Ads by Google X

رواية عشقت مسلمة الفصل الرابع عشر 14 - بقلم ندى المطر

الصفحة الرئيسية
الحجم

  

رواية عشقت مسلمة الفصل الرابع عشر 14 - بقلم ندى المطر

عشقتُ مسلمة { بقلم / ندى المطر }
                                        
                                              
في فرنسا 



دخل مارتن ومعه ندى إلى الحفل الذي نظمه ستيفن في فيلته الفاخرة في باريس. كانت الإضاءة باهرة، والموسيقى تعزف بشكل ساحر يملأ الأجواء. الجميع كان يتحدث ويضحك، لكن بمجرد دخول ندى، تغيرت النظرات. كان فستانها الأسود الطويل بسيطًا لكنه شديد الأناقة، مع لفّتها البسيطة التي أظهرت شخصيتها القوية والجذابة. كل الأنظار توجهت إليها، مما جعل مارتن يشعر بالغيرة والغضب المتصاعد.



ستيفن، بابتسامة واسعة وهو يقترب من مارتن: أوه، مارتن! أعتقد أنك جلبتَ نجمة هذا الحفل معك. من هذه السيدة الجميلة؟



مارتن، بنبرة حادة مخفية بالتهذيب: إنها زوجتي.



نظر ستيفن إلى ندى بدهشة، ثم ابتسم بخبث وقال: زوجتك؟ لم أكن أعلم أنك استقريت في حياتك يا مارتن. يبدو أنك محظوظ للغاية.



مارتن، بنبرة مليئة بالغيرة: وأنا لا أسمح لأي شخص أن ينظر إليها بأكثر من مجرد احترام.



ندى لاحظت الغيرة الواضحة في نبرة مارتن، لكنها لم تقل شيئًا. كانت تعلم أن الحفل فرصة لها لتفهم ديناميكية حياة مارتن وعلاقاته مع هؤلاء الأشخاص الذين ينتمون لعالم مليء بالمؤامرات.



لكن فجأة، رن هاتف مارتن. نظر إلى الشاشة، كانت مكالمة عاجلة من القصر.



مارتن، وهو يجيب بقلق: نعم؟



جاءه صوت متوتر من أحد رجاله: سيدي... الأمر خطير. السيد بيتر... لقد قُتل.



تجمد مارتن في مكانه، ووجهه تحول إلى مزيج من الغضب والصدمة. أغلق الهاتف بسرعة، ثم نظر إلى ستيفن: يجب أن أرحل فورًا.



ثم التفت إلى ندى وقال لها بحدة: استعدي. نحن نغادر الآن.



ندى شعرت بحدة التوتر في صوته، ولم تسأل. غادرا الحفل بسرعة، وركبا السيارة عائدين إلى المطار.





________________________Nada




في القصر



 كانت الأمور خارجة عن السيطرة. جاي، الذي كان يخطط لقتل نيكولاس، استغل غياب مارتن عن القصر لتنفيذ خطته. تسلل بصمت إلى المكان حيث كان نيكولاس وحده، ولكن قبل أن يتمكن من إطلاق النار عليه، تدخل بيتر فجأة ووقف أمام نيكولاس.



بيتر، وهو يصرخ: توقف يا جاي! لا يمكنك فعل هذا!



لكن جاي، الذي كان غاضبًا ومصممًا، أطلق النار. الرصاصة أصابت بيتر في صدره، وسقط على الأرض غارقًا في دمائه.



نيكولاس، الذي كان مصدومًا تمامًا، انحنى بجانب بيتر محاولًا إيقاف النزيف.



بيتر، بصوت ضعيف: نيكولاس... مهما حدث... تذكر أنك أخي الصغير. أنا فعلت كل شيء لحمايتك. لا تدع أحدًا يفرق بيننا... كن قويًا.

              
ثم أغمض بيتر عينيه وفارق الحياة.



صوت الرصاصة أيقظ الجميع في القصر ديلان، ميا، سليفيا، ومشيرا اجتمعوا بسرعة في مكان الحادث وصرخات نيكولاس كانت تملأ المكان.



نيكولاس، وهو يمسك جسد بيتر البارد: لااا! لا تتركني !



الحراس دخلوا بسرعة، لكن جاي كان قد هرب بالفعل. الفوضى عمت القصر، والدماء كانت تملأ المكان.




