Ads by Google X

رواية في سبيل صهيب الفصل الثاني عشر 12 - بقلم لبنى ديزار

الصفحة الرئيسية
الحجم

 رواية في سبيل صهيب الفصل الثاني عشر 12 - بقلم لبنى ديزار


كم من حقيقة ظننتَها نورًا، وحين اقتربتَ منها... أحرقتكَ بنـNـارها؟!
كم من وجهٍ مألوفٍ، تهاوى قناعه أمام عينيك، ليكشف غريبًا يسكنه الظلام؟!
نبحث عن اليقين، فنُدرك متأخرين أن بعض الحقائق لا تُقال، بل تُوجَد في صمت العيون المرتعشة... في ارتجاف الأصابع وهي تكتب الحقيقة ثم تمحوها، نركض خلف الأجوبة، غير مدركين أن الأسئلة وحدها هي التي تُطاردنا.
وفي النهاية... هل الحقيقة هي ما نراه، أم ما نخشى رؤيته؟!
في سبيل صهيب بقلمي✍️______لبنى دراز
فرنسا🇫🇷 مارسيليا
فـ اوضة سبيل
سبيل استأذنت من جدها وجدتها وطلعت أوضتها ترتاح شوية، وبمجرد ما دخلت قعدت ع الكنبة وفتحت الواتس تشوف الصور والفيديوهات اللي بعتها المراقب، أول رسالة فتحتها كانت الرسالة اللي تخص سها، وابتدت تقرأ كل المعلومات وهي مصدومة من اللي بتشوفه... "هنادي قدري رسلان، 28 سنة، بكالوريوس تربية، من الصعيد." وشافت صور لـ بنت ملامحها غير ملامح سها خالص، كملت قراية الملف وباقي المعلومات لغاية ما وصلت لصورة شهادة وفاة باسم هنادي من 4 سنين، وصورة شهادة ميلاد باسم سها حسن الرفاعي بنفس التاريخ، وصور تقارير طبية لـ عمليات تجميل باسم دكتور انجليزي فـ مستشفى لبناني، عينها فضلت متعلقة بالكلام، ودماغها بدأت تلف، وحسّت إنها مش قادرة تاخد نفسها، بسرعة فتحت الصور اللي بعدها، شافت صور تذاكر طيران، صاحبة الصورة خرجت من مصر باسم هنادي، وبعد شهرين رجعت باسم سها الرفاعي، يعني التغيير ده حصل اثناء المدة دي، وشافت صورها فـ المستشفى قبل وبعد كل مرحلة من مراحل العملية، لحد ما الشكل اتغير تمامًا، وكأنها واحدة تانية خالص، ومش بس كدا... دي شافت فيديوهات لـ سها أو هنادي وهى بتتعلم تنطق بطريقة مختلفة، وبتمسح اى أثر لـ لهجتها الصعيدي، سبيل فضلت فـ حالة صدمة وذهول، مش مصدقة اللي بتشوفه قدامها، قلبها بقى يدق بسرعة، وعينيها رايحة جاية على الصور والفيديوهات مرة تانية من غير ما تستوعب أى حاجة، رجعت فتحت صورة شهادة الوفاة تاني... اسم هنادي قدري رسلان واضح وصريح، والتاريخ بيثبت إنها ماتت من 4 سنين، طب إزاي؟! وهى نفسها سها؟! سابت الفون من إيدها ووقفت تلف فـ الأوضة زى المجنونة وكل تفكيرها فـ صهيب، ازاى تقول له حاجة زى دي؟! يا ترى هيصدقها؟! طب تسكت وتسيبه يتحمل نتيجة أختياره؟! طيب لو عرف الحقيقة دي هيعمل ايه؟! عاصفة من الأفكار والأسئلة تاهت جواها ومش عارفة تخرج منها، حاولت تاخد نفسها وتهدّي روحها عشان تقدر تشوف باقي الصور والمعلومات اللي اتبعتت لها، رجعت قعدت مكانها تاني ومسكت الموبايل تكمل اللى كانت بتعمله، لفت نظرها فيديو مكتوب عليه خاص جدا، تاريخه من 3 سنين ونص، اترددت فـ الأول انها تفتحه، 3 دقايق متواصلة عينها مركزة ع الفيديو، ايدها بترتعش ودقات قلبها سرعتها زادت بسبب التوتر والخوف من اللى ممكن تشوفه، بس استجمعت قوتها وفتحت الفيديو، شافت وسمعت أخر حاجة ممكن تيجي فـ بالها، عينها وسعت بذهول دموعها نزلت غصب عنها وهى بتحط ايدها ع بُقها من شدة الصدمة، وهى شايفة اللى بيحصل.
"جوة الفيديو"
سها وهاني مع بعض فـ اوضة النوم بكل أريحية من غير تأنيب ضمير، بيتفقوا ع صهيب.
هاني قرب من سها وقعد جنبها ع السرير وبابتسامة خبيثة: مالك يا روحي؟! سرحانة فـ ايه كدا؟
سها بصت له ونظرة عينها كلها قلق وبنبرة مليانة توتر: خايفة يا هاني، اللى بتفكر فيه ده صعب، خصوصا بعد اللى حصل بيني وبينك.
هاني حاوطها بدراعه وخدها فـ حضنه وبهدوء: ما فيش حاجة صعبة علينا يا روحي، اسمعي انتي بس كلامي وكلام طنط نوال، وكل حاجة هتبقى زى الفل.
سها: بس هى ما تعرفش طبيعة العلاقة بيننا واصلة لحد فين يا هاني!! 
هاني: ما تخافيش يا قلب وشرايين هاني من جوة، قربي انتي بس منه ووقعيه فـ حبك، وسيبي الباقي عليا انا.
سها بخوف ظاهر ع ملامحها ونبرة صوتها: انت عارف اللى بتتكلم عنه ده يبقى مين؟! وعيلته مين؟! 
هاني: عارف يا قلبي، ده صهيب الشهاوي ابن أكبر وأغنى عيلة فـ البلد، لو قدرتي توقعيه وتخليه يحبك، يبقى طاقة القدر اتفتحت لنا، ومش بس كدا، ده انتي بمجرد ما تبقى مراته البرشام اللى بتاخديه ده هتبطليه، ونخلف ولد زى القمر يقش كل حاجة.
سها بذهول: انت أكيد اتجننت!! انت عايزني كمان اتجوزه؟! مش كفاية انى اوقعه فـ حبي، هتقدر تشوفني معاه يا هاني؟! 
هاني: يا حبيبتى، انا قلبي بيغـ*ـلي من جوة بمجرد التفكير انك هتكوني معاه، بس لازم نوصل لـ هدفنا، وبعدين ده الشخص الوحيد اللي يقدر يحميكي لو خالي عرف طريقك.
سها: وبابا هيعرف طريقي ازاى بعد كل اللى احنا عملناه ده؟!
هاني: يا حبيبتى انا بقول لو، لو عرف طريقك، يلا بقى يا قمري قومي خدي شاور حلو كدا زيك، والبسي الفستان اللي جبتهولك وحطي البرفيوم بتاعك اللى بيجنني ده، وانزلي جرى ع النادي، هتلاقى طنط نوال هناك مستنياكي، بس اوعي تقربي منها او تباني انك تعرفيها!! فاهماني يا روحي؟!
سها بقلق: حاضر يا حبيبي، هعمل اللى طلبته، بس انا برضو خايفة.
هاني: ما تخافيش يا روحي، إحنا هنكون حواليكي، بس خليكي هادية وطبيعية عشان ما تتكشفيش وزى ما فهّمتك، ما تبيّنيش خالص انك تعرفينا، كل واحد فينا هيبقى ع ترابيزة لـ وحده كأننا ما نعرفش بعض، انتي هتدخلي واول ما تقربي لترابيزة صهيب تعملي انك دايخة واسندي ع الكرسي اللي قصاده، واعتذري له بعد ما تقعدي من غير استأذان، وهو هيكمل الباقي.
"عودة لـ سبيل"
شردت فـ الفيديو وهى حاسة بالعجز ودماغها واقفة مش عارفة تفكر وبتكلم نفسها: هاني وسها طلعوا قرايب ومتفقين ع كل حاجة من الأول، يعني صهيب وقع فـ مصيدتهم.. انتبهت لـ اسم نوال وسألت نفسها تطلع مين وعلاقتها ايه بيهم؟ وفـ نفس اللحظة افتكرت انها شافت اسم نوال فـ خانة الأم فـ صور الأوراق اللى تخص هنادي، بدأت تدور زى المجنونة فـ باقي الرسايل اللى معاها لغاية ما لاقت ملف تاني مكتوب عليه نوال عبدالعزيز خضير البيومي، فتحته بسرعة وبمجرد ما شافت صورتها، جاتلها حالة هيستيريا وبقت بتصرخ بانهيار وهى ماسكة الموبايل وما فيش فـ بالها غير صهيب وكأنه واقف قصادها: آااااااااااااااااااه، هى دي اللى كسـ*ـرتني عشانهااااااا، هى دي اللى ضحيت بقلبي بسببها، غبييييي، غبببيييييييي، وقعت فـ مصيدتها أزاااااااااااى، عديت أول ليلة جواز معاها ازاااااااااى، ده ما فيش حد بيقدر يوقعك ولا يركب دماااااااااااغك، وقعت ازاى فـ العصابة دي، ازااااااااااى، رد عليا وريحني يا صهيييييب، قول لي قدروا عليك ازااااااااااى آاااااااااااااااااه، يارب دلّني اعمل ايه عشان أنقذه من اللى هو فيييه!!
عمران كان طالع يطمن عليها واول ما وصل عند باب اوضتها سمع صريخها فتح الباب بسرعة ودخل شافها منهارة ضمها فـ حضنه بخوف واضح عليه، اخد الموبايل من ايديها قفله من غير ما يبص فيه ونده بعلو صوته: شرررريييييف، فررررررييييد، حد يلحقني، دكتووور بسرررعة
فـ اقل من الثانية كانت الدنيا انقلبت والكل طلع يجري ع صوت عمران وشافوه وهو واخد سبيل فـ حضنه وهى بتهزي ومافيش ع لسانها غير  هى دي اللى دبـ*ـحتني عشانها.
فاطمة اول مرة تشوف سبيل فـ الحالة دي، وقربت منها بلهفة وخوف باين فـ ملامحها وصوتها وبصت لـ جوزها: سبيل مالها يا عمران؟! بنتي مالها جرالها اييييه؟ كانت طالعة كويسة ايه اللي وصلها للحالة دي؟
عمران من كتر خوفه ع سبيل حاضنها ومش قادر يتكلم، ومش عارف ايه اللى حصل وصلها لحالة الانهيار دي وكل تفكيره خايف انها تدخل فـ غيبوبة تانية، فـ نفس اللحظة فريد اتصل بالدكتور بتاعها وشرح له الحالة، وشريف أخدها من عمران ونيمها ع سريرها وفضلوا قاعدين كلهم حواليها لحد ما وصل الدكتور، وبعد ما شاف حالتها إدالها حقنة مهدئة، قالهم انها شافت او سمعت حاجة صدمتها واتسببت لها فـ حالة الانهيار العصبي، كتب لها بعض الأدوية اللى تهديها وما تضرش حملها وأكد ع تحذيره السابق انها ما تتعرض لأى أخبار سيئة وماحدش يسألها عن حاجة خالص عشان تهدى، بعد ما مشي الدكتور، خرج فريد من الفيلا وهو هيتجنن وخايف عليها مش قادر يشوفها بالوضع ده، بس مافيش فـ إيده حاجة يعملها، نفسه ياخدها فـ حضنه يطمنها ويهدّيها بس متكتف، نفسه يروح يخلّص ع صهيب لانه ما قدّرش حبها وكان سبب فـ وجعها وإنهيارها، لكنه برضو مش قادر لانه مالوش أى حق يتكلم، فضل يلف فـ الشوارع وقلبه موجوع منها وعليها، اما عمران وفاطمة فضلوا قاعدين جنبها ودموعهم مش بتقف وهما شايفينها بالشكل ده، حتى وهى نايمة بسبب المهدئ برضو بتهزي باسمه وبنفس الجملة اللى بتقولها وهما مش فاهمين حاجة ومستنيّنها تفوق وتفهّمهم.
