Ads by Google X

رواية ابواب الفصل الثالث عشر 13 - بقلم هنا عادل

الصفحة الرئيسية
الحجم

  

رواية ابواب الفصل الثالث عشر 13 - بقلم هنا عادل

كان مش عارف غادر المفروض يبدأ ازاي؟ حاسس انه ناسي كل حاجة كان بيعملها، لكن الامراء مش هيسمحوا بأنه يفشل فى المهمة الوحيدة اللى مطلوب منه يعملها، هو كان سبب فى اذى انسية اتعذبت فى عالم الجان من غير ما يكون لها علاقة بأى حاجة تخص غادر او حتى شقر، وعلشان كده قرروا الامراء يساعدوا غادر فى انه يفتكر وعلشان كده من غير ارادة زين مد ايديه ناحية غادر، استغرب غادر لكن اضطر هو كمان يمد ايديه لزين، حس زين برجفة في جسمه وصلتله بعد لحظات، ماهو برضو اللى ماسك ايديه ده مش بني ادم، ده مجرد روح متجسدة قدام عنيه، فهم غادر لما ايديه اتضميت لأيد زين سبب السلام ده، عرف فجأة كل الخطوات اللى كان بيقوم بيها فى السحر، وكأن الامراء قرروا يفكروا غادر بكل اللى كان بيعمله بالطريقة دي، وفجأة شاف غادر احداث كان ناسيها تماما، وبدايتها كانت….استدراجه لشهيرة لما كان بيتكلم مع هويدا وبيقولها:
– يابت يا هويدا لو عرفتي تعملي اللي بقولك عليه، ساعتها ابواب المال هتتفتح ومش هتتقفل فى وشنا ابدا، انتي متعرفيش اللى عايز اسخره ده ممكن يساعدنا فى ايه وازاي؟
هويدا برفض:
– يا غادر لم روحك بقى، شهيرة صاحبتي وانا مش هعمل فيها كده.
غادر:
– هنعمل فيها ايه يا خايبة؟ احنا بس هنستدعي ملك الجن الاسود عن طريقها، هو عاشق لبنات الانس، لكن مش اي بنات، البنات اللى بمواصفات شهيرة، جميلة، وهادية، وروحها صافية، بريئة كده زي العيال الصغيرة اللى لسه مولودة، لا لها فى الخبث ولا الكدب ولا شغل الحريم، غير انها ملكة جمال، كل دي حاجات هتخلي شقر يقع فيها فى لمح البصر، وساعتها مش هحتاج منها حاجة تانية مجرد ما يبقى تحت ايدي ورغبته تسيطر عليه.
هويدا:
– الله ينور عليك يا غادر، اهو شوفت كل اللى هيخلي الجن بتاعك ده يستسلم ليك، هو نفسه اللى مخليني مش هقبل اعمل كده فى صاحبتي، دي اغلب من اننا ندخلها العالم ده، ابعد عن شهيرة يا غادر، شوف حد تاني يكون يستاهل.
غادر بمحاولات اقناع:
– يابت بقولك هي المفتاح، كل الصفات اللى فيها هي المطلوبة، مفيش واحدة غيرها هتحقق المطلوب، انتي متعرفيش حد تاني زيها، ومش هنمشي فى الشوارع ندلل على واحدة بمواصفاتها.
هويدا:
– يا غادر اتقي الله، بلاش شهيرة الهي يسترك، كفايا اني قابلة اعيش معاك بالمال الحرام اللى بيهري جوفنا ده، سحر واعمال وهم طافح، كفايا بقى اذى، شهيرة مش هكون سبب فى اذاها انا.
غادر:
– شوفي يا هويدا، يا تعملي اللى انا عايزه…يا اما هسلط عليكي عفاريتي اخليكي متعرفيش قدامك من وراكي….

