رواية رحيل الهوارى الفصل الخامس عشر 15- بقلم هايدي الصعيدي
ف السراية بعد القنبلة اللي رماها والد رحيل...
مراد لسه هيرد والغضب مالي عنيه، راحت الحجة مسكت إيده وغمضت عنيها يعني اهدي أنت أنا هتصرف. لأن مراد كان قال لأمه ع وصية حسن وعارفها إنه هيتجوز رحيل ويربي ابن أخوه ف السراية زي ما وصاه والحجة أيدت الفكرة لأنها مش هتلاقي واحدة أحسن من رحيل لمراد ابنها.
الحجة بهدوء : يا حاج محمد رحيل لسه والدة مكملتش أسبوع ونافسة والسفر خطر عليها كف الله الشر يجيها حُمّة نفاس تروح فيها، وبعدين الواد لسه صغير ومش هيستحمل حر الطريق ولا السفر.
زينب اتدخلت : الحجة عندها حق يا محمد، أنا خايفة ع البنت يحصلها حاجة هي ولا ابنها، وبعدين سيبها تكمل نفاسها والحجة هتاخد بالها منها كويس وبعدين ابقا تعالى خدها.
الحجة بفرحة : عين العقل يا زينب.
أبو رحيل باقتناع : خلاص يا جماعة اللي أنتو شايفينه، يلا أنتي يا رقية أختك كويسة والحجة هتاخد بالبالها منها.
مراد كان قاعد وهو كاتم غضبه ومش عجبه الكلام، يعني هي هي نفس الجلابية، أبو رحيل هيجي ياخدها بعد شهر تقريباً.
وطلعوا أهل رحيل ومراد خلى العربية توصلهم.
محمد : يعني كان لازم نسيب رحيل يا زينب؟ البنت بقت أرملة وأخو جوزها قاعد أعزب يعتبر، أنا مش مطمن.
زينب : البنت لسه والدة يا محمد، وبعدين آمن ع بنتك وسطيهم، أنت ما شفتش الحجة تبتت ف مراد الصغير إزاي كأنك هتاخد حتة من روحها.. وهما لسه مجروحين ع حسن وده عوضه ومتمسكين بيه.
ف السراية مراد فضل قاعد ع نار لحد ما رحيل خدت ابنها وطلعت..
مراد بانزعاج : أنتي يا أمه ما فتحتيش ليه معاهم الموضوع؟
الحجة : اهدي يا ولدي، رحيل لسه حزينة ع فراق أخوك وكان ممكن تعند وما توافقش. وأبوها لو كان عارف إنك عايز تتجوزها وهي مش راضية كان هيصمم ياخدها ويمشي.. أنا ف الشهر ده..
قطعتها رحيل اللي كانت نازلة تاخد تليفونها نسيته تحت وسمعتهم.
رحيل بدموع : أأنتوا بتقولوا إإيه؟
وبصت للحجة بعتاب : بقا هيا دي آخرتها يا ماما؟ هي دي أمانة حسن؟
الحجة قامت وقربت منها بحزن : لأ يا رحيل يا بنتي ما تبكيش، بس دي وصية الغالي، وحياتك عندي وصّى مراد يتجوزك ويربي الواد ف السراية حدانا.
رحيل بجنون : لا لا لا مستحيل حسن ما يعملش كده، حسن عارف إني مقدرش أتتجوز غيره، أنا مستحيل أتجوووزك، أنت فاهم؟ أنت لو آخر راجل ف الدنيا أنا مش هسلم ليك ولا عمرك هتكون جوزي.
مراد بغضب : والله اللي عندي أنتي سمعتيه، دي وصية أخوي وأنا هنفذها ليه حتى لو موصانيش أتجوزك وأربي مراد.. أنا كنت هاخد برضو ود أخوي وأربيه ف سراية جده، إحنا عيالنا محدش يربيهم غيرنا.. قصرك أبوكي جاي بعد شهر وشوري نفسك يا توافقي ع الجواز يا تتوكلي ع الله من غير ولدك، ولما تحبي تيجي تشوفيها يا مرحب بيكي.
وسابهم وخرج بغضب، رحيل انهارت ع الكرسي: لا مش معقول حسن يعمل فيا كده، للدرجة دي أنا كنت رخيصة عنده عشان يقول لأخوه يتجوزني؟ لا لا أنا مش مصدقة.
قربت الحجة : استهدي بالله يا رحيل يا بنتي، وبعدين أنتي عايزة تمشي وتحرميني منك أنتي ومراد، ده أنتو اللي فضلتوا لي من ريحة الغالي.... والعبرة خنقتها.
