رواية ابواب الفصل الثاني عشر 12 - بقلم هنا عادل
الوقت مكانش يسمح ان زين يستمر فى الاغماء ده وقت طويل، وعلشان كده كان لازم الامراء يساعدوه انه يفوق، وبشحنة كهربائية بالنسبالنا لكن كانت مجرد لمسات من ايادي الامراء فاق زين بسرعة وفى عنيه نظرات رعب وبيبص حواليه وبيتمنى انه يكون فى كابوس، لكن صدمه الحروف اللى ابتديت تظهر بالفعل على جدران القبر، حروف ورموز وارقام، كان بيرددها زين من غير تفكير مش علشان ينفذ الكلام…لالا كان بينفذها لأن دي اكتر حاجة عاصرها معاهم واتمنى انها تنتهى فى غمضة عين، مكانش فاهم ايه اللى بيحصل، لكن مجرد ما ظهرت كل الحروف والرموز والارقام ورددها زين اتحول المكان، المكان اتحول لبيت قديم، بيت مليان حاجات غريبة ريحته مؤذية جدا مكانش قادر زين يتنفس بسهولة بسبب كتمة النفس اللى حس بيها من الريحة دي، بص حواليه وبيتأكد انه مش في القبر، اكتشف ان المكان مخيف برضو مختلفش عن القبر كتير لكن نوعا ما اهون من الضلمة والرعب اللى كان فيهم، راقب بعنيه كويس الاوضة اللى قاعد فيها، كانت جدرانها من الخوص، فى اركان الاوضة حيوانات محنطة، متعلق فى سقف الاوضة اللى كان من الخوص برضو رؤوس حيوانات، ترابيزة صغيرة قصاد خدادية على الارض فوقها منقد بخور والع لكن ريحة البخور كانت مش باينة مع الريحة الصعبة اللى الحيوانات الميتة دي سبب فيها، رغم انهم مُحنطين، الا ان الرؤوس اللى فى السقف مكانتش مُحنطة، علشان كده الريحة كانت صعبة جدا، كلن زين نفسه:
– هو ايه المكان ده؟
مستناش كتير علشان يسمع اجابة، ودخل فجأة شخص غريب، دخل من غير كلام وكأنه متجاهل زين، قعد على المنقد وبص زين للشخص ده بأستغراب وهو حاسس ان دي مش اول مرة يشوفه فيها، اتكلم الشخص ده وقال:
– معنى انك جيت لحد عندي يبقى انت طلبك صعب.
كان ساكت زين ومش عارف المفروض يتكلم يقول ايه؟ ولا عارف مين ده؟ ولا عارف ايه سبب وجوده فى المكان ده؟ لكن فى اللحظة دي تقريبا كان جه وقت تدخل الامراء وعلشان كده ابتدا يحس زين بأن جسمه بينمل، ولاحظ بعد التكرار ان وجودهم سيطر على وجوده، وهنا عرف واتأكد ان دي لحظة تدخلهم، ركز زين علشان عايز يعرف ايه اللى بيحصل، رغم ان اللي بيحصل بيوصله وكأنه صدى صوت، لكن فى نفس الوقت هو مش عايز يفوت على نفسه معرفة سبب وجوده وسبب اللى بيحصل، ومين الشخص ده؟ اتكلم طارش على لسان زين وقال:
– انا جيت علشان ترجعهالي.
رد وقال الشخص ده:
– هي مين؟
رد طارش وقال:
– انت مش عارف مين يا غادر؟
غادر بيركز وبيحاول يفهم:
– ما تتكلم دوغري يا جدع انت؟ انت مين وجاي عايز ايه؟
فى اللحظة دي احتل شمهورش المحادثة وابتدا يتكلم هو على لسان زين:
– شهيرة يا غادر، شهيرة اللى قررت انك تسفرها حدود الانس والجن علشان تستدعي بيها شقر…شقر اللى مقدرتش تسخره غير بأغوائه بشهيرة بالذات.
فى اللحظة دي ركز غادر وكأنه افتكر حاجة، ورد بسرعة وخوف وقال:
– شهيرة؟! شقر؟! كانت لعنة مالهاش نهاية يوم ما فكرت اعمل كده، غلطت الغلطة ومعرفتش اصلحها، لا مني سخرته، ولا مني عرفت ارجعها.
اتكلم شمهورش وقال:
– علشان مش شقر ملك الجن الاسود هو اللى يتضحك عليه بأنسية، وحتى لو كان عشقها يا غادر…مستحيل كان دجال زيك يقدر يسخره، انت اضعف واقل من انه يقبل يكون خادم ليك.
غادر اتكلم:
– انا من يوم ما عملت كده وانا مش حاسس لا بنفسي ولا بالدنيا، ده انا فاكر ان البيت ده ولع بيا، هو انا اصلا حاسس ان فيه سنين راحوا من حياتي مش فاكر فيهم حاجة، غلطت ومش عارف اصلح الغلطة ولا عارف ارجع لحياتي.
هنا اتكلم قفر وقال:
– علشان انت مش عايش، انت روحك فى عذاب بين الدنيا والاخرة، شهيرة حبيسة بسببك بين عالمين، ولازم انت اللى ترجعها، ولا هتنعم بموت ولا تصعد روحك غير برجوع شهيرة للعالم بتاعها من تاني.
