غيري
حسيت الدم يغلي بعروكي عطّيت بيه بعصبية
نيران: بسسسس أنييييي ما أريددددك! فهمتتتت كرهككك! حسبالك حابة هاي العيشة وياكككك لا أبد! بس مجبورة! وانته اللي جبرتنييييي
عيونه ضاقت هو يباوعلي
عصرت إيدي بقوة، أظافري غرزت بكفي أيدي وصرخت بدون ما أهتم لأي شيء
نيران: أنيييي ما أريدددد غيررر أختي الي ما أعرف شلون وضعهااا! شنو جاي يصيررر بيهااا! مجاي تحس بيهه انته
صوتي تخلخل بلحظة، مو من الخوف، بل من القهر.. من العجز.. من إحساس الاحتراق اللي بصدري وما يطفي.
هو ظل يباوعلي، ملامحه صارت جامدة، عيونه مظلمة بس أني ما سكتت، ما اهتميت لردة فعله، كل اللي يهمني هو جيلان
نيران: إذا إلك ذرة إحساس أو ضمير خليني أشوفه
باوعلي، عيونه جانت مليانة قهر، بس صوته ظل هادئ هدوء يخوف أكثر من الصراخ
:: صارلنا هواي سوه معقولة ما حسيتي بشي تجاهي؟
ضحكت ضحكة قصيرة مليانة استهزاء
نيران : مستحييييل انته مو شخص مهم بحياتي جاي تسمع ما أحبك، ولا راح يجي يوم وأحبك! افهم
مسح على وجهه بعصبية، أصابعه ضغطت على جبينه وكأنه يحاول يسيطر على نفسه، ياخذ نفس عميق، وبعد لحظة، كال بصوت هادي بس بيه نبرة تهديد خفية
:: روحي للغرفة نيران… ما أريد أذيچ
بس أني؟ ما اهتميت.. رفعت راسي بعناد، خطفت نفس، وگلت بصوت واضح، بدون خوف
نيران: مرأححح أخاف وشترررد تسويي أسوييي
لحظتها، شفت شلون ضاقت عيونه
عط بصوت عالي، صوته هز المكان، عيونه تشتعل بالغضب وهو يصرخ
:: كلتتت روحييي للغرفههه! لا تعاندين
ما جاوبته، بس التفت وترکته بمكانه، مشيت بسرعة للغرفة، وبدون تفكير سديت الباب بكل قوتي
كلبي يدگ بسرعة، أنفاسي مضطربة
كعدت على الجرباية، حسيت برجلي تفقد قوتها، وياه أول ما لمست الحاف نزلت دموعي بدون استئذان
حاولت أمسحهن، حاولت أكتم شهكتي، بس كلشي جواتي جان يصرخ.. محد جاي يحس بيه، محد يعرف شگد دا أتحطم كل يوم.
كلشي دا يصير غصب، كلشي خارج عن إرادتي، حتى أبسط حقوقي، حتى شوفة أختي صارت حلم بعيد..
ضغطت على صدري، أنفاسي متلخبطة، وأنيأهمس بيني وبين نفسي: لشوكت راح أبقى هيج
مسحت دموعي بسرعة، بس إحساسي بالقهر ما راح. كمت، صرت أروح وأجي بالغرفة، خطواتي مضطربة عقلي مليان أفكار متشابكة.
فجأة، صوت قوي كسر الصمت… بعده صوت تكسير بالصالة!
تجمدت بمكاني كلبي صار يدگ بسرعة الخوف بدا يتغلغل بصدري
ضلّيت بمكاني، أتنفس بصعوبة، أضغط على جسمي وأحاول أسيطر على الرعشة اللي بدت تسيطر عليّ
مر وقت طويل وأني ما طلعت من الغرفة، جنت كاعده بمكاني، عيوني مثبتة على الباب
فجأة، الباب انفتح… رفعت راسي بسرعة وباوعتله
عيونه جانت حمر كأنّه جان بعاصفة من الغضب
كال وهو يحاول يكون هادء
:: راح نرجع للبيت جهزي نفسچ
كالها بدون أي شرح بدون أي تفاصيل وبعدها، التفت وطلع من الغرفة، كأنّه مامنتظر مني أي رد
كمت غيرت ملابسي بسرعة، وما جنت أعرف شنو أكول أو أسوي، بس حاسّة بشي غريب يخنقني.
