رواية سطور عانقها القلب الفصل الثامن عشر 18 - بقلم سهام صادق
******
طالعت هيئتها أمام المرآه ، بعدما وضعت زينتها وتفننت في إظهار مفاتنها ..، حدقت بالثوب للمرة التي لا تعرف عددها ..، فابتسمت ساخرة علي حالها ..، لقد اصبحت عاهرة بجدارة واليوم ستنفذ الامر ، ستجعله يقع في الخطيئة ..، ستجعله يعرف من هي حقاً , فهي ليست إلا أمرأه يستغلها رجلاً ظنت إنه يمنحها فرصة لتبني حالها وتري نجاحها ولكن أكتشفت في النهاية ما هي إلا في دائرة مغلقه وقد تورطت مع هذا الرجل في توقيعات تجعلها تقضي باقية عمرها بالسجن ..، وإما أن تنفذ أوامره أو يطيح بها
"النهاردة المهمه تتنفذ يا أميرة ، و بكرة الصبح عايز أشوف صور لاحمد السيوفي وهو في حضنك "
وبوقاحة كان يُطالب بالمزيد ..، والمزيد لم يكون إلا مقطع تظهر فيه معه ..
ارتسمت السخرية فوق شفتيها ، وهي تتذكر وعده لها ، بأنه لن يجعلها تظهر بالصورة ، فهو لا يُريد غير فضح هذا الرجل ..
عادت عيناها تتعلق بالمرأه ، تنظر لحالها بحزن ..، فماذا كان سيحدث إذا تزوجها "عامر السيوفي" في العلن ، ماذا لو كان أحبها كما أحبته و وثقت به ..، وعاد شيطانها يوسوس لها يُقنعها ..، أنها ستنتقم منه في أخيه , بل وستبعث إليه الصور لتريه كيف جعلت شقيقه يصل لفراشها ..
وحقد دفين ، ها هو يصحوا ولكن قلبها عاد ليُخبرها أنها أحبت هذا الرجل ..، أحبته واحترمته ، وبين تصارع أفكاره ، وما تُريد ولا تُريد كان رنين جرس شقتها يعلو
ابتسم "احمد" وهو يقدم لها باقة الأزهار قبل دلوفه للشقه ، بادلته أبتسامته وهي ترحب به
- متعرفش أد إيه أنا سعيده ، نك لبيت دعوتي يا أحمد
التف نحوها ومازالت ابتسامته مرتسمه فوق شفتيه وهتف بمزاح ، فهو قد اصبح يفهم مشاعره نحوها ، ف اميرة لا تعد بالنسبه إليه إلا شقيقه قد تمني أن يحظي بها يوماً
- هتأكليني بقي أكل مصري زي ما وعدتيني ، ولا هتكوني ضحكتي عليا وكان مجرد إغراء ومش هلاقي غير هوت دوج
ضحكة بقوة علي عبارته ، وقد وضعت باقة الأزهار جانباً ..، بعد أن أشتمت رائحتها
- لا متخافش يا سيدي ، عملتلك الأكله اللي بتحبها
واردفت وهي تخطو نحو المطبخ
- عشر دقايق ، وكل حاجة تكون جهزه
- اساعدك يا أميرة
توقفت مكانها ، وهي تستمع لمبادرته ، فاماءت برأسها وقد ابتلعت غصتها ..، فقد انتهت رحلتها مع "احمد السيوفي" وهذا أخر لقاء بينهم
اتبعها، بعدما أزال سترته وطوي أكمام قميصه ..، ولوهلة وقفت تُطالع هيئته الرجوليه .المُهلكه.، تستحضر غريزتها وتتلاشي مشاعر قلبها ..
أعدوا الطعام سوياً ، وكلما كانت تقع عيناها عليه .. يتحسر قلبها
طالع نظرتها إليه وهو يقضم أصابع المحشي الذي أعدته إليه مبتسماً
- تسلم أيدك يا أميرة
…………….
