رواية حب نووي الفصل الثامن عشر 18 - بقلم ايمان حمدان
"كل الحكاية إن أنا حبيتك، والتفاصيل؟، لمعة عيونك، وضحكتك، وسرحاني بالساعات "
...................
في إحدى المنازل الراقية، كان فريد يوقف شقيقته رنا قبل ذهابها إلى غرفتها:
-رنا، جهزي نفسك عشان بكره معادنا مع الدكتور .
إلتفتت رنا إليه بإمتعاض هاتفة برفض:
-بس أنا مش عيانة، أنا كويسة يا فريد .
تنهد الأخير قائلًا بمواساه :
-مش لازم تكوني مريضة عشان تروحي للدكتور دا، انتي محتاجة تتكلمي معاه، وإلا مش هيكون في تقدم .
انهى حديثه بإقترابه منها وضمها إليه ، بادلته بحزن ثم ابتعدت بهدوء تدلف لغرفتها، نظر فريد خلفه إلى صديقه الذي يجلس بهدوء براقب ما يحدث أمامه، قال بتساؤل:
-مالك؟ .
تجاهل إسلام الإجابة على سؤاله وهو يقول :
-بقولك ايه ما تجوزني اختك، جايز العلاج يبقى على إيدي .
عاد فريد بظهره على الأريكة قائلًا بسخرية :
-غيرت تخصصك وبقيت دكتور ولا إيه ؟ .
وكأنه لا يعلم بعشقه لشقيقته، بل ويخبره دائمًا بلزوم الإنتظار ولكن إلى متى؟، قال إسلام بحب :
-مش بيقولوا الحب يصنع المعجزات .
عاد فريد للسخرية قائلًا :
-دا لما يكون متبادل، مش من طرف واحد .
نظر إسلام بتمعن بوجه صديقه قائلًا :
-ومين قالك أنه مش متبادل ؟ .
هنا تجهم وجه فريد وهو يعود لجلسته بإستقام بعدما كان يريح ظهره على الأريكة وقال بتساؤل جدي :
-يعني ايه؟، اختي بتحبك هي كمان ؟.
إمتعض وجه إسلام على تصرفات فريد المعاكسة، ف في حين انه يعلم بمشاعره ويتقبلها ويشجعه عليها، ولكن يجد صعوبه في تقبل حب شقيقته له، هتف إسلام وهو ينهض مقررًا أن يغادر :
-أنت هتجنني يا فريد، في ايه متقبل حبي ليها وفي ايه مش عوزها تحبني، اول مرة اشوف صاحب عاوز صاحبه يعيش في عذاب الحب، اقولك على حاجة انا ماشي .
حاول فريد إيقافه ولكن دون فائدة، فعاد للجلوس بعد مغادرة إسلام يقول بعدم فهم من غضبه :
-الله، يعني عاوزني اشوف اختي بتحب واحد واسكت .
وكأنه ليس مشارك بتلك العلاقة، ولكنه يرغب لها أن تتحسن اولًا، قبل ان يقودها الحب، فشتان بين ان تتغير لاجل نفسك، وأن تتغير لأجل أحد .
...................
نظرت مريم بإنشداه لتلك الزينة المعلقة، والأضواء المنتشرة في المكان، حتى الحديقة تزينت بشكل خلاب، اردات أن تذهب لإلتقاط بعض الصور لها في مكان رائع كهذا للذكرى، ولحسن حظها وجدت وتين تتقدم من الملحق الخاص بهم فركضت لملاقتها في منتصف الطريق، قائلة بهتاف :
-بت يا وتين تعالي صوريني عند النافورة دي .
إلتفتت وتين بإمتعاض تنظر للمكان، فقالت لها :
-مريم مش وقته، ملك قالتلي اجهز وانا مش عندي حاجة عدله البسها كله جينز زي مانتي عارفة، معندكيش انتي لبس ؟ .
فكرت ومريم قليلًا ثم قالت :
-انتي ناسية اننا جيين بشنط على قد الهدوم اللازمة بس، احنا جيين نشتغل، هجيب ليه فساتين .
نفخت وتين بغيظ، وبدأ شعورها بالحرج فكيف ستخبر ملك بذلك الأمر، بتأكيد جميع من سيحضر الحفل سيكون بكامل اناقتهم، وهي فقط ستحضر بملابس شبابية عادية، ثم استنكرت تفكيرها، ف منذ متى تهتم بتلك الأمور، ستذهب كما هي ولن تهتم بحديث احد، ثم هي هنا لترافق سيف فقط وليس حضور حفلة، لا تعلم حتى ما المهم بها، تساءلت مريم :
-هتعملي ايه؟ .
اجابتها وتين بإستسلام:
-هلبس أي حاجه مش جاية ضيفه هنا .
اومئت مريم بحماس وهي تشير إلى نافورة المياه:
-خلاص قبل ما تمشي صوريني هنا .
وبالفعل ذهبت وتين لتصويرها قبل أن تذهب للإستعداد تاركه خلفها مريم تصور نفسها بوضعيات مختلفة.
......................
كان يقف أمام الفيلا التي تتعالى بها الأضواء وبعض الأصوات الصاخبة، نظر للداخل بتمعن وهو يخبر نفسه انها دقائق وستكون له، دلف للداخل وهو يراقب ما يحدث أمامه بتصميم، ثم أخرج هاتفه يحادث أحدهم قبل أن يستمر بسيره .
...................
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية حب نووي) اسم الرواية