Ads by Google X

رواية خطان لا يلتقيان الفصل السابع عشر 17 - بقلم رغد ايمن

الصفحة الرئيسية

 

 رواية خطان لا يلتقيان الفصل السابع عشر 17 - بقلم رغد ايمن

حَلَقة خَاصَّة³ (عِيد أضحَىٰ لَطيف).
                                        
                                              
كُلّ عام وأنتم بِخَير وسعادة وعافية، أعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلاميّة عموماً، وأهل فِلَسطين والسّودان خُصوصاً ونحنُ وهُم في أفضل حال.🤎
____________________



"لَبَّيكَ اللهُمَّ لَبَّيك، لَبَّيكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيك، إنَّ الحَمدَ، والنِّعمَةَ، لَكَ والمُلك، لا شَرِيكَ لَك."



- لَبَّيكَ رَبَّنا وإن لم أكُن بَين الزِّحامِ مُلبّياً، لَبَّيكَ رَبَّنا وإن لم أكُن بَين الطَوافِ ساعياً.



ردَّدها "عُدَيّ" بصوتٍ هامِس، بينما تهطلُ دموعه على خدّيه وهو يَرىٰ على شاشة التلفاز، الحُجّاج وهُم واقفون على جبلِ عرفات، يتضرّعون إلى الله بدعواتِهم وذِكرهم..



شعر بحركةٍ بجانبه، فالتفت ينظر.. وإذ بثغره يفترُّ على ابتسامةٍ واسِعة حينما رأى صغيره الذي لم يُنجِبه.. "يُوسُف"..



- بابا أنتَ بتعيّط!!
قالها الصَبيّ بعد شهقةٍ صدرت منه، فلم يستطع "عُديّ" إلّا أن يبتسم له، ويُقرِّبه إليه مُقبِّلاً رأسه.. ثم مسح دمعاته ونظر مُجدداً لشاشة التلفاز وهو يُجيبه بشجن:
- أكيد لازم أعيّط، عشان لسة ربنا مرزقناش بالحَجّ.



فهم "يُوسُف"، وآلمه قلبه لِحُزن صديقه وحبيبه ووالده.. فاقترب مُحتضناً إياه، وأخبره بثباتٍ غريبٍ لِمثل سِنه:
- خلّي عندك يقين، وادعي ربنا كتير إننا نروح نحجّ السنة الجاية.. أنا وأنتَ وماما وتيتا مامت ماما وتيتا مامتك.



نظر له "عُدَيّ" مُطوّلاً، وغَمَر قلبه حنان ذلك الصغير..
هل آنَ الأوان ليَرُدَّ إليه "يُوسُف" ما كان يفعله معه؟!



لحظاتُ صمتٍ مرّت، لم يشأ فيها "يُوسُف" أن يقطع على والده، خُلوته الروحية مع ربه..
إلا أن فضوله استبدّ به، فسأل والده:
- بابا أنتَ دعيت بايه؟



ابتسم الآخر، ومدّ ذراعه يلفّه حول جسد الصَّغير، وأخبره بنبرةٍ لطيفة:
- دعيتلك.. دعيت ربنا يديمك ليا، ويرزقني بِرَّك ويجعلك صالِح مُصلِح نافِع لِدينك.. دعيت لوالدتك ربنا يديمها ليا، وتبقى زوجتي في الجنّة كمان.. ودعيت لوالدتي وجدّتك.



كانت ردّة فعل "يُوسُف" ألطف من حديث الآخر، حينما اندسّ بجسده أكثر في عِناق والده، بينما يشكره، ويُخبره مِراراً كم هو يُحبه بشِدّة!



فضحك "عُديّ" بسعادة، قبل أن يُخبره بهمس:
- تيجي نروح نساعد ماما عشان متقضّيش يومها كُله في المطبخ، وتعرف تدعي وتذكر ربنا شوية قبل ما المغرب يأذن؟



أومأ "يُوسُف" بحماس، ونزل من فوق الأريكة مُتجهاً حيثُ تقفُ والدته في المطبخ بين الأواني والقُدور..