______________________
فـ مجموعة شركات الشهاوي
مكتب شهاب
خرجت كريمة من المكتب وهى بتشتم شهاب فـ سرها، ع آخرها منه بسبب غيرتها عليه، وبصت للعميلة بغيظ قبل ما ترسم ع ملامحها ابتسامة كلها غِل وهى بتجزّ ع أسنانها: أتفضلي، مستر شهاب فـ انتظارك.
البنت قامت بهدوء، نظرتها كانت كلها استغراب واضح من تصرفات كريمة، لكنها ما قالتش حاجة، بس حركت راسها حركة خفيفة وراحت ناحية باب المكتب، خبطت عليه ودخلت اول ما سمعت أذن شهاب، ووقفت قدامه بابتسامة مهذبة: مساء الخير استاذ شهاب.
شهاب اول ما شافها فهم ليه  كريمة كانت هتوLـع، بس قام وقف يستقبلها بابتسامة خفيفة وترحيب هادي يليق بعيلة الشهاوي: اهلا وسهلا يافندم،  اتفضلي.
البنت قربت من المكتب بعد ما قفلت الباب وراها وابتسمت وهى بتمد إيدها تسلم وبتعّرف نفسها: سهام الراوي المدير العام للراوي جروب.
قبل ما يرد شهاب ع سهام، اتفاجئ بالباب اللى انفتح مرة واحدة بأندفاع ودخلت كريمة زى العاصفة نبرتها كلها غيظ وهى بتسلم عليها عشان تمنع شهاب يمد ايده: الباب ده ما بيتقفلش، مستر شهاب عنده فوبيا الأماكن المغلقة عشان كدا بيسيبه مفتوح، أه، وما بيسلمش ع حريم. 
شهاب بص لها بجدية وهو ماسك نفسه بالعافية عشان ما يضحكش من طريقتها وببرود مصطنع: شوفي أنسة سهام تشرب ايه يا كريمة؟ وهاتيه بنفسك.
سهام بصت لـ كريمة من فوق لتحت باستغراب وبنبرة هادية: قهوة سكر زيادة.
كريمة ردت من بين أسنانها وهى بتنقل نظراتها بينهم بغيظ: حاااضر.. خرجت وهى هتتجنن، قعدت ع مكتبها وهى مش عارفة تعمل ايه، رفعت سماعة التليفون طلبت القهوة من عامل البوفيه واستنتها بفارغ الصبر عشان تدخلها بنفسها زى ما قال شهاب.
جوة المكتب
قعد شهاب ع مكتبه بكل هيبته المعتادة وبجدية واضحة شاور لـ سهام تقعد قدامه: اتفضلي 
قعدت سهام وملامحها كان باين عليها علامات الاندهاش، وبعد لحظة تردد سألت بنبرة فيها استفسار: معلش بس سؤال، هى سكرتيرتك دي  طبيعية؟!
شهاب ردّ بهدوء وهو متعمد يخفي ضحكته: أه طبيعية، ليه بتقولي كدا؟!
سهام: اصلها استقبلتني برة بطريقة غريبة جدا، ما قدرتش افهم تصرفها بصراحة.
شهاب شرد للحظة فـ كريمة، عيونه لمعت وهو بيتكلم عنها: كريمة بنت ممتازة فوق الوصف، جميلة فـ كل حاجة، زكية جدا واخدة بالها من كل تفصيلة كبيرة وصغيرة فـ شغلي، مهتمة بكل حاجة، واستقبالها للعملا فوق الممتاز، ومافيش حد اشتكى منها ابداً
سهام لاحظت اللمعة فـ عيونه وهو بيتكلم عنها وفهمت تصرفها الغريب سببه ايه، ابتسمت وهى بتفتح حافظة الاوراق الخاصة بشغلهم مع بعض وبنبرة هادية: ممكن نبتدي شغل؟
شهاب ردّ بمهنية: اه طبعا ممكن، تحت أمرك.... وقبل ما يمد إيده ياخد الملف، الباب انفتح مرة تانية بنفس الطريقة العنيفة ودخلت منه كريمة زى الطوفان، عينيها كانت مليانة غيرة وغيظ وهى بتحط الصينية ع المكتب بقوة: القهوة!!
شهاب بص لها بنفس بروده المصطنع وهو بيشاور لها تخرج: شكرا يا كريمة، اتفضلي انتي، لما أعوزك هندهلك، وياريت ما تحوليّش أى مكالمات لغاية ما أخلّص الاجتماع مع انسة سهام.
كريمة ضيقت عينيها وهى بتبتسم ابتسامة كلها غيظ: حااااضر.
لفّت عشان تخرج، لكن شهاب فضل متابعها لحد ما وصلت عند الباب وقبل ما تعدي منه نده عليها متعمد يغيظها أكتر: كريمة، اقفلي الباب وراكي.
كريمة لفّت وشها بسرعة وهى مصدومة وبنبرة كلها عصبية: نعععم!! لأ طبعا، لا يجوز.
شهاب بص لها بحاجب مرفوع وهو حاطط كف ايده تحت دقنه من غير ما يتكلم، مستني يسمع مبررتها.
كريمة بلعت ريقها بتوتر من نظراته وردّت بسرعة: لازم اشوفكم بتعملوا ايه.. قصدي لازم تبقى عيني عليكوا.
شهاب فضل ساكت، لكنه حرك راسه بحركة جانبية فيها إعجاب، وجواه هيتجنن من غيرتها اللى فضحت مشاعرها.
كريمة شافته بيبص لها وساكت وبنبرة مليانة توتر: قصدي يعنى انت بتتخنق لما الباب يتقفل والدكتور بتاعك مسافر، فـ لازم الباب يبقى مفتوح عشان ماتتعبش، وكمان مستر صهيب مش موجود عشان يلحقك لو جرالك حاجة... خلصت كلامها بسرعة وجريت قعدت ع مكتبها اللى فـ وش مكتب شهاب مباشرة وما بيفصلش بينهم غير الباب.
سهام هزت راسها بابتسامة ع تصرفات كريمة المفضوحة وبعدين بصت لـ شهاب: اتفضل دى عقود الصفقة اللى تم الاتفاق عليها، تقدر تراجع البنود والشروط براحتك قبل الامضا.