طلعت من الغرفة وشفته واكف بالصالة، عيونه مثبتة على جهازه باوع لي لمحة، وبعدين رجع نظره لجهازه
دخل للغرفة، بس بعدها شوية وطلع مرة ثانية وبيده قمصلة رماها باتجاهي وكال بلهجة جافة
::لبسي لا تتمرضين
ما جان عندي وكت للتفكير، أخذت القمصلة بسرعة، لبسته وهو بعد مشي كدامي وطلع، كأنّه مو مهتم بأي شي.
رحت ورا، سدّ باب الشقة، ورحت وياه نزلنه و
صعدنا السيارة، والجو جان ساكت بينا. ماجان اكو كلمات، بس الصمت جان ثكيل، كأنه يضغط علينا.
هو جان مركز على الطريق، وعيونه ثابتة كدام، وكأنّه بعالم ثاني
حطيت راسي على الجامة، غمضت عيوني، وحاولت أتنفس بعمق. فكري مشوش، كل شيء يمر كدامي بسرعة، وكل الأفكار تتصارع برأسي.
شلون أقنعه شوف جيلان؟ شلون أكدر أغير رأيه؟ شلون
الدموع جانت على حافة عيوني، بس ما سمحت لها تنزل. جنت أكول لنفسي: "لازم تتحكمين بنفسج لازم تقنعي!"
وصلنا للبيت وكفّ السيارة بعدها كال بهدوء
:: نزلي
ما جان اكو مجال للنقاش كلماته انت واضحة وصارمة.
نزلت من السيارة وأني بحالة من التوتر الخطوات
تركني وحركها ببطء، راح بعيد
تنهدت بعمق وكلبي جان مثكل بالأسئلة والمشاعر المختلطة
دخلت للبيت، باوعت يمين ويسار، ما شفت أي شخص غير العاملات اللي مشغولات بشغلهن.
ماجنت مهتمة فيهن تركتهن صعدت للغرفة
دخلت للغرفه وسديت الباب حسيت بشي غريب
بداخلي تنهدت ورحت كعدت على جرباية وأفكر
وين راح ليش مانزل وياي
بقيت أنتظره طول اليوم، كل لحظة جنت أأمل يرجع علمود أحجي وياه بس ما جاء
نزلت تحت شفتهم كاعدين يتعشون. تركت الكل وما اهتميت، بس عيوني وكعت على جسار اللي جان يباوع عليّ بنظرة خزرة
ابتسمت بهدوء ورحت يمهم وكلت
نيران: شلونكمم؟
كال ماجد بضحكة خفيفة
ماجد: هلا والله نور البيت
ابتسمت له، وأحسيت بشيء من الارتياح
رحت وكعدت مع الكل بس جنت دايمًا متوترة، وكل ما حاولت أركز على الحديث، فكري يرجع يتشتت على اللي صار اليوم وعلى الأكبر
بعد ما كملوا الأكل، الكل جان ساكت وكل واحد راح لغرفته ما حد سألني أو حاول يحجي وياي حتى لينا بقينه بس اني وماجد كاعدين على طاوله
حسيت بشي غريب مثل العزلة فقررت أسأل ماجد
نيران: الأكبر وين؟
باوع لي للحظة، بعدين كال بهدوء
ماجد: عنده شغل يمكن يتأخر
هززت راسي بحيرة وصعدت للغرفة الوكت مر ببطء
وما وأجه
مر وقت طويل، وما جان اكو أي خبر عنه. وكل يوم صار نفس الشي، مرات جان يجي شوي ويطلع بسرعة وما يصعد للغرفة أبدًا. جان يضل يكعد مع الكل يتعشى وياهم وبعدها يرجع يطلع على كأنّه مختفي بعالمه الخاص
كلما شفته وهيج، جنت أحس إن شي بداخلي يتغير
ومع مرور الأيام، بدأت أتساءل أكثر
: هل هذا التغيير بيننا شي طبيعي؟ وليش هو هيج بعيد
بيوم بليل، جنت كاعدة على الدرج وضايجة، كل شيء حواليي جان يعكس توتري، ما جنت كادرة أرتاح
فجأة، شفته، الأكبر دخل للبيت و جاي باتجاهي. باوعت له، وهو باوع لي بنظرة جانت هادئة، بس بيها شي غريب.
