Ads by Google X

رواية لعاشر جار الفصل الحادي عشر 11 - بقلم سلمى رأفت

الصفحة الرئيسية
الحجم

  

 رواية لعاشر جار الفصل الحادي عشر 11 - بقلم سلمى رأفت

11-فضولٌ خفي
          
                
خرج "ريان" و "آدم" من غرفتهما بسخطٍ بسبب هذا الصوت المزعج وأردف الأول قائلًا بغضبٍ :



_يخربيت شكلك بــس يا حيوان!، أنت فاكر نفسك في الموقف؟؟



لم يكترث "مُهند" لهما بل أكمل ما كان يفعله حتىٰ استيقظوا جميعًا والتفوا حول مائدة الطعام وحينها وأردفت "يارا" قائلةً بنعاس :



_أنا مش قادرة اتسحر ومش جعانة أصلًا، هدخل أكمل نوم .



رد عليها "فريد" قائلًا بهدوء كعادته :



_لأ طبعًا لازم تتسحري، علشان دي مش وجبة عادية، ده بيبقىٰ فيها بركة الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
"تسحروا فإن في السحور بركة."
وعَن أَبِي سَعيد الخُدري قَال رَسُولُ الله صَلَّ الله عليهِ وسلم :
" السُّحُور أَكلَة بَركة فَلا تَدعُوه ولو أَن يَجرع أَحدكم جَرعةً مِن مَاءٍ فَإِنَّ اللَّهَ وَملائِكتهُ يُصَلُّونَ عَلى المُتسحرِين"
فبلاش نكسل ونقول مش مهم أحنا مش جعانين وخلاص اتحسروا وكُل واحد ينوي الصيام لأن هناخد أجر علىٰ نيتنا دي.
 قال رَسُولَ اللَّهِ صلىٰ الله عليه وسلم : 
إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى...)



أردفت "چوري" قائلةً باستنكار :



_يبقىٰ كده عادي لو مصلناش؟ ربنا كده كده هيحاسبنا علىٰ نيتنا.




        
          
                
رد عليها "عدنان" قائلًا :



_لأ طبعًا، دي عبادة لازم نعملها، ولازم ننوي فيها بس لو سيبناها منبقاش مسلمين، الصلاة لو اتسابت أنتِ كأنك خرجتي من الملة، اللي بيفرق إي شريعة عن التانية الصلاة،
بسم الله الرحمن الرحيم ربنا قال في كتابه العزيز : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)



(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا)



(يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ* خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ). 



﴿ما سَلَكَكُم في سَقَرَ • قالوا لَم نَكُ مِنَ المُصَلّينَ﴾



ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)



شايفة كُل ده، بيدل علىٰ أهمية الصلاة ومينفعش نسيبها، النية مش كفاية، ولو ربنا بياخد بالنوايا بس ومش بيحاسب علىٰ الأعمال كان أبليس أشد المتقين، أمال إيه اللي اللي خلىٰ أبليس يتطرد من رحمة ربنا؟؟ 
إنه منفذش أمره واتكبر ومرضاش يسجد لِسيدنا آدم، أهو عمل أهو النية مش كفاية لازم معاها العمل والعمل برضو مش كفايا لازم معاه النية السليمة.




        
          
                
أردفت "چورية" قائلًا باستياء :



_خلصتوا حصة الدين دي؟؟ عايزين ناكل الفجر هيأذن.



رمقتها "لارا" بضجرٍ ولم يرد أحدٌ عليها بينما أردف "مُراد" قائلًا بسخرية :



_إيه يا ماما ده؟؟ البطاطس المحمرة دي متكفيش رُبع معدتي!



ردت عليه والدته بتعبٍ :



_بقولك إيه يا "مراد"؟ كُل وأنتَ ساكت!



جلسوا جميعًا يتسحرون في جو يسوده الصمت من البعض والمشاكسة من البعض الآخر.



_في شقة "مدحت الصاوي" :



كانت "مريم" جالسةً بمللٍ ممسكةً بهاتفها وفتحت موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيسبوك" وبدأت بالتدوين قائلةً :



_آدينا مستنين مكالمة قبل الفجر.