شهاب كان عايز يجنن كريمة أكتر لانه مستمتع جدا بغيرتها وعارف انها شايفاه، وبملامح هادية وبرود متعمد: اتفضلي معايا ع ترابيزة الاجتماعات، حضرتك تراجعي عقودنا وانا اراجع عقودكم قبل الامضا... وقام فعلا من ورا مكتبه قاصد يبعد من وش كريمة عشان يشوف رد فعلها اللى بيجننه.
برة المكتب
قعدت كريمة ع مكتبها وهى مش قادرة تفهم مالها، اتجننت ليه اول ما شافت العميلة، ليه مش قادرة تسيطر ع نفسها بسبب غيرتها، رن فونها باسم صاحبتها منار، ردت بسرعة وبنبرة كلها توتر: ألحقيني يا منار!!
منار ببرود مستفز: طيب قولي ازيك؟! ردي السلام!! أى حاجة، مش الحقيني يا منار.
كريمة بغيظ: انتي هتديني محاضرة بدل ما تسأليني مالك؟!
منار بتنهيد: مالك يا مصيبة حياتي فيكي ايه؟!
كريمة بتنهيدة كلها عصبية: شهاب يا منار... شهاب هيروح مني.
منار بنبرة صوت مخضوضة: ازاى؟! جراله حاجة؟! خبطته عربية ولا عيان بمرض خطير؟!
كريمة بنرفزة وعصبية: بعد الشر عنه، ان شالله اللى بيدعي عليه يا بعيدة.
منار بعصبية: اومال هيروح منك ازاى يا أخرة صبري طالما انه كويس ومافهوش حاجة؟!
كريمة وهى بترفع عينها ناحية المكتب تشوفهم بيعملوا ايه: لا، دى واحدة كدا هشك بشك يا بت جاية تعمل معاه شغـ.... قطعت كلامها لما بصت ع المكتب وما شافتش شهاب قدامها هو وسهام، قلبها وقع فـ رجليها، قفلت المكالمة فـ وش صاحبتها وقامت جرى من غير تفكير دخلت المكتب بسرعة وشافتهم قاعدين بيشتغلوا وبيتكلموا فـ بنود عقود الصفقة.
شهاب شافها بجنب عينه داخلة زى ما توقع، ابتسم فـ سره ورفع راسه وهو راسم ع ملامحه الجدية وببرود مقصود: خير يا كريمة في حاجة؟!
قربت منهم بملامح مليانة غيظ وبنبرة نرفزة:أيوا في، المفروض اكون موجودة معاكم فـ توقيع العقود دي.
سهام بصت لها برفعة حاجب وجواها اتأكدت من غيرة كريمة ع شهاب وبنبرة تهكمية: وايه اللي فرضه بقى؟! هو انتى شريكة استاذ شهاب وانا ما اعرفش.
شهاب لسة هيرد، اتفاجئ بـ كريمة وهى بتتكلم بسرعة وعصبية من غير ما تاخد بالها من اللى بتقوله: أيوا شريكته! وع فكرة بقى انا مش شريكته فـ الشغل وبس، لأ، فـ حياته كمان، يعني انا شريكته فـ كل حاجة...
الكلام خرج منها بعفوية من غير ما تحس هى بتقول ايه.
سهام انتبهت لـ شهاب اللى اتصدم من رد كريمة، رفعت حاجبها وسألته بشكل مباشر: بجد الكلام ده يا استاذ شهاب؟!
شهاب ما استوعبش اللى سمعه وفتح بُقه بذهول: ها!! .... سكت لحظة وبعدها استوعب بسرعة ورد ع سهام بثبات: أه طبعا بجد، كريمة دي شريكة عمري كله.
كريمة حسّت بصاعقة نزلت ع دماغها، إدراكها المتأخر لكلامها خلاها شهقت بصدمة وطلعت تجري برة المكتب والشركة كلها وهى بتلعن فـ غبائها اللى وصلها انها تكشف نفسها بالشكل ده.
سهام ضحكت بصوت عالي وهى شايفة كريمة بتجري وبعدها اعتذرت لـ شهاب وهى بتحاول توقّف ضحكتها: سوري، استاذ شهاب، اني اتكلمت بالطريقة دي.
شهاب هز راسه بهدوء: انا اللى بعتذر لحضرتك عن تصرفات كريمة، بس هى..
سهام قاطعته بابتسامة: بتحبك اوي وبتغير عليك، عشان كدا بتتصرف بالطريقة دي، وع فكرة انا فاهمة ومقدرة تصرفاتها لأني بعمل زيها لما اشوف أى واحدة بتقرب من خطيبي.
شهاب اتنهد بإرتياح وهو بيبص لها بامتنان: انا اللي مش عارف اشكرك ازاى؟! لولا وجودك النهاردة ما كانتش خرجت عن صمتها وطلعت اللى مخبياه فـ قلبها.
سهام بابتسامة: طب ايه هنكمل شغلنا ونوقع العقود ولا ايه؟!
شهاب أكد ع كلامها بثقة: أكيد طبعا.
وكمل بالفعل شغل مع سهام وتمم الصفقة بعد الاتفاق ع كل الشروط ومراجعة بنود العقود، وبعد ما مشت العميلة، بدأ يدور بعينه ع كريمة لكنه ملقهاش،  وتوقع انها تكون خرجت جرى من الشركة بسبب توترها بعد اللى حصل منها، رجع قعد مكانه وهو حاسس ان قلبه هيخرج من بين ضلوعه من فرحته اللى ما لهاش وصف، مسك الفون عشان يتصل بـ سبيل ويحكي معاها زى عوايده قبل ما يرجع القصر، بس الغريب، مافيش رد منها، كرر المحاولة مرة واتنين وبرضو نفس النتيجة، مافيش رد، بدأ القلق ينهش قلبه، اتصل بـ جده عشان يطمن وبرضو مش بيرد، زاد قلقه أكتر وسيطرت عليه حالة من التوتر، فاتصل بـ فريد اللى رد عليه من اول مرة من غير ما يشوف اسم المتصل، سأله شهاب بلهفة عن سبيل وعمران وفهم منه اللى حصل لها، وبعد مدة قصيرة قفل المكالمة، وملامحه اتغيرت تماما بعد اللى سمعه من فريد، قام بسرعة خرج من المكتب والشركة كلها، نزل ركب عربيته ورجع القصر بأقصى سرعة،  لكنه ما كانش يعرف إن اللي مستنيه هناك حاجة مستحيل كانت تخطر على باله.
