Ads by Google X

رواية عشقت مسلمة الفصل الثامن عشر 18 - بقلم ندى المطر

الصفحة الرئيسية
الحجم

  

رواية عشقت مسلمة الفصل الثامن عشر 18 - بقلم ندى المطر


عشقتُ مسلمة { بقلم / ندى المطر }
                                        
                                              
في صباحٍ باكر، ومع أول خيوط الشمس التي تسللت من خلف الستائر الثقيلة، استيقظت ندى على صوت طرق خافت على باب جناحها. نهضت ببطء، لا تزال تحت تأثير حديث مارتن الليلي، وفتحت الباب.



كانت سيلفيا واقفة هناك، وجهها شاحب وقلق واضح في عينيها.



سيلفيا بصوت متوتر: ندى... أحتاج أن أتحدث إليكِ، الآن.



سمحت لها بالدخول، وجلست معها على الأريكة.



ندى: ماذا هناك؟



سيلفيا: الرجل الذي أخبرتك عنه... عاد الليلة الماضية. قال أشياء جعلتني أشك بكل شيء من حولي. ندى، أعتقد أن هناك خائنًا داخل القصر.



تجمدت ملامح ندى للحظة، ثم قالت ببطء: خائن؟ تقصدين أحد رجاله؟



سيلفيا: لا... أقصد أحدنا.



في تلك اللحظة، دُفع باب الجناح بقوة، ووقف ديلان في المدخل، نظراته حادة ومباشرة.



ديلان، ببرود: يجب أن تأتيان معي فورًا. مارتن يريدكما في القبو الآن.



نظرت ندى إلى سيلفيا، ثم وقفت: ماذا يحدث؟



ديلان: وجدنا شيئًا... أو بالأحرى، وجدنا شخصًا.



نزلوا معًا إلى الطابق السفلي، مرورًا بممرات لم تكن ندى تعرف بوجودها. عند الوصول إلى القبو، كانت الإضاءة خافتة، والجو يحمل رائحة الحديد البارد. كان مارتن واقفًا هناك، وإلى جواره نيكولاس، بينما كان رجلٌ مقيّد اليدين يجثو على الأرض، رأسه مغطّى بكيس أسود.



مارتن، بنظرة قاتمة: هذا الرجل... حاول التسلل إلى غرفة التحكم الليلة الماضية. ووفقًا لأجهزتنا، كان على تواصل مع شخص خارج القصر... شخص في باريس.



ندى، بصوت منخفض: إيليوت؟



مارتن: على الأرجح.



اقترب مارتن من الرجل، ونزع الكيس عن وجهه. كانت المفاجأة صادمة.



سيلفيا، بفزع: لا... مستحيل!



كان الرجل أحد الخدم المقرّبين من والدها، الرجل الذي رآه الجميع كأبٍ ثانٍ منذ الطفولة.



مارتن، ببرود مرعب: قال إنه فعلها لحماية ابنته. لكنني لا أشتري القصص العاطفية.



ندى محاولة التماسك: ماذا ستفعل به؟



مارتن: ما أفعله بالخونة دومًا.



استدارت ندى فجأة نحوه، عيناها تلمعان بالدموع والغضب.



ندى، بحدة: لا! مارتن، إن كنت تنوي بناء حياة جديدة معي كما زعمت، فلن تبدأها بقتل رجل آخر.



تقدّم نحوها صوته منخفض لكنه جاف: لا أقتل انتقامًا يا ندى، بل حمايةً.



لكن هذه المرة، لم تتراجع ندى. تقدّمت خطوة نحوه، ورفعت رأسها بثبات.


         
                
ندى: إن كنتَ تريد أن أكمل معك، فابدأ بإثبات أنك تستطيع كسر دائرة الدم. أطلق سراحه... أو اعتبر هذه فرصتك الأخيرة قد انتهت.



ساد الصمت لثوانٍ طويلة، تبادل فيها الجميع النظرات، قبل أن يُخرج مارتن سلاحه ببطء، ويضعه على الطاولة.



مارتن دون أن ينظر إليها: خذه يا نيكولاس... وراقبه جيدًا. لا أحد يتحرك دون علمي.



ثم استدار وخرج، تاركًا خلفه شعورًا غريبًا بالهزيمة.



سيلفيا وهي تهمس لندى: لقد غيّرته... بطريقة ما.



ندى لم تجب. كانت تعلم أن التغيير الحقيقي لم يأتِ بعد… وأن الظلال القادمة ستكون أعمق مما مروا به.



