رواية عشقت مسلمة الفصل الخامس عشر 15 - بقلم ندى المطر

  

رواية عشقت مسلمة الفصل الخامس عشر 15 - بقلم ندى المطر


عشقتُ مسلمة { بقلم / ندى المطر }
          
                
مارتن، بنبرة غاضبة: ماذا تفعلين هنا يا سليفيا؟



سليفيا، بنبرة متحدية: أحاول فهم العالم الذي تعيش فيه. لا أريد أن أكون جاهلة بكل ما يجري.



اقترب منها مارتن، ينظر إليها بحدة.



مارتن: العالم الذي تحاولين الدخول إليه ليس لعبة، إنه مليء بالمخاطر.



لكن سليفيا لم تستمع لتحذيراته، مما دفع مارتن إلى اتخاذ قرار حاسم.



مارتن: جهّزي أمتعتك. سترحلين إلى روسيا، ستتحدثين مع ماري وتبدأين دراستك هناك. لا مكان لكِ هنا.



حاولت سليفيا الاعتراض، لكن نظرات مارتن القاسية كانت كافية لتجعلها تدرك أن قراره نهائي.



____________________________Nada 





أما نيكولاس، فقد بقي في حالة من الصدمة منذ وفاة بيتر. لم يستطع نسيان اللحظة التي قُتل فيها شقيقه أمام عينيه. كلمات مارتن التي اتهمه فيها بالضعف كانت تثقل كاهله أكثر.



كان يقضي معظم وقته في غرفته، يرفض الطعام والكلام مع أحد.



مارتن، الذي شعر بالغضب منه في البداية، بدأ يدرك أن نيكولاس لم يكن مذنبًا. قرر في إحدى الليالي زيارة ندى للتحدث معها.



___________________________Nada





وقف مارتن أمام جناح ندى، مترددًا. لأول مرة منذ أيام، شعر بالحاجة إلى الحديث معها. طرق الباب بخفة، وعندما لم يسمع أي رد، قرر الدخول.



وجدها جالسة بجوار النافذة، تنظر إلى الخارج بصمت. عندما رأته، ارتسمت على وجهها ملامح التوتر.



مارتن: ندى... أحتاج إلى التحدث معك.



ندى، بهدوء: تفضل.



جلس مارتن على كرسي مقابل لها، محاولًا صياغة كلماته.



مارتن: نيكولاس... لا أعرف كيف أتعامل معه. كلما رأيته، أتذكر ما حدث.



نظرت إليه ندى بعمق وقالت: نيكولاس ضحية مثلك يا مارتن. لم يرتكب أي خطأ. إذا كنت تريد إنقاذه، يجب أن تبعده عن هنا.



فكر مارتن في كلماتها بعمق. كان يعلم أنها على حق، لكنه كان يكره فكرة إرسال نيكولاس بعيدًا.



ندى: إذا بقي هنا، سيضيع. مثل كل من في هذا القصر. ابعده، امنحه فرصة ليعيش حياة طبيعية.



مارتن، بنبرة مترددة: أشعر وكأنني أبتعد عن كل من أحبهم.



ندى: أحيانًا يكون الابتعاد هو الحل الوحيد. ما تفعله ليس هروبًا، بل محاولة لحمايته.



_________________________Nada





في صباح اليوم التالي، استدعى مارتن نيكولاس إلى مكتبه.



مارتن: جهّز أمتعتك. ستسافر إلى ألمانيا، إلى مدرسة داخلية هناك.



نظر إليه نيكولاس بصدمة: ألمانيا؟ لماذا؟




        
          
                
مارتن: لتبدأ حياة جديدة. بعيدًا عن هذا المكان.



نيكولاس، بحزن: كنت أظن أنك تريدني أن أبقى هنا لأتعلم كيف أكون قويًا.



وضع مارتن يده على كتف نيكولاس وقال: القوة ليست دائمًا في المواجهة. أحيانًا القوة تكون في البداية من جديد.



_____________________________Nada 





مع رحيل سايمون وسليفيا ونيكولاس، بدا القصر وكأنه فارغ تمامًا. مارتن، الذي كان يظن أن قراراته ستجلب له السلام، شعر بالعزلة تُثقل عليه أكثر.



وفي جناحها، جلست ندى، تتساءل في نفسها: هل ما فعله مارتن سيجعل الأمور أفضل؟ أم أنه مجرد محاولة للهروب من الواقع؟



لكن الشيء الوحيد الذي كانت متأكدة منه هو أن مارتن، رغم قسوته، كان يحاول إنقاذ من تبقى قبل أن ينهار القصر بالكامل.



____________________________Nada





مارتن لم يستطع طرد فكرة الانتقام من رأسه، خاصة بعد كل ما حدث. كان يعلم أن وراء مقتل بيتر وأحداث القصر المأساوية أيادٍ خفية، وأكبر المتورطين كان إيليوت، الرجل الذي طالما اعتقد أنه لا يمكن المساس به.