_____________________
فرنسا🇫🇷 مارسيليا
فيلا شريف التهامي
أوضة فريد
حسّ فريد بالتعب الشديد من كتر اللف فـ الشوارع والتفكير اللى مش راضي يسيبه، رجع الفيلا وطلع أوضته من غير ما يعدي ع شريف او حتى يطمن ع سبيل، كان عايز يهرب من كل حاجة حواليه، شافته شيماء من التراس وهو داخل بخطوات تقيلة وملامح مجهدة وعينيه فيها حزن غريب، حسّت ان ابنها بيتوجّع ومش قادر يتكلم، بسرعة راحت ع أوضته وخبطت، ولما سمعها فريد أذن لها بالدخول.
 دخلت وملامحها كلها قلق، قربت منه ونبرة صوتها فيها رجفة خفيفة: مالك يا فريد؟ عامل فـ نفسك كدا ليه؟
فريد قعد على أقرب كرسي وهو حاسس إن جسمه مش قادر يشيله، بص لها بابتسامة باهتة وهو بيحاول يطمنها: مافيش حاجة يا ماما، ما تقلقيش انا كويس.
شيماء قعدت ع الكرسي اللى جنبه ومسكت إيده بحنية: ما تفتكرش اني مش حاسة بيك ولا فاهمة مشاعرك ناحية سبيل، بس...
قبل ما تكمل، قاطعها فريد بسرعة، كأنه بيهرب من الحقيقة: ايه اللي حضرتك بتقوليه ده؟! مافيش حاجة من دى خالص
شيماء بصت له بنظرة أم شايفة ابنها بينكر اللي جواه وهو أضعف من إنه يواجه نفسه: فريد يا حبيبى، انا أمك وأكتر واحدة فاهماك، حتى أكتر ما انت فاهم نفسك، وعارفة انك مش بس بتحبها، لأ، انت بتعشقها، بس يا حبيبي خلاص ما بقاش ينفع.
فريد غمض عينيه، حسّ بكيانه بيتهد، أخد نفس قوي وهو بيحاول يمنع دموعه، لكن صوت وجعه طلع غصب عنه: آاااااه، مش بإيدي يا ماما، غصب عني، مش قادر ما أفكرش فيها.
شيماء وقفت وشدته لحضنها ودموعها مغرقة وشها وبنبرة صوت مبحوح: عارفة يا نور عيني انه مش بإيدك، بس هى كمان مش بإيديها يا حبيبى، القلوب ما لناش عليها سلطان يا فريد، قلبك أختارها لكن قلبها أختار صهيب يا حبيبى.
خرج فريد من حضنها وهو متعصب، عيونه أحمرت من شدة عصبيته وبنبرة كلها غضب: بس صهيب ما صانهاش يا ماما، ما حافظش عليها، خانها وجرحها، بقى دى سبيل اللى ضحكتها كانت بتنور الدنيا كلها؟! شااااايفة دبلت ازاى بسببه؟!
شيماء قربت منه مسكت ايده، خدته بهدوء ناحية سريره، قعدته جنبها وحضنته زى الطفل الصغير بتحاول تهديه: يا حبيبى.. مهما عمل فيها هيفضل حبيبها وراضية بيه، بس انا بقى اللى مش راضية عن حالك ده، لحد أمتى هتفضل موقّف حياتك يا ابني؟ انا نفسي افرح بيك واشيل ولادك يا فريد.
غمض عيونه وهو فـ حضنها، بس المرة دي صورة سبيل كانت جواه، محفورة فـ قلبه، دموعه نزلت غصب عنه وهمس بحزن: مش هقدر يا ماما، مش قادر أشوف غيرها، حتى مجرد التخيل مش قادر أفكر فيه، سبيل احتلت كياني وروحي ومش عارف اتحرر منها.
شيماء قامت وقفت واتعصبت بطريقة ملحوظة ونبرة صوتها مليانة غيظ ونرفزة: وبعدين معاك يعنى؟ هى اتجوزت خلاص ومهما حصل بينها وبين جوزها مسيرها ترجع له، انت بقى اييييه؟ هتترهبن وتعيش حياتك من غير جواز ع ذكراها؟ أنا مش هاقبل بكدا ابدا. 
فريد رفع ايده يطلب منها تهدى وبنبرة كلها توسل: يا ماما لو سمحتي أهدي، وأرجوكي بلاش تضغطي عليا.
شيماء حاولت تهدى وتاخد نفسها قربت منه واتكلمت بهدوء: يا حبيبي افهمنى، ربنا يعلم انا بحب سبيل قد ايه، بس أنت ابني الوحيد اللي ماليش غيره ونفسي اشوفك أسعد واحد فـ الدنيا.
فريد اتنهد بحزن: انا سعيد ومبسوط كدا يا ماما، اطمني.
شيماء هزت راسها بأسف: انت بتضحك ع نفسك ولا بتضحك عليا؟! 
فريد رفع عينه وبص لها بقلة حيلة: عايزاني اعمل يعنى يا ماما؟ اروح اتجوز اى واحدة وخلاص واظلمها واظلم نفسي معاها؟! انا مش هعمل كدا.
شيماء بصت لها ونظرة عينيها مليانة حزن ونبرة صوتها كلها وجع: يا فريد يا حبيبى ما توجعش قلبي، انا عارفة انه صعب عليك تفكر فـ غيرها بس مش مستحيل.
فريد بنبرة كلها حزم: يا ماما لو سمحتي عشان خاطري اقفلي ع الموضوع ده.
شيماء بصت له بنظرة كلها إصرار وحسمت الكلام: لأ، مش هقفله يا فريد، انا عارفة أنك مستني طلاقها من صهيب، وعارفة انك رهنت حياتك ع أمل انها تكون ليك، بس ده مش هيحصل، وحتى لو حصل وسبيل اطلقت وقبلت تتجوزك، هتقدر انت تعيش معاها وهى قلبها مع غيرك؟! خصوصا ان معاها حتة منه، هتقدر تشوف ابنها قدامك كل يوم من غير ما يبقى في حاجز بينك وبينها بسببه... سكتت شوية وهى بتراقب ملامحه اللى بتتغير وبقت أضعف وبنبرة مليانة حنية: يا حبيبى فوق، سبيل صحيح مجروحة وغضبانة من صهيب لكن عمرها ما هتقدر تكرهه او تنسي حبه لأنها كبرت عليه وما شافتش غيره.
فريد اتحرك بعصبية وصوته كان عالي وهو بيرد عليها: ايه يا ماما الكلام ده!! ازاى تفكري فيا كدا؟! معقولة تفكري انى عايزها تطلق واخـ*ـرب عليها حياتها عشان نفسي؟! 
اتنهدت شيماء بحزن: انا مش لسة قايلة لك انى فاهماك أكتر ما انت فاهم نفسك يا فريد!! 
فريد حسّ كأنها سحبته من منطقة كان بيحاول ينكرها حتى قدام نفسه، وقف وهو حاسس بضعفه بيظهر قدامها، نبرة صوته كانت مـkـسورة رغم غضبه: يا ماما ده اتهام انا لا يمكن أقبله، حضرتك ازاى تفكري انى ممكن أعمل كدا؟! ازااااى؟
شيماء بصت له بحنان وابتسمت ابتسامة حزينة: اهى عصبيتك دي أكبر دليل ع صحة كلامي يا فريد، يا ابني اللى بيحب بجد بيتمنى لحبيبه السعادة، مش بيستنى خر*اب حياته، ادعيلها يا حبيبى ان الامور تتصلح بينها وبين جوزها عشان خاطر ابنهم اللى جاى، وحاول تنساها وأدعي ربنا يخرج حبها من قلبك ويرزقك بالقلب اللى يستاهلك.
فريد قعد مكانه وبتنهيدة وجع وهو عينه فـ الأرض وكأنها الملجأ الوحيد لهزيمته وملاذه الأخير: حاضر يا ماما هحاول، بس ارجوكي سيبيني لوحدي، محتاج ارتاح.
شيماء مدت إيدها مسحت ع شعره بحنان وباست راسه، وخرجت من الاوضة ودموعها ع خدها من كتر حزنها مش بس عليه، لكن كمان ع سبيل، لانها شايفة قد ايه الاتنين بيتعذبوا بسبب الحب وكل واحد فيهم عايش ع أمل انه يجتمع مع حبيبه لكنه صعب ان ما كانش مستحيل.
______________________
مصر 🇪🇬 قصر الشهاوي
خرج صهيب مع قدري ورسلان من الصالون فـ نفس اللحظة اللي كانت نرمين وسها نازلين فيها ع السلم، وقت ما كان قدري بيسلم ع صهيب عشان يمشي، سها عينها وقعت عليه، وفجأة، وهى بتجري ع السلم خبطت الفازة بالغلط وقعتها ع الارض، عملت صوت عالي شد انتباه قدري فلفّ بسرعة ناحية مصدر الصوت وشاف.
نرمين كانت نازلة ع السلم بتضحك مع سها وبتنادى ع الشغالة: سعاااااد، هاتي القهوة بتاعتي برة..... ونزلت تكمل طريقها ناحية باب الجنينة 
قدري سمع صوتها، فجأة جسمه أتسمر مكانه، عينه وسعت ع أخرها، وكأن الزمن وقف للحظة، عقله اشتغل بسرعة، بيراجع كلام صهيب فـ دماغه وبيربط بينه وبين اللى شايفه قدامه، ثواني معدودة كانت كفيلة انه يفهم كل حاجة، فجأة صوته طلع مليان غل وكره السنين: نواااااااااال
نرمين كانت ع بعد خطوة من باب الجنينة، وقبل ما تخرج منه سمعت صوت قدري، وقفت مكانها فجأة، ضربات قلبها زادت لدرجة حست انه هيخرج من بين ضلوعها، بلعت ريقها بصعوبة، وحاولت تكمل طريقها كأنها ما سمعتش حاجة.
قدري لمحها وقفت ثانية فـ حالة تردد وبعدين اتحركت مرة تانية، قبل ما تحاول تهرب منه، جه صوته أقوى بنبرة أمر: استني عندك، أجفي مكانك يا نواااال ما تتحركيش.
صهيب واقف مش فاهم أى حاجة وبص لـ قدري باستغراب: نوال مين يا حاج؟!! دي نرمين هانم مرات عمي.
رسلان هو كمان ملامحه أتغيرت، وبص لـ قدري بنفس الاستغراب، وبنبرة شك: انت متأكد يا بوي؟! فكر زين لا يكون أختلط عليك الأمر، يخلج من الشبه أربعين.
قدري ما كانش سامع أى حد، هو خلاص مقتنع ومتأكد من اللى قدامه، قرب منها بخطوات تقيلة، عينه رايحة جاية بينها وبين صهيب ورسلان، بنبرته اللى كلها تأكيد وإصرار: هى نوال البيومي، انا ما هتوهش عنها واصل، مهما غابت سنين شكلها هو هو وصوتها هو هو... الغضب كان عاميه، عروقه بتنبض بقوة من الغلّ، عيونه بترجم كل سنين الألم والانتظار، ايده اترفعت ع رقبتها بيحاول يخنقها، صوته طلع زى الرعد هزّ جدران القصر: وديتي بتي فين يا نوااااااال، جولي البت فين جبل ما أخد روحك فـ يدي.
 القصر كله كان على وشك الانفـ*ـجار،صوت صراخ نرمين كان بيشقّ الجدران، وعيونها بتلفّ في المكان زي الغريق اللي بيحاول يتعلق بقشايا، كانت بتقاوم بكل قوتها، بتحاول تفلت من قبضة قدري اللي ماسكها كأنها فريسة مش هيسيبها غير لما تقول الحقيقة، أو ياخد روحها، وهى بتصرخ بتضرب فـ ايده وتستنجد بصهيب: نوال مين انا ما اعرفش حد بالأسم ده!! الحقني يا صهيب، الحقني المجنون ده هيموتني.
صهيب ورسلان جريوا عليه بسرعة بيحاولوا يخلّصوها من بين إيديه، لكنه كان حد تاني من قوة غضبه اللى متحكمة فيه، ما حدش قادر عليه
صهيب شدّه من كتفه بقوة، صوته كان فيه محاولة للسيطرة، لكن حاد: سيبها يا حاج قدري، وفهّمني ايه الحكاية بالظبط؟!
