Ads by Google X

رواية عهد مع الشيطان الفصل الثاني عشر 12 - بقلم نسيمة حفصي

الصفحة الرئيسية
الحجم

          

 رواية عهد مع الشيطان الفصل الثاني عشر 12 -  بقلم نسيمة حفصي

 
"الفصل الثاني عشر" 

"عهد مع الشيطان" 

«يتفننون في كتم انفاسك وجرح اعماقك في
اللحظه التي يدركون فيها انهم اصبحوايستوطنون كل خليه في قلبك غير مدركين مدى الالم الذي يسحبون به روحك التي ارتاحت في وجودهم ظنا انهم السند والقوه التي تفتقدها لتجد الدموع انيستك الوحيده لتدرك حينها ان وراء كل ابتسامه سياتي حزن والم يفقدني فؤادك ويقتلان
قلبك» 
••••••

"ده النظام اللي هيمشي عليه الكل من هنا و رايح الأنسة نزال هتبقى مسؤولة عن كل قضايا الشركة من اراضي لمناقصات عامة.... و كلامها يتسمع بالحرف و اظن ان الكل سامع عن مدى كفائتها و تفوقها في شغلها" 

كانت تلك الكلمات قد تكلم بها رحيم وهو يوزع انظاره بين الموجودين يؤكد عليهم ما اردف به ليجد الجميع يحركون راسهم دليل الموافقه. 

ابتسمت نزال بهدوء شاكره بابتسامتها كل من كان ينظر لها و كأنهم يحيونها على تفانيها في عملها و دقتها في التفاعل مع المواقف

بينما لم تخفى عليها نظرات قصي التي كان يوزعها بينها وبين شقيقتها طوال الاجتماع صاحب الاعين الزيتونيه لا تعلم لما تشعر بمشاعر تربطها به ليست اي مشاعر فهي تعلم متى يدق قلبها او لنقل انه دق بالفعل هذه المشاعر ليست مشاعر حب للحبيب مشاعر لم تستطيع وصفها لكن كلما تعلمه ان هناك شيئا يربطها بهذا الشخص رغم ذلك نفت براسها كل تلك الافكار التي استحوذت عليها عندما نهض رحيم من مكانه معلنا انتهاء الاجتماع يخبرها ان تتبعه الى مكتبه. 

تحركت بضع خطوات لكنها توقفت عندما استمعت الى صوته خلفها يرطف بابتسامه. 

"الشركة نورت بيكي يا نزال... اقصد انسة نزال و بيكي يا انسة وهج" 

التفت تمنحه ابتسامه صافيه تعبر له عن شكرها بينما اردفت بود غير مصطنع انما تلقائي. 

"شكرا ليك يا استاذ قصي، الشركة منورة بأصحابها"

•••••••••••• 

كاد الدخان ان يخرج من اذنيها و هيا تستمع الى احد رجالها خلف الهاتف يخبرها بأن المدعو حسني قد اختفى تماما و لم يجدو له اي اثر و حتى العمل الذي من المفترض ان ينتهي منه لم ينهيه. 

"انتو مجموعة اغبية فاشلين، كان لازم اعرف من الأول انه مينفعش اعتمد على شوية كلاب جمعتهم من الشارع و شغلتهم عندي" 

انهت كلماتها ثم صعدت الى غرفتها سريعا عازمه على انهاء الامر بنفسها فهي لن تسمح لخطتها بالخراب مهما كلفها الامر. 

خلال دقائق معدوده خرجت من غرفتها بعد ان غيرت ملابسها وحملت حقيبتها لتتجه الى كراج السيارات لتجد السائق في انتظارهم ليسرع في فتح الباب لها ثم انطلق الى العنوان الذي املته عليه. 

بعدما لا يقل عن النصف ساعه توقفت امام احد الفلل بجانب البحر، ترجلت من السياره بعد ان فتح لها السائق الباب ثم تقدمت بخطى واثقه متكبره نحو البوابه التي فتحها الحارس فورا ما ان تعرف على هويتها. 

"المعلم موجود" هذا ما اردفت به تحدث الحارس على البوابة. 

"ايوه يا هانم موجود عند الخيل" 

امائت بهدوء ثم تقدمت الى الداخل ترفع مناخيرها الى السماء من شدة تكبرها... عبرت البوابه لتتجه بوجهتها نحو الباحه الخلفيه للفيلا حيث يوجد اسطبل القيود وقعت عيناها على ذلك الرجل الذي يمسك بحبه تفاح يطعمها الى ذلك الفرس الاسود يبدو لونه قاتما كسواد الليل. 

استمعت الى صوته يتحدث دون ان يلتفت لها حتى انها استغربت معرفته بوجودها رغم انه لم يلتفت لها. 

