رواية سر بين السطور الفصل الرابع عشر 14 - بقلم ريو الطائي
البارت 14
:سر بين السطور-
- الكاتبة ريو الطائي-
لاتنسون التصويت والمتابعه وتعليق بين
الفراغات احبكم فرولاتي
..........
كعدت بالأرض، وحسيت بدنياي تنكلب
فوك راسي. "معقولة تزوجت ونستني؟"
كلتها بصوت وهادء وجان كأن كل كلمة تخرج
مني أثكل من اللي كبلها.
ابتسم "الأكبر" مرة ثانية، لكنه جان ابتسامة
هادئة، كأنه يعرف حقيقة كل شيء وأني لا.
ظل ينظر لي بدون ما يكول أي شيء، بس
عيونه جانت تحمل نوع من الشفقة أو الفهم.
نزلت دمعة من عيني، وسكتت
هو لاحظ دموعي، بس ما جال شي،
بس بقي ساكت.باوعتله، وأحس عيوني
تطلع منها نار، ناري، ناري اللي هو أوّل
من ولّعها وآخر من راح يطفيها
نيران: ليشششش هيج سويـــــت؟!
صوتي طلع مثل الصرخة، ما بيه
أي تماسك، لا هدوء، لا عقل. بس وجع.
هو ظل واكف بمكانه، نفس النظرة الباردة،
نفس البرود القاتل اللي خلاني أفقد كل ثقة،
كل إحساس... كلشي. بعد لحظة، رفع كتفه
بإهمال وكال بكل بساطة:
:: ما سويت شي غير تزوجتج
كأنها كلمة عادية، كأنها مو السبب بكل الألم
اللي طاحن روحي
كمت وكفت اتقدمت خطوة، حسيت
أنفاسي تتسارع، صدري يضيق، بس مو
خوف... لا، شي أكبر، أعمق، أوجع.
عيوني جانت تحاول تفهم، تحاول تصدگ، بس مستحيل.
نيران: "تزوجتني حتى شنو؟ تدمّرني؟
تكسرني؟ تثبتلي إني غلطت ثقيت بيك و
صدگتك؟!"
رفع زاوية شفايفه بابتسامة صغيرة، مو ابتسامة فرح، ولا حتى سخرية، جانت... شي أقرب للعبث.
:: لا، بس حتى تتعلمين الدرس
عطت بيه مرة ثانية، حسّيت الدنيا كلها تدور بيه،
صوتي طلع مبحوح، متكسر، مليان وجع
ما ينوصف.
نيران: شسوييييتتتتت؟ ليششش؟!"
أريد جواب، أريد تفسير، أريد أي شي
يخليني أفهم
بس هو؟
هو بس ابتسم.
ابتسامة باردة، هادئة، مدمّرة أكثر من أي كلمة.
رفع عينه عليّ، نظراته نفس البرود، نفس الجفاء
، وكال
:: حسَبالج نسيت؟ من شردتِي واني حذرتچ؟
بس ما سمعتي."
وكف كدامي، ثابت، ما يهتز، وأني؟ أني أحس
جسمي كله يرتجف.
يا ربي، شسويت؟
تقرب مني فجأة، قبل حتى ما ألحك أتحرك، سحبني بقوة من إيدي لحضنه، صارت ضهري ملاسق لصدره، حسّيت بحرارة أنفاسه قرب أذني.
نيران: وخرررر!! الله ياااخذككك، يا حقيرررر!!
صرخت، حاول أتملص منه أدفعه، بس قبضته
جانت حديد، كأنّه مستمتع بشعوري بالعجز.
:: شكد بعد تحاولين تهربين؟"
همس بصوت هادي، بس به نبرة... نبرة
خلّت روحي ترتجف.
نيران: ماريدكككك عوفنييي هسه تطلكني
وترجعلييي اختيييي
:: إنتِ لي غصبن عنچ، برضاچ، مثل ما چنتي دايماً
نيران: وخرررر!! الله ياخذك يا حقير!
على شنوووو شايففف نفسكككك
صرخت بأعلى صوتي، حاولت أتحرك، بس
هو جان أسرع، إيديه ثبتتني وكأنّي مجر
لعبة بين إيديه.
نيران: أنت واحدد مخبللللل
شهكت، جسمي كله يرجف، مو من الخوف..
. لا، من الغضب، من القهر، من الشعور بالقيد
اللي خلاني أختنك
ضحك، ضحكة قصيرة، مستفزة، أقرب لاعتراف
بحقيقة يعرفها وحده.
:: وإذا چنت مخبل؟"
شدني أقرب، حركته جانت قوية بس بيها نوع
من الهدوء القاتل.
:: ما تدرين شكد تعبت عليچ؟ شكد حاولت؟
بس إنتِ... إنتِ تگدرين تهربين من أي شي
إلا منّي
رفعت عيني إله، ما بيها غير كره، غير رفض
، غير وجع.
نيران: مراح نبقى للأبد هيج صدكني
راح يجي يوم وكسرك
ابتسم... ابتسامة مرعبة، وعيونه توعد بشي
أكبر
:: كلشي منج عسل..
نزفزني رجعت أصرخ وأعيط بصوت عالي،
حاولت بكل قوتي أنفك نفسي عنه، بس هوه
جان ثابت، ما جان يهمه شي.
كل محاولاتي جانت كأنها بلا جدوى، هو
جان ما يحس، ما جان يشوف غير نفسه،
مجرد ظل يمسك بيه بقوة، يشدني
أكثر، وكأن وجودي مجرد عبء عليه.
نيران: إتركني!
" صرخت مرة ثانية، وحاولت بكل قوتي
أدفعه، لكن هو ظل ثابت
:: ما راح تروحين أنت مكانج هنا دائما!
" همس بصوت خافت، ولكنه جان أقوى
من أي صرخة.
:: إنتِ راح تبقين طول عمرج هيج كدام عيوني
مراح تغيبين عني
حسيت بنفسي وكأن كل قوتي ضاعت،
روحي تحترق، والجسد ما عاد يكدر يقاوم.