ضغطت علىٰ زر النشر وبعد عدة دقائق جاءها تعليق من حساب يُدعىٰ "چودي عزت" مردفًا :



_معقولة!! المسحراتي بقىٰ يرن؟؟



ضحكت هي علىٰ تعليقها الساخر بينما دخل عليها والدها قائلًا باستهجان :



_هو المخفي خطيبك مش ظاهر ليه؟؟



ردت عليه هي قائلةً بنزقٍ :



_تلاقيه عنده شغل يا بابا أعذره.



رمقها هو باستهجان وتحرك للخارج متمتمًا :




        
          
                
_نفسي اعرف عاجبك فيه إيه بشعره الأكرت ده؟؟، ده عيل منتن، صحيح القرد في عين خطيبته غزال!



تجاهلت هي حديثه وظلت شاردة في اختفاء خطيبها المُبجل.



في شقة "إيهاب علام" :



كانت "عُلا" تصيح بِأعلىٰ صوتها قائلةً بسخطٍ :



_أنت يا زفت يا اللي اسمك "غيث" تعالى لي أنت وأخـوك!



خرج كُلٌ منهما من غرفته وأثر النعاس واضحًا وأردف "ليث" قائلًا وهو يتثائب :



_في إيه يا ماما؟؟ بتزعقي على الفجر كده ليه؟؟



ردت عليه هي قائلةً بضجرِ :



_بكرة صيام يا متخلف منك ليه، وأنا مش هعمل السحور لوحدي هتعملوه معايا!



نظر كُلٌ منهما للآخر بحسرةٍ وخرج "إيهاب" من غرفته هو و "عُلا" قائلًا بتذمر :



_يا "عُلا" في إيه؟؟ مكنش سحور ده يعني!، هاتي ياستي هعمله أنا والعيال واقعدي أنتِ.



نظرت له "عُلا" بهدوء ينافي حالتها السابقةِ قائلةً :



_اللي تشوفه يا حبيبي مقدرش اكسفك.



وذهبت تجلس أمام التلفاز بينما تحرك ثلاثتهم للمطبخ لإعداد السحور بينما أردف "غيث" قائلًا بسخريةٍ :




        
          
                
_ماشاء الله ماما كُل يوم تدب خناقة مع عم "عزت" علشان صوت الأغاني العالي وهي صوتها أصلًا بيوصل لأمريكا الجنوبية.



ضحك "غيث" و "إيهاب" بسخريةٍ بينما أردف الثاني قائلًا بسخرية :



_من عاب ابتلى يا سيدي.



أردف "ليث" بمرحٍ لا يظهر إلا لِعائلته قائلًا :



_يع الأيفون الـ 15 برو ماكس معفن أوي.



رد عليه شقيقه بطريقة تماثله :



_يع عربية BMW.



ضحك "إيهاب" علىٰ أبنائه وأردف بجدية قائلًا :



_لأ بجد من عاب ابتلى، وده أكبر مثال ميخليناش نعيب في حد في إي حاجة عنده لأن ربنا هيبتلينا بيها، قولوا دايمًا الحمدالله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا.



رددوا هذا الدعاء وراءه واستمروا في إعداد وجبة السحور.



في شقة "أحمد" الشريف"



كان "عمر" متجهًا نحو باب الشقة قائلًا بضجرٍ :



_أنا نازل اجيب سحور حد عايز حاجة معينة اجيبهاله؟؟



ردت عليه "أميرة" قائلةً بهدوءٍ :



_هات بِـ 10 جنيه فول وبِـ 20 جنيه بيض بلدي و بِـ 10 جنيه طعمية وزبادي.




        
          
                
أومأ هو بالموافقة و اتجه للخارج حتىٰ يُحضر ما طلبته والدته بينما أردف "أحمد" قائلًا بهدوءٍ بنبرة أعربت عن راحة باله :



_انزل يا "حمزة" نادي "حازم" و "مروان" يطلعوا يتسحروا معانا يلا بدل ما يتسحروا لوحدهم.