__________________________Nada 



هرب جاي مباشرة إلى منزل والده ايليوت دخل مسرعًا وهو يلهث وجهه مليء بالخوف والندم



جاي بصوت متوتر: أبي.... أنا لم أقصد الأمور خرجت عن السيطرة. لقد قتلت بيتر... كنت أريد قتل نيكولاس لكنه تدخل.



ايليوت نظر إليه بصدمة، ثم صرخ: هل جننت يا ولد؟ بيتر؟ مارتن لن يتركك حيًا بعد ما فعلته لقد جلبت الدمار علينا جميعًا!



جاي بحزن: أعرف... لكن لم أكن أستطيع التراجع. الآن أنا هارب، ولا أعرف ماذا أفعل.



ايليوت أمسك برأسه، وهو يفكر في الكارثة التي سببها ابنه... 




__________________________Nada 



عاد مارتن إلى القصر بأقصى سرعة دخل القاعة الرئيسية، ليجد بيتر ممددًا على الأرض، ونيكولاس جالسًا بجانبه، يمسك يده ووجهه مليء بالدموع والصدمة.



مارتن وهو ينظر إلى الجثة والدماء التي تغطي المكان: ما الذي حدث هنا؟!



لكن نيكولاس لم يستطع الإجابة، كان مذهولاً.



مارتن، بغضب متفجر: نيكولاس أخبرني الآن من فعل هذا!



نیکولاس بصوت مكسور: جاي... جاي هو من أطلق النار



غضب مارتن تصاعد إلى حد لا يوصف. أمسك بكتفي نيكولاس وقال: أنت السبب في هذا! لو كنت أقوى ولم تترك نفسك هدفًا، لما حدث هذا! جاي سيقتل ان لم تقتل جاي، فأنا من سيقتلك لتلحق ببيتر !



نيكولاس لم يرد. كان يشعر بالذنب، لكنه لم يستطع الحراك.




__________________________Nada 



عندما وصل سايمون إلى القصر وأبلغه الحراس بما حدث دخل مسرعًا ليواجه مارتن.. 



سايمون، بغضب: هذا ما كنت تخطط له، أليس كذلك؟ جلبت ابني إلى هذه اللعبة القذرة، والآن فقدت ابني الآخر بسببك! 



مارتن بغضب مماثل: لا تلمني على ما حدث جاي هو من أطلق النار، هو المسؤول عن كل شيء! 



سايمون: أنت من جلبتنا جميعًا إلى هذا الطريق! أنت السبب في موت بيتر! والآن تريد الانتقام من جاي؟ هل ستقتل كل من حولك ؟



مارتن لم يستطع الرد. رغم غضبه شعر للحظة بالذنب تجاه ما قاله سايمون.



 القصر مليء بالتوتر، والدماء لم تجف بعد. مارتن الآن أمام خيارين الانتقام أو مواجهة حقيقة أن أفعاله هي التي جلبت هذه المأساة. 




        
          
                
وسط أجواء القصر المليئة بالفوضى والغضب، ظهرت میلان فجأة في المدخل، ترتدي ملابس سوداء، وتبدو ملامحها حزينة تقدمت بخطوات واثقة تجاه القاعة حيث كان مارتن جالسًا مُحاطًا برجاله.



میلان بصوت خافت ولكنه مليء بالتصنع "جئت لتقديم واجب العزاء، مارتن فقدان بيتر خسارة كبيرة لنا جميعًا.



رفع مارتن عينيه إليها نظراته مليئة بالاشمئزاز والغضب. نهض من مكانه واقترب منها بخطوات ثقيلة.



مارتن بصوت بارد لكنه قاطع: عزاء؟ أي عزاء تتحدثين عنه ؟ العزاء سيكون عندما أقتل جاي، وأضع جثته أمام الجميع ليعرفوا مصير من يعبث معي ليس الآن، ولا هنا.



میلان تحاول التظاهر بالهدوء: مارتن، أنا فقط أحاول ان... 



قاطعها بصوت صارخ: اخرجي من هنا وجودك يزيد الأمور سوءًا. لا أريد رؤيتك في هذا القصر مرة أخرى.



ارتبکت میلان للحظة لكنها انسحبت بصمت، تدرك أن الغضب الذي يسيطر على مارتن الآن لا يسمح بأي مناقشة.




__________________________Nada 



في تلك الليلة توجه مارتن مباشرة إلى منزل إيليوت. كان يعلم أن هذا هو المكان الوحيد الذي قد يجد فيه جای طرق الباب بقوة وصبره على وشك النفاد.



فتح إيليوت الباب، محاولا التظاهر بالهدوء.



