Ads by Google X

رواية ابواب الفصل الثاني 2 - بقلم هنا عادل

الصفحة الرئيسية
الحجم

 

رواية ابواب الفصل الثاني 2 - بقلم هنا عادل

الفصل الثاني
زين اتخض من سؤال جاد ورد وقال:
– هو ده نوع الحوار اللى حابب تقيس مستوى تفكيري بيه؟
رد جاد بهدوء وقال:
– لاء، مش ده الحوار اللى عايز اقيس مستوى تفكيرك بيه، انا بسألك على قناعاتك مش اكتر، مقتنع بوجودهم ولا لاء؟
رد زين وقال:
– اه، مقتنع بيهم، فيه حالات كتير كانت بتلجأء لوسيط روحاني لما كنا فى امريكا، كان جار لينا الوسيط ده، وبسمع عنده حاجات كتير خلتني اصدق وجود الارواح والاشباح.
جاد ابتسم ورد على زين وقال:
– سمعت بس؟ مشوفتش صح؟
زين بجدية:
– لاء مشوفتش، لكن هما بيتشافوا؟ اللى اعرفه الحقيقة انهم بيكونوا مجرد اشباح مالهمش اثر مادي، هما بس بيستغلوا الاشخاص الضعيفة علشان يقدروا يتعاملوا من خلالهم.
جاد:
– انا هخليك تشوف بعنيك، جدالك ورفضك لأى اراء غير ارائك محتاج اعرف مداهم لحد فين لما تشوف اللى بيحصل فى العالم بتاعهم.
هنا حس زين بفضول غريب، اتكلم مع جاد وقال:
– عالم ايه؟ انا اصلا مستغرب جدا من كلامي معاك! انا عارف ان حضرتك مش بتتكلم خالص فى اي مواضيع، ليه معايا انا بالذات اتكلمت؟ وليه نوع المواضيع دي اللى اتكلمت معايا فيها؟
جاد:
– هما اللى طلبوا اني اتكلم معاك، وهما اللى طلبوا اني اكلمك عنهم.
زين بأستغراب:
– هما مين؟ وطلبوا ايه؟
رد جاد وقال:
– هتعرف لما يوصلوا، قوم بس اقفل علينا الباب ده، اللي هيحصل لازم محدش يعرفه غيري انا وانت.

فى الوقت ده كان حاسس زين بتوتر، سرح لدقايق بيفكر فى الحوار اللى بيحصل بينه وبين راجل اكبر من ابوه، الفضول جواه قوي جدا يعرف ايه اللى هيحصل؟ لكن فى نفس الوقت بسبب معرفته بأن فعلا فيه عالم تاني فيه كائنات بيسمع عنها بس ومشافهاش ووارد يتعامل معاهم بعد شوية وقت ده خلاه حاسس بتوتر، اه هو اختلافه دايما بيكون بسبب طريقة التفكير، بسبب اختلاف الثقافات، بسبب حاجات بعيدة كل البعد عن الطريق ده، هو محاولش قبل كده اصلا يتكلم على الحاجات دي ولا مصر، ولا حتى فى امريكا، وعلشان كده زي ما حاسس بفضول، حاسس بقلق من انه هيخوض تجربة هو حاسس بالجهل تجاهها، قطع سرحانه ده جاد وهو بيقول:
– يلا يا زين، قوم اقفل الباب، وياريت لو تهدي النور ده شوية، مش هنحتاج كل الاضاءات دي.
اتحرك زين من مكانه بهدوء وصمت وراح ناحية الباب وقفله، اتكلم جاد وقال:
– بالمفتاح يا زين.
قفل زين الباب وفعلا قلل الانوار اللى فى الاوضة، لكن مع تقليل الاضاءة وقلق زين، بص ناحية جاد، حس بقشعرة غريبة فى جسمه، اتكلم جاد بأبتسامة غريبة وقال بهدوء:
– متقلقش، مش هتشوفهم من خلالي، انت هتشوفهم بعنيك حوالينا كمان شوية دقايق.
اتوتر اكتر زين وقال لجاد:
– انا مش عارف انا قلقان كده ليه؟ هو ايه اللى بيحصل؟ انا مش فاهم على فكرة.
هنا رد عليه جاد وقال:
– هتفهم لما يوصلوا، انا كمان مش فاهم ولا عارف هما ليه اختاروك، لكن اكيد لهم اسباب، وانت اللى هتعرفه لو مسموح لك تعرف ايه هي، خلينا نستناهم بس، مينفعش ننشغل فى الوقت اللى بيكونوا فيه على وصول.
رجع زين قعد تاني قصاد جاد اللى رغم انه لسه على نفس االحال اللى متعود عليه زين، الا انه المرة دي حاسس بخوف من ناحيته، حاسس نظراته غريبة، صوته بيقشعر الجسم، فيه طاقة كده حاسس بيه من ناحية جاد بتسبب لزين سرعة فى ضربات قلبه، التوتر كان بيخلي زين كل ثانية يبص فى ساعته، وبعد الدقيقة يكلم جاد ويقول:
– هو احنا هنفضل قاعدين كده؟ هو اللى جاي ده هييجي امتى؟