تحرك "حمزة" حتىٰ ينادي صديقه وشقيق صديقه بينما كانت "عائشة" ممسكةً بهاتفها تعبث به وهي مبتسمة فنظر كُلٍ من "أميرة" و "أحمد" إليها بنظراتٍ أعربت عن شكهما وضيقا جفونهما وأردف "أحمد" قائلًا بشكٍ :



_بتعملي إيه يا "عائشة"؟؟



ردت عليه وبدأت ضحكاتها بالارتفاع قائلةً :



_"مريم" بنت أنكل "مدحت" منزلة بوست فـ الـ comment "چودي" اللي كتباه ضحكني بس.



ردت عليها والدتها قائلةً بمرحٍ :



_والله عسولة، بس "مريم" خسارة في اللي اسمه "حسام" ده شبه رامز جلال باللي بيعمله في نفسه والله.



ضحك جميعًا وحينها دلف "حمزة" ومعه "حازم" و "مروان" وأردف "حازم" قائلًا بمرحٍ :



_أحلىٰ مسا على الناس الكويسة، عاملين إيه؟؟



_أحنا الحمدالله تعالوا اقعدوا "عمر" بيجيب السحور وجاي أهو.



جلسوا جميعًا منتظرين "عمر" بينما كان "مروان" شاردًا في الفراغ فاقتربت منه "أميرة" قائلةً :




        
          
                
_مالك يا حبيبي في إيه؟؟



رد عليها هو بابتسامة باهتة قائلًا :



_مفيش حاجة شوية مشاكل بس كده.



ردت عليه هي وهي تربت عليه قائلةً :



_عليّّ أنا برضو؟؟ أبوك كلمك في حاجة؟؟



رد عليها قائلًا بتعبٍ :



_يعني هو حلو كده كُل يوم والتاني يتجوزلي واحدة شكل؟؟ لأ وكمان قاعد برة مصر والاسم أبونا ده لما بيبعت الفلوس كُل شهر بيحسسني أن هو كده حلو أوي، أنا مش محتاج فلوسه دي بس مش عايز أحسس أخويا أن أبونا مستغني عننا من كُله!



أخدته هي بين أحضانها وأردفت قائلةً بحنو أمومي :



_قولتلك ميت مرة تسيبك منه يكش يروح جهنم، أمك الله يرحمها معرفش كانت مستحملاه إزاي.



ضحك "مروان" بخفة وأردف قائلًا :



_تعرفي يا "أميرة" أحسن حاجة حصلتلي إيه؟؟
أنك رضعتيني مع عمر وبقيتِ أمي وهو بقىٰ أخويا بحلال ربنا مش مجرد تشبيه.



قبلت رأسه بينما دخل "عمر" وهو ممسك في يده كيس بلاستيكي صغير فأردف "حمزة" قائلًا :



_اوعى تكون نسيت تجيب السحور!!




        
          
                
رد عليه بضجرٍ قائلًا :



_هو إيه اللي نسيت اجيب السحور؟؟ ده علىٰ أساس إني كُنت نازل رايح تمرين باليه مائي يعني؟؟ ماهو أنا أصلًا نازل اجيب السحور يخربيت البرسيم اللي عمل فيكم كده!



ردت عليه "عائشة" وهي تأخد منه الكيس البلاستيكي قائلةً :



_هات بس السحور كده خلينا ناكل وننام.. إيه ده؟؟؟



خرجت هذه الجملة الأخيرةِ منها باستنكار شديد بينما اتجه إليها "حازم" وهو يمسك بكيس الفول قائلًا بسخرية :



_إيه ده؟؟ إيه العينات دي؟؟



أردفت "أميرة" قائلةً بتذمر :



_هو ده اللي بـ 10 جنيه فول؟؟ ولا ده Test ندوق يعني وبعدين تنزل تجيب تاني ولا إيه؟؟



رد عليها هو بضجرٍ قائلًا :



_علىٰ فكرة أنا دافع كمان خمسة جنيه كمان من معايا يعني ده بـ 15 احمدوا ربنا واتسحروا من سكات!



أردف "أحمد" قائلًا بهدوءٍ :



_خلاص يا جماعة أحنا مش أكلين فول يعني! اعملوا بس البيض جنبه وحبة بطاطس.