طالع المعلومات التي جمعها إليه أحد رجاله ..، متنهداً بضجر ..، فهو لم يجد شئ يُسئ لسمعتها ، حتي يستغل الأمر لصالحه ويرفضها كزوجه تحمل أسمه ..، بعدما وضعه والده وعمتها في طريق مسدود بينهم
القي بالملف داخل أحد الأدراج ، ونهض عن مقعده يدس سيجارته بين شفتيه ، يزفر أنفاسه الحانقه المعبئة بدخانها
- طلعتي يعني شريفه ، والناس بتحلف بأدبك
هتف عبارته وهو يُحرك شفتيه مستاءً ، ولكن سرعان ما كانت تتبدل ملامحه للقسوة
- حظك وحش يا بنت صابر ، عشان تقع في طريقي
شعر بتأنيب الضمير قليلاً ، عندما عادت صورتها تقتحم عقله ..، فلم تكذب عمته في أمر جمالها ..، ولكنها ليست من نساءه أو كما يسميهم جواريه ..، ف "جاسر العامري" لا يري النساء إلا جاريات أسفل قدميه يتمتع باجسدهن كما يُحب
وبقسوة و وعيد كان يهتف
- لو وافقتي علي الجوازه ، يبقي أنتِ اللي أختارتي طريقك بنفسك
…………….
طالعت القهوة التي تحملها بتوتر، واقتربت منه تنظر نحو اللوحه التي وقف يُطالعها
- جميله أوي اللوحه ديه
هتف عبارته ، عندما شعر بوجودها خلفه
- أشتريتها من باريس
التف نحوها مبتسماً ، التقط منها فنجان القهوة وسار نحو أحدي الأرائك يجلس عليها
- مفكرتيش ترجعي مصر يا أميرة
كانت عيناها عالقة نحو فنجان القهوة ، ولكنها أسرعت في تمالك حالها ..، تتذكر أنها أخر ليلة في مهمتها ، وجدته يضع فنجان القهوة فوق الطاوله ينظر إليها منتظراً جوابها ..، ابتلعت لعابها وهي تقترب منه
- القهوة هتبرد
ابتسم علي أهتمامها الشديد بأمر القهوة وتلاشيها الجواب عن سؤاله ، متسائلاً بمزاح
- أفهم من كده إنك بتهربي من الرد
- مبقاش ليا حد في مصر ، أهلي وماتوا وأخواتي أتبروا مني
شعر بالحزن علي حالها ، ونهض مقترباً منه .. ودون شعور منه كان يضمها إليه بدعم ، سقطت دموعها , فمن يأخذها بين ذراعيه يُطمئنها ويحنو عليها ..، سيستيقظ في الصباح ليري طعنتها
- صحيح أنتِ غلطتي في حق نفسك يا أميره قبل حقهم ..، لكن محدش فينا معصوم من الغلط
ابتعدت عنه ، تنظر إليه دون حديث ، وقد أزدادت دموعها هطولاً فوق خديها ..، حاولت أن تهرب من أمامه ولكنه التقط ذراعها
- أنت ليه حنين كده
هتفت عبارتها صارخه ، فقطب جبينه متعجباً أمرها وقبل أن يهتف بشئ ويسألها عما بها , كانت تهتف دون شعور منها
- عارف أنا حطالك إيه في القهوة
تجمدت ملامح "احمد" ينتظر سماعها ، وشيئاً فشئ كانت تزداد صدمته
- حطالك مادة مخدره ، عارف ليه ؟
وبمراره كانت تردف
- عشان أعمل معاك علاقه ، وافضحك في المؤسسه
علقت عيناه بها وبفنجان القهوة وهو لا يستوعب ما هتفت به للتو ، أخبرته ببداية لقاءهم الذي كان مدروساً ..، أخبرتها إنها كانت تعلم ما يحب ويكره ليس بالمصادفة ..، إنما كان لديها الكثير عنه لتستطيع الأقتراب منه
وبنظرة طويله كانت تقع علي هيئتها ، ليتأكد ما كانت بالفعل تسعي إليه ..، لم يكن يظن أن تحررها المبالغ من متطلبات عملها لتسقط الرجال ..، ولكنها اليوم أكتشف أنها ليست إلا عاهرة متقنعة عملها بجدارة
تهوي بجسده فوق الأريكه وقد ارتخت ساقيه من الصدمه ، بعدما قصت عليه كل شئ وما كان سيحدث هذه الليله ..، يتسأل داخله , هل تكون المنافسة بالعمل بتلك الطريقة المُقززه ، وبثقل كان يهتف بعدما أطرق رأسه أرضاً وزفر أنفاسه
- وانا كنت صيده سهله مش كده
نفت برأسها وانسابت دموعها فوق خديها ، تبتلع مرارة حقلها وهي تستمع لنبرة صوته المحتقرة ، فكيف ستكون نظرته لها إذا تلاقت عيناهم ..، وها هو يتحقق ما خشته ..، ينظر إليها باحتقار لم ينظر به لأمرأة من قبل ، وبصراخ كان يهتف عبارته مجدداً
- كنت صيده سهله ، عرفتي تجذبيني ليكي ..، لا وكمان وصلتيني لبيتك ولأخر مستوي في اللعبه
اطرقت رأسها وهي تستمعه ، فمهما حاولت أن تتكلم ، كان الحديث يقف علي طرفي شفتيها ، تأمل طاولة العشاء وقد ضجر من إنتظار سماعها ، فما الذي ستتحدث عنه بعدما خبرتها باللعبة كامله ..، هل ستخبرها إنها أمرأه رخيصه تبيع جسدها
وبسخرية كان يُتمتم ، بعدما نهض من فوق الأريكه وهو يقترب منها
- كان عنده حق لما مشفكيش غير في صورة رخيصه ، مجرد جسم
بهتت ملامحها وهي تستمع عبارته ، وقد فهمت مقصده ، رمقها ساخراً ينتظر جوابها هذه المرة علي عبارته ، ولكنها تجاوزت الحديث عن هذا الرجل ، الذي إذا عرفه سيعلم إنها لم تكن غير ضحية اخرج بها شقيقه عقده
- انت كنت المنافس الوحيد ليه ، ولما فوزت بفرصة الانضمام لمنظمه المهندسين هنا ، "توفيق" ، مقدرش يستحمل الخساره وكان لازم يعمل اي حاجه عشان يعرف يضربك بيها ... وبعد فتره اكتشف انك اول عضو المنظمه توافق عليه من غير ما تشرط عليه انه يكون متجوز وليه أسره
بررت لها دواخل الحكاية ، ولم يزيده الأمر إلا أحتقاراً لها
- وإيه اللي مخلكيش تكملي في اللعبه ياحضرت السكرتيره المحترمه ، مدام عندك ضمير أوي كده
هتف بها وقد أصبح صوته يتخللها المهانة ، فاغمضت عيناها بقوة
- صدقني كان غصب عني أعمل كده ، توفيق مخليني أوقع علي ورق ممكن يدويني السجن
تلاقت عيناه بها ، يستشعر صدقه ولكنه تلاشي مشاعره ، يسألها مستخفاً بحديثها
- ودلوقتي مستعده عادي تروحي السجن
- ههرب قبل ما يوصلي ، ما أنا اتعودت علي الهروب
تمتمت بها بعدما شعرت ، بأن لم يعد يحمل داخله نحوها إلا الكره والغضب
طالعها بنظرة طويله ، قبل أن يتجه نحو سترته ويلتقطها راحلاً من هذا المنزل ، فلم تعد يفرق معه ، ما ستجنيه ، ولكنه تيبث في مكانه
- أنا حبيتك يا احمد ويارتني ما حبيتك .. ، اخوك دمرني زمان وانت برضوه جيت وعملت كده
عادت عيناه تتعلق بها بصدمه أخري ، وهو يستمع لاسم شقيقه
- أيوه عامر هو الراجل اللي دمرني ، وخلاني أهرب من مصر , بعد ما أهلي أتبروا مني ومن عاري
وبألم كان تردف ، بعدما وجدته يرمقها بنظرات لم تعد تفهمها ، ولكنها أرادت اليوم أن تُخرج له كل ما يثقل فؤادها وهي لا تعرف كيف أنتهت هذه الليله هكذا
- عامر هو اللي دمرني ، حولني من انسانه كانت مليانه بمشاعر الحب ..، غنسانه بقت ضايعه مش فاهمه مشاعرها ..، اخد كل حاجة حلوه مني وسابني تايهه ، شوفت اخوك وصلني لأيه
وبغصة كانت تهتف ، رغم صعوبة الكلمه
- خلاني مجرد عاهرة
والحقيقة الأخري التي عملها لقد كانت قاسية ، وقد عرف لما دفع شقيقه الثمن في علاقته مع فريدة ، لقد كان يستحق ما حدث له.
................................................................
