رواية ابواب الفصل الثامن عشر 18 - بقلم هنا عادل
اجواء الرعب اللى كانت مالية المكان كانت سبب فى توتر الكل، خاصة كريم اللى كان فى العادي بيخاف زيادة عنهم كلهم، اللى اتكلم وقال:
اكيد اللى بيحصل ده هزار! اوعوا حد يقول انه جد.
يبتسم عابد ويقول:
شكلها كده حصلت بجد، هتبقى حاجة جامدة جدا لو ده حصل.
كانوا الشباب متوترين، والرعب مالي قلب كريم بالذات، صوت الهوا والاحساس بيه بيزيد فى المكان، حركات الحاجات من اماكنها لسه مستمرة، واقفين فى اماكنهم قلقانين، لكن صوت يرن ويقول بصدى:
ديبيااااااااااااااااااااااااااااااااااز.
والنور يرجع وكل حاجة ترجع لمكانها وصوت الهوا يختفى، ونظراتهم المرعوبة بس هي اللى لسه على حالها، اتكلم زين وقال بأستغراب:
هو ايه اللى حصل؟
يرد عابد ويقول:
الروح حضرت، واعلن عن اسمه كمان.
كريم بخوف:
انا همشي، لازم امشي، مش هلعب اللعبة العجيبة دي مرة تانية.
عابد:
فى ايه يا جماعة؟ انتم ليه مملين كده؟ اهو بنجرب حاجة جديدة ومختلفة.
رد زين:
بلاش الطريق ده يا عابد، انت مش متخيل ممكن يوصلك لأيه.
ظافر:
طيب يا شباب انا اتبسطت من تجربتي المرعبة دي معاكم، لكن اعتقد اني مضطر امشي مع كريم، يلا اقولكم سلام.
رد زين وقال:
استنوا انا كمان همشي، يلا يا عابد تصبح على خير انت بقى.
عابد:
اندال جدا، عموما ماشي، انا اصلا عايز اقعد لواحدي، انا غلطان اني قولت اغيرلكم الاجواء المملة اللى متعودين عليها.
ضحكوا الشباب كلهم، سلموا على عابد وخرجوا من البيت، كلهم رجعوا على بيوتهم وحاولوا يتخطوا الموقف اللى حصل ده على اعتقاد منهم ان عابد حاول يتلاعب بيهم من غير ما يركزوا معاه، طلع زين اوضته بعد ما طمن زينة وفهيم عليه انه رجع واخد الدش بتاعه وغير هدومه وقرر يستسلم للنوم، لكن وبعد فترة طويلة كانوا غابوا عنه فيها قرروا يرجعوا الليلة دي برسالة، قالها حارس لما ظهر فجأة لزين:
ليه تحاول تستدعي اللى مش هتقدر تواجههم؟
اتخض زين، ظهور حارس كان مفاجئ، وكان زين نساهم او عود نفسه على عدوم وجودهم خلاص، غير ان حارس ظهر لزين بصورته المخيفة وكأنه كان قاصد يحسسه بالخوف، كمل حارس وقال:
لو ديبياز حضر هتضطر تواجهه، ومواجهته مش سهلة، هتجهز نفسك للمهمة الجاية ولا لمواجهة مارد شرس؟
اتكلم زين بعد ما ابتدا يهدا شوية واتأقلم على ظهور حارس وقال:
هو ايه اللى بتقوله ده؟ انا معملتش حاجة، وبعدين انتم كنتم فين؟
رد حارس وقال:
والجلسة اللى تم استحضار ديبياز فيها دي كانت عبارة عن ايه؟ مين اللى عملها؟ مش انت كنت موجود فيها؟
سرح لحظات زين ورجع قال:
استحضار ايه بس؟ انت كبرت الموضوع ليه؟ احنا كنا بنلعب لعبة تافهة يعني مش اكتر، اتسلينا شوية وهزرنا وضحكنا وكل واحد رجع على بيته.
رد حارس وقال:
بيتهيألك، لكن عموما حاول تستعد الفترة الجاية، انت عندك مهمة جديدة، وجايز يكون عندك مواجهة كمان، مخطوطة الطقوس المطلوبة منك هتظهرلك، مجرد ما تظهر تبدأ التنفيذ من بعد نص الليل.
قال كلامه حارس واختفى، لكن من بعد فترة طويلة حس زين بالقلق، مش من ظهور حارس او ان فيه مهمة جديدة، لكن قلقه وضح لما سأل نفسه وقال:
اكيد مفيش حاجة بجد حصلت، مستحيل نكون فعلا عملنا حاجة زي دي! اكيد مفيش ارواح حضرت، دي مجرد لعبة ومفيش حاجة حصلت غير شوية هزار.
سكت وهو بيمسح وشه بأيديه ورجع قال:
بس فيه صدى صوت ذكر اسم ديبياز، ودلوقتي حارس كرر نفس الاسم، طيب ايه بقى؟ المفروض اتصرف ازاي؟ اقول للشباب؟ هيصدقوني؟ طيب اقولهم ايه؟ وبعد ما اقولهم ان فعلا فيه مارد بالاسم ده، المفروض انصحهم بأيه؟ ولا هبقى بخوفهم بس؟!
كان بيسأل نفسه وبس لكن مفيش حد بيرد عليه ولا بيجاوبه، ومكانش عارف يجاوب حتى على نفسه، وكانت ليلة طويلة راح منه فيها النوم بعد ما كان نسى القلق والتوتر اللى كان بيمنعه انه ينام، فضل يفكر زين لحد النهار ما طلع حس انه مرهق وقرر يفرد جسمه على السرير بعد ما قعد وقت طويل وبعد ما راح وجه فى الاوضة وقت اطول، غمض عنيه لكن مراحش فى النوم، اول ما غمض عنيه ظهرت قدامه قطعة قماش واضح عليها انها قديمة جدا، لكن الكتابة اللى ظهرت عليها خليت زين ميركزش مع قطعة القماش، حروف تظهر وكل حرف بيظهر بينور بلون النار، ومجرد ما يظهر حرف جديد او رمز تبدأ النار تظهر على الحرف الجديد وينطفى الحرف اللي قبله، حروف ورموز كتير بتتكتب ورا بعض وزين مش قادر يلحق يقرأ حرف حرف مع سرعة ظهور الكلمات، مكانش نايم لكن بيحاول يفتح عنيه مش راضيه تتفتح، ومع زيادة الكلمات والحروف انتهت بجملة قصيرة باللغة العربية قدر يفهمها زين لما قرأها وهي بتقول:
مخطوطة تنفيذ عهد جديد.
فهم زين ان دي المخطوطة اللى كان يقصدها حارس، لكن استغرب، هو المفروض يفضل مغمض عنيه لحد ما يردد كل اللى مكتوب؟ طيب حتى لو فضل مغمض عنيه هيحفظ كل اللى مكتوب وهيقدر ينفذه من غير ما ينسى منه حاجة؟ ومن غير صوت كان بيقرأ زين بعنيه الحروف المرسومة والرموز اللى ظهرت قدامه، وكل حرف بينطقه برضو بيرجع ينور بلون النار، وبعد ما خلص بعنيه كل المكتوب اختفيت المخطوطة من قدام زين، وفجأة فتح عنيه وشهق وكأن نفسه كان مكتوم ومش عارف يتنفس، قام من مكانه بسرعة وابتدا يلف حوالين نفسه فى الاوضة يمكن يلاقى المخطوطة اللى كانت قدام عنيه من لحظات، لكن مفيش اي اثر لها فى اوضته، وقف فى المرايا وقال:
ده انا نسيت كل حرف مكتوب فيها، هفتكرها وانفذها ازاي بليل طيب؟
ملحقش يكرر اي سؤال لأن التليفون رن ودخل يزن اخوه وقال له:
زين، كريم عايزك على التليفون.
خرج زين من اوضته وراح على الريسيبشن يرد على التليفون، اول ما اتكلم زين:
الو.
كريم بسرعة:
زين، عابد مرجعش البيت من امبارح، ومحدش عارف مكانه، مامته وباباه قالبين عليه الدنيا.
زين بقلق:
يمكن نام هناك ومروحش، احنا ماشيين متأخر وهو كان هناك.
