Ads by Google X

رواية لعاشر جار الفصل الثاني عشر 12 - بقلم سلمى رأفت

الصفحة الرئيسية

  

 رواية لعاشر جار الفصل الثاني عشر 12 - بقلم سلمى رأفت

             12-تحريات كلب
          
                
وقفوا جميعًا بجانب باب هذا المطبخ يستمعون للحوار الآتي من الداخل :



_شوف يا عم كده التلاجة دي فيها إيه يمكن نلاقي حاجة نتسلىٰ بيها واحنا بنفتش الڤيلا دي.



_استنى يا عم "مُهند" بيك، ده في مضرب بيض هنا!، خد شيله يا كاروهات، عيد الأم قرب والميزانية تحت الصفر.



أردفت "فريدة" وهي تعطي لِشقيقها "مراد" أحد الأشياء البلاستيكية قائلةً :



_امسك يا "مُراد" ده في حتة حاجات هنا إنما إيه!، ده أنا هاجي هنا كُل عيد أم آخد أجهزة من هنا.



كان جميعهم يراقبون من في الداخل باندهاش من هذا الحوار الذي لا يتناسب مع هذا المكان حتىٰ أتى مجموعةٌ من ورائهم وأردف واحدٌ منهم يقول :



_وقفونا نشوف الخيبة، يعني المسرحية دي كُلها على أخواتنا ومش عارفين نتفرج!



انفزعوا جميعًا ولكن قبل أن يهموا بالصراخ وجدوا "آدم" برفقة "ريان" و "يارا" و "چوري" و "لميس" 



أردف "تيام" قائلًا بعدما هدأ :



_مش تكحوا ولا تعملوا أي حاجة حد يدخل على حد كده؟؟



أردف "ريان" قائلًا بسخرية :



_ده على أساس إننا داخلين عليكم أوضة النوم؟؟ ده أنتم واقفين وبتتجسسوا كمان!




        
          
                
دلفت "مريم" للمطبخ لهم قائلةً بصوتٍ عالي :



_خلاص؟؟ كفاية شغل عبط تعالوا كلكم.



اندهشوا من في المطبخ من وجودهم جميعًا وأردف "آدم" بسخريةٍ قائلًا لأخواته :



_منورين يا رجالة، منور يا كابتن "مهند"، يعني يا مفجوع يا طفس داخلين بيت ولا بيت الرُعب وعمال تدور على أكل في التلاجة؟؟ يا شيخ شمت فينا العفاريت اللي ساكنة هنا!



رد عليه "مُهند" بنزقٍ قائلًا :



_يعم كُنت جعان!، افتش علىٰ معدة فاضية يعني؟؟



تفوهت "ملك" قائلةً بتساؤلٍ:



_طب أدينا أهو كُلنا المفروض يعني نعمل إيه؟؟



سمعوا صوتًا عاليًا من الخارج فهرولوا جميعًا للخارج ووجدوا صندوقًا متوسط الحجم و مُحكم الغلق.
نظر بعضهم لِبعضٍ وتقدمت "سما" لتفتحه وتكشف ما به.



علىٰ الجانب الآخر في شقة "أحمد الشريف" :



كانت "أميرة" جالسةً تضحك بشدةٍ وهي ممسكة بهاتفها الذكي تشاهد إحدى المجموعات الُمنشئة عبر تطبيق التواصل الاجتماعي "واتساب" حيثُ كانت هذه المجموعة تخص جميع السُكان بالكامل حيثُ كان هناك رسالة صوتية من أحد السكان وما كانت سوا "عُلا"، ضغطت علىٰ زر تشغيل المقطع الصوتي وظهر صوت "عُلا" الغاضب قائلًا :




        
          
                
_ياريت يا أستاذ "عزت" تقفل الأغاني اللي مشغلها دي أحنا في أيام مفترجة، ده أنا قولت رمضان هيجي مش هنسمع دوشة تاني، حتىٰ برضو في رمضان مش عاتق!



