رواية حب نووي الفصل الثالث عشر 13 - بقلم ايمان حمدان
....
بعد رحيل مريم وملك وتركها مع سيف الذي كان ينظر لها بشر، حاولت تهدأة نفسها فمن غير المعقول أن تخشى طفل صغير، جلست في تلك الغرفة التي جلس أمامها ويضع كتب أمامه وينظر لهم بتمعن، ورغم تهشدتها أن طفل بعمره لا يلعب بالألعاب بل يقرأ كتب لا تعلم حتى عماذا تتحدث، ولكنها لن تنكر أنه طفل ذكي، ولكنه يظل طفل ستعتني به حتى ينتهي عملها، غاب عقلها عن سيف وهي تفكر بمديحة وما سيحدث لها الأن وايضًا مريم فإن كانت ستعيش هنا ماذا سيفعلوا، خرجت من شرودها وهي تنظر إلى سيف الذي إختفى من أمامها دون أن تشعر، نهضت بجزع وهي تبحث عنه في الغرفة، غادرت الغرفة سريعًا محاولة عدم إصدار جلبة فتفشل في أول يوم عمل، تمتمت بغيظ :
-ابن** لازم يصعبها علينا، طبعًا مهو عشر بواكي، شكلهم هيبكوا عليا باكو باكو .
وقفت في منتصف غرفة الإستقبال، لا تعلم أين يختبئ، همست بطفوليه :
-سيف، أنت فين، مش هنخرج نلعب مع بعض .
ثم عادت للهمس بعبوس:
-دا شكل واحد هيلعب، اسمها تعالى نقتل بعض .
سمعت صوت ضجة بالأعلى فأسرعت لرؤية ما يحدث، فور دخولها الغرفة، وجدت شيء يصتدم في وجها، ثم شعورها بلازاجة أزاحت ما في وجهها لتجدها دمية مطاطية تمتلئ بمادة لازجه تكاد تتقيئ بإشمئزاز :
-اغلقت الغرفة بقدمها وهي تصيح :
-سيف، اوعدك لو طلعت دلوقتي هقتلك من غير عذاب .
عندما لم تجد رد، نظرت للكتب التي كان ينظر لها، ورغم انها ليست بالعربية ولكنها إستطاعت تميز تلك الخطط المرسومة، همست بصدمة :
-كتاب توم وجيري دا ولا إيه .
نظرت حولها تخشى ظهور أي شيء ليصدم بها .
وقع نظرها على تلك اللعبة التي مازالت في علبتها أي أنها لم تفتح، إبتسمت بخبث وهي تقول :
-واضح انك بتعز لعبك أوي، بس مهياش أغلى من حياتي .
شهقت وهي تنظر للسعر المكتوب، ثم جأتها فكرة، قهقهت بشر وهي تحمل لعبة اخرى ثم تتركها تسقط ارضًا، وهتفت بطصنع:
-أوبس، وقعت من إيدي، إيه دا اللعبة دي شكلها غالي ولسه في الكرتونة .
وقبل أن تقذفها ارضًا وجدت من يظهر من الشرفة، ويدخل إلى الغرفة قائلًا بغضب :
-لو وقعتيها هتندمي .
إقتربت وتين بحيرة من الشرفة لتجد أن لا مكان للدخول فهي شرفة عادية على الهاوية فكيف تخبئ بها، قالت بغيظ :
-أنت كنت قاعد على الشباك مش خايف لتقع، أنت عاوز تجبلي مصيبة .
سحب منها اللعبة ومر من جوارها يتجاهل حديثها، وعندما عادت للصياح قال بملل :
-الجبان بيموت قبل الفضولي .
صمتت بغته وهي تفكر في تلك الجملة ثم تسألت :
-وأنا جبانة ولا فضولية ؟! .
رفع لها حاجبًا وهو يقول :
-الإثنين، يعني كدة كدة ميته .
قبضت يدها بغيظ، وصمتت تجلس أمامه وعندما نظر لها اشارت بيدها على عينيها ثم اشارت عليه بعلامة أنها تراقبه .
.... .............
وقفت على جهاز المحاسبة، يأتي الزبائن للمحاسبة على مشترواتهم، لم يكن هناك غير الملل، ثم جاء وقت إستراحة العمل الخاص بها، جاءت زميلة لها تقف مكانها وتوجهت هي لشراء طعام لها من ذات المكان، فتحت ثلاجة العصائر تتفحص ما بداخل، وقفت بحيرة فكل ما هنا غالي الثمن، اغلقت الثلاجة بيأس مقرره الشراء من محل أخر اسعاره أرخص، حين مرورها بقسم أخر، لاحظت تلك الفتاة التي تنظر حولها بشكل ملفت للأنظار، توقفت تراقبها بتمعن، ثم قطبت جبينها حين وجدتها تسرق أحمر الشفاة و تضعه داخل ملابسها، ثم تأخذ أخر وتتفحصه وتضع منه القليل، سخرت مريم بداخلها مما ترى، ربما إن كانت راتها تسرق الطعام لتعاطفت معاها ولكنها تسرق ادوات التجميل، وما اثار دهشتها أكثر وهو الثراء الذي يظهر عليها .
إنتظرت إقترابها للمحاسبة ، ثم أشارت للحارس عليها، وبالفعل حاولت الهروب قبل إكتشافها ولكن إقتراب الحارس منها جعلها تقف بخوف، ثم صاحت فجاة بأنه يتحرش بها، هنا تدخلت مريم بغضب وهي تحكم قبضتها عليها قائلة :
-طب هو بيتحرش انا بقي بعمل إيه، اطلبوا البوليس بسرعة دي حرامية .