جاد برق فجأة لزين لدرجة انه ارتجف من نظرة جاد له، وشاور جاد بصوباعه ناحية باب الاوضة المقفول وهو بيحط ايديه التانيه على شفايفه بمعنى ان زين يسكت وميتكلمش، اتوتر زين وبمنتهى التوتر والقلق بص ناحية الباب، وفجأة ومن غير مقدمات….وقع زين من طوله ومحسش بنفسه ولا بأى حاجة بعد اللحظة دي.
فى اوضة زينة وفهيم، واقفة زينة تسأل فهيم:
– هو زين جاي امتى يا فهيم؟ انت ليه سيبته لواحده طيب؟
فهيم:
– ابنك مش صغير يا زينة خلاص كبر، وبعدين هو مش عند حد غريب، ده مع راجل من قرايبنا، اكيد هيخلص كلام معاه ويرجع.
زينة:
– ابنك مش مرتاح هنا على فكرة، حاسة اننا ظلمناه برجوعنا لمصر.
فهيم بأبتسامة:
– عارف انه لحد دلوقتي مش حاسس انه لاقي نفسه، لكن متقلقيش، لو استمر على الوضع ده هخليه يخلص الثانوية هنا فى مصر، ويرجع امريكا يكمل الجامعة هناك.
ابتسمت زينة وقالت وهي حاسة براحة:
– يااااه، انا مش قادرة اقولك كلامك ده ريحني ازاي يا فهيم، عايزاك تقول الكلام لزين يا فهيم، خليه يبقى مرتاح شوية ويعرف انه وقت ما يحب يرجع هناك مش هيكون عندك مانع.
فهيم:
– سيبي بس الموضوع ده دلوقتي، خلينا نديله شوية وقت اكبر، مين عارف؟ مش يمكن يحب هنا ويبقى راضي ومقتنع بوجوده؟
زينة:
– اتمنى، اتمنى يا فهيم انه ميبعدش عني ولا يفارقني، لكن برضو راحته ونفسيته اهم عندي من اي حاجة.
فهيم:
– متقلقيش، اكيد اللى فى مصلحته هو اللى هيتعمل.

خلال الوقت اللى كانت زينة وفهيم بيتكلموا فيه عن زين، كان هو بيفوق وبيفتح عنيه، لكن حالته كانت غريبة، رغم انه بيفتح عنيه الا ان صدره طالع نازل بسرعة رهيبة ونفسه ضيق وحاسس بخنقة، حط جاد ايديه على رأسه وابتدا يهمس بكلام مش مسموع، فى اللحظات دي كان حاسس زين وكأن جسمه بيتعرض لماس كهربا، لكن مش الكهربا اللى تخليه يتنفض، كهربا محسسة بأن جسمه كله فيه تنميل وكأن شعيرات صغيرة بتتحرك على جلده ومش قادر يبعدها عنه، لحظات وسكت جاد من همساته وقال لزين اللى فتح عنيه:
– انت جبان؟ للدرجة دي انت بتخاف يا زين؟ انا تخيلت ان هما اختاروك علشان عقلك مسيطر على قلبك.
زين بيبص حواليه وهو لسه نايم على ضهره على الارض، قام قعد وهو بيقول لجاد وكأنه بيكدب نفسه وبيكدب عنيه:
– هو ايه اللى حصل؟ انا ايه اللى خلاني وقعت كده؟
ضحك جاد بخبث وقال:
– هتعرف، بس مش دلوقتي بقى، واضح ان انت لازم يتمهد لك ظهورهم، انا كنت فاكر انك اقوى من كده.
زين بيحاول ينسى اللي شافه ويتكلم مع جاد وكأنه مش فاهم بيتلم عن ايه، قال زين:
– ما تخليك واضح معايا، هو انت حابب تحسسني بتوهان علشان تثبت ان انت كده اذكى مني يعني؟ انا مش فاهم اي حاجة من القاعدة اللى مكانش لها اي داعي دي.
ضحك جاد وقال لزين:
– انت بتكدب على نفسك، اومال صراحتك ووضوحك وجراءتك راحوا فين؟ عموما ماشي يا زين، ارجع لبيتك دلوقتي، انت اضعف من انهم يظهروا فجأة، هتتعرف عليهم بعد التمهيد، وكمان هتعرف منهم هما سبب رغبتهم بمعرفتك بيهم.
اتعصب زين وهو بيقول لجاد بحدة:
– كنت قولت ان انت عايز تضيع وقت وخلاص، انا غلطان على فكرة اني تخيلت ان فيه حد موجود هنا ممكن يكون بيفكر فعلا، انا اسف على وقتي ده.
سابه زين واتحرك ناحية الباب، لكن جاد قال لزين وهو خارج:
– هههههه انت شوفت خلاص يا زين، وعارف اني كنت هغلبك، بس انت اللى قلبك طلع خفيف، هديلك فرصة تتعود عليهم، علشان لما تشوفهم تاني ميحصلكش اللى حصل ده.
بص زين ناحية باب الاوضة وكمل خطواته علشان يخرج، رجع بص لجاد مرة تانية بسبب غضبه منه، لكن اتفاجيء زين ان جاد مش موجود…اتصدم زين وبص فى كل ركن فى الاوضة، وبعد ما كان خارج وقف فى مكانه يدور على جاد اللى مكانش له اثر فى اللحظة دي.

 

google-playkhamsatmostaqltradent