أخرجت "أميرة" البيض من الكيس البلاستيكي وهي تردف بسخطً قائلةً :



_لأ ده أنت بتستهبل بقى! إيه البيضتين دول ؟؟ دول نسيبهم لحد ما يفقسوا ولا إيه؟؟




        
          
                
أردف هو بنفاذ صبرٍ قائلًا :



_البيضة بتسعة جنيه فجبت اتنين، أكيد يعني مش هجيب حاجة بالاتنين جنيه!



أردف "مروان" بسخرية قائلًا :



_أنت جايب السحور ده منين يالا؟؟ ده لو جايبه من الساحل الشرير مش هيبقىٰ بالأسعار السياحية دي!!



مسح "عمر" علىٰ وجهه بنفاذ صبرٍ قائلًا :



_وعهد الله جايبهم من تحت من محل فول وطعمية عادي جدًا والباقي من السوبر ماركت.



أردف "أحمد" قائلًا بعدما أخرج تنهيدة قوية قائلًا :



_ربنا يسترها علىٰ ولايانا طب أحنا وعارفين نقضي نفسنا اللي معندوش خالص يعمل إيه؟؟ الحمدالله علىٰ كُل حال.



حمدوا الله جميعًا ونزل هذه المرة "حمزة" برفقة "حازم" حتىٰ يشترا الكمية المناسبة لهم.
______________________________________
في أحد المناطق الراقية حيث طبقة الأثرياء، كانت جالسة سيدةً في بداية عقدها الخامس ممسكةً برأسها بيأس وخذلان حتىٰ وجدت من يحدثها قائلًا بضجرٍ :



_يا "رنــا" ياست أنتِ ردي!



رفعت وجهها إليه قائلةً بتعبٍ :



_نعم يا "إمام" في حاجة؟



رد عليه مستنكرًا قائلًا :




        
          
                
_قاعدة كده ليه في إيه؟؟



تكلمت قائلةً بخذلانٍ وهي تحاول كبح سقوط دموعها :



_"يحيىٰ" وحشني يا "إمام"، من ساعة وفاة "كنزي" وأنا مشوفتوش من ساعتها، مش كفاية واحدة راحت كمان التاني سايبني؟



أردف "إمام" بنبرةٍ أعربت عن جموده ولامبالاته قائلًا :



_ده عُمر "كنزي" ونصيبها من الدنيا مش هنتدخل في حكمة ربنا، بالنسبة بقىٰ لأستاذ "يحيىٰ" هو كبير ومسؤول وواعي للبيعمله، آه صحيح هو رجع تاني يشتغل في الجهاز.



وقفت له قائلةً بلهفة :



_بجد يا "إمام"؟؟ بالله عليك توديني اشوفه .



عقب على حديثها بسخطٍ قائلًا :



_أوديكي تشوفيه فين؟؟ وهو أنا بقولك رجع يروح النادي تاني؟؟ بقولك رجع الجهاز!! إيه مبتفهميش ولا البعيدة كده؟؟



ابتلعت كلامه الذي مثل نبات الحنظل في مرارته وجلست تستغفر ربها بينما أضاف هو قائلًا بجمودٍ :



_متشليش همه هو كبير وعارف هو بيعمل إيه، وسلام ورايا شغل.



تركها ورحل بينما رددت هي قائلةً :



_حسبي الله ونعم الوكيل، أمال لو مكانوش ولادك كُنت عملت إيه؟؟




        
          
                
تحركت حتىٰ تُعد وجبة السحور وتتسحر بمفردها
وبعد القليل ارتفع صوت آذان الفجر عاليًا وتوجه جميعهم للصلاة ثم للنوم.



في الصباح قُرب الظهيرة :



كان "تيام" يرتدي ملابسه بتذمر قائلًا :



_إيه يارب اللي أحنا فيه ده!، درس الساعة 11 الصبح وكمان أول يوم رمضان؟؟



ضحك عليه أخوه بسخريةٍ ثم توجهوا إلىٰ المركز التعليمي ودلفوا إلىٰ قاعة الشرح وأردفت "چودي" في نفسها قائلةً بسخطٍ وهي تجلس في إحدى المقاعد الغير مريحة بتاتًا :



_أستغفر الله العظيم يارب، ما كان يجيبنا على السحور أحسن!، هنقول إيه كُله علشان الفلوس.