مر من يمي وكال بهدوء، وكأنه يتجاهل مشاعري بالكامل
:: الأرض وصخة لا تكعدين هنا
باوعت له بحدة وجاوبته بنبرة واثقة
نيران: نظيفه شوف أحسن من قلوب بعض البشر
هو بس نظر لي بنظرة سريعة، وكال بهدوء بدون أن يعبرني
::براحتج
وطلّع فوك متجاهل كل شيء، مشي ببطء كأنّه ما جان اكو شيء
لحظة حسيت إن كلامه ما جرحني، بس تركني بحالة من الأسئلة والتشويش
صعدت ورا دخلت الغرفة وما شفته. طلعت للغرف الثانية، ولكيته جان وواكف ويباوع على الشباك بهدوء كأنّه غارك بأفكاره.
وكفت بباب الغرفة، وحاولت أهدأ قبل ما أحجي كلت بهدوء
نيران: صخر
هو ما باوعلي بس بعد لحظة كال بهدوء، بدون ما يرفع نظره عن الشباك
:: ها نار محتاجه شي
حكيت راسي بتوتر، وجان كلبي يعصرني من داخل بعدين كلت
نيران: ليش مجاي تجي للبيت؟
دار وجهه بسرعة، باوع لي بنظرة هادئة، وكال بكل برود
:: ليش يهمج أذا جيت أو لا
ما رديت، بس باوعت له، ابتسم بشكل هادئ
كال بهدوء
:: شفتي؟ ما عندج جواب يعني ما همج فلا تسألين
كلامه جان يوجع أكثر من ما جنت متوقعة
خزرته بنظرة حادة، وكلت بغضب
نيران: طبك مرض لاتحجي! ومداك أي متهمني
جيت طلع رجعني بقوة لزمني من إيدي وحط يده على خصري بقوة
نظر لي بعيون حادة، وكال بهدوء
:: ديري بالج تحجين هيج مره ثانية هاذي لسانج كصه
خفت منه وما كدرت أرد عيوني دمعت من الوجع
هو من شافني هيج، ترك خصري بسرعة وكال بصوت هادئ
:: آسف مو قصدي أذيتج نيران… وجعتج
رجع كال بهدوء
:: وين بايدج لو خصرج؟ آسف بابا
كلامه كان مليء بالندم، بس مع ذلك، حسيت بالألم داخلي، وكأنّه يعيد الجروح القديمة
تركته وسحبت نفسي من الغرفة، ورحت لغرفتي. الدموع جانت تغرك عيوني ما كدرت أتحكم بيها
سديت الباب وركضت للحمام، جان كل شيء داخلي مكسور. غسلت وجهي وأيديني، وجان الألم يتعمق أكثر
طلعت من الحمام، نشفت وجهي وعيوني جانت حمرا
شفتَه موجود بالغرفة، جاي باتجاهي. قبل ما أكدر أتحرك، سحبني لحضنه، وكال بهدوء
:: عساني ميت ولا مذيج. مانتبهت لنفسي
نيران: وخر صخر
:: أشش بابا ودأعتج مو بقصدي أذيج
هزيت راسي، وكلت بهدوء
نيران: عادي لا تشغل بالك
شالني بين إيديه وخلاني على الجرباية، تمدد يمي وسحبني لحضنه بدون ما يحجي
بقيت ساكتة، ما حركت حتى إيدي. حسيت بدقات كلبه قريبة، وأنفاسه هادئة، بس ثكيلة.
نيران: شسمه كلك أني...