قدري عينه أحمرت من شدة غضبه، والدم غـ*لي فـ عروقه، اللى ظهر ع ملامحه ما كانش مجرد غضب.. ده كأنه وحش من الاساطير خارج ينتقم من فريسته بشراسة: لع ما هسيبهاش غير وهى چثة فـ يدي لو ما جالتش فين هنادي بتي؟
صهيب يحاول يحافظ ع هدوءه بقدر الإمكان رغم الغلـ*ـيان اللى جواه وبنبرة فيها شوية من الحكمة: انت كدا هتضيّع نفسك لو خنقتها ومش هتستفيد حاجة، سيبها وانا اوعدك اخليها تقولك فين هنادي.
نرمين كانت بتتخبط، صوتها بدأ يضعف، لكنها ما زالت بتقاوم بكل قوتها: انا مش نوااال، انتوا مش مصدقينّي لييييييه؟ وما اعرفش مين هنادي اللى بيتكلم عنها دي، خليه يسيبني يا صهيب ابوس ايدك يا ابني هموووووت.
في اللحظة دي، شهاب كان داخل القصر راجع من الشركة، أول ما عدى من الباب وقف في مكانه مصدوم من المنظر اللي قدامه، عيونه وسعت وهو مش مستوعب اللى بيحصل وشوش غريبة، وتوتر ورعب، قلبه دبّ فيه القلق، وما فكرش لحظة، جري بسرعة ناحية صهيب، وصوته طالع بلهفة: فى ايه يا صهيب؟! ايه اللى بيحصل هنا؟! مين ده وماسك فـ طنط نرمين ليه كدا؟!
صهيب كان وسط المعمعة، بيحاول بكل قوته يفك نرمين من إيدين قدري، وما كانش فاضي يشرح، لف لـ شهاب بعصبية وزعق فيه: انت لسة هتحقق معاياااا، ساعدنا نخلصها من بين ايديه الاول وبعدين اسأل يا اخي براحتك.
شهاب شد نفسه، ومن غير تفكير دخل وسطهم يحاول يفك نرمين، مع صهيب ورسلان من قدري، لكن كأنهم بيحاولوا يوقفوا إعصار.
 قدري كان قوة غير بشرية، وكأن فيه شيطان لبسه، صوته كان غريب، مافيش على لسانه غير حاجة واحدة: وديتي بتي فين يا نوااااااال؟!
فـ لحظة القصر كله كان اتقلب، رأساً على عقب، الشغالين كلهم خرجوا من المطبخ، عادل وسامية نزلوا جري من فوق، حتى علي ونادر ويمنى وشاهندة كلهم نزلوا جرى ع صوت زعيق قدري وصريخ نرمين وكل الرجالة اللي واقفة مافيش حد قادر يخلصها منه وهو ماسك فيها بكل قوته وحاكم قبضتها ع رقبتها.
نرمين مصممة ع رأيها رغم ان خلاص وشها بقى أزرق ونفسها ابتدا يقل وبصوت ضعيف متقطع: انا.. ما.. اعرفش.. مين اللي.. بتتكلم... عنهم... دول... عينها راحت ناحية علي ونادر، كانت بتحاول تاخد نفسها بصعوبة وبتهمس بصوت أضعف: ألحـ...ـقوني.. ما.. تقفوش... تتفرجوا... عليا... انا بموووووت.
علي راح ناحيته حاول يضـ*ـربه ويفصله عنها ملامحه كلها غضب وبيزعق وبيشتم بصوت عالي فيه لكن برضو مش قادر عليه: سيبها يا حيواااان أنت مالك بيها؟! تعرفها منين انت عشان تعمل فيها كدا؟! .. وبعدها نقل نظره ع صهيب والغضب عاميه: هما دول ضيووفك يا بشمهندسس؟! جايب بلطجية البيت وسااايبهم يتهجموا ع مرات عمك وواقف تتفرررررج!!
صهيب خرج عن هدوءه، كان خلاص ع وشك الانـfجار وبنبرة كلها غضب: عممممي، مش وقت حساااااب ورمي تهم، نخلّصها الاول قبل ما تموت فـ إيديه، وبعدين كلنا هنقعد نتحااااسب.
رسلان بقى شبه متأكد ان ابوه ع حق بسبب إصراره وفـ نفس الوقت شاكك لانها خلاص بتموت وبرضو هى كمان مُصرة ع رأيها، لكن حاسس ان فى حاجة غلط وقلق واضح: سيبها يا ابوي الله يرضى عنيك، الست هتروح فـ يدك. 
قدري كان معمي، الغضب كان حاكمه، وبصوته المبحوح من كتر الهيجان، زعق: لع ما هسيبهاش واصل جبل ما تجول ودت هنادي فين.
رسلان اتردد للحظة، لكن الشك بدأ ينهش فيه: انت متأكد يعني انها بت المحروج نوال للدرجة دي؟
قدري بص في عيون ابنه مباشرة، صوته كان زي الخـ*ـنجر وهو بيغرس الحقيقة فيهم كلهم: كيف ما انا متأكد انك واجف جدامي.
عادل كان ساكت طول الوقت، ملامحه كانت غامضة، رغم انه مش فاهم حاجة، لكنه قرب من قدري وسأله بهدوء قاتل: وايه اللي مخليك متأكد أنها هى نفس الست اللى بتتكلم عنها؟!
قدري رفع عينه لـ عادل وهو ماسك فيها وسحب نفس قوي، كأن الـNـار اللي جواه بتزيد، ووشه كان أسود من الغضب وهو بيقول ببطء: صوتها اللي كلمتني بيه فـ التلفون لما كانت بتتحايل سواعي وتهدد سواعي عشان تشوف بتها، زى ما هو ما اتغيرش، ووشها ده اللي مغيروش الزمن، زى ما هو من يوم ما اتچوزتها من 29 سنة وهو نفس شكلها يوم ما اتدلّيت مصر من 5 سنين وجابلتني فـ محطة الجطر وسلمتها بتي بيدي ع اساس تجعد حداها شهر ولا تنين، بس هى سرجتها مني وخفتها عني... سكت لحظة، وعيونه كانت بتحفر فـ ملامح نرمين، وبعدين بص لـ علي مباشرة، كأنه بيـfـجر حقيقة مرعبة: فيها چرح معلم فـ كتفها اليمين وچرح فـ مكان تاني ما هيعرفهوش غير چوزها، ولو انا غلطان، يكدبني.
علي أتسمر مكانه وبص لـ قدري باستغراب، وايده اللى بيحاول يخلصها بيها منه أرتخت وبقى واقف مش فاهم ازاى الراجل ده قدر يعرف العلامات اللى فـ جسمها، عينه راحت تلقائي ع نرمين وبقى حاسس انه بيشوفها لأول مرة.
نادر كان واقف متجمد من الصدمة، وفجأة انـfـجر، وجري ناحية قدري بقى يضربه بكل قوته، ويصرخ بهيستيريا: سيب أمي يا راجل انت، هتموتها فـ ايدك يا مجنووووون، حد يبلغ البولييييس، أمي هترووح فـ ايديه، حد يلحقهااااا.
رسلان عيونه كانت بتتحرك بسرعة بين أبوه ونرمين، شايف الوضع بيخرج عن السيطرة، ونَفَسه بدأ يتقل من شدة التوتر، كوّر إيده بعصبية، وعض على شفايفه وهو بيحاول يتمالك أعصابه، لكن الغلـ*ـيان  اللى جواه كان أقوى منه ملامحه أتشدت، وصوته طلع متوتر ومليان انفعال: بكفاياااااك عاد يا بوووي!! هتموت فـ يدك، سيبها بجى، وهى إكده ولا إكده هتجول ودت هنادي فين، بس سيبها الله يخليك، ما توديش روحك فـ داهية بسبب واحدة رجاصة زى ديه... وبص لها بعيون مليانين بالغل والغضب وكأن نظراته سـkـاكين بتنغرز فيها، بيحاول يكتم البرkـا اللى جواه: وغلاوتك يا بوي لاخليها تندم ع كل اللى عملته فيك وفـ خيتي بس تجول الاول هى فين؟ وبعدها ليا تصريف معاها.
كلام رسلان  نزل زى الصاعقة ع دماغ الكل، ماعدا صهيب اللى كان عارف، حتى علي، رغم انه اتأكد انها المقصودة لكنه ما كانش يعرف عن ماضيها غير انها أترملت بعد موت جوزها وبنتها ف حادثة وبعدها اتجوزها.
يمنى رغم صدمتها من اللى بتشوفه وتسمعه، قربت من قدري بخطوات مهزوزة، عينيها كلها رجاء، دموعها مغرقة وشها، مدّت إيدها وحطتها ع ايده اللى كانت متشنجة من الغضب، وبنبرة مليانة توسل: أرجوك يا عمو سيب لي ماما، عشان خاطري... بص، أعتبرني بنتك اللي بتدور عليها، ولو عايز تاخدني بدلها خدني، بس سيب ماما تعيش، انا ماليش غيرها بعد أختى ما راحت ومش بترضى ترجع، أبوس ايدك والنبي.
نادر كان على وشك يزعق فيها، لكن صهيب بص له بنظرة حازمة قطعت كلامه، وقرب من يمنى وسحبها لحضنه بحنية يطمنها: ما تخافيش يا حبيبتى عمو هيهدى ويسيبها ومش هيجرالها حاجة، انتى بس روحي لـ ماما سامية وانا اوعدك ان ماما نرمين هتبقى كويسة...
ولفّ عينه ع أمه، وشاور لها بحزم: ارجوكي يا ماما خديها وأطلعي بيها فوق..
عينه راحت ناحية شاهندة، اللي كانت واقفة بترتعش، دموعها بتنزل بصمت، الموقف كان تقيل عليها اوى، صوته وصلها هادي لكنه كان واضح: يلا يا شاهي معاهم، وخُدوا بالكم منها.
سامية مسكت يمنى من إيدها وضمتها فـ حضنها، وبصت لـ نرمين لحظة وهى بتهزّ راسها بأسف، بعدها أخدتها وطلعت بيها فوق من غير ولا كلمة، وشاهندة لحقتهم بخطوات مترددة وهى مش قاردة تفهم أى حاجة.
قدري اول ما لمسته ايد يمنى، حس برعشة فـ جسمه غريبة، لمستها كانت دافية زى هنادي ونبرة صوتها كله حنية وكأن بنته هى اللي بتتكلم، كلامها لمس قلبه، هز كيانه من جوة، فجأة ايده ارتخت وساب نرمين، عينه فضلت متابعاها وهى بتبعد، لحد ما اختفت عن نظره، حس ان جسمه خذله ومش قادر يشيله قعد مكانه، صوته طلع ضعيف كله وجع: فيها ريحة بتي، فيها شبه منها، كانّها هى وهى فـ سنها.... 
رفع عينه ببطء لنرمين، ونظرة الكره كانت واضحة فيها وهو بيهمس بصوت خشن: منك لله ضيعتي بتي مني وكنتي هتضيعينى، ربنا ينتجم منك.
نرمين، أول ما إيده سابت رقبتها، وقعت على الأرض بقوة
فقدت وعيها، نادر وشهاب جريوا عليها بسرعة، حاولوا يفوقوها، لكن جسمها كان بارد، وكأنها خلاص راحت، فـ نفس اللحظة سعاد الشغالة جريت وهي ماسكة بصلة، كسرتها وقربتها من مناخير نرمين، بتشممها لها رغم زعيق نادر فيها: شيلي البصلة اللى فـ ايدك دي، وغوري هاتي ازازة البرفيوم بتاعتي!!
لكن سعاد ما سمعتش كلامه، فضلت مصممة ع اللي بتعمله، ووشها كله جدية، لحد ما نرمين فجأة شهقت، وكحّت كذا مرة، بدأت تاخد نفسها، ورجعت لطبيعتها واحدة واحدة، عينيها بدأت تلف ببطء ع اللي واقفين حواليها، كلهم مستنيينها تفوق ومتحفزين عايزين يسمعوا منها الحقيقة اللي لسه غامضة، يا ترى، هتقول؟ ولا هتفضل متمسكة بإنكارها؟
فى سبي

•تابع الفصل التالي "رواية في سبيل صهيب" اضغط على اسم الرواية

google-playkhamsatmostaqltradent