قصة سجدة الفصل الثاني 2 - بقلم lehcen Tetouani

 قصة سجدة الفصل الثاني 2 - بقلم lehcen Tetouani

..... تقول بينما كانت تحرمني من مال أبي كانت تنفق على أبنها بعد أن باعت بعض قراريط الأرض التي ورثتها من أبي بعد وفاته وفي خلال تلك الفترة في تلك الفترة تعرفت على شاب يسكن جارنا فقد كنت أذهب عادة لاشتري منه طلبات المنزل لزوجة أبي لأن ابنها الكبير المدلل كان يرفض الخروج لشراء أي شئ لها
وكان الشاب واسمه هاني خريج دبلوم تجاره ويعمل في محل للبقالة في منزل والده وقد لاحظت أنه معجب بي وكنت أشعر بذلك من خلال نظراته وارتباكه عند حديثه معي 
 فشعرت بأنه منقذي من حياة البؤس التي أعيشها والتي ازدادت بعد وفاة أبي وقررت الموافقة عليه لو تقدم لي
لأهرب من تحكمات زوجة أبي
وخصوصاً أنها كانت تخطط أن تزوجني لرجل من معارفها كان كبيراً في السن ولكنه غني وكانت تقول لي أنه ليس أمامي خيار سوى القبول بهذا الرجل لأنها تريد أن تزوج ابنها من زوجها السابق في البيت الذي هو ملك أبي أساساً
ولم أكن أعلم أنها تخطط لبيع المنزل والانتقال لمدينة أخرى فقد عرفت هذا لاحقاً 
طبعاً ترجيتها أن تنتظر قليلاً  حتى أنهي دراستي فلم يتبق أمامي سوي ثلاثة أشهر فقط ولكنها طبعاً كانت قد خططت لكل شيء  لتزوجني من ذلك الرجل الغني وكانت تقول لي أنه ليس أمامي خيار سوى القبول به
فترجيتها أن تنتظر قليلاً حتى أتخرج ولا تزوجني من شخص في سن أبي وأنها  لن تستفيد شيئا لو زوجتني من شخص يكبرني ب ثلاثين عاماً
ولكنها كانت مصرة على زواجي من الرجل لأنه أخبرها أنه لن يكلفها شيء من تكاليف الزواج بل سيعطيها المال الذي تحتاجه كمهر لي
وقد كانت طبعاً تطمع في أخذ المال 
ذهبت لأعمامي أطلبه منهم التدخل ولكنهم رفضوا بحجة أنهم لا يريدون مشاكل مع زوجة أبي التي أشتكتهم قبل ذلك حين تدخلوا عندما أرادت بيع أرض أبي
فلجئت لخالي الوحيد وأخبرته بالأمر ولكنه أيضا لم يهتم كثيراً وأخبرني أنه دوره مقتصر على حضوره في زواجي 
ولم يكن هناك حل أمامي سوى الذهاب لهاني لعله يخلصني من هذه الورطة وذهبت له وأخبرته بما تنوي عليه زوجة أبي 
عندها أخبرني أنه يود التقدم لخطبتي فرحت كثيرا عندما قال ذلك وطلبت منه يسرع في التقدم لي رسميا قبل أن توافق زوجة أبي على العريس الآخر
وترجيته ألا يناقشها في الطلبات التي تطلبها وأنني سوف أساعده في أي شيء تطلبه زوجة أبي وسأقوم بتجهيز نفسي بعد أن أتخرج  وطلبت منه أن يتصل بخالي ليحضر معه 
ويقنعها بالزواج من هاني 
وبالفعل احضر هاني أمه وأخوته بعدها بيوم واحد وطلبني في حضور خالي الذي حضر صوريا فقط حتى لا يلومه أحد
ولكنه في الحقيقة جلس كالغريب لم يتكلم
بينما زوجة أبي أخذت تنهي وتأمر وكنت خائفة أن تعترض والدة هاني على كلامها وخصوصاً أنني عرفت بعد ذلك أنها لم تكن موافقة على زواجي من ابنها وأن هاني هددها بترك المنزل إذا رفضت زواجه مني
والحمد لله أخيرا اتفقوا على كل شئ بعد أن تعهدت أن أحضر كل جهازي بنفسي بعد أن اتوظف من مالي الخاص وأن الزواج سيكون  بعد عامين من الآن 
والحمد لله  بعد تخرجي مباشرة وحصولي على شهادة التمريضعينت ممرضة في المستشفى التي بجانب منزل هاني مباشرة وبدأ هاني في تجهيز شقة الزوجية في بيت عائلته
مرت العامين كأنهما دهر  وكنت قد جهزت كل طلبات حماتي وكنت أرسلها لشقتي أول بأول حتى لا تطمع بها زوجة أبي وأخذها وأيضاً أشتريت هاتفا رخيصا لأستطيع التحدث مع هاني خطيبي في وقت استراحتي من العمل 
وكان هاني يتحدث معي  برقة ويسمعني كل كلمات الحب التي أحتاجها حتى تعلقت به وكان يعدني أنه سيعوضني عن كل الأحزان التى عشتها في بيت أبي حتى تصورت أنني سأدخل الجنة وليس بيت الزوجية 
وقبل الزواج بأيام كنت قد أنفقت كل قرش من راتبي لأشتري أخر الاشياء التي أحتاجها في الجهاز الخاص بي
وبعد أيام تم الزفاف في قاعة أفراح صغيرة كان كل المدعوين تقريبا من أهل العريس ومعارفه ولم يحضر معى سوى صديقاتي في العمل وخالي وواحد فقط من أعمامي
وبعد انتهاء الزفة وعند عودتنا من  النادي الذي أقمنا فيه الزفاف اتجهنا لنركب السيارة المزينة لتصطحبنا أنا وزوجي لعش الزوجية ويجلس هاني أمام مقود السيارة وعندما هممت أن أجلس بجواره
فوجئت بعنايات حماتي تقول لي انتظري هيا  اركبي أنت في الكرسي الخلفي وسأركب أنا بجوار ابني ابتسمت ابتسامه مصطنعة وفتحت باب السيارة الخلفي وجلست كما طلبت عنايات بينما ركبت أخت هاني بجواري وأخذ يقود  نحو البيت وهو يشغل أغاني الفرح ومزامير السيارة 
حتى وصلنا لعش الزوجية حيث كان لنا شقة في الطابق الثاني في منزل العائلة
ففتح لي هاني الباب وأمسك يدي بحنان ثم صعدنا السلم وسط زفة نظمها أصحابه وأنا أشعر بسعادة غامرة 
وبعدها دخلت شقتي الجديدة واغلق هاني الباب
ثم ضمني فشعرت وقتها أن الدنيا ستضحك لي أخيراً بعد معاناة طويلة مع زوجة أبي المتسلطة وكأني خرجت من الأسر أخيراً وأصبحت حرة ولكني كنت مخطئة 
فقد كان ينتظرني ماهو أسوء من زوجة أبي 
فقد وجدت زوجة أب أخرى في انتظاري ولكن هذه المرة كانت حماتي التي لا تطيقني لأن ابنها أجبرها على القبول بي 
 وما كان ينتظرني معها في بيت الزوجية لم أتوقعه حتى في أحلامي

 • تابع الفصل التالي " قصة سجدة " اضغط على اسم الرواية

تعليقات