انتهى الدرس بعد ثلاث ساعات وخرجت "سهام" واقفةً أمام المركز التعليمي قائلةً بتنهيدة قوية :



_أشهد أن لا إله إلا الله، أخيرًا الواحد خلص!



تبادلوا الحديث جميعًا حتىٰ خرج مشرفٌ من المركز التعليمي قائلًا بضجرٍ وهو يعقد حاجبيه :



_يلا يا آنسة أنتِ وهي، يلا يا جماعة من قدام السنتر محدش يقف هنا!



تفوه "تيام" بسخطٍ قائلًا :



_هو إيه اللي محدش يقف هنا؟؟ هو أحنا واقفين قدام السفارة الأمريكية؟؟ ده سنتر!




        
          
                
رد عليه المشرف قائلًا بجمودٍ :



_يلا يا كابتن من هنا الدنيا صيام!



كاد "تيام" أن يتوجه إليه لكن منعه شقيقه قائلًا يحاول صرف نظره عن هذا العراك :



_ياعم خلاص يلا نروح الدنيا صيام.



رمق هو المشرف بازدراء ثم تحرك مع شقيقه بينما علىٰ الجانب الآخر في إحدى الحدائق كانت جالسةً بشرودٍ حتىٰ وجدت يد صغيرة تربت عليها، رفعت رأسها ناظرةً ثم أردفت قائلةً بفرحةٍ :



_"نادين"! عاملة إيه؟؟ وحشتيني أوي، فين "نديم"؟؟



حملتها "چنىٰ" بسعادةٍ ثم ردت عليها "نادين" بطفولة قائلةً :



_"نديم" جاي هناك مع ماما وأنا شوفتك فقولت آجي  أقعد معاكِ.. أهم جم أهو.



وقفت "چنىٰ" ترحب بِـ "أيسن" وصغيرها قائلةً بودٍ :



_عاملين إيه؟؟ بجد والله وحشتوني!



تلفظت "أيسن" بلطفٍ قائلةً :



_وأنتِ أكتر والله، عاملة إيه؟؟



ردت عليها هي بودٍ قائلةً :



_الحمدالله تمام، تعالي أقعدي.



جلست "أيسن" بجانبها وتابدلا الحديث بينما في داخل بناية "مدحت الصاوي" وقف "تيام" ممسكًا بالخريطةِ قائلًا :




        
          
                
_أنا جمعتكم أنهاردة علشان بصراحة أنا فضولي وهموت وأعرف الخريطة دي وراها إيه.



عقب "ليث" قائلًا بلامبالاة :



_ياعم فكك دي تلاقيها خريطة لعبة والله.



أضاف هو بشكٍ قائلًا :



_طب خريطة لعبة إزاي ومكتوب هنا اسم شارع اللي يُصادف سبحان الله نفس الشارع اللي جنب مدرستنا؟



ردت "سما" قائلةً باستنكار :



_الشارع اللي جنب المدرسة؟؟ بس الشارع ده محدش بيعدي منه، ده دايمًا ضلمة وميفهوش حد خالص!



أردف "تيام" وهو يقرأ معالم الخريطة قائلًا :



_ماهو ده اللي مستغربه، إيه اللي جاب اسم الشارع ده والخريطة أصلًا لقيناها في الأقصر، ده غير كمان إن الشارع ده مفيهوش حرفيًا غير ڤيلا مقفولة ومن زمان أوي!



أردفت "چودي" قائلةً بعدم اكتراث :



_ياجدعان فككوا مش هنمشي ورا عبط زي ده، الكلام ده تخاريف!



كاد أن يرد عليها حتىٰ سمعوا صوت طرق علىٰ باب البناية من الخارج خرجوا جميعًا ولكن لم يجدوا أحدًا فتفوهت "عائشة" قائلةً بسخطٍ :



_إيه الشغل ده بقىٰ؟؟ حركات خبط وأجري دي انتهت من التسعينات!




        
          
                
لمح "غيث" ظرفًا علىٰ الأرض فتوجه إليه قائلًا :



_يا عيال بصوا كده.



نظروا إليه جميعًا ففتح "ليث" الجواب وهو يقرأهُ بصوتٍ عالي قائلًا :



_أزيكم يا حلوين؟؟
طبعًا شوفتوا الخريطة دي ومحدش فهم منها أي حاجة 
المطلوب منكم كلكم تروحوا الساعة 11 في الشارع ده وكلكم وقولوا لبقية شباب العمارة وأي حد يفكر يقول لحد من أبوه وأمه مش هنسيبه في حاله!



أردف "تميم" بسخريةٍ قائلًا :



_لا والله؟؟ فككم يا جدعان ولو قولتوا لأي حد هيهزقنا أصلًا.



أردف "حمزة" قائلًا بترددٍ :



_بقولكم إيه تعالىٰ نقولهم المشكلة إنه مخصصش حد فهنقول للشباب كلهم، أبعتوا علىٰ جروب العمارة كده وقولوا أي شاب ينزل يقعد معانا في المدخل تحت بعد الفطار لأمر في غاية الضرورة وكده كده الأهالي مش هيركزوا أوي.



أمسك "حازم" هاتفه وأرسل لهم رسالةٍ و تلفظ قائلًا بعمليةٍ:



_بعتلهم أهو ومعظهم شافها وعمل ريأكت يلا ي جدعان نطلع أنا تعبت أصلًا المغرب لسه فاضل عليه حبة حلوين.



استحسنوا جميعًا فكرته وذهب كُل واحدٍ منهم إلىٰ شقته بينما في شقة "مُحسن ونيس" :




        
          
                
أردفت "لميس" قائلةً باستنكار بعدما قرأت هذه الرسالة  :



_إيه ده؟؟ هننزل نعمل إيه يعني؟؟



أردف "مراد" قائلًا بنزقٍ :



_وأحنا إيش عرفنا يعني يا ست "لميس"؟ بس هننزل وخلاص وأخواتك أكيد عرفوا يعني.



استنكرت هذه الفكرة ولكن صمتت حتىٰ أتىٰ موعد الإفطار وبعد قرابة النصف ساعة، نزل جميعهم في مدخل البناية وأردف "آدم" قائلًا باستغراب :



_أنا بصراحة مستغرب أصل يعني مبقالناش حبة مع بعض في إيه أنا قلقت؟؟



أردف "تيام" قائلًا بتركيزٍ :



_فتحوا ودانكم كده واسمعوني.



أنصت إليه جميعًا باهتمام وحكىٰ لهم كُل شيء بدايةً عندما وجدوا هذه الخريطة وعند انتهائه أردف "عبدالله" قائلًا بعدم اكتراث :



_ياعم فكك ده تلاقي حد بيهزر.



تفوهت "فريدة" قائلةً باستنكار :



_والله موضوع مُحير بس فعلًا محدش ياخد في باله.



عقبت "يارا" قائلةً بهدوءٍ :



_والله أنا مش عارفة هاخد برأي الأغلبية.



ظل جميعم يتحدثون حتىٰ أردفت "مريم" قائلةً تُنهي النقاش :




        
          
                
_الحل الأخير فعلًا كُل واحد يطلع بيته ده أكيد كلام فارغ و بلاش تفكير زيادة في الموضوع ده يا "تيام" ده تلاقي حد فاضي أصلًا.



نظروا جميعًا إلىٰ بعضهم حتىٰ دلف "يحيىٰ" من مدخل البنايةِ قائلًا بجمودٍ :



_السلام عليكم.



رددوا جميعًا وراءه السلام بينما أوقفه "تيام" قائلًا :



_بُص أنا عارف إنك مش بطيقنا بس عايزينك في حوار.



نظر إليهم بشكٍ و تكلم قائلًا بهدوءٍ :



_اتفضل سامعك.



حكىٰ له "تيام" وعندما انتهى أردف "يحيىٰ" بعدم اكتراث قائلًا :



_ممكن حد بيهزر متمشوش ورا هبل، عن إذنكم



توجه "يحيىٰ" نحو المصعد حتىٰ دلف إليه وتفوه "ريان" قائلًا باستهجان :



_هو ماله مش طايق اللي خلفونا ليه؟



ردت عليه "عائشة" قائلةً بنزقٍ :



_هو كده من ساعة ما جيه سكن هنا مش بيطيق حد ولا كأننا واكلين ورثه!



تكلمت "چويرية" قائلةً بازدراء وتعالي:



_يعني أنتم مجمعينا علشان الحوار التافه ده؟؟ بجد قرف أنا طالعة.



اقتربت منها و أمسكتها "چودي" من مرفقها قائلةً بسخطٍ :




        
          
                
_ما تتكلمي عدل يا بت أنتِ! هو أحنا شغالين عندك؟؟ وبعدين همَ مين اللي قرف!!



اقتربوا جميعًا منهما لفض الاشتباك بينما أردف "آدم" قائلًا وهو ينهي هذا الشجار :



_خلاص يا آنسة هي أكيد مش قصدها حاجة.



تفوهت "چويرية" قائلةً بتذمر :



_لأ قصدي، وبعدين أنتِ بتتكلمي معايا كده ليه يا بيئة أنتِ؟؟



ضربا كُلٌ من "عائشة" و "سما" و سهام" وجنتيهما في صدمةٍ وأردفت الأولىٰ قائلًا :



_يخربيتك!، بتقولي لِـ "چودي" يا بيئة؟؟ اتشاهدِ والله.



أقتربت "ملك" منهما تأخذ شقيقتها قائلةً بغضبٍ :



_شكرًا يا آنسة يا محترمة بس أنا أختي مش بيئة.



ونظرت لِإخواتها قائلةً :



_ياريت تعلموها تتكلم باحترام مع الناس أحنا مش شغالين تحت أمرها علشان تتكلم معانا بالأسلوب الزفت ده، وعلىٰ فكرة أحنا كمان بنعرف نتكلم بقرف ونتنك بس أحنا مش هنشوف نفسنا علىٰ مخاليق ربنا، أحنا كُلنا مخلوقين من طين، محدش مخلوق من نور ولا ملاك نازل من السما، ولو أنتِ شايفة نفسك ملاك ومش بتغلطي، يبقىٰ حاسبي من علىٰ جناحات الناس علشان متدخلش في عينك!، عن إذنكم.




        
          
                
أخدت هي شقيقتها وتوجهت نحو شقتهما بينما أمسك "ريان" يد "چويرية" بغضبٍ قائلًا :



_تعالي يا هانم ورايا، ورايا كلكم!



تحركوا وراء شقيقهم الأكبر بينما تلفظ "تميم" قائلًا بنفاذ صبرٍ :



كان لازم يعني نجمعهم مع بعض؟، يلا يا جدعان كُل واحد يشوف شغله!



استرسل "نوح" قائلًا بضجرٍ :



_بس بجد البت دي مستفزة!، ده إيه اللي أحنا فيه ده!!



أردفت "حنين" قائلةً بهدوءٍ وتريث :



_خلاص ربنا يهديها يلا كُل واحد يطلع بيته.



توجه كُل واحدٍ منهم إلىٰ شقته واقتربت الساعة من الحادية عشر وأردف "تيام" قائلًا لِوالده :



_بابا أنا نازل أجيب حاجة وجاي، حد عايز حاجة؟؟



أومأوا جميعًا بالرفض بينما تحرك "تيام" للخارج وسار حتىٰ وصل إلىٰ الشارع المقصود وتلفظ في نفسه قائلًا بسخرية :



_يخربيت البخل مش هاين عليهم حتى يحطوا عمود نور!