مارتن بغضب مكبوت: أنا أعلم أنه هنا جاي أتى إليك. واعترف لك بما فعل قتل بيتر. 



إيليوت بنبرة حذرة: وإذا كان هنا؟ ماذا ستفعل يا مارتن ؟



مارتن بغضب تفجيري: سأقتله. كما قتله بدم بارد. سأجعل جثته أمامك قريبًا استعد، إيليوت. جاي ابنك أليس كذلك؟ فلتودعه.



استدار مارتن بغضب مغادرًا المكان، لكنه لم يلاحظ الظل الذي ظهر خلف إيليوت بمجرد مغادرته.



خرج جاي من الغرفة المجاورة، وذهب تجاه والده.. 



جاي بصوت يغلبه الاستغراب: "لقد قتلته! أبي... أنا لا أعلم من بيتر هذا حتى أقتله! ومن ذاك الرجل؟



إيليوت، وهو يهز رأسه: لا، لم تقتل أحدًا.



جاي بدهشة: "ماذا؟ ماذا تقول؟ ألم تسمع الرجل ماذا قال!  ومن أين له أن يعرفني؟ 



إيليوت: من قتل بيتر لم يكن أنت بل فرانك.



جاي بصوت مرتجف: "فرانك؟ أخي التوأم ؟ لكن..... كيف ؟"



إيليوت بنبرة ثقيلة: "نعم، فرانك كان هناك هو من فعلها كنت مجرد وسيلة في مخططه القذر، واستخدم هويتك لانه يعلم أن مارتن سيكشفه، ولكنه الآن خارج السيطرة تماما. 



كانت كلمات إيليوت كالصاعقة على جاي، الذي جلس على الأرض، غير قادر على استيعاب الحقيقة، وأن توأمه وضع في مأزق مع شخص لا يعلم من يكون حتى! 




_________________________Nada 



بعد مغادرة إيليوت، عاد مارتن إلى القصر، وعقله يشتعل بالغضب والارتباك كان بحاجة إلى لحظة هدوء شخص يخفف من حمل الأفكار التي تطارده. لم يجد أمامه سوى ندى.



توجه إلى جناحها، وطرق الباب بخفة. لم يسمع ردًا، لكنه فتح الباب ودخل.



كانت ندى واقفة بجوار النافذة مرتدية بيجامة صيفية كانت هذه مرته الأولى التي يراها فيها بهذه الهيئة بدون حجابها بسيطة، وشعرها مسدل بحرية على كتفيها. كانت بدون ملابسها المحتشمة المعتادة للحظة، تجمد مكانه، غير معتاد على رؤيتها بهذا الشكل.



استدارت ندى ببطء نحوه، وملامح وجهها مليئة بالرهبة والتوتر عادت لتعطيه ظهرها، محاولة تجنب نظراته.



مارتن بنبرة أهدا من أي وقت مضى: أنا لم أت للشجار، ندى جئت لأجد مكانًا أسكن فيه أفكاري. 



كان صوته مختلفا هذه المرة، خاليًا من الغضب أو السيطرة التي اعتادت عليها شعرت للحظة أنه إنسان حقيقي شخص محطم يبحث عن مخرج.



ندى بصوت خافت: لماذا أتيت إليّ؟ أنا لا أفهمك. مارتن. 



اقترب منها ببطء، لكنه لم يحاول لمسها. وقف بجانب النافذة، ينظر إلى الظلام في الخارج.



مارتن: لأنك الشخص الوحيد هنا الذي لا أحتاج معه لأبرر أفعالي أنت تفهمين ما لا أقوله.



للحظة، كان الصمت سيد المكان، لكن الصمت لم يكن مريحًا، بل كان مليئًا بالكلمات غير المنطوقة. شعرت ندى أن هذا الرجل، رغم قوته وجبروته، كان مكسورًا
من الداخل.



ندى، وهي تنظر بعيدًا: إذا كنت تبحث عن السلام، فلن تجده هنا. كل ما في هذا القصر هو الحزن والفوضى. 



مارتن بابتسامة باهتة: ربما لكن وجودك هنا يجعل الأمر أقل سوءًا.



كان حديثهما هذه الليلة مختلفًا للمرة الأولى، لم يكن هناك صراع أو أوامر. كانت لحظة هادئة، مليئة بالضعف الذي لم يعترف به أي منهما بصوت عال.



___Nada_____Almater_____


 

google-playkhamsatmostaqltradent