"من زمان يا سلمى... ايه اللي فكرك بيا دلوقتي ولا كلابك مش بيقومو بالواجب كنت عارف انك مهما طولي هترجعي لعندي.!" 

كزت على اسنانها بغضب تلعنه بداخلها تعلم بانه سيستغل حاجتها اليه بكل الحيل والطرق التي تجعلها مكسبا له. 

"عرفت ازاي ان دي انا من غير ما تلف وراك؟." 

"الصياد بيشم ريحة فريسته مش بيشوفهاا يا سلمى" 

استدار اخيرا بجسده ليظهر وجهه امامها رجل على مشارف الستين يكسو الشيب بعضا من خصلات شعره ملامحه حاده احد عيناه مصابه بينما شاربيه يكاد يصلان الى اذنيه. 

"انا مش محتاج اشوف وجهك عشان اعرفك يا سلمى... المهم ده مش موضوعنا.. عايزة اي" 

اقتربت منه حتى توقفت امامه ثم رفعت يداها التي تحمل صورة تضعها امام عيناه. 

"محتاجة منك مساعدة صغير و المقابل اللي انت عايزه هتاخذه" 

ركز بصره في الصورة ثواني و جحظت عيناه بخوف لكن سرعان ما تمالك سرعان الأمور ليعود الى جموده يردف بدهاء. 

"عملتلك ايه البرنسيسة دي زعجك للحد اللي يخليكي تيجي لعندي عشان اساعدك" 

اردفت بغل و كأن من تتحدث عنها لم تكن ابنتها من لحمها و دمها. 

"الحقيرة دي هتسببلي مشاكل و توقف قدام احلامي انا فكرت اني خلصت منهم من زمان بس هيا طلعت قدامي من جديد" 

•••••••••••••

عم لطفي انا عاوزة اروح على الشركة عند رحيم ممكن توصلني"كلمات نطقت بها رحمة بعد ان نزلت على الدرج الخارجي و الإبتسامة تزين ملامحها.
 
ليرد عليها العم لطفي و هو السائق الخاص بالعائلة رجل على مشارف الستين طيب القلب و حتى رحيم يعامله كوالده رغم معرفة الجميع به انه شخص مغرور ولا يهتم لأحد الا انه مع العم لطفي يصبح شخص اخر و يعامله مثل فرد من عائلته. 

"طبعا يا بنتي انا تحت امرك.... الدنيا رجعت تنور برجوع صوتك يا هانم" 

رحمة ببتسامة. 

"ما يأمر عليك ظالم يا عمي بعدين ايه هانم دي انت تقولي بنتي على طول" 

العم لطفي بإمتنان. 

"ربنا يحفظك لشبابك يا بنتي و يحفظلك البيه رحيم و يرزقك بإبن الحلال اللي يحفظك و يصونك" 

رحمة بتمني. 

"امين يا عم لطفي يلا نمشي" 

اومئ لها العم لطفي ثم اتجه و فتح لها الباب لتجلس في المقعد الخلفي ثم جلس هو خلف عجلة القيادة لينطلق الى مجموعة التنين"شركات الجارحي" و خلفهم سيارات الحرس المكلفة بحماية رحمة. 

•••••••••••••••

اتجهت وهج الى مكتب ياسين بعد انتهاء الإجتماع، فجأة سمعت صوت خلفها فإستدارت لتقع عليها على تلك الباربي الملونة كما اطلقت عليها ما ان رأتها كانت فتاة ترتدي فستان من اللون الأحمر الصارخ يكشف اكثر مما يستر بينما تلوك العلكة بين شفتيها، اقتربت منها وهج بالإستغراب و اردفت. 

"نعم؟" 

رمقتها تلك الفتاة بنظرة مغرورة جعلتها ترفع حاجبها بالإستنكار لتسمعها تردف. 

"ياسين موجود؟" 

وهج برفعة حاجب. 

"يااسين؟ كدا حاف؟" 

الفتاة بغرور. 

"و ايه يعني... مفضلش غير حتة سكرتيرة تقلي اناديه ازاي" 

تحولت ملامحها الى غضب حارق ما ان استمعت الى ما تفوهت به تلك الحمقاء. 

"بصي يا حلوة الظاهر انك متعرفينيش و انا مش هلومك لأن محدش هنا بيعرف طبع وهج المالكي عشان كدا احترمي نفسك و متخلينيش اعرفك مقامك كويس" 

استشاطت غضبا و كادت ان تردف لكن وجدت وهج تنظر خلفها و هيا تردف بهدوء. 

"اهلا و سهلا ياسين بيه" 

منحها ياسين ابتسامة ثم وجه كلامه الى الواقفة امامها و اردف. 