بقيت هيج، لازمني لحد ما هَدَتْ، روحي
ما عادت تتحمل. جانت اللحظات تمر وكأن
الزمن توكف، بس هو جان ماسك، مشدد عليّ
، وما جان عنده أي نية يتركني.
بعد فترة طويلة، أخيرًا، تركني، بس بشكل
غريب. رجعت شوية عنّه، حسّيت بشي من
الراحة لكن الألم ما زال موجود
كعد على الكرسي، رجع نفسه ورا، وعينه ثابتة
عليّ، كأنّه يحاول يشوف مدى تأثير أفعاله عليّ
عيونه جانت مليانة ببرود، بس بنفس
الوقت بيها نوع من التحدي، كأنه متأكد
من النتيجة، ومرتاح لها.
:: هسه أنت ليش معصبه بس لأن تزوجت
السحاره؟
عطت بي بصوت عالي
نيران: تروحح فدوه الهه ياحقيررررر
بسيطه ولله اله أندمكككك
:: أوف وأني جاي أنتظر هذاك اليوم صدكيني
بقيت ساكته، أفكر بكل شيء، أحاول أفهم
شنو أكدر أسوي، شنو بعد عندي من خيارات.
جان عقلي مشوش، حتى كلبي جان ينبض
بسرعة، وكل تفكير جان يصرخ "لا" بس
جسمي ما جان يطاوعني.
تركته، وطلعت من الغرفة، جان كل شيء
مظلم حواليّ، كأن الظلال تلاحكني، بس
ماكو شي غير الصمت يحيطني. نزلت للمطبخ،
كعدت على طاوله وحسيت
بيدي ترجف مثل ما جسمي كله يهتز.
"شلون صار كل شي بهالشكل؟" همست
لنفسي، وكل فكرتي جانت تدور حوله،
حول اللي صار، وحول الخوف اللي ما كدرت
أهرب منه.
وإيدي بعدها ترجف، جنت حاسه بكل شي ينهار من داخلي، لكن ما جنت أكدر أوكفه.
فزيت على يد لينا وهي تلزم إيدي،
حاولت أرجع شوية للواقع، بس نظراتي جانت ضايعة.
باوعت عليه، رجعت دنكت وعيوني ما تحس
بكل شي إلا الألم، والخوف اللي تغلغل أبعماقي.
لينا: ليش هيج ترجف أيدج شبيج؟"
بس حتى أني ما جنت أعرف الجواب، ما جنت أعرف ليش يدي ترجف... بس كل شي جان يوصلني إلى نقطة وحدة: "اللي صار مو سهل."
عفتها، وطلعت للحديقة، جان كلبي مشدود
، عيني على الأرض، موكادرة أتخيل شي
غير اللي صار.
جنت محتاجة مكان أبقى بي وحدي،
بعيد عن كل شيء، بعيد عن الوجع، بعيد
عن الكلام، بعيد عن الناس. أحتاج لحظة
أستجمع بيها قوتي، أفهم كل شي صاير،
وأرتاح من الألم اللي يعصر روحي.
وصلت للحديقة، وكعدت على أقرب مقعد،
وحسّيت بهواء الليل البارد على وجهي.
جان الهدوء يعم المكان، بس روحي جانت
بعيدة عن الهدوء، جانت بصراع داخلي
، لا هوى ولا شيء غير الصمت يقدر يريحني.
جنت كل لحظة أفكر بيها أفكر باللي صار
بس ما جنت كادرة أوكف.
بالحظة ضعيف، نزلت دموعي، وأني أفكر
شلون جيلان تزوجت؟ معقولة؟
شعور غريب، مثل ما كل شيء بدأ ينهار من حولي، مشاعر متناقضة، خوف، حزن، وصراع داخلي. شلون جيلان، اللي جنت أظنها الأقرب إلي، تزوجت؟
دموعي نزلت أكثر، بس ما حنت أكدر أوكفها
. جانت كل لحظة تشدني أكثر لعمق الأسئلة
اللي ما لكيت لها جواب.
سمعت صوت أجا من وراي، داريت
وجهي بسرعة، وشفته الحارس وهو يكول:
.. مدام دخلي للبيت الاستاذ يكول الجو بارد
عطت بي بعصبية وكالت:
نيران: كله لايدخلللل! عسى مااموتت من البرد!"
جان صوتي عالي، وعيوني مليانة غضب،
كأنها تكافح البرد، بس بنفس الوقت،
جان أكو نوع من الاستهزاء.حسيت
راح الحارس، وبقيت كاعده فترة طويلة،
أفكر بكل شيء وأتأمل الصمت اللي جان
يحيطني. بعدين، دخلت للبيت، وجنت أحس
بشي غريب، مثل شي ثكيل على كلبي.
جان الاكبر واكف بالصالة، باوعت عليه وهو كال:
:: وأخيرًا دخلتي..
نيران: معليككك..."
شفت بعيونه شي مو خوف، بس شي ثاني
متناقضة، مثل توتر داخلي مبين، بس
ما جنت كادرة أفهم.
:: لا، لا، إني ما خايف عليج بس
على عيونج. أذني الكل شويه بلون."
كلامه جان غريب، وجنت أحس أن بشي أكبر
مخفي بين الكلمات، شي مو واضح، بس
يوصلني بألم.
رديت عليه وكلت:
نيران: هااا?"
ابتسم ابتسامة خفيفة، وهو باوع عليّ وكال:
:: عيونج كل يوم الهن لون مثل السحر
وابتسم مرة ثانية، مثل جان عنده جواب
بس خلى الكلام باله.
تركته وصعدت لل فوك دخلت للغرفة،
وسديت الباب وراي.
كعدت على السرير، لفيت نفسي بالغطا،
حاسة بحرارة الأنفاس تتسارع من التوتر
والألم اللي جنت داخله.
كل شيء جان مضطرب، وكل شيء جنت
أفكر بي جان يخليني أغرك بدوامة.