قربت رحيل وحضنتها : بس يا ماما عشان خاطري أنا مقدرش علي زعلك وأنا مكنتش همشي وأسيبك وكنت هعمل وصية حسن وأربي مراد ف السراية زي ما قالي بس غصب عني مقدرش أكسر كلمة بابا.. وبعدين مراد بيه مالوش أي حق إنه يهددني إنو هياخد ابني مني ده ظلم.
الحجة : يا بنتي محدش هياخد ولدك منك، ده هو بس خايف ع ولد أخوه ومش عايزك تبعدي عن هنا وياخد باله منكم زي ما أخوه وصّاه، أنتو أمانة عنده.. ده مراد ولدي مفيش أحن من قلبه ويهتم بيكي وبولدك وهيخاف عليكم زي عنيه واللي تشرطي بيه أنا هخليه ينفذه ع طول بس ما تحرقيش قلبي ع فراقكم وريحي حسن ونفذي وصيته.
رحيل افتكرت كلام حسن وهو بيقولها اسمعي كلام مراد، أتريه كان يقصد كده، يا ربي أعمل إيه أنا تعبت من كل الهم ده، وف نفس الوقت مش عايزة تزعل الحجة وف نفس الوقت خايفة من مراد ومش عايزة تكون لغير حسن.
فاقت رحيل ع إيد الحجة بتربّت ع ضهرها.
الحجة : قومي يا بنتي شوفي ولدك واستهدي بالله وفكري زين ف مصلحتك ومصلحة ولدك، ولو اختارتي جوازك من مراد ولدي إن شاء الله مش هتندمي أبداً.
قامت رحيل طلعت الأوضة وقعدت تعيط لحد ما دماغها كانت هتنفجر من الصداع، قامت خدت دُش بارد وهيا بتفكر تعمل إيه.
لحد الساعة 12 مش جاي ليها نوم وقررت حاجة ف دماغها وسمعت صوت مراد طالع ع السلم وهو بيتنحنح، أخدت حجابها وحطته ع راسها وفتحت الباب.
عنيها جت ف عيون مراد وراح لف وشه الناحية التانية.
رحيل : أنا عايزاك أتكلم معاك.
مراد سابها ومردش عليها ودخل أوضته وساب الباب مفتوح، رحيل اترددت تدخل وراه ولا لأ.
بس خدت نفس ودخلت : هو أنا مش بكلمك يا بني آدم أنت؟
مراد بصلها بحِدة : أسلوووبك، مش هقولك تاني عشان لو فكرتي تتكلمي كده تاني معايا ما تزعليش من اللي هيحصل ليكي.
رحيل بعناد : أنا حرة وبعدين هتعمل إيه يعني.
مراد رفع حاجب وقرب منها، رحيل اترعبت.
: ما تقربش مني أنا بقولك أهو أنا جاية أقولك كلمتين وراجعة أوضتي.
مراد قعد ع السرير : اتفضلي سامعك.
ونزل يخلع حذاءه ووقف خلع الجلابية بالصديري وعلّقهم وفضل بالملابس الداخلية الخفيفة بس.
رحيل اتفزعت ونزلت عنيها مع إنها عالجت مراد قبل كده بس أول مرة تشوف عضلات صدره وكتفه وتركّز فيهم وجسمها اترعش من شكله.
رحيل بصوت عالي : أنت قليل أدب إزاي تعمل كده؟
مراد بسخرية : إيه أول مرة يا دكتورة ولا إيه؟
رحيل معرفتش ترد وفضلت باصة ف الأرض.
رحيل بتوتر : بص يعني أنا جيت أقولك إني موافقة ع الجواز بس عندي شرط.
مراد قرب منها أكتر وزاد توترها ونفسها بقا عالي.
مراد بهدوء : اسمه طلب، قولي طلباتك.
رحيل : جوازنا هيكون ع ورق بس تنفيذ لوصية حسن وعشان خاطر ماما راضية اتعلقت بمراد، وأنا هفضل ف أوضتي وأنت ف أوضتك ومالكش دعوة بيا ومستحيل أخليك تقرب عليا بعد حسن، ولو حبيت تتجوز أنا بنفسي هجوزك.
مراد قرب منها بغضب : كله بمزاجي أقرب منك ولا لأ، بس وماله، أنا أصلاً مش هقرب منك ولا أنتي ع بعضك تهزيلي شعرة، ده أنتي طول رجلي أول عن آخر وما فيكيش حلاوة حريم من أساسه.
وقرب من رحيل وهمس قدام وشها : بس خليكي ع موقفك ومتغيريش رأيك بعدين وهنشوف مين اللي هيجي للتاني. يلا تصبحي ع خير.
خرجت رحيل وهيا حاطة إيدها ع قلبها وخايفة من مراد ومن أيامها الجاية معاه.
مراد فرد جسمه ع السرير وقعد يفكر ف كلام رحيل وإنها مش عايزة تكون ليه وهتفضل لحسن حتى بعد موته. وبإصرار.. أما نشوف مين هيروح للتاني.