مرت دقيقة ووجدت رسالةً صوتية من "عزت" فضغطت علىٰ زر التشغيل وظهر صوته قائلًا :



_يا مدام "عُلا" هو أنا اشغل قرآن الصبح تقوليلي الصوت عالي أوي اطفيه جينا بعد الفطار شغلت أغاني رمضان تقوليلي برضو اطفيها، أعملك إيه يعني؟؟



وجدت رسالةً صوتية أُخرىٰ بعد دقيقة من "عُلا" مردفةً :



_هو مفيش وسط ليه؟؟ حضرتك أنت مشغل القرآن بصوت عالي ولا كأني قاعدة في الحُسين، وبعدين شغلت أغاني رمضان ولا كأني في كباريه، يعني هي فرقت من الأغاني العادية؟؟ ده ديسكو رمضاني يعني؟؟



وجدت رسالة نصية من "مدحت" يرد علىٰ رسالة "عُلا" قائلًا :



_أيوة ديسكو رمضاني يا مدام "عُلا"، وبيسكروا بالتمر والسُوبيا.



ظلت "أميرة" تُشاهد وهي تضحك بشدةٍ عما يحدث علىٰ هذه المجموعة حتىٰ أتت رسالة صوتية من "بوسي" مردفةً :



_ياريت يا طنط "ميادة" تقوليلي علىٰ طريقة صوابع چيچي، أصلها غالية أوي وعايزة أعملها في البيت.




        
          
                
ووجدت أيضًا رسالةً نصية من "أمينة" مردفةً :



_ياريت اللي ناشر غسيل يشيله علشان عايزة انشر السجاجيد وهي بتنقط ماية، اللهم بلغت اللهم فاشهد، علشان اللي هلاقيه بيشتكي إن غسيله باظ ماليش دعوة!



وجدت رسالة نصية من "عادل" والد "عبدالله" محتوية علىٰ :



_يا مدام "أمينة" حضرتك بتنشري صبح وليل والغسيل كُله بينقط ماية، يعني أحنا ننشر أمتىٰ يعني؟؟ يوم القيامة ولا إيه؟؟ وحضرتك أصلًا مفيش غير حضرتك ومعاكِ "نوح" يعني مش عدد، إيه كُل الغسيل ده!!



_ما تقول ماشاء الله ولا تكبر كده!، احنا ناس عندنا هدوم كتير، أعمل إيه يعني؟؟ نلبس هدوم معفنة علشان تعرفوا تنشروا؟؟



رد عليهم "مدحت" في رسالة صوتية منهيًا للنقاش قائلاً:



_طب ما تقسموا بالدور يجدعان؟؟ كُل دور ليه يوم ينشر ويغسل ويعمل فيه ما بداله، ومش كُلنا يعني الغسيل بينزل ماية كتير يعني هنمشي الدنيا.



رد عليه "عزت" في رسالة نصية قائلًا بسخرية :



_أيوة ونعلق الجدول ده تحت زي جدول ليالي مراتات جعفر العمدة كده.



أغلقت "أميرة" الهاتف وهي تضحك بشدة علىٰ هذه الصراعات الحربية بالنسبةِ لهم وفي نفس هذه اللحظة رن هاتفها الذكي برقم هاتف شقيقتها "أمل" لتبدأ هذه المكالمة اليومية الشهيرة التي تتخطىٰ الساعات.




        
          
                
______________________________________



في "فرنسا" :



كان جالسًا بشرودٍ مشبكًا يديه وواضعهما أسفل ذقنه حتىٰ قطع شروده صوت أخيه الساخط الذي يردف قائلًا :



_أنا زهقت يا عم من القرف اللي هنا ده! هننزل مصر أمتى؟



رد عليه هو قائلًا بسخرية :



_ فرع بلبن اللي هنا ده بقىٰ قرف!! يا شيخ اتقي الله!



جلس بجانبه "يوسف" وهو يرد عليه قائلًا :



_سيبك، حلويات مصر أحلىٰ.



شرد الاثنين في أفكارهما حتىٰ قطع شرودهما ذلك رنين هاتف "يونس" الذكي، التقطه يرد على هذه المكالمة وحين انته منها نظر لِشقيقه فأردف الآخر قائلًا باستهجان :



_إيه؟ خدتني صورة ستة في تسعة ولا لسه؟؟



_الزعيم عايزنا لما نخلص المهمة دي ننزل نسكن في عمارة في مصر الجديدة العمارة اللي قدامها ناس تبعهم ونخلص الصفقة التانية من هناك من غير ما حد يحس.