"اهلا و سهلا انسة تولين اتفضلي.... وهج معلش فنجانين قهوة سادة لو سمحتي" 

انهى كلامه و اتجه الى الداخل لتتبعها تولين بعد ان القت نظرة مستحقرة على وهج التي رمقتها بغل و غضب ثم اتجهت لإحضار القهوة و هيا تتمتم بغل. 

"بقى عروسة المولد دي تبص ليا انا بإستحقار... بس مين دي انا اول مرة اشوفها هنا.... توقفت فجأة و اعتلت ملامح الألم وجهها عندما ادركت ما هيا هويتها.... هل يعقل انها الفتاة التي يعشقها ياسين كما اخبرها. 

" نزلت دموعها بألم و هيا تشعر بتلك العاصفة تهز عرش قلبها، ليييه ليييه احبك ده انا عرفتك من كام يووم بس لييه انا مكنتش عايزة كداا انا كنت عارفة ان انا معنديش حظ... ليه في الأول بابا سابني و بعدها امي.... و لما قلت خلاص حياتي انتهت من الفراق ظهرت انت و حبيتك بس طلعت بتحب واحدة ثانية ده انت حتى ما ادتنيش فرصة احبك براحتي " كانت تحدث نفسها بينما تنظر الى مكينة القهوة امامها. 

كفكفت دموعها بألم بالرغم من انها مازالت تنحدر و خلف كل دمعة ينهمر شلال من الدموع، الا انها تمالكت نفسها و حملت القهوة و اتجهت الى مكتب ياسين، فتحت الباب لتجد ياسين ينظر الى بعض الأوراق امامه يوقعهابينما تلك الحرباية تنظر له تكاد تأكله بعيناها. 

غيرتها من تحكمت بها في تلك اللحظة، ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيها سرعان ما لاحظها ياسين لينظر لها باستغراب بينما هيا لم تنتبه له و تقدمت من تولين. 

بينما ياسين يراقبها بإتباه فجأة فتح عيناه بصدمة عندما وجدها تعرقل قدميها ببعضها لتسقط كل القهوة على تولين التي صرخت بألم ما ان احترقت قدميها من حرارة القهوة. 

"انااا اسفة بجد سوري بس رجلي زحطت معرفش حصل كدا ازاي" 

نهظ ياسين بسرعة و اتجه الى تلك التي تبكي من الألم ثم قدم له منديل و هو يحاول تهدئتها. 

"انتي كويسة؟" 

ازداد نحيبها بتمثيل ما ان رأت ياسين يقترب منها. 

"انا موجوع اوي... السكرتيرة بتاعك كانت قاصدة تعمل كدا" 

كادت وهج ان ترد عليها لكنها صدمت حينما وجدت يصرخ بها قائلا. 

"انتي لسه وااقفة روحي بسرعهه هاتي مرهم للحروق و ثلج اتحركي" 

كتمت دموعها التي هددت بالنزول ثم اتجهت الى الخارج لتلبية ما طلبه منها. 

عادت بعد ثواني لتسلمه المرهم و الثلج ليقوم بوضعه على رجل تولين التي كانت تصتنع التمثيل، رفعت انظارها الى وهج تنظر لها بخبث و كأنها تخبرها انها هيا من كسبت. 

انتهى من وضع المرهم على قدمها ليسألها بهدوء

"بقيتي أحسن؟" 

امائت له بهدوء و تصنع. 

"كويسة و ده بفضلك بعد ما انت دهنت المرهم انا مبقتش حاسة بأي الم" 

ابتسم له ياسين بهدوء و اردف. 

"ولا يهمك... الف سلامة عليكي" 

نهض من امامها ثم استدار لتقع عيناه على وهج التي كانت تنظر الى الأرض تحاول اخفاء دموعها ليردف. 

"وهج اعتذري من الانسة تولين و ياريت بعد كدا تاخذي بالك كويس"
 
احقا يريدها ان تعتذر من تلك المتصنعة الهذا الحد يتفنن في عذابها و جرح قلبها... تعلم جيدا ان القهوة لم تكن ساخنة الى درجة ان تحرق تولين فهيا لا تستطيع ايذاء نملة... هيا فقط ارادت ان تفسد ملابسها لإنها تستفزها لا اكثر. 

لكن اذا كان هذا ما يريده لابأس ستعتذر بهدوء و ترحل بهدوء. 

"انا اسفة" 

تكلمت بصوت خافت ثم، رفعت نظرها له ليتفاجأ بملامحها الباهتة و عيناها التي تكبت الدموع... في لحظة انقلبت حدة ملامحه الى خوف ليردف. 