أخذت تدور في حجرتها كالمجنونه ، لا تعلم كيف لزوج عمتها وعمتها أن يوافقوا علي هذه الزيجه ..، هل تناسوا قسوة هذه العائله ، صم بكاء "جنه" اذنيها بل و وترها ، فهتفت بمقت ولم تعد تستطيع التفكير
- اهدي بقي .. وبطلي عياط خلينا نفكر في حل
- اهدي ازاي ياصفا ، بابا قالوهم كلمتهم ، تفتكري هقول لاء ..
فتجمدت ملامح "صفا" وهي تستمع إليها :
- عمي صابر ، إزاي يعمل فيكي كده
وبمرارة كانت تهتف ، ولا تعلم هل تشفق علي حالها ولا علي والدها الذي عاد يسعي لينال حب أخوته
- جوازي من أبن عمي هيرجع قربه من أخواته تاني ، يا صفا ..، تفتكري هيفكر في إيه غير أنه يوافق حتي لو هكون أن الطريق ، لوصالهم من تاني
تعالت شهقاتها ، فاغمضت "صفا" عينيها مقهورة علي حاله أبنة عمتها و وقوعها في إختيار صعب هكذا
- ارفضي ياجنه ، انا مش مرتاحه للجوازه ديه اشمعنا عمتك وعمك افتكروكم دلوقتي ، ده غير إنك بتقولي أبن عمك راجل مطلق ومش ظاهر في الصوره خالص , يعني أكيد رافض زيك
وبخوف من الحكايات التي تسمعها عن زيجتها تحدث هكذا
- ده ممكن يكون راجل معقد ، وتدفعي أنتِ الثمن
استمعت إليها "جنه" في صمت ، وبمرارة كانت تهتف
- لو رفضت يبقي بنهي علي حياة بابا ياصفا ، شكلي هرضي بمصيري، وعلي رأي عمتك يمكن اكون انا الطريق اللي يرجعوا بيه شملهم من جديد
فصرخت بها "صفا" حانقه ، فهي تُخبرها بمخاوفها ، و الحمقاء تستسلم لقرارهم الظالم
- طريق ايه ده ياجنه اللي هتضحي بحياتك عشانه ، هتجوزي واحد متعرفهوش ، واحد أكبر منك ب 15 سنه
.............................. .................................
توسدت صدره العاري ، بعد ساعات قضتهم بين ذراعيه ..، تتبادل معه الحب رغم علمها إنه لا يبادلها إلا شهوة ، وإنها مثلها كمثل النساء اللاتي مروا بحياته ، حاولت ألا تصبح مثلما أخبرها أخر مرة أجتمعوا فيها ..، ألا تصبح كالزوجات أمرأة متطلبه ، تبحث عن النكد ..، فهو يجتمع بها لأراحه ذهنه وجسده
- جاسر
أنتبه علي حديثها ، وهي تلتقط منه سيجارته ، وتدسها بين شفتيها ، طالعها وهي تزفر انفاسها المعبئه بالدخان ثم سعالها الخفيف متعجباً ، ولكن سرعان ما تلاشي تعجبه وهو يراها تنظر إليه تُخبره
- بشرب سجاير بقالي مده
حرك رأسه ساخراً ، وهو يستمع لباقية ما أصبحت تفعله ..، ولكن لا شئ كان يُحرك فيه غريزة رجولته ، فهي كغيرها ..، تفعل ما تُريد لا شيئاً واحداً أن تكون لرجلاً اخر ما دام هي معه ، ولكن بعد أن ينتهي العقد بينهم فالتفعل ما يحلو لها
- مش مضايق من اللي بعمله يا جاسر
وببرود كان يُجيبها بعدما نهض من جوارها
- أنتِ عارفه الشرط الوحيد اللي بفرضه علي أي ست بتجوزها ، راجل غير لا ، غير كده الأمر يخصها
لم يترك لها مجال للحديث ، فقد ترك الغرفة ..، تلاعبت بخصلاتها وهي لا تعرف كيف تُحرك غيرته ، كيف تجعله يشعر بها
وابتسمت وهي تراه يعود إليها ، تظن أن ليلتهم ما زالت مستمره ..، ولكن عيناها قد تجمدت وهي تنظر نحو ما يمدّه إليه
- إيه ده يا جاسر
- زي ما أتفاقنا في بداية جوازنا يا سهر ، يوم ما هتشوفي الشيك ده ، يبقي جوازنا انتهي
وبقسوة لا تعرف كيف تتملك قلب هذا الرجل كان ينطقها
- أنتِ طالق .. يا سهر
……………..