فتح "تيام" ضوء هاتفه الذكي وسار لِداخل الشارع بحذرٍ حتىٰ اصطدم بأحدٍ وهو يرفع نحوه الضوء قائلًا بفزعٍ :



_سلامًا قولًا من ربٍ رحيم.. إيه ده؟؟ أنتِ بتهببي إيه هنا؟؟




        
          
                
أردفت "عائشة" قائلةً باستنكار  :



_أنت اللي بتعمل إيه هنا؟؟



تفوه هو بثباتٍ مزيف قائلًا :



_كُنت نازل أجيب زبادي للسحور فيها حاجة دي؟ أنتِ بقىٰ بتعملي إيه هنا؟؟



استرسلت هي بنفس الثبات قائلةً :



_كُنت بمشي رجلي شوية، وبعدين جاي تجيب زبادي منين هنا؟؟



أمسكها "تيام" قائلًا بضجرٍ :



_جاي أشوف أم الشارع ده ارتاحتي! يلا أنتِ شكلك جاية علشان كده أصلًا.



حمحمت بحرجٍ وتحركا للأمام بينما لمح "تيام" سيارةٍ تسير علىٰ مقربةٍ منهما وسرعان ما تعرف عليها فتوجه إليها قائلًا بسخريةٍ وهو يطرق علىٰ زجاج السيارة :



_الله الله، بتعملوا إيه هنا؟؟



فتح "نوح" زجاج السيارة قائلًا بثباتٍ :



_عادي يعني ده شارع الحكومة مش شارع أبوك!



أردفت "عائشة" قائلةً باستنكار وهي تنظر لداخل السيارة :



_واللي ورا دول بيهببوا إيه؟؟



خلع "حازم" نظارته الشمسية قائلًا بثباتٍ مزيف :



عادي يعني قولنا ننزل مع بعض اللمة تحب الزحمة.



أردف "عمر" قائلًا بشكٍ : 



_أنتم بقىٰ بتعملوا إيه؟؟




        
          
                
أمسك "تيام" يد أخته قائلًا وهي يضيق عينيه:



_عادي لقيت أختي حبيبتي وبنت خالتي وبنت عمي مخنوقة قولت أما أنزل أمشيها.



أردف "مروان" بسخريةٍ قائلًا :



_خلصتوا تحوير؟؟ يلا اركب أنت وهي.



كان في السيارة معهم "ليث" و "غيث" و "حمزة" أيضًا وتحركوا للأمام حتىٰ وجدوا من ترفع صوتها عاليًا قائلةً بتوجس :



_يلهوي ياني عربية مين دي؟؟



أخرج "مروان" رأسه من نافذة السيارة قائلًا بسخريةٍ :



_منورة يا "چودي" أنتِ و أختك تعالي ياختي أنتِ وهي.



نظرت إلىٰ شقيقتها بريبةٍ وركبوا معهم وأكملوا سيرهم بالسيارة حتىٰ تقابلا مع سيارةٍ أخرىٰ وفتح "عبدالله" النافذة قائلًا باستغرابٍ مزيف :



_يا محاسن الصُدف!، بتعملوا إيه هنا؟؟



أردف "غيث" قائلًا بجمودٍ مزيف :



_عادي كُنا بنتشمس فيها حاجة؟؟



رد عليه "تميم" قائلًا بسخريةٍ:



_بتتشمسوا جوا العربية؟؟



ردت عليه "حنين" قائلةً بسخريةٍ أكبر :



_يعني ده اللي لفت نظرك؟؟ ملفتش نظرك إن الساعة حداشر ونص بليل؟؟



نظر جميعم إلىٰ بعضهم وأردفت "مريم" قائلةً بتنهيدة :



_خلاص يا جدعان كُلنا كده شكلنا جينا نشوف في إيه علشان منضحكش على بعض.



تحركوا للأمام حتىٰ وصلوا أمام هذه الڤيلا ونزلوا جميعًا من السيارة وأردفت "رقية" قائلةً وهي تتفحص هذا المكان بتركيزٍ :



_آدينا جينا أهو، المفروض هنعمل إيه بقىٰ؟؟



قبل أن يهم أحد بالرد سمعوا صوت صراخًا عاليًا يأتي من داخل هذه الڤيلا فتوجهوا جميعًا إلىٰ الداخل حتىٰ حلت عليهم جميًعا صدمةٍ واندهاش من الذي رأوه.



_____________________________________



#يُتبع 

  • يتبع الفصل التالي اضغط على (لعاشر جار) اسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent