Ads by Google X

رواية سر بين السطور الفصل الحادي عشر 11 - بقلم ريو الطائي

الصفحة الرئيسية

  

 رواية سر بين السطور الفصل الحادي عشر 11 - بقلم ريو الطائي 

 البارت 11
                                  
                                        
-سر بين السطور-
-الكاتبة ريو الطائي-



لاتنسون التصويت والمتابعه وتعليق بين
الفراغات احبكم فرولاتي 
                                         ........ 



مارديت بقيت ساكتة كعدت على كرسي 
وهو وأكف كدامي رفعت أنظري اله 



جان يباوعلي وأبتسامة على وجهه 
أخذ نفس بهدوء  ومدلي أيده وكال 



:: يلا ننزل ملكتي



هم سكتت مارديت ولا عرتله هميه 
حسيت نار مشتعليه بيه ماعرف ليش 
جنت ساكته لهاي الحظأ؟ 



::  أهاا تفكرين أنج مو مطرة توافقين صح. 



باوعتله أبتسم مر ثانية وكال 
:: مشتاقة لأختج جيلان مو



فتحت عيوني واني باوعله كمت بسرعة
وأحس جسمي صار يرجف فكرت أن صار
عليها شي لوحده تموتني حجيت بصوت
خافت 



نيران: وينهه.. 



:: تردين تعرفين هي وين يعني؟ 



بلعت ريگ وهزيت راسي بأي 
قرب مني وأكف ورا ضهري وهمس يم أذني



::  حلو  بس مو قبل ماتوافقين نعقد



درت وجهي باوعتله ودفعته عني بقوة
خليت أصبعي كدامة وكلت بعصبيه



نيران: دير بالك تقرب منهااا أو تسويي 
شيي والله  ندمكككككك



::  أوف ليش هاذه العياط والعصبيه 
ملكتي لازم تعرفين أن مااحب صوت 
العالي



نيران: الله  يأخذككككك أن شاءلله  ولكككك
أختيييي وينهههههههه أحجيي شسويتتت 
بيهااا



:: لا ليش شنو شايفتني كدامج مجرم أو
شيء حتى أذي أخت مرتي



أحس العصبيه وصلت الراسي واني 
باوعله شلون يحجي برود ولا مهتم



نيران:  لا تلعب بعصابييي كافييي 
وكلييي وينههه



:: كلج ليش لا بس مو قبل مانزوج 



سكتت ماعرف  شنو جاوب واني لحد 
هسه ممصدكه أن اليوم زواجي من هاذه 
النسان الغامظ



مد أيده لي مره ثانيه باوعتله جانت أكو 
بتسامة على وجهه وكأنه يعرف شنو 
راح أختار  مسحت وجهي حاول أهدء 
نفسي تركته وتوجهت للباب فتحتله 



نزلت جوة جان المكان حيل حلو وجان أكو 
هواي ناس وكل العيون جانت تتوجه لي. 
حسيت بثكل جنت أمشي بخطوات ثابتة،
رغم إن داخلي جان مليان قلق وغضب.



وكف "الأكبر" بجانبي ونظر لي بنظرة طويلة، كأن 
عيونه تحاول توصل لي رسالة ما أكدر أفهمها. كال بهدوء، بس صوته كان مليان ثقة:


 
                
:: من اليوم، راح تبقين هنا وهذا البيت هو بيتك



نظرت له بعناد وكلت بصوت واضح كدام الكل:



نيران: إذا هذا بيتك، فمو معناته إنه بيتي 
أني ما طلبت هذا المكان، ولا طلبت أكون
جزء من حياتك



الكل يباوع علينا وسكتو وكل اللي جانوا 
موجودين بدوا يتبادلون نظراتهم. "الأكبر"
ما تغيرت تعابيره، بس ابتسم ابتسامة خفيفة
وكال:



:: بس المصير ما يجي بالطلب، نيران. هو ي
جي غصب وأحيانًا يكون أحسن من اللي نتخيله



كلماته زادت عصبيتي  بس جنت أعرف
إني ما أكدر أحجي أكثر كدام كل الناس
اللي جانوا موجودين. فجأة، المرأة الكبيرة 
اللي شفتها من قبل وكفت وكالت بصوت 



"كافي اليوم يوم خير وما أريد مشاكل. الكل يعرف مكانه، ونيران أنتِ هنا بإرادة القدر، وثقي إنه هذا الطريق هو لصالحك



حسيت  إن كلامها جان موجه لي وللجميع بنفس الوقت، وكأنه تأكيد على شيء ما أكدر أهرب منه. نظرت للأكبر وكلت بصوت خافت مليان تحدي:



نيران: راح أعيش هنا، بس بشروطي



ابتسم وكال بهدوء:
:: شروطي أولاً، بعدين نشوف شرطج ملكتي



باوعت على ناس جانوا مبينين ناس مثقفين 
وغلب الموجودين جانوا واضح أن صدقاء عمل
وبس  لينا جانت وأكفه يم بنات وتحجي وياهن
أما باري وناني ماشفتهن



"الأكبر" جان واكف جنبي، عيونه ما فارقتني للحظة. جان واثق، هدوءه يثير جنوني أكثر مما يطمئنني. حاولت ما أظهر خوفي أو توتري، لكن كل شيء بدا واضحًا  نظراتي المرتبكة. فجأة، انحنى باتجاهي وهمس بصوت منخفض بس بي نبرة ساخرة



:: شوفيني شلون راح أحول حياتج للأفضل



رفعت عيني له كلت بتحدٍ واضح:
نيران: إذا جنت تفكر إنك تقدر تسيطر عليّ
فأنت غلطان. أني مو لعبة."



ضحك بخفة وكال بصوت مسموع كأنه
يقصد الكل يسمع:



:: ما أريد لعبة أريد شريكة، واللي أريده دائمًا يصير



صوته جان مليان تحدي وثقة، لكني ما جنت مستعدة أستسلم له بسهولة. الكل جان يتابع بصمت، كأنهم ينتظرون مني رد فعل. تنفست بعمق وكلت بصوت واضح وهادئ:



نيران: والشريكة مو تُفرض، الشريكة تُختار. وأني
ما اخترت




        
          
                
نظر لي بهدوء للحظة،وبعدين  ابتسم ابتسامة 
جانبية وكال:



:: الوقت كفيل يغير رأيج. الليلة بداية جديدة لنا اثنين



ما جاوبته، بس حسيت إنه كل كلمة يكولها مثل تحدي جديد. حسيت إن هدوءه يخفي أشياء كثيرة، وأني  معركة ما أعرف متى ولا شلون تنتهي



كعدنه وأجه السيد وعقدنه والكل صار يبارك
لنا بس اني جان بالي مو يمهم بالي يم جيلان 
وأكف شوكت يخلص هاذه الشي تافة 
حتى أسئله



لينا قربت مني وهمست بلطف:
لينا: أعرف إنك خايفة، بس صدكيني
الأمور راح تصير أحسن مما تتوقعين



ما جاوبتها، بس ابتسمت ابتسامة صغيرة تخفي كل التوتر اللي بداخلي. جنت أعرف إنه بداية الطريق، وإنه لازم أكون قوية، مهما صار. لأن إذا جانت هذه اللعبة، فأنا لازم أتعلم قوانينها. وأربح."



اقترب مني بخطوات هادئة، وانحنى حتى 
يكون قريب من مستوى وجهي وكال بصوت 
منخفض بس نبرته قوية:



:: هسه صرتِي زوجتي لا تنسين هالشي ملكتي



رفعت نظري له وكلت بحدة:
نيران: وأني راح أذكرك بيوم  إن هذا الشي
ما صار برضاي



ابتسم ابتسامة صغيرة وكال بهدوء:
:: عادي الوقت راح يغير كلامج



مادريت سكتت وسحبت نفسي كعدت شوي 
بعيد عنه أبتسم هو وكال 



:: أسوي هسه الي تردي بعد شوي راح 
تكونين كاعده بحضني



نيران: انجب لاتصدك نفسك 



:: نشوف أنتظري شوي بس نصعد لغرفتنه



نيران:  لاتبقة تهدد والله هسه أعيط وفضحك
يامتحرش 



ضحك بهدوء ورجع كال
:: هاذه لسانج أذا ماعضيتلج يا سهلأ.. 



مارديت قربت مني لينا وكالت بلطف 



لينا: نيران صدكيني ما راح تندمين. هو 
يمكن طريقته قاسية، بس الأكبر دايماً
يعرف شلون يحمي اللي يحبهم



نظرت لها بصدمه وكلت بسرعة:
نيران: يحبني؟ هذا شلون حب؟ خطفني وفرض
عليّ حياة ما طلبتها وهسه تزوجني غصب
ويحبني؟! 



حركت رأسها وكالت بابتسامة باهتة:
لينا: راح تفهمين كل شي بعدين بس صدكيني
، أكبر همّه سعادتج حتى لو ما باين هسه



ما جاوبتها. داخلي جان مليان غضب، ودموعي 
تحاول تنزل، بس منعت نفسي بصعوبة. قررت
أتمسك بهدوئي، لأن جان واضح إنه كل شيء 
حوالي يشتغل لصالحه.




        
          
                
بعد ماالكل راح ساعدتني لينا وصعدت 
للغرفه جانت بطابق الثالث فتحت الباب 
الي لينا ودخلت باوعت الهه جانت حيل 
حلوه ومشغلين بيها شموع بكذا مكان



لزمت ايدي لينا باوعتله 
لينا:  لاتشغلين بالج بأي شي حبيبتي 
هسه تكدرين ترتاحين 



نيران: أريد غير هاي الملابس تعبت 



هزت راسها وراحت للكنتور طلعتي تراك 
اخذته منها وهي طلعت من الغرفه 
فتحت البدله وشمرته بالأرض أخذت
التراك ودخلت للحمام سبحت بسرعه 
وطلعت أمشطت شعري وكعدت على 
جرباية 



أفكر وين راح الأكبر فجأة ختفئ هو
وأبو ماعرف جده 



أخذت نفس عميق وكلت بصوت 
منخفض بيني وبين نفسي:
إذا هو يريد يلعب هاللعبة راح ألعبها، وأشوف شلون النهاية تكون بيدي



جنت ممددة على الجرباية، أحاول أهدأ نفسي من كل اللي صار. دماغي مشوش، مشاعر متضاربة بين الغضب والقلق. بعد شوي، سمعت دك الباب. حاولت أتجاهل، بس الباب انفتح فجأة. نظرت وشفت "الأكبر" واكف عند الباب. جان هادي، ثابت، مثل دايمًا، بس اليوم جان  أكو بعيونه شيء مختلف.



"الأكبر" دخل بهدوء، بدون لايحجي شي 
البداية. وكف عند طرف السرير ونظر لي بتركيز، كأن جان يدرس كل حركة مني. شفت نظرة غير عادية بعيونه، وجان وكأنه يحاول قراءة أفكاري.



:: نيران..



كال اسمي بصوت هادئ، ووكف لحظة قبل ما يكمل،



:: كل شي صار رسمي بس حبيت أجي وأتأكد
إنج بخير



نيران: مادري إذا أكدر أكون بخير بعد كل هذا.
هسه صرت زوجتك تكدر توفي بوعدك وتكلي
جيلان وين



:: أي طبعاً بس مو قبل ماأيتم زواجنة بشكل
كامل 



نيران: ش..... شنو قصدك



ابتسم ابتسامة صغيرة، بس جانت مليانة
بالجدية وكال:



:: يعني ياناري رح.... 



نظرت له بحده، من فهمت قصده وكلت 
نيران:  لو تموت ماخليككك تقرب مني 
يانكس



هو رد بهدوء، بس جانت نبرته مليانة بالقوة:



:: أني مو جاي أطلب منج شي بس أذا احبه 
تعرفين وين جيلان لازم تسوين كل شي 
أريده



كلت بهدوء، بس جان  بصوتي شيء مختلف:



:: إذا أنت فكر إنك راح تسيطر على حياتي 
بهذا الشكل، فأنت غلطان




        
          
                
الأكبر" اقترب خطوة وكال بصوت جاد جدًا:



:: أني ما أسيطر، نيران. أني هنا لأني شايف
بيج شيء مميز، والقرار لج  



صمت للحظة. جان كلامه غريبًا نفس الوقت جانت بي تحديات. بداخلي، جنت متأكدة من شيء واحد:
"ما راح أخلي أحد يقرر حياتي إلا أني



باوعتله وكلت 
نيران:  شنو راح تستفاد أذا صرت زوجتك



ابتسم وكال بهدوء:
:: أريد ولد منج. واذا جبتيلي بعدين انتي حره
تردين تبقين أو تروحين."



كلماته جانت مثل الصاعقة. حسيت بشيء ثكيل
يدخل كلبي، كأنها جانت صدمة جديدة. فكرت 
بنفسي، "يعني هو بس يريد ولد؟ وبعدها أني حرة؟"



حاولت أتمالك نفسي وأخذ نفس عميق، رغم 
إن جوابي جان مليء بالقلق والخوف. وكلت 



نيران:  انتتت شنووو بعقلككككك وليششس
جاييي عليه انييي روحح ولي وتزوججج



وابتسم بابتسامة جانت بيها مزيج من
الحزم والهدوء. كال:



:: أني أريد منج تجيبلي ولد تركج وخليج 
تروحين لأختج وماقرب منج بعد بس أذا
رفضتي راح تبقين طول العمر هنا حتى 
وأذا ماصار بينه أي شي



صمت للحظة، وجنت أريد أكول له شيء، 
بس كل كلمة جنت أفكر بيها جانت تروح 
مني.  بالنهاية، كلت له بصوت غير متأكد،



نيران: وإذا ما جبت  ولد شنو يصير



رد علي وهو يقف بثبات:
:: تعالي نجرب ونشوف يصير أو لا



خزرته وهو ضحك بصوت عالي 
نيران: أكل خر* ياأجلبببب



:: ماريد طياح حض أسمعي لج أسبوع أو
اقل تقررين بي ومنه لوقته مراح تعرفين 
وين أختج 



سكتت مارديت.وهو نزع الستره مالته وخلاة بهدوء 
على الكرويته وراح يم الميز ينزع بساعة 
مالته بقيت على كعدتي جنت حيل خايفه 
ومتوترة ومحتاره بنفس الوقت 



راح هو دخل للحمام تمددت على جرباية 
وغطيت نفسي نزلت دموعي بكسرة 
محتاره شنو أسوي حياتي كلها ماجنت
مفكره هيج يصير وياي 



خليت أيدي على بطني وأفكر أذا جبتله 
طفل أكدر تركه بعدها والهم أعرف مكان 
جيلان 



بس نطي الطفل أكدر أبده حياتي من جديد
ورجع جيلان لحضني 



مسحت دموعي من سمعت صوت طلعته من
الحمام بقيت هادء شوي ونرفع الغطه عني 




        
          
                
درت وجهي باوعتله جان لابس بس بجامه
وصدرة عاري خزرته وكلت 



نيران: شكو شتريد



أبتسم وكال بهدوء 
:: نزعي



نيران: ه... هااا



:: وجعاا نزعي القميص مالتج بسرعة 



نيران:   أنجبببب يأاسافلللل شتريييددد



:: أه تردين نزعج ياه من عيوني ملكتي 



كال هيج وسحبني من أيدي اله حاولت 
شرد بس لزمني بقوة وذبتني كدامه 
صرت أعيط بصوت بس حتى يتركني 



مددني على جرباية  ولزم أيده أثنينهن 
بأيد وحده ويأيد الثانيه يفتح بيها 
زرار القميص عطت بي واني أعيط



نيران:  وخرررر شجأييي تسويييي



::  مأسويي شي لاتخافين شبيج 



فتح القميص كله وشمرة بعيد سحبني من 
خصري ولزك ضهري بصدرة صرت رافس 
بس أريده يتركني



::  أششش شبيج  وداعتج عندي مأسوي 
شي بدون رضاتج كافي ترفسين



نيران:  وخررر عليش هيج سويت وخررر 
لافضحك والله 



سكت هو مارد بس حضني أكثر 
جسمه جان حار مع الغرفه جانت باردة
وخر شعري عن أذني وهمس



:: من زمان واني أحلم بهاذه اليوم وتحقق ناري



مارديت بقيت ساكته وهوه مخلي أيده 
على خصري والايد الثانية جوة راسي 



حسيت بقشعريرة بكل جسمي جنت تضاهر
القوة واني من جوة ميته من الخوف
رجع هو عصرني بحضنه وكال 



::  ياريحت أهلي الماشام يريحتهم.. 



ردت دور وجهي بس همس
:: أبقي هيج لاتدورين وجهج ناري



نيران: هاي مرت الثانية أسمعك تكول 
هاي الكلمه ليش



:: أني أهمج حتى تردين تعرفين 



نيران: لا ولا راح يجي يوم وتهمني 



سكت مارد والجو صار أكثر بروده لان 
مامشغل التدفئة حسيت نفسي ثلجت 
من البرد هو أحس وغطاني عدل بالغطه 
ورجع حضني أكثر 



بقيت كاعده ماكدرت أنام جنت منتظرته 
ينام حتى لبس بالأخير نمت من التعب 
ماحسه بأي شي 



كعدت الصبح وكلبي يوجعني، كل شي بداخلي
جان يصرخ. حسيت بضغط كبير ما أكدر أشرحه.
التفتت على "الأكبر" وشفت وجهه بوضوح لأول
مرة وهو نايم.جان نايم بعمق، وصدره العاري
يوضح كل تفاصيل قوته. رغم شكله الهادئ، جان
داخلي يعج بالمشاعر المتضاربة بين الخوف والغضب




        
          
                
حاولت أتمالك نفسي، بس عيوني جانت تلقط 
كل حركة صغيرة، طريقة نفسه المنتظم، وكيف 
ملامحه جانت مرتاحة، كأنه ما عنده أي شعور
بالندم على اللي سواة بيه



وخرت أيده وكمت سحبت القميص لبسته 
ودخلت للحمام غسلت وجهي  ولميت شعري
شلون مجان ورحت للكنتور طلعت بنطلون 
أسود وتيشيرت أبيض 



رجعت للحمام لبست بسرعه وطلعت رحت
للباب بس قبل ما أوصل لباب الغرفة، سمعت صوته العميق يكول بهدوء من وراي، 



:: وين رايحة نيران



نيران:  وانت شعليك؟ 



أبتسم وكام  من الجرباية وتقدم عليه 
كتفت أيدية واني باوعله بخزره



وأكف كدامي وكال 
:: مو لازم تنتظرين زوجج حتى تنزلون سوة



نيران: أريد أطلع، أحتاج أتنفس ختنكت



وأخذ نفس عميق قبل ما يرد بهدوء
:: هنا، أنفاسج مرتبطة بيه وين ما تروحين
تذكري هذا الشي



نيران: "أني ما أكدر أعيش بهالطريقة
أنت فرضت علي حياة ما أريدها، وما رح
أكون جزء منها بهالبساطة



ابتسم بسخرية وكال
:: نيران أنتي أقوى من ماتظنين. وإذا جنتِ 
تعتقدين إنج تكدرين تهربين مني، فإنتِ غلطانة
. هذا الواقع، وكل شي بعده رح يعتمد عليج



تركني واكفة بمكاني، وأني أحاول أستوعب كلامه اللي ترك أثر عميق بكلبي تركني و. توجه للحمام بخطوات واثقة، وعيوني جانت تلاحقه بدون وعي.



ضهره العاري كان يبين كل تفاصيل قوته، العضلات المشدودة والندوب اللي جانت مثل حكايات محفورة على جلده. جان واضح إن حياته مليانة معارك وصراعات، بس ما جنت كادرة أميز إذا جانت هاي المعارك تخصه هو أو تخص الناس اللي حواليه.



أني بقيت واكفة، وكأن رجلي ما تحملتني. 
حاولت أرجع أهدأ وأفكر بعقل، بس كلامه 
جان مثل صدى يعيد نفسه بداخلي: "وين ما 
تروحين، تذكري هذا الشي."



تنهدت بعمق، ومسحت وجهي  قررت إني 
ما أضعف أكثر، مهما جان اللي لازم أكون قوية
، حتى لو بداخلي جان كل شي مكسور.



سمعت صوت المي من الحمام، وصوت خطواته وهو يتحرك بالداخل. جنت متأكدة إنه جان يحس بوجودي، حتى لو ما جان يشوفني. دايمًا يعرف شلون يخلي حضوره يسيطر على المكان، حتى وهو بعيد.



تمددت على الجرباية وأنا أحاول أستوعب
شنو اللي صار وليش حياتي وصلت لهاي المرحلة.
بس بداخلي جنت عارفة، ماكو شي رح يرجع
مثل قبل.




        
          
                
رجعت درت وجهي، ودموعي على وشك تنزل. أفكاري كلها راحت لجيلان، أختي، اللي جانت كل حياتي. وين ممكن تكون؟ شنو صار بيها؟ شلون عاشت كل هالوقت وأني بعيدة عنها؟



أغمضت عيوني وحاولت أتخيلها، ضحكتها، صوتها، وحتى لمساتها لما جانت تمسك إيدي وتطمني. كلبي جان يحترق وأني أتذكرها، وأحس إن كل خطوة خطيتها بهذا المكان جانت تزيد المسافة بيني وبينها.



"يا ترى وينها؟ هل هي بخير؟ هل تعرف شنو اللي صار بيه؟" هالأسئلة جانت تدور ببالي، وكل إجابة محتملة جانت أصعب من اللي قبلها. حسيت إني محبوسة، مو بس بهذا البيت، بس داخل أفكاري اللي ما ترحم.



حاولت أقنع نفسي إن لازم أكون قوية، مو بس عملود نفسي  بس علمودها هم إذا جان عندي أي فرصة إني ألاقيها أو أعرف شنو صار إلها، لازم أستغلها مهما جان الثمن.



سمعت صوت باب الحمام ينفتح، ونظرت بسرعة بعيد عنه، كأن أفكاري ما جانت لازم تنكشف. جان واكف عند الباب، ينشف شعره بمنشفة، ونظراته جانت موجهة لي. ابتسم ابتسامة خفيفة وكال:



:: نيران، شنو اللي يشغل بالج هالكد



ما جاوبته، بس نظرت بعيد، وحاولت أكتم مشاعري.
جان لازم أكون أقوى، بس داخلي جنت أعرف إن الحرب الحقيقية ما راح تبدأ إلا لما أعرف الحقيقة عن جيلان.



باوعلي وهو ينتظر رد مني، بس أني بقيت ساكتة، ما جنت كادرة أحجي. كلبي جان مثقل بجيلان، وأفكاري جانت تبتعد عن المكان. حاولت أرفع عيني وأرد عليه بشي بسيط حتى ما يلحظ ضعفي



نيران: ماكو شي



ابتسم ابتسامة صغيرة، وكأنه مو مصدك وكال بهدوء:



:: الكذب ما يناسبج نيران شنو اللي يدور ببالج؟ 



نيران: جيلان... وينها؟ شنو اللي صار بيها؟"



عيونه تغيرت، وكأن ذكرياتي جابت ثكل للمكان. تقدم خطوة قريبة مني وكعد على طرف السرير. نظر لي وكال بصوت هادئ، لكنه مليان بشيء غريب:



:: أنتِ بعدج تفكرين بيها؟ توقعت إنج نسيتي 
كل شي عنها."



نظرت له بعصبية وكلت
نيران: شلون أنساها؟ هي كل شي بحياتي،
وأني متحملة هالشي كله بس حتى أوصل إلها



بقي صامت للحظات، كأنه يقيس كلماته، بعدين 
كال



:: جيلان بخير  بس إذا تردين تعرفين كل شي
، لازم توافقين على الكلته لج أول




        
          
                
نيران: ليش ما تكولي هسه؟ ليش كل شي 
لازم يصير بشروطك



وابتسم ابتسامة باردة، وكال
:: "لأن هذي هي حياتي نيران. أنتي دخلتيها، 
والآن لازم تلعبين حسب قواعدي



مارديت بقيت ساكتة كام هوه وسحبني 
من أيدي موكفني باوعتله شفت بتسامة 
على شفتة مرسومه خلاة أيده على خصري



وسحبني بقوة اله توترت من قربة حاولت 
دفعه بس ماكدرت رفعت أنظري اله شفت 
عيونة على شفايفي 



بلعت ريئگ ودفعته بقة عني رفعت أصبعي بوجهه



نيران:  دير بالك تسوي شي قسم بالله  ندمك 
ياساقط 



ضحك وترك الغرفة بخطوات هادئة، وأن بقيت مكاني، أحس وكأنه كل جواب يعطيني يفتح ألف سؤال جديد. دموعي نزلت بدون إرادة، وقررت بيني وبين نفسي: إذا ما حد رح يساعدني، راح ألقى طريقي بنفسي... وألقى جيلان مهما جان الثمن.



مسحت دموعي وسمعت الباب يندك نفتح
ودخلت لينا وهي مبتسمة 



لينا: صباح الخير عروستنا. يلا نزلي تريكي
الأستاذ الأكبر يكول خلي تنزل تتريك



رفعت راسي ونظرت لها بعصبية وكلت
نيران: كافي لا تكوليه أستاذ ولا الأكبر  بس 
كولي اسمه، هو مو شي أعظم تره



ضحكت بخفة وكالت
لينا: أنتِ عصبية اليوم! تمام، رح أكول اسمه 
بس أنت نزلي وخلينا نخلص



تنهدت بعمق وكلت
نيران: ما أريد آكل، كولي له
يسوي اللي يعجبه، ما رح أطيعه بهالسهولة



قربت مني وكعدت  على طرف السرير وكالت بهدوء:



لينا: نيران أنتي أذكى من هالحجي. لا تستفزينه
الأمور مو بهالبساطة مثل ما تتصورين. نزلي
وتصرفي بذكاء مو بالعصبية



نظرت لها واستغربت هدوءها، وكأنه كلامها يحمل معنى أعمق. بعد لحظات، تنهدت وكلت



نيران: تمام، رح أجي بس هذا مو يعني إني راضية



ابتسمت وكالت
لينا: هذا كافي يلا راح نزل وأنت تعاي وراي



تركتني ونزلت تنهدت بعصبيه وكمت
نزلت بهدوء، خطواتي ثكيلة وأني أفكر بكلام لينا
كل شي حولي جان ساكت، حتى أصواتي الداخلية جانت أهدأ من العادة، كأن عقلي يحاول يربط الأمور ببعضها. وصلت للطابق السفلي وشفت الطاولة مجهزة، الكل جان كاعد بمكانه.