جيت كمل خله أيده على شفايفي وكال بصوت خافت كال
:: نامي بابا لأ تفكرين بأي شي
ما جاوبته، بس غمضت عيوني، مو عارفة إذا جنت فعلاً راح أكدر أنام
ما رديت بقيت ساكتة حتى نفسي جنت أحاول أخفّفه حتى لا يحسّ إني بعدني كاعده
مر وقت طويل، وهو عباله نمت. فجأة، حسّيت بلمسته
باسني بهدوء من ركبتي، كأنّه جان يحاول يعتذر بدون كلمات شوي وكال وهو يشم بركبتي
:: أخخ ياريحت أهلي الما أشم ريحتهم
بعدها كام بهدوء وطلع من الغرفة، وأني ظلّيت بمكاني عيوني مفتوحة على الفراغ،وكلبي ينبض بسرعة.
تربعت على الجرباية، وعيوني ظلت معلكة على الباب اللي طلع منه
أفكر…وين راح؟ وليش تركني
حسيت بفراغ غريب، وكأن حضوره قبل شوي جان مجرد لحظة عابرة، واختفى بسرعة بدون أي تفسير
بقيت بمكاني، أفكر إذا المفروض ألحكه… أو أبقى وأتجاهل كل شي يصير
كمت بهدوء وطلعت من الغرفة، شفته جوه مشيت ورا
شفته طلع للحديقة
مشيت وراه بهدوء، ما ريد يحس بيه وطلعت أشوف جان كاعد على كرسي ولازم جهازه وشغل أغنية
صوت الأغنية جان واضح
"البارحة بالحلم جني لهلي رديت ومابين ناسي
قعدت كم سولفت وبگيت
وكفت بمكاني، ما عرفت ليش بس هالأغنية ضيكت صدري.
جان مرجع نفسه على الكرسي، مغمض عيونه، ويسمع الأغنية بكل تركيز، كأنه يحاول يغرق بيها وينسى العالم.
بقيت واكفة، أراقبه بصمت، ما عرفت إذا جنت لازم أبقى أو أرجع. بس فجأة، فززني صوته وهو يكول، بدون حتى ما يفتح عيونه
:: تعاي ناري لا تبقين وأكفة
تجمدت بمكاني، مصدومة… شلون شافني وهو بعده مغمض؟
حكيت راسي بتوتر، ما جنت عارفة شو أكول أو شو أسوي بعدين رحت كعدت يما
كلت ببطء
نيران: ليش ما نمت
رفع راسه، باوع عليَّ بعيون مليانهتعب وكال بهدوء
:: أريد أرتاح
بقيت ساكتة، وهو مسح على وجهه بضيق وكأن كل شيء ثكل عليه
تقربت منه شوي وخليت راسي على صدره ما أعرف ليش سويت هيج، بس العرفه أني لما أكون موجودة يمه كل شيء يكون زين
هو بقي مصدوم، صدره يصعد وينزل بسرعة، بس بعدها خلى إيده ورا ضهري وسحبني لحضنه أكثر، كال بهدوء:
:: شبيج ناري
بلعت ريگي، وكلت بصوت منخفض
نيران: مبيه بس باردت
باسني من راسي، وقربني منه أكثر. جان يحاول يدخلني بين ضلوعه، وكأنّه يحاول يحميني من شيء ما أعرفه.
بقيت ساكتة، وهو بعد ساكت، وكل شيء بينا جان هادي. بس الأغنية جانت تتكرر كل شويه، وكأنها تردّد نفس الإحساس اللي جان يملأ الجو
غمضت عيوني، حسيت بنفاسه قريبة من ركبتي جانت دافئة ثكيلة على كلبي.