أردف "يوسف" قائلًا ببعضٍ من الحزن :



_يعني همشي من غير ما أشوف "كارن" يعني؟؟



تنهد شقيقه بقوةٍ قائلًا له :



_الفرق بينك وبينها فرق السما والأرض شيلها من دماغك، البني آدم مننا لو دخل طريق مسدود بيقعد يندب حظه ويقول اشمعنى أنا دخلت الطريق المسدود ده ومدخلش في السالك ليه، مع أن هو لو شغل دماغه دقيقة واحدة بس هيعرف أن ده بيبقى اختبار من ربنا، وده الأحسن ليه، والطريق المسدود كان "كارن" وأنت قاعد بتندب حظك أنك اتعلقت بيها، سيبها لربنا لو نصيبها ليك ربنا هيجمع ما بينكم، لو ملكوش نصيب في بعض يبقىٰ دي حكمة ربنا.




        
          
                
زفر الآخر بقوةٍ من حديث أخيه وأرجع رأسه للوراء وهو مغمض عينيه يحاول لملمة شِتات أفكاره بينما الآخر كان جالسًا شاردًا في حياته هو والذي بجانبه.



________________________________________



_يا "جميلة"، أنتِ فين؟؟



خرجت لها من داخل المطبخ قائلةً بحبٍ :



_نعم يا "حفصة" عايزة حاجة؟؟



ابتسمت "حفصة" بحبٍ لها وردت قائلة بودٍ :



_لأ مش عايزة حاجة، أنا بس كنت هنزل أروح أقعد مع "مريم" نصاية قبل السحور، وقولت لعمو قبل ما يروح الشغل، عايزة حاجة اجيبهالك وأنا جاية؟؟



نظرت لها الآخرى بابتسامة صافية ودلفت للداخل تكمل غسل الأواني قائلةً :



_لأ يا حبيبتي سلامتك، بس متتأخريش عليا، عمك مش هيرجع غير الصبح.



أومأت لها الأخرى وذهبت للخارج متجهةً نحو صديقتها وحينما وصلت أمام شقتها طرقت الباب وفتحت لها "نورا" قائلةً بودٍ :



_ازيك يا حفوصة عاملة إيه؟؟ وحشتيني، أدخلي "مريم" بتجيب حاجة وجاية.



دلفت "حفصة" للداخل تنتظر "مريم" بينما في شقة "مصطفى السيد" كانت تسير في الصالة ذهابًا وإيابًا مردفةً بقلقٍ لِنفسها :




        
          
                
_يالهوي ياني، هما اتأخروا كده ليه؟؟ طب اتصل على أبوهم؟؟ لأ لأ هقلقه معايا وهيقلب الدنيا، أنا بقول أقعد أحسن يمكن الدنيا زحمة.



جلست "ميادة" علىٰ الأريكةٍ بقلقٍ علىٰ فتياتها.



________________________________________



فتحت "سما" الصندوق بقلقٍ وجميعهم ينظرون إليها بترقب حتىٰ وجدت به ورقةٍ كانت تبدو كخطابٍ التقطتها قائلةً بصوتٍ عالي تقرأ ما به :



_كويس أنكم اتجمعتوا كلكم، الهدف من الحدودتة دي تكشف كُل حاجة. وأن كل واحد فيكم يفكر في حياته من أول وجديد، مهمتكم الأولىٰ :



في شخص في حياة حد فيكم خاين، مش كده وبس، ده ماية من تحت تبن، مهمتكم تعرفوا مين ده وإزاي تقدروا تكشفوه بس كله بذكاء وفي السر.



ومش هيوصل ليكم إي حاجة غير لما تعرفوا مين.



سلام.



انتهت"سما" من قراءة هذه الرسالة باستنكار شديد وبدا على وجوههم جميعًا الاستنكار والاستهجان حتىٰ أردفت "لميس" قائلةً :



_طب ماشي أوكي. مين ده بقىٰ الي هيبقىٰ كده واحنا بسم الله ماشاء الله نسد عين الشمس؟؟



نظر "عمر" لِشقيقته بنظرةٍ ذات مخزى بينما لاحظهما "حمزة" و "حازم" ونظرا إلىٰ بعضهما بشكٍ، بينما تدارت الأحاديث عن هوية هذا الشخص حتىٰ أردفت "حنين" بفزعٍ :




        
          
                
_يا خبر!! الساعة اتناشر !!، ده أمي هتموتني!، يلا يا "رقية" بسرعة!



أدرك جميعهم تأخر الوقت واتجه جميعهم لِسيارتهم وعادوا إلىٰ منازلهم ولِحُسن حظهم أن جميع والديهم منشغلين ولم يلاحظون تأخرهم بينما دلفت "مريم" لِشقتها بهدوءٍ حتىٰ وجدت رفيقتها جالسةً في انتظارها، ركضت إليها تحتضنها قائلةً بلهفةٍ :



_وحشتني أوي يا "حفصة"، مبقتيش تيجي ليه؟؟



ردت عليها الأخرىٰ وقد بدا غلاف رقيق يتكون في عينيها قائلةً :



_عادي بقىٰ، علشان قاعدة مع مرات عمو فمش بعرف انزل كتير.



خرجت "مريم" من أحضانها وأردفت قائلةً بشكٍ :



_يا ستي هاتي طنط "جميلة" وتعالي ده حتىٰ سُكرة.



خرج لهم "مدحت" قائلًا بضجرٍ :



_يا أهلًا يا ست "حفصة" خلاص؟؟ نسيتنا؟؟



ردت عليه هي بودٍ ومرحٍ قائلةً :



_مقدرش انساكم طبعًا، وبعدين أديني جيت أهو!



رد عليها هو بنبرةٍ لا تحتمل النقاش قائلًا :



_خلاص يبقىٰ هتتسحري معانا انهاردة ماليش فيه!



ردت عليها في محاولةً منها لإخراج نفسها من هذا المأزق قائلةً :




        
          
                
_والله مش هعرف علشان مرات عمو قاعدة لوحدها فهروح أقعد معاها، مرة تانية، أنا كنت جاية أقعد مع "مريم" حبة وأروح.



أردفت "نورا" بضجرٍ قائلةً :



_ماشي، بس المرة الجاية مفيش أعذار!



أومأت هي بالموافقةِ وجلست مع صديقتها يتحدثون في شتىٰ الأحاديث بينما في شقة "أحمد الشريف" أردف "عمر" قائلًا بشكٍ؟:



_أنا شاكك أن هو قصده على "حسام"، بس هنثبت إزاي أن هو فعلًا كده؟؟



رد عليه "حازم" قائلًا بهدوءٍ :



_سهلة، احنا نراقب الكافيه اللي شوفتهم فيه، لو لقيناهم خير وبركة لو ملقناهمش ربنا يسهلها.



جاء إليهم "مروان" قائلًا باستنكار :



_يا حبيبي أنت إيه اللي أكدك إنه هو ولا إيه اللي شكك حتىٰ!، ما يمكن قصده علىٰ حاجة تانية ولا أنت سمعت غلط!



رد عليه "عمر" بنزقٍ قائلًا :



_أنا مش أطرش يعني يا "مروان"!! الواد ده أصلًا مش برتاحله ولا بطيقه، عيل ملزق كده، معرفش هي طايقاه إزاي!



أردفت "عائشة" قائلةً بضجرٍ :



_بقولك إيه! كُل واحد ينام على الجنب اللي يريحه، كُل واحد بيشوف اللي بيريحه من وجهة نظره مش من وجهة نظر الجيران، هو عجبه الدور ده في المسرحية، خلاص خليه عاجباه، بس ميجيش يشتكي أن الدور ده مش حلو بعدين!




        
          
                
أضاف "حمزة" قائلًا :



_أنا مع "عائشة"، "مريم" مصر كُلها حذرتها منه وهي مش مقتنعة، خلاص بقىٰ هنعملها إيه؟ وأنا و "حازم" و "عائشة" بكرة علينا درس بعد الفطار أما نخلص نبقىٰ نروح نشقر عليهم.



تنهد "عمر" بضيقٍ حينما كان ينظر له "مروان" بشفقةٍ علىٰ حال رفيقه.



جاء آذان الفجر سريعًا وقد تسحر الجميع من قبل وتوجهوا للصلاة ثم للنوم، مر علىٰ هذا اليوم أسبوعان وكان الحال هادئًا بينما كان "حمزة" و "حازم" يذهبان طوال الأسبوعين إلىٰ هذا المقهىٰ لكنهما دائمًا لا يجدان شيئًا، انقضى نصف الشهر الكريم بينما كانت "عائشة" جالسةً في غرفتها بعد صلاة التراويح وسمعت رنين هاتفها الذكي فالتقطته وضغطت على زر الرد مجيبةً وهي تردف قائلةً بسخرية :



_إيه يا "رقية"؟، لحقت اوحشك؟؟



ردت عليها الأخرى برجاءٍ قائلةً :



_خفة يا بت، تعالي معايا ننزل نجيب شوية طلبات لأمي، وشوفي طنط لو عايزة حاجة نجيبلها معانا.