كريم:
ظافر راح يشوفه هناك بس مش موجود، وراح الكافيه اللى بنتجمع فيه برضو مش موجود، احنا هنتقابل دلوقتي هناك، تعالى بقى علشان نشوف هنتصرف ازاي؟
طبعا زين قفل التليفون وحس ان اعصابه كلها بترتجف، قربت منه زينة اللى سمعت رده على كريم:
في ايه يا زين؟ حصل حاجة؟
زين بقلق واضح:
عابد مختفي، مش عارفين هو فين؟ هقابل الشباب وندور عليه.
زينة اتوترت:
يا خبر! يعني ايه مختفي؟ مش انتم كنتم عنده فى البيت امبارح؟ ازاي يعني مش لاقيينه؟
زين وهو بيتحرك من قدام زينة:
مش عارف؟ كنا معاه ومشينا وكان هو لسه فى البيت، معلش يا ماما لازم انزل علشان مش هينفع ابقى قاعد هنا وهو مش معروف مكانه فين.
زينة:
امانة عليك يا زين طمني، مجرد ما توصلوا لأي حاجة اتصل بيا طمني، يا وجع قلب مامته وباباه.
طلع زين اوضته يغير هدومه، خايف ومرعوب من اختفاء صاحبه، خرج بسرعة وراح على الكافيه وكانوا الشباب متجمعين وعلى وشوشهم قلق وخوف على صاحبهم، اول ما قعد زين وكلهم بقوا موجودين اتكلم كريم وقال:
علشان تصدقوا ان اللي حصل امبارح ده مش هيعدي بالساهل.
رد ظافر:
ايه علاقة اللى حصل امبارح بأن عابد مختفي؟
كريم:
مش يمكن الروح اللى حضرت هي اللى خدته؟
ظافر:
روح ايه يا كريم بس؟ ياعم اكيد دي مش حقيقة، روح ايه اللى تحضر وتخطف بني ادم؟ ده كلام افلام.
زين:
بص يا ظافر بغض النظر عن ان عابد مختفي بسبب اللى حصل ولا لاء، لكن الارواح والجن موجودين، دول حقيقة ولهم قدرات احنا منعرفش مداها.
رد خالد صاحبهم وقال:
بصوا انا مصدق ان امبارح فيه روح حضرت، واسم ديبياز ده اكيد مش مجرد اسم، لكن الفكرة اشمعنى عابد اللى يختفي؟
كريم:
علشان هو اللى صاحب البيت، وهو صاحب اللعبة، وهو اللى فضل لواحده مع الروح اللى حضرت.
كان زين بيسمعهم، من جواه قلقان، لكن حاسس انه مش عارف يعمل حاجة رغم انه له علاقة بالعالم بتاعهم، يعني يقدر يساعد فى رجوع عابد او على الاقل يقدر يعرف هو فين؟ ده لو كان فى عالمهم فعلا!
اتكلم خالد وقال:
الحل اننا نرجع البيت ونلعب مرة تانية، لكن المرة دي نسأل عن مكان عابد، واكيد زى ما الروح حضرت امبارح…هتحضر تاني النهاردة، وهتجاوبنا لما نسألها.
كريم بخوف:
لالالالالا، انا مقدرش اعمل اللى بتقوله ده.
ظافر:
يعني عادي بالنسبة لك ان عابد يختفي؟
كريم رغم خوفه، هو قلقان على صاحبه:
مش عادي، بس انا خايف.
خالد:
كلنا هنكون سوا، متقلقش، طول ما احنا مع بعض اكيد مفيش حاجة هتحصل لنا.
زين بص فى ساعته وقال:
انا معاكم اكيد، لكن المهم محتاج ارجع البيت بأقصى حد الساعة 12 بليل.
اتفقوا وفعلا راحوا البيت، دخلوا كلهم لكن مكانش فيه اي كهربا فى البيت، حاول ظافر يرفع سكينة الكهربا لكن اكتشف انها مرفوعة فعلا والكهربا مش مفصولة، طلع للشباب وقال:
الكهربا قاطعة عمومي باين كده.
وفى اللحظة دي وقبل اي رد ابتديت اصوات ضحك عاليه مرعبة ترن فى البيت كله، وحاجات تقع من اماكنها وصوت هوا مالهوش مصدر يحاوطهم من كل مكان، واصوات هبد فى الشبابيك وابواب الاوض لحد ما اتكلم زين بصوت واضح لكن محدش كان مركز معاه وقال:
احضروا، خليكم معايا، ساعدوني، وانا تحت امركم.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية ابواب) اسم الرواية