لينا شافتني أول وحدة، ابتسمت وكالت



لينا: أخيرًا نزلتِ. تفضلي، مكانج هنا




        
          
                
أشارت لكرسي قريب من الأكبر وأنا حسيت 
بثكل أكبر من شفت المكان 



الكل جان يتكلم بهدوء، إلا هو. جان ساكت، بس عيونه جانت عليّ. نظراته ثكيلة مثل الجبال، وأني أحاول أتصرف طبيعي كعدت بدون ما أبين ضعفي 
ومباشرة كال بصوته العميق



:: أخيرًا قررتِ تسمعي كلامي



نيران: ما نزلت لأنك طلبت. نزلت لأن عندي
حق أكون هنا مثل أي أحد



ضحك بخفة، كال
:: حق؟ أنتي هسه عروستي وكل حق عندج 
مرتبط بيه لا تنسين هذا الشي نبكة



كلت بهدوء
نيران: إذا على الحقوق، أني عندي سؤال
شنو صار بجيلان؟ وين هي؟



الكل توكف عن الكلام، نظراتهم راحت بيني وبينه.
هو ما غير تعابيره، بس طان واضح إنه ما توقع مني أفتح الموضوع هنا. بعد لحظة صمت طويلة، كال ببرود



: "جيلان بخير وكافي تسألين



ما كدرت أتحمل كلامه الغامض أكثر، وكفت من مكاني وكلت بصوت مليان غضب



نيران: مو كافي غموض! ليش ما تكدر تحجي
الحقيقة؟ شنو السويته بيها.. 



قبل ما أكمل، هو وكف ببطء، نظراته جانت مثل السكاكين. تقدم خطوة باتجاهي وكال بهدوء مخيف



:: كعدي بمكانج، نيران  لأن إذا ما كعدتي
رح تندمين على كل كلمة كلتيها



كلبي جان يدك بسرعة، بس ما بينت خوفي. نظرت له بثبات وكعدت  وأني أكول بصوت منخفض: "مو مهم شنو رح تسوي. أني رح لكه الحقيقة، حتى لو جان الثمن حياتي



نادى بصوت عالي وحدة من العاملات اللي جانت واكفة على جنب. قربت منه، وكف بنظراته الحادة وكال



:: أريد تنظيف عميق للغرفتنا  ما أريد أشوف
لو غبار واحد، فهمتي



هزت راسها بسرعة وكالت بخوف
: نعم، أستاذ رح أعتني بكل التفاصيل



أشار لها بإيده كأنه يأمرها تمشي وكال
:: روحي وخلصي بسرعة.



بعدها التفت لي، ابتسامته رجعت لكنها جانت مليانة تحدٍ. كعد مكانه



الكل كمل أكله وكام، وأني بقيت كاعده مكاني، نظراتي مثبّتة عليه مليانة حقد. هو جان متمدد على الكرسي، رجع راسه للخلف وبقى يباوع بعيوني. ابتسم ابتسامة باردة وكال



:: عيونج الملونة عبارة عن لعنة ما تنشاف، تعرفين



نيران: إذا عيوني لعنة انت شنو؟ مصير أسود يمشي 
على الأرض؟




        
          
                
ضحك بخفة، ضحكته جانت مليانة استفزاز، وكال



:: يمكن  بس الفرق إن المصير الأسود يقرر أما اللعنة تنتظر اللي يقرر عنها



كلامه ضربني بعمق، بس ما بينت ضعفي. كلت
نيران: مو كل لعنة تنتظر، أحيانًا تتحول لشي
يخليك تندم



وكف من مكانه ببطء، قرب مني وهو ينظر لي بنظرات غامضة، وكال



:: نيران، خلي كلامج ذاخر لجولة ثانية. لأن
اليوم طويل، وأني أحب أشوف شكد رح تكدرين تستمرين بقوتج المستنعه هاي



وكف للحظة كأنه ينتظر مني رد، بس أني بقيت
ساكتة وما حركت نظراتي عنه. بعدها التفت
وراح باتجاه الممر بدون ما يضيف شي



بقيت بمكاني، وأني أفكر بكلامه. شنو قصده؟
وشلون كل شي مرتبط بيه وبقراراته؟ جنت
أعرف إنه ما رح يكون سهل التعامل وياه، بس
بداخلي جنت متأكدة إن عندي فرصة



بقيت بمكاني لفترة، أحاول أستوعب اللي 
صار. الأفكار بعقلي ما جانت توكف. شنو اللي 
يريده بالضبط؟ شنو هدفه من كل هاللعبة؟



سمعت صوت خطوات قريبة، رفعت راسي وشفت لينا جايه باتجاهي. ابتسمت لي بخفة وكالت



لينا: ليش بعدج كاعدة هنا؟ الكل طلع."



تنهدت وقلت بصوت هادئ
نيران: ما أريد أكون وياهم. ما لي خلق



كعدت على كرسي  وكالت



لينا: أعرف شنو تحسين، بس لازم تتأقلمين
. مو كل شي مثل ما نتمنى، بس أحيانًا لازم 
نصبر لين نعرف الحقيقة



نيران: كلج يمكن تعرفين شي وماتحجين
شنو الحقيقة اللي لازم أعرفها



ابتسمت بحزن وكالت



لينا: أحيانًا  بعض الأسرار ما نكدر نحجيها
إلا لما يجي وقتها. بس أكدر أكولج إنج أقوية
  لا تخلين أحد يكسرج



نيران:راح أطلع شوي، ما أكدر أبقى هنا



هزت راسها وكالت
لينا : تمام، بس ديري بالج. كل خطوة تسوينها 
محسوبة. إذا احتجتي شي أني هنا



طلعت من المكان، وأني أمشي بالممر أحس كأن كل جدار يخفي سر. المكان جان كبير وهادئ بشكل غريب. وصلت لشباك كبير يطل على الحديقة، وكفت هناك، أفكر بحياتي قبل كل هذا... جيلان، أختي، وينج؟ شلون صرت هنا وأنتي مو يمي؟



كنت غارقة بأفكاري لما سمعت صوته وراي



:: تحبين الهدوء؟"




        
          
                
التفت وشفت الأكبر واكف، يباوع لي بنظراته الغامضة. كلت بهدوء



نيران: ما أحب المكان، بس أحب أفكر بعيد عن الكل



ابتسم وكال
:: زين، لأنج راح تحتاجين تفكرين هواي بالأيام الجاية. القرار اللي رح تسوينه رح يحدد مصيرج وجيلان همين."



تقدمت خطوة باتجاهه وكلت بغضب



نيران: "إذا تعرف شي عن جيلان، ليش ما 
تحجي؟ وين هي؟"



هو ضحك بخفة وكال
:: جيلان بخير بس مصيرها بإيدج، نيران.
قراراتج هي المفتاح. إذا انتي ذكية، رح 
تلاكينها.وإذا لا، الخسارة رح تكون كاملة



نيران: "أنت تحاول تتحكم بكل شي، بس
أني ما رح أكون لعبة



رد بهدوء
:: مو مهم إذا أنتي لعبة أو لا، المهم إنج فاهمة
شنو اللي يربطج بكل هذا. لما تعرفين، رح تشكريني



ترك المكان بدون ما يضيف شي، وأني بقيت
واكفة  كلبي مليان غضب وخوف. شنو اللي 
يقصده؟ وشلون جيلان مرتبطة بكل هذا؟ جان
واضح إن الطريق مو سهل، بس جان لازم أعرف الحقيقة... مهما جان الثمن.



رجعت غرفتي بخطوات ثكيلة، كل كلمة كالها تدور براسي. شلون ممكن يكون مصيري ومصير جيلان مرتبطين؟ وشلون أتخذ قرار وأنا حتى ما أفهم اللي يصير حوالي؟



كعدت  على طرف الجرباية، أحاول أرتب أفكاري
، بس كل شي جان معقد. فجأة، سمعت طرقات خفيفة على الباب. كلت بصوت هادي: "تفضل."



الباب انفتح ودخلت لينا جانت تحمل صينية بيها جاي وبعض الأكل الخفيف. ابتسمت وكالت



لينا: فكرت يمكن تحتاجين شي تتقوين بي



نظرت لها وكلت
نيران: "شكراً، بس ما لي نفس



كعدت كدامي وكالت
لينا: أعرف إنج متعبة، بس لازم تاكلين. الأيام الجاية ما رح تكون سهلة



تنهدت وغيرت الموضوع 
نيران: الرجال الكبير والمرة منو شنو يصيرون 
من الأكبر



لينا: أهله 



باوعتله بستغراب
نيران: يعني أبو  وأمه 



لينا:  لا  وتكدرين انتي تحجين وياهم 
بأسماهم يعني جسار وعد 



نيران: أنت  واخواتج شنو تصيرين من الاكبر 



تنهدت وكالت 
لينا: ولا شي يصير بس صديق أخونه 
ولان ماعدنه مكان نسكن بي الأكبر خلانة 
نعيش هنا 




        
          
                
سكتت مارديت اصلن مايهموني بقت شوي 
كاعده وطلعت وتركتني مع أفكاري



بقيت كاعدة للليل، الغرفة جانت هادئة بس
داخلي مليان فوضى. الأكبر ما شفته من
الصبح، ووجوده كأنه ظلال ثكيلة تحيط
بكل شي. الخنقة جانت تزداد، وبدأت أحس
كأن الهوى بالبيت هذا يختلف، ثكيل ومليان أسرار.



كمت من مكاني، أمشي بالغرفة بدون هدف.
حسيت روحي محبوسة، مو بس بين الجدران
، بس حتى بأفكاري. حاولت أفتح الشباك، بس
جان مسكر بقفل محكم. رحت كعدت على طرف الجرباية، أحاول أستجمع أفكاري. شنو يريد؟
وشلون أنقذ روحي؟



كان الليل ساكت، وكل شي هادئ لدرجة غريبة، لحد ما سمعت صوت خطوات خفيفة قرب الباب. تجمدت مكاني، بس ما جان عندي طاقة حتى أخاف. الباب انفتح شوي، بس محد دخل. بقيت عيوني على الباب، وقبل لا أتحرك سمعت صوت خفيف يكول: 



"نامي، نيران."



عرفت الصوت... الأكبر. صوته جان هادي، 
لكنه مثل السهم. شنو اللي يريده مني؟ ليش 
أحس نفسي هدف له؟ حاولت أجاوب على
أسئلتي، بس كل مرة جنت أوصل لطريق مسدود.



رجعت وجلست على طرف الجرباية، أحس 
إن الدنيا كلها تدور حولي. الأفكار عن جيلان 
بدأت تملأ راسي من جديد... هي وين؟ شنو 
صار بيها؟ هل يعقل إنها تعرف عن اللي يصير؟
أو يمكن... يمكن هي السبب بكل هذا؟



أخذت نفس عميق وقررت: إذا ما حد راح يحجيلي الحقيقة، لازم أبحث عنها بنفسي. بس شلون؟ وأني
هنا، محبوسة بين جدران مليانة ألغاز.



نمت بعمق بعد كل التفكير اللي جان يعذبني، وكأن النوم جان الهروب الوحيد من الواقع اللي جنت أعيشه. السكون اللي جان  بالغرفة  ثكيل، وكل شيء  ضبابي لدرجة أنني ما جنت اكدرة أميز بين الحلم والواقع.



بالحلم، شفت جيلان، جانت قريبة مني مثل ما جنت أتمنى، لكن فجأة اختفت. فزيت من نومي جانت 10 بالليل. فتحت عيوني بحذر وحاولت أتأقلم مع الظلام اللي جان يملأ الغرفة.



عدلت نومتي ورفعت راسي ببطء للباب
جان الأكبر. وكف عند الباب، يراقبني بعيونه 
الحادة.



كلت بخوف
نيران: "ليش جاي هنا



ابتسم بابتسامة باردة وكال
:: زوجج أكيد أبقى دوم يمج



نيران: قنع نفسك بهاذه الكلام



رد بهدوء
:: كل شيء إله وقت بس اللي يهمني هو إنج
تكونين جاهزة. يمكن الوقت اللي جاي يكون 
مفصلي  بحياتج




        
          
                
حسيت بتوتر، وكأن الوقت الذي جان يمر بسرعة الآن 
صار ثكيلًا. جان يراقبني كأنه يعرف أكثر مما يظهر.



تركني وراح للحمام، وأني بعدني مشوشة من كل اللي صار. كعدت لحالي  بالغرفة، وحاولت أرجع أفكر  بكل شيء بتركيز، بس فكري جان مشتت بين جيلان وبين الأسئلة اللي جانت تزداد مع كل لحظة.



بعد فترة قصيرة، خرج من الحمام، ولف المنشفة على شعره، وجان واضح إنه مشغول بفكرته الخاصة. جان  هدوء غريب حوله، مثل ما إذا كل شيء تحت سيطرته. دخل للغرفة، ووجهه هادي، بس عيونه كانت مليانة غموض.



وكف شوي كدامي، بعدين قرر يتوجه مباشرة 
للجرباية ويتمددي يمي، وهو مازال يحاول إخفاء 
أفكاره بظاهره الهادئ. لكن جنت أحس بكل كلمة جان يحاول يخفيها.



كلت بصوت منخفض
نيران: ليش ماتكلي وين مكان جيلان وتريحني



بس هو ما رد علي، مجرد ابتسامة خفيفة على وجهه. أغمضت عيني سحبني 



بقيت كاعدة، وكل أفكاري تهاجمني وما كدرت أرجع أنام. حاولت أغمض عيني وأهرب من الواقع، لكن جانت هناك حاجة أكبر تدفعني للتفكير. باوعت له، شفته مغمض عيونه، لكن جان واضح إنه مو نايم



تركت الغرفة بحذر، ما أردت  لمكان أكدر أكون بي لوحدي، بعيد عن الضغط اللي جان يلاحقني. مشيت  بالممر الهادئ، والظلام جان يحيطني، وكل خطوة جنت أخطوها أحس بشيء غريب.



وصلت للدرج وكعدت على اول باية وأخذت نفس عميق. جنت متعبة جدًا، لكن جانت هناك أسئلة ليل ونهار تسكن بعقلي، خصوصًا عن جيلان. شلون أكدر أعرف الحقيقة؟ وين هي؟ وكل شيء بدأ يضيع  بدوامة من التساؤلات.



قبل ما أكدر أقرر شي، سمعت صوت خطوات خفيفة من وراء  تجمدت مكاني، وكلت لنفسي: "هل هو
درت وجهي وشفتة الأكبر.



وعيونه جانت مركزه عليّ. حسيت بشيء غريب 
بنظراته، زي ما جان يقرأ أفكاري. لكن ما كمل، اقترب مني وقال بصوت هادي



:: ليش كاعده هنا



ما رديت، بس باوعت اله جنت متوترة، وحاسه إن كل خطوة أخطوها راح تكشف لي شيئًا أكبر من مجرد أسئلة.



ابتسم ابتسامة صغيرة وكال



:: ما تحتاجين تخافين إذا جنتِ جادة  بمعرفة
كل شيء، راح أكون هنا



هالكلام زاد من توترّي، وكلت له
نيران: أريد ألكى جيلان. وين هي




        
          
                
وكف دقيقة وبعدين كال
:: جيلان؟ لا تفكرين بيها بهاذه وقتج 
راح تعرفين كل شيء."



تقدم ناحيتي فجأة، وما جان عندي وقت لأفكر أو حتى أتصرف. شالني بين ذراعيه بقوة، وأني حاولت أفك نفسي، بس جان قوي لدرجة ما كدرت أتحرك. كلبت وجهي عنه وكلت بصوت مشوش



نيران: خليني! مو هسة!



بس هو ما رد ظل ماسك بي وأخذني للغرفة. حسيت كأني مو  كادرة أتنفس من التوتر، وكل خطوة جانت تخوفني أكثر. لما دخلنا الغرفة، حاولت أفلت من قبضته، لكن جان ثابت زي الجبل.



كال بصوت هادي، وكأن كل شيء طبيعي



:: لا تخافين، بس أبقي هادئة



جنت أحس بشيء غريب جوه كلبي،
بنفس الوقت جان بداخلي خوف، و بنفس الوقت شيء من التحدي. حاولت أبتعد، لكن هو شافني، وضحك بسخرية.



:: حتى لو حاولتي تهربين، ما راح تروحين بعيد



هذا الكلام جان مثل الصدمة. لكن لم يكن عندي خيار سوى أني أواجهه وأبقى صامدة، حتى لو جنت مو
عارفة شو اللي رح يصير بعدين.



خلاني على الجرباية بحركة مفاجئة، وأحسست بكل عضلة بجسمي تتصلب من الخوف. جنت أريد أتحرك، أهرب، أصرخ، لكن ما كدرت.  بنفس اللحظة، سحبني لحضنه، وعيني جانت مشدودة للأرض، كلبي جان ينبض بسرعة مثل ما جان  بسباق مع الزمن.



جنت أحاول أتنفس بشكل هادي، لكن حضنه جان ضاغط عليّ لدرجة أنني ما جنت كادرة ألتقط أنفاسي. هو جان هادي، عكس كل شيء جنت حاسة بيه. كلامه الأخير 



ابتسم بهدوء وكال
:: لا تخافين، ما راح يصير شي لحد ما تكونين جاهزة



كانت كلماته وكأنها وعد، بس هل جنت كادرة صدكه



بقيت ساكتة وهو جان حضني من ورا ضهري
رجع كال بصوت هادي



:: تذكرين من كتلج راح تصيرين بيتي
بغرفتي وبحضني.



كلت بصوت خافت
نيران: أنت ما تعرفني أني ما أكدر أبقى هنا



:: ما يهمني إذا جنتِي مستعدة أو لا تبقين هنا
أني من أريد شي اخذه



بقيت ساكتة قربني أكثر، كأنه يحاول يثبت لي إنه المسيطر، وإنه مالي مجال للرفض.



:: أعرف كل شي عنج أكثر مما تتوقعين



رفعت عيوني وباوعت له بتحدي صغير، 
رغم الخوف اللي جان يملي صدري. 




        
          
                
نيران: شنو تريده مني؟



ابتسم ابتسامة غريبة، وعيونه ظلت مثبتة على وجهي. "



:: راح تعرفين مع الوقت. بس هسه أريد منج
بس شغلة وحدة: تكونين هنا، وياي



"راح تشوف أذا ماخليتك تندم على كل شي سويته



هو ما رد، بس ابتسم وكأنه جان يتوقع هذا الكلام. 



"نشوف"



كالها وهو يسحب الغطاء علينا، وكأن كل شي جان طبيعي بالنسبة له.



جانحضنه قوي، وجنت حاسة بحرارته من وراي. ضهري جان على صدره، وما كدرت أتحرك. همست بهدوء، وكلت: 



نيران: وافقت على كلامك



ضحك بصوت خافت وكال
:: جميل يعني وافقتي تجيبين لي طفل. 
وبعدين إذا تريدين طلكج عادي



هزيت راسي، وحسيت بغصة تعصر كلبي. جان كلامه واضحًا وصريحًا، وكأن مشاعري ما لها وزن. تجرأت وهمست



نيران: بس أول لازم توعدني تطلكني أول ما يصير



توكف للحظة، وكأنه جان يفكر  بطلبي. بعدين كال بصوت بارد



:: أوعدك، بس بشرط واحد. الطفل لازم يكون
إلي، وما يهم وين تروحين بعدين



هالكلام جان مثل سكين  بنصدري، بس جنت أعرف
إنه ما عندي خيار ثاني. هزيت راسي بالموافقة
، ودموعي نزلت بهدوء. حسيت بشعور غريب، بين الألم والرضا وكأنه كل شي صار خارج عن إرادتي.



دار جسمي اله بقوة، وعيونه جانت تثبتني بمكان ما أكدر أفلت منه. مسح دموعي بإيده وكال بصوت 



:: ما أريد أشوف دموعج، أني وياج دائمًا
مستحيل أتركج



باوعتله بنظرة مليانة غضب وقهر، وخزرت عيونه بشدة. دفعت إيده عن خدي بقوة وكلت بصوت متقطع



نيران: ما أريد منك شي. وتذكر دائمًا، أني كرهك



كلامي جان مثل سهم، بس هو ما تأثر، ابتسم بسخرية وكال



:: "كرهك اليوم هو بدايتي، وأنتِ راح
تكتشفين شنو يعني أكون جزء من حياتج



تركني وكام من الجرباية، كأنه ما مهتم باللي قلته.
أما أنا، بقيت بمكاني، أتحارب مع دموعي ومشاعري اللي جانت تشتعل مثل نار بداخلي.



وكف عند الباب والتفت لي بنظرة غامضة. كال بهدوء:



:: لازم تتعودين على وجودي بحياتج، لأن ماكو مفر




        
          
                
نيران: حتى لو أجبرتني أكون هنا، ما راح أكون ملكك أبدًا



ابتسم بهدوء وكال
: راح نشوف



بعدها طلع وسكر الباب وراه بهدوء، وكأنه متأكد من نفسه، وكأنه يعرف إن كل الطرق مغلقة عليّ.
ماعرف ليش حسيت ان لزم طلع ورا كمت 
من الجرباية 



طلعت بهدوء ووكفت بعيد شوية، شفته
واكف على بايات الدرج، بإيده جكارة 
والدخان يتصاعد منها ببطء. عيونه جانت 
مثبتة على قطعة الحديد اللي كدامه، نظراته 
غريبة، كأنها مليانة تفكير أو غضب مكتوم.



ما كدرت أفهم شنو اللي باله، ليش نظراته جانت ثكيلة لهذا الحد 



نيران: شنو اللي تباوع عليه بهالشكل



التفت لي ببطء، عيونه جانت ثابتة على وجهي. سحب نفس عميق من الجكارة ونفثه بهدوء، وكال



:: الحديد هذا يشبه حياتي. قوي، بس يحمل جروح وندوب لو تدققتي بي



كلامه جان غريب، لكنه لمسني بطريقة ما. حاولت أتمالك نفسي وكلت 



نيران: يمكن، بس الحديد على الأقل اله فايدة.
مو مثل البعض اللي وجودهم ما يضيف شي
غير الألم



ابتسم بزاوية فمه، وكأنه فهم المغزى من كلامي
، ورجع يباوع للحديد بدون ما يرد. هدوءه جان
يستفزني أكثر، وكأنه دايمًا يسبقني بخطوة.



:: راح تجيبين لي ولد قوي مثل الحديد؟



" قالها فجأة، وكأنه جان يفكر بصوت عالي.



ارتبكت، بس ما رديت، لأن داخلي جان يحترق من السؤال. شنو اللي يريده مني فعلًا؟ وليش كل شي بي معقد؟



تقرب مني فجأة، ويده مسكت إيدي بهدوء، بس نظرته جانت عميقة وثقيلة. باوع على إيدي وكأنه يدور على شي، بعدين كال بنبرة باردة



:: ليش إيدج مو نظيفة



انصدمت من كلامه، سحبت إيدي بسرعة وكلت 



نيران: شنو قصدك؟ شنو مو نظيفة



ابتسم بزاوية فمه، نظرة غريبة بعينه، وكال
:: أقصد، شنو اللي شايلته داخلج؟ ليش كل شي بيج يصرخ قلق وخوف؟ حتى لمسة إيدج تكوللي إنج مو مرتاحة."



كلامه أربكني بس مارديت بس كلبت عيوني 
اله رفع حاجبه، وبقى يباوعلي  كأنه يقرأ أفكاري. 



:: لا تلومين العالم على ضعفج  



زفر الدخان ونظر لي نظرة باردة قبل ما يكول
:: تعالي نطلع للحديقة. ماجد ينتظرنا هناك




        
          
                
استغربت ورفعت حاجبي
نيران: ماجد؟ منو



التفت لي وكال بهدوء
:: ماجد أخو البنات. وأكيد لازم تعرفينه
لان صرتي زوجتي 



نيران: ليش شراح يستفيد إذا عرفني أو عرفته



ابتسم ابتسامة وكال
:: هذا مو موضوع نقاش يلا مايصير نخلي أحد ينتظر



مشي كدامي باتجاه الحديقة، وأني مجبورة أمشي وراه. وصلت الحديقة اللي جانت واسعة وجميلة، مليانة أشجار وأزهار، والجو جان بارد شوي، بس لطيف. شفت ماجد واكف قريب من الطاولة، طويل وبجسم رياضي، ملامحه تشبه أخواته، بس جانت حادة أكثر



ماجد: منو هاي نيران 



:: كول مدام لا ولاتكول اسمها لا ومحمد دفنك



بابتسامة خفيفة وكال
ماجد:تدلل حبيبي وانتي ست تذكرتيني



ركزت على ملامحه، شعرت بشي غريب، كأنني شايفته من قبل، بس وين؟ ظليت أحاول أسترجع ذاكرتي، وبعد لحظة، توسعت عيوني وكلت بصدمة



نيران: إنت إنت نفس الشخص اللي شفته
بالمطعم ذاك اليوم وياه الأكبر



ابتسم بثقة وهز رأسه
ماجد :إيه، نفس الشخص



كلامه زاد قلقي. حسيت أن كل شي مرتبط بطريقة غريبة، بس ما كدرت أربط الأحداث ببعضها. كلت بحدة: 



نيران: شنو اللي جابك هناك؟ شنو جنت تريده مني



ضحك ضحكة صغيرة
ماجد: ذاك الوقت، جنت أراقبك بطلب الأستاذ



باوعت للاكبر ودرت وجهيتركتهم واكفين بالحديقة، وحسيت روحي مخنوقة من كل كلمة انكالت. مشيت بسرعة للبيت، كأن خطواتي تهرب من كل شي حوالي. دخلت الغرفة وسديت الباب وراي، واستندت عليه وأني أحس نفسي أثكل من أي وقت مضى.



تقدمت ببطء للسرير وكعدت عليه، حاسة أن الغرفة رغم كل جمالها ونظافتها جانت تضيق علي. ذكريات حديث ماجد و"الأكبر" 



مسحت دموعي اللي نزلت بدون وعي، وتقدمت للشباك فتحتها ودخل الهوى البارد، كأنه يحاول يواسيني، بس ما حسيت بأي راحة. ظليت أباوع على الظلام اللي برا، أفكر بكل اللي صار، وكل اللي ممكن يصير.



بين أفكاري، سمعت صوت خطوات جايه من بعيد، تتقرب شوي شوي. كلبي بدا يدك بسرعة نفتح الباب ببطء، وظهر "الأكبر" 



:: ما تحبين الهدوء صح



نيران: ماكو شي أحجي بي جاي تصدمني
الصراحه



ابتسم ابتسامة خفيفة، وحط يده على الباب قبل ما يغلقه وراءه. "ما تجين وراي، بس تعرفين... 



:: تردين تعرفين جيلان وين صح 



باوعتله وأخذت نفس 
نيران:  اني وافقت على شرطك 



هز راسه بأيخذت نفس عميق وزفرته
نيران: جيلان وين



ابتسم "الأكبر كال بهدوء
: تزوجت.... 

 
        

google-playkhamsatmostaqltradent