ما جان عندي جواب، ولا حتى الكدر على
التوقف والتفكير بهدوء. جانت الدنيا كلها
تتحول لشيء غريب، وأني حاولت أهرب
من كل شيء... حتى لو جان الهروب مؤقت.
حسّيت بالغطا يضغط عليّ، وكأن كل شي
حواليّ صار ثكيل، وكل فكرة تجي ببالي
تكون أكثر تعقيد.
حاولت أغمض عيني، بس كل شي جان يلاحقني
، صوتها، كلامه، وكل لحظة عشتها بيه.
الدموع رجعت تملأ عيوني، لكن هالمرة
ما جان عندي طاقة حتى أصرخ.
"شلون صارت حياتي هيج؟"
همست لنفسي، الصوت بالكاد وصلني.
جنت أحس بأني غاركة بحر من الأسئلة
، وكلما حاولت أنسى، رجعت الأحداث
تلاحكني. ما جنت أعرف إذا جنت أقوى
من اللي صار، أو إذا جنت بس خايفة من مواجهة الحقيقة.
نفتح الباب ودخل هوه يمشي بكل هدوء، كأن كل
حركة منه مدروسة.
شفت شلون نزع سترته بهدوء، وخلّاها على الكرسي، كأنها جانت مجرد جزء من يومه، شي عادي
دخل للحمام، وصوت الماي بدأ يعم المكان.
كل شيء جان هادي، بس كلبي جان لا يزال
مشوش، كأن كل حركة جانت تزيد من
الضغط اللي حسّيت بي
ورا شوي طلع، وهو مخلي المنشفة على خصره، جان الجو هادي، وصوته مفقود بين كل حركة يسويها.
أخذ ملابس من الرف، ورجع دخل للحمام مرة
ثانية. جان كل شي كأنّه مجرد روتين يومي
بالنسبة له، بس بالنسبة إليّ، جانت اللحظات
تمر وكأنها ثكيلة.
بعد فترة، رجع وطلع، كاعد ينشف شعره.
كل حركة جانت تذكرني بالألم اللي ما زال
بداخلي، وكل نظرة جانت تخليني أفكر
المستقبل، وإذا جنت راح أتحمل هذا الهدوء اللي ما يعكس اللي بداخلي.
شوي، واجه، وتمدد على الجهة الثانية مال الجرباية.
ماتغير شي بينا، كل واحد بينه جان يحاول يلاكي مكان للراحة
غمضت عيوني وغفيت من التعب
كعدت الصبح حسّيت
بشي غريب.سمعت دك الباب، وفجأة درت وجهي
الأكبر وحاضني من ضهري بقوة
حاولت أفك نفسي من حضنه للحظا
باوعت على نفسي وشفت إن بلوزتي ما
جانت موجودة رفعت الغطه عن جسمي
جان صدري طالع والس.... نازل من يم
الكتف
شهكت بصوت عالي وخليت أيدي على صدري
، وكأنّي حاولت أفهم شو اللي صار،
باوعت حوالي دور على بلوزه مجانت
موجوده
"ماكو..." همست، وكأن الوعي
جان يضيع مني ثانيةً.
فتح عيونه الأكبر وباوع عليّ، جان
بعيونه شيء ما فهمته،
نزل أنظراته لجسمي وأبتسم
خزرته، وحسّيت بشي متداخل
نفسي، فجأة سحبت الغطّة على جسمي بسرعة.
ضربته على صدره بقوة، وكأن الألم اللي
حسّيت بيه جان يتفجر بداخلي.
نيران: بلوزتيييي ويننن؟
هو ردّ بهدوء، وكال:
:: شفتج ممرتاحه بيها ونزعتهه لج."
نيران: ومنوووو أطلببب منكككك هيججج
تسويييي
:: يلا ليش المستحى عن قريب راح
تنامين فوكاي بدون ملابس حمدي ربج
نيران: شلوننن تجرئت وهيج تسويييي
صرختي، جان الغضب يملأ صدري
ضحك بخفة، وكام من الجرباية،
:: اليسمعج يكول مغتصب**..
خزرته ورجعت عدل الغطه على جسمي
ضحك هوه
تركني وراح للباب، فتحه بهدوء، وأني
جنت واكفة مكانه، كلبي مشدود بين
الغضب والحيرة.
سمعت صوت لينا من ورا الباب، جان صوتها
واضح، وكأنها جانت جاية تسأل عن شيء
، بس ما جنت كادرة أفهم شنو تريد
رجع هو، سد الباب بهدوء، وبعدها
غمزلي بعينه، وكأنّه جان يمارس لعبة غريبة
:: جهزي نفسج اليوم نكبة
نيران: ليش شكو؟
:: اليوم راح يكون ليلة دخلتنا
كالها وهو يضحك، بس جانت الضحكة غير
واضحة، كأنها تحمل معاني مختلفة.
دخل للحمام يغسل، وأني جنت واكفة، شعوري
مختلط بين الصدمة والارتباك، ما جنت كادرة
أتحمل كل هالشي.
كل لحظة جانت تزيد من التوتر اللي داخلي،
وكأن الوقت توكف واني ما كدرت أستوعب اللي صار.
كمت بسرعة وطلعت بلوزة لبستها بسرعة
قبل لا يطلع
وهو طلع من الحمام، باوع عليّ، جان
بعيونه شيء نزل عيونه لجسمي
:: ماسالتج نكبه
كلبت عيوني وكُلت
نيران: شنوو من الصبح شتريد؟
شر على صدري وكال وهو مبتسم:
:: ليش هيج اصغار؟"
ابتسم ابتسامة غامضة
خزرته، وحسّيت بكلبي ينبض بسرعة،
خليت إيدي على صدري حسيت نفسي
بدون ملابس كدامه
نيران: انجب وعدل انظراتككك واحدد سافل!
:: لاه لاه مو عيب هيج تحجين وياه زوجج
قابل شنو سويت هو بس شفت أذا
أكو شامات بجسمج أو لا...