بلعت ريگي وحسيت بشيء مختلف، مزيج من التوتر والراحة بنفس الوقت. كل شيء جان هادئ حولنا، بس القلب جان ينبض بسرعة
ما جنت أعرف إذا جان هذا الشعور هو الأمان أو الخوف
فجأة فززنه صوت، كمّت بسرعة من حضنه درت وجهي شفته لينا، جان وجهها مليان توتر
كالت بهدوء، بس جان اكو بصوت توتر واضح
لينا: آسفة معبالي أكو أحد هنا
تنهد الأكبر وكال بهدوء
:: عادي وهسه تكدرين تروحين
هزت راسها وكالت
لينا: تصبحون على خير
كالت هيج ودخلت تركض للبيت، وأني بقيت باوع للاكبر، شفت ابتسامته الخفيفة
كال بينه وبين نفسه بهدوء
:: يصير خير
بقيت ساكتة تركته، ودخلت للبيت. صعدت للغرفة ورحت تمددت على الجرباية
غمضت عيوني، وكل شيء صار حولي هادي، حتى الأفكار اللي جانت مشوشة بدأت تهدأ شوي شوي
قبل ما أكدر أستوعب أي شيء، رحت بالنوم... حاولت أهرب من كل شيء، بس مع ذلك جنت مشوشة
كعدت الصبح على صوت الأكبر عيوني جانت ثكيلة من النوم. فتحتها ببطء، شفته كدامي، وقبل حتى أستوعب حسيت بوسة قوية على خدي
بصوته الهادي كال
::يلا كعدي كافي نوم… أريد أشوف عيونج الحلوة
بقيت باوعله مو مستوعبة وجهي صار حار من لمسته، ومن كلماته اللي دخلت عقلي قبل حتى أفكر برد.
مسحت خدي بسرعة ووجهي احترق أكثر من قبل
بس هو ضحك بصوت عالي، ضحكة مليانة راحة بنفس الوقت وكال
:: هيج صارت يعني؟ أم كراعين الدجاجة
عقدت حواجبي ونظرت كلت بانزعاج
:: انجب
بس هو ما جاوب، بس ظل يضحك أكثر، وكأنه مستمتع باستفزازي.
رجع باس خدي مرة ثانية، وأني بعدني مصدومة من الأولى
ضحك بخبث وكال
:: جنج نعال أخخ شكد كرهج
باوعت له بصدمة، عيوني توسعت، وبعدها عيوني ضاقت بتهديد. دفعت صدره بقوة وگلت بعصبية
نيران: إي والله إذا تكرهني ليش بعدك لازگ بيه
::يمكن أكرهج بس عوفيني أجرب أعيش بدونج وشوفي شلون أرجع إلج ركض
مارديت باوعت على نفسي وخزرته بعصبية وكلت
نيران: ويننن بلوزتييي؟
خله إيده على حنجه كأنه يفكر، بعدين بكل برود كال
::ما أعرف من دخلت للغرفة شفتج بدونها
عيوني توسعت، وحسيت الدم صعد لراسي من القهر والخجل وكلتبصوت عالي
نيران: إنت شنووو؟! شنو قصدك شفتني بدونها
بضحك ببرود، ورفع حاجبه وكال بمكر
:: لتخافين ما شفت شي بس إذا تردين أظل أتخيل عادي جداً
كال بضحكة
:: هاااا ناري لا تعصبين بس چنت دا أساعدج
عصّبت أكثر وگلت بصوت حاد
نيران: دور وجهك ولا تباوع
بس هو، بكل برود، ابتسم وكال بمكر
:: حلالي ليش ما أباوع
گلت بعصبية وأني أدور عن بلوزتي
نيران:حلالك بعينك بس دور وجهك ولا تصير دبسزز
بس هو استند على الجدار، ضام إيديه لصدره، وظل يباوعلي بعيون مليانة استمتاع، وكال بهدوء
:: يلا بسرعة دوريه وإذا ما لكيتيها عادي أشتري لج غيرها أو خليج بدون شي ماكو فرق
رميت عليه أي شي قريب مني وگلت بانفعال
نيران: أطلعععععععع
ضحك بصوت عالي، ضحكة كلها متعة واستفزاز، وكال وهو يهز راسه
:: اني جبته لنفسي ورب العرش العظيم
نيران: إي والله جبته لنفسك وروحك الي راح أطلعها وياها إذا ما طلعت من الغرفة
رفع إيديه باستسلام وكال بمكر
:: حاضر حاضر لا تذبحيني بس ترى بعدني مصر أنج حلالي وأباوع براحتي
طلع وضحكته بعدها ترن بأذني، وأني بقيت بمكاني أتنفس بسرعة ووجهي محمّر من الغضب والخجل
كمت بسرعة، لبست وأخذت ملابس ثانية ودخلت للحمام. خليت الماي الحار ينزل عليّ كأنه يحاول يمحي كل لحظة مرت
سبحت، وبعدها طلعت، لافّة نفسي بالمنشفة كعدت كدام المراية، مشّطت شعري بهدوء، وأفكاري رجعت لقبل
تذكرت شلون شعري جان طويل قبل شلون جنت أحب ألعب بيه، أمشطه وأضفره بألف طريقة بس هسه؟ كلشي تغيّر… حتى أني ما أعرف إذا بعدني نفس نيران اللي چانت قبل.