اخذ يفرك في عنقه بقوة ، وهو يتذكر حديث شقيقه معه ، يتذكر قسوة كلماته وكم كان هو رجلاً بشعاً يدعي الفضيله ، أغمض عيناه وقد عادت العبارات القاسية تحتل فؤاده
"ذنبها عملتوا فيك فريدة يا عامر ، يبقي متلومش علي فريدة قبل ما تلوم علي نفسك "
نهض من فوق مقعده ، حائر الخطي ، يشعر بثقل أنفاسه ، التقط هاتفه فقد أتخذ قراره سينقذ "أميرة " من هذا المصير الذي وضعها به ، ضغط علي رقم شقيقه ينتظر جوابه
- أحمد انا هساعدها تتخلص من الكل القذارة اللي بقيت محوطاها ، بس خليك متأكد أنا مظلمتهاش ، أنا كنت ..
وقبل أن يُخبره ‘ إنه كان سيتزوجها بعقد رسمي ولكنه وجدها قد تركت البلد باكملها ، ولكن "احمد" قطع حديثه يُخبره بصدمه أخري
- أنا محتاج مساعدتك يا عامر
تجمدت ملامح "عامر" فما الذي سيخبره به شقيقه هذه المرة ، سقطت العبارات فوق أذنيه وقد قتمت عيناه ، لا يُصدق ما يسمعه منه ، هل سعت أميرة نحوه لتوقعه في شباكها وتنفذ مخططات الرجل الذي يهدده ، هل لقاءها بشقيقه لم يكن بالصدفه ..، لقد بدأت الصورة تضح إليه ، اللقاء الذي تغافل عن سؤاله عنه ليلة أمس بعدما أخذ شقيقه يخرج عليه غضبه مصدوماً منه يفعل ذلك
- يعني أنت واميرة كنتوا..
وقبل أن يهتف "عامر" بعبارته
- أنا كنت بعتبرها أخت ، صديقه ..، لكن أنا ماليش دعوه بمشاعرها نحوه
أرتسمت السخرية فوق شفتي "عامر" ، فشقيقه جدير بأن يأخذ وسام البرود في حديثه أكثر منه
- عامر هو أنت لسا بتحب أميرة
- أنا محبتش أي ست يا أحمد ، ومظنش هحب في يوم
هتف عبارته ، يقسم داخله إنها لن يحب أمرأه ، وان الزوجه التي سيبحث عنها ستكون من اجل الأنجاب لا أكثر
ورغم ما يشعر به داخله من غضب ومشاعر لا يعرف مهيتها ، بعدما عرف بقرب شقيقه من المرأة التي عاشرها يوماً ، هتف باهتمام حتي يعلم ما يثقل فوق كتفي شقيقه
- إيه المشاكل اللي عندك يا أحمد ، واقدر احلها ليك ازاي
وهو كان أكثر من يعلم أن شقيقه ، سيحل له الأمر مهما كان بينهم
- عايز زوجة
اقتطب جبينه ينتظر سماع باقية حديث شقيقه
- زوجة تكون عارفه ، إنها في مهمه وهتعيش معايا هنا لحد ما اثبت وجودي في المؤسسه هنا
انتهي الحديث بينهم ، وقد ترك له الأمر ، بعدما وضع له الشروط والمواصفات لهذه العروس
……..
وقد ظل ليلتين يُفكر في أمر العروس التي سيبعثها لشقيقه ، أنهي عقب سيجارته التي لا يعرف عددها ، يطرق سطح مكتبه ..، منتظراً قدومها ..، فقد أختار العروس أخيراً ولن تكون إلا "صفا " ، لعلا شقيقه يجدها في المرأة التي تزيل حب تلك الراحله عن قلبه الذي أصبح أسير الذكريات
قطع شروده ، الطرقات الخفيفه التي حطت فوق باب الغرفه ، ثم دلوفها وتقدمه منه ، تنظر إليه بنظرات متسائله
- تعالي ياصفا
اشار نحو المقعد وهو يتحرك نحوها ، فطالعته وقد بدأت تشعر بالقلق من لطفه
- هو في حاجة حصلت يا عامر بيه
- اقعدي الأول ، وأنتِ هتعرفي السبب يا صفا
نفذت أمره ، وجلست فوق المقعد وقد جلس قبالتها ، يُطالعها بنظرة طويله ، زادتها أرتباكاً
- تتجوزي أحمد أخويا يا صفا...