تاني يوم نزلت رحيل للحجة وقالتلها إنها وافقت واتكلمت مع مراد.
الحجة بفرحة : ربنا يكملك بعقلك يا بنتي ويفرحكم، أنا الفرحة مش سيعاني عشانك هتفضلي معايا أنتي ومراد الصغير.. ومراد قلبي يا حبة عيني ربنا هيعوضه بيكي، أخيراً هيلاقي المرة اللي تستاهله.
رحيل اتصدمت وقعدت ساكتة.
مراد قابل عامر ف الشغل وشاف الحزن ف عنيه.
مراد قرب منه وربت ع كتفه ببعض القوة.
مراد : إيه يا ود عمي شايل الهم ليه؟
عامر : ها لا أبداً يا مراد مفيش حاجة.
مراد : ع العموم يا ود عمي، شغل النطيط ورا البيوت والزنق ف الجناين مش بتاعنا، إحنا رجالة ندخل البيوت ورسنا مرفوعة، أنا مش مغفل بس عديتها بمزاجي.
عامر بتوتر : أبداً والله يا مراد بس القلب وما يريد يا ود عمي، أنا بس كنت مستني سنوية حسن وهروح أتجدم ليها طوالي.
مراد بشرود : القلب وما يريد، شندلوا حالنا بنات بحري.
وبص ليه : ع العموم روح الأسبوع الجاي وافتح مع أبوها الموضوع وتفاوضوا والفرح خليه بعد السنوية بإذن الله، عايزين نفرحوا بيكم.
رجع مراد السراية وهو شارد وبيبفكر حياته هتكون إزاي مع رحيل وإزاي يخلي قلبها ملكه.
دخل قعد وخد مراد من حضن رحيل وقعد يلاعب فيه ولف لرحيل.
مراد : اعمليلي فنجان قهوة.
الحجة : ما تخلي ورد تعملك يا ولدي.
رحيل قامت : لا يا ماما أنا هعمله.
وعملتله القهوة وهيا مستغربة من نفسها وطلعت.
مراد : أنا بإذن الله ع الأسبوع الجاي رايح مع عامر يقعد مع أبوكي عايز يخطب أختك.. ولو كده هفتح الموضوع مع أبوكي واللي فيه الخير يقدمه ربنا.. ف عندك اعتراض؟
رحيل بخضوع : اللي تشوفه يا مراد بيه.
الحجة بفرحة : مراد بيه إيه بس يا رحيل يا بنتي، قوليلي يا مراد طوالي، ده كلها أيام وهتتكتبي ع اسمه.
مراد بشرود : سيبيها ع راحتها يا أمه.. كل حاجة ف وقتها زينة.
رحيل استغربت هدوئه وحست إنه هدوء ما قبل العاصفة.
بعد أسبوع راح مراد مع عامر وكان ف القاهرة فهد وهشام وندى وشهد.. وخطب رقية واتفقوا إني الفرح بعد سنوية حسن وعامر طلب إنهم يكتبوا الكتاب عشان يبقا براحته مع رقية.
ومراد فتح موضوع رحيل ووالدها اعترض ف الأول بس اتصل برحيل وقالتلو إن دي رغبتها وحبها إنها تربي ابنها وسط أهله.
عامر فضل عشان يجيب الدهب ومراد سافر قبل العشا ووصل السراية آخر الليل.
طلع فتح أوضة رحيل ولاقاها نايمة.
مراد قرب منها وحضنها بهدوء، ثم همس بكلمات عتاب على حديثها عن حسن، لكنه سرعان ما تذكر وصيته، فتركها وغادر الأوضة بقلب مثقل بالغضب والألم، متوعداً بأنه سيجعلها زوجته له بالكامل.
رحيل فاقت على صوت مراد وهو يغادر، فنادت بغضب : أنت إزاي تدخل أوضتي وإزاي تسمح لنفسك تلمسني يا قذر، أنا مرات أخوك.
مراد سمعها وراح بظهر إيده ضربها ع شفايفها والخاتم اللي في إيده جرح شفتها.
مراد بغضب : اتكلمي معاي كده تاني وشوفي هعمل فيكي إيه.. وبعدين أنا حر.
رحيل بدموع : لا مش حر.
مراد : لا حر وأكتر حاجة حر فيها هي أنتي، مرتي وملكِي واتكتبتي ع اسمي خلاص.
رحيل اتصدمت وقامت وقفت : أنت بتقول إيه.. و
ف السراية...
قامت رحيل وقفت : أنت بتقول إيه؟ بقيت مراتك إزاي يعني؟ أنا مش فاهمة.
مراد من غير نفس : زي ما سمعتي.
وخرج القسيمة من جيبه ورماها ع السرير.
: وهي القسيمة واقفة ع إمضتك بس.