قاطعته هويدا وهي بتضرب بأيديها على صدرها:
– يا مصيبتي يا غادر، انت بتهدد مراتك يا راجل؟ عايز تسلط عليا الجن بتوعك؟
غادر:
– اه، واقتلك كمان لو هتعصي امري، انتي عارفة ياهويدا ان برة الباب ده انتي مالكيش عيش، من يوم ما هربتي من اهلك وهما حالفين يوم ما يلاقوكي هيكون دمك حلال، وانا اللى عامي عنيهم عنك….
هويدا:
– هسيبك واهج من هنا خالص، ولا هيعرفولي طريق جرة ولا بالقصد ولا بالصدفة.
غادر:
– وانا مش هخيب فى اني اوصلهم ليكي، بلاش تجني على نفسك، شوفي روح مين ابقى؟ انتي؟؟! ولا صاحبتك؟
هويدا برفض:
– مدام موتة بموتة، يبقى روحي انا اللى مالهاش لازمة فى الدنيا، شوف عايز تعمل ايه معايا واعمله، لا عيشتي معاك فيها الهنا، ولا عيشتي مع اهلي كان فيها الراحة، موتني يا غادر واخلص مني وخلصني.
غادر هنا قرر ينفذ حاجة هو عارف انها هتقنع هويدا باللي هو عايزه، ورغم ان كل ده وقت بيمر، الا انه فات قدام عيون غادر فى لحظات ويمكن اقل من لحظات كمان، فجأة وهو واقف قصاد هويدا اللى عيونها مليانة دموع وابتدا يقول بصوت عالي:
(بلقراحين..قدوماكين..اتيناكمراكعين..مس.جن..بضغ..باقع)
كانت مبرقة هويدا ومش عارفة ايه بالظبط اللى بيحصل، اه هي عارفة شغل غادر، لكن مبتحضرش جلسات ولا بتقعد معاه وهو بيشتغل حتى لو لواحده، لكن قبل ما تسأله، حسيت ان الاوضة بتلف بيها وكأن الارض بقيت مكان السقف وواقفة هي فوق ورأسها تحت، ابتديت تصرخ هويدا وجسمها يرتجف، اختفى من قدامها غادر وظهر كيان مرعب مخيف، طويل وعملاق لدرجة انه كان وشه قصاد وشها رغم ان المسافة بينهم مسافة الارض للسقف، واقف بثبات بيبص فى عنيها بعيون مجوفة فاضية وانياب سودة وملامح مبهمة، ابتدا يرفع ايديه من جنبه بحوافر اطول من انيابه وكف بجلد منكمش مليان شعيرات خشنة وبيها بيلمس وشها اللى غرقان دموع وبيمشي بكفه لحد شفايفها يكتم نفسها، تحس ان روحها بتروح ونفسها بيتقطع، يسحبها ويوقفها قصاده دموعها تنزل اكتر وصوتها يتحبس، يتكلم بصوت مرعب ومخيف ويقول:

– نفذي امر سيدك، والا نهايتك هتكون فى الحال.
الرعب سيطر على هويدا، كانت اضعف من انها تقاوم الموقف، هو فعلا اصعب من انه يتقاوم، وعلشان كده ابتديت هويدا تهز رأسها بالموافقة، وفعلا اختفى من قدامها الكيان المرعب ده ورجع غادر تاني ورجعت كل حاجة لطبيعتها، لكن دموع هويدا بتزيد، نفسها مقطوع، قلبها واجعها، الرعب فى عنيها مش محتاج حد يوضحه او يفسره، ضحك غادر وقال بهدوء:
– مش كان من الاول يا حبيبتي؟ ليه بس تخليني اعمل معاكي كده؟
هويدا بترتجف وساكتة مش قادرة تتكلم، غادر بيضحك ببرود:
– عايزك تسمعي الكلام، تجيبي شهيرة صاحبتك هنا وتعملي اكل وتفهميها انك عازماها على الغدا، وانا هديلك حاجة تحطيهالها فى الشوربة بتاعتها، لازم تتأكدي انها شربتها كلها.
هويدا بدموع هزيت رأسها بالموافقة، وفعلا نفذت طلباته كلها، كان قلبها بيتقطع على صاحبتها، لكن هو حاول يفهمها وقال لها:
– متخافيش يابت، ساعة زمن بس، نجيب بيها المطلوب وتفوق من كل اللى حصل ومش هتفتكره من الاساس.
رغم ان الكلام ده هون عليها خوفها شوية، الا ان هويدا من جواها رافضة اللى بيحصل واللي هيحصل ومرعوبة على صاحبتها، وفى نفس الوقت خايفة من غادر واللى شافته منه على نفسها، ورغم انها كان عندها استعداد للموت، لكن الرعب اللى حسيت بيه بالنسبة لها كان اصعب من انها تموت او تتقتل حتى، وعلشان كده كان غادر متابعها دقيقة بدقيقة فى اليوم علشان متحاولش تموت نفسها او تهرب قبل ما تنفذ اللى هو عاوزه، ووصلت شهيرة واتغديت مع هويدا اللى كانت ساكتة طول الوقت، اتكلمت شهيرة وهي بتاكل:
– مالك يا هويدا؟ مش على بعضك ليه النهاردة؟ فيه حاجة مزعلاكي؟
هويدا بهدوء:
– لاء، مفيش، انا خ…
سكتت، لكن شهيرة اتكلمت:
– خ..ايه؟ مالك احكيلي؟ متخانقة مع جوزك ولا حاجة؟ عايزة فلوس؟ ناقصك حاجة؟ اهلك عرفوا حاجة عنك؟