_طيب ماشي ياختي هقولها، سلام



أغلقا هذه المكالمة بينما اتجهت "عائشة" للخارج تخبر والدتها عن الشراء بعض المشتريات لها ودونت ما تريده والدتها وارتدت هذا الذي يُدعى "إسدال" وحجابها وتقابلت هي ورفيقتها في مدخل البناية، حينها أردفت "رقية" قائلةً بسخرية :




        
          
                
_يخربيت الإسدال والشبشب أبو صباع اللي لابساه!، ده أنتِ الرهاب الاجتماعي يخاف منك!



ردت عليها "عائشة" بنزقٍ :



_يا بنتي هنشوف مين يعني؟؟ أنا مش رايحة الشانزيليزيه، يلا يا ست.



خرجت برفقتها ولم يمر دقيقتين ووجدا التي تردف بصوتٍ عالي :



_يا عــــائــشــة!! عاملة إيه يا بت؟؟



نظر كلاهما لها بصدمةٍ وأردفت "عائشة" بتوتر قائلةً :



_الحمدالله كويسة، أنتِ عاملة إيه؟؟



ردت عليها زميلتها قائلةً :



_الحمدالله كويسة، شوفتك دلوقتي استغربت صراحة رايحة فين؟؟



ردت عليها "رقية" قائلةً بنزقٍ :



_رايحين نجيب شوية طلبات لمامتنا، عن أذنك علشان الوقت بيتأخر.



أمسكتها "رقية" وسارا للأمام حتىٰ لا تفتح المزيد من الأحاديث وبعد السير قليلًا وقفت "عائشة" تخبيء نفسها في "رقية" وأردفت الثانية باستنكار قائلةً :



_إيه يا بنتي في إيه؟؟ ده أنتِ لو عليكِ أقساط لحد مش هتبقي كده!!



حاولت "عائشة" جذب انتباها قائلةً : 



_يخربيتك بصي كده على الفُرنة، حبكت ولاد الدفعة كُلهم يقفوا هناك! وأنا اللي عاملة فيها شيك وبريستيچ...




        
          
                
ردت عليها رفيقتها باستهجان قائلةً :



_أحنا هنستهبل! ده أنتِ بتروحي الدروس بالكروكس!!



ردت عليها الأُخرى بضجرٍ قائلةً :



_ولو! حبكت يعني يشوفوني بإسدال ألوان الطيف ده!!



ردت عليها هي بسخرية قائلةً :



_يعني لو كُنتِ لابسة الإسدال التايجر بتاع أمك كان هيبقى عادي يعني؟؟



لكمتها هي بخفة قائلةً :



_بقولك إيه خليكِ كده عقبال ما يتنيلوا يمشوا، يارب ما حد ياخد بالـ....



قطع حديثتها صوت سيدة تبدو وكأنها رفيقة والدتها قائلةً وهي تسير مارةً بجانبهما :



_إيه يا بت يا عائشة؟؟ عاملة إيه؟؟ سلميلي على أمك.



نظر كُل من كان واقفًا لِمصدر هذا الصوت فردت "عائشة" بغضبٍ دفين قائلةً :



_الله يسلمك يا طنط.



نظر واحدٌ من الشباب الواقفين لِـ "عائشة" بنظرةٍ وقحة سرعان ما تبدلت هذه النظرة إلىٰ توترٍ بعدما قابلت "رقية" نظرته بنظرةٍ حادة وهي ترفع أحد حاجبيها له وأردفت قائلةً للـ التي وراءها بجمودٍ :



_ورايا يلا ويبقىٰ حد يفتح بقه!



تحركا الاثنتين للامام بعدما أفسح لهما الشباب الطريق واشتروا طلبهما وعادوا من حيث أتوا.