تجمدت ملامحها ، وقد اتسعت حدقتيها مما سمعته ، ليعيد حديثه ثانية وينتظر جوابها ، ولكن سرعان ما كانت تفيق من حالة جمودها ، تنتفض من فوق مقعدها
- أنت بتقول إيه
احتقنت ملامحه ، وهو يراها تقف قبالته صارخه
- أنت فاكراني إيه ، ولا حضرتك عايز مقابل الفلوس دلوقتي يا عامر بيه ، أنا كنت غلطانه لما فكرت إنك ممكن تعمل معروف من غير مقابل
القت عباراتها عليه ، دون أن تعطيها فرصة للحديث ، وقد أزداد اقتحان ملامحه من اتهماتها اللعينه ، فهو لم يختارها إلا من اجل أن يمنحها فرصه للقاء الكاتب الذي تحبه
- فلوس إيه اللي عايزاها مقابل منك ، أنا عملت كده زي ما بعمل أي معروف مع حد مش لازم يعني أقولك إنها صدقه مني
تناست الحدث الاساسي ، والتقطت اذنيها اخر عباراته
- صدقه
تنهد وهو ماقتاً لحديثها وصغر عقلها
- تحبي تسمع سبب عرضي ولا هتفضلي واقفه قدامي تاخد الكلام علي مزاجك
وهي كالعاده لا تصمت ، تحدثت بأشياء عدة ، وهو قد أتخذ وضع الصامت ..، يسمعها تلك المرة بملامح جامده
- مراد زين .. هو احمد السيوفي ياصفا كاتبك المجهول
القي عبارته ، بعدما ضجر من سماع المزيد ، وتلك المرة كانت تتسع حدقتيها في صدمه ، تنظر إليه بنظرة جعلته يرغب بالضحك علي هيئتها
- مراد زين ده خالي الله يرحمه ، واحمد كان بيستخدم اسمه كمستعار، انا عارف انها صدمه بالنسبه ليكي ، ومدام كشفت ليكي جميع الورق قدامك ، وده مش من طبعي
هتف عبارته وهو يسير بخطواته مبتعداً عنها متسائلا بجمود
- القرار قرارك ، تحبي تكوني مرات الشخص اللي حبتيه من شوية كلام في كُتب
وقطب حاجبيه ، متذكراً شيئاً قد طرء علي عقله للتو
- و أظن إنك شوفتي في المزرعة يا صفا
وبدعابة ، كانت غريبة علي طباعه التي تتغير حسب مزاجه المتقلب
- أظن أي بنت مكانك ، مش هتحتاج تفكر كتير
تجاهلت عبارته ، فهي إلي الأن لا تُصدق أن الرجل الذي اقتحم مخيلتها لأشهر ، الرجل الذي كلما سمعت أسمه من السيده ناهد ، يخفق قلبها وكأن بينهم علاقة حب وليس لقاء واحد وقعت عيناها فيها عليه
وبتعلثم هتفت غير مصدقة ما سمعته ، فلعلا ما تسمعه كذبً
- بس الصوره اللي شوفتها زمان لمراد زين كان راجل عجوز
- ديه كانت صورة فعلا مراد زين ، الصورة اللي حب احمد يظهرها ليكم
وبهدوء أعاد عباراته ، بعدما اتجه نحو مقعده وجلس عليه ، يلتقط بضعه أوراق يصب نظراته فوقهم
- فكري ياصفا والقرار قرارك .. ، انا مش بغصب عليكي ، احمد عايزني ابعتله عروسه ليه في امريكا وانا بصراحه بديكي الفرصه اللي عيشتي تحلمي بيها ،مكنش نفسك حد من ابطالك يبقوا حقيقه ياصفا
وبجمود كان يردف ، بعدما عادت عيناه تتعلق بعينيها ، ومازالت الصدمه تحتلهما
- شايفه سياسة رجال الاعمال الجديده بيقدموا عروض من غير مقابل
****
•تابع الفصل التالي "رواية سطور عانقها القلب" اضغط على اسم الرواية