نيران: أشششش كافييي لاتكمللل
معليككك بيه أنت افهممممتت
:: بكيفج جنت أريد أكلج وين عندج
شامات
نيران: ومنو أطلب منككك تكولل
شنو اني ماعرف نفسيي
ضحك بقوة، وكأنّه ما جان جادًا بكل
اللي صار، بعدين طلع ملابسه
دخليت للحمام، وغسلت بسرعة، جنت
أحاول أستجمع نفسي وأتجاهل كل اللي صار.
بعد ما غسلت، تركت المكان وركضت نازلة
جوه، بعيد عن كل شيء، جان جسمي
يتنفس بارتياح، بس عقلي ما جان كادر يهدأ.
كل شيء صار مثل دوامة، ما جنت أعرف
كيف أوكفها أو أتعامل معها تفكيري
كله بــ جيلان وشنو أسوي وشلون رجعها
لحضني
شوي جهزوا السفره، والكل اجا كاعد،
شوي و نزل الأكبر من فوك جان يعدل بالساعة مالته، وجان واضح إنه مشغول بشي.
اجا كاعد قريب مني، وكل حركة جانت
تزيد التوتر بينا، كلبت عيوني وماحجيت،
وكأن الكلام ما راح يغير شيء.
بس هو جانت عينه على شيء بعيد، وأنب
حسيت إنه اكو شي بينه وبين جسار.
كان واضح بين نظراتهم، وكأنهم يخبّون شيء ما يظهر للعيون، بس كلبي حسّ بشي غريب.
بعد الأكل، البنات راحن للمدرسة، ولينا راحت للجامعة.
وعد كالت
: أريد أروح على صديقتي
جسار: شوي وخلي السايق يوصلج
هزت راسها هي وسكتت
والأكبر جان مرجع نفسه على كرسي،
باوعله لجسار وكال:
جسار: اليوم لازم تروح لبغداد علمود البضاعة
الجديدة
هز راسه وعيونه جانت عليه وكال:
:: أعرف، بعد شوي طالع
باوع عليه جسار، ورجع باوع للأكبر، وكان
واضح إن اكو كلام يريد يكوله أشر عليه
وكال
جسار: ونيران راح أتبقى هنا
مارد الاكبر أبقى صافن شوي ورجع
تنهد وكال
:: لا راح أأخذها وياي
ما حجه شيء، بس ابتسم جسار ابتسامة
غريبة وطلع من البيت، بينما مرته دخلت
لغرفته تجهز نفسها.
باوعت على الأكبر، شفته يباوع عليّ، جان
بعيونه شيء غريب.
نيران: وين تريد تاخذني؟
سألته، وجانت نبرة صوتي متوترة، جنت
بحالة من الشك والقلق.
:: ماسمعتي كلت لبغداد؟
نيران: وانيييي شكوووو روححح أنت
أريد أبقى هنا
أبتسم ورجع كال
:: وليله مالتنه شلون نسويها عن طريق
النت
خزرته وكلت
نيران: مصدك نفسك أنت أني ماريد
ومستحيل خليك تلمسني
:: أهاا لعد منو كال موافق أخاف مو
أنت أخاف هاذه جويسر
بأخر كلامه ضحك بخفه عض شفته
ورجع كال
:: عندي شغل بغداد وماكدر تركج هنا
لان قل شي راح أبقى أسبوع
مارديت بقيت ساكته ضحكت بكلبي
مصدك نفسه والله ماخليك تلمسني
لو أذبح روحي بسيطه
رجع هوه صاح وحده من العاملات أجت
هي وكفت كدامه
:: أجهزي ملابس للمدام وخليهن بسياره
وأريد تنظيف الكل البيت
... والله أستاذ يوميه جاي أنظف
خزره وكال بحده
:: من شوكت أني أعيد كلامي
دنكت راسها وسكتت وهو أشر الهه
فوك صعدت بسرعه فوك رجع هو
باوعلي وكال
:: راح تروحين وياي بهاي ملابسج؟
دنكت باوع على ملابسي جنت لبسه تراك
عادي رجعت باوعتله بخزره
نيران: وأنت شعليك..
أبتسم هوه ومارد غمضت عيونه ورجع
نفسه على كرسي
شوي ونزلت العامله وياها الجنطه اخذتها
وطلعت بره كام هوه بدون كلام وأشرلي
يلا
صعدنه بالسيارة، وهوه جان كاعد يمي
ورا، وواحد يسوق.
بقيت ساكته للحظات، بس نظراتي راحت
للأكبر، وبعد تردد كلت بصوت واطي،
وكإني خايفه ينرفض طلبي:
نيران: أريد أحچي وياه، جيلان
هز راسه بـ"لا" بدون ما يحچي، جان
مدنك على جهازه، يتابعه بدون أي اهتمام.
حسيت بضيقة بصدري، بس عضيت على
شفتي وسكت، ما ريد ألح، بس بعيوني
گلت هواي شغلات.
مديت نظري للأكبر، چان هو همين ساكت
، بس نظراته جانت ثكيلة، كأنما يعرف
شريد أگول قبل لا أحچي. حاولت أتمالك
نفسي، بس الفضول والخوف گاموا ينهشون روحي.
نيران: ليش شنو السبب ومنو أنت اصلآ
ما جاوب، بس زفر نفس طويل وكمل يباوع للشباك
وكأنه يحچي ويا روحه بعيد عني.
رفعت عيني بلكي ألكى تفسير بملامحه، بس
تعابيره جانت جامدة، لا تعاطف ولا اعتراض.
كال أخيرًا، نبرة صوته باردة
:: مايصير ممنوع
حسيت بحرارة تصعد لخدي، مو من الخجل،
بس من القهر. ليش كل شي بيه ممنوع؟ ليش
دائمًا لازم أقبل بدون ما أفهم؟
عضيت على لساني حتى لا أنفجر كدامهم، بعدني ما أعرف شراح يصير، بس أعرف شي واحد...
ما راح أسكت بعد هالمرة.
خزرته بحدة وگلت بصوت متحجر
نيران:مو بكيفك، أريد أشوف أختي
ضحك بخفة، بس ضحكته جانت باردة، خلت قشعريرة تمشي بظهري. رفع عينه ليه، نظراته كلها تحدي واستهزاء، وبعدها بصوت واطي، كأنه يگص روحي بكل كلمة، گال:
:: مالچ حد بهالدنيا غيري لا أخت، ولا شي
سكت، حسيت الدنيا ضاقت، كلماته ضربت بروحي مثل صفعة، بس عيني ظلت معلگة بعينه، ما ريد أبين ضعفي، حتى لو چنت كلش مكسورة من جوه.
نيران: هذا انت تكول، مو الواقع أني
عندي أختي
ضحك مرة ثانية، بس هالمرة جانت ضحكته
أعمق، وكأن الموضوع يعجبه. قرب راسه شوية وكال بهدوء، بس كل كلمة طلعت من لسانه مثل طعنة:
:: أختج ما تريدج، صدگيني وبالحرة محد يريدج."
حسيت روحي تجمدت، وكأن كل الأوكسجين انسحب من المكان. نظرتي ظلت معلقة بعينه، مو مصدقة اللي سمعته. شنو يقصد؟ ليش دا يحچي بهالطريقة؟
نيران: إنت جذاب مستحيل يجي يوم وصدك
بيك أو خلي أثقتي بيك
رفع حاجبه بإعجاب ساخر، وكأنه مستمتع بردة فعلي.
:: براحتچ صدگيني أو لا بس الحقيقة تظل حقيقة
هي ماتريدج
بديت أتنفس بصعوبة، صدري يضيق، بس ما ريد أبين ضعفي. شدّيت إيدي على طرف هدومي، لازم أگدر أسيطر على نفسي، بس داخلي چان يعصف... شلون ممكن يكون كلامه صحيح؟
درت وجهي على الجامة، حاولت ما أبچي، ما أطيه هالفرصة، ما أخلي يشوف ضعفي. حسيت بعيني تحترگ، بس عضيت على شفتي وكتمت كل شي جواتي.
ظليت ساكتة للحظات، أنفاسي ثكيلة،
بس بعدين بصوت واطي، ثابت رغم الوجع، گلت:
نيران: حتى إذا ما تريدني أني أريدها."
الكلمات طلعت من عندي وكأنها وعد، وعد
إللي ما راح أتراجع عنه، حتى لو العالم
كله وكف ضدي.
مر وقت طويل وهو ساكت، وأني حاولت أظل
ساكته، ما أعرف شلون يكدر يبقى هيج بدون
ما يحچي وياه أحد
حاولت أركز بالنظر كدامي، بس كل شيء من حولي جان يتشوش، لدرجة حسيت بنفسي ضايعة بين لحظات الصمت. مع كل ثانية، جان الصمت يصير أثكل، وأني أحاول أتمالك أعصابي، وأخلي كل شيء بالي بعيد عن أنفاسي.
لكن فجأة، رفع راسه، وبعيونه كان في شي غريب، يمكن تعبير من نوع آخر، أو يمكن كان يحاول يشوف إذا أني راح أضعف وأفتح حلكي
:: شنو تريدين تعرفين؟
شعرت أن الجواب لازم يخرج مني، وأنه مهما كانت النتيجة، ما راح أسمح له بالتحكم. شديت على قلبي وقلت:
نيران: أريد أفهم، شلون تكدر تعيش هيج؟"
ابتسم ابتسامة خفيفة، بس ما رد علي.
عرفت إن مراح يحصل أي شي بالكلام وياه
وكلشي راح يظل مثل ما هو.غميته بكلبي
على هاذه أسلوبه
حسيت بالإرهاق يثكل على عيني، وبعدين
خليت راسي على الجامة، وغمضت عيوني
شوي، جنت أحتاج هاللحظة من الراحة
. جسمي جان يعاني من الصمت والوجع
، ودماغي تعبت من التفكير، فخلت نفسي
تروح بالنوم.
النوم جان بعيد عني، جانت الأفكار تطوف حولي، وأحس بألم غريب يتسرب لكلبي، مثل جرح عميق ما ينشاف.
بعد فترة، كعدت على صوت الأكبر. فتحت عيوني، باوعت له، جان مخلي راسي على رجله وأيده على شعري، كأنه يحاول يهديني
نيران: شكو؟
همست، وما جنت أعرف إذا جان سمعني
أو لا. بس كل شيء جان ساكن، وكل اللي
حولي جان يختلط بالهدوء.
ضحك بخفة، وبنبرة بيها سخرية بسيطة، كال
:: يلا وصلنه، خيستي رجلي
نيران: ومنوو أطلب منككك تصير حنون
وتخلي راسي على رجلك؟
:: بسبب واحد كوا.. هيج أسوي
ما جنت متوقعة أن يضحك بعد كل الصمت اللي جان بيننا. حسيت بداخل كلبي نوع من التوتر، وما جنت أعرف إذا كنت راح أضحك معاه أو إذا جان لازم أسكت
نيران: شنو قصدگ
:: ماكو شي يلا ننزلة حيل تعبان
وخرت منه، فتحت باب السيارة ونزلت.
وكفت للحظة، باوعت على المكان، جانت عمارة كبيرة كدامي، جانت تشع بالهدوء نظرت له مرة ثانية.
نيران: شنو نسوي هنا؟"
سألت وأني مو مفتهمه شنو جاي يصير
كالها بهدوء،
:: أكيـد راح نخلص الأسبوع هنا، لأن عندي شغل."
نظرت له باستفهام، وكأني ما فاهمة شنو يشتغل
باوعتله وكلت
نيران: ليش؟ شنو تشتغل إنت؟
سألته، الفضول جان ينهش بيه وما كدرت أبقى
ساكته
ضحك بخفة، ونبرة صوته جانت مليانة استهزاء،
وكال
::اخخ، شكد فضولية. يلا، امشي، ندخل."
ما كان عندي خيار، حسيت أنه هو ما راح يجاوبني إذا ما مشيت، فاخذت نفس عميق وسرت وراه، داخلين للمجهول.
دخلنا العمارة وصعدنا للطابق الثاني.
فتح باب الشقة، دخلت، جانت حيل حلوة،
ما كنت أتوقع أن المكان يكون بهالروعة
. حسيت نفسي مغمورة بجو مريح، وكل شيء منظم.
دخلت، بدأت أكتشف المكان. جانت الشقة تحتوي على غرفتين، وصالة واسعة، ومطبخ مرتب، كل زاوية جانت تمشي بترتيب دقيق ومريح.
نظرت له بسرعة، كأنما أسأل إذا جان المكان مناسب أو لا، بس هو كان مشغول بمراقبة كل شيء حوالينا.
رحت كعدت على الكرويته، ومديت رجلي.
حسيت بألم قوي من ورا رجولي، جان الألم مستمر بسبب الكعده الطويل بالسيارة، وكل حركة جانت تألمني أكثر. حاولت أرتاح
رفعت راسي وباوعت حوالي، المكان هاديء جدًا، بس بداخلي جانت الأفكار تضطرب، كل شيء جان يبدو مختلف، ومع ذلك جان جزء مني غير مرتاح.
تنهد وكال:
:: آسف، من وراي صارت توجعج رجليج
حسيت بشوية تأنيب ضمير من كلامه، رغم إن ما جان هو السبب بشكل مباشر. لكنه أكمل بهدوء:
:: دخلي لهاي الغرفة ورتاحي، بين ماروح جيب أكل
لمحت له نظرة شكر سريعة، بعدبين قررت
أخيرًا أدخل الغرفة. جنت محتاجه للراحة
بعد كل اللي مرينا بيه. دخلت، وأغلقت الباب
وسمحت لنفسي أخيرًا أن أريح عقلي وجسمي.
جان بيها سرير كبير، وجان المكان هاديء،
بس بعد ما دخلت، حسيت بشي غريب،
نظرت حوالي وبعدين كلبت عيوني.
نيران: أكيد راح نام هنا، اثنينه الجلب
حسباله راح خلي يسوي كلشي براحته
همستها، صوتي كأنه راح مع الهواء.
رحت كعدت على الجرباية، حاولت أريح
جسمي، بس التفكير ما وكف. بين اللحظات
الساكنة، جان شيء يدور براسي، بس ما
جنت كادرة على تنظيمه.
ما مرت شوي، وجاء هوه جاب الأكل.
كعدنا، وصار بينا صمت هادي، بس جان
الأكل طيب
كملت أكل، وكملت غسلت، ورحت تمددت على
الجرباية على بطني.
جنت محتاجة هالراحة بعد يوم طويل، لكن
فجأة فزيت لما حسيت بشي فوكي
الأكبر قريب جسمه جان حيل ثكيل
على ظهري، ما كدرت أتحمل.
حاولت دفعه عني، بس جسمه جان
يضغط عليّ بطريقة ما جنت كادرة أتحملها.
نيران: وخررر، الله ياخذك! موتتني شثكلك؟!
گلتها بحده، محاولاتي ما جانت كافية. جنت مستفزة، بس بنفس الوقت، جان كلبي يدك بسرعة.
ضحك هوه، وكلب نفسه على الجرباية.
جان يضحك ببرود، ما جان يهتم بشي،
وكأن كل اللي صار ما يعنيه. وبعدها كال بكل هدوء:
:: شبيج؟ نكبة؟
نيران: وجعع ضهرييي نكسر من وراككك
:: بعدني ممسوي شي لا ينكسر
كلامه جان بي شيء من السخرية، حسيت بشوية استهزاء، بس بنفس الوقت، ما جان عندي طاقة أجاوبه. جنت بس أريد أريح جسمي وأبعد عن كل هالضغوط.
خليت إيدي على كلبي وأخذت نفس عميق.
أحاول أهدأ، بس كل شيء جان يعكر صفو راحتي.
نيران: مداك، موتتني! شبيككككك؟
جنت مشتاقة للهدوء، بس هو جان دائمًا يخلق الفوضى بأفعاله وكلامه.
"شرلي، ان سكتي." قالها وهو يضحك شوية.
:: أريد أنام وراي طلعة. كافي تحجين
جنت متضايقة من كلامه بس بنفس الوقت جنت بحاجة للراحة. حاولت أغمض عيوني وأبعد عن كل شيء حولي، بس كان الصمت ثكيل، والكلمات ما توكفت برأسي.
نام على بطنه، وهو مبتسم، وكال
:: ماتجين تنوميني على صدرج؟"
جان يقصد بكلامه شيء مريح له، بس بالنسبة لي جان استفزاز. ما جنت أعرف شلون أتعامل مع هالكلام، بس حاولت أظل ساكتة، ما أرد عليه. بداخلي جنت أريد كل شيء يصير هاديء، بس أكدر أريح نفسي وأحط كل شيء على جنب.
ضربته على ضهره بقوة، وكلت:
نيران: انجب!
:: أخخ، مو أيد عندج حديد
كالها وأني أحاول ماأضحك، بس الألم جان ظاهر على وجهه. ما جنت أتحمل كلماته أكثر من هيج فكان رد فعلي تلقائي، وكأني أحتاج أفرغ شوية من العصبية اللي جواي.
تركته وطلعت من الغرفة، كعدت بالصالة.
جنت أنتظر شوي علمود ينام، بعدين رجعت للغرفة
أمشي على كيفي، وجان واضح إنه نام،
ما جان اكو صوت منه.
رحت ركضت لباب الشقة، حاولت أفتح الباب
، لكن جان مسدود.
تنهدت، حسيت بشوية إحباط ورجعت
كعدت على الكرويته محاولا أريح عقلي
من كل شي. الجو جان هاديء، بس داخلي
جان مشوش بالأفكار والضغوط.
بقيت كاعدة بالشقة، أحس بالضوجة
والملل، وهو نايم.مرت ساعة وصار الوقت
5 العصر، وهو بعده نايم.
أخذت كلاص ماي من المطبخ ورحت له، وأني
مبتسمة ابتسامة شريرة
جان شامر الغطة، وجان نايم على بطنه
وصدره عاري.
همست بيني وبين نفسي:
نيران: شنو هاذه؟ من صدر حتى كبر من مالتي
للحظا حسيت نفسي تسوفلت رفعت أيدي
وضربت نفسي راشدي بكل قوة عضيت
شفتي من قوتة باوعتله بعده نايم
صعدت فوك الجرباية، وكفت،
أخذت نفس عميق، وحسيت لحظة من
الفرحه بالفكرة اللي جانت تدور
بالي. وبلمح البصر، كبيت الماي كله على ضهره.
توقعت رد فعله، بس بنفس الوقت جنت
مستمتعة بالمفاجأة، حسيت بشوية تحرر من
كل شيء، كأني أرمي علي كل الضغط اللي
جنت أحمله.
كبيت الماي كله عليه، وجان عادي عنده.
سمعت صوت ضحكته، وبعدها جيت دفره،
بس هو جان أسرع، لزمني من رجلي وكعني فوكه.
حاولت أتحرر بس ما كدرت، هو جان
أقوى مني. ضحك وكال
:: شگد فقيرة أنت حتى خباثتج على أكدج
أبتسمت نص خد وكلت
نيران: حلو هيج تشوفني مو
:: ماشوفج بعيوني غير ملاگ نكبه
دفعته بقوة، وكمت.
جنت عازمة على إنهاء الموقف، وحاولت أظل هادئة.
واني نافخ لأن ما عصبت، حاولت أتماسك وأتجنب الانفجار. رغم كل اللي صار، ما جنت أريد أن أظهر بمظهر الغاضب، بل جنت أفضل أن أم
گام هو وهو يضحك، وكأنه مستمتع بالموقف أكثر مني.
فجأة، سحبني من خصري، حسيت بجسمي ينجذب غصب، قبل ما أستوعب، صار ضهري على صدره.
قرب راسه ببطء، وحسيت بأنفاسه الحارة تلامس بشرتي، وبعدها باس ركبتي.
تجمدت مكاني، ما عرفت شلون أتصرف، قلبي دگ بسرعة، والموقف كله جان غير متوقع.
أخذ نفس وكال:
:: رايح، عندي شغل بس ما أتأخر، لا تخافين
جان صوته هادي، كأنه يريد يطمنّي، بس
أني ما جاوبته. ظلّيت ساكتة، أحاول أفهم
شعوري بعد اللي صار.
وكف، أخذ مفاتيحه، والتفت لي نظرة
سريعة قبل ما يطلع. بقيت بمكاني، أحاول
أرتّب أفكاري، وما أعرف ليش جان كلبي
يدگ بسرعة حتى بعد ما طلع.
بالحظة، نزلت دموعي، بدون أي تحكم، كأنها
جانت محبوسة من زمان وقررت تنزل هسه.
خليت إيدي على ركبتي، وخرمشتها ب
قوة، الألم الجسدي جان أسهل من الألم اللي جواتي.
عطّيت بصوت عالي، وما كدرت أتحكم بعد،
كعدت على الأرض وأبچي.
نيران: من شوكتتت أنييي هيججج؟! بعد
كلل الي سواه، بكل سهولة خلي هيج
يسوي وياي؟!"
جنت متألمة، مو بس من اللي صار، بس
من شلون نفسي وصلت لهالنقطة، شلون
صرت شخص يسمح له يعبر حدوده بهالشكل.
صرت ألملخ بشعري وأخرمش بوجهي،
الألم اللي جواتي ما كدرت أتحمله بعد،
كأنه لازم أطلّعه بأي طريقة.
كل شي صار كدامي مثل فلم، تهديداته، جبره إلي، زواجي منه، كل لحظة إجبار وكل مرة حسّيت بيها بالقهر.
عطّيت بصوت عالي، وبحقد تفجّر جواتي، صرخت:
نيران: والله، وداعت جيلان، عندي لك ندمك على كلشي صار بيّه وبيها! والله، ما راح أخليك تشوف الراحة بحياتك
جانت كلماتي نار طالعة من كلبي، وعد
مو بس لنفسي، بل لكل شي انكسر جواتي.
مسحت دموعي بقوة، ودخلت الحمام.
رفعت راسي وباوعت على نفسي بالمراية، جان أكو جرح طويل بخدي، من ورا أظافيري.
تنهدت، باوعت على ركبتي، جانت حمرة، كل
جسمي كان يعكس الألم اللي جواتي.
ابتسمت باستهزاء، وهمست لنفسي:
نيران: راح أخليك توصل لحالة مستحيل تكون واصل إلها من قبل
هاي اللحظة نقطة تحول، الألم ما عاد ضعف، صار سلاح، وصرت أعرف بالضبط شنو لازم أسوي.
رحت كعدت بالصالة، أحس روحي طالعة.
التعب، الألم، والقهر كانوا يضغطون عليّ، لكن وسط كل هالفوضى، جان عندي فكرة وحدة تدور ببالي:
شلون أعرف مكان جيلان؟
كل اللي صار، كل اللي تحملته، ما جان يهم كد ما يهمني أعرف وينها. لازم ألاگيهة، لازم أطلعها من اللي هي بيه، بس المشكلة ما عندي أي خيط أبدأ منه.
عضّيت على شفايفي، أفكر بسرعة، شنو عندي؟ شنو الشي اللي ممكن يدلني عليها؟ هو الوحيد اللي يعرف، بس شلون أطلعها منه؟
مر وقت طويل وأني متمددة على
الكرويته، عيوني معلكة بالسكف،
وأفكاري تتشابك بدون أي حل واضح.
كل الطرق اللي فكرت بيها حسيتها
مسدودة، بس بنفس الوقت، ما جان
عندي خيار إلا ألاگي حل.
"لازم أعرف مكانها، بأي طريقة."
