رواية امرأة من حديد كاملة بقلم ورقة و قلم عبر مدونة دليل الروايات
رواية امرأة من حديد الفصل الاول 1
قاعدة بفستان الفرح على الكوشة، وفرحتها مزيّنة وشها زي القمر في ليلة بدر.
مش قادرة تستوعب اللي بيحصل، كل دقيقة تقرص في إيديها بخفة وتهمس لنفسها:
"يا ترى ده حلم؟ يا ترى دي حقيقة؟!"
تخشى وبشدة إن يكون حلم جميل… وإنها تصحى منه فجأة،
وإن كان حلم، فهي لا تود مطلقًا أن تستيقظ منه.
ها هي تجلس، تنتظر عريسها، حبيبها، ونبض قلبها،
اللي قضت معاه عشر سنين من الحب…
كل ليلة كان بيزود رباطهم، مش بيقل.
سنين من الضحك والدموع، من الرسائل الطويلة، والمكالمات اللي كانت بتبدأ بـ"وحشتني" وتنتهي بـ"ماقدرش أعيش من غيرك".
نظرت حولها على كل الوجوه المبتسمة،
على اختها اللي كانت بترقص بكل طاقتها،
وعلى والدتها اللي زغروطتها كانت بتشقع السما.
رفعت إيديها في الهوا، وشفايفها متشققة من كتر الابتسام، قلبها بينط من الفرحة،
بس فجأة… ذكرى سريعة خطفت عقلها…
---
فلاش باك 🖤
على شاطئ البحر… كانت شاردة، والنسيم بيلعب في شعرها.
اهتزّ جسدها كله برعشة، أول ما سمعته وراه، بصوته اللي حافظاه أكتر من اسمها.
قال بابتسامة ساحرة:
مالك:
"حور… عيني وجنتي على الأرض."
نظرت له، بعيون كلها عشق وهمست:
"قدري… ونعمة ربي اللي رزقني بيها."
ضحكوا مع بعض، الضحكة اللي كان البحر نفسه بيغير منها،
وجلس جنبها قدام الصخرة القديمة اللي شهدت على حكايتهم.
كل مرة يجوا هنا… يسيبوا على الصخرة ذكرى، وعلى الموج وعد جديد.
قالت فجأة بجدية:
"مالك… أنا خايفة.
خايفة يكون ده حلم جميل… ممكن يخلص في لحظة، وأصحى منه."
التفت ليها، مسك إيديها بين كفوفه وقال بثقة:
"أنا بوعدك… هتفضلي جوا الحلم، ومش هتصحي منه أبدًا.
وحتى لو صحينا… أنا هخلي الحقيقة أحلى من كل الأحلام."
حور بخجل:
"بس إنت عندك حاجات كتير لازم تخلصها، شغلك، مشاريعك، مش عايزاك تضغط نفسك عشاني."
رد عليها، رافع حاجبه، وعينه بتلمع بثقة:
"أنتي أعظم إنجاز في حياتي…
وهدفي الوحيد في سنة 2025…
إني أبقى مالكك."
ضحكت حور بسعادة… كانت الفراشات بتطير من عيونها، مش بس من قلبها.
سحبت موبايلها وقالت بصوت عالٍ، وهي بتسجّل:
"خمسة/خمسة/2025… سجل يا تاريخ، سجللللللللل!"
ضحكوا بقهقهة سوا… والموج غطى رجليهم بخفة، كأنه بيباركهم.
---
باااااااااااااااك 🖤
فاقت من شرودها على صوت "طارق" ابن عمها وعم مالك،
اللي انحنى جنبها وهمس:
"مالك بعتلك الورقة دي."
كان ماسك ورقة مطوية،
وهو بيقدمهالها، حاول يخبي التوتر في صوته،
بس عينه كانت فاضحة كل حاجة.
فتحت الورقة بلهفة، وبسمة خفيفة على وشها،
بس البسمة اختفت فجأة…
كأنها ماكنتش موجودة من الأساس.
الورقة وقعت من إيديها، والدموع بدأت تتجمع في عينيها،
بس أول دمعة نزلت… كانت كأنها فتحت سيل ميه.
وسط الدوشة، كان فيه واحدة ست من المعازيم واقفة بتعيط،
وبتقول للبنت اللي جنبها:
"يا لهويي يا بنتي… دي حور بنت مها؟!
أنا كنت جاية علشان الرقص والمزمار، طلعت جاية عزّا!"
والبنت ترد عليها:
"يا طنط اسكتي… استني نشوف دي اتجوزت ولا اترملت!"
قامت واقفة فجأة، كل الناس بصت عليها، طارق أولهم.
بس قبل ما حد يفهم حاجة… جسمها بدأ يرتعش،
كأن صعقة كهربا عدت فيه.
وبدون أي إنذار… وقعت على الأرض.
ويتبع
- يتبع الفصل التالي اضغط على (امرأة من حديد) اسم الرواية