رواية عشقت مسلمة الفصل السادس عشر 16 - بقلم ندى المطر

  

رواية عشقت مسلمة الفصل السادس عشر 16 - بقلم ندى المطر


عشقتُ مسلمة { بقلم / ندى المطر }
          
                
ندى، بصوت مرتجف: أنا حامل.



نظر إليها مارتن بدهشة، لم يكن هذا الخبر متوقعًا. لكن قبل أن يستطيع قول شيء، تابعَت بحدة:



ندى: وهذا آخر شيء أريده! لا أريد أن أكون أمًا لابن رجلٍ حياته قائمة على القتل! لا أريد لهذا الطفل أن يكبر في عالمك المظلم!



اقترب منها مارتن، وعيناه تحملان صراعًا بين الغضب والخوف.



مارتن: ندى، هذا الطفل ليس مجرد طفل… إنه جزءٌ منكِ، وجزءٌ مني.



ندى: وهذا ما يجعل الأمر أسوأ! لا أريد الاستمرار معك، أريد الطلاق!



وقف مارتن أمامها، شعر وكأن كل شيء ينهار. لقد فقد الكثير من الأشخاص في حياته، لكنه لم يكن مستعدًا لفقدانها. للحظة، فكر في تركها ترحل، لكنه لم يستطع.



مارتن، بصوت منخفض ولكنه حاسم: ندى… إن ابتعدتِ عني، فهذا يعني موتك. وأنا لن أسمح بذلك.



رغم قسوته الظاهرة، إلا أن ندى رأت شيئًا في عينيه… خوفًا حقيقيًا من فقدانها.




____________________________Nada



مرت عشر سنوات منذ تلك الليلة العاصفة. ندى لم تستطع ترك القصر، رغم كل شيء. أنجبت طفلها، وأصر مارتن على تسميته "جاك"، رغم اعتراضها الشديد. لكنها في النهاية استسلمت، ربما لأنه كان قضاء الله عليها.



كبر جاك في القصر، وكان نسخة مصغرة من والده، قوي الشخصية، حاد النظرات، لكنه يحمل شيئًا من هدوء والدته.



أما سليفيا، فقد أنهت دراستها في روسيا وعادت إلى القصر. علاقتها بندى تحسنت كثيرًا، وأصبحت تحب جاك كما لو كان ابنها.



في المقابل، نيكولاس أصبح شابًا في السادسة والعشرين، وعاد من ألمانيا بعدما تزوج بفتاة تُدعى ماريا. بدأ العمل مع مارتن، محاولًا أن يكون جزءًا من العائلة رغم كل ما حدث في الماضي.



مارتن، رغم جمعه لعائلته حوله، لم يكن مطمئنًا. إيليوت لم يظهر طوال هذه السنوات، لكن الصمت الطويل لم يكن علامة سلام، بل تهديدٌ مؤجل.




____________________________Nada



ذات ليلة، جلس مارتن في مكتبه، ينظر إلى صورة عائلته الجديدة. نظر إلى جاك، ابنه الذي يحمل ملامحه ونظراته القوية. إلى ندى، المرأة التي لم يستطع أبدًا التخلي عنها.



ثم نظر إلى الظلام خارج نافذته، يعلم أن الحرب لم تنتهِ بعد. إيليوت في مكانٍ ما، يخطط، ينتظر لحظة الانتقام.



مارتن، بصوت منخفض: أنا مستعدٌ لك، إيليوت. لن أسمح لك بأخذ أي شيء مني مجددًا.



 هل سيظل مارتن هو الصياد، أم أنه سيصبح الفريسة يومًا ما؟



____________________________Nada





في أحد المقاهي الهادئة على أطراف المدينة، جلست سيلفيا تحتسي قهوتها بينما تتصفح بعض الملفات التي أحضرتها معها. كانت قد بدأت تهتم ببعض أعمال العائلة، لكنها لم تكن ترغب في أن تُحاصر تمامًا داخل عالم مارتن الصارم. أرادت بعض الحرية، شيئًا يخصها وحدها.




        
          
                
عندما رفعت رأسها للحظة، وقع نظرها عليه.



كان يجلس على بعد طاولة أو اثنتين، يرتدي سترة جلدية سوداء، شعره البني الداكن غير مهندم تمامًا، وعيناه تحملان شرارة من الغموض. لم يكن ينظر إليها مباشرة، لكنه لاحظ وجودها، ولو بشكل غير مقصود.



لم تفهم ما الذي جذبها إليه تحديدًا، لكنها شعرت بشيء غريب، شيء لم تختبره من قبل.



عندما نهض من مكانه ليرحل، أسقط عن غير قصد ولاعته المعدنية على الأرض، فالتقطتها سيلفيا بسرعة ومدتها له.



سيلفيا، بابتسامة خفيفة: يبدو أنك أسقطت هذا.



الرجل، بابتسامة خفيفة مماثلة: شكرًا لكِ... كنت سأفقدها للأبد.



ترددت لحظة، ثم قالت: يبدو أنك لست من هنا.



هز رأسه وهو يأخذ منها الولاعة، ونظر إليها نظرة عابرة.



الرجل: أنتِ محقة... أنا جديد هنا.



لم تسأل المزيد، ولم يفعل هو أيضًا، لكن لحظة تبادل النظرات كانت كافية لتُشعل شرارة لم تكن تتوقعها.




____________________________Nada



عادت سيلفيا إلى القصر في تلك الليلة، وهي تفكر في الرجل الذي قابلته. لم تستطع محو صورته من ذهنها، رغم أنها بالكاد تعرف عنه شيئًا.



عندما دخلت إلى جناح ندى، وجدتها تجلس بجوار جاك، تهدهده لينام. نظرت سيلفيا إلى الصبي الصغير وابتسمت، ثم جلست بجانبها.



سيلفيا، بمرح: أتعلمين؟ قابلتُ اليوم شخصًا غريبًا.



ندى، بفضول: غريب؟ كيف ذلك؟



سليفيا، مترددة قليلاً ولكن بعينين تلمعان: لا أعرف... كان هناك شيء مختلف فيه. لم نتحدث سوى بكلمات قليلة، لكنه كان مثيرًا للاهتمام. عيناه تحملان شيئًا غامضًا... وكأنه يحمل سرًا كبيرًا.



ندى، مبتسمة وهي ترفع حاجبها: وهل وقعتِ في حبه من النظرة الأولى؟



ضحكت سليفيا قليلًا، لكنها لم تنكر الأمر تمامًا.



سليفيا: لا أعرف إن كان حبًا، لكنه جذبني بطريقة لم أفهمها.



ندى، بحذر: وهل تعرفين اسمه؟



سليفيا: لا... لم أسأله.



لم تعلّق ندى، لكنها شعرت بشيء غير مريح. نظرت إلى سيلفيا، ورأت بوضوح أنها تأثرت بالرجل، لكن في عالمهم، لا شيء يأتي بسهولة، وكل شيء قد يحمل في طياته خطرًا خفيًا.



لتسألها سليفيا بمرح:  لما لا تنامِ مع أبي بنفس الجناح! 



ندى بخجل:  أنتِ تعلمين كيف تزوجت أباك!  لذلك اصمتِ يا فتاة. 



ضحكت سليفيا على مبررات ندى... 



____________________________Nada



في صباح اليوم التالي، تلقى مارتن خبرًا لم يكن يتمناه. أحد رجاله وصل إليه بمعلومات مؤكدة:



إيليوت شوهد في فرنسا.



جلس مارتن في مكتبه، يدخن سيجارته ببطء وهو يستمع إلى التفاصيل. كان يعلم أن اختفاء إيليوت كل هذه السنوات لم يكن عبثًا، والآن عاد للظهور. لكن لماذا فرنسا؟ وما الذي يخطط له؟



التفت إلى أحد رجاله وقال بحزم: راقبوه. لا أريد أي حركة منه تمر دون أن أعرف بها.



لكنه لم يكن ليكتفي بالمراقبة فقط. كان يعلم أن إيليوت قد يعود للانتقام، وأول من قد يكون في خطر هو عائلته.



استدعى نيكولاس على الفور.



عندما دخل نيكولاس إلى مكتب مارتن، كان يعلم أن الأمر خطير. مارتن لم يكن يستدعيه عادة إلا إذا كان هناك خطر حقيقي.



نيكولاس، بجدية: ما الأمر؟



مارتن، وهو ينظر إليه مباشرة: إيليوت ظهر من جديد. في فرنسا.



تجمدت ملامح نيكولاس للحظة، لكنه لم يُظهر أي ارتباك. لقد كان يعلم أن هذا اليوم سيأتي.



نيكولاس: هل تعتقد أنه يخطط للانتقام؟



مارتن، بحدة: أنا متأكد من ذلك. لهذا عليك أن تكون حذرًا. لا تتحرك وحدك، ولا تثق بأي شخص جديد يظهر في حياتك فجأة.



هز نيكولاس رأسه، لكنه قال شيئًا فاجأ مارتن قليلًا:



نيكولاس: أنا لست قلقًا بشأن نفسي، لكن ماذا عن ندى وجاك؟



لم يرد مارتن على الفور. لقد كان هذا هو الخوف الأكبر لديه. إذا كان إيليوت يريد الانتقام، فقد لا يضربه مباشرة، بل قد يستهدف الأشخاص الذين يحبهم.



نهض مارتن من مقعده وقال بصرامة: لا تقلق، سأحميهم... مهما كلفني الأمر.



لكن رغم كلماته الحازمة، كان يعلم أن الخطر قد بدأ يقترب. وأن الحرب لم تنتهِ بعد.



____Nada______Almater____



انتهى البارت واتمنى يعجبكم بالإضافة انكم مش بتعملوا فوت عايزة اخلصها قبل ما ارجع الكلية والامتحانات تاني... 



____________




عشقتُ مسلمة 




        

تعليقات