لبست ملابسي بسرعة ونزلت جوه، عيوني تباوع بكل زاوية، بس ما شفت غير الأكبر كاعد على الطاولة.
تقربت، كعدت على كرسي مقابله وگلت باستغراب
نيران: وينهم ليش ماكو أحد
رفع راسه، باوعلي بعيونه الهادئة وكال
:: راحو بقينا بس أني وياك أبني
تجمدت مكاني، عيوني اتسعت، وبلعت ريگي ببطء. شعور غريب لفني
خزرته بنظرة وكالت
نيران: انجب. وكولي وين راحو
رفع كوب القهوة بهدوء، شرب رشفة، وبكل برود كال
:: عمج جسار عنده شغل بغير محافظة وراحوا وياه يغيرون جو
نيران: وليش ما أخذوني وياهم
رفع حاجبه، ابتسم بمكر وكال
:: لأنج مو منهم أني مارحت يعني أنت هم متروحين
بقيت ساكتة، أباوع له بدون أي كلمة. حسيت كلبي يدك بسرعة، بس عقلي مو مستوعب شنو قصده.
هو ظل يشرب قهوته بهدوء، كأنه ما رمى قنبلة قبل شوي.
تنفست بعمق، عضيت شفايفي وگلت بصوت واطي
نيران: شنو تقصد
:: إذا بعدج ما فهمتي لا تحاولين تفهمين هسه بس راح يجي وقت وتعرفين كلشي
كلامه زاد استغرابي، بس قررت ما ألح… مع هذا، شعور غريب بدأ يكبر بداخلي، شعور يكول لي إن وجودي وحدي وياه مو صدفة، وإنه هو يعرف شي أني بعدني ما أدري بي
مارديت، كملت أكل وأني ساكته بعدين كمت وطلعت للحديقة
وهو وراي، كال بهدوء
:: تجين وياي نطلع بره
سألت بنبرة مترددة
نيران: وين نروح
هو رد بهدوء،
:: حسيتج ضايجة، تعالي نطلع
هززت راسي بالموافقة، لأن نفسيتي جانت تعبانه وحسيت إنه يمكن يغير الجو شوي ويخفف عني.
لزمني من إيدي وكال بهدوء
:: يلا تعالي
طلعنا للسيارة، صعدنا وبقينه ساكتين
فزيت من صوته وهو يكول بهدوء
:: شبيج نار
باوعتله، وحاولت أكون قوية، وكدت بهدوء
نيران: مبيه شي بس شوي تعبانه
هو سكت للحظة، وكمل سياقه بهدوء، بعدين وكف السيارة وكال بهدوء
:: شنو يوجعج، بابا
دمعت عيوني من كلمته، "بابا" رغم إنه مو أول مرة يكوليها بس جانت لحظة ضعيف مني، ودموعي نزلت من غير ما أكدر أوكفها
حسيت إنه بشيء بداخلي، حاجة جنت مخبّيته شعور بالحماية
هو من شاف دموعي فزع وسحب يده على راسي بحذر وكال بقلق
:: نار... لا تبجين
حاول يهديني، ومسح دموعي بأطراف أصابعه، وجان واضح إنه مرتبك، ما جان يعرف شنو يكول علمود يخفف عني
نزل من السيارة فتح الباب، وأجه عليه حضني بقوة جان حضنه دافئ، وكأن العالم كله اختفى لحظة لكيت نفسي
بين أديه
كال بهدوء وبصوت
:: دموعج تحركني بنيتي شبيج
حسيت بالكلمات تلمس أعماق كلبي وجان بي شيء
غريب
ما جنت كادرة أكول شي، بس حسيت بالأمان لأول مرة من فترة طويلة
بادلته الحضن بقوة وغمضت عيوني وأني همست له
نيران: لاتتركني
هو سكت للحظة، بس حضنه جان دافئ، ومشاعره جانت واضحة بصمته، كأنه يطمئنني أنه هنا وما راح يتركني
كال بهدوء، وهو يحاول يخفف عني
:: مستحيل انتي أهلي أكو شخص يترك أهله?
بقيت ساكته، وكل كلمة منه جانت تزيد الأمان بكلبي هو ما جان مجرد شخص عابر، جان جزء من حياتي
هو مسح دموعي بحذر، وبابتسامة دافئة كال
:: عيونج حيل حلوة تصير من تبجين
ابتسمت بهدوء، وأني أمسح دموعي بيدي باس خدي بسرعة، وكال
:: هاج ماي غسلي وجهج
حسيت بشيء غريب بنفسي بس بفس الوقت جانت لحظة من الراحة
غسل هو وجهي وشربني ماي، وبعدين رجع شغل السيارة. الطريق كله جان يحجي ويضحك، يحاول يغير من نفسيتي
وصلنا للحديقة، وجان الجو مغيم وكلش حلو، النسيم الهوء جان بارد والمكان هادئ. الجو جان مثل ما شعورنا، مغيم بس مريح
كعدنا على الكرسي وجان اكو الأطفال كدامنا يلعبون، وأني باوعتله وشفت بعيونه لمعة وهو يباوع لهم
تنهدت وكلت له بهدوء
نيران: تحب الأطفال
باوع علي وابتسم وكال
:: حيل أحبهم
بقيت ساكتة، مر الوقت وإحنا كاعدين نسولف وكل شيء حولنا جان هادي، مثل ما جانت اللحظة
بعدها أخذني للمطعم وتغدينا سوية، الجو جان حلو والمكان مريح. رجعنا للبيت بعدها
دخلت للغرفة ورحت كبل تمددت على الجرباية وهو راح يغير ملابسه. شويه وبديت أسمع صوت الميز يتحرك باوعتله شفته واكف يختار ساعة
سألته بهدوء
نيران: وين تروح
رد بنفس هدوءه المعتاد
:: عندي شغل بالليل رجعي نامي وارتاحي بنيتي
بقيت ساكتة ما ردّيت، بس ظليت أباوع له
باوعلي هو وقرب مني، باس عيوني بخفة، وصوته نزل بهدوء وهو يكول
:: غمضي وريحِي ذنّي
هزّيت راسي بهدوء بدون ما أحچي، وهو طلع من الغرفة وسدّ الباب وراه.
بقيت بمكاني، عيوني على السگف، وأفكاري تودّيني وتجيبني...
بجيلان، شلون وضعها؟ ليش ماكو أي خبر عنها؟ شلون أكدر أوصلها
ضلّيت أفكر بيها لحد ما غلبني النوم، ودموعي بعدهن معلّقات بين جفوني.
كعدت ورا فتره مسحت عيوني بكسل وباوعت للعاملة، صوتها جان هادئ وهي تكول
: أستاذ الأكبر تصل وكال خلي مدام نيران تكعد تتعشى
تنهدت ببطء، شنو هذا؟ حتى وهو مو هنا بعده مسيطر علي
هزّيت راسي للعاملة وگلت بهدوء
نيران: يلا، نازلة
غسلت وجهي بسرعة، وعدّلت شعري، بعدها نزلت جوه
كعدت على طاوله
بقيت كاعدة وحدي، الأكل كدامي وما عندي نفس، بس أصفن مثل الهبلة
"شنو هالحياة" همست بصوت واطي، كأنما أحچي ويا روحي.
كملت كلي ورجعت صعدت للغرفة، تمددت على الجرباية وعيني على السگف، فجأة فززني صوت الجهاز
أخذته وشفت رسالة واصلة، باوعت لها بسرعة، جان مكتوب بيها
:: اكلتي زين
هزيت راسي بضوجه وكتبت
نيران: إي أكلت
ورا ثواني إجا الرد
:: لا تبقين كاعده راح أرجع متأخر
تنهدت ومسحت الرسالة بدون ما أرد، بعدين حطيت الجهاز على الميز، غمضت عيوني وأني أفكر بجيلان، بالأكبر، بكل شي. لين ما غلبني النوم
كعدت على بنفس بركبتي، تفآفات بضوجه وحاولت أدفعه بعيد بس لزم إيدي بسرعة وكال بهدوء
:: اشش.. خليني، ناري
عيونه جانت ثابتة عليَّ، بيها شي غريب، شي ما فهمته... كلبي يدك بسرعة، حاولت أسحب إيدي بس مسكها بقوة أكثر وكال بصوت هادئ بس بيه إصرار
:: دقيقة وحدة لا تحاولين لا تبعدين
حسيت بأنفاسه قريبة، وتقرب مني أكثر، أخذ شفايفي بين شفايفه بهدوء…
تجمدت بمكاني، جسمي صار بارد بس كلبي يدك بسرعة، ما عرفت شسوي، بس هو ما استعجل جان هادي، ناعم، وكأنه يريدني أفهم شي بدون ما يحجي.
بعد لحظات، ابتعد شوي، باوعلي بعيونه اللي جانت بيها ألف كلمة ما نطقها، مرر إيده على خدي وكال بصوت واطي
:: ما أريد أذيچ بس أريدچ تفهميني
رجع أخذ شفايفي بين شفايفه....
لميت الغطى عليه وهو حضني بقوة وخلى راسه على صدري، جان يهمس بهدوء
:: ناري
حاولت دفعه بس ما تحرك، وجان صوته هادئ لما كال
:: خليني مرتاح هيج ليش تحاولين تبعديني عنج
بلعت ريگي، وان صوته يعصر كلبي، وحاولت أتنفس بهدوء قبل ما أجاوبه
نيران: لا شسمه بس أريد أروح أسبح
حضني بقوة، وصدره يصعد وينزل، رجع وكال بهدوء
:: أريد أنام ناري لاتتحركين
نيران: بس أني ممرتاحيه هيج
رجع وكال بثقة
:: بس أني مرتاح
بقيت ساكتة، رضيت بالمر الواقع وهو قريب مني. غمضت عيوني، وأني أقبل الحقيقة، ودفنت نفسي بحضنه، وكل مشاعري تغرق بالهدوء التام. نمت وأني بأمان بين يديه.
الصبح كعدت على صوته وهو يحجي الأتصال
جنت ساكته للحظة اسمعه بدون ما أحرك شي
من طريقة كلامه عرفته يحجي ويا جسار.
جان صوته هادئ بس بي نوع من الجدية، مثل كل مرة يحجي بيها وياه
حسيت بشي غريب، كأنهم جانوا يناقشون موضوع مهم، لكن ما جنت متأكدة ظللت ساكتة
سد الاتصال بوجهه وفشر علي فشاره أول مرة.
سمعه يفشر، ومسح على وجهه بعصبية
بعدها، جت عيونه عليه، صفن شوي بعدين ابتسم وكال بهدوء
:: صح النوم أم عيون
جان صوته هادي خزرته ومارديت اجه عليه وكعد قريب مني سحب يدي بهدوء وباسها وكال
:: نار كومي جهزي نفسج
باوعت له وكالت
نيران: ليش
أسكت شوي بعدين كال كلام صدمني
:: ماتردين تشوفين أختج جيلان؟.....
.....................
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( سر بين السطور) اسم الرواية