"انتي فيكي حاجة؟" 

ههه يتفنن في جرحها ثم يسألها اذ هيا بخير... اومأت له بهدوء و قالت. 

"اه.. عن اذنك" 

استدارت لتغادر و هيا تشعر بألم كبير يجتاح قلبها و هناك غشاء ضبابي يغلف عيناها، انفاسها بدأت تنقطع تدريجيا تخطو بضع خطوات مترنحة و ذالك الدوار يداهم رأسها. 

كان يتابعها بقلق و هيا تخطو نحو الباب، فجأة هرع قلبه بخوف و هو يراها تترنح في خطواتها و دون سابق انذار سقطت غائبة عن الوعي و في لحظة كان يستقبلها بين ذراعيه قبل ان تحتضنها الأرض. 

"وهج.... وهج... وهج ردي عليا انتي كويسة" 

كانت تنظر له و هيا تستشيط غضبا لقد انقلب كل شيء ما ان وقعت وهج مغمى عليا و سرقت منها الأنظار و الاهتمام في لمح البصر. 

لم يجد منها اي رد فحملها بسرعة و وضحها على الأريكة بجانب المكتب ثم اتصل على رحيم الذي اجابه بعد ثواني. 

"رحيم لو سمحت هات نزال و تعال على مكتبي بسرعة وهج اغمى عليها و معرفش حصل اي. 

...... 

اغلق الهاتف ثم وجه انظاره الى نزال التي رفعت انظارها عن الأوراق ترمقه باستغراب 

" في ايه؟ "

"تعالي معايا هتعرفي" 

اتجهت خلفه بإستغراب... فتح باب مكتب ياسين و دلف الى الداخل و هيا خلفه لتقع عيناها على اختها المسطحة على الأريكة ليهلع قلبها بخوف و تركض لها قائلة بقلق. 

"ايه اللي حصل مالها وهج" 

ياسين بخوف. 

"معرفش هيا فجأة اغمى عليها و مكنتش عارفة تاخذ نفسها" 

علمت نزال ما حصل لها لتلتفت حولها تبحث عن شيء ما فقال ياسين. 

"بدوري على حاجة؟" 

"اه يا ياسين شنطة وهج فين؟" 

"شنطتها اكيد في مكتبها.... لحظة هجيبها" 

اومأت له نزال ثم عادت تمسد على رأس شقيقتها بخوف.... ثواني و عاد ياسين يحمل الحقيبة بين يديه لتأخذها منه نزال و افرغت محتواياتها على المكتب لتأخذ علبة دواء و تضع برشامة بين شفتي وهج تحثها على ابتلاعها. 

"وهج يا روحي اصحي يا عمري انتي هتبقي كويسة" 

ياسين بإستغراب. 

"ايه الحبوب دي؟" 

نزال بحزن. 

"وهج معاها القلب و الدكتور مانع انها تقلق و تبعد عن اي حاجة تصايقها" 

رمقها بصدمة و هو يستمع الى ما تفوهت به... لقد كاد ان يأذي حبيبته هو يعلم جيدا انه بالغ في عصبيته عليها عندما سكبت القهوة على تولين لكن هو لم يعلم انها ستصل الى تلك الحالة. 

حركت اجفانها بألم تحول فتح عيناها... حركت نظراتها لتقع عيناها عليه ينظر لها بقلق قرأته في عيناها لكنا سريعا ابعدت انظارها عنه عندما وجدت نزال تكور وجهها بخوف. 

"انتي كويسة يا قلبي ايه اللي حصل عشان توصلي للحالة دي" 

"مفيش يا حبيبتي انا بس تعبت و ضغط الإمتحانات الفترة اللي فاتت كانت صعبة و انتي عارفة اني مكنتش بنام خالص عشان كدا تعبت و محستش بنفسي" 

رحيم بهدوء

"انتي كويسة" 

اجابته بهدوء و ابتسامة متعبة بعد ان اعتدلت في جلستها بمساعدة نزال. 

"ايوه انا كويسة شكرا استاذ رحيم" 

••••••••

عم لطفي ممكن توقف لو سمحت بسرعة"

"خير يا بنتي انتي كويسة" 

رحمة بطفولة. 

"اه كويسة بس عايزة غزل بنات من عند صاحب العرباية اللي جنب الطريق ده"

ـــــــــــــــــــــــــــــيتبعــــــــــــــــــــــــــــــ

دعمكم ليا بيخليني استمر. 

الحب ليس ضعف هو قوة لكن عندما تقع في الشخص المناسب. 

ما مصير حب وهج.... قصي هيفضل ساكت ولا هيقول حقيقة ان نزال و وهج اخواته. 

تتوقعو هيحصل اي في الحلقات القادمة

دمتم سالمين.
google-playkhamsatmostaqltradent