لكن في مكان آخر، في غرفة مظلمة في باريس، جلس إيليوت يراقب تسجيلًا من داخل قصر مارتن... تسجيلًا التُقط من كاميرا لم يكن أحد يعلم بوجودها.



إيليوت بابتسامة باردة: كل خطوة، يا مارتن... أراها قبلك.



________________________Nada




في الليلة ذاتها، لم يغمض لندى جفن. رغم أن مارتن استجاب لطلبها، إلا أن شيئًا ما في نظراته أخبرها بأن المعركة بداخله لم تنتهِ. جلست على سريرها، تحدّق في الظلام، قبل أن تنهض فجأة، وكأن فكرةً ما ضربت عقلها.



خرجت من جناحها بخفة، وسارت نحو غرفة التحكم السرية في الطابق السفلي، حيث تُجمع تسجيلات القصر. أرادت التأكد… من أن كل شيء تحت السيطرة.



لكنها لم تكن وحدها هناك.



وقفت عند الباب، وتجمّدت حين سمعت صوتًا خلفه… صوت نيكولاس.



نيكولاس، بصوت خافت في جهاز الاتصال: لا، لم يشك أحد. نعم، لا يزال مارتن يثق بي. سأبقيه مشغولًا… لكنكم يجب أن تتحرّكوا قبل أن تتدخل ندى مجددًا.



شهقت ندى بصوت مكتوم، وتراجعت للخلف بسرعة. قلبها كاد يقفز من صدرها. نيكولاس؟ أقرب مساعدي مارتن؟!



عادت إلى جناحها وهي تحاول أن تجمع أفكارها. الأمر كان واضحًا… نيكولاس ليس فقط خائنًا، بل هو جزء من لعبة أكبر.



في الصباح، دخل مارتن إلى غرفتها دون أن يطرق الباب. بدا عليه الإرهاق، لكنه ما إن رأى وجهها حتى أدرك أن شيئًا ما قد حدث.



مارتن وهو يقترب منها: ندى؟ ماذا هناك؟



نظرت إليه طويلًا، ثم قالت بهدوء: منذ متى وأنت تثق بنيكولاس؟



تجهم وجهه فورًا، وعيناه ضاقتا بتوتر.



مارتن: منذ أكثر من عشر سنوات. لماذا تسألين؟



ندى بصوت محايد: لأنك مخطئ.



ثم حكت له كل ما سمعته، وكيف أن نيكولاس كان يتواصل مع طرف مجهول. في البداية، رفض التصديق. نيكولاس؟ ابنه الذي أنقذ حياته مرتين؟ لكن ملامح ندى، وإصرارها، زرعا الشك في قلبه.




        
          
                
مارتن بعد صمت طويل: سأتحقق من الأمر بنفسي.



في تلك الأثناء، وفي مكانٍ آخر من القصر، كان نيكولاس يتلقى رسالة جديدة على جهازه الصغير:



 "تم التعرف على نقطة الضعف. اضربوا خلال 48 ساعة. ندى هي الهدف."




وقف نيكولاس مذهولًا، الرسالة كانت من إيليوت نفسه…
لكن لماذا يريد استهداف ندى؟!



أمسك بجهازه، وبدأ يكتب ردًا، ثم تراجع.
لأول مرة منذ سنوات… شعر بالخوف.



________________________Nada



في المساء، دعت ندى سيلفيا إلى جناحها، أخبرتها بكل شيء، عن نيكولاس، وعن الشك الذي بدأ ينمو داخل القصر كالسمّ.



سيلفيا بقلق: ندى، يجب أن نغادر. أنتِ وابنكِ في خطر.



هزّت ندى رأسها بثقة نادرة: لا. هذه المرة لن أهرب. لقد تعبت من الجري… سأبقى، وسأنهي هذه الحرب.



________________________Nada



وفي زاوية مظلمة من القصر، وقف مارتن أمام شاشةٍ تعرض محادثة نيكولاس السرية. لم ينطق بكلمة. فقط رفع عينيه إلى الشاشة، ثم همس:



مارتن: خانتني باريس من قبل… لكن لم أتوقع أن تخونني أقرب يديّ.



أغلق الشاشة، وخرج من الغرفة، ووجهه لا يحمل أي تعبير.



لكن داخله؟
كان البركان قد بدأ يثور.



_________________________Nada




مرت 24 ساعة منذ أن أخبرت ندى مارتن بما سمعته، والقلق لا يفارق القصر. نيكولاس لاحظ نظرات مارتن المتغيرة، وحدسه أخبره أن هناك شيئًا ما يُحاك خلف ظهره.



في مكتب مارتن، جلس وحده أمام شاشة العرض، يعيد تشغيل التسجيلات من غرفة التحكم مرارًا. شيء واحد لم يكن يقتنع به:
نيكولاس لا يمكن أن يرتكب خطأً ساذجًا كهذا.



في تلك اللحظة، دخل ستيفن بهدوء، يضع ملفًا على الطاولة.



ستيفن، بصوت ثابت: تقرير عن التحركات في باريس، لا شيء غير اعتيادي.



مارتن، دون أن ينظر إليه: دع الملف... وابقَ قليلاً.



تجمّد ستيفن، ثم قال بابتسامة صغيرة: بالطبع، سيدي.



رفع مارتن عينيه فجأة وقال:
مارتن: من وضع نظام المراقبة الداخلي؟ من لديه الصلاحية لتعديل التسجيلات؟



ستيفن، دون تردد: أنا ونيكولاس فقط. لماذا؟



لم يجب مارتن، فقط أشار له بالخروج. لكن في داخله، بدأت الشكوك تتحول إلى يقين مختلف…



_________________________Nada



في الليلة التالية، وبينما كان نيكولاس يقف في الحديقة الخلفية يراقب حركة الحراس، اقتربت منه ندى بهدوء.



ندى بصوت خافت: نحتاج إلى التحدث.



نظر إليها نيكولاس باستغراب، ثم قال: هل مارتن أرسلك؟



ندى: لا. أنا من أتى إليك... لأنني بدأت أظن أنك لست من نبحث عنه.



تبدلت ملامحه قليلاً، لكنه لم يُظهر أي ردة فعل واضحة.



ندى بحزم: الرجل في غرفة التحكم لم يكن يتحدث بصوته... والصوت كان مشوّش. وأنت، نيكولاس... لم تكن موجودًا في القصر وقتها أصلًا.



ساد صمت لثوانٍ، قبل أن يهمس نيكولاس:
نيكولاس: إذًا... من تتهمين؟



رفعت ندى نظرها إليه وقالت بثقة: ستيفن.



________________________Nada



في تلك اللحظة، كان ستيفن في غرفة الأرشيف السرية بالقبو، يفتح خزنة صغيرة خلف لوحة معدنية. أخرج منها جهاز اتصال غريب، وبدأ بإرسال رسالة:



 "شكوك مارتن تتزايد. نحتاج إلى التحرك قبل أن يُكشف كل شيء."



لكنه لم يكن يعلم… أن نيكولاس كان يراقبه من الكاميرا البديلة التي نصبتها ندى بنفسها.



__________________________Nada



في صباح اليوم التالي، اجتمع مارتن، وندى، ونيكولاس، وسيلفيا، في غرفة الاجتماعات.



دخل ستيفن متأخرًا، يتظاهر بالهدوء، لكن عينيه كانت تتحرك بسرعة بين الوجوه.



مارتن، وهو ينهض: ستيفن... هل تحب المفاجآت؟



ارتبك قليلاً: ما هذا السؤال؟



مارتن وهو يلقي عليه هاتفًا صغيرًا: إذًا استمع لهذه المفاجأة.



انطلقت من الهاتف رسالة صوتية مسجلة بصوته، يتحدث فيها مع أحد عملاء إيليوت.



تجمّد وجه ستيفن تمامًا.
نظر حوله، وكأنه يبحث عن مهرب… لكن الحراس أغلقوا الأبواب.



ندى، بنبرة صارمة: انتهت اللعبة، ستيفن.



قبل أن يُمسكوه، صرخ ستيفن: لا تفهمون! لم أكن أعمل ضده… بل مع شخص أقوى منه. إيليوت مجرد واجهة! من يدير كل شيء... لم يظهر بعد!



ساد الصمت، تبعه صوت مارتن البارد: بل بدأ يظهر... في ملامح الخونة أمثالك.



اقتادوه بعيدًا، لكن كلماته تركت أثرًا في الجميع.



من هو "الشخص الأقوى"؟
هل كانت حربهم مع إيليوت مجرد بداية؟



_________________________Nada 



وفي آخر الليل…
كانت ندى تقف أمام نافذتها، تتأمل السماء. دخل مارتن، صامتًا، ثم وقف بجانبها.



ندى، دون أن تنظر إليه: هناك شخص آخر… أليس كذلك؟



مارتن، وهو يهمس: نعم.
والخطر الحقيقي… لم يبدأ بعد.



______Nada______Almater_____

 
google-playkhamsatmostaqltradent