أما "عُديّ"، فقد تلكّأ، واتجه أولاً حيثُ والدته تجلسُ بغرفتها تقرأ القرآن تارةً، وتدعو الله وتذكره تارةً أخرى..



طرق الباب المُوارَب، ودخل للغُرفة الدافئة.. 
ابتسم بشجن، وبعض التأثر سَكَن قلبه؛ حينما تمعّن في ملامح والدته التي تَرَك عليها الدَّهر آثارَه وخُطوطه.. 
قبل أن يدعو الله بِكُلّ ذرةٍ منه أن يحفظها له، ويُطيلُ عُمرها في عافية..

 
                
- تعالىٰ يا حبيبي، واقف عندك ليه؟



أفاق "عُديّ" من شروده على صوتها الهادئ الحنون، فابتسم واتجه نحوها..
جلس قُبالتها، بعدما قَبَّل رأسها وظاهِر كفّيها.. وظَلّ صامِتاً، حتى سألته بمُشاكسة:
- ساكِت ليه يواد؟ اوعى تكون اتجوّزت على مراتك وعايزني أداري عليك.. أشوفها الأول، ولو حلوة هفتِن عليك بردو عشان مفيش واحدة بضفر "رِيتاچ".



عَلَت ضحكاته، وضحكت هي أيضاً معه.. إلى أن هدأت ضحكاته، واستلقى واضعاً رأسه على قدمها مُحاولاً أن يُخفف ثقله كي لا يؤلمها، وأجابها بابتسامة:
- أنا اتجوّزت "رِيتاچ"، وحَبِّيتها.. والقلب اللي يِحبّ "رِيتاچ"، مينفعش يُبص على غيرها.



ابتسمت الأم على حُب ابنها لزوجته، بينما تُمرر أناملها على شعره بلُطف وحنان، بعدما شعرت بحاجته لذلك، وأنه لم يأتِ لها الآن، إلا بسبب اشتياقه للدِفء!



عجيبٌ أمرُ ابنها، ينشرُ اللُطف والحنان والدِفء لِمَن حَوله، بينما داخله بحاجةٍ لبعضٍ من ذلك الذي ينشره..



حَقاً.. فاقِدُ الشيء، يُعطيه على الأرجح.. ومن جَرَّب الأذيّة، يخشىٰ على غيره من الأذىٰ!



____________________



بعد دقائق، استأذن "عُديّ" من والدته لكي يذهب ليُساعد زوجته في صُنع وجبة الإفطار..



وبعدما خرج من غرفة والدته، خطر بذهنه أن يذهب لغرفة والدة زوجته.. 
فخطى تجاه الغرفة، وطرق الباب المُوارَب.. وما إن سمع إذنها، حتى دفع الباب بهدوء، وألقى السلام عليها بابتسامة.. فردّت عليه بابتسامةٍ واسعةٍ وحبور، بعدما حاولت الاعتدال بجلستها، إلا أن محاولتها باءت بالفشل بسبب عجزها!



اتجه لها بسرعة وهو يُخبرها بنبرةٍ عادية:
- يا خالتو هو أنا غريب عنك؟ خلّيكِ على راحتك، أنا بس جاي أقعد معاكِ شوية.. عاملة ايه، طمنيني عنك؟



ابتسمت له، فهو يومياً يجلسُ بجانبها، يُلاطفها ويتحدّث معها، ويُمازحها..
أجابته تُطمئنه على حالها، فدَعى لها، وأخذ يُخبرها بمرحٍ أن تدعو له لأنه -على قوله- يُزيحُ هموم الدُّنيا بكرمِ الله، ثم دعواتِ والدته ودَعواتِها..



وبعد دقائق أخرى، استأذن منها وخرج من غرفتها.. مُتجهاً للمطبخ..



_____________________



كانت "رِيتاچ" واقفةً بالمطبخ، تتحركُ هنا وهُناكَ.. بينما يجلسُ "يُوسُف" بالقُرب منها عابس الوجه، بعدما حاول مُساعدتها، وقُوبِل برفضها له..



وقف "عُديّ" على مدخل المطبخ، وألقى السَّلام ببطء، بينما تتشكّل عُقدةٌ بحاجبيه حينما رأى وجه صغيره العابِس الحزين.. فسأل بصوتٍ يصلُ لكليهما:
- مالك يا جميل الاسم والمَلامح؟ زعلان ليه؟



لم تلتفت له "رِيتاچ" لانشغالها فيما تفعله، فأجابه "يُوسُف" بضيق: 
- قُلت لماما عايز أساعدِك في حاجة، زعّقتلي وقالتلي مش عايزة حد يساعدها.




        
          
                
رفع "عُديّ" حاجبه الأيمن، ناقلاً نظره لزوجته التي أخبرها آلاف المرّات ألّا تَنهر "يُوسُف"!
فبررت له الأخرى بضيق:
- بتوتر لما حد يساعدني، وأنا اتعوّدت أعمل كل حاجة بنفسي.



نظر لها مُطوّلاً بصمت، ففهمت هي أنه يُخبرها أن ذلك ليس مُبرراً لكي تصرخ على ابنها!



تنهّد "عُديّ"، وجلس على الكرسي الآخر بجوار "يُوسُف"..
ثوانٍ، وبدأ يُكبِّرُ ويُهلِّلُ بنبرةٍ مُعتدلة، وصوتٍ جميل..
تحمَّس الصَّبيّ، وبدأ يقولُ معه مُحاولاً تقليد صوت والده..



بعدهما تشجّعت "رِيتاچ"، وردّدت معهما مِثلما يقولان..



استمرَّ الوضعُ لدقائق، قبل أن يأخذ "عُديّ" أنفاسه برويّة..
إن كان لا يستطيعُ مُساعدتها في المطبخ، فليُساعدها إذاً لكي لا يضيع يومها منها..



رفع يديه، وبدأ يدعو.. يدعو بِكُلّ شيء جالَ بذهنه.. يَدعو بصلاحِ الحال، وبواسِع الرِزق الحلال.. يدعو بالجنة، والعتق من النار..
يدعو لزوجته، وولده، ووالدته، ووالدة زوجته..
يدعو أن يُحقق الله مُرادَ زوجته وابنه في عافية..



أما عن "ريتاچ"، فقد سارعت بإخفاء دموعٍ هربت من عسليّتيها، بينما تُؤمِّنُ هي وولدها خلفه!



لم يزل يفعل أشياء بسيطة، تجعل قلبها يسكنُ إليه أكثر.. وما زالت تحمدُ الله أنها زوجته، وأنه هو!



____________________



بعد صلاة العِشاء، وبعدما رجع "عُديّ" و"يُوسُف" إلى المنزل بأكياسٍ بلاستيكيّةٍ مليئةٍ بالتسالي والمُقرمشات والحلوى..



اتجه "يُوسُف" لجدَّتيه اللتَين قامتا بالنداء عليه، فيما اتجه الآخر تجاه غرفته..



طرق الباب، وأدار المقبض ليدخل.. إلا أنه وجد الباب مُغلق!
عقد حاجبيه، وقبل أن يُنادي عليها، أخبرته "رِيتاچ" من خلف الباب:
- امشي دلوقتي عشان أنا عاملة ماسك، لما أغسله هفتح الباب عشان شكلي وِحش.



حقاً؟! تباً لتفاصيل النساء!



أجابها بسُخرية:
- ماسك ايه؟ مش ده عيد لحمة بردو!



ردَّت عليه بنفس سُخريته:
- يعني ايه عيد لحمة؟! المفروض أحط صوف الخروف على وشّي يعني؟!



ابتعد عن باب الغرفة وهو يضحكُ على قولها.. وقرر أن يجلس مع والدته وحماته وابنه، إلى أن تفتح زوجته باب غرفتهما..



____________________



مرّ الكثير من الوقت، وقد خَلدت والدته للنوم، واتجهت والدة زوجته مع ابنه للنوم أيضاً.. بينما هو لا يزالُ يجلسُ على الأريكة، يتصفّحُ (الفيسبوك).. ورُبّما يسلّي وقته بإرسال التهنئات لأقاربه أو زملائه أو أصدقائه..



لم يصدّق أذنه حينما سمع صوت فتح الباب، إلا أنه حينما سمع مُناداة زوجته، هَبّ واقفاً واتجه حيثُ غرفته..
كاد يسخرُ منها على تركها له لساعتين كاملتين، إلا أنه، وحينما وقع بصره عليها قرر أن يشكرها بسرّه لأنها تركته هاتين الساعتين!




        
          
                
كانت ترتدي فستاناً رقيقاً باللون الوردي، وصففت شعرها على هيئة كعكةٍ مُبعثرةٍ جميلة..
بينما حددت عينيها بكُحلٍ أسود، وزيّنت شفاهها بمُلمّع شفاهٍ ورديّ..



- اللهم بارك، أجمل من أي حاجة في حياتي بجد!



قالها بانبهار، وقد اتسع بؤبؤيه.. فابتسمت الأخرى باتساع، وكعادتها لم تعرف بِمَ تُجيبه..
اقترب منها، وناقَض قوله السابق، حديثه الخبيث بينما يُطلّ المكرُ من عينيه:
- ايه رأيك أحكيلك حدّوتة الجميلة "رِيتاچ"، والشاطِر "عُديّ"؟!



احتقنت وجنتيها بحُمرة الخجل، فابتعدت عنه مُجيبةً عليه، بينما تسحبه من كفّه للجلوس على الأرض:
- أنتَ دلوقتي هتساعدني في توزيعات العيد، ولا ايه رأيك يا شيخ "عُديّ"؟!



جلست أمامه، بينما ترفعُ حاجباً واحداً له.. فتذمّر قائلاً بحنق:
- وهو الشيخ "عُديّ" مش من نِفسه يبقى الشاطِر "عُديّ"؟!



كادت تضحكُ على نبرته التي تُشبه الأطفال حين يتذمّرون، إلا أنها شغلت نفسها بوضع الحلوى والبلالين في الأكياس الصغيرة..



وبينما "عُديّ" مُنشغلٌ فيما يفعله، أخبرته "رِيتاچ" وهي تُشير على بضعة أكياسٍ صغيرة:
- دول عشان الدّار.



نظر لما تُشير إليه، ثم نظر لها بعدما فهم ما تعنيه.. واقترب مُقبِّلاً رأسها، وهمس بامتنان:
- جزاكم الله خيراً يا حبيبتي.



ابتسمت له، وهي تُجيبه: "جزانا وإياكم خَيرَ الجَزاء" كَما علّمها هو..



قبل أن تُكمِل ما تفعله، وهي تدعو الله لحبيب قلبها أن يجبر الله قلبه، ويُطمئن باله.. آمـيـن..



____________________



بَعدَ الصلاة، أخبر "عُديّ" "يُوسُف" أنهما سيعرجان إلى عمّ الأول، حتى يشاهدان الأُضحية وهي تُذبَح.. وبالطبع فإن "يُوسُف" أخذ يقفزُ هُنا وهُناكَ بحماسٍ وسعادة، حيثُ أنه لأول مرةٍ يرى مثل تلكَ الأمور!



ضحك "عُديّ"، قبل أن يوقف سيارة أُجرة، وأعطى السائق عنوان منزل عمه..
ثم أمسك بهاتفه، واتصل على عمه..



- أيوة يا "عُديّ" أنتَ فين يا ابني؟



قالها عمّه، فأجابه الآخر بهدوءٍ وأدب، بينما ينظر لصغيره:
- جايلك أهو بإذن الله، ومعايا ابني وصاحبي.. متدبحوش بقا لحد ما "يُوسُف" يسلّم على الخروف الأول.



أجابه العم بالموافقة، بينما ابتسم "يُوسُف" لاهتمام والده..



نصف ساعةٍ، ووصل "عُديّ" منزل عمه.. فأنقد السائق أُجرته، ثم اتجه مع "يُوسُف" لمنزل عمه، حيثُ كان يقفُ الخروف أمام البيت..



مسح "عُديّ" على شعر ابنه الناعم، وأخبره بابتسامة حينما رأى تردده:
- متخافش، قرّب منه بالراحة.. هو مربوط مش هيعمّلك حاجة.



تشجّع "يُوسُف"، خصوصاً بعد علمه أن الآخر يقفُ خلفه..
اتخذ خطواته تجاه الخروف الذي كان نضيفاً جميلاً، بينما يُوجّه حديثه للخروف بلُطف:
- ازيّك يا خروف، أنا اسمي "يُوسُف"..



التفت ينظر حيثُ يقفُ والده، ومن بعيد حيثُ خرج العمّ وأحد أبنائه.. فيما أكمل "يُوسُف" بنبرةٍ حزينةٍ بعض الشيء:
- كان نِفسي نِبقى صِحاب، بس يا خسارة هُما هيدبحوك دلوقتي.. بس متخافش، هخلّي ماما تعملك مَشوي، كدة أحلى.



تصاعدت ضحكات من حوله على حديثه، فنظر "يُوسُف" لوالده المُبتسم.. قبل أن يقترب مُحتضناً إياه..



___________________



- بابا احنا مش هنروّح البيت؟



تساءل "يُوسُف" حينما رأى اختلاف طريقهما، فابتسم "عُديّ" وقال بسُخرية:
- متخافش يخويا مش هخطفك ولا حاجة، ما ده اللي فالحين فيه أنتَ وأُمّك من ساعة ما عرفتكم!



ابتسم الصَّبيّ، فكُلّ مرّةٍ يسأل فيها والده عن اتجاه طريقهما، يُخبره ذات الأمر..



توقّف سَير "عُديّ" عند متجرٍ لبيعِ الألعاب، فالتفت لـ"يُوسُف" وأخبره بابتسامةٍ جميلة:
- عايزَك تِختار لِعبة حلوة ليك، وكذا لِعبة لإخواتَك اللي هخلّيك تتعرّف عليهم.. بس اختار ألعاب لبنات، وألعاب لأولاد.



عقد "يُوسُف" حاجبيه بتعجّب، ولم يفهم أيّ إخوةٍ يتحدّثُ عنهم والده؟!



شهق حين فجأة، وسأل والده بصدمة:
- بابا أنتَ متجوّز على ماما؟!



اتسعت عينا الآخر من وقع السؤال، وأجابه وهو يضحك بيأسٍ من أفكار ابنه:
- لأ يا حبيب بابا هنروح نعيّد على إخواتك اللي في دار الأيتام.. مش برضو "المُسلمُ أخو المُسلم"؟!



أنهى كلامه، وهو يُذكّره بحديث الرسول ﷺ.. 
فهزّ "يُوسُف" رأسه بابتسامة، وازداد حماسه أضعافاً حينما تذكّر أنه حين يختارُ ألعاباً لإخوته في دار الأيتام، رُبَّما سيكونُ سبباً في إدخال السُرور والبَهجةِ على قلوبهم..



بينما وقف "عُديّ"، ينظرُ لصغيره بقلبٍ نابضٍ، كُلّ ذرّةٍ منه تحمدُ الله على تلكَ النعمة التي رُزِق بها من حيثُ لا يحتسب..



رُبَّما لو كان قد رُزقَ بولدٍ من صُلبه، أن يكون كما الغُلامُ في سُورةِ الكَهف: ﴿وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا﴾



وتالله إن الله ﷻ عَوَّضه ﴿خَيْراً مِنهُ زَكاةً وأقْرَبَ رُحمًا﴾



يحمدُ الله آلافَ المرّاتِ على عوضه، ورِزقه ولُطفِه..
وإن كَانَ لا يَستحقّ.



____________________
 


google-playkhamsatmostaqltradent