رحيل بدموع : إزاي ده حصل؟ أنا مش فاهمة.
فلاش باك..
عند أهل رحيل لما المأذون جه يكتب كتاب عامر ورقية..
مراد : عن إذنك يا عمي، عايزك ف موضوع.
خرج مع والد رحيل.
مراد : بص يا عمي، أنا طالب يد الدكتورة ع سنة الله ورسوله، وعشان ولد أخوي ما يترباش بره، أنا مش هسيب حد غيري يربي ولد أخوي، ودي وصيته قبل ما يموت.
محمد: إزاي يا بني الكلام اللي بتقوله ده، أنا..
مراد قاطعه : زي ما بقولك أكده يا عمي، وبعدين الدكتورة وافقت على الزواج مني لتنفيذ الوصية.
محمد : طب ولما أنتو متفقين يا مراد بيه، أنا لازمتي إيه دلوقتي؟
مراد : مقامك عالي يا عمي، وأنت فوق راسنا، بس أنا حبيت أفهمك إن الموضوع منتهي. وما ينفعش نقعد إحنا الاثنين ف بيت واحد وهي أرملة وأنا أعزب، وأمي اتعلقت بالواد ورحيل مش هتقدر تسيب ولدها وتمشي، وأنا مش هسمح إن ولد أخوي يطلع بره السراية.
محمد لسه هيتكلم قطعه عامر اللي قالهم إن المأذون جهز الورق.
قام محمد ومراد دخلوا كتبوا كتاب عامر ورقية.
مراد : بعد إذنك يا حاج، أنا كمان عايز أكتب ع الدكتورة.
محمد : إزاي يا بني.. وبعدين مش لما أسمع رأيها؟
مراد : إزاي أنت هتكون وكيلها وهم الشهود والمأذون يخلص القسيمة وما تفضلش غير ع إمضتها.
وخرج بطاقة رحيل من جيبه، كان واخدها يخلص بيها ورق تسجيل مراد.
: وإذا كان ع موافقتها، ثانية واحدة.
واتصل ع رحيل.
مراد فتح مكبر الصوت : أيوة يا دكتورة.
رحيل : خير يا مراد بيه.
مراد: أبداً بس أبوكي كان عايز يسألك ع حاجة.
محمد : يا رحيل يا بنتي، أنت موافقة تتجوزي مراد بيه؟
رحيل : أيوة يا بابا أنا موافقة. (بسبب شروطها السابقة بالزواج على الورق)
محمد : أنتي متأكدة يا بنتي؟
رحيل : أيوة يا بابا متأكدة وكمان عشان مراد يتربى بين أهله هنا.
محمد : لله الأمر يا بنتي، قرارك وأنتي اتحمليه، أنا عودتك تشيلي مسئولية قراراتك.
وقفل مراد معاها وكتب كتابها بموافقتها وموافقة أبوها.
محمد : مش هوصيك على بنتي يا مراد.
مراد : ما تقلقش يا عمي، فوق راسي من فوق.
محمد : أنا لولا إني عارف أصلكم وإنك راجل الكل يشهدلك، أنا ما كنتش سلمتك بنتي أبداً.
مراد : ربنا يبارك ف أصلك يا عمي، يلا فوتكم بعافية.
محمد : ف أمان الله يا بني، سلامي للحجة وطمني ع رحيل.
مراد : يوصل يا عمي، ف رعاية الله.
...عودة
رحيل انهارت ع السرير، كانت عارفة إن هدوئه ده وراه حاجة بس ما كانتش تعرف إن دماغه سم كده.
رحيل بقهره : أوعى تفكر إنك بقيت جوزي أنا كده هسلم ليك، لا فوق يا مراد بيه واعرف إني لحسن وعمري ما هكون غير ليه.
مراد عفريت الدنيا بقت تتنطط قدام عنيه من الغيرة، قرب من رحيل وشد على قبضته.
مراد بغضب أعمى : كنتي خلاص هممم كنتي، أما دلوقتي بقيتي مرتي أنا ومش هسمحلك تجيبي سيرة راجل غيري ع لسانك حتى لو كان أخوي اللي كان جوزك. سمعة؟ حسن أخوي خليه ذكرى حلوة هنا.
وخبط على رأسه بإطراف صوابعه.
: أما ده... وضرب صدره بعنف... هيكون ملكي أنا، كلك ع بعضك ملكي بروحك وقلبك وجسمك وعقلك وكيانك كُلّه ليا ومش هقبل بغير كده وبرضاكي. اللي ما يجيش بالعافية هايجي بالحب، ولو ع الحب فأنا سيد أبوه.
واكتفى مراد بتهديده وخرج من الأوضة خالص.
مراد دخل أوضته وكان دمه محروق من كلام رحيل. راح الحمام خد دُش بارد يطفي ناره.
رحيل انهارت من العياط لحد ما نامت وهي دموعها ع خدها وهي بتفكر ف كلام مراد وتهديده.
صحيت بعد الضهر لقت مراد قاعد قدامها وشايل مراد الصغير، قامت منفوضة وعدلت هدومها.
مراد بسخرية : إيه يا دكتورة، شوفتي عفريت.. قومي يلا خدي دُش عشان ننزل تحت نصبح ع أمي. يلا يا عروسة، يلا قومي صباحية مباركة.
رحيل بحزن : أنت عايز مني إيه؟ أنا قولتلك جوازنا ده هيكون ع ورق بس.
مراد ببرود : ما هو لسه ع ورق، هو أنا عملت حاجة كف الله الشر.
قامت رحيل بنرفزة طلعت هدوم ودخلت الحمام.
مراد وقفها : استني.. ورملها بصامة وشاور ع القسيمة... يلا امضي وبصمي ع القسيمة عشان أبعتها للمحامي يوثقها ف المحكمة.
رحيل قربت بدموع ومسكت القلم ومضت ع الورق وهي إيديها بتترعش وحست إنها بتمضي ع حكم بإعدام حسن من جواها.
رحيل دخلت الحمام خدت دُش وقعدت تعيط لحد ما دموعها نشفت. مراد كان سامع صوت عياطها وتخنق.
: إيه يا دكتورة، محتاجة مساعدة ولا حاجة؟
رحيل اتفزعت وقَفلت المايه ونشفت شعرها كويس ولبست هدومها وحجابها وطلعت.
مراد شافها وقام وقف وقالها يلا، سمع رنة خلخالها قبض ع كفّه ولف ليها.
مراد : اقلعي خلخال الغوازي ده من رجلك هو والحلق اللي ف مناخيرك، ولبسيهم ف أوضتك، بس بعد كده شغل الغجر ده مش عندي.
رحيل بخوف : أنا هشيل الحلق بس الخلخال مش هخلعه من رجلي أبداً.. وبعبرة.. أرجوك.
مراد شاف دموعها وتنهد وسابها وطلع، رحيل شالت البيرسينج وطلعت وراه وهو شايل مراد وحط إيده ع كتفها ونزل معاها.
الحجة راضية بصت لهم باستغراب.
مراد قرب منها وحبها ع راسها ورحيل عملت زيه.
مراد : أنا كتبت ع رحيل إمبارح يا أمه.
الحجة بفرحة حضنته : ربنا يبارك ليكم يا ولدي.
وحضنت رحيل اللي كانت سرحانة ووصتها ع مراد.
وف بالها.. هو أنا ليه قلبي بيتوتر كده كل ما ينطق اسمي؟ يمكن عشان دايماً بيقولي يا دكتورة.. يوووه بقا أنا ف إيه ولا ف إيه؟ وفاقت ع صوت مراد.
مراد : قومي يا رحيل جهزيلي فطار.
الحجة : ما ورد تجهزلك يا ولدي.
مراد : لأ يا أمه، من النهار ده رحيل هيا اللي هتهتم بأكلي وشُربي وهدومي وكل حاجة تخصني.
رحيل عشان تتقي شره قامت بهدوء: لا يا ماما هو ليه حق وده حقه عليا دلوقتي.
دخلت رحيل المطبخ والحجة راضية قربت من مراد.
الحجة : ما تقسيش عليها يا ولدي وحنن قلبها عليك واحدة واحدة، أنا شايفاها ف عينيك يا ولدي وعارفة إنك ميال ليها وعينك منها، بس مش كده، بالراحة يا ولدي.
مراد : عندك حق يا أمه، أنا ساعات هاجي عليها بس غصب عني وكله منها، عنادية وعايزة ترد عليّ كلمة بكلمة.. وأنا سمّي وناري اللي يوقف عينه ويراددني عليها، نفضت راس هتخرجني عن طوري.
الحجة ابتسمت : لأ يا ولدي، دي ما فيش أحن ولا أطيب من قلبها، أنا عارفة إنك ولا روحت ولا جيت، حتى جوزتك الأولانية كانت كلها مرار طافح، بس كله بالراحة واللِّين يا ولدي، تملك قلبها وتاخد عينيها.
مراد اتنهد : ع الله يا أمه، كله ع الله.
ودخلت رحيل بالصينية وقعدت تفطر مع مراد. مراد كان بياكل بتلذذ وكأنه أول مرة ياكل ف حياته، طعم الاهتمام حلو.
مراد مد لقمة لرحيل وهو بيشاور بعنيه ع أمه، رحيل خدت منه اللقمة راح حسّس بإبهامه ع شفتها السفلية، رحيل شرقت وكانت هتموت.
مراد ضحك عليها ومدلها المايه: محاسب عليكي يا دكتورة هههههههههههه.