جلس مارتن في مكتبه لساعات طويلة، يتصفح الملفات، يجمع الخيوط المتناثرة. قرر أنه بحاجة إلى مزيد من المعلومات حول إيليوت، لكنه هذه المرة أراد أن يأتي بالمعلومات من مكان غير متوقع.





علم مارتن بوجود رجل يُدعى "جوناثان"، أحد الحراس السابقين لإيليوت، والذي كان قد طُرد منذ سنوات بسبب خلافات معه. عُرف جوناثان بأنه شخص يحتفظ بأسرار من كان يعمل معهم، وكان مارتن متأكدًا أن لديه ما يكفي من المعلومات ليبدأ خطته.



اتصل مارتن بأحد رجاله وأمره بإحضار جوناثان.



مارتن: استمع، أعرف أنك عملت مع إيليوت. أريد كل ما تعرفه عنه.



جوناثان، بنبرة مترددة: هذا خطر، إيليوت لا يرحم.



مارتن: ولا أنا. إذا لم تخبرني بما تعرفه، ستكتشف ذلك بنفسك.



بدا الخوف واضحًا على وجه جوناثان، لكنه في النهاية بدأ يتحدث: إيليوت لديه أسرار كثيرة، لكن الأهم... هو ليس لديه ابن واحد كما يعتقد الجميع. لديه اثنان. ابنه الثاني، فرانك، تم إخفاؤه عن العالم، يعيش في منطقة نائية تحت حماية مشددة.






صُدم مارتن بالمعلومة. كان يعلم أن إيليوت يضع كل ثقله على ابنه الأكبر، جاي ، لكنه لم يكن يعلم بوجود ابن ثانٍ.



مارتن، بابتسامة باردة: هذا سيجعل الأمور أكثر إثارة. سأضربه حيث لا يتوقع.



بدأ مارتن بخطته الجديدة. أرسل رجاله لتحديد موقع الابن الثاني، بينما ركّز على وضع خطة لإيليوت وابنه الأكبر جاي .




_____________________________Nada



مرت بضعة أيام، وجاءت الأخبار لمارتن: فرانك يعيش في منزل محصن على أطراف المدينة.
 قرر مارتن أن يبدأ من فرانك، ليوجه الضربة الأكبر لإيليوت.




في صباح اليوم التالي، كان إيليوت جالسًا على مائدة الإفطار، يتناول قهوته ببطء كعادته. كانت الأجواء هادئة، لكن هذا الهدوء لم يكن إلا البداية لعاصفة لم يتوقعها.



دخل أحد حراسه إلى الغرفة بسرعة.



الحارس: سيدي، هناك رسالة صندوق على الباب.



رفع إيليوت حاجبيه مستغربًا. إيليوت: صندوق؟ من الذي يجرؤ على إرسال شيء لي دون إذن؟ أحضرها.



أحضر الحارس الصندوق ووضعه أمام إيليوت، الذي فتحه ببطء.



لحظة فتح الصندوق، تجمدت يداه، واتسعت عيناه في صدمة مروعة. داخل الصندوق، كانت رأس فرانك، ابنه الذي أخفاه عن العالم بأكمله، موضوعة بعناية، ودماؤها ما زالت طرية.



تراجع إيليوت عن الطاولة وصرخ بغضب: ماذا يعني هذا؟! من فعل هذا؟!



وجد داخل الصندوق رسالة مكتوبة بعناية:
"باقي الهدية في جناحك."





ركض إيليوت بسرعة نحو جناحه، متجاهلًا الحراس الذين حاولوا اللحاق به. فتح الباب بقوة، ووجد ما لم يتخيله حتى في أسوأ كوابيسه.



كان جسد فرانك ملقى على الأرض، بلا رأس. بجواره رسالة أخرى مكتوبة بخط واضح:
"هذه البداية فقط. استعد لما هو قادم."



انهار إيليوت على ركبتيه، يصرخ بغضب وحنق. أمسك الرسالة بقوة، وعيناه تشتعلان كالنار.



إيليوت، بصوت مبحوح: سأقتلك يا مارتن... سأجعلك تدفع الثمن غاليًا!



_____________________________Nada




في تلك اللحظة، كان مارتن يجلس في مكتبه، يراقب كل شيء عبر تسجيلات أرسلها رجاله من كاميرات صغيرة زرعوها في جناح إيليوت.



ارتسمت على وجهه ابتسامة باردة وهو يشاهد انهيار إيليوت.



مارتن، بصوت منخفض: هذا ما تستحقه. هذه مجرد البداية، والضربة القادمة ستكون أقسى.



___________________________Nada 




لم يكن إيليوت يعلم أن مارتن قد بدأ بالفعل بالتحرك نحو ابنه الاكبر، جاي. بالنسبة لمارتن، كانت هذه حربًا لا مجال للتراجع فيها، وكان عازمًا على إنهاء كل ما يتعلق بإيليوت وعائلته، مهما كلف الأمر.



___Nada____Almater_____


 
تعليقات