غادر برق بعنيه وبص حواليه وحاسس بصدمة:
– يعني ايه مش عايش؟ قصدك اني ميت؟
رد قفر وقال:
– ايوة انت ميت، لكن ولا هتحس بالدنيا ولا بالموت غير لما ترجع السجينة اللى قررت تضحي بيها لمجرد انك تسخر واحد من عالم الجان، مهما كان ملك او امير او حتى خادم، ضحيت بأنسية رغم ارادتها، ورفضها للرحلة دي…هو السبب فى انها سجينة، وهو السبب فى نهايتك اللى كانت اسواء من مجرد حريقة.
بيحاول غادر يفتكر، لكن مش فاكر بالظبط، بيحاول يستجمع اخر وقت قضاه فى البيت بتاعه، بيحاول يركز فى موضوع الحريقة اللى عارف انه عاشها لدقايق مرعبة، لكن مش قادر يفتكرها ولا يفتكر لحظة منها، اتكلم شمهورش وقال:
– متقلقش، هتفتكر كل حاجة قبل ما تستقر روحك، لازم تحس بالعذاب من تاني قبل ما روحك تفارق العالمين، انت تستاهل ده.
غادر كان مش مستوعب انه ميت، مش مستوعب انه مجرد روح تم استدعائها ومجرد ما يخلص المهمة اللى استدعوه علشانها هيرجع تاني لعالم الاموات، وتفكيره ده قدر قُزح يقرأه، وعلشان كده قال لغادر:
– هتخلص المهمة، انت مش المسيطر الوحيد على جسمك فى اللحظات دي، اعوان مملكة الجان الاحمر معاك، وعلشان كده هيساعدوك تقوم بكل طقوس الاستدعاء.
غادر بيأس بعد ما اقتنع انه هيرجع تاني للموت بعد ما ينهي مهمته، وبعد ما اقتنع ان مفيش مجال للهروب من الموت، اضطر يتكلم ويقول:
– بس شقر مش هيسمحلي بأني ارجعها من تاني، انتحار اني اخد منه حاجة.
اتكلم لوسيفر وقال:
– انت ميت يا غادر، يعني حربك مع شقر مش هتغير حاجة، هو خلص منك حتى لما محاولتش تاخد منه حاجة مكانش من حقك تديهاله، فدلوقتي هو مش هيعمل اي حاجة رغم محاولتك فى انك تسترد اللى لا ملكك ولا ملكه هو كمان، انت ميت.
غادر:
– يعني مينفعش تساعدني لو رجعتها، طيب اعوان مملكة الجن الاحمر، وجودهم ميقدرش يمنع شقر من انه يقتلني.
فى اللحظة دي ابتسم زين رغم انهم مسيطرين عليه، وعلشان كده مكانتش الابتسامة مفهومة خارجة مقصودة من زين ولا الجان هما اللى بيبتسموا سخرية من غادر اللى بيتمني يعيش وهو اصلا بين الاموات، رد عليه قفر وقال:
– انت اغبي انسي انا قابلته يا غادر، انت ميت، يعني قتلك فى حرك معاه، مقتلكش، مهما كانت محاولات المساعدة اللى هتلاقيها علشان ترجع شهيرة…انت ميت، اللى هيفيدك بس هو ان روحك تستقر وتصعد.
اتكلم غادر بأحباط وقال:
– بس انا حاسس اني ناسي طرق الدخول لعالم الجان، انا فاكر الاستدعاء، لكن اني اسافر للعالم بتاعهم واحاول ارجع بحد من هناك دي مش فاكرها ومجربتهاش تقريبا كمان قبل كده، انا ياما ضحيت ببني ادمين، لكن عمري ما روحت رجعت حد.
اتكلم شمهورش وقال:
– افتح كتاب بحر السحر، فيه هتلاقي طريقة سفرك لعالم الجان، الاهم انك تركز على اسم المملكة، واسم الملك اللى انت عايز تواجهه.
هنا اتكلم غادر وسأل:
– انت عرفت كل ده منين؟ وايه هدفك فى رجوع شهيرة؟
مكانش عارف غادر ان اللى بيتكلموا مع على لسان زين اللى قاعد قصاده واول مرة يشوفه ده هما سبع امراء من عالم الجان، ثبات زين وهدوئه ورصانة الكلام كانت اكبر بكتير من السن اللى واضح على الشاب اللى قاعد قصاد ساحر زي غادر، لكن الامراء كانوا اقوى من انهم يسمحوا لغادر انه يغدر ب زين او يستضعفه حتى، وعلشان كده رد حارس وقال:
– انا من نسل شهيرة، وطبيعي ادور عليها، خاصة انها جاتلي فى المنام وطلبت مني انقذها…انقذ روحها.
غادر:
– تنقذ روحها؟! هي ماتت؟
رد حارس وقال:
– افتح الكتاب، وابدأ الطقوس، رجوع شهيرة لعالم الانس الخطوة الوحيدة اللى هتسمح لروحك بالتحرر من كهف البحر، مهمتك لازم تنتهي قبل ظهور خيط النهار.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية ابواب) اسم الرواية