هويدا بدموع فى عنيها وهي شايفة شهيرة بتاكل وبتتكلم معاها بحب وود، ردت وقالت:
– خايفة يا شهيرة، خايفة من اللى جاي، خايفة اخسرك.
استغربت شهيرة، لكن الكلام مطالش، زغللت عيون شهيرة وقالت لهويدا:
– انا فيا ايه؟ مالي كده حاسة ان الدنيا بتلف بيا؟
مرديتش هويدا لكن دموعها نزلت، وقبل ما تتكلم كان غادر واقف قصاد شهيرة حاجز بينها وبين هويدا وقال:
– شيلي الطبلية دي.
قامت هويدا وشالت الطبلية وهي بتعيط، شال غادر شهيرة اللى مفتحة عنيها وحاسة باللي بيحصل بس دايخة ومش عارفة تتكلم، قعدها غادر على كرسي وربطها بحبل ووقف قدامها وقال:
– ده انتي حلوة قوي يا شهيرة، يابخته بيكي شقر، هيلاقي احلى من كده فين فى بنات الانس؟
وصلت هويدا وقالت وهي واقفة وراه:
– ياغادر، متأذيهاش الهي يسترك، ابوس على رجليك بلاش تأذيها.
غادر رد وقال لهويدا:
– هششششششش، اتكتمي.
وبص غادر لشهيرة وابتدا يقرأ ويردد كلام كتير مش مفهوم، طلاسم وتعاويذ وحاجات محدش غير اللى فى عالم الجان والاسحار هما اللى يفهموها، وفجأة ابتدى جسم شهيرة يرتجف على الكرسي وتتهز وكأنها بتتعرض لصدمات كهربا، هويدا بتصرخ، لكن شهيرة بتتألم من سكات لكن ملامح وشها كلها باين عليها الألم، هنا اتكلم غادر وقال:
– هديتك، جاتلك طايعة يا شقر، يا ملك ممالك الجان الاسود، هدية من انسي راغب فى تسخيرك، قوتك وقدرتك رغبت فيهم وفى اتسخدامهم، اقبل هديتي وطيع رغبتي.
هنا الرجفة بتاعت شهيرة زادت اكتر وابتدت تزوم بشكل غريب، خافت هويدا اكتر على صاحبتها، حسيت انها مش قادر تسكت اكتر من كده، صرخت وهي بتمسك سيخ حديد رفيع فى نية منها انها تضرب بيه اللى يقرب منها لو قرر غادر انه يسلط عليها الجن من تاني، قالت بصوت عالي وهي بتزق غادر بعيد عن شهيرة من قدامها:

– فكها، حرام عليك، والله ما هسيبك توجعها اكتر من كده.
فى اللحظة دي لف غادر وبص لهويدا اللى واقفة ماسكة الحديد وايديها بترتعش وعنيها مليانة دموع وقال بحدة:
– انتي قد اللى عملتيه ده يا بنت الك….؟
وقبل ما ترد عليه هويدا كان سحب من ايديها السيخ الحديد وغرسه فى قلبها، الدم خرج منها زى النافورة، لكن مهتمش غادر لمنظر هويدا وهي بتطلع فى الروح وبتنزف، رجع بص تاني لشهيرة لكن….لكن اختفت، شهيرة اختفت ومش موجود لها اثر، هنا اتكلم بعصبية غادر وانفعال:
– راحت فين؟ انت حضرت ياشقر؟ فين شهيرة؟ ايه اللى حصل؟ ما انا عملت كل الطقوس، راحت فين؟
فى اللحظة دي ظهر شقر لغادر، ودي كانت المرة الاولى والاخيرة اللى شاف فيها غادر الملك شقر اللى قال بغضب وحدة خوفت غادر اللى طول عمره بيتعامل مع الجن والعفاريت والمردة:
– انت يا انسي يا جبان، بتجبر انسية على وجودها مع اقوي واعظم ملك من ملوك الجان؟ انت بتقدم هدية مجبرة؟ انت بتطلب تسخيري انا الملك الاعظم، بتستخف بعظمتي؟
قبل ما يرد غادر كان السيخ اللى مغروس فى قلب هويدا اللى ماتت..اتغرس فى قلب غادر، لكن للأسف مكانش مجرد سيخ اتغرس فى قلب! لاء ده بمنتهى القسوة والرعب ابتدا شقر يحرك السيخ ويتألم غادر ويصرخ صرخات مرعبة، كان بيدخل شقر السيخ فى جسم غادر وكأنه حاجة لينة عارفة طريقها، كان غادر بيتعذب وبيصرخ وشقر مستمتع بعذاب غادر، كان بيحرج السيخ فى جسمه كله من اول قلبه لحد ما وصل السيخ لرجليه، وابتدا جسمه كله من جوة يطلع شعاع لشعلات نار قادت جوة جسمه، مقدرش غادر يتحمل الالم اكتر من كده رغم انه كان فاكر انه هيقدر يقاوم وهو بيردد اسامي الجان اللى مسخرهم، لكن ضحك شقر وقال:
– ممالك الجان هيدخلوا فى حروب علشان انسي فاشل ضعيف زيك؟
يأس غادر، واقتنع ان دي نهايته، لكن صرخاته وطلاسمه مسكتتش لحد ما ابتدا يشهق شهقات طلوع الروح، كان بيتعذب وعذابه ده كان اسهل بكتير من اللى كان يستاهله، قال شقر لغادر:
– هديتك لو مستسلمتش هيكون مصيرها السجن الابدي فى عالم الجان، مسكينة، خدعتها ودمرتها.
هنا كان غادر قرر يستسلم للموت، وشقر اختفى، والمشهد اللى شايفه زين وغادر، والامراء اكيد، اصعب من ان عقل انسان يستوعبه، وعلشان كده رغم ان غادر ميت اساسا الا انه حس بالرعب وقال:

– انا هواجه الملك ده؟ انا مكنتش لحقت اعمل حاجة وعمل فيا كده! لو واجهته هيعمل ايه؟
زين رد بصوت تخين واكيد مكانش هو اللى بيتكلم وقال:
– افتح الكتاب.
من غير معارضة وبخوف مد غادر ايديه لكتاب ظهر فجأة قدام عنيه مرفوع عن الارض وكأن حد ماسكه لكن مالهوش اثر، لمس غادر الكتاب واستغرب شكله، كتاب من المعدن، حواف الكتاب محاطة بمعدن اسود لين، وعلى الغلاف مرسوم دائرة باللون الفضي مكتوب فيها اسم الكتاب..
( بحر…السحر)
وحوالين الاسم رموز ورسومات لحيوانات وحروف فى كل فراغ فى الدائرة دي محيط بالأسم، بص غادر للكتاب وقال:
– انا اول مرة اشوف الكتاب ده.
اتفتح الكتاب قدامه وابتدا غادر يلف فى الصفحات لحد ما شاف الصفحة المقصودة وهي اللى مكتوب فيها:
– الوصول اللى ممالك الجان، ذهاب بلا عودة، رحلة الى العالم الخفي.
وارتجف جسم زين، لكن ابتدا غادر يردد كل اللى مكتوب فى الصفحة، بيردده رغم خوفه، الا انه مفيش مجال انه يعمل غير المطلوب، وفجأة اختفى غادر من المكان وكأن رحلته لعالم الجان اتوافق عليها، ومعاه كانوا الامراء…مش حراسة او حماية، لاء، وجود غادر فى المملكة هيسمح بأستبداله بشهيرة، وكانت مواجهة جديدة بين غادر الميت…وبين الملك شقر، ملك زادت شراسته وقوته على مدار سنين… ورغم ان الدخول لعالم الجان بالنسبة للأمراء سهل، لكن كان لازم دخولهم يكون عن طريق جسم زين، والا يعتبر تعدي على مملكة من ممالك المعاهدات، وده فى عالم الجان يسمى خطوة للحرب، وعلشان كده دخل زين للمملكة بأعتباره…..من نسل شهيرة.

 

google-playkhamsatmostaqltradent