        
          
                
__________________________________________



في مساء اليوم التالي: 



 في إحدى المقاهي الشهيرة كان جالسًا وهو يرتدي نظارة شمسية وممسكًا في يده هاتفه الذكي مردفًا به قائلًا :



_ألو، ركز معايا، يا بني قاعدة قدامك أهو! أقعد في الترابيزة اللي جنبها علشان تسمعهم



نظرت هي بترقب للمكان وكأنها أحد اللصوص تراقب المكان حتىٰ تأمن سرقتها وحينها جاءها صوت شقيقها الساخط من هذه السماعات اللاسلكية التي في أذنيها قائلًا :



_يخربيت التخلف! يا بت أقعدي في الترابيزة اللي قدامها علشان تصوري وهما مش واخدين بالهم!



أردفت هي قائلةً بضجرٍ :



_بقولك إيه! متزعقش! خلاص هقعد أهو.



جلست "عائشة" في الطاولة المقابلة لها تراقبها بتمعن بينما جلس "حازم" في الطاولة المجاورة لها حتىٰ يستمع إليها وهي مع هذا الثعبان البشري بينما كان "عمر" و "حمزة" و "مروان" جالسين علىٰ بُعدٍ منهما يراقبون بحذرٍ ويعطون لهما التعليمات حتىٰ وجدت "عائشة" "حسام" آتي فأسرعت بتخبئة وجهها بكتابٍ حتىٰ لا يلاحظها هو حتىٰ جلس هو قائلًا بابتسامة لزجة :



_وحشتيني أوي يا روحي، عاملة إيه؟؟




        
          
                
ردت التي أمامه وهي تحرك خصلات شعرها خلف أذنها قائلةً بدلالٍ زائد :



_أنت أكتر يا حبيبي، اتأخرت عليا ليه؟؟



كان قد بدأ "حازم" بتشغيل المسجل الصوتي لهما وقامت "عائشة" بتصويرهما حتىٰ لا يشكك أحدٌ في دلائلهما حتىٰ انتهت هذه المقابلة وذهبا كلاهما إلىٰ سيارة هذا الوغد وتحركا بعيدًا بينما اجتمع جميعهم علىٰ طاولة واحدة وأردف "عمر" قائلًا بنصرٍ :



_كده حلو أوي، لأ وكمان الأهبل بيقول إنه بيعمل كُل ده علشان التسلية يعني اعترف من غير أول قلم حتى!



أردف "مروان" قائلًا بهدوء :



_كده يا "عائشة" حاولي أنتِ تسألي كده من بعيد لبعيد علشان لو كده ننزل نقولها هي الأول مينفعش نقول الكلام ده وكلهم موجدين يعني.



أومأت هي بالموافقة وأردف "حازم" قائلًا بمرحٍ :



_طب إيه! مش هتعزمونا على حاجة؟ ده حتىٰ عيبة في حقكم!



أردف "عمر" بتعالٍ مصطنع قائلًا :



_خلاص خلاص، هعزمكم وعلىٰ حسابي كمان، شوفوا عايزين إيه.



هلل "حمزة" و "حازم" بينما ضحكت "عائشة" على جنونهما وتحدثوا في شتى المواضيع حتىٰ عادوا جميعًا إلىٰ منزلهم ووقفت "عائشة" بترددٍ أمام شقة "مريم" حتىٰ حسمت أمرها وضغطت علىٰ زر الجرس الكهربائي وفتحت لها "مريم" قائلةً بمرحٍ :



_ازيك يا عيوش؟؟ عاملة إيه؟؟ تعالي ادخلي.



ابتسمت لها هي بتوترٍ ودلفت للداخل وأردفت قائلةً :



_"مريم" كُنت عايزاكِ في موضوع.



أشارت لها هي بالجلوس قائلةً :



_طب تعالي يا بنتي اقعدي، تشربي إيه؟؟



_طب ركزي بس معايا وهبقىٰ اشرب بعدين.



ارتابها القلق بينما تحدثت الأخرىٰ قائلةً بسرعة :



_بُصي بالله عليكِ ما تضايقي بس بصي الڤيديو والتسجيل ده.



وأعطها هاتفها بينما التقطه هي باستنكار وهي تنظر لهما حتىٰ شهقت بصدمةٍ وأردفت قائلةٍ والدموع تلمع في ملقتيها :



_مستحيل!! أنتِ أكيد كدابة!!



اندهشت هي من اتهامها وحلت صدمة ثانية عليها عندما وجدتها تقول لها بسخطٍ قائلةً :



_اتفضلي برة، الكلام ده كدب ومحصلش!



_________________________________________



#يُتبع




        

  • يتبع الفصل التالي اضغط على (لعاشر جار) اسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent