Ads by Google X

رواية ابواب الفصل الرابع عشر 14 - بقلم هنا عادل

الصفحة الرئيسية
الحجم

  

رواية ابواب الفصل الرابع عشر 14 - بقلم هنا عادل

زين كان بكامل وعيه وقت وصوله للمملكة، واللى شافه فيها كان على قد ما هو غريب، على قد ما كان ممتع جدا بالنسبة لزين، اللى كان بيتفرج على المكان وكأنه فى رحلة سياحية ومش فى مكان احتمال تحصل فيه كارثة، الاجواء الخيالية، الكائنات اللى اجزاء من اجسامها بشرية واجزاء تانية غريبة ومش مفهوم هي عبارة عن ايه؟ مناظر مرعبة ومخيفة لكائنات تدل على انها فعلا شياطين مش مجرد جان، جدران عالية جدا وكأن حدودها للسما، ناااار من تحت الارض فى مناطق معينة من المملكة وكأنها بتدل على جحيم مالهوش نهاية، زخارف ونقوش غريبة مصادفش زين وشافها حتى مع كل اللى حصل فى حياته الفترة اللى فاتت، قالها فى نفسه:
– الواقع غير الخيال بالمرة، ايه اللي انا شايفه ده؟
هنا جه صوت رنان وقال لزين:
– انت مين؟ وازاي جيت هنا؟ وجاي هنا ليه؟
التفت زين وراه بقلق وقال:
– أأأأ…ان…انـــ..ان…
رد عليه صاحب الصوت وقال:
– مين؟
زين بتوتر وقلق رد وقال:
– قااا..ززز…اسم…
رد تاني صاحب الصوت وقال:
– الجملة الجاية لو معرفتش فيها نفسك، اعتبر نفسك فى عداد المجحومين.
مفهمش زين الكلمة، لكن حس انها تهديد، ولأن ظهور الامراء بوضوح فى المملكة سهل يتكشف، كان لازم يسيبوا زين يتصرف بنفسه لوقت معين، وعلشان كده بعد تردد فكر زين واقتنع بأن لو كان بأمكان الامراء الظهور فى المملكة فى اللحظة دي اكيد كانوا ساعدوه، وعلشان كده شغل دماغه ورد بهدوء وقال:
– انا زين، اسمي زين.
هنا اتجسد صاحب الصوت اللى مكانش له اثر، وابتديت تتهيأ قدام عيون زين جنية، صاحب الصوت طلع فى النهاية مش جني، طلعت جنية، لكن شكلها وظهورها الملائكي حسس زين برهبة وحس بهيبة طاغية، ردت وقالت برزانة:
– زين؟! ايه الاسم ده؟ انت بشري؟ ايه اللى جابك مملكتي؟
زين:
– جاي ارجع حاجة موجودة عندكم من سنين.
ردت وقال:

– وصلت هنا ازاي؟ وازاي تجرؤ وتفكر تيجي تسترد حاجة موجودة فى مملكة الجان الاسود؟
زين:
– كان لازم اجي، ليا امانة فى عالمكم، جت هنا غصب عنها، ولازم ترجع للعالم بتاعها، سواء كانت عايشة او حتى ميتة.
هنا ركزت وقالت بجدية:
– شهيرة؟ انت جاي لشهيرة؟
زين:
– ايوة، شهيرة، هي دي اللى جابتني هنا.
ردت وقالت وهي بتعرف عن نفسها:
– انا جمّار، زوجة الملك شقر، ملك مملكة الجان الاسود، ومين انت علشان تيجي تدور على انسية سجينة فى عالمنا؟ تهمك فى ايه شهيرة علشان تدور عليها؟
رد زين وهو بيحاول يستخدم ذكائه:
– تحياتي لجلالتك سموك، اتشرفت بأني اكون واقف قدامك، رغم اني متخيلتش للحظة وجودى فى العالم بتاعكم، الا اني فى اللحظة دي حاسس اني اسعد انسان فى الدنيا لاني واقف قدام جلالتك.
ابتسمت جمّار وهي بتقول:
– جاوبني يا انسي، خليك عارف اني بفهم كويس فى الاعيب الانس.
رد زين بأبتسامة جميلة وقال:
– انا فى مملكتك، وعارف قدراتكم كويس جدا، يعني صعب ييجي فى بالي اني اقدر اخدع سموك، انا بس متخيلتش ابدا ان عالم الجان فيه حوريات حقيقي زي اللى بقرأ عنهم فى الكتب.
ابتسمت جمّار وقالت:
– ايه اللى خلاك تيجي تدور على شهيرة؟ ازاي مخوفتش؟ وازاي قدرت توصل هنا؟ صعب انسي يقدر يوصل للعالم بتاعنا ببساطة، اكيد فيه معاون ليك….

زين بسلاسة:
– اكيد فيه، اللى كان سبب فى وصولها لهنا…هو نفسه اللى جابني علشان اقدر استردها.
غضبت جمّار وده ظهر فى عنيها وهي بتقول:
– غادر، ساحر فاشل، لوهلة اتوهم انه يقدر يضحك على شقر، ميعرفش كان بيلعب مع مين؟ بس هو اللى اعرفه ان غادر مات، شقر قتله.
زين:
– شهيرة اتأذيت واتظلمت، وعلشان كده روحه مستقرتش بسبب عدم استقرار روح شهيرة بسببه، وعلشان كده كان لازم يوصل لهنا، ويوصلني معاه.
ردت جمّار:
– وجوده هنا معناه نهايته.
زين:
– بالنسبة ليا مش مهم، المهم ارجع بشهيرة.
جمّار:
– لكن شقر هيرفض.
زين:
– ليه؟
جمّار:
– علشان رفضته.
زين:
– هي مكانتش تعرفه، ولا كانت عايزة تيجي هنا، ولا كانت تعرف بخطة غادر ولا نيته فى تقديمها لسمو الملك شقر.
جمّار:

– بس جت، وقابلته، وكان لازم تقبل، بأرادتها.
زين:
– هي فين؟ وازاي اقدر ارجع بيها للعالم بتاعي.
جمّار ضحكت ضحكة رنانة وعالية وهي بتقول:
– انت بتفكر انك ترجع للعالم بتاعك؟ فاهم ان بعد وصولك هنا سهل انك ترجع؟ فاكر ان شقر هيسمح لغادر يفارق المملكة بالبساطة دي؟ ولو غادر حياته انتهت هنا…مش هيكون لك سبيل للرجوع.
زين:
– فين شهيرة؟
جمّار:
– فى لهيب الحمم.
زين برق:
– يعني ايه؟ وده فين؟ ساعديني ارجوكي، اكيد تقدري تساعديني.
جمّار:
– انا زوجة الملك شقر، وانا اكيد مش قابلة وجود انسية فى عالم زوجي، لكن مش هقبل اساعد انسي فى انه يتخطى جلالة شقر.
زين بذكاء:
– ارجوكي، شهيرة اتخدعت، اتظلمت، اتأذيت وحياة اهلها اتدمرت بسبب وجودها هنا، محدش صدق ان الجن خطفها، سيرتها وسيرة اهلها كانت على كل لسان، كتير قالوا هربت والكلام اتصدق، ارجوكي ساعديني اصلح اللى حصل، لو كانت جاية هنا برغبتها او بعلمها مكنتش دورت عليها، لكن هي مظلومة.
جمّار بتفكير:
– شقر مش هيقبل.

زين:
– اللى هيطلبه هنفذه، بس يسمح ان شهيرة ترجع معايا.
جمّار:
– هو فين غادر؟
زين:
– من لحظة وصولي للمملكة وانا مشوفتهوش.
جمّار وهي بتشاور على باب عملاق قالت:
– ادخل استنى فى المجلس، هرجعلك تاني.
وفعلا اضطر زين يسمع كلامها، هو مش عارف نتيجة اللى بيعمله، لكن فكرة انه يقف يتكلم مع ملكة جان فى عالم الجن وفى مملكتهم دي كانت حاجة محسساه بالقوة، مستغرب غياب الامراء السبعة عنه، لكن عارف ان اكيد هما قاصدين ده، الاغرب هو اختفاء غادر، مكانش عارف ايه السر ورا اختفائه ده؟ وازاي ممكن يكون سبب فى انقاذ شهيرة؟ شهيرة اللى زين ولا يعرفها ولا يعرف شكلها، ولا يعرف عنها حاجة، كل اللى عارفه انه فى رحلة لعالم الجان لتحرير انسية سجينة، غابت جمّار شوية وقت، لكن اتفاجئ زين بأن البوابة اتفتحت من تاني، واتحدف تحت رجليه بكل قوة غادر، مكانش عارف زين مين اللى حدفه بالشكل ده، لكن صرخة غادر واستغاثته ب زين وهو بيقول:
– انا طالب السماح، اتوسطولي يسامحني، انا عرفت غلطتي.
فى اللحظة دي قبل ما يرد زين، ظهر شقر، مكانش يعرف زين ان ده شقر، لكن التاج الملكي اللى محدش لابس زيه فى الكائنات اللى شافها زين تدل على ان ده الملك، الهيبة والخوف من ظهوره المفاجىء ده اللى محسش بيه زين مع كل اللى شافهم من ساعة وصوله اقنعه انه الملك، ضخامته الغريبة اللى كانت بطول البوابة اللى دخل منها زين اللى تقريبا واصلة لسقف القاعة…وتقريبا ارتفاعها يتخطي ال10 متر خلاه يقتنع برضو ان ده مش مجرد كائن عادي فى المملكة، وهنا اتكلم شقر بصوت غضبان وقال:
– ازاي تجرؤ ترجع تواجهني من تاني؟

