رواية حب نووي الفصل التاسع عشر 19 - بقلم ايمان حمدان
الفصل التاسع عشر
وقفت ملك في الشرفة بغرفتها، شعرت بالألم يصيب رأسها من الصخب بالأسفل لذلك قررت الصعود لقليلًا و أخذ مسكن للألم، بعدما استنشقت الهواء إلتفتت مقررة النزول لاسفل حتى لا تترك ضيوفها ولكن توقفت بصدمة مع عدم إستطاعتها التنفس، وكأن الهواء الذي دخل لرئتيها منذ لحظات توقف وفوقفت عاجزة عن التنفس وانظارها شاخطه فذلك الذي يقف أمامها، صدمتها تلك جعلت الاخر يبتسم بسخرية وهو يتقدم منها ولكن اندفاع جسدها للخلف حتى لامست سور الشرفة جعله يتوقف بغته يخشى أن تندفع بجسدها للخلف فتقع ولكن لم يظهر ذلك في حديثه وهو يقول :
-وحشتيني .
لم يصدر منها رد فعل غير تنفسها الذي يحارب جسدها لفعله، ولكن كيف وقد كان اسمه كفيل بتوقف الهواء حولها ولتشعر وكأنها في ثقب اسود، فما تفعل وهو يقف أمامها بجبروت لم ينتهي، لم يبالي بما يعتليها من خوف وهو يردف بصوت رخيم :
- ذتي جمال كفيل انه يجنني، ولا كأن معاكي ابننا .
هنا خرجت من دوامتها وهي تهمس بخفوت :
-سيف .
وافقها قائلًا :
-ابني، سيف ابني الي انتي حرمتيني منه، وحرمتيني منك كمان .
قالت بصوت متحشرج:
-أنت مجنون، لو فاكر أن ليك حاجة هنا فأنت غلطان، سيف ابني انا لوحدي، ولو كنت بعدتك عن حياته فدا حماية ليه، على انه يعيش مع اب مريض زيك .
إقترب منها بخطوات سريعة ثم قبض على وجهها وعندما حاولت الإفتلات منه احكم قبضته عليها اكثر وقال :
-انتي ليا يا ملك، من يوم ما وقعت عنيا عليكي وانتي بقيتي قدري .
همست من بين قبضته بصعوبة:
-وأنا معاك كنت زي الوردة كل لحظة بتموت وتذبل، ولما بعدت عنك فتحت أنت الموت بعينه، مجرد اسمك بيخنقني وبيمنع عني الهوا، فتخيل بحس بإيه وأنت قدامي .
صاح بوجهها بخشونه كمريض، جعلها تغمض عينيها بفزع وجسدها كشعرها المتطاير حولها يهتز بقوة، قال بهوس :
-أنتي ليا ملكي، وأنا هعرف إزاي ارجعك لحضني، مش معقول هتسبيني انا وسيف لوحدنا صح .
هنا فتحت عينيها ولمع الخوف في عينيها فأمال راسها للخلف لترى الحديقة وسيف يقف بالخارج وهناك من يترصد له، هنا فقط ابتعد وعاد للخلف:
-ابننا هخده يا ترا هتلحقي توقفيه .
غاب تفكيرها وابتعد العقل للظلمة وهي تتخيل أن يأخذ سيف منها لذلك ودون تحكم في جسدها كانت تركض للمجنونة للخارج وهي تصيح بأسم سيف .
.....................
في الخارج كان سيف يشعر بالكره من وتين، يرى بانها السبب في غضب امير وبعده عنه في الفترة الاخيرة، وبطبيعة الحال علم أن وتين ستخرج للبحث عنه وهو ما زال عند خططته سيجعلها تفسد الحفل، توقف سيف بجوار الماء بإنتظار الاخيرة التي لم يمر دقائق إلا وهي تهتف بغيظ :
-مش هتبطل بقى شغل العيال دا وتخليك كبير .
قلب عينيه من حديثها وعندما سارت امامه قال بإستفزاز :
-شغل عيال، أنا طفل على فكرة، المفروض يتصرف بسنه هو انتي، سمعت أن أماكن تنفع للي زيك، اسمها ايه .
تصنع سيف التفكير ثم قال وكانه تذكر :
-أها دار المسنين .
اخرجت وتين صوت ساخر تعلم محاولته لإستفزازها لهذا اجابت ساخرة :
-طفل!!، مين ضحك عليك وقالك انك طفل، ودار المسنين دي لو شافوك هيتلغبطوا ويخدوك أنت .
تجاهل سيف حديثها وهو يقترب منها ولم يرى ذلك الذي يقترب منه ولكن وتين فعلت، لذلك في حين كان سيف ينوي دفعها الى الماء كانت وتين الاسرع بإحتضانه مما جعله يجفل من فعلتها وصاحت به بهلع وهي ترى ذلك الذي يركض إتجاههم :
-اجري جوه بسرعة .
ثم قامت بدفعه وهي تحاول التصدي للشخص المقنع امامها، ركض سيف خطوتين ثم توقف ينظر لما تفعله بصدمة، فذلك المقنع كام بحكام قبضته عليها ويحاول سحبها للخارج وبدلًا من الركض للحفل لطلب المساعدة ولكنه خشى أن يهرب الاخير وهي معه قرر الركض إتجاهه وهو يصرخ بأسم أمير ولكن المقنع قام بصدم راسه ارضًا تحت صدمة وتين وصوتها المنحبس بفعل يده الغليظه، ثم اختفى وعيها بالكامل عندما ضغط على رقبتها بقوة، وبسهولة حمل الإثنين ووضعهم بالسيارة في ذات الوقت الذي خرجت مريم للحديقة مجددًا ورأت ذلك الغريب يضع صديقتها في السيارة ويهرب همست بصدمة تملكتها :
-البت اتخطفت ! .
افاقت من صدمتها على صوت ملك لتصرخ بأسم وتين ايضًا وهي تركض خلف السيارة التي اختفت ورغم ذلك كانت تصرخ بأسم وتين، إقترب منها أمير ف اشارت نحو الطريق الخالي قائلة:
-وتين اتخطفت شفتها ومعاها سيف .
اخرج أمير هاتفه وهو يلتفت حوله يخشى على شقيقته التي من الممكن ان تفقد عقلها كما خوفه على سيف لا يساعده وكذلك تلك التي فقدها قبل أن يعيي مشاعره نحوها، رفع هاتفه وهو يهتف :
-بسرعة كاميرات المراقبة فرغها وبلغوا البوليس سيف والمرافقة اتخطفوا .
ركضت مريم إلى الملحق وهي تبكي إرتمت في أحضان مديحة وهي تقول :
-وتين اتخطفت يا خالتي، البت الي حليتنا هتضيع .
ربتت مديحة على ظهرها وهي تدعي بأن تعود لهم وتين سالمة .
....................
إرتمت ملك في احضان ملك وهي تبكي بهسترية وتتمتم بشيء لم يفهمه أمير، عندما حاول تهدئتها كانت تفقد وعيها بين زراعيه، ليحملها وهو يسرع للداخل، فيما غادر الضيوف بهدوء فوجودهم دون فائدة، صعد أمير غرفة شقيقته وهو يربت على شعرها بحنان وبداخله يشعر بالقلق الشديد، لا يستطيع تركها وحيده وبذات الوقت يجب أن يذهب للبحث عن الخاطف، ولكن مَن المقصود هنا وتين أم سيف واحدهم تداخل ليأخذ مع الأخر .
غادر الغرفة وهو يعود لمهاتفة اشخاص يمكنهم مساعدته بالعثور عليهم .
....................
في الصباح الباكر لم ينم أحد سوى ملك التي هربت من الواقع بفقدانها الوعي، تخشى النهوض فتجد سيف مفقود، وعودة أخر يستمر بالعودة للقضاء عليها .
داخل قسم الشرطة كان فريد يفرك وجهه بإرهاق فلم يستطيع النوم قلقًا على شقيقته التي تأبي العلاج وايضًا صديقه الغاضب، دون ان يفهم السبب، ولكن لزيادة شعوره بالإزعاج كان يكفي أن يرى ذلك الذي إقتحم مكتبه دون إستئذان كالعادة .
...............
ظلت مريم تلتفت في الملحق بخوف على صديقتها لم يغمض لها جفن وكذلك مديحة التي ظلت تراقب حركتها بتوجس، إن ظلت هكذا ستفقد الوعي من الدوار هتفت بتعب :
-يا بنتي اهدي، اكيد أمير بيه وملك هانم مش هيسكتوا متنسيش أن ابنهم معاها .
إلتفتت لها مريم بقهر :
-افرض اتاذت قبل ما يلقوهم .
قالت مديحة بأمل :
-ربنا دايمًا معانا متقلقيش انتي .
توقفت مريم فجاة وهي تقول بتصميم :
-لا انا هروح اشوف عملوا ايه .
ثم اندفعت لداخل الفيلا فتجد بعض الرجال الذين يبدوا بأنهم شرطة ذلك توقفت تستمع لما يقال من الضابط:
-يعني انت مش بتتهم حد ؟ .
نفى امير برأسه قائلًا :
- لا، اها كل بني ادم ناجح ليه اعداء لكن مش لدرجة الخطف، اخرها منافسة في الشغل بس .
فكر الضابط قليلًا وهو يقول :
-و البت الي اتخطفت معاه، تعرفوها منين ؟ .
حكي امير بختصار كيف عملت معهم وتين دون التطرق لمعرفته السابقة لها، فقال الاخر بشك :
-ممكن تكون ورا خطف سيف وحكاية أنها اتخطفت معاه دي لسبك الدور عشان منشتبهش فيها .
**********
رأيكم في الفصل
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية حب نووي) اسم الرواية