رحيل تاهت ف ضحكته اللي أول مرة تسمعها ولا غمازات خده اللي أول مرة تشوفها ولا طريقته وهو بيتكلم بضحكة، شكله غير خالص وهو مكشر، شكله كان يفتن.
وحست إن الدم بقا بيجري سخن جوه عروقها من حركة إيده ع شفتها، حست إنها بتسيح ع الكرسي.
مراد شاف رحيل اللي تاهت ف ملامحه و حط إيده ع رجلها، رحيل فاقت من شردها ع إيد مراد اللي قبضت ع رجلها بقوة.
رحيل برقت : شيل إيدك يا مراد بيه، ما يصحش ماما قاعدة.
مراد بسخرية : يعني يصح لما تكون ماما مش قاعدة؟
رحيل خرصت، وصوابعه بقت تحسّس ع رجلها بكل رقة، ورحيل حست إنها بتنهار، وأول ما صوابعه وصلت للمكان المحظور قامت منفوضة.
رحيل برعشة وتوتر : الحمد لله أنا شبعت، عن إذنك.
مراد بصلها بعصبية وسكت... وخلص فطار وطلع يشوف أشغاله.. رحيل بعد العصر سابت مراد مع جدته وقالتلها إنها طالعة تنضف غرفة مراد.
رحيل دخلت أوضتها الأول وغيرت الجلابية عشان تعرف تتحرك ولبست قميص بيتي طويل بنص كم ومفتوح من ناحية واحدة لحد الركبة لونه أسود.
دخلت أوضة مراد وبدأت ترتبها وتلم الهدوم اللي عايزة تتغسل وغيرت فرش السرير.
رحيل لقت جلابية بتاعة مراد مرمية تحت التسريحة، قربت منها وخدتها وقربتها من منخارها عشان تشوفها نظيفة ولا لأ... وشمّت ريحة الجلابية وغمضت عنيها من ريحته اللي تجنن وافتكرت مراد واللي عمله معاها إمبارح، وبصت ع رقبتها ف المراية لقتها مشوهة من عضاته. حسّست ع رقبتها وريحة الجلابية ملت صدرها وجسمها كله كان بيترعش وإحساس غريب بيداعب قلبها لأول مرة تحس بكده.
مراد دخل أوضته كان طالع يغير هدومه، لقا رحيل في أوضته، تنهد من شكلها الهادئ.
وقرب منها وحضنها من ضهرها بهدوء، ثم همس عند ودنها: "لو عجباكي الريحة، فصاحبها كله جالك."
رحيل كانت مفزوعة وجسمها متصلب، وبعدت عنه بسرعة.
رحيل بتوتر : أنا كنت بشوفها نظيفة ولا لأ.
مراد بيقرب منها وبيشدها ليه : ولقيتيها إيه يا دكتورة؟
رحيل بصت ليه بقرف من فوق لتحت : لقتها زي صحابها بالظبط.
مراد قرب منها وأنفسه ضربت في وشها وعينه لمعت بالغضب : أنا صبري له حدود، فبلاش تستفزيني عشان أنتي بس اللي هتندمي...
وأخد فوطة ودخل الحمام. رحيل مسحت وشها وصوابعها بترتجف، رجعت شعرها لوراه وبلعت ريقها وقربت من الدولاب تطلع له غيار نظيف.
مراد دخل الحمام وخد دُش بارد وبرضو مش قادر يهدي غضبه، وكان هيتجنن، ووقف تحت الدُش يفكر في رحيل.
مراد بنفس عالي : أمممممم ماشي يا رحيل، أنا ليكي.
رحيل سمعت صوته وتوترت، وقربت من الحمام بتوتر : مراد بيه أنت كويس؟
مراد فتح الباب بعنف، وهو يرتدي ملابسه: أنا كويس، وإنتي؟
رحيل من قهرتها رفعت عنيها اللي لمعت بدموعها : عشان تعرف إنك أنت اللي جيتلي زي الكلب وأنا واحدة رافضاك.
وجاية تمشي، مراد مسكها من ذراعها بعنف ولفها ليه : أنا قولتلك ما تلعبيش معايا بس وماله، هيجي يوم وتجيلي برجلك، وساعتها مش هرحمك.
وزقها بعنف وطلع..
رحيل فضلت قاعدة تعيط وافتكرت حسن وحنانه عليها وشافت معاملة مراد ليها وصوت بكاها زاد أكتر.
مراد طلع لبس وهو الدم بيغلي في عروقه، ولع سيجارة وقعد علي السرير بيهز رجله بعنف وبصوت عالي : هتفضلي تنوحي كده كتير؟ كلتي ناسك ياك يا بعيدة، فضّي بلاها محن حريم.
رحيل طلعت بغضب : أنت بني آدم مريض، مالكش دعوة بيا، أنت سامع ولا لأ، سيبني في حالي بقااا، أنا زهقت منك.
مراد قرب منها بهجوم، رحيل صوّتت من شكله المرعب وطوله الفارع وجريت، مراد مسكها من خصرها.
: سيبني بقولك، ابعد عني، أنت عايز إيه؟
مراد لزقها في الحيط وقرب من ودنها وأنفاسه السخنة بتلفح رقبتها : اكتمي حِسّك، سمعة ولا لأ؟ حِسّك عينك تعلي صوتك عليا تاني، هكتمه ليكي الباقي من عمرك يا رحيل، أنا واخدك في الحرام ياك؟
رحيل بدموع : شعري وجعني، أوعى عشان خاطري، أنت قولتلي إنه هيكون جوازنا علي ورق، ليه بتعمل معايا كده؟ أنا أذيتك في إيه؟
مراد بلع ريقه وفك قبضته عن ذراعها وقلبه وجعه عليها وعلي نفسه وعلي حبه البعيد وعلي إنها عمرها ما هتحس باللي جواه : خلاص، اهدي، هبعد ولا هحتك بيكي ولا تحتكي بيا، ولا لينا صالح ببعض، من طريق الله ونص. تشوفي واجباتك وليكي عندي الاحترام والتقدير وليا المثل والمثل والمثل، ومش هاكد عليكي تاني صوتك وطريقة كلامك معاي، وأنتي وكيفك يا بنت الحلال.
رحيل أومأت بهدوء وهي بتغمض عنيها من قربه المُهلك ورجولته الطاغية، مراد حس بهدوئها وأنفاسها المضطربة وجسمه اترجف وغمض عنيه وهو بيقرب منها أكتر وبيضمها ليه بكل قوته غصب عنه، مش قادر يتحكم في نفسه معاها وقربها بيهلك، رجولته كانت حلم صعب المنال وبقت ملكه.
قلبه دق بعنف وأنفاسه اضطربت لما حس برعشة جسمها وظهرها علي صدره وأجسامهم سخنة ومشاعرهم هايجة.
دراعه الملفوف علي خصرها ارتخى وصوابعه بدأت تحسّس بكل هدوء عليه وبيحرك فكه علي فكها ومناخيره بتداعب رقبتها وبيشم ريحتها بعنف.
وزمجر بصوت عالي لما رحيل اتنهدت وبدأ يبوس فيها برقة مُهلكة للأعصاب ورحيل دابت بين إيديه وما كانتش قادرة تقاوم ولا تبعده عنها.
مراد لفها ليه بهدوء بص عليها لقاها مغمضة عنيها ومسلّمة، قرب من شفايفها والباب خبط.
: البيه الصغير صحي يا ست رحيل، تعالي رضعيه، ست الحجة بتقولك.
مراد بعد لوراه بعنف بعد ما فاق لنفسه وكان في قمة الغضب، رحيل برقت عنيها وشهقت و دموعها نزلت.
: أنا بكرهك.. وطلعت تجري علي برا.
مراد عض شفته وضحك بسخرية وضرب الكومودينو برجله بكل غضب وفضل رايح جاي في الأوضة وهو بيرجع شعره لوراه بغضب، خد سلاحه وخد تليفونه وحاجته ونزل علي تحت وشافها قاعدة جنب أمه، بص لها بصه خلتها اترعشت من الخوف وطلع من غير كلام.
عدت الأيام ومراد بيعامل رحيل بحدود ومش بيوجّه لها كلام وهي بتتلاشاه، وكانت المعاملة بينهم بحدود ودايماً غايب، رحيل علي قد ما كانت مرتاحة بس كل ما تغمض عنيها تفتكر اللي حصل بينهم.
رحيل كملت أربعين يوم من ولادتها وخلصت أيام النفاس وكانت ف أوضتها ودايماً قافلة ع نفسها ومراد ف أوضته وكنت بتشوف طلباته وتقضيها ليه وبس.
بعد أربعين رحيل بأسبوعين، رحيل كانت قاعدة جنب راضية في البهو.
: قومي يا بنتي صحي مراد، قال هنام ساعتين وبقينا المغرب ودي مش عادته.
رحيل أومأت بهدوء وطلعت وهي بتقدم رجل وتأخر رجل، وقفت قدام باب الأوضة ورفعت إيدها وخبطت بهدوء كذا مرة ومفيش رد.
فتحت الباب ودخلت بهدوء، الأوضة كانت ضلمة وريحتها مُعبّقة دخان وبرفان مراد.
قربت من السرير : مراد بيه يا مراااد بيه.. مفيش فايدة، هزت كتفه براحة وإيدها جت علي جلده واتصدمت من حرارته المرتفعة.. حطت إيدها علي جبهته بسرعة وعنيها لمعت بخوف.. جريت علي الحمام وخدت فوطة بلتها مايه باردة وحطتها علي جبهته.