كان غادر بيزحف على ضهره لتحت رجلين زين وهو بيرد بخوف:
– غصب عني، مُجبر، اجبرو….
حس زين ان اللى هيتقال من غادر ممكن يضيع الدنيا كلها، وعلشان كده لحقه زين واتكلم:
– كان لازم اجبره جلالتك، هو غلط غلطة عظيمة، فى حق جلالتك وفى حق انسية بريئة مالهاش اي ذنب فى لعبته، كان لازم هو اللى يتحاسب مش هي.
هنا ابتدا طول شقر ينكمش شوية علشان يقرب لمستوى طول زين، وبما ان ده حصل بشكل غريب كان مبرق زين وبيتفرج وكأنه فيلم خيال علمي شغال قدامه، اتكلم شقر وقال:
– انت الانسي اللى جاي ينقذ سجينة من العالم بتاعي؟
زين:
– انا الانسي اللى جيت اقدم لجلالتك شخص استهان بعظمتك وقوتك، وجاي استرد انسية مكانتش على ادنى علم بمواجهة جلالتك، لا جت بعلمها، ولا برغبتها، ولا هي كان لها رغبة فى انها تفارق العالم بتاعها.
ركز شقر مع كلام زين، سكت لحظات ورجع قال:
– وقبلت اللى جاي تقدمهولي، لكن مش قابل انك ترجع ومعاك سجينة ملعونة.
رد زين بمنتهى الذكاء:
– زي ما قدرت اوصل هنا بغادر، اقدر ارجع تاني للعالم بتاعي بغادر…وبشهيرة كمان، اعتقد اني عندي القدرات اللى تساعدني اعمل ده.
شقر جحظت عنيه من تهديد زين وقال:
– انت يا انسي يا جبان، بتهدد الملك شقر وفى مملكته؟
زين:
– لا اجرؤ يا مولاي، لكن انا وصلت هنا بمساعدة ابويا، وابويا فى عالمنا معاه الكتب اللى تساعده فى رجوعي، وتساعده فى انه يقدر يسخرج لخدمته، ولو قرأ طوطم تسخيرك بشكل صحيح واتنفذ الحضور…فى اللحظة دي هتكون انت سجين فى عالم البشر، وصدقني هينتقم منك انتقام بشع، ابويا عاش سنين طويلة بيتعلم السحر بس علشان يقدر يرجع شهيرة للعالم بتاعها…ها؟ قولت ايه؟ تقبل تضحيتي بغادر وقبوله على سبيل المقايضة برجوع شهيرة لعالم البشر؟

ساكت شقر وبيبص لزين بتركيز، دخلت فى اللحظة دي جمّار وقالت وهي بتتحرك ناحيتهم:
– اعتقد استمتاعك بتعذيب غادر اللى خدعك واستهان بقوتك…هيكون امتع بكتير من سجن انسية ضعيفة، تعذيب الاقوياء بيكون ممتع اكتر.
بصيت جمّار ناحية زين وقالت بأبتسامة خبيثة:
– واكيد مقصدش ان غادر الجبان ده هو القوي.
اتوتر من الجملة زين، لكن قال شقر:
– اعتقد تعذيبه بعد تهديدي هيمتعني فعلا.


 

google-playkhamsatmostaqltradent