Ads by Google X

رواية ابواب الفصل السادس عشر 16 - بقلم هنا عادل

الصفحة الرئيسية
الحجم

  

رواية ابواب الفصل السادس عشر 16 - بقلم هنا عادل


الرحلة دي بالنسبة لزين كانت بداية مرحلة جديدة تماما فى حياته، هو مش عارف ازاي خرج بشهيرة من مملكة شقر؟ لكن فكرة التجربة بالنسبة له اصلا كانت كفيلة تغير كل تفكيره، اه فيه حاجات بتحصل كتير اغرب مما كان يتخيل، لكن برضو احساسه بالرحلة دى كان مختلف، كان سعيد بنفسه جدا، وصل لعالم البشر، لكن لما وصل موصلش فى بيته ولا فى القاهرة ولا فى مكان من الاماكن اللى تقول انه قريب من بيته، اكتشف انه وصل كهف البحر من تاني، وهنا ظهروا قدامه الامراء كلهم مبتسمين وفى هيئة غير اللى اتعود عليها منهم، وقف فخور بنفسه وهو بيقول:
– نجحت فى مهمتي؟
ابتسموا وقال حارس:
– نجاح فاق توقعنا، افتح بوابة الكهف.
بيتكلم وهو بيبص وراه وبيقول:
– طيب وشهي….؟!
اتصدم من اللى شافه، بص لهم ورجع بص تاني لشهيرة وهو بيسألهم:
– ايه ده؟ هو ايه اللى بيحصل؟
كانت فى اللحظة دي شهيرة اتحولت لشخص تاني غير اللى خرجت معاه من المملكة، مش هي الجميلة الساحرة اللى تخطف العين مجرد ما تشوفها، كانت بملامح مُسنة، بشرة مجعدة، جفون منكمشة، مغمضة عنيها بأستسلام ومفرودة عالى ضهرها نايمة فى الهوا وبتتحرك فى نفس اتجاه زين، رد عليه لوسيفر وقال:
– الفارق الزمني بين العالمين هو السبب فى اللى انت شايفه، شهيرة وصلت لمملكة شقر وهي شابة جميلة، لكن فات على اسرها هناك زمن طويل، فى عالمنا مفيش حاجة اسمها شيخوخة، علشان كده هي كانت فى عالم شقر لسة بجمالها وطبيعتها اللى وصلت بيها هناك، لكن مجرد ما رجعت عالم البشر فطبيعي ظهرت عليها السنين اللى قضيتها فى عالمنا.
زين وهو صعبانة عليه شهيرة قال:
– طيب وايه نيمها كده؟
رد لوسيفر وقال:
– هي مش عايشة من الاساس يا قادوس، شهيرة الانسية ميتة، لكن روحها كانت سجينة فى عالم الجان، مجرد خروجها من سجنها…روحها تحررت وصعدت بهدوء، واحنا هنستلمها منك وندفنها فى المكان اللى لازم تكون فيه.
لمعت عيون زين، قال بحزن:
– كان نفسي سعادتي بمهمتي تكون كاملة، متخيلتش ان الست الجميلة اللى شوفتها من وقت قصير هي نفسها اللى انا شايفها دلوقتي قدامي عمرها يتخطى التسعين، وحتى لو ده عمرها، بس كنت اتمنى انها تكون عايشة وتفرح برجوعها لعالمها من تاني.

رد قُزح وقال:
– تحرر روحها فى حد ذاته سعادة مفيش انسان يقدر يستوعب مداها، افتح البوابة يا قادوس.
التفت زين وبص لبوابة الكهف، ونفس اللى حصل فى المرة الاولى كرره من تاني، دخل الكهف ووراه كانت بتتحرك شهيرة فى ثبات وهدوء، استغرب زين لما شاف مكان الجثة الاولى اللى قرب منها فى المرة اللى فاتت اختفيت، لكن بمنتهى الهدوء استقر جسم شهيرة فى المكان الفاضي ده وعلى ملامحها ابتسامة هادية، مكانش عارف زين هي فعلا مبتسمة بجد؟! ولا هو اللى بيتخيل ابتسامتها دي علشان يقنع نفسه انها حاسة فعلا بالسعادة لرجوعها للعالم بتاعها؟ بص للأجسام الباقية فى المكان، لكن كلهم وشوشهم متغطية، حاول يقرب ويكشف عن وش حد منهم لكن رجليه كانت ثابتة فى الارض، حس لحظتها ان مش مسموح له بأنه يعمل اللى عايز يعمله، خرج من الكهف وكانوا الامراء فى انتظاره، وقف قصادهم وسأل:
– ليه معرفتش اتحرك؟
رد عليهم حارس وقال:
– علشان بتتحرك حسب الوقت اللى مسموح لك فيه بالحركة، كل حاجة لها ميعاد ولها اوان يا قادوس، الاهم من اللى جاي…هو قدرتك على تخطي الموقف اللى انت كنت فيه، فعلا انت قدرت تثبت عظمة نسلك.
رد زين وقال وهو ابتدا يحس بالارهاق:
– انا مش عارف ازاي قدرت اواجه حد فى مكانة شقر وجمّار؟! ومش عارف منين جيبت كل الكلام اللى قولته؟ هو انتم ازاي تسيبوني لواحدي اصلا ومتساعدونيش؟
هنا اتكلم طارش وقال بهدوء:
– لأنك مش محتاج المساعدة، الحاجة الوحيدة اللى كنت محتاج لها علشان تقدر توصل للي وصلت له، هو انك تقتنع ان عقلك مفتوح، ولما اقتنعت بكده قدرت تخرج نفسك بشهيرة من هناك.
زين:
– مش فاهم!
رد حارس:

– مش وقت انك تفهم، وقت انك ترتاح، اعتقد ان ده اللى انت محتاج له، الرحلة اللى انت قُمت بيها مش بسيطة ولا سهلة، هتحس بتأثيرها على قوتك الجسمانية بعد وقت مش طويل، لازم تكون فى سريرك قبل اعراض الرحلة دي ما تظهر عليك، مش هتقدر تتحرك لو ده حصل.
لسه زين هيسأل كعادته الفضولية، لكن قبل ما يتكلم كانوا قدروا يسيطروا عليه وعلى حركته وميحسش بنفسه وهو بيتحرك…ولا حاسس وصل ازاي للموقف؟! ولا ازاي وصل القاهرة؟! ولا حتى ازاي دخل البيت واقنعهم انه كويس وانه مش محتاج اكتر من انه ينام، وفعلا وصل اوضته ودخل سريره وهو حاسس بأن كل ذرة فى جسمه فيها الم، راح فى النوم فى اقل من دقيقة واتجمعوا حواليه السبع امراء، واتكلم قفر وقال:
– رغم صغر سنه الا انه قدر يقنعني بقدراته، مكنتش قادر اصدق ان ولد زي ده يقدر يعمل اللى عمله!
رد لوسيفر وهو مبتسم وقال:
– انت نسيت هو من نسل مين يا قفر؟
رد قفر وقال:
– اكيد مش ناسي، لكن انه يكون ولد..طفل.. صغير بالنسبة لمهام بالحجم ده…وينجح فيها بجدارة كده ده اللى مكنتش متوقعه.
ابتسم حارس وقال:
– وعلشان قدرته اللى الملك عارف ومقتنع بمدى حجمها…سلط عليه سبع امراء مش مجرد امير او اتنين او خادم او اتنين.
وفجأة اتكلم طارش بصوت غليظ وقال:
– بأسم الكيان الأعظم، بأسم الكيان الأوحد…نسألك الانتقال.
وفى لمح البصر اختفوا كلهم من اوضة زين اللى ولا كان حاسس بيهم ولا بكلامهم ولا حتى بصوتهم، وكانت ليلة طويلة شبع فيها نوم لدرجة انه محلمش حتى!
وصلوا الامراء لعالمهم وكان فى استقبالهم الملك بنفسه، انحنوا قصاده وهو قبل تحيتهم واتكلم بأستعجال:
– بلغوني بنتيجة الرحلة؟
رد لوسيفر بالنيابة عنهم وقال:
– كانت موفقة يا جلالة الملك، قدر قادوس يكمل مهمته بشكل عظيم، حقيقي هو من نسل قوي.

ابتسم جلالك الملك وقال:
– ازاي قدر يقنع شقر؟
اتكلم لوسيفر بوقار من تاني وقال:
– حدودنا كانت البوابة يا جلالة الملك، التواصل بينا وبينه اتقطع مجرد دخوله للمملكة، لكن حاولنا نقنعه اننا ساعدنا فى ان عقله يتفتح، غير كده هو قدر يسيطر على الموقف بأكمله، نقدر مع قمر الليلة الجديدة نعرف اللى حصل من البلورة.
اتكلم الملك وقال:
– جلالة الملكة شيطعونة لسة مش على علم باللي حصل، محدش يجيب سيرة علشان تشوف بنفسها…نسلها قد ايه قوي وقدراته هايلة رغم صغر سنه.
ابتسموا الامراء وانحنوا وسمح لهم الملك بأنهم يتحركوا من قدامه، هما كمان عملوا اللى مطلوب منهم بأجتهاد….وفاتت الليلة..رغم اللى حصل فيها اللى انها كانت من اكتر الليالي الهادية اللى حس زين انه عاشها الفترة الاخيرة، لحد ما ظلع النهار وفتح عنيه اخيرا بطاقة ونشاط مكانش متخيل انه هيكون حاسس بيهم، فتح عليه فهيم باب اوضته واتفاجئ بيه وهو صاحي وواقف قدام المرايا لابس هدوم المدرسة وبيسرح شعره، اتكلم فهيم بسعادة وقال:
– كنت جاي اتخانق معاك، لكن انت قدرت تخليني اسكت.
ابتسم زين وقال:
– انا بلغت ماما اني هلتزم واعوض اللى فاتني، متقلقش يا بابا، انا الفترة الجاية هكون شخص تاني خالص غير اللى كان موجود الفترة اللى فاتت معاكم.
فهيم:
– من وقت ما وصلنا هنا وانت متغير.
اتكلم زين بثقة وقال:
– كل التغيير الجاي هيكون ايجابي يا بابا، متقلقش كل اللى فات هيتعوض وهيكون افضل واحسن مما تتخيل.
كان حاسس فهيم بحماس ابنه جدا، وبسبب حماس زين حس فهيم هو كمان بطاقة ايجابية كبيرة، وعلشان كده قال لزين:
– وليك مني عربية هدية يا سيدي، كل ما هتفرحني وترفع رأسي، كل ما هعملك مفاجأة تبهرك.
وفى اللحظة دي ظهروا الامراء قدام زين اللى محدش غيره يقدر يشوفهم وعلى وشوشهم ابتسامة تدل على انهم هما كمان فخورين بيه…هنا ابتسم زين وراح ناحية ابوه وحضنه وباس رأسه…ودى عادة كان بقاله فترة طويلة معملهاش.

 
google-playkhamsatmostaqltradent