Ads by Google X

رواية بيت العيلة وأسراره الفصل الاول 1 - بقلم إلهام عبدالرحمن

الصفحة الرئيسية
الحجم

  رواية بيت العيلة وأسراره كاملة بقلم إلهام عبدالرحمن عبر مدونه دليل الروايات 

رواية بيت العيلة وأسراره الفصل الاول 1

صلوا على الحبيب المصطفى 🌺



 


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
فى صالة بيت العيلة – الصبح…..

أم راشد: بصراحة يا ليلى، أنا مش عارفة إزاي إنتي ست بيت! يعني طول النهار في المطبخ، وفي الآخر الأكل طعمه عادي خالص.

ليلى (بهدوء وهي تحاول تبتسم): حاضر يا طنط، المرة الجاية هحاول أعمله أحسن.

نرمين (بابتسامة جانبية): لا يا حبيبتي، سيبك منها، لو على الأكل، أنا ممكن أبعت لك شيف يعلّمك، إحنا في الزمن ده مش بنطبخ، إحنا بنطلب دليفري.


أم راشد (بتنهيدة): يا بنتي البيت لازم ريحته تبقى مليانة طبيخ، مش عيشين في فندق! على أيامنا الست كانت بتصحى من الفجر تجهز الفطار للعيال والرجالة، مش قاعدة تتفرج على مسلسلات التركي.

ليلى (بإحراج): والله يا طنط أنا بعمل اللي أقدر عليه.

نرمين (بتريقة): أكيد أكيد، كل واحدة وليها طريقتها، بس برضو الواحد يحب يأكل حاجة مظبوطة!

(يدخل راشد وأكرم من الباب)

راشد: صباح الخير، في إيه؟ صوتكم واصل لباب الشارع!

أكرم (بابتسامة وهو بيبص لنرمين): أكيد الستات بيتكلموا عن حاجات المطبخ، صح؟

نرمين: لا يا روحي، بنتكلم عن أهمية الستات في البيت، وإن كل واحدة ليها بصمتها… بس في بصمات ما بتبانش!

ليلى (بصوت واطي): خلاص يا نرمين!

أم راشد: لا خلاص إيه، هو احنا ناقصين دلع ماسخ!

راشد (بتعب): ياريت يا أمي تهدي شوية، كل مرة بنرجع البيت نلاقي قنابل موقوتة!

أكرم: فعلاً، خلونا نفطر بقى بدل ما نتخانق الصبح!

أم راشد (بامتعاض): لما تتجوزوا ستات بيفهموا في الأصول، ساعتها مش هتشوفوا مشاكل ياضنايا انت وهو !

ليلى (بحزن وهي بتبص لراشد): قصدك إيه يا طنط؟

نرمين (بضحكة مستفزة): قصدها إننا كلنا محتاجين نراجع نفسنا… كل واحد بقى على حسب!

بقت فى نظرات متوترة بين الجميع، وهدوء مفاجئ يسبق عاصفة جديدة…


على السفرة – كان الكل قاعد بياكلوا الفطار، لكن التوتر واضح عليهم….

أكرم وهو بيحاول تلطيف الجو: طيب يا جماعة، حد داق الفول؟ نرمين كانت بتقولي عليه بارح إنه معمول بوصفة جديدة.

نرمين (بفخر): أيوه، انا طلبته مخصوص من مطعم لبناني. مش كل يوم بقى ناكل الحاجات التقليدية الواحد زهق بصراحه.

أم راشد (باحتقار): يعني بدل ما تتعبي إيدك وتعمليه، بتطلبيه جاهز؟! إحنا في الزمن ده الستات مبقتش ستات، كل واحدة عاوزة تريح نفسها !

ليلى (بتحاول تتدخل): بصراحة طعمه حلو يا طنط… المهم الطعم مش المصدر.

نرمين (بتريقة): آه يا حبيبتي، عشان إنتي بتحبي الجاهز برضو، بس متجرايش تجيبه ولا تعرفى تعملى زيه لكن أنا على الأقل بجيب اى حاجة نفسى تشتهيها وكمان ليها طعم مش اكل عادى زيك ياست ليلى .


أم راشد: بس إنتي حتى ما تعرفيش تعمليه بنفسك، يبقى إيه الفايدة على الاقل هى بتحاول وبتعمل حتى لو اكلها عادى ؟!

راشد (بتعب): يا أمي، ممكن نهدى؟ يوم الجمعة ده المفروض يبقى هادي ومبارك، مش ساحة حرب!

أم راشد (بعصبية): آه، ما هو كل واحد فيكم واخد صف مراته وخلاص، ولا كأنكم ولادي!

أكرم: إحنا مش بناخد صف حد يا أمي، بس بجد زهقنا من المشاكل دي، كل يوم نفس الكلام!
نرمين مقاطعة بسخرية: معلش، هما متعودين إن الست تفضل طول الوقت في المطبخ، ما يعرفوش يعني إيه حياة فيها رفاهية اتعودوا على ان الست تبقى مذلولة مجرد خدامة فى البيت تطبخ وتكنس وتنضف !

ليلى بهدوء وهي بتتجنب النظر لنرمين: كل واحدة وليها طريقتها، المهم البيت يكون هادي، مش مهم مين بيطبخ ومين بيطلب دليفري.

أم راشد بحدّة: لأ ياست نرمين ، البيت له أصول، والست هي اللي بتبني البيت، مش تطلب كل حاجه على الجاهز وتقعد هى تحط رجل على رجل الست مش مجرد خدامةالست اساس البيت والعامود اللى بيصلبه !

نرمين تضع الشوكة بغضب: خلاص يا طنط، طالما شايفاني فاشلة، خلي ليلى تعملك كل حاجة! أنا مش هتناقش في الموضوع ده تاني وانا كدا ومش هتغير.

أكرم بهدوء محذّر: نرمين…

نرمين بتقوم من على السفرة بعصبية: أنا خلصت أكلي، عن إذنكم!

راحت نرمين لغرفتها، وراح وراها أكرم، وفضلت ليلى تبص لراشد بتوتر، وراشد يبص لوالدته بضيق، وقام هو كمان


راشد بصوت منخفض لأمه: بلاش يا أمي كل يوم نبدأ مشاكل، إحنا زهقنا، بجد.

أم راشد بجفاء: لما يبقى عندك ست بيت بجد، ساعتها تعال كلّمني!

يغادر راشد أيضًا، وتظل ليلى جالسة في إحراج، تحاول كتم دموعها وهي تجمع الأطباق، بينما أم راشد تتابعها بنظرات ممتعضة…
بقلمى الهام عبدالرحمن صلوا على الحبيب المصطفى
فى اوضة نوم نرمين وأكرم كانت نرمين قاعدة على السرير، وأكرم دخل بيحاول يهديها

أكرم بنبرة هادئة: يا نرمين، ليه كل مرة تخلي الموضوع حرب؟

نرمين بتوتر: مش أنا اللي ببدأ! أمك هي اللي بتستفزني، وكل مرة لازم تحسسني إني مش كفاية ليك.

أكرم بعد ماقعد جنبها: وأنا مليش دعوة بكلامها، ولا ليلى كمان، إنتي اللي بتكبّري الموضوع.

نرمين: انا مش مكبّراه! إنت مش حاسس، بس الكلام ده بيخليني أحس إني غريبة وسطيكم، إني مش منكم.

أكرم وهو بيتنهد: محدش قال كده، بس لو كل مرة هنتخانق على نفس الحاجة، عمرنا ما هنعيش في هدوء

نرمين سكتت شوية وبعدين قالت بهدوء : طيب، عايزني أعمل إيه؟

أكرم وهو بيبصلها بحب : بس تهدي شوية، وتبطّلي تتعاملي مع ليلى كأنها منافسة، ومع أمي كأنها عدو.

نرمين غمضت عينيها وهي بتحاول تكبت مشاعرها: هحاول… بس مش هوعدك.


فى المطبخ – ليلى كانت بتغسل الأطباق وأم راشد قاعدة بتراقبها بصمت

أم راشد بهدوء مفاجئ: انتي ليه ساكتة على قلة الأدب دي؟

ليلى بتبصلها بدهشة: قلة أدب؟قصدك على نرمين؟

أم راشد: أيوه! بتكلمك بأسلوب مستفز، وإنتي قاعدة ساكتة زي العروسة اللي في الكوشة.

ليلى بتنهيدة: انا مش عايزة مشاكل، وبعدين كلنا لازم نتعايش مع بعض عشان الدنيا تمشى .
بقلمى الهام عبدالرحمن صلوا على الحبيب المصطفى
أم راشد بامتعاض: بس مش على حساب كرامتك ياضنايا.

ليلى بابتسامة حزينة: ولا على حساب راحتي.

أم راشد سكتت شوية وقالت: انتي طيبة… بس الطيبة لو زادت عن حدها بتبقى ضعف.

ليلى بتبص للماية اللى نازلة من الحنفية وهي بتهمس لنفسها: أو قوة من نوع تاني…

بينتهي الحوار بينهم بجو مشحون بالتوتر، وكأن العاصفة مش ناوية تهدى ، بالعكس دى كأنها لسة هتقيد اكتر واكتر ..

فى صالة البيت بالليل، بعد العشاء. الجو كان هادي بس التوتر لسه موجود، كل واحد كان في دنيته.

كانت أم راشد قاعدة بتتفرج على التلفزيون، وليلى قاعدة جنبها بتقلب في موبايلها، وراشد وأكرم كانوا بيتكلموا بعيد، ونرمين داخلة لابسة لبس خروج.

أم راشد بترفع حاجبها: رايحة فين يا أستاذة؟ الساعة داخلة على عشرة.

نرمين بلامبالاة: عندي خروجة مع صحابي، هنتقابل في كافيه قريب.

أكرم غمض عينيه بضيق وقال: نرمين، مش وقته.

نرمين بعناد: ليه مش وقته؟ محتاجة أغيّر جو انا زهقت من الحبسة دى .

أم راشد بتهكم: تغيّري جو ولا تهربي من المطبخ؟

نرمين تبتسم بسخرية: لأ، بهرب من الطاقة السلبية اللي في البيت بهرب من النكد انا واحدة بحب الفرفشة والضحك .
 


google-playkhamsatmostaqltradent