ونزلت تحت : يا ماما خلي حد يروح الصيدلية يجيب حقنة مسكن وخافض للحرارة، مراد بيه سخن شوية.
راضية بصت ليها بخوف وقامت بسرعة، رحيل قربت منها : ما تخافيش يا حبيبتي، ده شوية سخونة هيروق أول ما ياخد الحقنة.
راضية أومأت : ورد بت يا ورد تعالي قولي للغفير يجيب علاج للبيه جوام يلا.
رحيل كتبت الدوا وادت الورقة لورد والغفير ما غابش خمس دقايق كان راجع بالعلاج.
رحيل طلعت ملت الحقنة وحقنته بهدوء، مراد حس بيها وفتح عنيه بإعياء : في إيه؟
: مفيش حاجة، سخنت شوية واديتك حقنة.
مراد شال الفوطة من علي جبهته وبتهكم : فيكي الخير والله.
رحيل ما ردتش عليه وخدت الفوطة بلتها تاني وحطتها علي جبهته : سيبيها خلي حرارتك تنزل.
مراد بسخرية : حرارتي مفيش علاج ف الدنيا يداويها، ما تتعبيش نفسك يا دكتورة.
رحيل بلعت غصتها، آخر حاجة بينهم ما كانتش لطيفة وغلطت فيه كذا مرة ومن ساعتها بارد وبيعملها بحدود وكأنه رجع مراد اللي أول مرة تشوفه، بتدور علي نظرة شافتها في عنيه مرة أو اتنين مش لاقياها.
مراد غمض عنيه : طفي النور وراكي يا دكتورة.
رحيل حطت إيدها علي جبهته ومراد شال إيدها.
: في إيه؟ هشوف حرارتك نزلت ولا لأ.
: ونزلت ولا لأه؟
: لأ.
: يبقى اتوكلي علي الله، طول ما أنتي ما فلحتيش ف حاجة، ولا أنتي فُلحَة تبقي دكتورة ولا فُلحَة تبقي زوجة.
رحيل اتعصبت وشيء من كلامه وترها وقامت نزلت تحت.
الحجة بلهفة : إيه يا بنتي طمنيني؟
: خير يا ماما، اديته العلاج وإن شاء الله هتنزل حرارته، مش راضي يخليني أطمن عليه ولا نعمله كمادات، بيقولي حرارتي مالهاش علاج.
رحيل ما كانتش فاهمة قصده بس الحجة راضية عرفت إن مراد لسه ما دخلش عليها.
خدت رحيل ع الأوضة بتاعتها اللي تحت : تعالي عايزاكي.
رحيل مشيت معها بهدوء : خير يا ماما ف إيه؟
الحجة بهدوء : خير يا بنتي، بصي يا رحيل، مراد ولدي ولا ليه ف العيب ولا الحرام، ودخل ع سبع شهور أهه ما لمسش واحدة، مراد ولدي محتاجك يا رحيل.
رحيل اتصدمت وما عرفتش ترد وفهمت مغزى كلامه وحست إن قلبها وجعها مش عارفة ده بسبب تقصيرها ولا بسبب اللي لازم يحصل ولا بسبب كلامه.
الحجة : أنا عارفة يا رحيل إن مراد ما دخلش عليكي، ولو عملها أنا كنت شوفت الفرحة ف عنيه، بس أنا مش شايفة غير الحزن والهم مالي قلبه ومطفي، أنا أمك وخايفة عليكم عشان كده هكلمك ف حاجة زي دي، أنا عايزة مصلحتكم يا بنتي.
رحيل بتوتر: أيوة يا ماما الحجة بس أنا..
الحجة قطعتها : ما بسش يا بنتي، الغالي الله يرحمه خلاص، خليه ذكرى حلوة ف حياتك، وبعدين هو وصى أخوه تكون مرته، يعني يعتبر مش هتخوني عهدك ليه، أنا فاهماكي زين، وبعدين يا قلب أمك ما ينفعشي تكوني مرات راجل وعقلك وقلبك مع راجل تاني، ده حرام.. ما ينفعش يكون راجلك محتاجك وتتمنعي عنه، ده تقصير منك في حقه، يا بنتي اقفلي صفحتك القديمة وعوضي نفسك وعوضي جوزك، يلا.
رحيل قامت وهي تايهة وشالت مراد ورايحة تطلع..
الحجة : لأ سيبيه حدّايا هيبات عندي النهار ده وبرضاي عليكي يا بنتي روحي جهزي روحك لجوزك ورضيه، ده رضاه من رضا الرب.
رحيل طلعت وهي بتفكر ف كلام الحجة.. و
• تالع الفصل التالي "رواية رحيل الهوارى" اضغط على اسم الرواية