رواية حب نووي الفصل السادس عشر 16 - بقلم ايمان حمدان
وبكى الأعمى عندما أراد ان يطفئ فانوسه فوجده باردًا لم يشتعل .
...........
مر يومين على نقل اغراض مديحة المهمة إلى الملحق في فيلا أمير، كان الملحق في حجم شقة عادية، ومع هذا كان شعور الحزن يضج مضجع الأخيرة، بما تسبب به وحيدها، كيف هانت عليه هكذا ولم يفكر بمصابها، ولكن بوجود مريم وجوارها خفف عنها قليلًا، في حين أن مريم ظلت تبحث عن عمل ولكن دون فائدة، اما وتين وسيف استمر الحال بينهم بالمزيد من المقالب المتبادله ولكن أمام أمير وملك الهدوء والإبتسامات الصفراء هي ما تنتشر في الجو، وهذا ما جعل ملك تطمئن أن وتين هي التي تستطيع تقويم سلوك سيف، أما أمير كان يتعامل بإعتيادية مع وتين فلم يلتقوا كثيرًا مؤخرًا فهو كل ما يشغله عمله حاليًا والمشروع الذي يستعد له .
أرادت وتين أن تتحدث معه وشكره على السماح ل مريم ومديحة بالمكوث بالفيلا، ولكن بسبب إنشغاله لم يسنح لها الوقت لذلك، ولكن عندما راته يدلف إلى غرفة مكتبه قررت الذهاب خلفه وشكره .
سمع أمير طرق منخفض على الباب فسمح للطارق بالدخول، تجاوزت وتين الباب وهي تقف أمامه وهو يجلس خلف مكتبه، ومع شعوره بالحيرة من تواجدها ولكنه فضل التريس ولكن بداخله خشى أن تكون جاءت لتركها العمل من أفعال سيف:
-كنت عوزة اتكلم معاك شوية .
أومئ لها بالموافقة بإنتظار باقي حديثها ثم اشار بيده إلي المقعد المجاور لمكتبه، تحركت وتين إتجاهه وجلست بهدوء ، ثم زفرت انفاسها المتوترة قائلة دفعه واحدة :
-اسمع انا عارفة إن حصل سوء تفاهم كتير، ومواقف سخفية قبل ما اشتغل هنا، فانا قولت لازم اعتذر منك .
صمتت قليلًا وعندما ظن انها إنتهت اشارت له بصمت وهي تردف :
-انا لسه مخلصتش كلام، وكمان عوزة اشكرك على المساعدة إلي قدمتها ل صحبتي وخالتي بإنهم يقعدوا هنا .
انهت حديثها ونهضت سريعًا مقرره الإختباء بعيدًا عنه، ولكنه اوقفها بحديثه:
-استني .
عندما توقفت اردف بهدوء :
-وانا فيه عندي إعتذار برضو، إلي حصل في الصعيد مكنش مقصود مني، و كمان بالنسبة لمريم وخالتك أنا معملتش حاجة تستاهل الشكر .
اومئت برأسها رغم أنها تعطيه ظهرها ثم غادرت تاركه الأخر خلفها يشعر بالإرتياح لعلمه سبب زيارتها .
دخلت وتين الغرفة المخصصة لها تشعر بدقات قلبها تتعالى، ولكن سرعان ما اخرجت صيحة ذعر وهي ترا امامها سيف الذي ينظر لها بتجهم وهو يضم ذراعيه إلي صدره وقال :
-هتفضلي واقفة كتير كدة عوزين نكمل التمارين .
قلبت عينيها بغيظ ثم وجدته يتوجه المرحاض تساءلت بتوجس :
-انت رايح فين ؟ .
اجابها بسخرية:
-هلعب .
-في الحمام ؟! .
إلتفت لها بغيظ قائلًا بمبالاة :
-انتي لازم ترجعي تاني دراستك، وتعرفي إن الإنسان لازم يوصل لعملية الإخراج .
كرمشت وجهها بإشمئزاز وهي تتمتم :
-الإخراج دا بتاع التمثيل صح .
عندما لم تجد إجابة أردفت:
-مش في حمام في اوضتك ، روحها داخل حمامي ليه.
نظر لها بتكبر قائلًا :
-نظريًا انتي ملكيش حاجة في البيت دا، انما علميًا كل حمام هنا بتوعي .
قطبت جبينها بغيظ فما قاله له:
-غور .
تجاهل حديثها بإبتسامة خبيثة لم تراها لأنه إلتفت يدلف للمرحاض .
جلست وتين بغيظ على الفراش ولكن وقع نظرها على كوب العصير على
الخزانة الجانبية للفراش، إبتسمت بسعادة فهي اكثر حاجة لشرب شيء بارد لتحسين مزاجها، ولم تنتظر وسرعان ما قامت بشرب ما به ، وبعد إنتهائها هتفت :
-سيف كل دا بتعمل إيه؟، لتكون بتخترع الذرة .
لم يجيبها ولكنها استمعت لصوت المياه فعلمت انه بخير، نفخت بغيظ من أفعاله، ثم توقفت بتفكير فبتأكيد وجوده بغرفتها لا يوجد خلفه سوى مقلب ما، ظلت تفكر ما الذي قد يفعله ونقلت انظارها بالغرفة ولكن لم يسعفها تفكيرها .
........................
في مكان أخر وبغرفة مظلمة، جلس اخر في الظلام دون بصيص نور، ولكنك ستعلم بوجوده بسبب ذلك السيجار المشتعل، الذي يتحرك مع يده نحو فمه كل حين واخر، وصل رنين هاتفه ليزفر بغيظ فهو يعلم من يهاتفه اجاب بغضب :
-لو مش اخبار أنا عوزها يبقى متقولش .
استمع للجانب الأخر قليلًا ثم أجاب بإنتشاء:
-يعني اخيرًا هشوفهم .
وبعدما اجاب الاخر بشيء قال بأمر :
-عوزك ترتب كل حاجة مظبوط، أنا استنيت كتير وخلاص صبري إنتهى .
.................
شعرت مريم باليأس يسيطر عليها فها هي لم تجد عمل، ومع شعورها بالأم قدميها قررت الجلوس قليلًا، فهي منذ ساعات تساءل اصحاب المحلات على عمل، ورغم كبر مبنى التسوق التي تسأل عن عمل به ولكن دون فائدة نظرت أمامها للناس الذي يحملون حقائب مليئه بالثياب او باشياء اخرى، وذلك المحل الذي أمامها والسيدات الذين ينتقون الملابس الفاخرة بالداخل
زفرت أنفاسها مقررة المغادرة ولكن توقفت بإنتباه وهي ترى من تنظر حولها بتوتر ضيقت عينيها بغموض، ثم وجدت انها تسحب شيء وتضعه بحقيبتها، شهقت وهي تنظر حولها هل رأى احد ذلك أم لا ولكن لم تجد أحد ينظر وحين قررت التدخل وجدت تلك المراة تنظر ايضًا وعندما تحركت السارقة للخروج وفي ذات الوقت التي تقدمت منها المرأة اغمضت مريم عينيها بغيظ، ثم تحركت بإتجاه المراة وهي تصتدم بها ثم تقول بغضب :
-مش تفتحي، إزاي المعمله في مكان محترم تكون كدة ، أنا خلاص قررت مشتريش من مكان زبالة زي دا .
تجمع الكثير نحو الصوت فغادرت السارقة بهدوء وحاولت السيدة الإعتذار حتى لا تطرد .
هدأت مريم ثم نظرت حولها فلم تجد الأخرى فأسرعت بالخروج واللحاق بها .
...............
ظلت تنظر حولها بذعر، ثم شهقت بفزع عندما وجدت من تضع يدها بداخل ذراعها كصديقتين وتبتسم لها بتصنع ، ثم اشارت لسيارة أجرة وهي تخبره بوجهتهم، ورغم شعور الأخيرة بالخوف ولكنها تحركت معاها، فهي رأت انها من ساعدتها بالخروج من ذلك المحل، فلقد لاحظت نظرات السيدة الأخرى لها وحينها قررت الهروب ولكن مجيئ تلك الغريبة ساعدها قليلًا .
توقفت السيارة أمام قسم الشرطة ، ترجلت الإثنين ونظرت مريم إلى رنا قائلة:
-طبعًا عارفة اخوكي مكتبه فين ؟ .
اومئت الأخيرة بتوجس وهي تتحرك معها .
..............
جلس فريد خلف مكتبه وامامه صديقه إسلام، الذي كان يحدثه عن أمر بخصوص أحد المجرمين، في حين قال فريد :
-سيبك من كل دا هو خلاص اتمسك، الأمر دلوقتي في إيد المحكمة .
نهض إسلام ينوي المغادرة والعودة لمكتبه ولكن فتح الباب بغته جعل الإثنين ينظرون إلى المقتحم بذهول، والتي كانت مريم التي تمسك ب رنا ثم تغلق الباب خلفها، تركت مريم الفتاة وهي تنظر للإثنين أمامها، ثم سحبت حقيبة رنا وهي تفتحها وتخرج ما سرق وهي تقول لفريد :
-سرقنا دول خد رجعهم .
توسعت عين إسلام وهو ينظر لها بصدمة ثم نظر إلى رنا و فريد وعاد للجلوس مجددًا .
................
عند وتين والحيرة التي اصابتها ودخول سيف المرحاض فكرت ربما يفكر بأن يضع لها شيء بداخل، إقتربت من المرحاض بغيظ قائلة :
-سيف اطلع بتعمل إيه كل دا .
وعندما لم تجد إجابة منه قالت بتهديد :
-لو مطلعتش حالًا هفتح الباب .
قال من الداخل :
-بجد مش معقول مفيش إحترام خالص .
زفرت أنفاسها ترغب بتحطيم الباب فوق راسه ولكن مع وقوع نظرها على كوب العصير الفارغ نظرت أمامها بتوجس و بدأ شعورها بألم معدتها .
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية حب نووي) اسم الرواية