تنهدت، كلبي يدگ بسرعة وأني أحاول أربط الأحداث ببعضها، يمكن أكو شي نسيته، شي ممكن يدلني على مكانها.
بقيت كاعدة بالصالة، أفكر، أحس الوقت يمشي بطيء، وكل فكرة تجيب وراها ألف فكرة.
كلبي جان يعصرني، شلون أوصل لجيلان؟
شلون أعرف مكانها؟ شلون أكدر أطلع
نفسي من هالوضع؟
وفجـــأة نفتح الباب
دخل لأكبر جان شايل وياه جنطة جبيرة، ملامحه جانت هادئة بس بيها شي غريب.
سد الباب، مشى بهدوء، كعد وخلى الجنطة على الطاولة.
رفع عيونه لي، وتأملني للحظة، بعدين كال:
:: ليش ساكته؟ شعجب؟"
باوعتله، شعرت بعدم ارتياح، وكلت بحده:
نيران: شنو هاي؟
سكت للحظة، ابتسم نص ابتسامة وكال:
:: وليش مهتمة
نيران: أنجب وكول شنو هاي؟
بس هو ما رد، كمل وما كال شي،
وراح للغرفة بهدوء.حاولت أفتح القفل
مال الجنطه بس مكدرت
تنهدت، وجنت أحس بنفسي مغمورة بشعور ثكيل، كأن كل شي بيه مغلق، والطرق كلها مسدودة. حسيت ودي أكوم وأموته من كثر الإحباط والضغط.
شوي وطلع، جان لابس بجامة، ويمشي
بكل هدوء وكأن ما صار شي.
أخذ الجهاز، وشغل الاتصال، وضحك قليلاً قبل ما يتصال بشخص وكال
:: جيب أكل وياك
أجه تمدد على الكروية، وأخذ الريموت بيده، وكأنه
شي، وضغط على الأزرار وفتح التلفزيون.
جان كاعد بهدوء، ما جان يعبرني أبداً، ولا
حتى يباوع عليّ. كل شيء جان طبيعي
بالنسبة له، كأنه ما صار بينا شيء، وأني
كاعدة وأحس بشي من القهر يتجمع جواتي.
تركته ودخلت للغرفة، سديت الباب
طكطكت بأيديني، حاسة بشي ثكيل بصدري،
كأن ماجنت أكدر أتحمل كل ما صار.
فكرّت شنو أسوي؟ كل شيء صار
رحت تمددت على الجرباية، غطيت نفسي،
وأني أحس بتأنيب ضمير ما ينتهي. فكرّت
بكل شيء صار مع جيلان، وحسّيت وكأني
أني السبب
"لو ما جان هو، ما جانت هاي الأمور تصير..." فكرت بيني وبين نفسي، وأني مشوشة، حايرة، ما أعرف شلون أوكف هالشعور.
غمضت عيوني، حاولت أنسى كل اللي صار، وأخلي نفسي تنام وتبتعد عن كل هالأفكار.
رحت بالنوم، يمكن بس حتى أرتاح، أو أهرب
من الواقع شوي. بس حتى وأني نايمة،
جنت أحس بالألم والندم يلاحكني.
كعدت ورا فترة طويلة، حسيت الوقت
مرّ ببطء، وباوعت على الساعة، كانت 10 بالليل.
الغرفة جانت حيل باردة، والجو ساكت، ولا الأكبر
مجان موجود طلعت من الغرفه
جان كاعد بصاله وكدامه الجنطه مفتوحه
وبيها فلوس
فتحت عيوني على كميت الفلوس اللي بيها، وكأني صدمت شوي. شلون شنو هاي الكميه من الفلوس
رفع راسه باوع لي وابتسم. خزرته، وأني متحيرة
وكلت:
نيران: شنو هاي؟ فلوس منو؟ بايكهن أنت
ضحك وكال:
"تعاي، كعدي بحضني، وكلج منو."
غمضت عيوني رحت كعدت على الكروية،
وصرت مقابيله.ابتسم، اني أفكر في كل شيء.
هو كال:
:: شنو تردين تكولين
نيران: هاي الفلوس منين؟
:: مالتي لمنو يعني؟"
نيران: شنو تشتغل حتى عندك هيج فلوس؟
أكيد مو مال حلال."
ضحك وكال:
:: عندي ملهى
نيران: أها...
:: وجعا عقلج شبي، وخري عينج على
الفلوس، لافكسهن
نيران: مداك بحال فلوسك، أني إييع
ضحك وهو يراقبني بحركة غريبة، جنت
متوترة من كل شيء، بس جنت أريد أفهم
أكتر. شنو كاعد يصير هنا؟
كام من مكانه، وأجه باتجاهي بسرعة. حاولت أهرب
بس لزمني، وثبتني بمكاني، لزمني من كتافي
وراحت عينه على ركبتي وخدي، حسيت بارتجاف داخلي، ما جنت أعرف شنو يفكر، بس جان واضح من نظراته
:: شنو هاذه نيران شبيج
رفع يده شوي، وكأنه بيحاول يلمس خدي برقة، بس
أني خفت وتحركت شوي للوراء.
نيران: وخرر، مالك علاقة بيه شعليككك
:: هاي انتي جاي تذين نفسج
نيران: لا، طبعاً شايفني كدامك مخبلا مثلأ
جان كلامه جارح، وأني ما جنت كادرة أتحمل كل شيء. جيت تركه لزم أيدي، وكال
:: عندي مفاجئة لج نكبه
أسلته بفضول
نيران: شنو هي
ضحك بخفة، وكال
:: انتظري
باس خدي بمكان الجرح، بعدين أجه يبوس
ركبتي. دفعته عني، وجنت أمسح بخدي،
مشاعري متشابكة.
هو راح جمع الفلوس، وسد الجنطة، بعدين
أخذ الجهاز وبدأ يخابر شخص
شوي وندك الباب, هو راح وفتح الباب
، ودخل شخص ما جنت أتخيل أبدًا أني أشوفه...
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( سر بين السطور) اسم الرواية