ثم أخرجت أحمر الشفاة من ملابس الأخيرة، بين صدمات الحضور وبكاء الفتاة التي إنهارت وهي تقول :
-أنا مسرقتش حاجة .
قالت مريم بسخرية :
-الكاميرا مصورة الكلام دا ولا تكوني الكاميرا الخافية وانا معرفش .
جاء المدير وهو يشكر مريم على عملها ثم وعدها بمكافئة مجزية، شعرت مريم بسعادة، وهي تمني نفسها مكافأة عالية، ثم جاءت الشرطة لأخذ اللصة التي فور أن رأت الشرطي حتى قالت :
-إسلام، أنا مسرقتش حاجة .
نظر لها بحزن وهو يسحبها معه فقالت مريم من خلفها :
-أنا شاهدة وهاجي معاكوا .
حين رأت مريم أن الفتاة تعرف الضابط، فكرت أنه سيتركها تهرب بجرمها، وربما لن تحصل على مكافأتها لذلك أصرت على الذهاب معهم، اتفق المدير معاها ومن هنا اطلقت سيارة الشرطة اخذه معاها مريم والفتاة الباكية .
................
كانت السعادة مرسومة على وجه ملك، التي قالت ل سيف:
-أمير جاي في الطريق .
سعد سيف يبتسم بشوق، ولكن سرعان ما إنمحت إبتسامته وهو يرى وتين أمامه، ثم عاد يبتسم بغموض مقررًا أن يوم يكفي لها وهو يعلم ما يفعل .
كانت وتين تبتسم وهي ترى السعادة على ملك، ثم لاحظت نظرات سيف الغامضة، ومع شعورها بالقلق على ما يخطط له ولكنها تجاهلت الأمر .
في وقت أخر مع إختفاء سيف المتكرر وبحثها عنه، وجدته يلتفت حوله فتنهدت براحة فها هو لم يقفز من الشرفة على الأقل، ولكن شعرت بالفضول لرؤية ما يخطط له بافعاله لذلك قررت المراقبة من عن بعُد، ظلت خلفه دون أن يراها، ثم وجدته يصل لتلك الغرفه في أخر الممر، ثم إختفائه بداخلها، ظلت واقفه تنتظر خروجه ولكنه أطال الوقت ولم يخرج، فكرت بفضول ماذا قد يفعل في الداخل، ولكنها بالنهاية خشت أن يكون أصابه مكروه لذلك
إقتحمت الغرفة بدورها وهي تلاحظ الظلام الذي يملئ المكان، همست :
-سيف، اطلع انا شفتك بتدخل هنا .
حاولت التنفس بعمق تخشى الاعيبة الماكرة، شهقت وهي تسقط ارضًا عندما تبعثرت بالسجاد الموضوع أرضًا حاولت رؤية أي شيء ولكن دون فائدة، ظلت تشتم به وهي في خضم غضبها لم تشعر بالباب الذي إنفتح ووقوف أخر خلفها ولكن ما سعدت به أن هناك ضوء خفيف إنتشر في الغرفة وبإستطاعتها أن تبحث عنه، إلتفتت وهي ما زالت تسير على اربع، فوجدت تلك القدم والحذاء أمام وجهها ، رفعت رأسها لأعلى بتوجس فلحد علمها، لا يوجد رجال بالمنزل، ثم جاء برأسها هتاف ملك بأسم أمير، وهنا كانت انظارها تصل لوجهه، فشهقت وهي تعود للخلف، ثم صاحت بغضب :
-أنت .
إلتفت أمير يضغط على زر الإنارة، ثم عاد ينظر لها ببرود، رغم تفاجأه بوجودها بمنزله، بل وغرفة مكتبه التي أخبر الجميع بأنها ممنوع الدخول ولكن ها هي مجددًا تتجاوز حدود وضعها .
.................
في مركز الشرطة ، كانت مريم تنظر بغضب لما امامها فتوقعاتها صحيحة السارقة تعلم الضابط، الذي حاول تهدأتها بكل السبل ولكن دون فائدة، عندما إكتفت من المشاهدة قالت بغضب :
-لو سمحت، مقصدتش طبعًا قاطع جلستكم اللطيفة، بس إيه إلي بيحصل دا ؟ .
عندما حصلت على إنتباه الضابط إسلام، أردفت :
-أنت بتهديها من إيه، هو حد سرقها، دي هي المجرمة هنا، مش من باب اولي تهديني انا، بدال مانا عوزة اولع في حضرتكم .
صدم إسلام من حديثها فتجهم وجهه وقال بغضب :
-إنتي بتستهبلي، أنتي إزاي بتكلميني كدة .
صاحت مريم :
-أنا برضوا إلي بستهبل، قولوا انكم طبخينها سوا .
إقتحم احد الغرفة ليقطع شجارهم، وهنا نهضت الفتاة وهي تضم جسدها لجسد ذلك الذي يتنفس بعنف، فبادلها ذلك رفعت مريم طرف شفتيها بعدم فهم وإستنكار قائلة :
-إيه الحلاوة دي .
صاحت الفتاة ببكاء :
-فريد انا مش عرفة إيه إلي حصل، أنا مسرقتش حاجة .
فركت مريم وجهها بجنون وهي تهمس :
-دانا لو مكنتش قفشاها بنفسي كان زماني مصدقاها .
إلتفت المدعو فريد قائلًا لإسلام :
-خير يا إسلام رنا لسه مروحتش ليه .
هنا اشتغل الغضب مريم ولم تشعر بنفسها سوا وهي .....
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية حب نووي) اسم الرواية